القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد مُحرَّم الكل
المجموع : 16
املإِ الأرضَ يا مُحمّدُ نُورا
املإِ الأرضَ يا مُحمّدُ نُورا / وَاغْمُرِ النّاسَ حِكمةً والدُّهورا
حجبتكَ الغيوبُ سِرّاً تجلى / يكشفُ الحُجْبَ كلَّها والسُّتورا
عَبَّ سيلُ الفسادِ في كلّ وادٍ / فتدفَّقْ عليه حتّى يغورا
جِئتَ ترمي عُبابَهُ بعُبابٍ / رَاح يَطوِي سُيولَهُ وَالبحورا
يُنقذُ العالمَ الغريقَ ويحمي / أُمَمَ الأرضِ أن تذوقَ الثُّبورا
زاخرٌ يَشملُ البسيطةَ مدّاً / ويَعُمُّ السَّبعَ الطِّباقَ هديرا
أنت معنى الوجودِ بل أنت سِرٌّ / جَهِلَ النّاس قبله الأكسيرا
أنت أنشأتَ للنُّفوس حَياةً / غَيَّرتْ كلَّ كائنٍ تغييرا
أنجب الدهر في ظلالك عصراً / نابه الذكر في العصور شهيرا
كيف تَجزِي جَميل صُنعِك دُنيا / كُنتَ بَعثاً لها وكنتَ نُشورا
وَلدتكَ الكواكِبُ الزُّهرُ فَجراً / هاشميَّ السَّنا وَصُبحاً منيرا
يَصدعُ الغيهبَ المُجَللَ بالوح / يِ المُلَقَّى ويَكشِفُ الدّيجورا
منطقُ القدرةِ التي تُرهقُ القا / درَ والعبقريَّ قُصورا
كُلُّ ذِمرٍ رَمَى النُّفُوسَ بوِترٍ / مِن حَظاياهُ رَدَّه موتورا
خَرَّتِ العُربُ من مَشارِفها العُل / يا تُوالِي هُوِيَّها والحدورا
بات فيها ملك البيان حريباً / يسلم الجند وَالحمى وَالثُّغورا
أنكرَ النّاسُ رَبَّهم وتَولَّوْا / يَحسبون الحياةَ إفكاً وَزورا
أين من شِرعةِ الحياةِ أُناسٌ / جعلوا البَغيَ شِرعةً والفجورا
تلك أربابُهم أتملك أن تن / فَع مِثقالَ ذرّةٍ أو تَضيرا
قهروها صِناعةً أعجبُ الأرْ / بابِ ما كان عاجزاً مقهورا
ما لدى اللاّتِ أو مُناة أو العز / زى غَنَاءٌ لمن يَقيسُ الأمورا
جاءَ دِينُ الهدى وَهبَّ رسولُ ال / لَهِ يَحمِي لواءَهُ المنشورا
ضَرَبَ الكُفرَ ضَربةً زلزلته / فَتداعى وَكان خطباً عسيرا
جَثمتْ حوله الحُصونُ وظنَّ ال / قومُ ظنَّ الغرورِ أن لن تطيرا
هَدَّها ذو الجلالِ حِصناً فحصناً / بالحصونِ العُلَى وَسُوراً فسورا
بالرسولِ الهادي وبالصفوةِ الأم / جادِ يَقضون حقَّه الموفورا
يُهرقون النّفوسَ تَلْقَى الرَّدَى المُهْ / راقَ مثل الغديرِ يَلقى الغديرا
إنّ في القتل للشعوبِ حياةً / وَارفاً ظِلُّها وخَيراً كثيرا
ليس مَن يركبُ الدّنيّةَ يَخشى / مَركبَ الموتِ بالحياةِ جديرا
أمِنَ الحقِّ أن تصُدَّ قُريشٌ / عن فتاها وأن تُطيلَ النّكيرا
سَلْ أبا جَهلها وَقوماً دعاهم / فاستجابوا جَهالةً وغرورا
أُولعوا بالأذى فألفوا رسولَ ال / لَهِ جَلْداً على البلاءِ صبورا
كُلما أحدثوا الذُّنوبَ كِباراً / وَجدوهُ لِكُلِّ ذنبٍ غفورا
ما بِهِ نَفْسُه فيغضبُ يُرضي / ها وَتُرضيهِ ناعماً مسرورا
إنّه اللّهُ لا سِواهُ وَدِينٌ / مَلَكَ النّفسَ وَاسترقَّ الشُّعورا
يَجِدُ النّاسَ وَالمقاديرَ فيهِ / وَيرى ما عداه شيئاً يسيرا
ما زكا سابقٌ من الرُّسلِ إلا / هو أزكى نَفْساً وأصفَى ضميرا
جاءه عمُّه يَقول أترضى / أن يُقيموك سيِّداً أو أميرا
وَيَصُبُّوا عليكَ من صفوةِ الما / لِ حَياً ماطراً وَغيثاً غزيرا
قال يا عمِّ ما بُعثتُ لدنيا / أبتغيها وما خُلِقتُ حَصورا
لو أتوني بالنّيرين لأعرض / ت أُريهم مطالبي والشُّقورا
إن يُشيروا بما علمتَ فإنّي / لأَدعُّ الهوى وأعصي المشيرا
دَونَ هذا دمي يُراقُ وَنفسِي / تُطعَمُ الحتفَ رائعاً محذورا
ما رأينا كالمطعمِ بن عديٍّ / جافياً واصلاً هَيوباً جَسورا
آثر الكُفر مِلّةً وأجارَ ال / دينَ مُستضعفاً يَدورُ شَطيرا
رَامَ بالطائفِ المُقامَ فأعيا / فانثنى يَطلبُ الأمانَ حَسيرا
وَكَّلَ اللّهُ بالنُّبوَّة منه / أسداً يَملأُ الفضاءَ زَئيرا
قائماً في السّلاحِ يَجمعُ حولَيْ / هِ شُبولاً تَحمِي الحِمَى وَنُمورا
يَمنعُ القومَ أن يصدّوا رسولَ ال / لَهِ عن بيتِه وَيَأبَى الخُفورا
نَقضَ الحِلفََ من قريشٍ فأمسَى / أسلمْتهُ العُرَى وكان مَريرا
عجباً للغويِّ يُعطيكَ منه / عَملاً صالحاً ورأياً فطيرا
ما رأينا من ظنِّ بالزرعِ شَرّاً / فحمَى أرضَهُ وصان البذورا
لو جَزَى الله كافراً أجرَ ما أح / سنَ يَوماً لَخِلتُهُ مأجورا
ظلَّ مُستخفِياً بغارِ حِراءٍ / يَعبدُ اللهَ عائذاً مُستجيرا
يَسمرُ القومُ في الضّلالِ ويُمسِي / للذي أطلعَ النُّجومَ سميرا
رَاكعاً ساجِداً يُسبِّحُ مَولا / هُ ويُزجِي التَّهليلَ والتّكبيرا
تَهتِفُ الكائناتُ يأخذُها الصّو / تُ تُحيِّي مكانَهُ المهجورا
نَالَ منها مَحلّةً لم ينلْها / صَوْتُ دواد حِينَ يَتلو الزَّبورا
نَبراتٌ قُدسيةٌ تَتَوالَى / نَغَماً رائعاً وتَمضِي زَفيرا
ربِّ طَالَ الخَفاءُ والدّينُ جَهرٌ / رَبِّ فاجعلْ مدَى الخفاءِ قصيرا
مَاجتِ الأرضُ حوله وتجلَّى ال / لَهُ يَنهَى بُركانَها أن يفورا
أُوذِيَ الدّينُ في الشِّعابِ وَردّتْ / يَدُ سعدٍ عَدوَّه مدحورا
رَقمتْ في الكتابِ أولَ سطرٍ / وأتمَّ الدَمُ المُراقُ السُّطورا
أدبر القومُ محنقين فلولا ال / لَهُ كادتْ رَحَى الوغَى أن تدورا
أَزمعَ الضّيفُ أن يَؤُمَّ سِواهُ / منزلاً كان صالحاً مبرورا
حَلّه الوحْيُ رَوضةً شَاعَ فيها / رَونقاً ساطعاً وفاحَ عَبيرا
ودعا الأرقمُ استجِبْ تلك داري / تَسَعُ الدّينَ مُحرَجاً محصورا
