المجموع : 40
زَمَنٌ مثلُ زورة الأَحبابِ
زَمَنٌ مثلُ زورة الأَحبابِ / بعد يأْسٍ من مُغْرَمٍ باجتنابِ
فَاسْقني يا غلامُ عاش ليَ العَي / شُ مُداماً تُجْلى بحَلْي الحَبابِ
ما تَرى النَّايَ نبَّهَ العُودَ يَا صَا / حِ فَذا نادِبٌ وَذَا في انْتِحابِ
وَغناءٌ يكادُ أَنْ يَسْكُنَ الما / ء لتغريدِهِ عنِ الاضْطِرابِ
من فَتاةٍ وِصالُها لي صُدُودٌ / وَمواعيدُها كَلَمْعِ السَّرَابِ
نَزعوها مساويَ البُعْدِ لمَّا / أَلْبَسْوهَا مَحاسنَ الاقْتِرابِ
حينَ أَلقتْ ذَوائِباً مِثْلَ نَايَا / تٍ زُنامِيَّةٍ بِلا أَثْقابِ
وَتَلَوّت ملطومَة الخَدِّ بالْوَرْ / دِ وَعادَتْ كالشَّمْسِ بَعْدَ الذّهَابِ
في رِياضٍ كَأَنَّهَا لَيسَ تَرْضى / بِاشتغالي بها عنِ الأَحْبابِ
نمَّ نَمَّامُها إِلى رُوعِ قَلبي / أَنَّهُ مُؤْمِنٌ له مِنْ عِقَابِ
لَوْ تَصدَّى نَسيمُها لِمَشيبٍ / عَادَ مِنْهُ إلَى أَوَانِ الشَّبابِ
دَبَّجَ الغَيْثُ رَوْضَها مُذْ بَدا يَسْ / حَبُ مِنْ فَوْقِها ذُيولَ السَّحابِ
وَغَدا النَّرْجِسُ المُفَتِّحُ فيها / كَعُيونٍ تَطَلعَتْ مِنْ نِقابِ
وَشَقيقٍ تَرَاهُ يسرج فِي الرَّوْ / ضِ إِذَا مَا بدا بغير شِهابِ
كَسِهَامٍ مِن الزَّبَرْجَدِ قَدْ رُك / كِبَ فِيهَا أَزِجَّةُ العُنَّابِ
يَجْتَليها بَنَفْسَجٌ فِي حِدَادٍ / وَبَهارٌ فِي صُورةِ المُرْتابِ
رسمتْ لي رسومُها كَيْفَ أَشْتا / قُ إِلَيْهَا فِي جَيْئَتي وذَهابي
عاشقٌ لونَ عاشقيه إِذا ما / راعَهمْ مِن ذهابِهِ بِالذَّهابِ
شُرْبُهُ مِن نسيمِ كافورِ طَلٍّ / وَغِذَاهُ مِنْ زَهرِ مِسْكِ التُّرابِ
فِي طُرُوسٍ مَا بين سَطْرٍ مِنَ الرَّوْ / ضِ وَسَطْرٍ يُقْرا بِلا إِعْرابِ
سَوْفَ أُكفى بِأَحْمَدٍ لا سواهُ / من زَماني تَسبُّبَ الأَسْبَابِ
الَّذي لا تَراهُ مُذْ كَان إِلاَّ / وَاقِفاً بَيْنَ نَائلٍ وَعِقابِ
نَثرتْ كَفُّهُ المَواهِبَ لَمَّا / نظمتْها عُلاهُ لِلطُّلابِ
رائِحٌ في العُلى بِراحَةِ جُودٍ / بابُ أَمْوالِهَا بِلا بَوَّابِ
لِيَ فيه مذاهبٌ مُذْهباتٌ / مقبلاتُ الإِقْبالِ عِندَ الذّهابِ
أَخَذتْ من لطافةِ الحُسنِ طبعاً / مَزَجَتْهُ بِحُسنِ طَبْعِ الشَّرابِ
يَا أَبا قاسمٍ أَزَالتْ عَطايا / كَ صِعَاباً مِنَ الخُطوبِ الصِّعابِ
لاَ وَمَنْ رَدَّ عَاقِباتِ الرّزَايا / بِعَطايا مِنها عَلَى الأَعْقابِ
