القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو هِلال العسكريّ الكل
المجموع : 38
أَصبَحَت أَوجُهُ القُبورِ وَضاءَ
أَصبَحَت أَوجُهُ القُبورِ وَضاءَ / وَغَدَت ظُلمَةُ القُبورِ ضِياءَ
يَومَ أَضحى طَريدَةً لِلمَنايا / فَفَقَدنا بِهِ الغِنى وَالغِناءَ
يَومَ ظَلَّ الثَرى يَضُمُّ الثُرَيّا / فَعَدِمنا مِنهُ السَّنا وَالسَناءَ
يَومَ فاتَت بِهِ بَوادِرَ شُؤمٍ / فَرُزينا بِهِ الثَرى وَالثَراءَ
يَومَ أَلقى الرَدى عَلَيهِ جِراناً / فَحُرِمنا بِهِ الجَدا وَالجِداءَ
يَومَ أَلوَت بِهِ هَناتُ اللَيالي / فَلَبِسنا بِهِ البَلى وَالبَلاءَ
لَبِسَ الماءُ وَالهَواءُ صَفاءَ
لَبِسَ الماءُ وَالهَواءُ صَفاءَ / وَاِكتَسى الرَوضُ بَهجَةً وَبَهاءَ
فَكَأَنَّ النِهاءَ صِرنَ رِياضاً / وَكَأَنَّ الرِياضَ عُدنَ نِهاءَ
وَكَأَنَّ الهَواءَ صارَ رَحيقاً / وَكَأَنَّ الرَحيقَ صارَ هَواءَ
وَتَخالُ السَماءَ بِاللَيلِ أَرضاً / وَتَرى الأَرضَ بِالنَهارِ سَماءَ
جَلَّلَتها الأَنواءُ زَهراً وَصُفراً / يَومَ ظَلَّت تُنادِمُ الأَنواءَ
فَتَراها ما بَينَ نَوءٍ وَنَورٍ / تَتَكافا تَبَسُّماً وَبُكاءَ
وَتَظَلُّ الأَشجارُ تَتَّخِذُ الحُسنَ / قَميصاً أَوِ الجَمالَ رِداءَ
لَبِسَت حينَ أَثمَرَت خُلُداتٍ / وَإِكتَسَت حينَ أَورَقَت سيراءَ
وَتَرى السَروَ كَالمَنابِرَ تَزهى / وَتَرى الطَيرَ فَوقَها خُطَباءَ
لَيسَ حَدُّ الحُسامِ أَكفى وَأَغنى
لَيسَ حَدُّ الحُسامِ أَكفى وَأَغنى / مِن أَخٍ ذي كِفايَةٍ وَغِناءِ
وَأَخو المَرءِ عِصمَةٌ في بَلاءِ / يَعتَريهِ وَزينَةٌ في الرَخاءِ
بِرُكوبِ المُقَبَّحاتِ جِهاراً
بِرُكوبِ المُقَبَّحاتِ جِهاراً / يَفسُدُ الجاهُ وَالمُروءَةُ تَخرَب
فَاِجعَلِ الجَدَّ بِالنَهارِ شِعاراً / وَاِلهُ بِاللَيلِ ما بَدا لَكَ وَاِلعَب
كَم تَسَربَلتُ مِن رِداءِ ظَلامٍ / ضَحِكَ اللَهوُ فيهِ إِذ هُوَ قَطَّب
وَرَأَيتُ الهُمومَ بِاللَيلِ أَدهى / وَكَذاكَ السُرورَ بِاللَيلِ أَعذَب
قُم بِنا نُذعِرُ الهُمومَ بِكَأسٍ
قُم بِنا نُذعِرُ الهُمومَ بِكَأسٍ / وَالثُرَيّا لِمَفرِقِ اللَيلِ تاجُ
وَقَدِ اِنجَرَّتِ المَجَرَّةُ فيهِ / كَسَبيبٍ يَمُدُّهُ نَسّاجُ
قُلتُ وَالراحُ في أَكُفِّ النَدامى
