القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مصطفى صادق الرافعي الكل
المجموع : 47
زمن كالربيعِ حلَّ وزالا
زمن كالربيعِ حلَّ وزالا / ليتَ أيامهُ خُلِقْنَ طِوالا
يحسبُ الطفلُ أنه زمنُ الهمِّ / وما الهَمُّ يعرفُ الأطفالا
يا بني الدرسِ من تمنَّى الليالي / كلياليكم تمنَّى المُحالا
ليلةٌ بعد ليلةٍ بعد أخرى / وليالي الهنا تمرُّ عِجالا
قد خبرنا الأنامَ في كلِّ حالٍ / فإذا الطفلُ أحسنُ الناسِ حالا
وهو إنْ جدَّ لم يزَلْ في صعودٍ / وكذا البدرُ كانَ قبلُ هلالا
غيرَ أن الكسولَ في كلِّ يومٍ / يجد اليوم كلهُ أهوالا
ويرى الكتبَ والدفاترَ والأقلا / م وأوراقَ درسهِ أحمالا
وإذا ما مشى إلى قاعةِ الدر / س ذراعاً يظنه أميالا
من يقمْ في الأمورِ بالجد يهنأ / والشفا للذين قاموا كسالى
وزمانُ الدروسِ أضيقُ من أن / يجد الخاملونَ فيه مجالا
أيها الطفلُ لا تضيعْ زماناً / لستَ تلقى كمثلهِ أمثالا
ربما نلتَ ما يفوت وهيها / ت إن فاتكَ الصِّبا أن تنالا
ما لأيامِ ذا الصبا تتفانى
ما لأيامِ ذا الصبا تتفانى / وقديماً عهدتها تتوانى
ذهبت بالصبا سلامٌ عليها / من فؤادٍ بحبها ملآنا
كل ذي حالة سيمنى بأخرى / ويلاقي بعد الزمانِ زمانا
والفتى من إذا تغيرَ حالٌ / لم يقف في وجوهِهِ حيرانا
هذهِ ساعة الحصادِ فمن كا / نَ تعنى أراحهُ ما عانى
والذي يزرعُ التهاونَ في الأش / ياءِ لا يجتنيهِ إلا هوانا
ليس يجدي الإنسانَ أن يأملَ النا / سَ فلاناً من قومهِ وفلانا
فاسعَ في الأرضِ إن عقبانَ هذا / الجوِ لا يرتضينَ منه مكانا
واحذر الناسَ إنما يأمنُ النا / سَ صبيٌ يظنهم صبيانا
واركبِ الجدَ في الأمورِ ولا تجبنْ / إذا فاتَ بعضها أحيانا
إن هذا الوجودَ كالحربِ لا يُكْرَ / مُ في الحربِ من يكون جبانا
لكمُ سادتي أجلُّ احترامي
لكمُ سادتي أجلُّ احترامي / وعليكمْ تحيتي وسلامي
وإليكم أسوقُ عني حديثاً / حكماً جلَّ قدرها في الكلام
كنتُ في حجرِ والديَّ رضيعاً / همتي في البكاء أو في المنام
ثم أصبحتُ بعد ذلكَ طفلاً / لا أقاسي سوى عذاب الفِطام
ثم لما شببتُ أنطقني الله مف / يضُ الجميل والإنعام
واهِبُ السمعِ والبصائرِ والأَبصا / رِ معطي العقولِ والإفهام
ثم ميزتُ كل شيءٍ أراه / وعرفتُ الضيا ولونَ الظلام
ورأى الله أن يقدرَ لي الخيرَ / وأحظى بأوفرِ الأقسام
فأتى بي إلى المدارسِ أهلي / وجعلتُ العلومَ فيها مرامي
دفتري صاحبي ولوحي رفيقي / وكتابي في كلِ فنٍ أمامي
فتعلمتُ ما تعلمت مما / أتباهى بعلمه في الأنام
راجياً أن أكونَ بالعلمِ يوماً / في بلادي من الرجال العظام
فأَشيدُ المدارس الشمَّ فيها / لبني البائسينَ والأيتام
وأربي على محبتها القو / مَ لترقى بهم على الأقوام
سادتي انشروا العلوم لتشفي / ما بِجسم البلادِ من أسقام
إنها روحها وما بسوى الرو / حِ تكون الحياة بالأجسام