وافِها واجمعِ المصلّينَ فيها / عُصبةً إن أردتَ أو جُمهورا
وأتى ابنُ الخطابِ يُؤمنُ بالَّ / هِ ويختارُ دِينَهُ المأثورا
قال كلاَّ لن يعبُدَ اللّهُ سِرّاً / ويُرَى نُورُ دينهِ مستورا
اُخرُجوا في حِمَى الكتابِ أُسوداً / وَاطلعوا في سَنا النبيِّ بُدورا
ذلكم بَيتُكم فَصَلُّوا وطُوفُوا / لا تخافُنَّ مُشرِكاً أو كفورا
أجمعوا أمرهم وقالوا هو القت / لُ يُميطُ الأذَى ويَشفِي الصُّدورا
كذبوا ما دمُ الهِزبرِ أماني / يَ مَهاذيرَ يُكثِرونَ الهريرا
لا ورَبِّي فإنّما طَلبَ الكف / فارُ بَسْلاً وحاولوا محظورا
إنّ نفسَ الرسولِ أمنعُ جاراً / مِن طواغيتهم وأقوى مُجيرا
ما لهم هل رَمَى النبيُّ تُراباً / أم عَمىً في عُيونِهم مذرورا
ذَهلوا مُدّةً فلما أفاقوا / أنكروها دَهْياءَ عزّتْ نظيرا
يَنفُضون الترابَ مَن مَسَّ منّا / كُلَّ وجهٍ فَردَّهُ مَعفورا
أين كنّا ما بالُنا لا نَراهُ / ما لأوصالِنا تُحسُّ الفُتورا
أمِنَ الحادثاتِ ما يُذهلُ العا / قِلَ عن نفسِهِ ويُعمِي البصيرا
أين وَلّى لقد رمانا بِسحرٍ / فَسَكِرْنا وما شَرِبنا الخمورا
يا له مُصعَباً لوَ اَنّا أصبنا / هُ على غِرّةٍ لَخَرَّ عقيرا
رَاحَ في غِبطةٍ وَرُحنا نُعانِي / أملاً ضائعاً وَجَدَّاً عَثورا
خَيْبةٌ تترْكُ الجوانحَ حَرَّى / يا لها حَسرةً تُشَبُّ وتُورى
رَبِّ آتيتَه على القومِ نَصراً / فتباركَت حافظاً ونصيرا
أنت نجيتَه فهاجرَ يقضِي ال / حقَّ لا خائفاً ولا مذعورا
يَومَ ضَجّتْ جِبالُ مكّةَ ذُعراً / وَتَمنَّتْ هِضابُها أن تمورا
تتنزَّى أسىً وتُمسِكُها تم / نعُها من وَرائِه أن تسيرا
هِيَ لولاكَ لارتمتْ تقذفُ الصّخ / رَ وتُزجِي هَباءها المنثورا
هاجها من جَوى الفِراقِ وَحَرِّ ال / وجدِ ما هاجَ بيتَكَ المعمورا
كاد يهفو فَزِدْتَهُ مِنكَ رُوحاً / فَانْثَنى راجِحَ الجلالِ وَقورا
يا لها من مُحمّدٍ نظراتٍ / زَخَرتْ رَحمةً وجاشتْ سعيرا
نظراتٌ شجيّةٌ لا تَعدُّ ال / أهلَ أهلاً ولا تَرى الدُّور دورا
قال ما في البلاد أكرمُ من مك / كةَ أرضاً ولا أحبُّ عشيرا
فَاسْكُنِي يا هموم نَفِسيَ إن ال / لَهَ أمضى قضَاءَهُ المقدورا
إنني قد نَذرتُ للّهِ نفسي / والتقيُّ الوفيُّ يقضِي النُّذورا
نَقطعُ البِيدَ بعد صَحبٍ كرامٍ / قَطعوا غارِبَ العُباب عُبورا
كم رشيدٍ آذاه في اللهِ غاوٍ / زاده طائفُ الهوى تخسيرا
ضَرب الصّحبُ في البلادِ فأمسوا / لا يُصيبون صاحباً أو سجيرا
في ديارٍ لدى النجاشيِّ غُبْرٍ / ظلَّ فيها سَوادُهم مغمورا
وتَولَّى وللأمورِ مصيرٌ / يشترِي رَبَّهُ ويرجو المصيرا
يومَ يَمشِي الصِّدِّيقُ في نوره الزا / هي يُوالِي رواحه والبُكورا
يَنصُر الحقَّ ثائراً يمنعُ البا / طِلَ أن يستقرَّ أو أن يثورا
لا يُبالي غَيْظَ القلوبِ ولا يَحْ / فِلُ في اللهِ لائماً أو نذيرا
أقبلَ القومُ يسألون أتحتَ ال / تربِ أم جاورَ الطريدُ النُّسورا
نَفضوا الهَضْبَ والجِبال وشَقّوا ال / أرضَ طُرَّاً رِمالَها والصُّخورا
وَيحَ أسماءَ إذ يجيءُ أبو جه / لٍ عَلَى خدرها المصون مغيرا
صاحَ أسماءُ أين غَابَ أبو بك / رٍ أجيبي فقد سألنا الخبيرا
قَالتِ العلم عنده ما عَهِدْنا / أجَمَ الأُسْدِ تَستشيرُ الخدورا
فرماها بلطمةٍ تُعرِضُ الأجْ / يالُ عن ذكرِها صَوادفَ صُورا
قذَفتْ قُرطها بَعيداً ورضّتْ / من وُجوهِ النبيِّ وَجهاً نضيرا
غارَ ثَوْرٍ أعطاك ربُّكَ ما لم / يُعطِ من روعةِ الجلالِ القُصورا
أنت أطلعتَ للممالكِ دُنيا / ساطعاً نُورها وديناً خطيرا
صُنتَهُ من ذخائِر الله كَنزاً / كان من قبلُ عنده مذخورا
مَخفرُ الحقِّ لاجئاً يَتوقَّى / قام فيه الروحُ الأمين خفيرا
وقفتْ حوله الشّعوبُ حَيارى / من وراء العصورِ تدعو العصورا
يا حيارى الشعوب ويحكِ إنّ ال / حقَّ أعلى يداً وأقوى ظهيرا
لا تخافي فتلك دولته العُظ / مَى تناديك أن أعدِّي السريرا
جاءكِ المنقذُ المحرر لا يت / رك قيداً ولا يغادر نيرا
ورثَ المالكينَ والرُّسلَ الها / دين بالحق أولاً وأخيرا
الحكيمُ الذي يَهدُّ وَيبني / فيجيدُ البناءَ والتدميرا
والزعيمُ الذي يَسنُّ ويقضِي / لبني الدهرِ غُيَّباً وحضورا
تترامى الأجيالُ بين يديه / تتلقَّى النظامَ والدُّستورا
ليس في الناسِ سادةٌ وعبيدٌ / كَبُرَ العقلُ أن يَظلَّ أسيرا
خُلِقَ الكلُّ في الحقوق سواءً / ما قضى الله أمره مَبْتورا
كذبَ الأقوياءُ ما ظلمَ اللَ / هُ وما كان مُسرِفاً أو قَتورا
دَبَّرَ المُلكَ للجميع فَسوَّى ال / أمرَ فيه وأحكمَ التدبيرا
يا نصيرَ الضِعاف حَرِّرْ نفوساً / تتمنَّى الفكاكَ والتَّحريرا
ضجّتِ الكائناتُ هل من سفيرٍ / يتلافى الدُّنى فكنتَ السفيرا
رَبِّ آتيتنا هُدَاك وأنزلْ / تَ علينا كتابكَ المسطورا
فَلكَ الحمدُ وَافراً مُستمِراً / ولَك الفضلُ باقياً مذكورا
صَاحِبَ القائم المتوّجِ بالفُر / قانِ بُوركتَ صاحباً ووزيرا
أنتَ واليتهُ وعاديتَ فيه / من توخَّى الأذى وأبدى النفورا
أوَ لم تَتَخذْ أباك عدوّاً / وتُذِقْهُ الهوان كيما يحورا
إذ يقول النبيُّ لا تضربِ الشي / خَ وإن سبّني ودعه قريرا
إنما نِلتَ بالمساءةِ منه / والداً مُدبِراً وشيخاً ضريرا
