المجموع : 25
اِنهِلالُ الدُموعِ يَشفي الكَئيبا
اِنهِلالُ الدُموعِ يَشفي الكَئيبا / إِن هِلالُ العُلا أَطالَ المَغيبا
كانَ فَألُ الهِلالِ فيهِ اِقتِراباً / فَمِنَ الحَقِّ أَن نعيبَ النَعيبا
غابَ في آبٍ عَن مَصلّاهُ مضنى / فَتَفاءَلتُ طامِعاً أَن يَؤوبا
تَعس الفَألُ في تَغَرُّبِهِ كا / نَ صَدوقاً وَفي الإِيابِ كَذوبا
ما حَسِبتُ القُبورَ تَستَودِعُ الأَق / مارِ فيها حَتّى دَفَنتُ الحَبيبا
يا غروبَ الدُموعِ فيضي إِذا ما / الشَمسُ مَطلَعاً وَمَغيبا
كانَ عَبد الغنيّ لِلعَينِ نوراً / وَلِقَلبي هُدىً وَلِلعَيشِ طيبا
كانَ شيبي بِهِ شَباباً فَلَمّا / بانَ عَنّي رَدَّ الشَبابَ مَشيبا
كُنتُ في غُربَتي كَأَنّي بِهِ في / وَطَني فَاِنقَضى فَعُدتُ غَريبا
لَم يَدَع فَقدُهُ لِمَغنايَ مَعنىً / فَخَلا آهِلاً وَضاقَ رَحيبا
أَخَطَأَتني الخُطوبُ ما أَخطَأَتهُ / ثُمَّ أَنّي أُصِبتُ لمّا أُصيبا
لَستُ أَنسى مَقامَهُ وَمَقامي / وَكِلانا مِثلُ القَتيلِ خَضيبا
أَنفُهُ يَنثُرُ العَقيقَ وَعَيني / تَنثُرُ الدَمعَ بِالعَقيقِ مَشوبا
ضَمَّني شاكِياً إِلَيَّ وَقَلبي / كُلَّما يَشتَكي يَطيرُ وَجيبا
فَكَأَنّي قَبَّلتُ مِنهُ هِلالا / وَكَأَنّي عانَقتُ مِنهُ قَضيبا
وَبِوُدّي لَو اِحتَمَلتُ فِداءً / عَنهُ ذاكَ الضَنى وَتِلكَ الكُروبا
لَم أطِق فيهِ حيلَةً غَيرَ أَنّي / مُذ قَضى نَحبَهُ أَلفتُ النَحيبا
إِنَّ تَأبينَهُ الَّذي هُوَ دَأبي / حَرَّمَ المَدحَ بَعدَهُ وَالنَسيبا
قُل لِصيدِ المُلوكِ أَنقَضتُ ظَهري / في رِضاكُم مِمّا أَقولُ ذُنوبا
وَعَسى اللَهُ أَن يَتوبَ عَلى المُذ / نِبِ مِن قَبلِ مَوتِهِ لِيَتوبا
فَصِلوني لِحُرمَةِ العِلمِ أَو لا / تَصِلوني لا مَدحَ لا تَشبيبا
ماتَ مَن كُنتُ أَقطَعُ البيدُ جَرّا / هُ وَأَرجو المُنى وَأَخشى الخُطوبا
وَعَظَتني الدُنيا مَواعِظَ شَتّى / وَأَقَلُّ العِظاتِ تَكفي اللَبيبا
فُصحاء الخِطاب في الخَطبِ تَعيا / وَكَفى أَعجَمُ الخُطوب خَطيبا
أَبلغُ الوَعظِ أَن تَرى اليَومَ عَيني / خَلِقاً مَن رَأَتهُ أَمس قَشيبا
مَن صَحا عَقلهُ وَصَحَّ سَلا عَن / حُبِّ دُنياهُ إِنَّهُ كانَ حوبا
زاهِدٌ في الحَياةِ أَفضَلُ عِندَ ال / لَهِ مِمَّن يَكونُ فيها رَغيبا
ما أَغَرَّ الحَياةَ لِلمَرءِ ما أَب / عَدَ آمالَهُ وَأَدنى شَعوبا
ما أَقَلَّ الوَفاءَ ما أَضعَفَ الطا / لِبَ في ذا الزَمانِ وَالمَطلوبا
هَل تَرى أَيُّها الشَموتُ بِرُزئي / آمِناً مِن زَمانِهِ أَن يَنوبا
قَدكَ هَب كُربَتي عِقاباً بِديني / أَبِتَقواكَ لَم تَمُت مَكروبا
