المجموع : 47
زمن كالربيعِ حلَّ وزالا
زمن كالربيعِ حلَّ وزالا / ليتَ أيامهُ خُلِقْنَ طِوالا
يحسبُ الطفلُ أنه زمنُ الهمِّ / وما الهَمُّ يعرفُ الأطفالا
يا بني الدرسِ من تمنَّى الليالي / كلياليكم تمنَّى المُحالا
ليلةٌ بعد ليلةٍ بعد أخرى / وليالي الهنا تمرُّ عِجالا
قد خبرنا الأنامَ في كلِّ حالٍ / فإذا الطفلُ أحسنُ الناسِ حالا
وهو إنْ جدَّ لم يزَلْ في صعودٍ / وكذا البدرُ كانَ قبلُ هلالا
غيرَ أن الكسولَ في كلِّ يومٍ / يجد اليوم كلهُ أهوالا
ويرى الكتبَ والدفاترَ والأقلا / م وأوراقَ درسهِ أحمالا
وإذا ما مشى إلى قاعةِ الدر / س ذراعاً يظنه أميالا
من يقمْ في الأمورِ بالجد يهنأ / والشفا للذين قاموا كسالى
وزمانُ الدروسِ أضيقُ من أن / يجد الخاملونَ فيه مجالا
أيها الطفلُ لا تضيعْ زماناً / لستَ تلقى كمثلهِ أمثالا
ربما نلتَ ما يفوت وهيها / ت إن فاتكَ الصِّبا أن تنالا
ما لأيامِ ذا الصبا تتفانى
ما لأيامِ ذا الصبا تتفانى / وقديماً عهدتها تتوانى
ذهبت بالصبا سلامٌ عليها / من فؤادٍ بحبها ملآنا
كل ذي حالة سيمنى بأخرى / ويلاقي بعد الزمانِ زمانا
والفتى من إذا تغيرَ حالٌ / لم يقف في وجوهِهِ حيرانا
هذهِ ساعة الحصادِ فمن كا / نَ تعنى أراحهُ ما عانى
والذي يزرعُ التهاونَ في الأش / ياءِ لا يجتنيهِ إلا هوانا
ليس يجدي الإنسانَ أن يأملَ النا / سَ فلاناً من قومهِ وفلانا
فاسعَ في الأرضِ إن عقبانَ هذا / الجوِ لا يرتضينَ منه مكانا
واحذر الناسَ إنما يأمنُ النا / سَ صبيٌ يظنهم صبيانا
واركبِ الجدَ في الأمورِ ولا تجبنْ / إذا فاتَ بعضها أحيانا
إن هذا الوجودَ كالحربِ لا يُكْرَ / مُ في الحربِ من يكون جبانا
لكمُ سادتي أجلُّ احترامي
لكمُ سادتي أجلُّ احترامي / وعليكمْ تحيتي وسلامي
وإليكم أسوقُ عني حديثاً / حكماً جلَّ قدرها في الكلام
كنتُ في حجرِ والديَّ رضيعاً / همتي في البكاء أو في المنام
ثم أصبحتُ بعد ذلكَ طفلاً / لا أقاسي سوى عذاب الفِطام
ثم لما شببتُ أنطقني الله مف / يضُ الجميل والإنعام
واهِبُ السمعِ والبصائرِ والأَبصا / رِ معطي العقولِ والإفهام
ثم ميزتُ كل شيءٍ أراه / وعرفتُ الضيا ولونَ الظلام
ورأى الله أن يقدرَ لي الخيرَ / وأحظى بأوفرِ الأقسام
فأتى بي إلى المدارسِ أهلي / وجعلتُ العلومَ فيها مرامي
دفتري صاحبي ولوحي رفيقي / وكتابي في كلِ فنٍ أمامي
فتعلمتُ ما تعلمت مما / أتباهى بعلمه في الأنام
راجياً أن أكونَ بالعلمِ يوماً / في بلادي من الرجال العظام
فأَشيدُ المدارس الشمَّ فيها / لبني البائسينَ والأيتام
وأربي على محبتها القو / مَ لترقى بهم على الأقوام
سادتي انشروا العلوم لتشفي / ما بِجسم البلادِ من أسقام
إنها روحها وما بسوى الرو / حِ تكون الحياة بالأجسام
نحنُ في هذه المدارس نسعى
نحنُ في هذه المدارس نسعى / لنبرَّ الوالدات والوالدينا
