المجموع : 26
خفقَتْ رايةُ الصبَّاحِ وللنا
خفقَتْ رايةُ الصبَّاحِ وللنا / رِ لهيبٌ كالرايةِ الصَّفراءِ
لمَعتْ للعيونِ بعدَ اسودادٍ / فأَضاءَت حنادسُ الظَّلماءِ
واستقَرَّتْ تحتَ الرَّمادِ فَخِيلَتْ / ذَهَباً تحتَ فِضَّةٍ بَيضاءِ
مرحباً بالصَّبوحِ في الظَّلماءِ
مرحباً بالصَّبوحِ في الظَّلماءِ / وبعَذراءِ من يَدَيْ عذراءِ
وبسُكرَيْنِ من لِحاظِ غَزالٍ / ساحرٍ لحظُه ومن صَهباءِ
واحمرارِ الكؤوسِ في كَفِّ ساقٍ / صيغَ من ماء وردةٍ بيضاءِ
ضحكت أوجهُ اللَّذاذةِ بالفِك / رِ ولاحَتْ طوالعُ السَّرَّاءِ
فكأنَّ السرورَ إلفٌ حبانا / منه بالوصلِ بعدَ طولِ جَفاءِ
وكأنَّ الهِلالَ نونُ لُجَينٍ / غَرِقَتْ في صحيفةٍ زَرقاءِ
علَّ طيفاً سَرى حليفَ اكتئابِ
علَّ طيفاً سَرى حليفَ اكتئابِ / مُطفئٌ من صَبابةٍ وتَصابِ
لم يُذِقْنا حلاوةَ الوَصْلِ إلاَّ / بين عَتبٍ مبرِّحٍ وعِتابِ
كيفَ عنَّتْ لنا ظِباءُ كِناسٍ / غادَرَتْها النَّوى شموسَ قِبابِ
كلُّ ريمٍ يَشفي إذا رُمتَ منه ال / وَصْلَ حَرَّ الهوى ببَرْدِ الرُّضابِ
لطمَتْ خدّضها بحُمْرٍ لِطافٍ / نال منها عَذابَ بيضٍ عِذابِ
يتشكَّى العُنَّابُ نَورَ الأَقاحي / واشتكى الوردُ ناضرَ العنَّابِ
نحنُ في معدِنٍ من اللؤم مُطغٍ / دونَ عَذْبِ النَّدى أليمِ العَذابِ
قصدَتْنا يدُ الحوادثِ فيه / بِسهامٍ من الخُطوبِ صِيابِ
وَدَعَتْنَا إلى العِراقِ هَناةٌ / لأمورٍ تنقضُّ مثلَ العُقابِ
كلُّ زنجيَّةٍ كأن سوادَ ال / لَيلِ أهدَى لها سوادَ الإهابِ
تَسحَبُ الذَّيْلَ في المسيرِ فتختا / لُ وطوراً تمرُّ مرَّ السَّحابِ
وتشُقُّ العُبابَ كالحيَّةِ السَّوْ / داءِ أبقَتْ في الرَّمْلِ أثْرَ انسيابِ
وإذا قُوِّمَتْ رؤوسُ المطايا / للسُّرى قُوَّمَت من الأذنابِ
مُهدِياتٌ إلى الأميرِ لُباباً / من ثناءِ يُثْنَى منَ الآدابِ
زهرةٌ غَضَّةُ النَّسيمِ غَذَاها / صفوُ ماءِ العلومِ والآدابِ
فهي كالخُرَّدِ الأوانسِ يَخلِطْ / نَ شِماسَ الصبِّا بأُنْسِ التَّصابي
رِقَّةٌ فوقَ رقَّةِ الخصرِ تُبْدِي / فطنةً فوقَ فطنةِ الأعرابِ
طالباتٍ أبا المُفَضّلِ يَمْتُتْ / نَ إليه بأوكَدِ الأسبابِ
خطَبتْ ودَّه ونائلَه الغَمْ / رَ وكم أعرضت عن الخُطَّابِ
ملكٌ ما انتضى المهنَّدَ إلا / خِيلَ بدراً يسطو بحدِّ شِهابِ
خِيمُه في مواطنِ الحِلْمِ كَهْلٌ / ونَداهُ في عُنفوانِ الشَّبابِ
راتعٌ في رياضِ حمدِ أُناسٍ / رتَعوا منه في رياض ثَوابِ
قمرٌ أطلعَتْه أقمارُ ليلٍ / أَسَدٌ أنجبَتْه آسادُ غابِ
جَلَبَ الخيلَ ضُمَّراً تُلْهِبُ العُش / بَ إذا ما أثَرْنَ نارَ الضِّرابِ
بخميسٍ كأنما حَجَبَ الشَّم / سَ وقد ثارَ نقعُه بضبَابِ
وكأنَّ اللِّواءَ في الجوِّ لما / باشَرَتْه الصَّبا جَناحا عُقابِ
فإذا الرّشيحُ نبَّهتْه وقد أغْ / ضى تبدَّى لها وُثُوبَ الحُبابِ
في مقامٍ للموتِ تُحْتَسَبُ الأنْ / فُسُ في هَبْوَتَيِهِ أيَّ احتسابِ
حين أوفَى على العِراقِ طُلوعَ ال / بَدْرِ في ليلِ حادثٍ مُسترابِ
فثَنى الأرضَ منه محمرَّةَ الأرْ / جاءِ والأفقُ حالكُ الجِلبابِ
آلُ حمدانَ غُرَّةُ الكرمِ المحْ / ضِ وصفوُ الصَّريحِ منه اللُّبابِ
أشرقَ الشرقُ منهمُ وخلا الغَرْ / بُ ولم يخلُ من نَدىً وضِرابِ