ما أُبالي إِذا حَسبتُك مِنْ دَه / ري بِما كان ساقطاً من حِسابي
بَخِلَ الباخِلون عنَّا فَأَمْطَرْ / تَ لَنا نائِلاً بِغَير سحابِ
حالَتِي تقتضيكَ دون اقتِضائي / أَنْ يكون الثَّوابُ دَسْتَ الثِّيابِ
كُلَّما لامَني خَبيثٌ بِعَتْبٍ / قَام لِبْسي لَه مقامَ الجَوابِ
فتبيَّنْ عُنْوانَ حالِيَ فَالْعُنْ / وانُ يُنْبي بكلِّ ما في الكِتابِ
كنتُ أَخْشَى خرابَ دَهْري وقَدْ قُم / تَ لِعُمرانِ كلِّ دَهْرٍ خَرابِ
قَلَّما ينْفقُ الأَديبُ وَلن ينْ / فقَ إِلاَّ عَلَى ذَوي الآدابِ
وَا حَيائي مِنَ العُيونِ إِذا ما / عايَنَتْني في هذهِ الأَسْلابِ
يَقْطَعُ العَضْبُ إِنْ نَبا عَنْ قَليلٍ / وَيعودُ الْهِلالُ بَعْدَ الغِيابِ
هي إِن شجَّها المِزاجُ وشابتْ
هي إِن شجَّها المِزاجُ وشابتْ / عاد من وقتهِ المشيبُ شبابا
خلتُها كالسَّرابِ في حَالَةِ المَزْ / جِ فلمَّا استحالَ عادتْ شرابا
أَمَلٌ نازِحٌ ووجدٌ قريبُ
أَمَلٌ نازِحٌ ووجدٌ قريبُ / إِنَّ حُكْمَ الهَوى لحكمٌ عجيبُ
لَم أرِدْ باللحاظِ ماءَ جمالٍ / من حبيبٍ إِلا حَماني رَقيبُ
قيل لي تبْ من الهوى قُلتُ إِنِّي / تبتُ من توبتي فكيفَ أَتوبُ
ما اقتَرَفتُ الذنوبَ يا قوم إِلا / في هوى مَنْ تطيبُ فيه الذنوبُ
بَعُدَتْ دارهُمْ ووجدي قريبُ
بَعُدَتْ دارهُمْ ووجدي قريبُ / والجوى مَوطِني وَصَبري غَريبُ
أَيُّ شيءٍ يَكون أَفجعَ عندي / من مُحِبٍّ قَد بانَ عَنه الحَبيبُ
قَد تَساوَتْ بالسقم منَّا عيونٌ / حينَ بانَتْ بالبَيْنِ منَّا قلوبُ
كُنْ بعيداً إِنْ شئتَ أَو كنْ قريبا
كُنْ بعيداً إِنْ شئتَ أَو كنْ قريبا / أَنتَ أَسقمتَني فكُنْ لي طبيبا
أَنتَ أَحببتَ أَن أَكونَ سقيماً / فلحبّيكَ صارَ عندي حبيبا
قد هويتُ السَقامَ في الحبِّ لما / حُزْتَ منهُ في مقلتيكَ نصيبا
كلُّ شيءٍ مِنِّي يحبُّك حَتَّى / أَنَّ أَعضايَ فيكَ تحكي القُلوبا
عَبَّدَتْهُ أَلْحاظُ عَينيكَ لمَّا
عَبَّدَتْهُ أَلْحاظُ عَينيكَ لمَّا / جعَلْتهُ لِما تُحِبُّ مُحِبَّا
هاكَ قلبي فاضربهُ بالهجرِ ضربا / ثُمَّ قطِّعْهُ بالقطيعةِ إِرْبا
قالَ لي هاتِهِ فقلتُ مُجيباً / عزَّ قلبي فلستُ أَملكُ قلبا
أَنتَ علَّمتهُ عليكَ التجَنِّي / حينَ أَقصيتهُ ولمْ يَجْنِ ذَنْبا
زَمَنٌ ضاحِكٌ وَرَوْضٌ جَدِيدُ