وترانا أوطانُنا خير قومٍ / ففلاحُ الأوطانِ في أيدينا
عن قريبٍ نكونُ فيها رجالاً / ونربي بناتنا والبنينا
فادرأوا الجهلَ بالمعارفِ عنا / واتقوا اللهَ أيها الناسُ فينا
رب هذي يد الضراعةِ والذلِ / فوق عبادكَ المحسنينا
يا إلهي دعاك طفلٌ صغيرٌ / فتقبل يا أكرمَ الأكرمينا
يا غلامُ ارقبِ الفجرَ حتى
يا غلامُ ارقبِ الفجرَ حتى / يتجلى فنادي للمدامِ
بينَ شمسٍ تدورُ في كفِّ بدرٍ / وعيونٍ من الزهورِ نيامِ
تترامى بها الصَّبا عن يميني / ويساري وتنثني من أمامي
وإذا ما شربتَ خديهِ فاملأ / واسقنيها كخدِهِ يا غلامي
وأدرها تروني فلو أني / غيرُ مضنىً سكبتها في عظامي
واطرح الهمّ للعواذلِ حتى / يَقضيَ اللهُ بيننا بسلامِ
وردةٌ هبَّ في الريا
وردةٌ هبَّ في الريا / ضِ على الفجرِ طيبُها
عانقتها الصَّبا كما / ضمَّ خوداً حبيبُها
فرمتها من الزهورِ / عيونٌ تريبُها
تركنها من الضحى / في همومٍ تنوبُها
ثمم جفتْ عروقُها / وتجافتْ جنوبُها
وشكتْ في الهجيرِ من / زفراتٍ تذيبُها
فدعا روضها الأصي / لَ فوافى طيبُها
وشفاها بنسمةٍ / كان طبا هبوبُها
ساءلتْ عن مصابها / فتنادى يجيبُها
ليسَ تخلو مليحة / من عيونٍ تصيبُها
جارتي هل رأيتِ مثلي جارا
جارتي هل رأيتِ مثلي جارا / كلما جنهُ الظلامُ استجارا
ينثني مرةً على الكبدِ الحرّا / ويبكي على الفؤادِ مرارا
فأعيني على الأسى اليومَ وارعي / بيننا الودَ والهوى والجوارا
كيفَ تنأينَ والقلوبُ بكفيكِ / ولما تفكي هذهِ الأسارى
كلُ يومٍ تبلو العذابَ جديداً / وهي ليستْ تحبُ إلا اضطرارا
وإذا ما عذبت ذي العين بالما / ءِ فكيفَ استحقَّ ذا القلبُ نارا
أمهليني أذرُّ المدامعَ حيناً / إن في أعيني دموعاً غزارا
وبنفسي على الحبيبةِ عتبٌ / مثلَ هزِّ النسائم الأزهارا
ليتها حينما تجنَّتْ ولا ذنبٌ / جنيناهُ تقبل الأعذارا
كيفَ هامَ القطارُ حينَ رآها / أترى حسنُها استهامَ القطارا
ليسَ في قلبهِ سوى الشوقِ لكنْ / كتم الدمعَ فاستحالَ بخارا
وإذ صاحَ صيحةَ الببنِ فينا / تركَ العاشقينَ طرّاً حيارى
سارَ يطوي جوانبَ الأرضِ طياً / ولو اسطاعَ أن يطيرَ لطارا
كزمانِ الصبا وونومي إذا نم / تُ وطيفِ الحبيبِ ليلةَ زارا
أو كمعنىً يمرُّ بالفكرِ لا ينقا / دُ أو مثلِ خاطري لا يُجارى
وكأنَّ البلادَ أرسلنَ منهُ / مثلاً راحَ بينها سيَّارا
يا شبيهَ الدجى إذا غابتِ الشم / سُ انطلق سالماً وقيتَ العشارا
لو درى الأفقُ أنها فيكَ ما أط / لعَ شمسُ الضحى لئلا تغارا
سوفَ تأسى كما أسيتِ إذا ما / آنستَ أهلها وتلكَ الديارا
وسرورُ الفتى غرورٌ إذا كا / نَ يرى ما يسرُّهُ مستعارا
ليتَ شعري أنافعي اليومَ أني / لا أرى كالذي ترى أشعارا
تحسبُ الناسُ أن تلوها سكارى / قد حسوها وما همْ بسكارى