نحنُ في هذه المدارس نسعى
نحنُ في هذه المدارس نسعى / لنبرَّ الوالدات والوالدينا
وترانا أوطانُنا خير قومٍ / ففلاحُ الأوطانِ في أيدينا
عن قريبٍ نكونُ فيها رجالاً / ونربي بناتنا والبنينا
فادرأوا الجهلَ بالمعارفِ عنا / واتقوا اللهَ أيها الناسُ فينا
رب هذي يد الضراعةِ والذلِ / فوق عبادكَ المحسنينا
يا إلهي دعاك طفلٌ صغيرٌ / فتقبل يا أكرمَ الأكرمينا
يا غلامُ ارقبِ الفجرَ حتى
يا غلامُ ارقبِ الفجرَ حتى / يتجلى فنادي للمدامِ
بينَ شمسٍ تدورُ في كفِّ بدرٍ / وعيونٍ من الزهورِ نيامِ
تترامى بها الصَّبا عن يميني / ويساري وتنثني من أمامي
وإذا ما شربتَ خديهِ فاملأ / واسقنيها كخدِهِ يا غلامي
وأدرها تروني فلو أني / غيرُ مضنىً سكبتها في عظامي
واطرح الهمّ للعواذلِ حتى / يَقضيَ اللهُ بيننا بسلامِ
وردةٌ هبَّ في الريا
وردةٌ هبَّ في الريا / ضِ على الفجرِ طيبُها
عانقتها الصَّبا كما / ضمَّ خوداً حبيبُها
فرمتها من الزهورِ / عيونٌ تريبُها
تركنها من الضحى / في همومٍ تنوبُها
ثمم جفتْ عروقُها / وتجافتْ جنوبُها
وشكتْ في الهجيرِ من / زفراتٍ تذيبُها
فدعا روضها الأصي / لَ فوافى طيبُها
وشفاها بنسمةٍ / كان طبا هبوبُها
ساءلتْ عن مصابها / فتنادى يجيبُها
ليسَ تخلو مليحة / من عيونٍ تصيبُها
جارتي هل رأيتِ مثلي جارا
جارتي هل رأيتِ مثلي جارا / كلما جنهُ الظلامُ استجارا
ينثني مرةً على الكبدِ الحرّا / ويبكي على الفؤادِ مرارا
فأعيني على الأسى اليومَ وارعي / بيننا الودَ والهوى والجوارا
كيفَ تنأينَ والقلوبُ بكفيكِ / ولما تفكي هذهِ الأسارى
كلُ يومٍ تبلو العذابَ جديداً / وهي ليستْ تحبُ إلا اضطرارا
وإذا ما عذبت ذي العين بالما / ءِ فكيفَ استحقَّ ذا القلبُ نارا
أمهليني أذرُّ المدامعَ حيناً / إن في أعيني دموعاً غزارا
وبنفسي على الحبيبةِ عتبٌ / مثلَ هزِّ النسائم الأزهارا
ليتها حينما تجنَّتْ ولا ذنبٌ / جنيناهُ تقبل الأعذارا
كيفَ هامَ القطارُ حينَ رآها / أترى حسنُها استهامَ القطارا
ليسَ في قلبهِ سوى الشوقِ لكنْ / كتم الدمعَ فاستحالَ بخارا
وإذ صاحَ صيحةَ الببنِ فينا / تركَ العاشقينَ طرّاً حيارى
سارَ يطوي جوانبَ الأرضِ طياً / ولو اسطاعَ أن يطيرَ لطارا
كزمانِ الصبا وونومي إذا نم / تُ وطيفِ الحبيبِ ليلةَ زارا
أو كمعنىً يمرُّ بالفكرِ لا ينقا / دُ أو مثلِ خاطري لا يُجارى
وكأنَّ البلادَ أرسلنَ منهُ / مثلاً راحَ بينها سيَّارا
يا شبيهَ الدجى إذا غابتِ الشم / سُ انطلق سالماً وقيتَ العشارا
لو درى الأفقُ أنها فيكَ ما أط / لعَ شمسُ الضحى لئلا تغارا
سوفَ تأسى كما أسيتِ إذا ما / آنستَ أهلها وتلكَ الديارا
وسرورُ الفتى غرورٌ إذا كا / نَ يرى ما يسرُّهُ مستعارا
ليتَ شعري أنافعي اليومَ أني / لا أرى كالذي ترى أشعارا
تحسبُ الناسُ أن تلوها سكارى / قد حسوها وما همْ بسكارى
