المجموع : 5
طَلَبَتْ غِرّةَ الزمانِ الجماد
طَلَبَتْ غِرّةَ الزمانِ الجماد / نعم حِبُّ الربى وريُّ الوهاد
وأصاخت إلى الجنوب تَقَصَّى / أَثَرَ الجدب في أقاصي البلاد
كُلّما عَرَّجَتْ بوادٍ من الأر / ض حداها فحثّها ذكر واد
ديمةٌ سمحةُ القياد تناهى / ريقُها المحلَ وهو شوك القتاد
لو أَطافَتْ لأطفأتْ حُرَقاتِ / الوَجْدِ بينَ القُلوب والأكباد
أو تأتي لها الزمان لسامته / ارتجاع الأرواح في الأجساد
ربَّ مُستْوفَزٍ أقرَّ حشاهُ / هَوْلُ ذاك الإبراقِ والإرْعادِ
وكظيمٍ قد نفَّسَ الكربَ عنه / ضَحِكٌ في بُكائِهِ المُتَمادِي
حَمَلَتْ صَوْبَها النهائمُ غَوْراً / فكفينَ البلادَ حَمْلَ المزاد
وكستْ عشبَها النجود رياضاً / فجعلنَ الأمحال خَلْعَ النجادِ
فبعينيكَ هل ترى غير داعٍ / أو مجيبٍ أو رائحٍ أو غاد
أو مُنَاخٍ أو مَسْرَحٍ أو مَقِيلٍ / أو خبيب أو مَلْعَبٍ أو نادي
أو رعيلٍ يصاولونَ الرزايا / بين مَجْرَى الفنا وَمُجْرَى الجياد
أَسْلِمي مُقْلَتيْكِ قَبْلَ الفراقِ
أَسْلِمي مُقْلَتيْكِ قَبْلَ الفراقِ / في الذي جرَّتا على العُشَّاقِ
قبلَ أنْ يُطْلِعَ الوَدَاعُ بدوراً / يَقْتَضيها السّرارُ قبلَ المُحَاقِ
قبل أنْ تُصْغِيَ القلوبُ لداعي / البَيءنِ حتى تكونَ فوق التراقي
آهِ ممّا لقيتُ من طرفك الشا / ئق أو من فُؤَادي المشتاق
نَفَثَتْ مُقْلَتَاكِ في عُقَدِ السَّحْ / رِ فلم أنتفِعْ بِنَفْثِ الراقي
عَجِبَ الغانياتُ من شَيْبِ رأسي / وتناسْينَ هَوْلض يوم الفراق
وتساءَلْنَ عن شبابي وقد / قسَّمْتُهُ في الشُّعُورِ والأحداق
خُذْنَ بي مأخذاَ من الموت حلواً / إن موتَ الصدود مُرُّ المذاق
وتعجَّبْنَ كيف لا يَنْفَدُ الدمعُ / وقد أَحْرَقَتْهُ نارُ اشتياقي
ثم لا تَسْتَرِبْنَ منْ سوءِ ظنّي / بعهودٍ منكنَّ غيرِ بَوَاقِ
وَتَعَوَّدْنَ أَنَّ عادةَ سوءِ / الظنِّ مَحْسُوبةٌ على الإشفاقِ
أَدْرَكَ اللهُ عند أعينكنَّ الن / جلِ ثاراتِ هذه الأَرْمَاقِ
وقضى لي على الزمانِ فلم / يَسْمَحْ بِوَصْلٍ ولا قضى بفراق
حَسَدَتْني صروفُهُ هَمَماً / زَعْزَعْنَ زُهْرَ النجوم في الآفاق
وهموم ليس الرَّدَى بكَفيلٍ / بانْبِعَاثٍ لها ولا إطلاق
ومكاني من ابنِ حمدينَ أَرقا / ني من المجدِ فوق سَبْعٍ طباق
المُعلَّى منَ القِداح وذو الأَثْر / المُحَلَّى بين المواضي الرقاق
وقريعُ الأيام ذو نجدة تمضي / وشمس النهار في الإشراق
أَسدٌ يملأُ العرينَ من البأ / سِ وَطَوْدٌ يحمي من الإملاق