نَزَلوا منه مَنْزِلاً وسَمُوهُ / بالنَّدى فهو مَوسِمُ الطُّلاَّبِ
يَنْجلي السِّلْمُ عن بدورٍ رَواضٍ / فيه والحربُ عن أسودٍ غِضابِ
جادَنا منهمُ سَحائبُ جودٍ / أنشأَتها جَنوبُ ذاك الجَنابِ
فحمَلْنا مِلءَ الحقائبِ من أف / وافِ مدحٍ يبقى على الأحقابِ
واستقلَّت بنا سواعِ تخوضُ ال / بحرَ خَوضَ النُّسورِ بَحْرَ السَّرابِ
شتَّتتْ شملَها الشَّمالُ وأمسَت / كالغرابيبِ عُذِّبَتْ باغترابِ
هذه الشمسُ أوشكتْ أن تغيبا
هذه الشمسُ أوشكتْ أن تغيبا / فأقِلاَّ المَلامَ والتَّأنيبا
أوجَبَتْ لوعةُ الفِراقِ على الصَّبْ / بِ جَوىً يَقرَحُ الفؤادَ وَجيبا
لن يُرى غالبَ الصبَّابةِ حتى / يَدَعَ اللَّومَ في الهوى مَغلوبا
حَثَّ غَرْبٌ من المدامعِ غرباً / حينَ رامت تلك الشموسُ الغُروبا
أعرضَتْ خِيفَةَ الرَّقيب ولولا / ه لكان الإعراضُ منها رَقيبا
وأَرَتْه بَرْقَ الثُّغورِ فأبدى / بارقَ الشَّوقِ في حَشاه لَهيبا
والثَّنايا العِذابُ تَثني على الوجْ / دِ الحَشا أو تُضاعِفُ التَّعذيبا
حَيَّ ربعاً لهنَّ يَزدادُ حُسْناً / وَمَحَلاً منهن يزدادُ طِيبا
سَلَبَتْه النَّوى بدورَ تَمامٍ / تركتني من العَزاءِ سَليبا
قد قطعْنَ البلادَ شَرقاً وغَرباً / وَبَلَوْنا الوَرى فُتوّاً وشِيبا
ونَزَلنا بكلِّ مُجتَدِبِ المن / زِلِ نَرْعى لديه رَبعاً جَديبا
قَرُبَ الوعدُ والنَّوالُ بعيدٌ / فأراني النَّوى بعيداً قَريبا
فدَعَوْنا أبا الفوارسِ للجُو / دِ فكان القريبَ فيه المُجيبا
وهَزَزنْاه للمكارمِ فاهْتَزْ / زَ كما هَزَّتِ الرِّياحُ القَضيبا
فرأَينا مُهذَّبَ الفِعْلِ يُكسَى / حُلَلَ المَدْحِ هُذِّبَت تَهذيبا
ونَسيبَ الحُسامِ أسْرَفَ في الجُو / دِ فَخِلناه للسَّحابِ نَسيبا
يا غريبَ السَّماحِ والمَجدِ والسُّؤ / دُدِ أصبحْتَ في الأنامِ غَريبا
مِلكٌ عُدَّتِ الملوكُ من الأز / دِ فكان الشريفَ منها الأديبا
راحَ يُبْدي لمن أتى مُستجيراً / من صُروفِ الزَّمانِ أو مُستَثنيا
خُلُقاً مُشرِقاً وَوَجْهاً طَليقاً / ونَوالاً جَزلاً ورأياً مُصيبا
قمرٌ لاحَ في سَحابَةِ جُودٍ / منه ما زال ذيلُها مَسحُوبا
ورأى البدرَ في دُجاه حميداً / والحَيا في أوانِه محبوبا
كلما مَدَّتِ الحوادثُ باعاً / مدَّ للمكرُماتِ باعاً رَحيبا
وإذا خاضَ غَمرةَ الموتِ رَدَّ السْ / يْفَ من غَمرةِ الدِّماءِ خَضيبا
شِيَمٌ لا تَزالُ تُشجي قلوباً / من أعاديه أو تَسُرُّ قُلوبا
وخِلالٌ أغَضُّ من زَهْرِ الرَّوْ / ضِ كَسَتْهُ الثَّناءِ غَضّاً قَشيبا
فاطْلُبِ المكرُماتِ بالحمدِ منه / تَجِدِ الحمدَ عندَه مَطلوبا
يابنَ فَهدٍ أحلَّني جُودُ كَفَّيْ / كَ مَحَلاً رَحبَ الجَنابِ رَحيبا
أنتَ أضحكْتَ لي الزَّمانَ فأبدى ال / بِشرَ منه وكان يُبْدي القُطوبا
فمتى لم أَقُم بشُكْرِكَ في النا / سِ خطيباً فلا وُقِيتُ الخُطوبا
كَبوَةُ الهمِّ بين كاسٍ وكُوبِ
كَبوَةُ الهمِّ بين كاسٍ وكُوبِ / واغتباطِ المُحِبِّ والمَحبوبِ
هو يَومي من اللَّذاذَةِ يُجلي / فِعلَ يومِ الكَريهةِ المَرهوبِ
حبَّذا أسهُمٌ تُفوِّقُها الأَ / حاظُ لا تُتَّقى بغيرِ القُلوبِ
بينَ خيلٍ من المُدامةِ قَرَّبْ / نَ إليَّ السرورَ بالتقريبِ