بَل عِبادُ الإِلهِ نَحنُ يُعافي / مُحسِناً ذا وَيَبتَلي ذا مُثيبا
عَلِمَ اللَهُ كَيفَ عيشي / قَدَراً مِنهُ وَاِبتَلى أَيّوبا
وَاِبتَلى يوسُفاً لِيَملِكَ مِصراً / وَشَفى بَعدَ حُزنِهِ يَعقوبا
با حَبيبُ الإِلهِ لَولا المَنايا / لَشَفى مِنكَ ما أعلَّ الطَبيبا
يَومَ نادَيت فَرَّجَ اللَه كَربي / إِنَّني اِشتَقتُ مَسجِدي وَالأَديبا
وَلِدات سَبَقتهُم لَحِقوني / صارَ مَن كانَ غالِباً مَغلوبا
طالَ سُقمي فَاِرفَع دَواتي وَأَقلا / مي وَلا تَمحُ لَوحِيَ المَكتوبا
فَإِذا ما أَفَقتُ أَدرَكتُ مَن فا / تَ وَعادَت عَنقاؤُهُم عَندَليبا
وَلدي كَيفَ نَستَوي أَنا في حر / رِ الرَزيا وَأَنتَ في ظِلِّ طوبى
أَنتَ حَيثُ المُقَرَّبونَ فَأَبشِر / وَسَل اللَهَ أَن أَراكَ قَريبا
وَاِسقِني الماءَ يَومَ تروى وأصدى / نَصباً مِن خَطيئَتي وَلُغوبا
كَبِدي أَشفعُ لِسائِرِ الجِسمِ أَسلَم / مِن لَظى يَوم يَستَطيرُ لَهيبا
ما أَظُنُّ الكَريمَ يَرضى إِذا أَن / عَمَ بَعضي لِبَعضي التَعذيبا
كَم تَلَقَّيتُ في العروبَةِ ثَكلى / فَتَلَقَّيتَ أَنتَ بِكراً عَروبا
رُقتَها وَالسَقام قَد فضَّ تَفضي / ضَ المحيّا وَأَذهَبَ التَذهيبا
ثُمَّ قالَت دَعَوتَنا فَأَجَبنا / كَ وَلَسنا نُجيبُ إِلّا النَجيبا
فَتَبَوَّأ في الخُلدِ حَيثُ تَرى اللَ / هَ وَتَلقى نَبِيَّكَ المَحبوبا
حَيثُ وَفى نَصيبَكَ اللَه فَوراً / وَالمُنى أَن نُصيبَ فيكَ نَصيبا
لَهف نَفسي عَلَيكَ يا غُصنَ بانٍ / خَرَّ يَبساً لمّا تَثنّى رَطيبا
سَمتُهُ سَمتُ ذي تقىً وَعَفاف / لَو دَرى ما الهَوى أَنامَ الرَقيبا
مِن بَني القَومِ مَن يَشُبُّ عَفيفاً / وَمِنَ القَومِ مَن يَشُبّ
يَقِظٌ عَدَّتِ العُقول ذُكاءً / قَبَساً مِن ذكائِهِ مَشبوبا
قَبلَ أَن يَكتُبَ العُشورَ يَعيها / فَيَرى الناسُ مِنهُ أَمراً عَجيبا
وَلَقَد صُنتُهُ وَأَمسَكتُ عَن كُت / تابِهِ خَوفَ أَن يُعانَ دَؤوبا
فَإِذا العَينُ أَثَّرَت فيهِ مِن قَب / لُ لِكَي يَظفَرَ العِدى وَأخيبا
وَعَزيز عَلى العُلا أَن تَراهُ / أَنشَبَت فيهِ النائِباتُ نُيوبا
كَم سَأَلتُ الأَديبَ رِفقاً وَكَم لُم / تُ عَلَيهِ فَقالَ لا تَثريبا
إِنَّ أَترابَهُ اِهتَدوا بِهُداهُ / فَتَحَلَّت أَخلاقُهُم تَهذيبا
لا تَلُمني فَما ضَرَبتُ وَمَن ذا / يَضرِبُ الطائِرَ الذَكيّ الأَريبا
خَضَعَت بَعدَهُ رِقاب لِدات / كانَ فيهِم مُعَظَّماً وَمَهيبا
كانَ يَهدي قُلوبَهُم ثُمَّ وَلّى / فَعَموا الآنَ أَعيُناً وَقُلوبا
يا اِبنَ تِسع يَحكي اِبنَ تِسعينَ رَأياً / وُنهوضا يَفوتهُ وَوُثوبا