وفتىً مِثْلَما يشقُّ على الحُسَّا / دِ ماضٍ يومَ الكريهةِ واق
أريحيٌّ تراه يهتزُّ للبذْ / ل اهتزازَ القضيبِ للإبراق
راكدٌ مثلُ صفحةِ الماءِ أوْرَى / عن ذَكاءٍ كالنارِ في الإبراق
مُسْتَبدٌّ بالمجدِ هَشٌّ إلى الجو / دِ مُطِيقٌ للأمرِ غيرَ مطاق
دَرِبٌ بالإحسانِ مُثْرٍ من الحُسْ / نَى أَقامَ العُلا على كلِّ ساقِ
وكفيلٌ بالعدل والجودُ مشدو / دُ الأواخي مُمَزِّقُ الإملاق
زُهِيَتْ خُطَّةُ القضاءِ به زَهْ / وَ حَمامِ الغُصُونِ بالأَطواق
وَسَمت رتبةُ الوزارة منه / ببعيدِ المدى بعيدِ السّباق
وَسَطَتْ تغلبٌ به صارماً / عَضْباً يلفُّ الأَقدامَ بالأَعْنَاق
وأقامَتْ دارُ الأَمانة من / نعماهُ في صَوْبِ العارضِ الغَيْداقِ
واستظلَّت من بِرِّه في ظلالٍ / لم يَعِبْها مُنَافقٌ بِنِفَاقِ
واستجارَتْ مِنْ عَدْلِهِ بجمالٍ / غير مَنْكُوثَةِ ولا أَخَلاقِ
شَمِلَتْ فيه المسلمينَ أَيادٍ / همْ بها كالغُصُون في الأوراق
وأَحاطت بالمُجْرِمينَ غواديه / إحاطةَ العقدِ بالأعناق
لأبي القاسم بن حمدينَ نفسٌ / خُلِقَتْ منْ مكارِمِ الأخْلاق
ويدانِ يراهما المجد حتى / سَحَّتا بالآجالِ والأرزاق
يا أبا قاسمٍ دعاءَ امرىء وافا / كَ سَبْقاً في أوَّلِ السُبَّاقِ
خذ إليكَ الثناءَ لا بل أدلَّ / الشكرَ عرف المهبِّ حلْوَ المساق
لكَ مجدٌ لو كان للنجمِ شملاً / لم يَرُعْهُ صرْفُ الردى بفراق
وَغناءٌ لو أَنْبَتَتْه الرُّبَى لم / يُمْسِكِ الناسُ خَشْيَةَ الإنفاق
فاتخذني مكافِحاً عَنْ معالِيكَ / شديدَ القوى عنيفَ السّياقِ
وَاصْطَنِعْنِي مُشَايعاً لك لا / يَشْغَلُه عنك الصَّفْقُ في الأسواق
لستُ ممن إذا هفا أنكرَ السَّطْ / وَةَ لا بل أولى بما هو لاق
إن تعاقبْ فقد تركتَ عقاباً / إن حزَّ الرءوس غيرُ الحِلاق
بك قامَ القسطاسُ وانتعشَ الحقُّ / وَصِيْنَتْ مُذَالَةُ الأَعناق
إن يَهِمْ نحوكَ القريضُ فقد نَفَّقْتَ / منه ولاتَ حينَ نَفَاق
أو أضيفتْ إليك غرُّ المعاني / فَبِمِلْكٍ لهنَّ واسْتِحْقَاق
بَيْنَ سُمْرِ القَنَا وبَيضِ النّصَالِ
بَيْنَ سُمْرِ القَنَا وبَيضِ النّصَالِ / طُرَقُ المُهْتَدينَ والضُلاَّلِ
فَإلى الأمنِ والمانةِ أو في / غَمَراتِ الأَوْجَالِ والآجَالِ
وَمَعَ السّعْدِ والسَّعَادَةِ أوْ بَيْ / نَ حَنَايا السُّيُوفِ والأَغْلاَل
أصبحَ الملكُ في ضمانِ عليٍّ / آمنَ السّربِ ضافيَ السّربال
في ظلال القنا وقد زالت الهض / ب بما فوقها زوال الظلال
وسيوفُ الأبطالِ تُرْعِدُ مما / فعَلَتْ في جماجمِ الإبطال