ودِنانٍ أُقِمْنَ صفّاً كما قا / مَ غَداةَ اللِّقاءِ رَجْلُ حُروبِ
وبواطٍ كأنَّهنَّ وِهادٌ / أتَرعَتها سِجالُ غيثٍ سكوبِ
فكأنَّ الكؤوسَ فيها جُنوحاً / أنجمُ اللَّيلِ صُوبَتْ للمَغيبِ
نحنُ أبناءُ هذه الكأسِ لا نعْ / دِلُ عن شُربِها إلى مَشروبِ
أدَّبتْنا الأيامُ حينَ أرَتْنا / بطْشَ أحداثِها بكلِّ أديبِ
وَعَلِمْنا أنَّا نَصِيبُ المَنايا / فأخذنا من الهوى بنصيبِ
قُمْ بنا قبلَ غُرَّةِ الإصباحِ
قُمْ بنا قبلَ غُرَّةِ الإصباحِ / وقيامِ السُّقاةِ بالأقداحِ
نتمشَّى إلى النَّعيمِ الذي في / ه صَلاحُ الأجسادِ والأرواحِ
بيتُ ريفٍ ترودُ عَيْنُكَ فيه / بين بيضِ الطُّلى وبِيضِ الفِقَاحِ
وتُلاقي الجسومَ في خِلَعٍ من / ه رِقَاقٍ على الجُسومِ مِلاحِ
من سراويلِ سُندُسٍ تملأ العَي / نَ بَهاءً ومن غُلالَةِ داحِ
وإذا كانَ مِئزَرُ الكَفَلِ النَّه / دِ عدوّاً لطرْفِك الطَّماحِ
فهنيئاً لك الصُّدورُ وما في / هنَّ من ظَاهرِ الجَمالِ المُباحِ
والخدودُ التي نُقِلْنَ من الوَر / دِ إلى عُصْفُريَّةِ التُّفَّاحِ
ومجالُ النِّطاقِ حين تُجيل ال / طَرْفَ في جَنَّةٍ ومَجرى الوُشاحِ
وإذا ما خَلا فحسبُكَ ما في / جُدْرِه من غَرائبِ الأشباحِ
من قيانٍ برزْنَ ليسَ على الأب / صارِ في نهْبِ حبِّها من جُناحِ
وكُماةٍ تَهُزُّ بيضَ سيوفٍ / غيرَ مَرهوبَة وسُمرَ رِماحِ
فإذا ما صَقَلْتَ جِسمَك فيه / بأكفِّ النَّعيمِ صَقْلَ الصِّفاحِ
مِلْتَ من رَبْعِهِ إلى رَغَدِ العَي / شِ غُدُوَّاً مُواصَلاً برَواح
تتروَّى من الصَّبوحِ وَتَفْتَضْ / ضُ نَسيمَ الرِّياضِ قبلَ الصَّباحِ
وأحقُّ الأيّامِ بالقَصْفِ يومٌ / جَنَّبَتْ مُزنَه جَنوبُ الرِّياحِ
خَطَراتٌ هي العُلا وارتياحُ
خَطَراتٌ هي العُلا وارتياحُ / وغُدوٌ إلى الوَغَى ورَواحُ
وأيادٍ تحُثُّهنَّ عِداتٌ / مثلَ ما حثَّتِ السَّحَابَ الرِّياحُ
يا حُسامَ الإلهِ يا جبلَ الدن / يا ويا بحرَها الذي يُستَماحُ
ففِداكَ الهُمامُ والمَلِكُ المَر / جُوُّ للبَذلِ والفَتى الجَحْجاحُ
خَطَأٌ قَولُنا لمثلِك يَفدي / ه ذَوو النَّقْصِ والنفوسُ الشِّحاحُ
كيفَ تَفدي الرُّبا الشواهقَ أم كي / فَ يُساوى بغَمرَةٍ ضَحْضَاحُ
بك تَمضي الظُّبَى وتَجري المَذاكي / ويَصولُ الرَّدى ويَدْمَى السِّلاحُ
سَفَرٌ مُسفِرٌ لك السعدُ فيه / قادَه اليُمْنُ وانتحاهُ النَّجاحُ
في خَميسٍ كاللَّيلِ وجهُكَ مصبا / حٌ تَجلَّى ضياه بل إصباحُ
هاكَ منك العدوَّ أرقمَ يَسري / في سُراه إليه حَيْنٌ مُتاحُ
عبدُ نُعماكَ منذُ شهرينِ ثاوٍ / فاعتلاقٌ يَحيا به أو سَراحُ
رَدَّ جَفني بسَافحِ الدَّمعِ يَندى
رَدَّ جَفني بسَافحِ الدَّمعِ يَندى / حينَ حيَّيتُه فأحسَنَ رَدَّا
سَمَحَت لي به السُّجوفُ فما حا / دَ عن العينِ والرَّكائبُ تُحدَى
قمرٌ كلَّما مَنَحناه لَحظاً / منحَ اللَّحْظَ جُلَّناراً وَوَرْدا
هو كالرِّيمِ ما تَلفَّتَ جيداً / وهو كالغُصْنِ ما تأوَّدَ قَدَّا
أنا إن راحَ أو غَدا لفِراقٍ / في رَواحٍ من الحِمامِ ومَغْدَى
أيها البرقُ إن وَجَدْتَ غَماماً / فَاسْق نجداً به ومَن حَلَّ نَجدا
وتعهَّدْ تلكَ الخِيامَ ففيها / ظَبَياتٌ يَفتُكْنَ بالصَّبِّ عَمْدا
بجديدِ الشُّؤبوبِ يُصبحُ منه / خَلَقُ الرَّوْضِ نَاضراً مُستَجِداً