حُقَّ لي أَن أَشُقَّ قَلبي ثُكلاً / لا أُوَفّيكَ إِن شَقَقتُ الجُيوبا
لا أُبالي وَقَد مَضى
لا أُبالي وَقَد مَضى / أَصلَحَ الدَهرُ أَو عَثا
لَيتَ رَكباً سَرى إِلى / غَير مَسراهُ أَو عَثا
وَلَدي يَومَ مَوتِهِ
وَلَدي يَومَ مَوتِهِ / أَصبَحَ الدَهرُ ذا عَبَث
قَد أكِنَّ الأَسى فإِن / غَلَبَ الدَمعُ ذاعَ بَث
ماتَ مَن أَلجَمَ الجَوا
ماتَ مَن أَلجَمَ الجَوا / دَ لِنَصري وَأَسرَجا
أَطفَأَ الشَمسَ من هَدا / ني بِها حينَ أَسرَجا
يا نَجيباً فَقَدتُ مِن / هُ مَهيباً وَمُرتَجى
بابُ عِزٍّ فَتَحتُهُ / أَصبَحَ اليَومَ مُرتَجا
قُلتُ لِلحاسِدِ / إِنَّ لِلحَقِّ مَنهَجا
مَدَحَتني فَضائِلي / لا أُبالي بِمَن هَجا
أَفلَحَ اِبني وَخِبتُ يَومَ تَوَلّى
أَفلَحَ اِبني وَخِبتُ يَومَ تَوَلّى / لَيتَ شِعري مَتى يَكونُ فَلاحي
لَجَّتِ العَينُ في الدُموعِ فَقالوا / هَل لِذا المُبتَلى نَصيحٌ فَلاحِ
مَسَّني القَرحُ وَاِستَضامَني البَغ / يُ لِفقدانِ بُغيَتي وَاِقتِراحي
فاتَني واحِدي فَبَتُّ فَريداً / ذا اِنتَشاء وَلَستُ في وَقتِ راحِ
سَوفَ آوي إِلى الجِبالِ فَإِنّي / مِثل سَمِّ الخِياطِ عادَت بِطاحي
جَلَّ مَن كانَتِ البَسيطَةُ ماء / فَطحاها وَما سِواهُ بِطاحِ
مَن مُجيري وَمُصرِخي
مَن مُجيري وَمُصرِخي / قَد هَوى كُلُّ أبلَخ
أَنا فَردٌ بِلا خَلي / لٍ وَلا اِبنٍ وَلا أَخ
أَنا كَالأَورَقِ اِشتَكى / فَقد إِلفٍ وَأَفرُخ
أَنا كَالزَرعِ وَالعِدا / كَالجَرادِ المَصوِّخ
أَنا أَبكي بِنُضَّح / وَسَأَبكي بِنُضَّخِ
عِظَةُ الدَهرِ وَالرَدى / أَسمَعَت كُلَّ أَصلَخِ
قُرَّةُ العَينِ دونَهُ / بَرزَخٌ أَيّ بَرزَخِ
عظمُ ذا الخَطبِ موهِنٌ / كُلَّ عَظمٍ مَمَخَّخِ
صاحِبَ الصورِ آنِفاً / حَضرَ الوَقتُ فَاِنفُخِ
عَلَّني مِنهُ أَشتَفي / بِالنَسيمِ المَضَمَّخِ
جارُ رِضوانَ لَم يَكُن / مِنهُ رَضوى بِأَشمخِ
يافِعٌ كانَ مُزرِياً / بِكُهولٍ وَشُوَّخِ
هَل رَأَيتَ الصِبا يَجي / ءُ بِحِلمِ التَشَيُّخِ
رَدَّ أُسداً كَنُبِّح / وَبُزاةً كَصُرَّخِ
لَو بَقى كانَ مِن مَصا / بيح في العِلمِ رُسَّخِ
زِد وَأَبِّنهُ يا فَمي / أَملِ ما شِئتَ يُنسَخِ
دَنِفٌ لَم يُفِق وَفي / دَعوَتي لَم أَسَبِّخِ
غَلَطاً أَبَّخَ الطَبي / بُ فَحَسبُ المُوَبِّخِ
حَكَمَ اللَهُ يا قَنو / طُ إِن اِسطَعتَ فَاِفسَخِ
هُوَ أَنشا عِبادَهُ / وَهوَ إِن شاءَ يَنسَخِ
كُلُّ عُمرٍ مُوَقَّتٌ / في كِتابٍ مُؤَرَّخِ
يا زَمان اِتّئد إِلى كَم تُرَزّي
يا زَمان اِتّئد إِلى كَم تُرَزّي / جَدَّ وَجدي وَأَنتَ بي مُتَهَزّي