ليت شعري أصبتَ حيّةَ وادٍ / تنفُث السُّمَّ أم أصبت حريرا
نَفثتْ سُمَّها فما هَزَّ رِضْوى / من وقار ولا استخفَّ ثَبيرا
خِفْتَ أن تُوقِظَ النبيَّ فما يُر / ضيكَ أن تضعفَ القُوى أو تخورا
أكرم الله رُكبتيك لقد أع / طاك سُبحانه فأعطى شَكورا
أيَّ رأسٍ حَملت يا حاملَ الإي / مانِ سمحاً والبِرَّ صَفْواً طَهورا
اتَّقِ اللهَ يا سراقةُ وانظر / هل ترى الأمر هيّناً ميسورا
أم تظنُّ الجواد تُمسكه الأر / ضُ وتلوي عنانه مسحورا
أم هو اللهُ ذو الجلالِ رماه / يُمسك الشرَّ راكضاً مستطيرا
غرّك القومُ فانطلقت تُرجّي / ه خسيساً من الجزاءِ حقيرا
وَضحَ الحقُّ فاعتذرتَ وأولا / كَ الرسولُ الأمين فضلاً كبيرا
فُزتَ بالعهدِ فَاغْتَنِمْهُ وَأَبْشرْ / بِسِوارَيْ كِسْرَى فُدِيتَ البشيرا
قُلْ لأهلِ النّياقِ أوتيتُ أجرِي / جَللاً فَابْتَغوا سِوَايَ أجيرا
ليس من رامَ رِفعةً أو سناءً / مِثلَ من رامَ ناقةً أو بعيرا
وأَتى بَعدهُ بُريدَةُ يرجو / أن يَنالَ الغِنَى وكان فقيرا
يركبُ اللّيلَ والنّهارَ وَيَطوِي ال / بِيدَ غُبْراً سُهولها والوعُورا
في رجالٍ من صحبهِ زَعموا الإغ / راءَ نُصحاً واسْتَحسنوا التَّغريرا
آثروا اللهَ والرسولَ ففازوا / وَارْتَضَوْها تجارةً لن تبورا
أسلموا وَارْتَأى بُريدةُ رأياً / ألمعيّاً وكان حُرّاً غَيورا
قال ما يَنبغِي لمثلِ رَسولَ ال / لَهِ أن يَأَلُوَ البلادَ ظُهورا
كيف تمشي بلا لواءٍ وقد أُو / تُيتَ من ربّكَ المقام الأثيرا
ليس لي من عمامتي ومن الرم / ح عَذيرٌ إذا التمست عذيرا
اخفقي يا عمامتي واعلُ يا رم / حي فقد خفت أن تعود كسيرا
ومشى باللواءِ بين يديه / يتلقَّى السنا البهيَّ فخورا
ما حديثٌ لأمّ معبدَ تسْتسْ / قيهِ ظمأى النفوسِ عذباً نميرا
سائلِ الشّاةَ كيف دَرّتْ وكانت / كزَّةَ الضَّرعِ لا تُرجّى الدُّرُورا
بركاتُ السَّمح المؤمَّلِ يَقرِي / أُممَ الأرضِ زائراً أو مزورا
مظهرُ الحقِّ للنبوّةِ سبحا / نكَ ربّاً فرد الجلال قديرا
يا حياةَ النُّفوسِ جِئتَ قُباءً / جِيئةَ الرُّوحِ تَبعثُ المقبورا
ارفعِ المسجدَ المباركَ وَاصْنَعَ / للِبرايا صَنِيعَك المشكورا
معقل يعصم النفوس ويأبى / أن يميل الهوى بها أو يجورا
أوصها بالصلاة فَهْيَ عِلاجٌ / أو سياجٌ يَذودُ عنها الشُّرورا
غَرسَ اللهُ دَوْحَةَ الدّينِ قِدماً / وقَضاها أَرومةً وجذورا
لو أردتَ النُّضارَ لم تَحملِ الأح / جارَ تُوهي القُوى وتَحنِي الظُّهورا
أرأيتَ ابنَ ياسرٍ كيف يَبنِي / أرأيتَ المُشيَّعَ الشِّمِّيرا
أرأيتَ البنَّاءَ يَسْتبِقُ القو / مَ صعوداً ويَزدهيهم سُؤورا
أرأيتَ الفَحلَ الأبيَّ جَنيباً / في يَد اللهِ والهِزبرَ الهَصورا
يَنصبُ النّحرَ للحجارةِ والطّي / نِ يُغِيرُ الحِلَى ويُغري النُّحورا
ما بنَى مِثلَهُ على الدَّهرِ غِرٌّ / رَاحَ يَبني خَوَرْنقاً أو سَديرا
يَجِدُ الحقُّ في البناءِ حُصوناً / ويَرى الطّيرُ في البناءِ وكورا
بُورِكَ الحيُّ حَيُّكم يا بني عم / رِو بن عَوْفٍ ولا يَزلْ مَمطورا
كُنتَ فيه الضّيفَ الذي يَغمُر الأن / فسَ والدُّورَ نِعمةً وحبورا
ما رأت مِثلكَ الديارُ ولا حي / يا لكَ القومُ في الضّيوفِ نظيرا
كَرِهُوا أن تَبِينَ عنهم فقالوا / أمَلالاً أزمعتَ عنّا المسيرا
قُلتَ بل يثربَ انتويتُ وما أَلْ / فَيْتُ نفسي بغيرها مأمورا
قريةُ تأكل القُرَى وتُريها / كيف تَلقى البِلَى وتشكو الدُّثورا
طَربَتْ ناقَتي إلى لابَتيْهَا / فَدَعُوا رَحْلَها وخَلُّوا الجريرا
رَحمةُ اللّهِ والسَّلامُ عليكم / آلَ عَوْفٍ كبيركم والصَّغيرا
يومَ بدرٍ وأنت أعلى مَقاما
يومَ بدرٍ وأنت أعلى مَقاما / إن ذكرنا من بعدِكَ الأيّاما
ما ذكرنا بِكَ القَواضبَ يَقْظَى / أنتَ أيقظتَها شُعوباً نِياما
غَرقتْ في الظّلامِ لا تحسبُ البغ / يَ ذميماً ولا الفُسوقَ حراما
تَكرهُ العدَل في الحقوقِ وترضى / حين يأبَى سَاداتها أن يُقاما
استقم يا سواد في الصف واعلم / أن للجيش في الحروب نظاما
يا لها يا سَوادُ طعنةَ سَهْمٍ / صادفتْ مِنكَ أريحيّاً هُماما
لو يريدُ الأذى بها لم تُطِقْها / مَن يعافُ الأذى ويأبَى العُراما
عَدّلَ الصفَّ فَاسْتَوى وقَضَى الأمْ / رَ على شِرعةِ الهُدى فَاسْتَقاما
إنّها شِرعةٌ لربِّكَ يُمضي / ها فتهدِي الشُّعوبَ والأقواما
تَمنعُ المرءَ ذا البراءةِ أن يُؤ / ذَى وتحمِي الضَّعيفَ من أن يُضاما
وَتُريهِ القَوِيَّ يُذعِنُ للحَق / قِ ويبغِي بِجانبَيْهِ اعْتصاما
قُلتَ أَوْجَعْتَني وقد جِئتَ بالح / قّ وبالعدلِ رحمةً وسلاما
القَصاصَ القَصاصَ إنّي أراهُ / يا إمامَ الهُداةِ أمراً لِزاما
قال هذا بَطْنِي لِبطنِكَ كُفؤٌ / فَاسْتَقِدْ إنَّ للضّعيفِ ذِماما
طابَتِ النَّفسُ يا سَوادُ وعادَ ال / آنَ بَرْداً ما كانَ مِنها ضَراما
واعتنقتَ الرَّسولَ بعدَ شَكاةٍ / فاعتنقتَ الخِلالَ غُرّاً وِساما
وابتدرتَ البطنَ المطهَّرَ لَثْماً / فابتدرتَ الخيراتِ شَتَّى عِظاما
هَا هُنا العدلُ والسَّماحةُ والإح / سانُ أعظِمْ بذا المقامِ مَقاما
أدّبَ اللّهُ عَبْدَهُ وَهَداهُ / وَاصْطفاهُ للمتَّقِينَ إماما
أيُّ دِينٍ كدينِهِ في عُلاهُ / أيُّ قومٍ كالمسلمينَ القدامى
أرأيتَ الضّعافَ في كلِّ أرضٍ / كيف أمسوا للأقوياءِ طعاما