ومُرِبٍّ يُخفي صَنائعَ بيضاً / حينَ يُبدي لنا شمائلَ رُبْدا
وكأنَّ الوميضَ يَنشُرُ نُوراً / في أعاليه أو يُفَوِّتُ بُرْدا
عادَ بحرُ السُّرُورِ بالشَّيبِ جَزْراً / بعدما كان بالشَّبيبةِ مَدَّا
وأساءَ الزَّمانُ فيه إلينا / حينَ أعطى القَليلَ منه وأكدى
كانَ كالبرقِ فاستَتمَّ خُموداً / قبل أن يَستَتِمَّ للعينِ وَقْدا
قد غَنِينا عَنِ السَّحابِ ولو كا / نَ رَحيقاً بين السُّقاةِ وشَهْدا
أصبحَتْ راحةُ الأميرِ أبي الهي / جاءِ أحلَى جَنىً وأعذبَ وِرْدا
سَيِّدٌ يَهدِمُ الثَّراءِ ويَبني / سُؤدُداً في حِمى النُّجومِ ومَجدا
غَمَرَتْنا له سِجَالُ عطَايا / كَسِجالِ الغَمامِ أسرفَ جِدَّا
يَضعُفُ الشُّكرُ عن مُكافاةِ ما نَوْ / ولَ فيها وما أفادَ وأَسدى
وإذا عُدَّتِ المَناهِلُ كانَتْ / يَدُهُ منهلاً من العُرفِ عِدَّا
سَدَّ منه وجهَ الخُطوبِ فأضحَى / دونَ ما يتَّقي من الدَّهرِ سَدَّا
وكفى الوَفْدَ أن يَحُثَّ المَطايا / بندىً يغتدي إلى الوَفْدِ وَفْدا
أنت سَعدُ العُفاةِ يا ابْنَ سعيدٍ / وكَفاهم بأن تُطاوِلَ سَعدا
مستهلٌّ إذا تبسَّمَ برقاً / وهو بينَ الخُطوبِ قَهقَةَ رَعدا
باتَ يُهدي إليَّ شَوْقاً إلى بِشْ / رِكَ مستبشِراً إلى الرَّوْضِ يُهدى
وبطئٌ في السَّيرِ يُسرعُ وَمْضاً / مثلَ ما تُسرِعُ الأناملُ عَدَّا
فتذكَّرْتُ جِدُّ نُعماكَ لَمَّا / مِرحَ الغَيثُ في الرِّياضِ وجدَّا
أنا جَلْدٌ على الخطوبِ ولكنْ / لستُ فيها على جَفائِكَ جَلْدا
أُوسِعُ الدَّهَر مذ تعتَّبْتَ ذَمّاً / بعدَما كنتُ أُوسعُ الدَّهرَ حَمْدا
فكأني أرى السُّرورَ عَدوّاً / أَتحَامَاهُ والمُدامةَ ضِدَّا
فلو أني ارتشفتُ ثَغْرَ حبيبٍ / باردِ الظَّلْمِ لم أنلْ منه بَردا
أجَفاءً مُرّاً ولم أَجْنِ ذَنْباً / فأُجازَى به بُعاداً وصَدَّا
واطِّراحاً يَبيتُ يُخْلِقُ صَبْراً / بينَ أحشايَ أو يجدِّدُ وَجْدا
حينَ جارَت عليَّ أحداثُ دَهْرٍ / ليسَ يسلُكْنَ بي إذا سِرتَ قَصْدا
نُوَبٌ لو علَتْ شماريخَ رَضوى / أوشكَت أن تَخُرَّ منهنَّ هَدَّا
عَرَضَتنْي على الحُسامِ فأضحَى / كلُّ عُضوٍ مني لِحَدَّيْهِ غِمْدا
وكَسَتْ مَفْرِقي عِمامةَ ضَرْبٍ / أُرجُوانيَّةَ الذَّوائبِ تَنْدَى
وإذا قِسْتُ هجرَكَ المُرَّ بالدَّهْ / رِ وما قد جَناه كان أشَدَّا
أنا حُرٌّ إذا انتسبْتُ ولكنْ / جَعلَتْني لكَ الصَّنائعُ عَبْدا
لا أقولُ الغَمامُ مثلُ أيادي / كَ ولا السيفُ مثلُ عَزْمِكَ حَدَّا
أنتَ أمضى من الحسامِ وأصفى / من حَيَا المُزنِ في المُحولِ وأندَى
قَصَدَ الدَّهْرُ فيك من بعدِ جَوْرٍ
قَصَدَ الدَّهْرُ فيك من بعدِ جَوْرٍ / وأرى الدَّهرَ فيكَ جَوْراً وقَصْدا
فاسقِني كالعروسِ ألبسَها الما / ءُ وُشاحاً من الحَبابِ وعِقْدا
قد ظَمِئْنا فكان ريقُكَ وِرْداً / وثَمِلْنا فكان خدُّكَ وَرْدَا
جمعَ اللهُ شملَنا فودَدْنا / أنَّ بين الصَّباحِ واللَّيلِ سَدَّا
لَحْظُ عَيْنَيْكَ للرَّدى أنصارُ
لَحْظُ عَيْنَيْكَ للرَّدى أنصارُ / وسيوفٌ شِفارُها الأشفارُ
فتكَتْ بالمحبِّ من غيرِ ثأرٍ / فلها في فؤادِهِ آثارُ
وَقعةٌ باللِّوى استباحَتْ نُفوساً / قَمَرَتْها غَرَّاءَها الأقمارُ