وإذا ما أشدتَها الفجرَ يوماً / سحرَ الفجرَ حسنُها فاستطارا
ورأيتُ النجومَ غارتْ حياءً / وسمعتُ الهزارَ يُشجيْ الهزارا
إن عدمنا الناس من يسعدُ النا / سَ فإنا لم نعدم الأطيارا
يا ليالي الفراقِ كوني طوالاً / داجياتٍ أو مشرقاتٍ قصارا
ما لمنْ فارقَ الحبيب جفونٌ / تعرفُ الليلَ بعدهُ والنهارا
والذي يعشقُ الحسانَ إذا سرَّ / تْهُ دهراً أسأْنهُ أدهارا
والأماني يسعى لها الناسُ لكنْ / أنهكَ الحظُ دونها الأغمارا
قمرٌ أطلعتْ أخاهُ السماءُ
قمرٌ أطلعتْ أخاهُ السماءُ / وغزالٌ ما شابهتهُ الظباءُ
إن رنا يفضحُ النسا وإن قي / ل تأبى تغارُ منه النساءُ
يدعي البانُ قدَّهُ وتثني / هِ وما البانُ والقدودُ سواءُ
ويرى الوردَ أنهُ مثلُ خدي / هِ وتأبى خدودهُ الحمراءُ
هلْ سبيل إلى لقاهُ وإن لم / يشف ما بي من الغرامِ اللقاءُ
فأناجيهِ مثلما عردَ الطي / رُ وناجتْ أليفها الورقاءُ
يا مليكَ الهوى اتقِ اللهَ في النا / سِ فقد قطعَ القلوبَ الجفاءُ
إن تكن راعي المحاسن فينا / فأنا من رعيتي الشعراءُ
لا تلم ذا الهوى على أن يبوحا
لا تلم ذا الهوى على أن يبوحا / هكذا العطرُ دأبهُ أن يفوحا
كيفَ تخفى بينَ العواذلِ نارٌ / ساورتها الرياحُ ريحاً فريحا
وسقامُ الهوى يلوحُ على العا / شقِ مهما أرادَ أن لا يلوحا
غلبَ الشوقُ أهلهُ فترى القو / مَ طريحاً قضى ونضواً طريحا
وكأنَّ الغرامَ حينَ شرى الأن / فسَ ألفى الكرامَ أرخصَ روحا
يا أخا الحبِّ ما ارى الحبَّ إلا / نظراً جارحاً وقلباً جريحا
ثم من عاشَ بعدَ ذلكَ فقد عا / شَ ليبكي مما بهِ أو ينوحا
وترى الطيرَ ربما قامَ بسعى / لحظةً بعدَ أن تراهُ ذبيحا
ليسَ هذا الهوى سوى سكرةُ المو / تِ فهيِّءْ للعاشقينَ الضريحا
يطمعُ النفسَ في الجمالِ فإمَّا / طمعتْ ألفت الجمال شحيحا
وهو بينَ العيونِ والقلبِ رسمٌ / كلما جالت اللواحظُ يُمحَى
آه ما أوجعَ الغرامَ وما أع / جبَ جسماً على الغرامِ صحيحا
لم أكدْ أعرفُ الصبابةَ حتى / برحتْ بي همومُها تبريحا
وألفتُ العناءَ حتى من الرا / حةِ عندي أن لا أرى مستريحا
وإذا ضاقتِ الحياةُ بنفسٍ / وجدتُ وادي المماتِ فسيحا
ذاتُ ملكٍ طغتْ بها عزةُ المل
ذاتُ ملكٍ طغتْ بها عزةُ المل / كِ فلم ترعَ في هواها العبيدا
ظلمتهم وجاهدوا علمَ الل / هُ فمن ماتَ راَ فيها شريدا
هي غصنُ الرياضِ والزهرِ والور / دِ قواماً ونفحةً وخدودا
وهي شمسُ السماءِ والظبيةُ الغي / داءُ وجهاً ومقلتينِ وجيدا
ولها النهيُ في الهوى ولها الأم / ر وما كان موعداً ووعيدا
ليس في الحبِّ أن تشاءَ ولا في / قدرِ الحبِّ والقضا أن تريدا
إنهُ في الرقابِ مسكنةُ الده / رِ كما طوقَ الهوانُ اليهودا
لا تلوموا إذا تعذبتُ فيهِ
لا تلوموا إذا تعذبتُ فيهِ / وقضيتُ الحياةَ وجداً عليهِ
ففؤادي وإن طالَ عذابي / ليسَ يلقى النعبمَ إلا لديهِ