حَرَّموا الطيباتِ بَغياً وظُلماً / وَاسْتحلُّوا الذُّنوبَ والآثاما
رَبِّ إن شِئتَ للشُّعوبِ حَياةً / فابعثِ المُسلِمينَ والإسلاما
إبعثِ النُّورَ في الممالكِ يهدِي / كُلَّ شَعبٍ غَوَى ويمحو الظّلاما
مَرحباً بالأحبَّةِ المُقبلينا
مَرحباً بالأحبَّةِ المُقبلينا / أطفِئُوا شَوقَكم وقَضُّوا الحنينا
أذِنَ اللَّهُ باللقاءِ وكانتْ / لوعةً للفِراقِ دَامتْ سِنينا
إنّ هَذِي دِياركُم فادخلوها / طَيِّباتٍ لمعشرٍ طيّبينا
ادخلوها بنعمةٍ وسلامٍ / وَاعْمرُوها بأهلِكم والبنينا
أقبلوا أقبلوا وَحيُّوا رسولَ ال / لَهِ مُستبشراً يَمدُّ اليمينا
صَافحوهُ مُحبَّبَ الوجهِ سَمْحاً / والزموهُ مُباركاً مَيمونا
وانظروا حوله الجنودَ أُلوفاً / بعد أن لم تكنْ تُدانِي المئينا
واذكروا خطبَكم وكيفَ ذَهْبتُمْ / خِيفةَ الضَّيْمِ في البلادِ عِزينا
تركبونَ العُبابَ يأخذُه الكِبْ / رُ فيأبَى عِنَانُه أن يَلينا
يَضربُ الموجُ في جوانبِهِ المو / جَ وتُزجِي السَّفينُ فيه السَّفينا
اتَّخذتم أرضَ النجاشيِّ داراً / وتَركتُمْ دِيارَكم والقَطينا
مَلِكٌ عادلٌ أقامَ عليكم / من كريمِ الجوارِ حِصْناً حَصينا
وَرَعاكم رَعْيَ الحفيِّ يُؤّدي / حقَّ أضيافهِ وَفِيّاً أمينا
وَجَدَ العارَ في هَدِيَّةِ عمروٍ / فأباها وَردَّ عَمْراً حزينا
قال يا ويلتا أأهدمُ مَجدِي / وأُعادِي أبُوَّتي الأَوَّلينا
أأبيعُ الضُّيوفَ يا عمروُ دَعْها / خُطّةً تجعلُ العزيزَ مَهِينا
إنها سُبَّةٌ على الدهرِ يَأبَى / كلُّ حُرٍّ مُهذَّبٍ أن تكونا
راعه جعفرٌ بقولٍ مُبينٍ / فرأى الحقَّ واضحاً واليقينا
وَدَرى أنَما السُّجودُ لغيرِ ال / لَهِ إثمٌ يَحيقُ بالسّاجدينا
وَاهْتَدى قَلبُه فآثَرَ دِينَ ال / حقِّ في مجمعِ القَساوسِ دِينا
دَلَفَ القومُ بالمصاحفِ لا يَدْ / رُونَ ماذا يُريدُ أن يَسْتَبينا
قال ما عندَكم أما قال عِيسَى / سوفَ يأتي مِن بعدهِ من يلينا
بَطَلَ الشِّركُ وانتهى الإفكُ هذا / خاتمُ الأنبياءِ والمرسلينا
كيف نَأبَى مُحمّداً وَهْوَ حقٌّ / أيقولُ الهُداةُ إنّا عَمِينا
رَبِّ إنّي آمنتُ فاغفِرْ ذنوبي / وَاهْدِني في عبادِكَ المؤمنينا
هكذا فاز بالكرامةِ حزبُ ال / لَهِ طوبَى لِحزبهِ المفلحينا
اُدْنُ يا جعفرٌ لك الرتَبُ العل / يا وكنتَ أمرأً بهن قَمِينا
وَخُذِ القُبلةَ التي هِيَ أَقْصَى / ما تُرجِّيهِ أنْفُسُ المتَّقينا
اُدنُ يا أشبهَ الرجالِ بأعلى ال / ناسِ قَدْراً وخيرهم أجمعينا
ولك العذرُ إن رقصتَ فَهذِي / نَشوةُ الحبِّ تأخُذُ المُخلِصينا
نادِ يا شاعرَ العُروبةِ واهتفْ / مرحباً بالأماجدِ الأكرمينا
هذه خيبرُ العصيّةُ دَانَتْ / لِسيوفِ البواسلِ الفاتحينا
نَصَر اللَّهُ جُندَهُ وحَباهُ / في لواءِ النبيِّ فَتْحاً مُبينا
فَخُذوا حقَّكم هَنيئاً مَرِيئاً / واشكروا اللَّهَ أكرمَ المُنعِمينا
طَلْحَةَ الخيرِ طَلحَة الجُودِ أبْشِرْ
طَلْحَةَ الخيرِ طَلحَة الجُودِ أبْشِرْ / صِرتَ تُدْعى بِطلحَة الفيّاضِ
نَفحةٌ بعد نفحةٍ وانتهاضٌ / في مجالِ السَّخاءِ بعدَ انْتِهاضِ
في حُنَيْنٍ يَدٌ وفي أُحُدٍ أُخْ / رَى وهذِي تَبوكُ ملأى الوفاضِ
مِن جَزُورٍ نحرتَها تُطعمُ الجي / شَ وتشفيهِ من أذىً وارْتِماضِ
ذاقَ من شِدّةِ الطوَى ما كفاهُ / وهو مُستحصِدُ العزيمةِ رَاضِ
حَزَبَتْهُ الأمورُ في طاعةِ الل / هِ فما هَمَّ مَرّةً باعتراضِ
عَالمٌ أنّ أفَضَلَ المقاديرِ ما شا / ءَ وخيرَ الأمورِ ما هو قاضِ
لَكَ في المسلمينَ يا ابْنَ عُبيدِ ال / لهِ بَرقٌ مُباركُ الإيماضِ
تَستهِلُّ الصنائِعُ الغرُّ إنْ لا / حَ وتَجرِي الصّلاتُ مِلءَ الحياضِ
هكذا المؤمِنُ الموفَّقُ يُغنِي / في مرُوآتِهِ غَناءَ المواضي
يَدفعُ الحادث الجليل ويَقْضِي ال / حقَّ سمحَ اليدينِ قبل التقاضي
وَفَدَ نَجرانَ إن أردتَ الرَّشادا
وَفَدَ نَجرانَ إن أردتَ الرَّشادا / فَاتَّقِ اللهَ واتَّبِعْ ما أرادا
وتأمّلْ فَتِلكَ حُجَّتُه البي / ضاء لم تُبقِ ظَلمةً أو سوادا
وَضَحَ الحقُّ وَانْجَلَى الشَّكُ فَانْظُرْ / إنّه النُّورُ قد أضاءَ البلادا
إنّهُ الدّينُ قَيِّماً يُصلِحُ الأم / رَ ويَنْفِي الأذى معاً والفَسادا
جِئتَ في زِينَةٍ وبَسْطَةِ حالٍ / تزدهيكَ الجِيادُ إذ تَتهادى
وهداياكَ من مُسُوحٍ وبُسُطٍ / زِيدَ فيها الفنُّ البديعُ وزادا
صَدقتْ صَنعةُ التصاويرِ فيها / وَهْيَ إفكٌ سَبيلهُ أن يُعادَى
ردَّها الصَّادِقُ الأمينُ تُقاةً / وقَضَى الأمرَ حِكمةً وسَدادا
ودعاهم إلى التي هِيَ أهْدَى / فأبَى الظالمونَ إلا عِنَادا
زَعموا أنّهم على الحقِّ ما حا / دوا ولكنَّه عن الحقِّ حادا
أيظنُّ المسيحَ عَبْداً وقد كا / ن إلهاً أتى يدينُ العِبادا
قال لا تكذبوا عليه وتُوبوا / وَاتْبَعوا الحقَّ مِلَّةً وَاعْتِقادا
إنّ عِيسَى صَلَّى الإلهُ عليهِ / كان للحقِّ قُوةً وعَتادا
هُوَ مِن رُوحِ ربِّهِ مُستفادٌ / وسَبيلُ المخلوقِ أن يُستفادا
كان في قومِه رسولاً رَضِيَّاً / يَتَّقِي رَبَّهُ ويَرْجُو المعادا
لا أبٌ كالذي زَعمتُمْ ولا ابنٌ / فدعوا الشِّركَ وَانْبِذوا الإلحادا
وَحِّدُوا اللهَ مالكم منه واقٍ / وَاحْذَرُوا الخيلَ والسُّيوفَ الحِدادا