ومهاً تَكتُمُ البَراقِعُ مِنْها / صُوَراً هُنَّ للعُيونِ صِوارُ
أعربَ البانُ بَينَهنَّ فمن أَثْ / مارِه الياسَمينُ والجُلَّنارُ
قد صرَفْنا الأبصارَ عنهنَّ خَوْفاً / إذ رَمَتْنا بِلَحْظِها الأبصارُ
هاتِها لم تُباشِرِ النَّارَ واعلَمْ / أنها في المَعادِ للشَّرْبِ نارُ
قَصُرَتْ ليلةُ الخَوَرْنَقِ حُسْناً / واللَّيالي الطِّوالُ فيه قِصارُ
بِكَرٌ تَرتَعي جَنَى اللَّهوِ غَضّاً / واللَّذاذاتُ بينَها أبكارُ
إذ وجوهُ الأيَّامِ فيه رِياضٌ / ومياهُ السُّرورِ فيه خِمارُ
وَجَناتٌ تَحَيَّرَ الوَردُ فيها / وثُغورٌ جَرَتْ عليها العُقارُ
كلَّما كرَّتِ الجِباهُ بصبُحٍ / عطفَتْ ليلَها عليه الطِّرارُ
فَضُحاه من الذَّوائبِ ليلٌ / ودُجاه من الخُدودِ نَهارُ
غَنَيتْ عن سَحائبِ المُزْنِ أرضٌ / هنَّ من راحةِ الأميرِ تمُارُ
ظِلُّها سَجْسَجٌ وزَهْرُ ربُاها / عَطِرٌ والحَيا بها مِدرارُ
حيثُ لا وِردُنا ثِمادٌ ولا الوَع / دُ غرورٌ ولا الهُجوعُ غِرارُ
يَتصدَّى لظاهرِ البِشْرِ طَلقُ ال / وَجْهِ فيه سكينةٌ ووَقارُ
لا يُصَدُّ الثَّناءُ عَنه ولا تَرْ / غَبُ عن وِرْدِهِ النُّفوسُ الحِرارُ
سائلِ الدَّيَلميَّ كيف رأى سِنْ / جارَ لما تَنمَّرَتْ سِنجارُ
إذ تلاقَى بأرضِها الحَطَبُ الجَزْ / لُ ونارٌ يَحُثُّها إعصارُ
مَعْشَرٌ أصبحوا وُجوداً وأمسَوا / عَدَماً والخُطوبُ فيها اعتبارُ
لم يَسِرْ حَينُهم إليهم ولكِنْ / زَجَروا نحوَه الجِيادَ وسَاروا
خطرَتْ بالقَنا الأُسودُ عليهِم / فارتوَى مِنهُمُ القَنا الخَطَّارُ
في بَرارٍ تكشَّفَ النَّقْعُ عنها / وهيَ من رَوْنَقِ الحديدِ بِحارُ
مَوْقِفٌ لو أطَلَّ كِسْرى عليه / لانْثَنّى كاسِفاً وفيه انْكِسارُ
جَبَرَ المُلْكَ فيه جَبَّارُ حَرْبٍ / رافعٌ من لِوائِهِ الجَبَّارُ
أَسَدٌ في الحديدِ تَستَوحِشُ الأُسْ / دُ لدَيهِ ويأنَسُ الزُّوَّارُ
قَبُحَ الضَّرْبُ في الوُجوهِ ولكن / حَسُنَتْ عن سيوفِكَ الأخبارُ
وتَحلَّتْ بك المدائحُ حتَّى / هي شَدْوُ القِيانِ والأسمارُ
واشرأبَّتْ لكَ الدِّيارُ فلو تس / تطيعُ سيراً سَرَتْ إليكَ الدِّيارُ
نِعَمٌ للسُّيوفِ لا يَنفَدُ الشُّكْ / رُ عليها أو تَنْفَدُ الأعمارُ
أَبْرَأَتْنا كما أَبارَتْ عِدانا / فَهْيَ فينا بُرْءٌ وفيهم بَوارُ
قد أَطاعَتْكَ في العدوِّ المَنايا / وجرَتْ بالمُنى لك الأقدارُ
لا تَقُدْ جَحفَلاً فأنتَ من النَّج / دَةِ والبأسِ جَحْفَلٌ جَرَّارُ
أيُّها اللاّئمي على صَوْنِ وَجهْي / إنَّ بذْلَ الوُجوهِ شَيْنٌ وعارُ
أمَلِي في المُلوكِ عُسْرٌ ولكنْ / أملي في أبي المرجَّى اليَسارُ
أَرْبُعَاءٌ حُسامُه مشهورُ
أَرْبُعَاءٌ حُسامُه مشهورُ / حين يأتي وشرُّه مَحذورُ
نتوقّاه أولَ الشَّهرِ إن دا / رَ ونخشاه أخراً لا يدورُ
فَاغْدُ سِرّاً بنا إلى قَفَصِ الملْ / حيِّ فالعيشُ فيه غَضٌّ نَضيرُ
نتوارى من الحوادثِ والده / رُ خبيرٌ بمَنْ توارَى بَصيرُ
مَنزِلٌ في فِناء دِجلةَ يرتا / حُ إليه الخليعُ والمَستورُ
طائرٌ في الهواءِ فالبرقُ يَسري / دونَ أعلاه والحَمامُ يَطيرُ
وإذا الغيمُ سارَ أُسبِلَ منه / حُلَلٌ حولَ جُدْرِهِ وسُتورُ
فإذا غارَتِ الكواكبُ صبحاً / فهُوَ الكوكبُ الذي لا يَغورُ