وجههُ جنةَ العيونِ وإن كا / ن تلظى السعيرُ في وجنتيهِ
سائلوهُ متى يفيقُ الذي جنَّ
سائلوهُ متى يفيقُ الذي جنَّ / وهلْ أصبحت تباعُ العقولُ
واذكروا أني سلوتُ عن السل / وانِ فالصبرُ في الهوى مستحيلُ
أعشقُ الحبَّ والحبيبَ لأني / في هوى الحبِّ والحبيب قتيلُ
نضبَ الدمعُ بعدَ ما كانَ ينسا / بُ كما فاضَ في البلادِ النيلُ
فرعى اللهُ من تصدَّقَ بالدم / عِ على أعينٍ كواها الهمولُ
أيها العاذلُ ابغي كبداً لم / تقصفْ بجانبيها النصولُ
وستعرْ لي وقتاً طويلاً فإني / أجد الوقتَ في الهوى لا يطولُ
وأعني على العزاءِ فقلبي / ثاكلٌ واصطبارهُ مثكولُ
أتراني أعيشُ والحبُّ في النا / سِ دليل وراءهُ عذريلُ
يأملُ الناسُ في الحياةِ نعيماً / وقليلٌ من سرهُ المأمولُ
والأماني على رقابِ الليالي / صارمٌ في يدِ الردى مسلولُ
كم تريني مصارع الأولى قتل ال / وجد ومن أهلكتهُ تلكَ السبيلُ
أنا منهم قذرْ أخاك ضجيعاً / كيفَ يأسى على أخيكَ عذولُ
لا تعبْ ما ترى بهِ من نحولٍ / زينةُ العاشقينَ هذا النحولُ
واعذرِ الصبَّ ما بقيتَ خل / يَ القلبِ فالصبُّ قلبهُ متبولُ
أنا من ترتمي الحسانُ عليهِ / أن رأتْه جميلةٌ أو جميلُ
وأقلُ الغرامِ عندي أني / بينَ قومي على الغرامِ دليلُ
يا عيونَ الأغنِ لا ترهفي الل / حظَ فسيفُ اللحاظِ عضبٌ صقيلُ
ما لهذا القوامِ يخطرُ كِبراً / كغصونِ الرياضِ حينَ تميلُ
ولذاكَ الدلالِ يتركُ من عز / ذليلاً فكلُّ صبٍّ ذليلُ
علليني بالموتِ كيفَ تشائينَ / فإني على المماتِ عليلُ
أنا واللهِ أشتهي الموتَ في الحبِّ / ليأسى عليَّ هذا البخيلُ
وخليلٍ ضممتهُ فتأبى
وخليلٍ ضممتهُ فتأبى / وانثنى نافراً كظبيِ الصريمِ
قالَ نارُ الخليلِ في القلبِ شبَّتْ / قلتُ أقبلْ فتلكَ نارُ الكليمِ
زعموني نسيتُ والهجرُ ينسي
زعموني نسيتُ والهجرُ ينسي / وتلاهيتُ بعدَ أيامِ أنسي
سائلوا النومَ هل رأتهُ عيوني / واسألوا عن هواي مالكَ نفسي
فوربِّ السماءِ والأرضِ إني / لأرى في مصارعِ الحبيبِ رمسي
كيفَ أسلو وقد حسوتُ كؤوسي / من خدودٍ ومن مراشِفَ لُعْسِ
كلما دارتِ الشفاهُ بكأسٍ / دارَ خداهُ لي بكأسٍ وكأسِ
وأرى وجههُ وقد بدت الشم / سُ فأغدو ما بين شمسٍ وشمسِ
ومتى كنتُ ناقضَ العهدِ حتى / أتناسى عهودهُ بالتأسي
إنما الحبُّ في الكرامِ حبيسٌ / أنزلوهم من صدرِهم خيرَ حبسِ
هل ترى حبَّ عبلةَ ماتَ إلا / يومَ ماتَ الكريمُ فارسَ عبسِ
وإذا كانَ بينَ قومٍ ودادٌ / لم يخنهْ في القومِ غيرُ الأخَسِّ
اكفني ذلكَ الصدودَ فإني / لا أىرى الصدَّ غيرَ طالعَ نحسِ
واروِ من مهجتي عليكَ غليلاً / سعرتهُ في أضلعي نارُ يأسي
إنني ذاكر ودادكَ ما عش / تُ وإن كانتِ الحوادثُ تنسي
ولقد شفتي العواذلُ حتى / خلتُ عمري مابينَ يومي وامسي
سحرُ عينيكِ سالَ في تشبيبي
سحرُ عينيكِ سالَ في تشبيبي / فانتشى منهُ عِطْفُ كل أديبِ