كلُّ ماضي الشَّبَا يعوِّدكَ القَتْ / لَ وإن لم تُعِدَّه للقتال
مُحْرِمٌ يستحلُّ كلَّ دمٍ بَسْ / لٍ بِبَسْلٍ منْ حكمه وَحَلال
يَتْرُكُ المعلمينَ في الحربِ كالبُدْ / نِ وما أُعْلِمُوا به كالنّعال
يَخْلَعُ الغِمْدَ والحمائلَ مُعْتَا / ضَاً بلبسِ الأَشْلاَءِ والأَوْصَال
صَدِئَتْ صفحتاهُ من مُهَجِ القَتْ / لَى على قُرْبِ عَهْدِهِ بالصّقَال
عُلّقَتْ فوق مَتْنِه أكْرُعُ النّمْلِ / وفي حَدِّهِ قُلَوبُ الرِّجَالِ
شَاحِبٌ ليس من هُزَالٍ ولكنْ / بالعدا منهُ فَوْقَ كلِّ هُزَال
مُشْكيلُ الفعلِ بين ماءٍ ونارٍ / بدعةٌ في الأَضدادِ والأَشْكَال
مثله أذْهَبَ المجيبَ عن الدا / عي وأرْضَى الدَّنِيْ من المتعالي
هَزَّهُ كلُّ مُعْجِزِ الأَخْذِ والتَّرْ / كِ مُشِيْحِ الأدْبارِ والإقبالِ
بيمينٍ إذا تَظَلَّمَ منها السيفُ / عَمْداً أجاره بشمال
بينما السيفُ كالمجرَّةِ في قَبْضَةِ / يمناه عادَ مثلَ الهلال
والعوالي شواجرٌ تَصِفُ المو / تَ بأيمانِ فتيةٍ كالعوالي
أقيلوها وجأجأ الخيل حتى / شَرِقَتْ بالنجيع أو بالرُّؤَال
أنْجُمٌ يَهْتَدِي بها الموتُ / أوْ تَهْدِي على بُعْدِ شَأوِهَا بالضَّلال
في دُجَى ليلةٍ من النَّفْعِ ليلا / ءَ أَجَرَّتْ على ثلاثِ ليال
ظلماتٌ تَنَاكَرُ الخيلُ فيها / غير ما يستبينُ بالتّصْهَال
كما تخَيَّرْتِ في قذاليَ منها / لم يُرَوِّعْكِ مَفْرِقي وَقَذالي
ما يَريبُ الحسناءَ من لونِ شعرٍ / شَيَّبَتْهُ بين القِلى والتَّفَالي
اثبتيهِ فيما تغمدته ثم اشهَ / دِي لي به على العُذَّل
وَهَبيه وَبيضَ تلك الثنايا / إن أَجَازَتْ عيناكِ عَدْوَى الجمال
ذاك برقٌ لو امتَرى المُزْنَ خِلْنَا / قَطْرَهُ صَوْبَ مُنْفِسَاتِ اللآلي
أَشبهتْهُ السيوفُ في النَّقْع فاختا / لتْ وإن لم تكنْ بحين اختيال
لكَ ما أحْرَزَتْهُ من باهرِ / الفَضْلِ وَبَثَّتْ منْ غامرِ الإفضال
لكَ مُدْكُ الملوكِ في البرِّ والبحرِ / وَأَثناءَ الحلِّ والتّرْحَال
أنت قُدْتَ الجيادَ مثلَ بَنَاتِ / العُصْمِ أو مثل أُمَّهات الرِّئال
ضُمَّراً كَالقِسِيِّ مُطَّرِدَاتٍ / كالقنا مُسْتَشِقَّةً كالنبال
من منايا الأَوَابِدِ المسْتَفَزَّا / ت وأقواتِ الضُيّعِ الأَغفال
تَرْتَمِي بالنزالِ في حَوْمَةِ المو / تِ إذا ما دَعَوْا نَزَالِ نَزَالِ
كلُّ رَحْبِ الذِّراعِ في مُلْتَقَى / الضَيقِ وَرَحْبِ الجَنَانِ رَحْبِ المجال
يملأ الدرعَ نجدةً والحُبَى حلماً / وصدرَ النديِّ بَذْلَ نوال
كعليٍّ وما الحيا كعليٍّ / غير أنْ لا مردَّ للأمثال