وَيلَتا مِنكَ ما أَرى من يُهَنّي / بِحَبيبٍ حَتّى أَرى مَن يُعَزّي
أَنا جزآنُ آنِفاً جُزء فا / نٍ وَجُزء باقٍ وَأَنتَ المُجَزّي
خُنتَني في اِبني الَّذي هُوَ بَعضي / بَل وَفى اللَهُ فَاِبتَلى وَسَيَجزي
نَزعَة المُشتَكي إِذا ضاقَ ذَرعاً / بِالمَقاديرِ نَزعَة المُستَفِزِّ
أَنا راضٍ بِما قَضى اللَهُ عَدلاً / لَستَ مِمّا يَشاءُ بِالمُشمَئِزِّ
وَكَذاكَ الحَليمُ يثبتُ في الجل / لَى إِذا زَلَّ الجاهِلُ المُتَنَزِّ
ما لِغُصنِ النَعيمِ أَصبَحَ لَدناً / لَيسَ يَهتَزُّ وَهو لَدنُ المهزِّ
أَخلَقَ السَقمُ مِنهُ ديباج حُسنٍ / كانَ يَزهى عَلى الرَبيعِ بِطَرزِ
كانَ عَبدُ الغنيّ رَوضاً مِنَ الحُس / نِ مُحَلّىً بِعَسجَدٍ وَفلزِّ
كانَ إِن بارَزَ الرِجالَ غُلاماً / رَدَّ في الحَربِ بَيدَقاً كُلَّ فَرزِ
كانَ كَالحَمدِ أَجزَأت من سَواها / في صَلاةٍ وَغَيرها لَيسَ يُجزي
فَلَئِن حَلَّتِ الرزِيَّةُ في اِبني / وَاِشتَفى بي عَدُوّي المُتَخَزّي
فَوَرَبّي لَيَشرَبَنَّ بِكَأسٍ / شربَ اِبني بِها وَعقباكَ تَجزي
أَينَ فِرعَون وَالألى أغرقوا مِن / بَعدِ آيٍ مُفصّلاتٍ وَرِجزِ
أَينَ كِسرى إِن كُنتَ مُبصِر آيٍ / مِنهُ أقوت فَلَستَ سامِع رِكزِ
أَينَ مُلكُ العَزيزِ قدماً وَإِن تَذ / كُر قَريباً فَأَينَ ملكُ المعزِّ
وَاِبنُ هودٍ وَلا تَرى كَاِبنِ هود / كانَ لَيثَ الثُغورِ يَغزو وَيُغزي
حَفَزتهُم مُطالباتُ اللَيالي / وَكَذا أَنتَ في طِلابٍ وَحَفزِ
قَدكَ يَلقى شعوب كُلِّ شُجاعٍ / وَجبانٍ وَكُلُّ سَمح وَلِحزِ
أَيُّها القَبرُ ما صَنَعتَ بِجِسمٍ / يَتَأَذّى مِنَ البُرودِ بِدَرزِ
وَلِسان لَم يَنصلِت بِسبابٍ / وَجُفونٌ لَم يَلتَفِتنَ لِغَمزِ
وَيَدٍ لَم تخطّ إِلّا كِتابَ ال / لَهِ ذَنباً وَلَم تُمَدَّ لِوَكزِ
أَتراهُ يَراكَ إِلّا عِظاماً / يَتَعَزّى بِذِكرِها المُتَعَزّي
أَينَ تَرتيلهُ الكِتابَ وَمَغدا / هُ إِلَيهِ بِعَزمَةٍ لا بِعَجزِ
أَينَ تَرقيقهُ وَتَفخيمُهُ الرا / ءَ وَتَحقيقهُ لِمَدٍّ وَهَمزِ
أَينَ إِطراقُهُ حَياء فَمَن كَل / لَمَهُ لَم يُجِبهُ إِلّا بِرَمزِ
قُل لِفهرٍ هاضَ الزَمان قَناةً / قَوَّمَتها العُلا لِطَعنٍ وَرَكزِ
فَهوَ أَدّى مُضَمَّراتِكِ حُزّي / وَنَواصي مُخَدَّراتِكِ جُزّي
عَزَّني في الأَعَزِّ عِندي عَنيدٌ / لَم أطِقهُ فَبَزَّني أَيَّ بَزِّ
نَفَثَت فِيَّ سُمَّها كُلُّ أَفعى / يَومَ أَودى وَإِنَّما كانَ حِرزي
لَمحَةٌ مِن سَناهُ مِصباحُ لَيلي / وَدُعاء مِن فيهِ مِفتاحُ كنزي