وإذا ما أشدتَها الفجرَ يوماً / سحرَ الفجرَ حسنُها فاستطارا
ورأيتُ النجومَ غارتْ حياءً / وسمعتُ الهزارَ يُشجيْ الهزارا
إن عدمنا الناس من يسعدُ النا / سَ فإنا لم نعدم الأطيارا
يا ليالي الفراقِ كوني طوالاً / داجياتٍ أو مشرقاتٍ قصارا
ما لمنْ فارقَ الحبيب جفونٌ / تعرفُ الليلَ بعدهُ والنهارا
والذي يعشقُ الحسانَ إذا سرَّ / تْهُ دهراً أسأْنهُ أدهارا
والأماني يسعى لها الناسُ لكنْ / أنهكَ الحظُ دونها الأغمارا
قمرٌ أطلعتْ أخاهُ السماءُ
قمرٌ أطلعتْ أخاهُ السماءُ / وغزالٌ ما شابهتهُ الظباءُ
إن رنا يفضحُ النسا وإن قي / ل تأبى تغارُ منه النساءُ
يدعي البانُ قدَّهُ وتثني / هِ وما البانُ والقدودُ سواءُ
ويرى الوردَ أنهُ مثلُ خدي / هِ وتأبى خدودهُ الحمراءُ
هلْ سبيل إلى لقاهُ وإن لم / يشف ما بي من الغرامِ اللقاءُ
فأناجيهِ مثلما عردَ الطي / رُ وناجتْ أليفها الورقاءُ
يا مليكَ الهوى اتقِ اللهَ في النا / سِ فقد قطعَ القلوبَ الجفاءُ
إن تكن راعي المحاسن فينا / فأنا من رعيتي الشعراءُ
لا تلم ذا الهوى على أن يبوحا
لا تلم ذا الهوى على أن يبوحا / هكذا العطرُ دأبهُ أن يفوحا
كيفَ تخفى بينَ العواذلِ نارٌ / ساورتها الرياحُ ريحاً فريحا
وسقامُ الهوى يلوحُ على العا / شقِ مهما أرادَ أن لا يلوحا
غلبَ الشوقُ أهلهُ فترى القو / مَ طريحاً قضى ونضواً طريحا
وكأنَّ الغرامَ حينَ شرى الأن / فسَ ألفى الكرامَ أرخصَ روحا
يا أخا الحبِّ ما ارى الحبَّ إلا / نظراً جارحاً وقلباً جريحا
ثم من عاشَ بعدَ ذلكَ فقد عا / شَ ليبكي مما بهِ أو ينوحا
وترى الطيرَ ربما قامَ بسعى / لحظةً بعدَ أن تراهُ ذبيحا
ليسَ هذا الهوى سوى سكرةُ المو / تِ فهيِّءْ للعاشقينَ الضريحا
يطمعُ النفسَ في الجمالِ فإمَّا / طمعتْ ألفت الجمال شحيحا
وهو بينَ العيونِ والقلبِ رسمٌ / كلما جالت اللواحظُ يُمحَى
آه ما أوجعَ الغرامَ وما أع / جبَ جسماً على الغرامِ صحيحا
لم أكدْ أعرفُ الصبابةَ حتى / برحتْ بي همومُها تبريحا
وألفتُ العناءَ حتى من الرا / حةِ عندي أن لا أرى مستريحا
وإذا ضاقتِ الحياةُ بنفسٍ / وجدتُ وادي المماتِ فسيحا
ذاتُ ملكٍ طغتْ بها عزةُ المل
ذاتُ ملكٍ طغتْ بها عزةُ المل / كِ فلم ترعَ في هواها العبيدا
ظلمتهم وجاهدوا علمَ الل / هُ فمن ماتَ راَ فيها شريدا
هي غصنُ الرياضِ والزهرِ والور / دِ قواماً ونفحةً وخدودا
وهي شمسُ السماءِ والظبيةُ الغي / داءُ وجهاً ومقلتينِ وجيدا
ولها النهيُ في الهوى ولها الأم / ر وما كان موعداً ووعيدا
ليس في الحبِّ أن تشاءَ ولا في / قدرِ الحبِّ والقضا أن تريدا
إنهُ في الرقابِ مسكنةُ الده / رِ كما طوقَ الهوانُ اليهودا
لا تلوموا إذا تعذبتُ فيهِ
لا تلوموا إذا تعذبتُ فيهِ / وقضيتُ الحياةَ وجداً عليهِ
ففؤادي وإن طالَ عذابي / ليسَ يلقى النعبمَ إلا لديهِ