وَاهبُ العسكرِ العرمرمِ يلتَفُّ / على ذي الرياسةِ المختال
طبَّقَ الأرض كلما حلّ فيها / صار فيها جَنْبٌ منَ الزلزال
تَسْجُدُ الهُضْبُ نَحْوَهُ ولو / استَعْصَتْ عليه لآدَنَتْ بالزَّوَال
ثلَّ عرشَ العدوِّ منْ دونِهِ حَدُّ / المُضَاهِي وَحيلةُ المحتالِ
مُوغِلاً في البلادِ مُحتكماً في / حُرُمَاتِ الدماءِ والأَمْوال
لا يَمَلَّ النَّدَى وقد تُخْلِف / الأَنْواءُ حتّى تكونَ مثلَ الآل
ذاكَ يُعْطي قبلَ السؤالِ / ولا فَخْرَ فماذا يُعيدُ للسّؤَّال
ضاقَ ذَرْعُ المُحْصِي وَوُسْعُ المُسَامِي / ويدُ المجندي وبيتُ المال
قد جَنَبْتَ العِدَا ذَلولاً وَصَعْباً / واشتريت العُلا رخيصاً وغالي
وبلغتَ المدى وزدتَ عليهِ / لا تُبالي وَقَلَّ مَنْ لا يبالي
إمرةُ المسلمينَ أَيْسَرُ شأنْيْكَ / إذا خُطّةٌ ثَنَتْ عطف والي
وَمَحَلُّ السّماكِ أدْنَى مكانَيْكَ / وإن كانَ عالياً كلَّ عالي
وَمَحَلُّ السّماكِ أدْنَى مكانَيْكَ / وإن كانَ عالياً كلَّ عالي
وجهادُ العدوِّ أوْلى زَمَانَيْكَ / بطيبِ الغُدُوِّ والآصال
أوْجَسُوا منكَ خِيْفةً وَتُهابُ / النَّبْلُ قَبْلَ استِدَادِها بالنّصال
لهجوا منْ علاءِ شانكَ باسمٍ / سوف يَجْري لهم بأَبْرَحِ فال
يَوْمَ يَغْشَى ديارَهُمْ قَبْلَكَ / الرُّعْبُ على نَخْوَةٍ بها وَاختيال
تُقْبلُ الوهدُ فيه بالخفراتِ البيضِ / والهُضْبُ بالعتاقِ المنَالي
ووراءَ الحُصونِ فَلٌّ من القو / مِ عيال على بَقَايا العِيَال
نافَسُوا في الحياةِ واستشعروا الذلَّ / ولم يَحْفَلُوا بِهُجْرِ المقال
يحسبونَ العتاقَ من ثائرِ النَّقْع / ولو كانَ من بُرُودِ الجلال
وَيَرَوْنَ الفِرارَ أوْقَى من القتل / وَأوْفَى لِرُتْبَةِ الإقْبَال
وَيُفَدُّونَ سابحاتِ المذاكي / بكرامِ الأعْمَامِ والأَخوال
يحسبونَ الحياةَ منها وَيَنْسَوْ / نَ امتدادَ الأعمارِ والآجال
وَقَفوا حينَ فُتَّ أقصى خُطَاهُمْ / وِقْفَةَ العاشقينَ في الإطلال
فَقُدِ الخيلَ مُشْرفَاتِ الهوادي / لاحقاتِ الأَقرابِ والآطالِ
تتبارى بكل طيارَ كالأَيْمِ / وَإنْ هجتَهُ فكالرئبال
باهرٌ في اللئام والطّرفُ لا يَبْهَرُ / حتى يجولَ مُلْقَى الجلال
يا عليَّ العَلاءِ في كل يومٍ / والمُغَالَى به على كل حال
يا ربيعَ البلادِ يا غيمةَ العا / لَم من بين مُؤْتَلٍ وَمُوال
يا قريعَ الأيامِ عنْ كلِّ مجدٍ / يا سليلَ الأذواءِ والإقبال
لك من تاشفينَ أو منْ أبي يع / قوبَ ذكرى مكارمٍ وفعال
نَسَبٌ زادَ رفعةً وجلالاً / في مدى كلّ رفعةٍ وجلال