أَفرَدَت مِن فَريدَتي وَفَريدي / فَتَشَبَّثتُ في لَهاهُ الأَضَزِّ
بَدَّلَتني الأَيّامُ بُؤسي بِنُعمى / يَومَ فارَقتُهُ وَذُلّاً بِعِزِّ
أُمُّ دُرزٍ إِلَيَّ فيهِ أَساءَت / وَمَتى قَطّ أَحسَنتُ أُمُّ دُرزِ
خَزِيَ الخزُّ وَاِستَشانَ بِقَومٍ / وَبِكَ اِزدانَ كُلُّ وَشيٍ وَخَزِّ
يا اِبنَ شاكي السِلاح ضَرَّ بِضَرب / في قُلوبِ العِدا وَأَخزى بِوَخزِ
لا هَناني دَرُّ الحَلوبَةِ مِن بَع / دِكَ يَوماً وَلا ضَرامُ المجَزِّ
كُنتُ بَينَ القُرومَ حَتّى تَوَلَّي / ت فَأَصبَحتُ بَينَ شاءٍ وَمَعزِ
في أَهاوٍ مِنَ الهَوانِ وَقَد كُن / ت مِنَ العِزِّ في غزار ونَشزِ
وَكَأَنّي عُلِّلتُ مِن نَشواتي / دونَ مَزٍّ مِنَ النَدامى بِمَزِّ
كُنتُ في راحَةٍ إِذا لَعِبَ الطّف / لُ بِجَريٍ يَومَ الخَميسِ وَقَفزِ
أَنتَ في عِصمَةِ الهُدى وَشَياطي / نُ صِباهُم تَؤُزُّهُم أَيّ أَزِّ
وَإِذا ما تَنابَزَ الناسُ بِالأَل / قابِ لَم تَرضَ مِن تُقاكَ بِنَبزِ
ساءَني يا بُنَيَّ حَجزُكَ عَنّي / سرّكَ اللَهُ هَل يَسوءُكَ حَجزي
بِأَبي الصادِقِ الَّذي
بِأَبي الصادِقِ الَّذي / كانَ إِن قالَ أَوجزا
وَإِذا نلتهُ يَداً / قامَ بِالشُكرِ أَو جَزى
يا صَريعاً لَم تُغن عَنهُ أُسودٌ
يا صَريعاً لَم تُغن عَنهُ أُسودٌ / فَوقَ خَيلٍ يَجلنُ في البيدِ خيطا
عبرَتي تَحرِقُ الجُفونَ إِذا ما / بَعضُها لِلرِّقادِ بِالبَعضِ خيطا
نَيِّراتُ الأَيّامِ بَعدَكَ حُلكُ
نَيِّراتُ الأَيّامِ بَعدَكَ حُلكُ / وَحَياةُ الغَريبِ دونَكَ هُلكُ
يا هِلالاً مَتى ذَكَرتُ سناهُ / يَتَناثَر مِن لُؤلُؤِ الدَمعِ سَلكُ
ظُلمَةُ القَبرِ مِن محيّاكَ نور / وَثَراهُ مِن طيبِ رَيّاهُ مِسكُ
شُقِّقَت هذِهِ القُلوبُ لِمَنعا / كَ وَإِن لَم يُشَقَّ عَنهُنَّ مِسكُ
عُد فَذُد بِالخِطابِ عَنّي خطوبا / لِأَديمي أَديم مِنهُنَّ عَركُ
لِلَّيالي عِندي قَناً وَنِبالٌ / خيَّلت أَنَّهُنّ عُربٌ وَتُركُ
عَجَباً لي أَجرُّ في الدَهرِ ذَيلي / وَأَنا في يَدَيهِ رَهنٌ وَمِلكُ
فَكَأَنّي صَعبٌ مِنَ الخَيلِ يَختا / لُ وَفي الأَربعِ الرَواكِضِ شَركُ
مَرَّ عيدي فَما سَفَحتُ دَماً إِل / لا مِنَ العَينِ وَالمَعيشَةِ ضَنكُ
لَم أَجِد سَخلَةً وَفي كُلِّ عيدٍ / لَم تعرني مَعَ المباركِ بركُ
لَو سِوى المَوت رامَهُ لتَرَكنا / بِالعَوالي فَرائِسَ الأسدِ تَمكو
خاتمُ الأَنبِياءُ أَدرَكَهُ المَو / تُ وَبَينَ العِبادِ في المَوتِ شَركُ
وَسُلَيمانُ يَومَ مَصرَعِهِ لَم / يُغنِهِ أَنَّهُ نَبِيُّ وَمَلكُ
تَفخَرُ الأسدُ أَنَّها فاتِكاتٌ / وَلِرَيبِ المَنونِ بِالأسدِ فَتكُ