وجههُ جنةَ العيونِ وإن كا / ن تلظى السعيرُ في وجنتيهِ
سائلوهُ متى يفيقُ الذي جنَّ
سائلوهُ متى يفيقُ الذي جنَّ / وهلْ أصبحت تباعُ العقولُ
واذكروا أني سلوتُ عن السل / وانِ فالصبرُ في الهوى مستحيلُ
أعشقُ الحبَّ والحبيبَ لأني / في هوى الحبِّ والحبيب قتيلُ
نضبَ الدمعُ بعدَ ما كانَ ينسا / بُ كما فاضَ في البلادِ النيلُ
فرعى اللهُ من تصدَّقَ بالدم / عِ على أعينٍ كواها الهمولُ
أيها العاذلُ ابغي كبداً لم / تقصفْ بجانبيها النصولُ
وستعرْ لي وقتاً طويلاً فإني / أجد الوقتَ في الهوى لا يطولُ
وأعني على العزاءِ فقلبي / ثاكلٌ واصطبارهُ مثكولُ
أتراني أعيشُ والحبُّ في النا / سِ دليل وراءهُ عذريلُ
يأملُ الناسُ في الحياةِ نعيماً / وقليلٌ من سرهُ المأمولُ
والأماني على رقابِ الليالي / صارمٌ في يدِ الردى مسلولُ
كم تريني مصارع الأولى قتل ال / وجد ومن أهلكتهُ تلكَ السبيلُ
أنا منهم قذرْ أخاك ضجيعاً / كيفَ يأسى على أخيكَ عذولُ
لا تعبْ ما ترى بهِ من نحولٍ / زينةُ العاشقينَ هذا النحولُ
واعذرِ الصبَّ ما بقيتَ خل / يَ القلبِ فالصبُّ قلبهُ متبولُ
أنا من ترتمي الحسانُ عليهِ / أن رأتْه جميلةٌ أو جميلُ
وأقلُ الغرامِ عندي أني / بينَ قومي على الغرامِ دليلُ
يا عيونَ الأغنِ لا ترهفي الل / حظَ فسيفُ اللحاظِ عضبٌ صقيلُ
ما لهذا القوامِ يخطرُ كِبراً / كغصونِ الرياضِ حينَ تميلُ
ولذاكَ الدلالِ يتركُ من عز / ذليلاً فكلُّ صبٍّ ذليلُ
علليني بالموتِ كيفَ تشائينَ / فإني على المماتِ عليلُ
أنا واللهِ أشتهي الموتَ في الحبِّ / ليأسى عليَّ هذا البخيلُ
وخليلٍ ضممتهُ فتأبى
وخليلٍ ضممتهُ فتأبى / وانثنى نافراً كظبيِ الصريمِ
قالَ نارُ الخليلِ في القلبِ شبَّتْ / قلتُ أقبلْ فتلكَ نارُ الكليمِ
زعموني نسيتُ والهجرُ ينسي
زعموني نسيتُ والهجرُ ينسي / وتلاهيتُ بعدَ أيامِ أنسي
سائلوا النومَ هل رأتهُ عيوني / واسألوا عن هواي مالكَ نفسي
فوربِّ السماءِ والأرضِ إني / لأرى في مصارعِ الحبيبِ رمسي
كيفَ أسلو وقد حسوتُ كؤوسي / من خدودٍ ومن مراشِفَ لُعْسِ
كلما دارتِ الشفاهُ بكأسٍ / دارَ خداهُ لي بكأسٍ وكأسِ
وأرى وجههُ وقد بدت الشم / سُ فأغدو ما بين شمسٍ وشمسِ
ومتى كنتُ ناقضَ العهدِ حتى / أتناسى عهودهُ بالتأسي
إنما الحبُّ في الكرامِ حبيسٌ / أنزلوهم من صدرِهم خيرَ حبسِ
هل ترى حبَّ عبلةَ ماتَ إلا / يومَ ماتَ الكريمُ فارسَ عبسِ
وإذا كانَ بينَ قومٍ ودادٌ / لم يخنهْ في القومِ غيرُ الأخَسِّ
اكفني ذلكَ الصدودَ فإني / لا أىرى الصدَّ غيرَ طالعَ نحسِ
واروِ من مهجتي عليكَ غليلاً / سعرتهُ في أضلعي نارُ يأسي
إنني ذاكر ودادكَ ما عش / تُ وإن كانتِ الحوادثُ تنسي
ولقد شفتي العواذلُ حتى / خلتُ عمري مابينَ يومي وامسي
سحرُ عينيكِ سالَ في تشبيبي
سحرُ عينيكِ سالَ في تشبيبي / فانتشى منهُ عِطْفُ كل أديبِ
