المجموع : 7
بَلَّغَتْ عَبدَكَ الخطوبُ مداها
بَلَّغَتْ عَبدَكَ الخطوبُ مداها / يومَ تبليغِكَ النُّفوسَ مُناها
وتَناهى جَهدُ الحَياةِ بمَنْ لَمْ / يَسعَ فيما رَضِيتَ إِلَّا تَناهى
وعَجيبٌ أَنْ يُفنِيَ الظِّمءُ نَفساً / أَبْحُرُ الأَرضِ فِي يَدَيْ مَوْلاها
مَلِكٌ نافَسَتْ بأدنى رِضَاهُ / بشَّرَتْهُ رِبحاً بأقصى رِضاها
بَذَلَتْ كُلَّ طارِفٍ وتليدٍ / لَوْ شَفاها من لَيتِها وعساها
ولقد شافَهَتْ سيوفَ عدَاهُ / لَوْ كفاها بِهَا شمَلتَ عِدَاها
إِنْ تَلاقَيْتَها فأَنْفسُ نَفْسٍ / لَكَ أَسْنى حُلِيِّها وحُلاها
أَوْ فأَدْنى مواعِدِ المَوْتِ منها / إِنْ تُضِعْها عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها
بَشِّرِ الخَيْلَ يومَ كَرِّ الطِّرادِ
بَشِّرِ الخَيْلَ يومَ كَرِّ الطِّرادِ / وظُبى الهندِ عند حَرِّ الجِلادِ
وسماءَ العُلى بنَجْمِ المساعي / ورياضَ المنى بصَوْبِ الغَوادِي
ثُمَّ وافِ القصورَ من مُلْكِ بُصْرى / بالمَشِيدات من ذُرى شَدَّادِ
ثُمَّ نادِ الأَذواءَ عن ذِي الرياسا / تِ نداءً يُصغِي لَهُ كُلُّ نادِ
وصَلَتْكُمْ أرحامُ مُلْكٍ نَمَتْكُمْ / من كرامِ الأَمْلاكِ والأَجْوادِ
وهَناكُمْ منصُورُكُمْ من تُجِيبٍ / فِي مساعٍ جلَّتْ عنِ الأَنْدادِ
بلَّغَتْ مجدَكُمْ نُجُومَ الثُّرَيَّا / ومساعِيكُمُ أَقاصِي البلادِ
ونمى منكُمُ إِلَى المُلْكِ سيفٌ / نافذُ الحكمِ فِي رقابِ الأَعادِي
بِسِماتٍ أَهدَتْ لكم هَدْيَ هودٍ / وبحِلْمٍ أَعادَ أَحلامَ عادِ
وأَنارَتْ بِهِ نجومُ المعالي / وأَنارَ الدُّنيا ببيضِ الأَيادِي
وَهْوَ فِي المنجبينَ أَعلى وأزكى / والدٍ أَنْتَ أَكرَمُ الأَولادِ
قمرٌ فِي مطالع الملك أَوْفى / طالِعاً والمُنى عَلَى مِيعادِ
وتلاقَتْ زُهْرُ النجومِ عَلَيْهِ / بسُعودِ الجُدُودِ والأَجدادِ
وسما للإِسلامِ باسْمِ أَبيهِ / وانتحى باسْمِ جَدِّهِ للأَعادِي
فَهْوَ للدين بالحياةِ بشيرٌ / وهو للشِّرْكِ مُنْذِرٌ بالنَّآدِ
سابِقُ الشَّأْوِ لَمْ يُؤَخِّرْ مداهُ / عن مداكُم تَأَخُّرُ المِيلادِ
وَلَدَتْهُ الحروبُ منكمْ تماماً / فارِسَ الخيل فارِسَ الآسادِ
واكْتَسى الدينُ منه ثوبَ سرورٍ / وصليبُ الضَّلالِ ثوبَ حِدادِ
فهنيئاً للتَّاجِ أَيُّ جبينٍ / عندَهُ أَيُّ عاتقٍ للنِّجادِ
وهنيئاً لَنَا وللدِّين والدُّنْ / يا وللبِيضِ والقَنا والجيادِ
وغريبٍ تهوي بِهِ كُلُّ أَرضٍ / وشريدٍ ينبُو بِهِ كُلُّ وادِ