وتمشى إلى القلوبِ كبشرى / يوسفٍ إذ مشتْ إلى يعقوبِ
يستميلُ المشوقُ نحوكِ هزَ الخم / رِ عطفَ الطروبِ نحو الطروبِ
فاعجبي كيفَ شاءَ حسنكِ ما / التيهُ إذا شاءَهُ الهوى بعجيبِ
واخضبي بالقلوبِ لحظكِ إنا / لا نحبُّ الحسامَ غير خضيبِ
وتجني كما بدا لكِ فينا / وبدا للدلالِ في تعذيبي
واتركيني تراقبُ النجمَ عيني / ودعيني وما يشاءُ رقيبي
كلُّ ما تكرهُ النفوسُ من الضرِّ / حبيبٌ إن مسها من حبيبِ
يا دعاةَ السهادِ في كلِّ ليلٍ / وعداةَ الكرى وأهلَ النحيبِ
وذوي المدنفاتِ والكبدُ الحرُّ / أعليها من كلِّ صبٍ كئيبِ
أطلعوها على القلوبِ عساها / تستحي من فعالها بالقلوبِ
لا تضّني يا ظبيةٌ إن تحيي / عاشقاً هامَ في النقا والكثيبِ
من بعيدٍ إذا اغتدى من بعيدٍ / وقريبٍ إذا اغتدى من قريبِ
أنا أيوبُ في هواكِ فأينَ الصب / رُ يسرو الهمومَ عن أيوبِ
وفؤادي في راحتيكِ وخير / أن يكونَ العليلُ عندَ الطبيبِ
قلتُ للغادةِ البخيلةِ لما
قلتُ للغادةِ البخيلةِ لما / رفضتْ رقعتي وخافتْ جوابي
ما لمر النسيمِ يجرحُ خديكِ / ومرُ النسيمِ مثل عتابي
وللمسِ الحريرِ يوجعِ كفيكِ / ولمسُ الحرير مثلث كتابي
فرأيتُ العيونَ تنطقُ بالسحرِ / وقالتْ علي فصلُ الخطابِ
عوذتْ منكَ قلبُها بالتجني / ورقتْ منكَ كفها بالخضابِ
نزعَ القلبُ بي فسرتُ رويداً
نزعَ القلبُ بي فسرتُ رويداً / فإذا من أحبهُ في طريقي
يتجنى كأنَّ قاضي الجنايا / تِ نصيرٌ لقدهِ الممشوقِ
ورآني بذلةِ العاشقِ الصبِّ / فصدتهُ عزةُ المعشوقِ
قلتُ صلني فإني لكَ باق
قلتُ صلني فإني لكَ باق / ولو أن الكثيرَ ليسَ بباق
قال من كانَ في الجمالِ وحيداً / لا يبالي بكثرةِ العشاق
يا كحيلَ العيونِ غُضَّ قليلاً
يا كحيلَ العيونِ غُضَّ قليلاً / أوشكَ العاشقونَ أن يعبدوكا
كل ما فيكَ بينهمْ مكرماتٌ / ومن المكرماتِ أن وحَّدوكا
فارقبِ اللهَ في النفوسِ إذا النا / سُ غداً عن نفوسهمْ سألوكا
ما حسبتُ القلوبَ تسفكُ حتى / صارَ قلبي في لحظهِ مسفوكا
أيُّ ذنبٍ جنيتُ حتى تجنى
أيُّ ذنبٍ جنيتُ حتى تجنى / إنني كدتُ بعدهُ أن أجِنَّا
كلُّ يومٍ أظلُّ أسالُ عنهُ / من أراهُ وليسَ يسألُ عنا
ألفَ البخلَ لا يردُّ سلامي / وتناسى أيامَ كانَ وكنَّا
وأرى كُتْبهُ دوائي على البعدِ / من الشوقِ والجفاءِ فَضَنَّا
لا أرى طيفهُ ولا الدارَ تدنو / فأرهُ ولا الصبابةُ تفنى
أيها الدائمُ التجني علينا / زادكَ اللهُ في تجنيكَ حسنا
ربما مرَّ للمحبِّ زمانٌ / نالَ فيهِ المحبُّ ما قدْ تمنى
قد رأى الناسُ فيهِ قيساً وقِساً / وأرتهمُ عيناكَ ليلى ولبنى
ورميتُ الدُّجى بساهرةِ الليلِ / تفيضُ الدموعَ وجداً وحزنا
فتحتْ جفنها فطارَ كراها / وبكتْهُ فليسَ تغمضُ جفنا
إن تعشْ يرجعِ المنامُ إليها / أو تمتْ بعدها ففي الحبِّ متنا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025