زَمَنٌ ضاحِكٌ وَرَوْضٌ جَدِيدُ / وَغُصونٌ مُرَنَّحاتٌ تَميدُ
أَنْجُمُ الزَّهْرِ حَوْلَها فَتَراها / طالِعاتٍ كأَنَّهُنَّ سُعُودُ
تَغْتَدِي لِلْعُيونِ مِنْها عُيونٌ / وتُلاقي الخُدودَ مِنْها خُدودُ
تَتَثَنّى مَعَ الرِّياحِ اخْتيالاً / بِغُصونٍ كأَنَّهُنَّ قُدودُ
فَلَها كُلَّما تَثَنَّتْ وِصالٌ / وَلها كلَّما اسْتَقامَتْ صُدُودُ
اِسْقِني يا غُلامُ فَالعَيْشُ غَضٌ / وَعُيونُ الخُطُوبِ عَنَّا رُقُودُ
لا تَدَعْ عاجِلَ السُّرورِ وَبادِرْ / فَعَساهُ يَعُودُ أَوْ لا يَعُودُ
رُبَّ لَيْلٍ مازِلْتُ أَلْثِمُ فيهِ
رُبَّ لَيْلٍ مازِلْتُ أَلْثِمُ فيهِ / قَمَراً لابِساً غِلالَةَ وَرْدِ
وَالثُرَيا كأَنَّها كَفُّ خَوْدٍ / داخَلَتْها لِلْبَيْنِ رِعْدَةُ وَجْدِ
لَمْ تُطِقْ دَفْعَها عَنِ الوَجْدِ حَتَّى / قَطَّعَتْها لِلْبَيْنِ مِنْ أَصْلِ زَنْدِ
مَا بَدا لِي بَدْرٌ مِنَ الوَصْلِ إِلا / كَسَفَتْهُ أَيْدي الفِراقِ بِصَدِّ
لَسْتُ أَنْسى قَلْبي وَقَدْ باتَ نَهْباً
لَسْتُ أَنْسى قَلْبي وَقَدْ باتَ نَهْباً / بَيْنَ بَيْنٍ مُبَرِّحٍ وَصُدودِ
وَسَماءُ العُيونِ إِذْ ذاكَ تَسْقي / بِسَحابِ الجُفُونِ رَوْضَ الخُدودِ
لَمْ أَجِدْ مَا بِهِ أَجودُ بِدَمعي / غَيْرَ رُوحي فَجُدْتُ بِالْمَوْجُودِ
فَتَنَتْنا سَوالِفٌ وَخُدودُ
فَتَنَتْنا سَوالِفٌ وَخُدودُ / وعيونٌ فَواتِرٌ وقُدودُ
ووُجوهٌ مثلُ التَّواصُلِ بيضٌ / وشُعورٌ مثلُ التَّقاطُعِ سُودُ
ملكتْنا بِضَعْفِهِنَّ ظِباءٌ / فَخَضَعْنا لها ونحنُ أُسُودُ
قَدْ جَحَدْتُ الهَوى فَلَمْ يُغْنِ جَحْدي
قَدْ جَحَدْتُ الهَوى فَلَمْ يُغْنِ جَحْدي / أَنا أُخفِي الهَوى ودَمْعيَ يُبْدي
فَتَفَضَّلْ بِزَوْرَةٍ فَعَساها / أَوَّلُ العَهدِ بي وآخِرُ عَهْدِي
بَدْرُ لَيْلٍ أَوْلا فَشَمْسُ نهارِ
بَدْرُ لَيْلٍ أَوْلا فَشَمْسُ نهارِ / طَلَعتْ منْ سَحائبِ الأَزْرارِ
فَوقَ غُصْنٍ تُميلُهُ نَشَواتُ الدَّل / لِ سُكْراً من غيرِ شُرْبِ عُقارِ
يَفْعَلُ الرِّيقُ مِنْهُ ما تفعلُ الخَم / رُ ولكنْ بلا تأَذّي خُمارِ
قَيْصَرِيٌّ يَكادُ يَلْعَبُ بِالأَر / واحِ مِنَّا في مَلْعَبِ الزُّنارِ
رَشَأٌ كُلَّما سَرى اللحْظُ فيهِ / جَرَحَتْهُ خَناجِرُ الأَبْصارِ
كُلَّما كَرَّ ناظِري فيهِ أَبْدى / لُؤْلُؤاً مُطْبِقاً عَلَى جُلَّنارِ