وهنيئاً لِطَيِّئٍ ولِهَمْدَا / نَ ولَخْمٍ وكِنْدَةٍ ومُرادِ
يَا غِياثَ العِبادِ إِنْ بَخِلَ المُزْ
يَا غِياثَ العِبادِ إِنْ بَخِلَ المُزْ / نُ سقاهُمْ وَبْلاً وَمَا اسْتَمْطَرُوهُ
والذي أَمَّنَ العِبادَ بِبِيضٍ / مُرْهَفاتٍ لِقاؤُهُنَّ كَرِيهُ
شَهِدَ الناسُ أَمْسِ مَا لَمْ يَرَوْهُ / فِي الَّذِي أَدْرَكُوا ولا شَهِدوهُ
قَتلَ المشركونَ مِنَّا شهيداً / فَتَمَنَّوْا بأَنَّهُمْ أَنْشَرُوهُ
سُفِكَتْ بالدَّمِ الكريمِ دِماءٌ / وكذا يُوبِقُ الحَليمَ السَّفِيهُ
قَتلوهُ مُصَفَّداً فَوَدَوْهُ / لَوْ عَلا ظَهْرَ طِرْفِهِ لَمْ يَدُوهُ
لَقِيَ الموتَ فِي الرَّصِيفِ رِجالٌ / كُلُّهُمْ فِي بَنِي أَبيهِ وَجِيهُ
غادَرَتْهُمْ صوارِمُ الهندِ والزُّرْ / قُ حَصِيداً يَا بُؤْسَ يَوْمٍ لَقُوهُ
ورأَيْنا الوزيرَ كاللَّيْثِ أَنَّى / غيرَ هَذَا والعامِريُّ أَبوهُ
أَيْقَنُوا بالحِمامِ لما رَأَوْهُ / مُقْبِلاً نحوَهُمْ وسِيئَتْ وُجُوهُ
ورأَيناهُ كالحسامِ مضاءً / فَشَهِدْنا أَنَّ الحُسامَ أَخُوهُ
زَرَقَ العِلْجَ زَرْقَةً تركَتْهُ / حَرِضاً قَدْ أَظلَّهُ المكروهُ
ماتَ ذُعْراً منه وكم لَقِيَ الأَب / طَالَ فِي هَبْوَةٍ فما ذَعَرُوهُ
ولكَمْ أَيِّماً لَهُ وقَتِيلاً / صَمَّ عن أَنْ يُجِيبَ مَنْ يَدْعُوهُ
وأَسيراً مُصَفَّداً فِي وَثَاقٍ / وغِياثاً لطارِقٍ جَفَّ فُوهُ
ذَاكَ حَتَّى إذَا اللقاءُ دَعاهُ / عَايَنَ الناسُ منهُ مَا اسْتَعْظَمُوهُ
أَسَداً ساقِطاً لِزَرْقَةِ شِبْلٍ / لَوْ دَرَوْا حَيْثُ أَوْغَلَتْ عَذَرُوهُ
وَقَفُوا يُذْعَرُونَ منهُ فَلَمَّا / عايَنُوا الفضلَ مائِلاً أَمَّلُوهُ
وكذا العامِريُّ مَا دامَ طِفْلاً / ولَعَمْرِي لَنِعْمَ مَا شَبَّهُوهُ
غُصُنٌ مَا يزالُ من دَوْحَةِ المَجْ / دِ فروعٌ كثيرةٌ تَغْذُوهُ
فإِذا جازَ تِسْعَةً وثَلاثاً / جَلَّ عن أَنْ يَحُدَّهُ تَشْبِيهُ
يا ثِمالَ العُفاةِ يَا مَلِكَ الدُّنْ / يا ومن فازَ بالغِنى آمِلُوهُ
قَدْ حَبانِي دَهْرِي بإِدراكِ دَهْرٍ / مَا بِهِ ناجِهٌ ولا مَنْجُوهُ
لو حَبانِي بذاكَ عَصْرُ شبابِي / لَرآنِي عَلَى العبادِ أتِيهُ
ورجائِي مَا قَدْ عَلِمْتَ وشُكْرِي / وثنائِي فِي الناسِ مَا عَلِمُوهُ
غير أَنَّ الزمانَ ثَقَّل ظهري / فَهْوَ ثِقْلٌ عليَّ صعبٌ كريهُ
ولَعَمْرِي مَا لي سِوى المَلِكِ المَنْ / صُورِ فِي الأَرضِ سَيِّدٌ أرجوهُ
إنَّ رَوْضاً لَمْ تَسْقِهِ مُنْذُ عامِ