ليسَ فيه إلا خُمَارٌ وخَمرٌ / ومَماتٌ من سُكْرِهِ ونُشورُث
وحديثٌ كأنَّه زَهَرُ السَّو / سَنِ حُسناً أو لؤلؤٌ مَنثورُ
وجَريحٌ من الدِّنانِ يسيل الرْ / احُ من جُرحِه وقِدرٌ تَفورُ
ولَكَ الظَّبيةُ الغَريرَةُ إنْ شِئْ / تَ فإن عِفْتَضها فظَبْيٌ غريرُ
فتَنَعَّمْ بها نَهاراً وبِتْ يا / سيّدي مُعَرِّساً وأنتَ أميرُ
كلُّ هذا بدِرْهَمَيْنِ فإنْ زِدْ / تَ فأَنتَ المبجَّلُ الموفورُ
فهو شيخٌ رأى القيادةَ عَيْشاً / كلُّ عَيْشٍ سِواه إفكٌ وزُورُ
ومن الجَوْرِ أنْ يُلامَ عليٌّ / وَهْوَ عِنْدي في فِعْلِه معذورُ
ترك المِلْحَ والتِّجارةَ فيه / إذ رآها تِجارةً لا تبورُ
فتمَّمْ بنا السرورَ إليه / إن يَومَ السُّرورِ يومٌ قصيرُ
أيها المُطَّلون بعدي حَذارِ
أيها المُطَّلون بعدي حَذارِ / إنَّ بعضَ الصُّخورِ طالُب ثارِ
رُبَّ يومٍ ظَلَلْتُ فيه وقيداً / أَتشكَّى حريقَ نارٍ بنارِ
مِئزَرٌ كَانَ غايةَ النَّفعِ أضحَى / وهُوَ اليومَ غايةُ الأضرارِ
وسراويلُ سُنْدُسٍ عادَ وَشْياً / مُؤلِماً جافياً على الأَبشارِ
فكأنَّ الأفخاذَ تُلذَعُ منه / بِشَرارٍ يطيرُ إثرَ شَرارِ
أخذَتْ ثأرَها الحجارةُ مِنّي / وسِوائي أصابَها بالثارِ
لو تداركْتَني بوعدٍ غَرورِ
لو تداركْتَني بوعدٍ غَرورِ / رَقَأَتْ عبَرَتي وقَلَّ زَفيري
بأبي خدُّكَ الذي وقفَ الدَّم / عُ عليه كالطَّلِّ في وَردِ جُورِ
فالتهابُ الحياءِ يَمزُجُ فيه / حُمرةَ الأُرجوانِ بالكافورِ
عَبِقٌ ريحُه كأنَّ دموعَ ال / عَينِ أجرَتْ عليه ماءَ العَبيرِ
لا تَلُمْني على انتثارِ دُموعي / حين عاينْتُ روضةَ المَنْثورِ
قَابَلَتْنِي بمثلِ خدِّكَ والثَّغ / رِ وأنوارِ حَلْيِكَ المُستنيرِ
كيفَ يَخشى المِلحيُّ رِقَّةَ حالٍ
كيفَ يَخشى المِلحيُّ رِقَّةَ حالٍ / بعدَ أن فازَ من قَفاه بِكَنْزِ
ولهُ غُرفَةٌ يُؤلِّفُ فيها / بين تَيْسٍ من الرِّجالِ وعَنْزِ
صانَه عِرْضُه فنجَّاهُ منَّي / إنَّ عِرْضَ المِلحيِّ أمنعُ حِرْزِ
قد لَعَمري رفعتُهُ بهجائي / وارتفاعُ المصلوبِ ليسَ بِعزِّ
فغذا ما وخزْتُه بسنانِ الذْ / مِّ لم يَمتَعِضْ لِشِدَّةِ وَخْزي
وجسومٍ إذا الرؤوسُ عَلَتْهُنْ
وجسومٍ إذا الرؤوسُ عَلَتْهُنْ / نَ أثارَتْ حلَّت قُواها الرؤوسُ
موتُها من نفوسِها وعجيبٌ / من جسومٍ بُدنُهُنَّ النّفوسُ
أيُّها السَّيِّدُ الذي راحتاهُ
أيُّها السَّيِّدُ الذي راحتاهُ / مُزنَةٌ ما لصَوْبِها إقلاعُ
عَجِبَ النَّاسُ كيف ضِعْتُ ومثلي / بِفناءِ الأميرِ ليسَ يُضاعُ
قُلْتُ إذا أَعوَزَ الشَّفيعُ وأَعيْا ال / إذنُ فيما أرومُ والاستماعُ
هذهِ جَنَّةُ الخُلودِ وما لي / من حَميمٍ ولا شَفيعٍ يُطاعُ
قد عَقَلْتُ اللِّسانَ دونَك والخا
قد عَقَلْتُ اللِّسانَ دونَك والخا / ئِنُ مَنْ سُلِّطَتْ عليه القَوافي
وأرى الوَعْدَ منك في كلِّ يَومٍ / ثَمَراً غيرَ مُؤْذنٍ بقطافِ
فتَنبَّهْ فأنتَ ما بينَ شَهْدٍ / من لِساني وبينَ سُمٍّ ذُعافِ
يا ابْنَ حَسَّانَ والأنامُ ضُروبٌ
يا ابْنَ حَسَّانَ والأنامُ ضُروبٌ / حينَ تَتلو أخبارَهم وصُنوفُ
غَرَّني منك ناظِرٌ يُكثرُ الإط / راقَ سَمتاً وشارِبٌ مَحفوفُ
وتَكَشَّفْتَ فالعَوارُ الذي ما / زِلْتَ تُخفيهِ ظاهِرٌ مَكشوفُ