واضحٌ كالصباحِ مُتَّسِقٌ كالنجمِ / مُمْرٍ كالعارضِ الهطَّال
إنْ تُسَائِلْ به يحَدِّثْكَ عَنْهُ / المجْدُ ثَبْتَ الإسنادِ والأرسال
أنا مِمَّنْ أهلَّ منْ جودِ نَعما / كَ الغيث مستهل العرالي
أنا ممنْ أَفْضَى به فَرْحُ لقيا / كَ إلى فُرْجَةٍ كحلِّ العقال
أنا ممنْ أَهْدَى إليكَ القوافي / غَيْرَ وَحْشِيَّةٍ ولا أهْمَال
كنجومِ السماءِ يَطْلُعْنَ في الكُتْبِ / وَيَغْرُبْنَ في صُدُور الرجال
جادَهَا في بلادِها رائدُ الوَبْلِ / فأغنى عن نُجْعَةٍ وَارْتحال
وأقيمتْ لها الصلاة بذكرا / كَ فكانتْ صلاتها في الرحال
أَصْبِحِيْنَا بالله أم حَكيمِ
أَصْبِحِيْنَا بالله أم حَكيمِ / هذه أخْرَياتُ زهْرِ النُّجُومِ
بادريها مِنْ قَبْلِ أن يعزم / التحريمُ إن الخلافَ في التحريم
قد تولَّى شهرُ الصيامِ حميداً / فاخْلفِيهِ فينا بِفِعْل ذميم
ضَيّعي حُرْمةً له كَرُمَتْ ما / كانَ عَهْدي في حِفْظها بكريم
مَنْ ينادمْ على الحديثِ فقد أختْلَسُ / الكاسَ مِنْ حديثِ النديم
قطريُّ أحقُّ بالفَلجِ مِنْ / عمرانَ في منْ يقولُ بالتحكيم
إنا للوالبيِّ لست لحسَا / نَ فإن سرَّكِ الملامُ فلومي
مُحْدَثٌ مِنْ رأي المشيخةِ في / الجُلاّسِ أُزري بكلٍّ رأيٍ قديم
أصْبِحيني حتى تَرَيْنيَ لا أفْ / رُقُ بين المُعْوَجِّ والمستقيم
فاستلابُ الجرْيالِ أَوْلى بمثلي / إنْ أُديرتْ من انتِشاقِ النسيم
وهلمّي نُبِحْ حِمَى كلِّ محظو / رٍ ونُزْرِي بِقَدْرِ كلِّ عظيم
واستزيدي منَ الذُّنُوب فإن ال / أَمْرَ فيها إلى غفورٍ رحيم
وبديعِ الأوصافِ كالشمس كالدُّ / مْيَة كالغُصْنِ في النَّقا كالرِّيم
سُكَّرِيُّ الَّلمى وضيءُ المحيَّا / يَستَخِفُّ النفوسَ قبل الجُسُوم
مُتَهَدٍّ إلى الحُلُومِ بِلَحْظٍ / رُبّما كانَ ضَلّةً لِلْحُلُوم
ما يُبالي مَنْ باتَ يلهو به إنْ / لم يَنَلْ مُلْكَ فارسٍ والرُّوم
ما يُبالي مَنْ لَمى ثَغرِهِ العَذْ / بِ على صَحنِ خدِّه المَرْقُوم
بين ليلٍ كَخُضْرَةِ الرَّوضِ في الحُس / نِِ وَصُبْحٍ كَعَرْفِهِ في الشَّميم
وكأَنَّ النجومَ في غَبَشِ الصُّبْ / حِ وقد لفّها فُرادى بِتُوم
أعْيُنُ العاشقينَ أَدهشها البينُ / فأَغْضَتْ بين الضَّنا والوجوم
فاحتساها صِرْفاً على نَغَمِ الأوْ / تارِ من مُطْلق ومنْ مَزْمُوم
مستنيماً مني إلى سيّء العهدِ / مُخِلّ الصّاحبِ المستنيم
ورِعٍ عن مالِ اليتيمِ ولكنْ / ربَّما راعَ سِرْبَ أُمِّ اليتيم
وَغَشُوم وإنما يَتَجافى الدهرُ / عن صَفوِهِ بكلِّ غشوم