قَدْ تَناهى إِلى مُنافَسَةِ الحُسْ / نِ بِخَدٍّ كالماءِ منْ تَحْتِ نارِ
بِعذارٍ يَقُومُ فيهِ بِعُذري / عندَ مَنْ لامَني بغيرِ اعْتِذارِ
جاءَني زائِراً بِطُرَّةِ لَيْلٍ / أُسْدِلَت فَوْقَ غُرَّةٍ مِن نَهارِ
إِذْ رأَى الوَصْلَ مُولَعاً مِنْهُ بِالهَجْ / رِ وحُكْمَ الهَوى عَلَى الجَوْرِ جارِ
قائِلاً لي والفَجْرُ في قَبضَةِ اللَّيْ / لِ وَجِسْمُ الدُّجى مِن الصُّبْحِ عارِ
قُمْ نُقَضِّ حَقَّ الصّبُوحِ فقد أَذّ / ذَنَ بِالصُّبحِ طائِرُ الأَسْحارِ
ونُجومٌ مِثْلُ الدَّراهِمِ أَحْدَقْ / نَ ببَدرٍ في الجَوِّ كالدّينارِ
باهِتاتٌ كأَنَّهُنَّ عُيونٌ / ناظِراتٌ مِنها بِلا أَشْفارِ
كَمَزَايا خَلائِقٍ لأَبي القا / سِمِ فينا مُنِيرَةِ الأَنْوارِ
عَاطِلاتٍ حَلَّيْتُها بِسَجَايا / هُ الَّتي ذِكْرُها بِلا اسْتِغْفارِ
غُصنٌ لَيِّنُ المَهزَّةِ لَدْنٌ / زاهِرُ الزَّهْرِ مُثمِرُ الإِثْمارِ
عَصَفَتْ حَوْلَهُ رِياحُ الأَماني / وَسَقَتْهُ العُلا بِلا أَمطارِ
كنَسيمِ الشَّمالِ في آخرِ اللي / لِ إِذا هَبَّ في الليالي القِصارِ
عَلَوِيٌّ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ تَعالَوا / دُونَ أَقدارِهِمْ عَلَى الأَقْدارِ
ضَرَبَتْ كَفُّهُ لَهُ في رُبى المَجْ / دِ رُواقاً مُطنّباً بِالفَخارِ
قَاتِلُ القَومِ كُلَّما أَظلمَ النَّقْ / عُ جَلاهُ بالأَبْيَضِ البَتَّارِ
خاطراً لا تراهُ يَعْرِفُ في الكر / رِ فِراراً بِالأَسمرِ الخَطارِ
تارِكاً حُلَّةَ الحَديدِ من النَّقْ / عِ عليهِ في حُلَّةٍ مِن غُبارِ
لا بطيءُ الوُقوفِ في فَلَكِ الحَرْ / بِ ولكنَّهُ سَريعُ المدارِ
يَتَخَطَّى إِلى طَرِيقِ المَعالي / بِمَعالٍ خَطِيرَةِ الأَخْطارِ
سَاحِباً ذَيْلَ فاضِلٍ وهوَ عاري الظ / ظَهْرِ فيهِ من لُبْسِ ثَوْبِ العَارِ
مِنَنٌ ما لها عَليهِ امْتِنانٌ / جاءَ فيها المَقْدُورُ بالمِقْدارِ
حَسَناتٌ لم تَتَّصلْ بِمَسَاوٍ / تَتَقَضَّى تَقَضِّيَ الأَوطارِ
ما حَوَتْ هذِهِ المناقبَ إِلا / باقتِدارٍ مِنها عَلَى الإِقتِدارِ
يا مُجيري مِنَ الزَّمانِ إِذا لَمْ / أَسْتَجِرْ منْ خُطُوبِهِ لي بِجارِ
هاكَ شِعْراً إِلَيْهِ يَفْتَقِرُ المُو / سِرُ في دَهْرِهِ مِنَ الأَشْعارِ
لَوْ رَأَتْهُ العِيدانُ وَهْيَ سَكُوتٌ / كَلَّمَتْهُ سِرّاً بِلا أَوْتارِ