مُولَعٌ بالقُطوبِ يُظْهِرُ سُخْطاً / ورِضاه إذا استشاطَ طَفيفُ
كنتُ أُبقي على العَذولِ وما أد / ري بأنَّ العَذولَ طُرّاً لَفيفُ
أَلِبَرْقٍ سَرَى بأعلى البُراقِ
أَلِبَرْقٍ سَرَى بأعلى البُراقِ / باتَ رَهْنَ الحَنينِ والأشواقِ
أم لِطَيْفٍ أعلَّه الشَّوقُ حتَّى / زارَ تحتَ الدُّجى عَليلَ اشتياقِ
مُغْرَمٌ بالدُّنُوِّ بعدَ التَّنائي / والتَّلاقي من بعدِ وَشكِ الفِراقِ
عَرِّجُوا فالكثيبُ مَغنى الغَواني / وقِفُوا فهو مَوْقِفُ العشَّاقِ
دِمَنٌ لا تَزالُ تَذكُرُ عَهْداً / مِنْ وَفيٍّ بالعَهْدِ والميثاقِ
قَمَرٌ رقَّ للمُحِبِّ فجادَتْ / مُقلتاه بواكفٍ رَقراقِ
جارَحكمُ النَّوى عليه ولكن / لم يَجُرْ في سَناه حُكْمُ المَحاقِ
عَذُبَت لوعةُ الصَّبابَةِ فيهِ / فأَرتْنا السُلُوَّ مُرَّ المَذاقِ
كَلِفٌ ضاقَ في الجَوانحِ مَثْوا / هُ ودَمْعٌ تَضيقُ عنه المآقي
وفِراقٌ جَنى عليَّ انتكاسَ ال / حُبَّ من بعدِ راحَةِ الأَفراقِ
لِيَ منه صَبابَةٌ في اتِّئادٍ / ليسَ تَنْأى وعَبْرَةٌ في استِباقِ
كم فَلاةٍ فَلَّتْ شَباها المَهارى / برِفاقٍ تُهوي أمامَ رِفاقِ
وكأنَّ الظَّلماءَ قُدَّ دُجَاها / من سَوادِ القُلوبِ والأَحداقِ
يا ابْنَ فَهْدٍ وأنتَ مُنتَجَعُ الرَّكْ / بِ وغَيْثُ الوُفودِ والطُّرَّاقِ
قدْ لعمري جَرَيْتَ في حَلْبَةِ المَجْ / دِ فَحُزْتَ السَّباقَ عندَ السِّباقِ
بِغُدُوٍّ من العُلى ورَواحٍ / واصطِباحٍ من النَّدى واغْتِباقِ
وسَجايا فَلَّتْ شَبا الدَّهْرِ بأساً / وعَطايا كُفِّلْنَ بالأَرْزاقِ
كَرَمٌ جَدَّدَ السَّماحَ وقد هَمْ / مَ جديدُ السَّماحِ بالإِخلاقِ
برَحيبِ الفِناءِ يَرهَبُه الدَّهْ / رُ ولا يَتَّقي الخُطوبَ بِوَاقي
وعَريقٍ في الأَزْدِ يُمْسي ويُضحي / باسقَ الفَرْعِ طَيَّبَ الأَعْراقِ
تَخْضِبُ الكَفَّ بالمُدامِ وطَوْراً / تَخْضِبُ الكّفَّ من دَمٍ مُهْراقِ
أنفَقَتْ عَزْمَه التَّجارِبُ حتَّى / تَرَكَتْهُ مُهَذَّبَ الأَخْلاقِ
قد لَعَمري زُفَّتْ إليك من المَد / حِ عَذارى على عُلاك بَوَاقي
مِنْ وَلِيٍّ يَسيرُ في طُرُقِ الوُدْ / دِ ولا يَهْتدَي لِطُرْقِ النِّفاقِ
فإذا ما امتَحَنْتَه في القَوافي / صاغَ حَلْياً يَفوقُ حَلْيَ الحِقاقِ
عَطَّرَتْهُ عُلاكَ حتَّى لَخِلْنا / أنَّ فيه نَسيمَ مِسْكٍ فِتاقِ
وأرى الدُّرَّ ليسَ يَحسُنُ إلاّ / في حِسانِ النُّحورِ والأعناقِ
لستُ مِمَّنْ يُغِيِرُ جَهْلاً على الشِّع / رِ وَيُرْبي في الأَخْذِ والإنْفاقِ
بِنظامٍ واهي القُوى مُستَحيلٍ / لم يَرُضْهُ رياضَةَ الحُذَّاقِ
وإذا ما حَباكَ منه عَروساً / باعَها بعدَ عرسِها بِطَلاقِ
قد أَظَلَّتْكَ يا أبا إسحاقِ
قد أَظَلَّتْكَ يا أبا إسحاقِ / غارَةُ اللَّفظِ والمعاني الدِّقاقِ
وأَتاكَ الهُمامُ ذو النَّظَرِ الشَّزْ / رِ إليها والصِّلُّ ذو الإطراقِ
قَطرَةٌ لو تَجِفُّ من قُطرُبيٍّ / دَرَسَتْ بعدَها رُسومُ الشَّقاق
فاتَّخِذْ مَعْقِلاً لشِعْرِكَ يَحْمي / ه مُروقَ الخوارجِ المُرَّاقِ
قبلَ رَقْرَاقَةِ الحديدِ يُريقُ السْ / مَّ في صَفْوِ مائِهِ الرَّقراقِ
كنتُ مِنْ ثَرْوَةِ القَريضِ مُحَلًّى / فتحلَّيْتُ منه بالإِملاقِ
أيُّها الجَفْنُ غَيرَ دَمْعِكَ هذا / إنَّ ثُكْلَ الحبيبِ غيرُ الفراقِ