واحْتَساها حتّى إذا غادَرَتْهُ / كابياً لليدينِ والخُرْطوم
لم أُبَلْ أَنْ يَلُومني في الذي كا / نَ وإن لم أُسَلْ فَغَيْرُ مَلُوم
لا تَحَدَّثْ على بُلَهْنِبَةِ العيشِ / ولكنْ عن جودِ إبراهيم
عنْ عطايا هيَ الغيومُ وإنْ / مَيّزَها البشر عن سماءِ الغيوم
تَتَبارَى إلى العفاةِ فهمْ فيها / سواءٌ مِنْ ظاعنٍ أو مُقِيم
مِنْ يَدَيْ أَغلبٍ لأغْلَبَ لا فُرْ / قانَ بين الموصوفِ والمرسوم
وإذا طابتِ الفروعُ وطالَتْ / كَفَتِ البحثَ عن زَكَاءِ الأروم
باهرٌ كالصّباح أَبْهمُ كاللّيْلِ / عميمٌ في كلِّ خطبٍ عميم
وَمنِيعُ الذِّمارِ بالاستطالا / تِ على وَفْرِهِ لِعُدمِ العديم
أرْيحِيٌّ إلى المكارِمِ هشٌّ / في صريحٍ منَ المعالي صميم
أغلبيُّ النجارِ فاعدُدْه في الغُلْبِ / إذا لم تَعُدَّهُ في النجوم
وبعيدُ المّرامِ لا يَرْأَمُ الضّيْمَ / أبيٌّ لا يأتني بالمُضيم
قُلّبُ القَلْبِ رابطُ الجأشِ رحب / الصّدْرِ واري الذكاءِ ماضي العزيم
وبليغٌ تراهُ في كلِّ نادٍ / فارساً في القصيدِ والمنظوم
يُحجِمُ الدهرُ عنهُ عن كلماتٍ / وَقْعها في حَشاه وقْعُ الكلوم
يرتعي في السُّهوب إن أعْرَضَ القو / لُ إذا الناس أجدبوا في الحُزُوم
وإذا التفّتِ الخصومُ عليه / فَدعي بينَهُ وبينَ الخُصوم
أحْوَذِيٌّ يُفضي إلى كلِّ سرٍّ / وهو بينَ اللّهَاةِ والحَيْزوم
صُنْتَ يا براهيمُ عِرْضي برأيٍ / هِمّتي في ضَمَانِهِ وَهُمُومي
وَتَكَفَّلْتَ لي بِنُطْفةِ وجهٍ / شَرِبَتْها الأيّامُ شُرْبَ الهيم
فلعمري إن لم أُثِبْكَ أبا / إسحاقَ إني إذنْ لَعَينُ اللئيم
ولعمري لتأتِيَنْكَ القوافي / من وَلودٍ أزُفُّها وعقيم
بِهِبَاتٍ أوْلَيْتَنِيهَا جِسامٍ / كَفْكَفَتْ غَرْبَ كلِّ خَطْبٍ جسيم
وكما خُطْتَني وصرْفُ الليالي / يَقْتَضِيني جَهدي اقتضاءَ الغريم
وإذا ما تَذَكَّرَتْكَ القَوَافي / بدأَتْ بالصَّلاةِ والتَّسْليم
وإذا المدْحُ فازَ منك بحظٍّ / فهو عَذْبُ الجمَام غضُّ الجميم
وإذا ما رفعتُ باسمكَ صوتي / فزعيمٌ يُشِيدُ باسمِ عظيم
وإذا لم أفْصِحْ حِذَارَ الأعادي / فإلى مجدكَ الؤثَّلِ أُومي
فتسربلْ مما أقوِّفُ بُرَداً / عبقريَّ التَّعْضِيدِ والتَّسْهيم
وَتَسَوَّغْ مِنْ عَوْدَةِ الفِطْرِ يَوماً / عائداً بالتبجيلِ والتعظيم
بعضُ أيَّامِكَ التي هيَ في أيا / م هذا الدهْرِ غُرَّةٌ في بهيم
عَلّمَتْنا كيفَ الطريقُ إلى / المجدِ فسِرْنا والعلمُ بالتعليم
كلُّ عوجاءَ كالهلال عليها
كلُّ عوجاءَ كالهلال عليها / كل ذي تدرأٍ كبدرش الكمال