ضَلَّ من يدَّعِي لِمَنْ هُوَ فَردٌ / في عُلاهُ الأبناءَ والأندادا
فتنتهم أعمالُه وَهْيَ مِنْ قُدرةِ / اللّهِ وشَرُّ الضَّلالِ أن يَتمادى
رُمِيتْ يَثْرِبٌ بوفدٍ جَمادٍ / هل رأى العالمون وَفدا جَمادا
عَدِمَ العقلَ فهو يُمعِنُ في الجه / لِ ويأبَى فما يُريدُ اتّئادا
أنزل اللهُ آيةً لو وعاها / راحَ بعد اللجاجِ يُلقِي القِيادا
لم يَكُنْ دُونَ أن يبيدَ مَحيصٌ / لَيْتَهُ بَاهَلَ النَّبيَّ فَبادا
مَنعتهم آجالهم فَتَفَادَوْا / ما يودُّ الحريصُ أن يَتفادى
وأتوا مُذعِنينَ يبغونَ صُلحاً / يَدفعُ الويلَ والخطوبَ الشِّدادا
سيّدُ الرسلِ أمّلوهُ ففازوا / إنّما أمَّلوا الكريمَ الجَوادا
اشترُوا مِنْهُ أنفُساً نَجِساتٍ / زادها البيعُ والشِّراءُ كَسَادا
حُلَلٌ لا تكونُ إن هِيَ عُدَّتْ / دُونَ ألفٍ ولا تَجِيءُ فُرادا
يَبعثُ القومُ مِثلَها من لُجَيْنٍ / يُعجِبُ النّاظِرينَ والنُّقّادا
سِرْ حَثيثاً أبا عُبيدةَ وَامْلأْ / أرضَ نَجرانَ هِمَّةً وَاجْتِهَادا
أنتَ أنتَ الأمينُ عزَّ بكَ الصُّن / عُ الذي يرفع الرِّجالَ وسادا
خَلُصَتْ للنبيِّ مِنكَ خِلالٌ / أفعمتْ نَفْسَهُ هَوىً وودادا
أخذوا العهدَ رَحْمَةً وسلاماً / بعد أنْ ضلَّ سَعْيُهُم أو كادا
يَبلغُ الحقُّ مُبتغاهُ وتزدا / دُ قُواهُ تَمادِياً واطِّرادا
وأضلُّ الرجالِ من لا يُلبِّي / دَاعِيَ اللهِ طائعاً إذ يُنادَى
أيها المُؤمنُونَ تُوبوا إلى الل / هِ وكونُوا لِدِينِهِ أوْتادا
أَرَغِبْتُمْ إذ أقبلَ الوفد في الدن / يا وكنتم من قبله زُهّادا
إنّ خيراً من ذلكم جَنَّةُ اللَ / هِ فلا تَعْدِلوا بِتَقواهُ زَادا
ما لِنَفْسٍ من غِبْطَةٍ أو سُرورٍ / بمتاعٍ تَخْشَى عليهِ النَّفادا
أَقْبِلُوا راشِدينَ فالأمرُ جِدُّ
أَقْبِلُوا راشِدينَ فالأمرُ جِدُّ / أيُّ نهجٍ للحقِّ لم يَبْدُ بَعْدُ
أقبلوا راشدين ما لثقيفٍ / وسواها ممّا قَضَى اللَّهُ بُدُّ
يا ابنَ غيلانَ مَرحباً جِئتَ في الرك / بِ وَحَادِي الهُدَى يَسوقُ ويَحْدُو
أين من قومِكَ الأُلى رَكبوا الغي / يَ فلم يَثنِهم عن الإثمِ رُشْدُ
قتلوا عروةَ الشَّهيدَ على أن / آثَرَ اللَّهَ فَهْوَ للشِّركِ ضِدُّ
جَاءَ إثرَ النبيِّ يَشهدُ أنَّ ال / لَهَ حقٌّ عالي الجَلالةِ فَرْدُ
وأتى قَوْمَهُ يظنُّ بهم خي / راً فمالوا عن السّبيلِ وصَدُّوا
هكذا أخبرَ النبيُّ ولكن / ليس للأمرِ حين يُقدَرُ رَدُّ
قال دَعْهم لمالكِ المُلْكِ وَاعْلَمْ / أنّهم قاتِلوكَ فالقومُ لُدُّ
غَرَّهُ رأيهُ فلم يَكُ حُبٌّ / غير حُبِّ الأذى ولم يَكُ وُدُّ
بُورِكَ الوفدُ إذ أتى الكوكبَ الدُّر / رِيِّ في نورِهِ يَروحُ ويغدو
يَتلَّقى السَّنا تَبينُ به السُّبْ / لُ وِضَاءً بعد الخفاءِ وتبدو
وَرد الدِّينَ صافياً ما يُضاهي / هِ لمن يَبْتَغِي السَّلامةَ وِرْدُ
وقَضَى أمرَهُ فَعادَ ومنه / حِيلةٌ أُحكمتْ ورأيٌ أَسدُّ
راح يُخفِي إيمانَهُ ويهدُّ ال / قومَ رُعباً وكلُّ واهٍ يُهدُّ
ليس للشركِ قُوَّةٌ تعصِمُ النف / سَ ولا فيهِ مَنْعَةٌ تُسْتَمَدُّ
قال يا قوم إنّه يتلظَّى / في إباءٍ ما ينقضِي منه وَقْدُ
سامنا خُطّةً تَشُقُّ علينا / وهو عالٍ في قومِهِ مُستَبِدُّ
نهدم اللاتَ صاغرِينَ ونُلغِي / ما درجنا عليهِ فالعيشُ رَغْدُ
هاجهم جَهلُهم فقالوا رُويداً / ما لنا بالذي تقولون عَهْدُ
قيل فالحربُ لا هَوادةَ فيها / فَاجْمَعوا أمرَكم إذن وَاسْتَعِدُّوا
وهفا الذّعرُ بالنفوسِ فلانوا / بعد حينٍ وللجَهالةِ حَدُّ
أقبلوا يرغبون في مِلّةِ الل / هِ فلم يُغنِهم إباءٌ وزُهْدُ
عَجِبُوا للأُلَى رَموهم بمكرٍ / هُوَ أقوى من مكرهم وأشدُّ
سألوهم أن يُسلِموا فأذاعوا / ما أسرُّوا وطاحَ بالهزلِ جِدُّ
رَضِيَ اللّهُ عنهمُ ورعاهم / هم جميعاً لملة الحقِّ جُنْدُ
وَفَدَ الفارسُ الذي تَفرُقُ الأب
وَفَدَ الفارسُ الذي تَفرُقُ الأب / طالُ مِنهُ وتَفزعُ الفُرسانُ
جاءَ عَمروٌ وأيُّ قَرمٍ كعمروٍ / حِينَ تُدعى القرومُ والشُّجعانُ
ماله في الرجالِ كُفؤٌ إذا ما / حَمِيَ الضربُ وَاسْتَحرَّ الطعانُ
رَاعَ صَمصامُه وشاعَ له في ال / أرضِ ذِكرٌ مُجلجِلٌ رنّانُ
قال يا قيسُ أنتَ سيّدُ قومٍ / ليس فيهم لغيرِكَ اليومَ شَانُ
أيَّما خُطَّةٍ أردتَ فلا مَعْ / دَلَ عنها وحيثما كنتَ كانوا
سِرْ معي ننظُر الذي رَاحَ يَنْهَى / أن تُقامَ الأصنامُ والأوثانُ
إنّه إنْ يَكُنْ نبيّاً فلن يَخْ / فَى علينا الدّليلُ والبُرهانُ
ومن الحقِّ أن يكونَ مُطاعاً / فعلينا الولاءُ والإيمانُ
قال يا عمروُ هل أصابكَ مَسٌّ / فتمادَى الهُراءُ والهَذيانُ
ما أنا بالذي يَلينُ عِناني / لابنِ أُنثَى إنْ لانَ مِنكَ العِنانُ
إن تكنْ مُذعِناً لمن فَتن النا / سَ فما بي لمثلِهِ إذعانُ
ذَهَبَ الفارِسُ الزبيديُّ فَرْداً / وتَقضَّى النداءُ والبُهتانُ
يطلب السّاحةَ التي يُطلَبُ الخي / رُ بأرجائِها ويُرجَى الأمانُ
مَهبطُ الوحيِ يَرتعُ الرّوحُ فيها / كلَّ حينٍ ويَسطعُ الفُرقانُ
رَضِيَ البرَّ والمُروءةَ ديناً / فَصَفتْ نَفسُه وطابَ الجنانُ
زالَ عنه الأذَى فما خطبُ قيسٍ / إنّ قيساً لثائرٌ حَرَّانُ
قال يا ويحَهُ أ آمره أم / رِي فَمِنْهُ الإباءُ والعِصْيانُ
