القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الطُّغْرائي الكل
المجموع : 11
إنّ قوماً فارقتُهم ملكوا الأم
إنّ قوماً فارقتُهم ملكوا الأم / رَ وبيني و بينهم شحناءُ
عِفتُ إِحسانَهم وخِفْتُ أَذاهم / ومع الخَوف لا يطيبُ الثَّواءُ
منهم في الرِّقاب غِلٌّ ثقيلٌ / فإِذا أحسنوا إِليَّ أساءُوا
ما مُقامُ العزيزِ في البلد الهُو / نِ يليه المعاشر الأعداءُ
ليس إلا القُطوعُ والعِيس والحا / دي وجُنحُ الظلام والبيداءُ
خَبَّروهَا أنِّي مَرِضْتُ فقالتْ
خَبَّروهَا أنِّي مَرِضْتُ فقالتْ / أضنَىً طارِفاً شكا أم تليدَا
وأشاروا بأنْ تعودَ وسَادِي / فأبَتْ وهيَ تشتَهِي أنْ تعودَا
وأتَتْنِي في خِفيةٍ وهي تشكُو / رِقْبةَ الحَيّ والمزارَ البعيدا
ورأتْنِي كذا فلم تتمالَكْ / أن أمالتْ علَيَّ عِطْفَاً وجِيدَا
ثم قالتْ لتِرْبها وهيَ تبكي / ويحَ هذا الشبابِ غَضَّاً جديدَا
وتولَّتْ بحسرَةِ اليأسِ تُخْفِي / زَفَراتٍ أبَيْنَ إلا صُعُودَا
زَوْرَةٌ ما شفَتْ غليلاً ولكنْ / علَّمتْ جمرةَ الفُؤادِ وقُودَا
إنّ آثاركَ الجميلةَ عمَّتْ
إنّ آثاركَ الجميلةَ عمَّتْ / فهي تبقى وتُنْفِدُ الأعمارا
لا أُريدُ الآثارَ بعَدكَ تبقَى / أنتَ تبقى وتُخْلِفُ الآثارا
خلق الله للظلام جحيماً
خلق الله للظلام جحيماً / فهي من غيظها عليه تفورُ
ثم أنشا سحابة فسقاها / ريّ صوب من السحاب درورُ
وأماط الظلام منه برفق / فهي نور وما سواه غرورُ
يا لها ظلمة أقامت زماناً / ثم غابت فأصبحت وهي نورُ
هكذا جاءنا الخفي من العل / م عليه من الرموز ستورُ
إن أخذنا الكبريت ثم خلطنا
إن أخذنا الكبريت ثم خلطنا / جسداً ميتاً به وسقينا
ومزجناهما بصبر ورفق / وقررنا بذلك الرفق علينا
وانغماس الكبريت في الجسد / الأبيض من أصعب الأمور علينا
جسد راسب وروح لطيف / خلق النفس منهما بين بينا
ودعوا ما قد طار منه نضاراً / والذي قَرَّ في الإناء لجينا
فأصاب الكبريت من وهج النا / ر فرام الفرار فيما رأينا
فأَبضته عن الاباق جسوم / صار في جوفهن لما التقينا
واستجنَّ الأرواح في غلظ الاج / ساد من حرها اتقينا
ولزمنا التكرار حلاً وعقداً / فبلغنا من أمرنا ما اشتهينا
خير أمثاله التي ضربوها
خير أمثاله التي ضربوها / مثل في الزجاج والمشكاةِ
والسراج المنير أوقد بالزي / ت فجلّى بنوره الظلماتِ
هو دهن للآكلين وصبغ / خارج من بطون ذاك النباتِ
طور سيناء معدن السر فيه / قدسنا طاهر وماء الحياة
بين عينيك ليس يعدوك منها / إن تفطنت فائض الخيرات
عرفوا عينه ولم يعرفوا التد / بير فيه فالناس في حسراتِ
حكمة أخفيت عن الناس طراً
حكمة أخفيت عن الناس طراً / خفية من معرّة الأشرارِ
طعمه الأنبياء قون حلال / وبلاغ الأبرار والأخيارِ
من يرده لغير عقباه يحرم / فتزوّد منه لتلك الدارِ
بالزوابيق زال ظل النحاسِ
بالزوابيق زال ظل النحاسِ / وابتدا عقد آنكٍ ذي صريرِ
فيها يصبغ اللجين ومن / ها اشتد صبغ النضار في التحميرِ
ودعوه إذا تناهى احمراراً / فله عند البلوغ بالفرفيرِ