قُلتُ وَالراحُ في أَكُفِّ النَدامى / كَنُجومٍ تَلوحُ في أَبراجِ
أَمُداماً فَرَطتُم لِمُدامٍ / أَم زُجاجاً سَبَكتُمُ في زُجاجِ
وَكَأَنَّ النُجومَ وَاللَيلَ داجِ / نَقشَ عاجٍ يَلوحُ في سَقفِ ساجِ
لَيسَ ريحُ التُفّاحِ عِندي بِريحِ
لَيسَ ريحُ التُفّاحِ عِندي بِريحِ / لا وَلَكِنَّهُ صَديقٌ لِروحي
حُمرَةَ الخَدِّ وَاِخضِرارَ عِذارٍ / فَمَليحٌ يَطوفُ حَولَ مَليحِ
لَيسَ يَنفَكُّ لِلغَمامِ أَيادٍ
لَيسَ يَنفَكُّ لِلغَمامِ أَيادٍ / تَتَكافا وَأَنعُمٌ تَتَجَدَّد
فَتَرى رَعدَهُ يَشُقُّ حَريراً / وَسَنى بَرقِهِ يُطَرِّزُ مِطرَد
وَتَرى لِلزَمانِ غُصناً وَريقاً / يَملُكُ الطَرفَ إِذ يَقومُ وَيَأوَد
أَنبَتَ الأَرضَ عَسجَداً وَلُجَيناً / فَالرَوابي مُكَلَّلٌ وَمُقَلَّد
وَجَرى الريحُ سَجسَجاً وَرُخاءً / فَالمَناهي مُسَلسَلٌ وَمَسرَد
وَسَبى العَينَ لُؤلُؤٌ وَعَقيقُ / نُظِما في زُمُرُّدٍ وَزَبَرجَد
فَتَرى ثَمَّ مُضحِكاً يَتَجَلّى / وَتَرى ثَمَّ وَجنَةً تَتَوَرَّد
قَطَراتُ النَدى أَحادٌ وَمَثنى / مِثلَ دُرٍّ مُنظِمٍ وَمُبَدَّد
وَكَأَنَّ الشَقيقَ كَأسُ عَقيقٍ / طَرَحَ المِسكُ في قَرارَتِها نَدّ
فَتَرى النَجدَ في رِداءٍ مُوَشّى / وَتَرى الوَهدَ في قَميصٍ مُعَمَّد
وَعَلَيهِ مِنَ البِهارِ عِطافٌ / وَمِنَ الوَردِ وَالشَقائِقِ مُجسَد
وَتَرى النورَ مِثلَ مَضحَكِ خودٍ / وَتَرى الغُصنَ مِثلَ شارِبِ أَمرَد
وَبِحافاتِها البَنَفسِجُ يَحكي
وَبِحافاتِها البَنَفسِجُ يَحكي / أَثَرَ القَرضِ في خُدودِ العَذارى
يَركَبُ الأُقحُوانَ فيها نَهاراً
يَركَبُ الأُقحُوانَ فيها نَهاراً / فَتَرى دِرهَماً عَلى دينارِ
فُرِشَت فَوقَها فَرائِدُ طَلٍّ / عَلِقَت بِالنَباتِ وَالأَشِجارِ
وَتَدَلَّت عَلى الغُصونِ فَجاءَت / كَشُنوفِ الكَواعِبِ الأَبكارِ
رَقَبَت غَفلَةَ الرَقيبِ فَزارَت
رَقَبَت غَفلَةَ الرَقيبِ فَزارَت / تَحتَ لَيلٍ مُطَرَّزٍ بِنَهارِ
فَتَعَجَّبتُ مِن سُراها فَقالَت / غَيرُ مُستَطرَفٍ سُرى الأَقمارِ
ثُمَّ مالَت بِكَأسِها فَسَقَتني / جُلُّنارِيَّةً عَلى جُلُّنارِ
أَصبَحَ الوَردُ في الغُصونِ يُحاكي
أَصبَحَ الوَردُ في الغُصونِ يُحاكي / أَوجُهَ الحورِ في مَقاطِعَ خُضرِ