لأُذِيقنَّهُ الجَزاءَ أليماً / فيرى موضِعي وكيفَ يُدانُ
هكذا تصنع الجهالةُ بالنا / سِ فتعمَى العقولُ والأذهانُ
وَمِنَ النّاسِ مُبصِرونَ يَرَوْنَ ال / حقَّ حقّاً ومِنهمُ عُميانُ
يا بَنِي الحارثِ بن كَعْبٍ سَلامُ
يا بَنِي الحارثِ بن كَعْبٍ سَلامُ / أَذْهَبَ الرِّجْسَ عَنكمُ الإسلامُ
جاءكم خالدٌ بدعوةِ حقٍّ / فاستجبتم ما عابكم إحجامُ
عَظُمَتْ نِعمةُ النبيِّ عليكم / فاعرفوا دِينَهُ وكيف يُقامُ
كلُّ ما تَكرَهُ النُّفُوسُ من البَغْ / يِ وَسُوءِ الصّنيعِ فيه حَرامُ
لا يحلُّ القتالُ إلا بحقٍّ / وَهْوَ حَقٌّ مؤكّدٌ وذِمامُ
أنتمُ القومُ ما عليكم مَلامُ / قُضِيَ الأمرُ واسْتَراحَ الحُسامُ
وعجيبٌ إذا بَدا الحقُّ طَلْقاً / أن تَضِلَّ العقولُ والأحلامُ
يا بَنِي الحارثِ بنِ كعبٍ نزلتم / في حِمَى اللهِ مَنزلاً لا يُرامُ
ها هُنا ها هنا يَطيبُ المقام / هذه يَثرِبٌ وهذا الإمامُ
أرأيتم عِزَّ النبوَّةِ فيما / عَرَفَ النَّاسُ أو رَأى الأقوامُ
لا النبيُّونَ أوّلَ الدهرِ نالوا / بعضَ هذا ولا الملوك العِظامُ
قالَ وهو العليمُ إذ كلَّمَ القو / مَ ومِنْ مثلهِ يَطيبُ الكلامُ
بِمَ كُنتم في الجاهليّةِ تستع / لون بالنصرِ حين يحمَى الصِّدامُ
فأجابوه ذلكم أنّنا كن / نا جميعاً تضمُّنا الأرحامُ
صادِقي البأسِ للقلوبِ اتّحادٌ / حِينَ تَمضي وللصُّفوفِ الْتِئَامُ
صَخْرَةٌ ما تَطيرُ أو تَتفرَّى / إن تَفرَّى الحصَى وَطَارَ الرَغامُ
ثم كنَّا لا نَبدأُ النّاسَ بالظل / مِ نَعافُ الذي يَعافُ الكِرَامُ
نَكرهُ الشَّرَّ قادرِينَ ونأبا / هُ وللشَّرِّ في النُّفوسِ اضْطِرامُ
قال حقّاً لقد صدقتم وما كا / نَ ليُرجَى للظالِمينَ دَوامُ
إنّ زيداً أميركم فَاعْرِفُوه / وَاسْتَقِيموا لكلِّ أمرٍ نظامُ
سُنَّة اللهِ ليس للقومِ بدٌّ / من رئيسٍ يُلْقَى إليه الزِمامُ
عُدْ بخيرٍ يا ابنَ الحصينِ ونُعمَى / إنّك اليومَ لَلرئيسُ الهُمامُ
يا أَبا العاصِ أيَّ أرضٍ تُريدُ
يا أَبا العاصِ أيَّ أرضٍ تُريدُ / إنّ ما تَبْتَغِي لَصَعْبٌ شَديدُ
سُدَّتِ السُّبلُ يا أبا العاصِ فَانْظُرْ / أينَ تمضِي إذنْ وأينَ تَحِيدُ
أرأيتَ الحديدَ يُزجيِهِ زَيْدٌ / مُستَطِيرَ السَّنا عليهِ الحَديدُ
إيهِ يا ابنَ الربيعِ تِلكَ جُنودٌ / تَتَهاوَى عن جَانِبَيْها الجُنُودُ
ليس للعيرِ غيرُها فَدَعِ العِي / رَ وَعُدْ سالماً وأنتَ حَميدُ
بَعُدَتْ مَكَّةٌ فلا تَرِدَنْها / وإلى يثربٍ فَثَمَّ الوُروردُ
جاء صِهرُ النبيِّ في نَابِ مَولا / هُ وللّيْثِ حُكمُهُ إذ يَصيدُ
رَامَ من زَيْنَبَ الجِوارَ فقالتْ / إنّ في ذَا الحِمَى يُجارُ الطَّرِيدُ
وَمَشَتْ تُخْبِرُ الرسولَ وترجو / عِندَهُ الخيرَ والفُؤادُ كميدُ
قال إنّي أجرتُهُ فله ما / شِئْتِ عِندي ومَالُهُ مَرْدُودُ
أَكْرِمِيهِ فما عَلَيكِ جُناحٌ / وَامْنَحِيْهِ الجَميلَ وَهْوَ بَعِيدُ
إنّه مُشْرِكٌ فأنتِ حَرامٌ / شِرعَةُ اللهِ فَلْيَكُنْ ما يُريدُ
قالَ قومٌ أَسْلِمْ يا أبا العاصِ تَغْنَمْ / مَالَ قومٍ هُمُ العَدُوُّ اللَّدُودُ
قالَ كلا فلستُ أبدأَ دِيني / بالتي يَأنفُ الشَّريفُ الرَّشيدُ
وَتَولَّى فجاءَ مَكّةَ ما يُجْ / حَدُ فيها مَقَامُهُ المشهودُ
قال يا قومُ ليسَ بي من جُحودٍ / إنّه مَالُكُم إليكم يَعودُ
فَخذوهُ فقد وَفَيْتُ وَرَبُّ ال / بيتِ سُبحانَهُ عَليَّ شَهيدُ
أَشْهَدُ الآنَ مُوقِناً مُطمئِنّاً / أنّه اللّهُ رَبُّنا المعبودُ
بَعَثَ الصَّادِقَ الأمينَ رِسولاً / يَهدِمُ الشِّركَ دِينهُ فَيَبيدُ
بِكتابٍ فيه الشّرائعُ تَهدِي ال / ناسَ أعلامُها وفيها الحُدودُ
ما حياةُ الشعوبِ في الشِّركِ فَوْضَى / الحياةُ الإيمانُ والتَّوحيدُ
يا أبا العاصِ عُدْتَ بَرّاً تَقِيّاً / فَهنيئاً لكَ المَعَادُ السَّعيدُ
اعتزلْ ما مَضَى لِنَفْسِكَ في دُنْ / يا الخطَايا فأنتَ خَلْقٌ جَديدُ
أنتَ صِهرُ النبيِّ لا الوُدُّ ممنو / عٌ ولا البابُ مُوصَدٌ مَسْدُودُ
زَالَ ما كان من حجابٍ فلا الإسْ / لامُ يَنْهَى ولا الكِتابُ يَذودُ
ليس من حاجَةٍ لم تُتَحْ لَكَ بع / دُ ولا ثَمَّ مَطلبٌ مَنْشُودُ
سَاعَفَتْكَ المُنى وطاب لك العي / شُ ألا هكذا تُواتِي الجُدودُ
مُت لِتَحيا وَلا تُرِدها حَياةً
مُت لِتَحيا وَلا تُرِدها حَياةً / تَصطَليها النُفوسُ مَوتاً فَظيعا
ضَيعَةُ النَفسِ في اِحتِفاظِكَ بِالنَف / سِ وَعارٌ عَلى الفَتى أَن يَضيعا
آيَةُ الحُرِّ أَن يُغامِرَ لِلمَج / دِ وَأَن يَطلُبَ المَحَلَّ الرَفيعا
يَستَبيحُ الحِمى المَنيعَ وَيَعتَد / دُ دِماءَ العِدى حِماهُ المَنيعا
ساهِرُ الهَمِّ وَالصَريمَةِ لا يَب / غي قَراراً وَلا يُريدُ هُجوعا
يَعلَمُ الحَيُّ أَنَّهُ عِصمَةُ الحي / يِ إِذا خافَ مِن مُلِمٍّ وُقوعا
صادِقُ العَزمِ لا يَضيقُ لَدى الإِق / دامِ ذَرعاً وَلا يُطيقُ رُجوعا
يُنكِرُ السُبلَ لا تَموجُ نُفوساً / حينَ يَمضي وَلا تَمُجُّ نَجيعا
شَرُّ ما تَجلِبُ الخُطوبُ عَلَيهِ / أَن يَرى شَعبَهُ الأَمينَ مَروعا
فَهوَ يَمضي مُجاهِداً لا يُبالي / صَرعَ الخَصمَ أَم تَرَدّى صَريعا
يَتَلَقّاهُ حاسِراً يَأخُذُ الأَس / يافَ غَصباً وَيَستَبيحُ الدُروعا