وهو نارُ لسُمِنا وبها التد / بير بدء أمرنا والأخيرِ
في تراكيبَ خمسةٍ تنشأ ال / أصباغ في مائنا النقيّ النميرِ
وبنار الحضان يخرج ذاك ال / صبغ في الماء مشبع التحميرِ
حمرة مستجنّة في بياض / أخرجتها النيران بالتقديرِ
وهو مركب من لطاف / وشداد شيبت يطبخ يسيرِ
في أداة مسدودة الرأس لا تخ / رج منها الأنفاس عند الزفير
فإذا طائر ترفِّى إليها / ردّ من قبة إلى التقعيرِ
وهو كالحوت لا يزال الما / ء ومأواه في قرار السعيرِ
وبهذا قال الحكيم برمز / غامض بيّن خفي شهيرِ
إن صبغ الأجساد إن تم في الأج / ساد فافطن تفز ملك كبيرِ
قد زرعنا النضار في الفض
قد زرعنا النضار في الفض / ضَةِ البيضاء وهي التي تسمى بزورا
وسقينا البزور ماء حياة / فامتلأ نبتها البهيج منها سرورا
وحصدنا من الشموس شموسنا / وحصدنا من البدور بدورا
وقتلنا قيد الشموس بهاب / من رماد فما استطاع نفورا
ورمزنا على الطبائع رمزاً / زيده بالذكاء والفكر نورا
ودعونا الرطاب منها بحوراً / ودعونا الصلاب منه صخورا
ودعونا رطابنا بصلاب / فتركنا بني المطالب بورا
حجر واحد ونهج قديم / من رآه لم يستطع أن يجورا
حجر القوم واحد
حجر القوم واحد / والتدابير واحده
وابنهم وهو صبغهم / فيه للخلق فائده
وله الماء والد / وله الأرض والده
خالد في نشوئه / زوجوه بخالده
قل لمن يطلب الحجر
قل لمن يطلب الحجر / هل أتى العلم والنظر
ليس والله ماؤنا / من دم لا ولا شعر
لا ولا البيض والمَنى / لا ولا البول والقذر
لا ولا سائر المعا / دن أعني بها المَدَر
لا ولانابت ولا / حيوان وذي ثمر
لا ولا ملحة العقا / ب التي شانها الكدر
فاطلبوا الملح باجتها / د ولو كان في سقر
وانخلوه فياله / إن ظفرتم به ظفر
وإذا ما فهمتم / وتحققتم الخبر
فهو شمس النهار لا / شك فيها ولا أشر
وهو بدر الدجى إذا / لم يشب كنهه كدر
يشبه الزعفران في ال / لون والصمغ في الشجر
أحسنوا الخلط بعده / قد فهمتم بلا ضجر
سكنّوا الجمع قبة / من زجاج بلا بصر
قد حوت خير عنصر / حجر ليس بالحجر
صخرة العلم هذه / وهو كنّ لمن خبر
وهو البيت بيتهم / فافهموا يا أولي النظر
وهو الرأس عندهم / في البرابي لمن نظر
وهو مغنيسياهم / واسمه صورة الصور
وهو البيض عندهم / وبه خالد خبر
وهو تنين رمزهم / وبه زوسم شهر
وهو برباة هرمس / ويسمى بذي الغير
وهو سبع بحفرة / حين مرقونس احتضر
وادرسوا الكتب كتبهم / إنما أحسنوا النظر
فجميع الذي تريد / دونه فهو مستطر
مثلكم كنت أولاً / أمزح الصفو بالكدر
وأرى كل ناقص / كاملاً من عمى البصر
لم ازل هكذا إلى / أن بدا الحق واشتهر
فإذا الأمر واحد / ليس شيء سوى الحجر
صمغة الشمس هذه / جسد الصمغة القمر
يشبه الشمع ذوبه / وإذا سال كالمطر
وإذا طال كالسحا / ب والكنار إن قطر
هذه تحفة إلي / ك فخذها ولا وزر
وتدبّر سطورها / فبها الحق مستطر
أجمل القول قد بدا / أجمل السرّ قد ظهر
وافصد المعدن الكري / م مرامي ذوي النظر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025