إِن أَخَذنا سِلاحَنا أَو تَرَكنا / فَسواءٌ في المَوتِ أَخذٌ وَتَركُ
لَهفُ نَفسي عَلى هِلالٍ سَعيدٍ / يَنقُصُ البَدرُ وَهُوَ يَنمى وَيَزكو
وعدَت بِالتَمامِ فيهِ الأَماني / فَإِذا مَوعِدُ الأَمانِيِّ إِفكُ
لَم يَرُقني حَتّى بَدا آفِلا فَاِن / فَطَرَت لِلعُلا سَماء وَحُبكُ
يا خَليلَيَّ هَل بِشَمسِ الضُحى اليَو / مَ كُسوفٌ وَبِالبَسيطَةُ دَكُّ
ماتَ عَبدُ الغَنيّ قُرَّة عَيني / فَسَلا الثُكلَ هَل لِعانيهِ فَكُّ
كانَ عَبد الغنيّ ريحانَة النَف / سِ وَمرَّ الضَنى إِذا اِشتَدَّ نَهكُ
وَإِذا شَيَّدَ بَيت مَجدٍ أَثيل / فَعِمادٌ عَبدُ الغنيّ وَسمكُ
يافِعٌ نافِعٌ زَكيّ ذَكِيٌّ / عَقلُهُ مُعقَلٌ وَسيماهُ نسكُ
شِبهُ مَن قُطِّعَت لِمَرآهُ أَيدٍ / وَالَّذي أَعتَدَتهُ لِلقَطعِ مَتكُ
وَكأَنّي يَعقوبُ بَثّاً وَحُزناً / فَإِلى اللَهِ مِثل شَكواهُ أَشكو
غَيرَ أَنّي يَئِستُ مِنهُ وَيَعقو / بُ رَأى يوسُفاً وَعُقباهُ ملكُ
بَعدَ أَن شاقَهُ ثَمانينَ عاماً / وَهوَ يَبكي وَلَوعَةُ الشَوقِ تَذكو
وَإِذا صَحَّ أَنَّ خمسَ مئٍ ما / يَلبَثُ المُصطَفى دَفيناً فَوَشكُ
ما البَقايا مِنهُنَّ إِلّا ثَلاثو / نَ وَخمسٌ وَلَيسَ في البَعثِ شَكُّ
ثُمَّ أَلقاكَ في النُشورِ وَأَنّى / نَتَلاقى وَثَمَّ فَوتٌ وَدَركُ
وَعَسى اللَه أَن يُقَرِّبني مِن / كَ بِطوبى وَذا البَكا ثمّ ضحكُ
يا قَتيلَ الرّعافِ كَيفَ نَبا مِن / كَ حُسامٌ لَهُ مَضاءٌ وَفَتكُ
يا قَتيمَ الرّعافِ أَعزز عَلَينا / بِدَمِ طَلُّهُ مِنَ الأَنفِ سَفكُ
يا قَتيلَ الرّعافِ إِنّي غَريقٌ / في بِحارٍ لَم يَجرِ فيهِنَّ فُلكُ
سُجِّرت بِالقَليلِ وَاِمتَلَأَت مِن / عبراتٍ فيهِنَّ لِلسِّرِّ هَتكُ
علَّة لَو أَفَقت مِنها لِسَعدي / كُنتَ مِثلَ النُظار أَصفاهُ سَبكُ
أَترى أَمرَضَتكَ فرقَةُ أُمٍّ / دَأبها في أَبيكَ غَدرٌ وَفَركُ
أَتراها تَبكي إِذا آبَ سفرٌ / إِن تَسَلهُم هَل عِشتَ أَم متَّ يَحكوا
أَنا أَبكي عَلَيكَ مِلءَ جُفوني / وَالأَعادي مَتى بَكيتُكَ يَبكوا
فُزت يا فاقِدَ الثَلاثَةِ مِن وُل
فُزت يا فاقِدَ الثَلاثَةِ مِن وُل / دٍ وَبِالصَبرِ الكَريمِ تَمَسَّك
لَيسَ إِلّا تَحِلَّةُ القسمِ النا / رُ كَما جاءَ في الحَديثِ تَمَسَّك
وَبِعَبد الغَنِيِّ فارَقتُ إِلفاً / إِنَّ ذِكري عَبد الغنيِّ تَمَسَّك
أَيُّها المُفردُ الشَجي
أَيُّها المُفردُ الشَجي / عاتِب الدَهرَ وَاِشكُه
إِنَّ بَينَ الحَبيبِ قَد / عاقَكَ اليَومَ وَشكُه
قَدَّست قَبرَكَ العِظامُ العِظامُ
قَدَّست قَبرَكَ العِظامُ العِظامُ / فَعَلَيها مِنَ السَلامِ السَلامُ