سائِلِ الناسَ أَيُّهُم صانَ نَفساً / وَاِبكِ حُرّاً صانَ النُفوسَ جَميعا
مِصرُ أَنتِ الحَياةُ وَالمَوتُ طُرّاً
مِصرُ أَنتِ الحَياةُ وَالمَوتُ طُرّاً / لِشَهيدٍ رَمَيتِهُ بِسِهامِكْ
ذَهَبَت نَفسُهُ لِنَفسِكِ زُلفى / وَتَقضَّى مَرامُهُ في مَرامِكْ
أَيُّ حَقٍّ مِن قَبلِ حَقِّكِ يُقضى / وَذِمامٍ يُصانُ قَبلَ ذِمامِكْ
باركَ اللَهُ في بَنيكِ وَطوبى / لِسَعيدٍ يَكونُ مِن خُدّامِكْ
نِعمَة العَيشِ مِن أَياديكِ عِندي / وَجَمالُ الحَياةِ مِن إِنعامِكْ
لَو بَذَلنا النُفوسَ فيكِ كِباراً / ما قَضَينا القَليلَ مِن إِكرامِكْ
هَذَّبَ اللَهُ مَنطِقي وَحباني / بِالصَفِيِّ الوَفِيِّ مِن أَقلامِكْ
قَلَمٌ تَحمِلُ الحَوادِثُ مِنهُ / مِثلَ ما تَحمِلينَ مِن آلامِكْ
لَم يَدَع مِن سَلامِها غَيرَ ما أَب / قَت إِغاراتُ جُندِها مِن سَلامِكْ
لا سَمَت في الوُجودِ أَعلامُ مُلكٍ / أَو يَكونَ السِماكُ مِن أَعلامِكْ
أَيُّها الجُندُ ظافِراً يَتَمَشّى
أَيُّها الجُندُ ظافِراً يَتَمَشّى / في الجَماهيرِ مُعجَباً مُختالا
يَومَ غابَ الحُماةُ وَاِستَصرَخَت مِص / رُ تُنادي الرِجالَ وَالأَبطالا
أَقَتَلتَ الكُماةَ في الحَربِ غُلباً / أَم قَتَلتَ النِساءَ وَالأَطفالا
أَنصِفي الظالِمينَ يا دَولَةَ الفا / روقِ مِنّا وَعَلِّمي الجُهّالا
عَلِّمينا الحَياةَ كَيفَ نُعاني / ها وَصوني النُفوسَ وَالآجالا
خَفِّفي القَتلَ إِنَّنا قَد عَيينا / وَلَقينا في ظِلِّكِ الأَهوالا
اقبِضي ظِلَّكِ المُحَبَّبَ عَنّا / وَاِجعَليها عُقوبَةً وَنَكالا
وَيكِ طالَت بِنا بُلَهنِيَةُ العَي / شِ فَمُتنا سَآمَةً وَمَلالا
لا تزيدوا نُفوسَنا مِن نَعيمٍ / زادَ أَنضاءَها أَذىً وَخَبالا
لا نُحِبُّ العَطاءَ نَمتاحُهُ مِن / كُم وَلا نَبتَغي لَدَيكُم نَوالا
كَفكِفوا جودَكُم وَرُدّوا عَلَينا / ما سَلَبتُم غُلُبَّةً وَاِغتِيالا
ما ذَكَرنا لَكُم مِنَ الخَيرِ شَيئاً / ما رَضينا لَكُم عَلى الدَهرِ حالا
نَذكُرُ الحُكمَ ظالِماً ما رَأَينا / فيهِ عَدلاً وَلا وَجَدنا اِعتِدالا
نَذكُرُ العَهدَ سَيِّئاً ما عَرَفنا / فيهِ حُرِّيَّةً وَلا اِستِقلالا
نَذكُرُ الشَرَّ وَالبَلاءَ جَميعاً / فَاِذكُروا عَهدَكُم وَشُدّوا الرِحالا
رَصِّعوا التاجَ بِالوَفاءِ وَحَلُّوا / بِحِلى الصِدقِ عِزَّهُ وَالجَلالا
لا تُريقوا دَمَ الضَعيفِ عَلَيهِ / وَاِنظُروهُ مِن فَوقِهِ كَيفَ سالا
أَكرِموا التاجَ إِنَّكُم إِن أَبيتُم / زادَ فينا مَهانَةً وَاِبتِذالا
طالَ عَهدُ اِحتِلالِكُم فَحَسِبنا / أَنَّ يَومَ الحِسابِ يُدعى اِحتِلالا
صَدَقَ اللَهُ وَعدَهُ فَاِرقُبوها / غارَةً تُعجِزُ الصَليبَ قِتالا
تُستَباحُ النُفوسُ عَن جانِبَيها / وَتَسيرُ الفُتوحُ فيها عِجالا
هَل مِنَ اللَهِ مَهرَبٌ أَو نَجاءٌ / حينَ يُزجي جُنودَهُ وَالرِعالا
يَأخُذُ البَرَّ وَالبِحارَ عَلَيكُم / وَيُريكُم نِزالَهُ وَالدِحالا
تِلكَ عُقبى الأَذى فَلا تُنكِرُوها / جاءَكُم يَومُكُم فَذوقوا الوَبالا
مَرحَباً بِالإِخاءِ في حَرَمِ اللَ
مَرحَباً بِالإِخاءِ في حَرَمِ اللَ / هِ وَأَهلاً بِقَومِنا الصالِحينا
حَيِّ آلَ المَسيحِ يا بَيتُ واقِضِ ال / حَقَّ عَن آلِ أَحمَدٍ أَجمَعينا
اكتبِ العَهدَ بَينَنا وَاِجعَلِ المُص / حَفَ خَيرَ الشُهودِ فيهِم وَفينا
حَسبُنا اللَهُ لا نُريدُ سِواهُ / مِن كَفيلٍ وَلا نُريدُ ضَمينا
إِن عَقَدنا عُرى الوَفاءِ لِمِصرٍ / وَجَعَلنا الإِخاءَ دُنيا وَدينا
فَهيَ لِلَهِ حُرمَةٌ مَن يَصُنها / يَحيَ في ظِلِّهِ الظَليلِ مَصونا
إِنَّ مَن عَقَّ مِن بَني النيلِ مِصراً / عَقَّ آباءَهُ وَخانَ البَنينا
رَبَّنا هَب لَها الجَزيلَ مِنَ الخَي / رِ وَوَفِّق أَبناءَها العامِلينا
ناشَدَتنا العَهدَ المَصونَ فَكُنّا / أُمَّةً بَرَّةً وَشَعباً أَمينا
مَكسويني كَتَبتَ لِلناسِ دَرساً
مَكسويني كَتَبتَ لِلناسِ دَرساً / عَدَّهُ الدَهرُ مِن كِبارِ عِظاتِهْ
فيهِ سِرٌّ لِلعالَمينَ عَجيبٌ / تَستَحي الكيمياءُ مِن مُعجِزاتِهْ
يَهَبُ الروحَ كُلَّ شَعبٍ رَميمٍ / لَعِبَ الدَهرُ وَالبِلى بِرُفاتِهْ
فَهوَ في نَضرَةِ الحَياةِ فَتِيٌّ / يَتَهادى الشَبابُ في خُطُواتِهْ
يُمعِنُ النَهضَةَ الأَبِيَّةَ تَشأى / غايَةَ المَضرحِيِّ في نَهضاتِهْ
تَسكُنُ العاصِفاتُ عَن جانِبَيهِ / وَتَطيرُ الجِبالُ في هَبَواتِهْ
وَإِذا ما رَمى الزَمانُ بِخَطبٍ / خَطَبَتهُ دَماً سِهامُ رُماتِهْ
يَطلُبُ العِزَّ باذِخاً تَتَهاوى / هِمَمُ الطالِبينَ عَن قَذَفاتِهْ
تِلكَ لِلشَعبِ قُوَّةٌ وَحَياةٌ / تَملَأُ الخافِقينِ مِن سَطَواتِهْ
ما عَهِدنا الخُطوبَ تَرحَمُ شَعباً / يَقَظاتُ الخُطوبِ مِن غَفَلاتِهْ
يَفتِكُ الظُلمُ بِالضِعافِ وَتَنجو / مُهَجُ الأَقوِياءِ مِن فَتَكاتِهْ
مَنَعَ اللَيثَ أَن يُضامَ وَيُؤذى / ما تَخافُ الذِئابُ من وَثَباتِهْ
يا شَهيداً شَجا المَشارِقَ طُرّاً / ما شَجا الغَربَ من ضَجيجِ نُعاتِهْ
وَسَجيناً لَم يطعَمِ القوتَ حَتّى / طَعمَ المَوتَ مِن أُكُفِّ سُقاتِهْ
يَنصَبُ النَفسَ لِلعَذابِ وَيَلقى / ما يُذيبُ النُفوسَ مِن سَكَراتِهْ