إنَّ رَوْضاً لَمْ تَسْقِهِ مُنْذُ عامِ / لمخوفٌ عليهِ حَرُّ الأوامِ
جارُكَ اللهُ كيفَ يظمأُ رَوْضٌ / أنتَ جارٌ لهُ وبَحْرُكَ طامِ
فائِحٌ من شَذَاكَ يوماً فَيوماً / أن سَقاهُ نَدَاكَ عاماً بِعامِ
وفِّهِ من نَداكَ أوْفى نصيبٍ / فَجَزَاءُ الكِرامِ رَهْنُ التَّمامِ
وأحَقُّ الرياضِ بالسَّقْيِ رَوْضٌ / رَاهِنٌ شُكرُهُ مَعَ الأيامِ
والأيادِي أهِلَّةٌ فإذا مَا / تُمِّمَتْ أشبَهَتْ بُدور التمامِ
ورياضُ الأشراف أكْرَمُ من أنْ / تَتَباهى إلّا بِسَقْيِ الكرامِ
وعيدٌ وفصدٌ / ألَّفا من سَلامةٍ وسَلامِ
وكلا الطَّالِعَيْنِ سَعْدٌ ويُمْنٌ / صادقُ الفَألِ جائِزُ الأحْكامِ
راحْةٌ فُجِّرَتْ بِتَفْجِيرٍ رَاحٍ / ودَمٌ صائِبٌ لِصوْبِ مُدَامِ
وأرى العيدَ يقتضي منكَ وعداً / كاقْتِضاءِ الثَرى لِصَوْبِ الغَمامِ
ودَوَاءٌ مُضَمَّنٌ لشِفاءٍ / وسُرورٌ مُيَسَّرٌ بِدوَامِ
ثُمَّ أَقْدَمْتَهُنَّ شُعْثَ النَّوَاصِي
ثُمَّ أَقْدَمْتَهُنَّ شُعْثَ النَّوَاصِي / يَتَهادَيْنَ فِي فُضُولِ الدِّلاصِ
تَحْتَ بِيضٍ كَأَنَّما صَقَلُوها / بالَّذِي أَضْمَرُوا منَ الإِخلاصِ
وظباءٍ خاضَتْ بِهِنَّ المَذَاكِي / فِي تِلاعٍ من الدِّماءِ غِصاصِ
يَنْتَعِلْنَ الخدودَ من تَحْتِ حُجْنٍ / قَدْ تَلَفَّفْنَ فِي شُعورِ النَّواصِي
بعدَ ضَرْبٍ مَا قَتْلُهُ لِمُقيدٍ / وطِعانٍ مَا جُرْحُها لِقصاصِ
وابْتِدارِ النَّجاءِ وَهْوَ غَلاءٌ / بنفوسٍ عَلَى الحتوفِ رِخَاصِ
تَنْطِقُ البِيضُ فِي الطُّلى والعَوَالي / فِي الكُلى أَبْشِرِي بِفَوْتِ الخَلاصِ
لَوْ رَكِبْتُمْ مِنَّا الرِّياحَ فِراراً / لَتَرَدَّى بكُمْ رُكوبُ المَعاصِي
كمْ دُعيتُمْ أَن لاتَ حِينَ شِقاقٍ / فأَبَيْتُمْ فلاتَ حِينَ مَناصِ
قَدْ خَطَبْنا وَقَدْ أَجازَ الوَليُّ
قَدْ خَطَبْنا وَقَدْ أَجازَ الوَليُّ / بعدَ عِلْمٍ أَنَّ الخطيبَ كَفِيُّ
وبَعَثْنا الصَّداقَ نَثْراً ونَظْماً / فَمِنَ الحَقِّ أَن تُزَفَّ الهَدِيُّ
يا أَبا جَعْفَرٍ أَمَا بَعْدَ ظِمْءٍ / جاوَزَ الخَمْسَ أَنْ تُراحَ المَطِيُّ
أَمِنَ العَدْلِ أَن تَجِفَّ حَشاها / وبِجَمَّاتِها لَدَيْكَ الرُّكِيُّ
ثم أَحْيَيتَ فجرَهُمْ يا ابنَ يحيى
ثم أَحْيَيتَ فجرَهُمْ يا ابنَ يحيى / بِسِراجَيْنِ نورِ دينِ ودُنيا
وخَلَفْتَ السحابَ ظِلّاً وجُوداً / فَوَسِعْتَ الإِسلامَ سَقياً ورَعْيا
وتَحَلَّيْتَ من تُجيبَ سناءً / كنت فيه لِلدينِ والملكِ مَحْيا