وَأَصابَتني الغُمومُ لِمَنعا / كَ وَصابَتكَ أَدمُعي وَالغمامُ
يا شِهاباً خَبا فَخَبَّأَهُ القَب / رُ بِرُغمِ العُلا حَواكَ الرغامُ
شَيَّعَت نَعشَكَ المَلائِكُ وَالنا / سُ وَقَد زاحَمَ الكِرامُ الكِرامُ
عَجَبا حَولَهُ بِغَيرِ نِداءٍ / حُشِرَ العالمونَ وَالأَعلامُ
وَرَأَينا أَمامَهُ النورُ يَسعى / فَالمُصَلّونَ وَقَفوا وَالإِمامُ
ضُرِبت خَيمَةٌ عَلَيكَ وَلكِن / أَينَ مِن ذي الخِيامِ تِلكَ الخِيامُ
وَبَكَتكَ السَماءُ وَالأَرضُ ثُكلاً / فَاِلتَقى الغَيثُ وَالدُموعُ السجامُ
غَضِبَ المَجدُ أَن رَثيتُكَ وَحدي / ثُمَّ أَغضى وَقالَ أَنتَ الأَنامُ
أُمَراءُ الكَلامِ عِشتَ وَماتوا / فَهُم مَبدَأٌ وَأَنتَ تَمامُ
وَلعَبد الغنيّ يخلفُ لَو دا / مَ وَلكِن ما لِلنَجيب دَوامُ
كانَ حَلَيَّ الأَيّامِ ثُمَّ تَوَلّى / فَمَعاطيل بَعدَهُ الأَيّامُ
كانَ نَجماً يَهابُهُ القَمَرُ السَع / دُ وَشبلاً يَخافُهُ الضرغامُ
حَلَّ فيهِ الحِمامُ عَقدَ رَجائي / فَحَلا بَعدَهُ وَحَلَّ الحمامُ
يا اِبنَ مَن أَرهَبَ الأَقاليم حَتّى / طعنَ لِلطَّعنِ وَالقَنا الأَقلامُ
لَو تَلَبَّثتَ أَربَعاً أَو ثَلاثاً / قامَ مِن عَرشِهِ لَكَ القَمقامُ
وَكَبا في مصابِكَ البَرقُ خَطفاً / وَنَبا عَن قَضائِكَ الصَمصامُ
غَيرَ أَنَّ النُفوسَ فينا عوارٍ / فَعوارٍ مِن لبسِها الأَجسامُ
كَم همام سَمَت بِهِ هِمَمٌ لَم / تغنِ في حَتفِهِ اللُّهى وَاللّهامُ
أَينَ نوحٌ وَأَينَ يافِثُ مِن بَع / دِ نَجاةٍ وَأَينَ حامٌ وسامُ
لا أَمانَ مِنَ المَنونِ لِمَن فَر / رَ وَلَو حازَهُ الأَشَمُّ شمامُ
إِنَّ ياماً أَوى إِلى جَبَلٍ يَو / ماً فَلَم يَعتَصِم مِنَ الماءِ يامُ
وَيلَتا ما رَضَعتُ ثَديَ الأَماني / يا بُنَيَّ حَتّى أَتاني الفِطامُ
بَكَّتَ الدَهرُ فيكَ فِهراً فَبَكَّت / وَأَنا هَدَّني إِلامَ ألامُ
لَو بَكى المُستَهامُ بَعدَكَ حَتّى / يورِقُ الصَخرُ ما اِشتَفى المُستَهامُ
كُنتَ تَدري عَيبَ الحَقائِقِ إِلها / ماً وَسيّانُ الوَحيُ وَالإِلهامُ
أَصبَحَت فِهرُ حينَ هَنَّأها الدَه / رُ تُعَزّى وَحينَ عَزَّت تُضامُ
عَبَسَ الدَهرُ فيهِمُ فَتَوَلّى / حينَ لَم يَبدُ ثَغرُكَ البَسّامُ
خُنتُ إِذا لَم أبادِ في كُلِّ بادٍ / كُلَّ حِلٍّ مِنَ العَزاءِ حَرامُ
ماتَ عَبدُ الغنيّ وَالدينُ وَالدُن / يا فَكَيفَ المُنى وَكَيفَ المَنامُ
مَرحَبا بِالقَضاءِ هَل كُنتَ إِلّا / شَهدَةً لِلعَدِّ وَفيها سِمامُ
يُكبِرُ الناسُ مِنكَ ما سَمِعوهُ / وَرَأوهُ ولِلعُيونِ سِهامُ