مِثلُ فُرسانِ غارَةٍ يَعتَليهِمُ / لُمَعٌ مِن دِماءِ سَحرٍ وَنَحرِ
وَيَلوحُ النَهارُ أَسفَلَ مِنهُ / فَهوَ كَالرِجلِ في عَمائِمَ صُفرِ
بَينَ نُبذٍ مِنَ الشَقائِقِ يَحكي / غِلمَةَ الدُرِّ في مَطارِفَ حُمرِ
كَم سُرورٍ زُرِعتُ بَينَ النَدامى
كَم سُرورٍ زُرِعتُ بَينَ النَدامى / وَهُمومٌ طَرَدتُ بَينَ الكُؤوسِ
وَتَلوحُ النُجومُ في ظُلمَةِ اللَي / لِ كَعاجٍ يَلوحُ في آبُنوسِ
ضُفتُ عَمراً فَجاءَني بِرَغيفٍ
ضُفتُ عَمراً فَجاءَني بِرَغيفٍ / زادَني أَكلُهُ عَلى الجوعِ جوعا
ثُمَّ وَلّى يَقولُ وَهوَ كَئيبٌ / لَهفَ نَفسي عَلى الرَغيفِ أُضيعا
كانَ خَدّاعَةَ الضُيوفِ وَلَكِن / رُبَّما أَصبَحَ الخَدوعُ خَديعا
كُنتُ أَنزَلتُهُ مَحَلّاً رَفيعا / فَغَدا ذَلِكَ الرَفيعُ وَضيعا
عَجَباً مِنهُ إِذ أُبيحَ حِماهُ / كَيفَ لَم يَمتَنِع وَكانَ مَنيعا
آفَةُ السِرِّ مِن جُفو
آفَةُ السِرِّ مِن جُفو / نٍ دَوامٍ دَوامِعِ
كَيفَ يَخفى مَعَ الدُمو / عِ الهَوامي الهَوامِعِ
ما رَأَينا أَخا هَوى / سِرُّهُ غَيرَ ذائِعِ
إِنَّ نيرانَ حُبِّهِ / بادِياتُ الطَوالِعِ
كَيفَ أَسلو وَأَنتَ حِقفٌ وَغُصنٌ
كَيفَ أَسلو وَأَنتَ حِقفٌ وَغُصنٌ / وَغَزالٌ لَحظاً وَقَدّاً وَرِدفا
قالَ لي صاحِبي وَقَد صَفَعَتهُ
قالَ لي صاحِبي وَقَد صَفَعَتهُ / نَفَحاتُ الكُروسِ مَن في وَصيفِ
لَعَنَ اللَهُ لَيلَةً بِتُّ فيها / مَع رَفيقي كَأَنَّنا في الكَنيفِ
أَيَهَذا الوَضيعُ كَم تَتَنَبَّل
أَيَهَذا الوَضيعُ كَم تَتَنَبَّل / لَو تَواضَعتَ كانَ أَبهى وَأَجمَل
أَنتَ كَلبٌ فَلا تَغَسَّل كَثيراً / يَنجُسُ الكَلبُ كُلَّما يَتَغَسَّل
لا يَغُرَّنَّكُم عُلُوُّ لَئيمٍ
لا يَغُرَّنَّكُم عُلُوُّ لَئيمٍ / فَعُلُوٌّ لا يَستَحِقُّ سِفالُ
فَطُفُوُّ الغَريقِ فيهِ فُضوحٌ / وَاِرتِفاعُ المَصلوبِ فيهِ نِكالُ
لَستَ مِن عاشِقٍ أَضَلَّ سَبيلاً
لَستَ مِن عاشِقٍ أَضَلَّ سَبيلاً / فَسَقى دَمعُهُ الهُطولَ طَلولا
بَرَدَ اللَيلُ حينَ هَبَّت شَمالاً / فَجَعَلتُ الصِلاءَ فيها الشُمولا
في هِلالٍ كَأَنَّهُ حَيَّةُ الرَملِ / أَصابَت عَلى اليَفاعِ مَقيلا
باتَ في مِعصَمِ الظَلامِ سِواراً / وَعَلى مَفرِقِ الدُجى إِكليلا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025