وتمشى إلى القلوبِ كبشرى / يوسفٍ إذ مشتْ إلى يعقوبِ
يستميلُ المشوقُ نحوكِ هزَ الخم / رِ عطفَ الطروبِ نحو الطروبِ
فاعجبي كيفَ شاءَ حسنكِ ما / التيهُ إذا شاءَهُ الهوى بعجيبِ
واخضبي بالقلوبِ لحظكِ إنا / لا نحبُّ الحسامَ غير خضيبِ
وتجني كما بدا لكِ فينا / وبدا للدلالِ في تعذيبي
واتركيني تراقبُ النجمَ عيني / ودعيني وما يشاءُ رقيبي
كلُّ ما تكرهُ النفوسُ من الضرِّ / حبيبٌ إن مسها من حبيبِ
يا دعاةَ السهادِ في كلِّ ليلٍ / وعداةَ الكرى وأهلَ النحيبِ
وذوي المدنفاتِ والكبدُ الحرُّ / أعليها من كلِّ صبٍ كئيبِ
أطلعوها على القلوبِ عساها / تستحي من فعالها بالقلوبِ
لا تضّني يا ظبيةٌ إن تحيي / عاشقاً هامَ في النقا والكثيبِ
من بعيدٍ إذا اغتدى من بعيدٍ / وقريبٍ إذا اغتدى من قريبِ
أنا أيوبُ في هواكِ فأينَ الصب / رُ يسرو الهمومَ عن أيوبِ
وفؤادي في راحتيكِ وخير / أن يكونَ العليلُ عندَ الطبيبِ
قلتُ للغادةِ البخيلةِ لما
قلتُ للغادةِ البخيلةِ لما / رفضتْ رقعتي وخافتْ جوابي
ما لمر النسيمِ يجرحُ خديكِ / ومرُ النسيمِ مثل عتابي
وللمسِ الحريرِ يوجعِ كفيكِ / ولمسُ الحرير مثلث كتابي
فرأيتُ العيونَ تنطقُ بالسحرِ / وقالتْ علي فصلُ الخطابِ
عوذتْ منكَ قلبُها بالتجني / ورقتْ منكَ كفها بالخضابِ
نزعَ القلبُ بي فسرتُ رويداً
نزعَ القلبُ بي فسرتُ رويداً / فإذا من أحبهُ في طريقي
يتجنى كأنَّ قاضي الجنايا / تِ نصيرٌ لقدهِ الممشوقِ
ورآني بذلةِ العاشقِ الصبِّ / فصدتهُ عزةُ المعشوقِ
قلتُ صلني فإني لكَ باق
قلتُ صلني فإني لكَ باق / ولو أن الكثيرَ ليسَ بباق
قال من كانَ في الجمالِ وحيداً / لا يبالي بكثرةِ العشاق
يا كحيلَ العيونِ غُضَّ قليلاً
يا كحيلَ العيونِ غُضَّ قليلاً / أوشكَ العاشقونَ أن يعبدوكا
كل ما فيكَ بينهمْ مكرماتٌ / ومن المكرماتِ أن وحَّدوكا
فارقبِ اللهَ في النفوسِ إذا النا / سُ غداً عن نفوسهمْ سألوكا
ما حسبتُ القلوبَ تسفكُ حتى / صارَ قلبي في لحظهِ مسفوكا
أيُّ ذنبٍ جنيتُ حتى تجنى
أيُّ ذنبٍ جنيتُ حتى تجنى / إنني كدتُ بعدهُ أن أجِنَّا
كلُّ يومٍ أظلُّ أسالُ عنهُ / من أراهُ وليسَ يسألُ عنا
ألفَ البخلَ لا يردُّ سلامي / وتناسى أيامَ كانَ وكنَّا
وأرى كُتْبهُ دوائي على البعدِ / من الشوقِ والجفاءِ فَضَنَّا
لا أرى طيفهُ ولا الدارَ تدنو / فأرهُ ولا الصبابةُ تفنى
أيها الدائمُ التجني علينا / زادكَ اللهُ في تجنيكَ حسنا
ربما مرَّ للمحبِّ زمانٌ / نالَ فيهِ المحبُّ ما قدْ تمنى
قد رأى الناسُ فيهِ قيساً وقِساً / وأرتهمُ عيناكَ ليلى ولبنى
ورميتُ الدُّجى بساهرةِ الليلِ / تفيضُ الدموعَ وجداً وحزنا
فتحتْ جفنها فطارَ كراها / وبكتْهُ فليسَ تغمضُ جفنا
إن تعشْ يرجعِ المنامُ إليها / أو تمتْ بعدها ففي الحبِّ متنا