فَيَقولونَ كُلّ بَدرٍ هِلالٌ / عِندَ هذا وَكُلُّ كَهلٍ غُلامُ
حَسَدوني وَفيك أَيّ نَجيبٍ / لَم يَلِد قَطُّ مِثلهُ الأَقوامُ
ما رَموني بِالعَينِ حَتّى أَصابوا / وَرَأوا مَأتَمَ الكَمالِ يُقامُ
عوّجت أَقوم الصِعادِ وَأَوهَت / مِنكَ أَقوى السَواعِدِ الأَسقامُ
وَلَقَد كُنتُ أَطّبي كُلَّ طبّ / وَأواخي وَللإخاءِ ذِمامُ
وَأَقولُ اِنظُروا عَسى اللَهُ يَشفي / فَيَقولونَ حارَتِ الأَوهامُ
وَلَقَد يَخبِطونَ في ظُلمِ الجَه / لِ وَمِن أَينَ تهتَدي الأَنعامُ
رَبِّ لَو شِئتَ لاِهتَدوا وَهُم عُي / يٌ وَلاِستَيقَظوا وَهُم نُوّامُ
نَفَذَت فيهِ كَيفَ شِئتَ المَقادي / رُ وَتَمَّت بِعَدلِك الأَحكامُ
وَلَكَ الحَمدُ في الحَياةِ وَفي المَو / تِ وَمِنكَ الشِفاءُ وَالإيلامُ
أَنا أَخشى سَوءَ العِقابِ وَأَرجو / كَ فَهَب لي سَلامَتي يا سَلامُ
وَبِعبديكَ يا غنيّ اِشفِني في / جَنَّةِ الخُلدِ حَيثُ طابَ المَقامُ
أَتَمَنّى وَلَيسَ لي عَمَلٌ زا / كٍ وَلكِن وَسيلَتي الإِسلامُ
وَسِعَ اللَهُ رَحمَةً كُلّ شَيءٍ / وَجَبَ العَفوُ مِنهُ وَالإِنعامُ
وَلَدي هَل إِلى اللِقاءِ سَبيلٌ / أَنتَ فِطرُ المُنى وَهُنَّ صِيامُ
روّني بِالرَحيقِ يُختَمُ في جَن / ناتِ عَدنٍ وَمسكهُنَّ الخِتامُ
فُز مَعَ الأَكرَمينَ في مَقعَدِ الصِد / قِ هُنا مِن هُنالِكَ الإِكرامُ
وسَلامٌ عَلَيكَ يا فَرع فِهرٍ / طِبتَ فرعاً وَطابَ فيكَ الكَلامُ
يا فَتى الحَيِّ كانَ إِن
يا فَتى الحَيِّ كانَ إِن / يَقُل الشِعرَ يَنبغِ
كُنتَ في القَومِ فاضِلاً / وَلَكَ الفَضلُ يَنبَغي
عَطفَ الغانِيات ما
عَطفَ الغانِيات ما / أَتَشَكّى وَما أَصِفُ
فَإِذا قُلتُ لَيسَ لي / وَلَدٌ قُلنَ لي أَصفُ
أَثَّل المَجد بَينَ رتق وَفَتقِ
أَثَّل المَجد بَينَ رتق وَفَتقِ / فَبَكَينا عَلى رتوقٍ فَتوقٍ
هِيَ ريحُ الحَبيبِ أَيَّتُها الثَك / لى فَإِن هاجَكِ النَسيمُ فَتوقي
جُرِحَت مُهجَتي أَسى
جُرِحَت مُهجَتي أَسى / ما عَلى الصَبرِ لَو أَسا
أَحسَنَ الدَهرُ في الحَبي / بِ فَلَمّا اِنقَضى أَسا
أَينَ تبّاعُ تُبَّعٍ
أَينَ تبّاعُ تُبَّعٍ / أَينَ فُرسانُ فارِسِ
قَد نَبا كُلُّ صارِمٍ / وَكَبا كُلُّ فارِسِ
لا أَقولُ العدى يَشو
لا أَقولُ العدى يَشو / نَ إِذا قُلتُ أَنتَشي
رُزءُ عَبدِ الغَنِيِّ قَد / عَلَّمَ العَينَ أَن تَشي
كَيفَ أَفديكَ وَالرَدى / حُكمٌ لَيسَ يَرتَشي
قُصَّ مِنّي الجَناحُ يا / وَلَدي صلهُ يَرتَشِ
يَقِظاً كانَ إِن يُصِخ
يَقِظاً كانَ إِن يُصِخ / لِلأَحاديثِ يَنقه
ما لَهُ غَيرُ ناقَه / وَهوَ مَن يرق يَنقَه