إِذ يَرى قَومَهُ أَعَزَّ وَأَعلى / وَحَياةَ البِلادِ فَوقَ حَياتِهْ
أَنتَ لِلحُرِّ سُنَّةٌ وَكِتابٌ / يَستَفيدُ المِثالَ مِن صَفَحاتِهْ
صَفَحاتٍ تُؤتي النُفوسَ هُداها / بِالسَنا المُستَفيضِ مِن كَلِماتِهْ
فيهِ روحُ اليَقينِ لِاِبنِ هُمومٍ / يَستَزيدُ الزَمانُ مِن نَكَباتِهْ
صادِقِ العَزمِ وَالمُروءَةِ يَهوي / كُلُّ عالي الذُرى أَمامَ ثَباتِهْ
فيهِ عِزُّ الذَليلِ يُلقي عَلَيهِ / عِظَةَ الدَهرِ مِن أَجَلِّ ثِقاتِهْ
فيهِ ما يَنفَعُ المَمالِكَ مِن مَأ / ثورِ آياتِهِ وَمِن بَيِّناتِهْ
فيهِ ما يَدفَعُ المَهدِّدَ عَنها / وَيَرُدُّ المُسيءَ عَن سَيِّآتِهْ
هِدَّةُ البَرِّ كُلُّها مِن قُواهُ / وَجَحيمُ البِحارِ مِن مُنشَآتِهْ
قُل لِأَلفٍ مِنَ الأَئِمَّةِ يَقضي / أَلفَ شَهرٍ في صَومِهِ وَصَلاتِهْ
أَيُّ دينٍ لِصائِمٍ أَو مُصَلٍّ / في مُروآتِهِ وَفي مَكرُماتِهْ
دينُ حُرٍّ يَموتُ في السِجنِ جوعاً / وَيَرى العارَ أَن يَعيشَ لِذاتِهْ
نَكبَةٌ زُلزِلَت لَها دَولَةُ الحَق / قِ وَلِلحَقِّ دَولَةٌ مِن حُماتِهْ
لَو يَرى الناسُ ما أَرى حينَ أَودى / لَشَرعتُ الصِيامَ يَومَ وَفاتِهْ
أطلِقُوا قَيْدَها وحُلّوا العقالا
أطلِقُوا قَيْدَها وحُلّوا العقالا / أَخَشيتُمْ كِفاحَها والنّضالا
تلك غاراتُها فَفِرّوا سِراعاً / أو فذوقوا سُيوفَها والنِّبالا
غارةٌ بعد غارةٍ ورِعالٌ / في السَّنا المُستطيرِ تُزجِي رعالا
نَحن أبطالُها نزيد أُولى النَّج / دةِ مجداً ونُكرمُ الأبطالا
نَصدُقُ الكرَّ كلَّ أشوسَ ضافي ال / دِرعِ يمشي إلى الوغى مُختالا
نأخذُ الفارسَ الكميَّ صِراعاً / حين يأبى الكماةُ إلا احتيالا
لا نَدِبُّ الضَراءَ يوماً ولا نط / لبُ سِلماً ونحن نبغي القتالا
ما عَرَفْنا رَفْعَ الكتابِ ولا كُنْ / نا كمزُجي الجِمالِ تُخفي الرِّجالا
يومَ تمشي الوئيدَ تحملُ للزّب / باء موتاً معبَّأً ونَكالا
عاجلت بعلَها اغتيالاً فما تب / صرُ إلا البُعولَ تَردِي عِجالا
غرّه المَينُ والخداعُ فلاقَى ال / حتفَ عُرساً وجاور التُربَ آلا
نحن قومٌ نرى الخيانةَ والغد / رَ أذىً واغلاً وداءً عُضالا
نَتداعَى إلى الكريهةِ ضاحي / نَ نَحُلُّ الرُّبَى ونعلو الجبالا
لا ترانا إلى قرارةِ وادٍ / نتحامَى الوغَى ونخشَى الدِّحالا
وترى القومَ في الأخاديدِ يستخ / فونَ ذُعراً وقد أثاروا الصِّلالا
يملأون الظلامَ هَوْلاً فإن وضحَ الصب / حُ تولَّوا عن جانبيهِ انسِلالا
أبشرِي مصرُ إنّنا الذّادةُ الحا / مونَ ننفِي الأذَى ونشفِي الخبَالا
نحن صُنَّا محارمَ النّيلِ طُرّاً / وأَبَيْنا لِعزّهِ أن يُنالا
ورمينا قُوَى المُغيرينَ فيهِ / بقوىً لا تزيدُ إلا اشْتِعالا
إرثُ آبائِنا وذُخرُ بَنينا / نَفتديهِ ولا نرى أن يُذالا
زَعموا الحقَّ أن نعيشَ أذلّا / ءَ نُعاني الأذى ونشكو الوَبالا
إنّما الحقُّ أن نسودَ وأن نص / دعَ هذي القُيودَ والأغلالا
ملكوا النّيلَ عنوةً أم أرادوا / أن يكونوا على بَنيهِ عيالا
لن ينالوه مأرباً جاهليّاً / يُعجِز العارفين والجُهّالا
هم أقاموا مُشاغبين مُكبِّي / نَ على الظُّلمِ أربعين طوالا
هل يرى العادلون أنَّا خُلِقْنا / مغنماً طيِّباً وصَيْداً حلالا
ظلموا العدلَ ما لهم أن يُقيموا / إنّما العدلُ أن يشدُّوا الرِّحالا
الجلاءَ الجلاءَ يا أمّةَ السك / سونِ عن مصرَ والزِّيالَ الزّيالا
انفِروا أيها الجنودُ خِفافاً / تعصِفُ الرِّيحُ خلفكم أو ثقالا
يا بني النّيلِ نَجدةً تَمنعُ النّي / لَ وتنفِي الهُمومَ والأوجالا
يا بني النّيلِ زأرةً تملأ الغي / لَ دَويِّاً وتُفْزعُ الرِّئبالا
يا بني النّيلِ نظرةً تَنفذُ السُّو / رَ وتَفِري السُّتورَ والأقفالا
يا بني النيلِ حِكمةً تَرأبُ الصَّد / عَ وحزماً يَسُدُّ هذي الخِلالا
أيُّ شعبٍ بمثل ما نحن فيه / نال حُرّيةً أو استقلالا
إنّ هذا لِواؤُنا فاعرفوه / تعرفوا الحقَّ عالياً والجلالا
هو نُورٌ من السّماواتِ قُدْسِي / يٌ يُفيضُ الهُدَى ويمحو الضَّلالا
رحمةُ الله للكنانةِ يُزجي / ها وروحٌ يُحيي به الآمالا
نتلقّاه باليمينِ ونلقَى / في سناه جبريلَ أو ميكالا
ربّ هيِّئ لمصرَ شعباً وفيَّاً / وتدارَكْ مصيرَها والمآلا
أيها القائدُ العظيم تقدَّمْ
أيها القائدُ العظيم تقدَّمْ / أنت بالحرب والكتائب أعلمْ
يطلُع النّصرُ من لوائك فجراً / في دياجي الوغى إذا النّقعُ أظلمْ
رُبَّ هولٍ لبِستَ من صنعةِ الحر / بِ موشّىً بالمشرفيّةِ مُعَلمْ
تتهاوَى النّفوسُ عن جانبيهِ / غيرُ نفسٍ فيه تُصانُ وتُعصَمْ
إيه عزّامُ أنت للحقِّ ركنٌ / في يد اللهِ ثابتٌ ليس يُهدَمْ
يطمعُ الحادثُ المُضلَّلُ فيهِ / ثمّ يعتادُه الرّشادُ فَيُحجِمْ
ابعثِ الطّرفَ في جنودك واسأل / أين حامي اللّواءِ في كلّ مأزِمْ
أين من يمنعُ الذّمارَ ويغشى / لُجَجَ الموتِ والوغَى تتضرَّمْ
كلُّهم نُصرةٌ لمصرَ ومجدٌ / لِبَنِيها فَاسْعَدْ بجيشكَ وَانْعَمْ
أنت علَّمتهم وسوف تراهم / من شُيوخِ الوغى فنعم المُعلِّمْ
أنت أعددتَ للبلادِ حياةً / ليس من دُونها مَفازٌ ومغنَمْ
ضلَّ من يَحسبُ الرجالَ سواءً / أفضلُ الناس من أعدَّ ونظّمْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025