نَثَرَتْ راحَةُ المَعاني عَلَيْهِ / جَوهَراً مِنْ جَواهِرِ الأَفكارِ
وَحَديثٍ كأَنَّهُ
وَحَديثٍ كأَنَّهُ / أَوْبَةٌ مِنْ مُسافِرِ
كانَ أَحلى مِنَ الرُّقا / دِ عَلى جَفْنِ ساهِرِ
بِتُّ أَلْهُو بِطيبهِ / في رِياضٍ زَواهِرِ
بَيْنَ ساقٍ وسامِرٍ / ومُغَنٍّ وزامِرِ
شدَّ زُنَّارَهُ عَلى هَيَفِ الخَصْ
شدَّ زُنَّارَهُ عَلى هَيَفِ الخَصْ / رِ وشَدَّ القلوبَ بِالزنَّارِ
وأَدارَ الأَصْداغَ فوقَ عِذارٍ / أَنا في حُبِّهِ خليعُ العِذارِ
وَتَبَدَّى بِطُرَّةٍ تُخْجِلُ البَدْ / رَ ووجْهٍ يفوقُ شَمْسَ النَّهارِ
فَتَأَمَّلْتُ وَجهَهُ فَتَنَزَّهَ / تُ بِهِ في حَدائِقِ الأَزْهارِ
وَتَعجَّلْتُ جَنَّةَ الخُلْدِ لَمَّا / صَحَّ عَزْمي عَلى دُخُولِ النَّارِ
لَسْتُ أَنْسى مَقالَها لي ودمعي
لَسْتُ أَنْسى مَقالَها لي ودمعي / فوقَ خَدِّي كاللؤْلُؤِ المَنْثُورِ
كُلُّ دَمْعٍ فَبِالتَّكَلُّفِ يجري / غيرَ دَمْعِ الغَريبِ وَالمَهْجورِ
وَرَّدَ البينُ دَمْعَ عيني فَأَضْحى / كَعَقيقٍ أُذيبَ في بَلُّورِ
وبكى خيفَةً عليهِ مِنَ الوَجْ / دِ بدمعِ الأَحْزانِ طَرْفُ السُّرورِ
جَعَلَتْ تشتكي الفِراقَ وفي أَجْ
جَعَلَتْ تشتكي الفِراقَ وفي أَجْ / فانِها عِقْدُ لؤلؤٍ منثورِ
وكأَنَّ الكُحلَ السَّحيقَ مَعَ الدَّمْ / عِ عَلَى خَدِّها بَقايا سُطُورِ
عَذَلوهُ وَلَوْ دَرَوْا عَذَرُوهُ
عَذَلوهُ وَلَوْ دَرَوْا عَذَرُوهُ / ولَرَقُّوا لَهُ وما زَجَروهُ
قَبَرُوهُ بهجرهمْ حينَ صَدُّوا / ثُمَّ عادُوا بِوَصْلِهِمْ نَشَرُوهُ
أَقْبَلَتْ في غِلالَةٍ كَدَمِ الخِشْ
أَقْبَلَتْ في غِلالَةٍ كَدَمِ الخِشْ / فِ تَثَنَّى ودَمْعِ عَيْنٍ جارِ
فَتَأَمَّلْتُها وقَدْ لَبِسَتْها / جُلَّناراً أَوفى عَلى الجُلَّنارِ
فَتَحَيَّرتُ ثمَّ نادَيْتُ سُبْحا / نَكَ أَلَّفْتَ بَيْنَ ثَلْجٍ ونارِ
يا بَدْرُ بادِرْ إِلَيَّ بالكاسِ
يا بَدْرُ بادِرْ إِلَيَّ بالكاسِ / فَرُبَّ خَيْرٍ أَتى عَلى يَاسِ
ولا تقَبِّلْ يَدِي فإِنَّ فمي / أَولى بها مِنْ يَدِي ومِنْ راسي
أَنا بَيْنَ الرَّجاءِ والخَوفِ مِنْهُ
أَنا بَيْنَ الرَّجاءِ والخَوفِ مِنْهُ / في يَدِ الشَّوقِ مُطْلَقٌ مَحْبُوسُ
بانَ مِنَّا يَوْمَ الفِراقِ فَوَلَّتْ / ثمَّ بانَتْ مِنْ بَعْدِ ذاكَ نُفوسُ