أَغداةُ الكُلابِ أَوْدَتْ بِشِعْري / فمَضَى أو عشيَّةُ التَّحلاقِ
غارَةٌ لم تَكُنْ بِسُمْرِ العَوالي / حينَ شُنَّتْ ولا السُّيوفِ الرِّقاقِ
جالَ فُرسانُها عَليَّ جُلوساً / لا أَقَلَّتْهُمُ ظُهورُ العِتاقِ
فُجعَتْ أنفُسُ الملوكِ أبا الهَيْ / جاءِ حَرباً بأنفَسِ الأَعْلاقِ
بِقَوافٍ مثلِ الرِّياضِ تَمَشَّتْ / بينَ أنوارِها مياهُ السَّواقي
ومَعانٍ فتَّقْتَهُنَّ فأَصبحْ / نَ لمِسْكِ الكَلامِ مثلَ الفِتاقِ
بِدَعٌ كالسُّيوفِ أُرْهِفْنَ حُسْناً / وسِقاهُنَّ رَوْنَقَ الطَّبْعِ ساقي
مُشرِقاتٌ تُريكَ لَفْظاً ومَعْنىً / حُمرةَ الحَلْيِ في بياضِ التَّراقي
يا لَها غارةً تُفَرِّقُ في الحَو / مَةِ بين الحَمامِ والأطواقِ
تَسِمُ الفارِسَ المُقَدَّمَ بالعا / رِ وبعضُ الإقدامِ عارٌ باقي
لو رَأَيْتَ القَريضَ يَرعُدُ منها / بينَ ذاكَ الإرْعادِ والإبراقِ
وقلوبَ الكلامِ تَخفِقُ رُعْباً / تَحتَ ثِنْيَيْ لِوائِها الخَفَّاقِ
وسُيوفَ الضَّلالِ تَفتُكُ فيها / بِعَذارى الطُّروسِ والأوراقِ
والوجوهَ الرِّقاقَ داميةَ الأَبْ / شَارِ في مَعْرَكِ الوُجوهِ الصِّفاقِ
لَتَنَفَّسْتَ رَحْمَةً لِلْخُدُودِ ال / حُمْرِ منهنَّ والقُدودِ الرِّشاقِ
والرِّياضَ التي ألحَّ عليها / كاذبُ الوَبْلِ صادِقُ الإحْراقِ
والنُّجومَ التي تَظَلُّ نجومُ ال / جَوِّ حُسَّادَها على الإشراقِ
بعدَ ما لُحْنَ في سَماءِ المعالي / طُلَّعاً وانتَشَرْنَ في الآفاقِ
وتَخيَّرْتَ حَلْيَهُنَّ فلم تع / دُ خِيارَ النُّحورِ والأعناقِ
وقطَعْتَ الشَّبابَ فيه إلى أن / هَمَّ بُرْدُ الشَّبابِ بالإخلاقِ
فهيَ مِثلُ المُدامِ بينَ صَفاءٍ / وبهاءٍ ونَفْحَةٍ ومَذاقِ
مَنْطِقٌ يُخْجِلُ الرَّبيعَ إذا حَلْ / لَ عليه السَّحابُ عِقْدَ النِّطاقِ
عربيٌّ روائحُ الشِّيحِ والقَي / صومِ منه والشَّثِّ والطُّبَّاقِ
سائلٌ من شِعابِ وَجْرَةَ ثاوٍ / بينَ أجزاعِها وبين البُراقِ
فهوَ ما شِئتَ من هَديرِ قُرومٍ / وهو ما شِئتَ من حَنينِ نِياقِ
يا هلالَ الآدابِ يا ابْنَ هلالٍ / صَرَفَ اللهُ عنكَ صَرْفَ المَحاقِ
أنتَ مَنْ تَسهُلُ المعالي عليه / وهي في مَعْشَرٍ صِعابِ المَراقي
سِلْعَةٌ ما لِمَنْ يحاولُ حِرْزٌ / حَيَّةٌ ما لِمَنْ يُساوِرُ راقي
سَوف أُهْدي إليك من خَدَمِ المَجْ / دِ إماءً تَعافُ قُبحَ الإباقِ
كلَّ مَطبوعَةٍ على اسِمك بادٍ / وَسْمُها في الجِباهِ والآماقِ
صادِقاتِ الوَدادِ تَصدُقُ فيها / ألسُنُ الحَمْدِ وافياتِ الصِّداقِ
إنني والعِدا على الدَّهْرِ شَرْبٌ / نتَساقَى الرَّدَى بكأسٍ دِهاقِ
لو تَلاقَتْ دِماؤُنا في مَقامٍ / لَتَفَرَّقْنَ عنه بعدَ التَّلاقي
وهي أوتارُنا القديمةُ لا تُخ / رِجُ أوتارَنا من الأَفواقِ
ليسَ فيها إلا ضِرابُ الهَوادي / وطِعانُ النُّحورِ والأحداقِ
أو تَرى غيرَ ما رَأيتَ فإني / صافِحٌ عن مُمَوِّهٍ مِخراقِ
زَوَّرَ الشِّعْرَ والشَّبابَ فأَضْحى / خَلَقَ الوَجْهِ مُظْلِمَ الأَخْلاقِ
كادَني مُغرِقاً ورُبَّ غريقٍ / خاضَ للكَيْدِ لُجَّةَ الإغْراقِ
وإذا كاشفَ العدوُّ فأبَدى ال / غِمْرَ أو دَبَّ في ظَلامِ النِّفاقِ
فأَنا الغَيْظُ في صُدورِ الأعادي / وشَجاها المُقيمُ في الأَحلاقِ