القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَة المِصْري الكل
المجموع : 128
قام يرنو بمقلةٍ كحلاءِ
قام يرنو بمقلةٍ كحلاءِ / علمتْني الجنون بالسوداءِ
رشأٌ دبَّ في سوالفه النم / لُ فهامت خواطر الشعراء
روض حسن غنى لنا فوقهُ الحل / يُ فأهلاً بالرَّوضةِ الغناء
جائر الحكم قلبه ليَ صخرٌ / وبكائي له بكى الخنساء
عذلوني على هواهُ فأغرَوا / فهواه نصبٌ على الأغراء
من معيني على رشاً صرتُ من ما / ءِ دموعي عليه مثل الرشاء
من معيني على لواعج حبٍّ / تتلظَّى من أدمعي بالماء
وحبيبٍ إليَّ يفعلُ بالقل / بِ فعال الأعداء بالأعداء
ضيقِ العينِ إن رنا واسْتمحنا / وعناء تسمح البخلاء
ليتَ أعطافهُ ولو في منامٍ / وعدتْ باستراقةٍ للقاء
يتثنَّى كقامة الغصن اللد / ن ويعطو كالظبية الأدماء
يا شبيهَ الغصون رفقاً بصبٍّ / نائحٍ في الهوى مع الورقاء
يذكرُ العهدَ بالعقيقِ فيبكي / لهواهُ بدمعةٍ حمراء
يا لها دمعةٌ على الخدِّ حمرا / ء بدتْ من سوداء في صفراء
فكأنِّي حملتُ رنك بن أيو / ب على وجنتي لفرط ولاء
ملك حافظ المناقب تروي / راحتاه عن واصل عن عطاء
في معاليه للمديح اجتماعٌ / كأبي جاد في اجتماع الهجاء
خلِّ كعباً ورُم نداه فما كع / بُ العطايا ورأسها بالسواء
وارجُ وعدَ المنى لديه فإسما / عيلُ ما زال معدناً للوفاء
ما لكفيهِ في الثراء هدوّ / فهو فيه كسابحٍ في ماء
جمعتْ في فنائِه الخيل والإب / ل وفوداً أكرم بها من فناء
لو سكتْنا عن مدحِه مدحته / بصهيل من حوله ورُغاء
همةٌ جازت السماكَ فلم يع / بأ مداها بالحاسد العوّاء
وندًى يخجلُ السحابَ فيمشي / من ورا جودِهِ على استحياء
طالَ بيتُ الفخار منه على الشع / ر فماذا يقول بيتُ الثناء
أعربت ذكرَه مباني المعاني / فعجبْنا لمعرَبٍ ذي بناء
ورقى صاعداً فلم يبقَ للحا / سدِ إلا تنفسُ الصعداء
شرفٌ في تواضعٍ ونوالٌ / في اعتذارٍ وهيبةٍ في حياء
يا مليكاً علا على الشمسِ حتَّى / عمَّ إحسانهُ عمومَ الضياء
صنت كفي عن الأنامِ ولفظي / فحرامٌ نداهُم وثنائي
وسقتْني مياهُ جودِك سقياً / رفعتْني على ابن ماء السماء
فابقَ عالي المحل داني العطايا / قاهرَ البأس ظاهر الأنباء
يتمنى حسودُكَ العيشَ حتَّى / أتمنَّى له امتدادَ البقاء
ليلُ وصل معطرُ الأرجاء
ليلُ وصل معطرُ الأرجاء / لاحَ فيه الصباحُ قبلَ المساء
زارني من هويته باسمَ الثغ / ر فجلى غياهبَ الظلماء
ألتقيه ويحسبُ الهجرَ قلبي / فكأنِّي ما نلتُ طيبَ اللقاء
ربَّ عيش طهرٍ على ذلك الس / فح غنمناهُ قبل يومِ التنائي
نقطعُ اليوم كالدجى في سكونٍ / ودجاهُ كاليومِ في الأضواء
فكأنِّي بالأمن في ظل إسما / عيلَ ربّ العلى وربّ الوفاء
ملكٌ أنشرَ الثنا في زمانٍ / نسي الناس فيه ذكر الثناء
هاجرٌ حرفَ لا إذا سئل الجو / دَ كهجران واصل للرَّاء
يسبقُ الوعدَ بالنوالِ فلا يح / وِجُ قصَّادهُ إلى الشفعاء
شاعَ بالكتمِ جودُ كفَّيه ذكراً / فهو كالمسكِ فاح بالإخفاء
جاد حتَّى كادتْ عفاة حماهُ / لا يذوقون لذَّةً للحباء
كلَّما ظنَّ جودَهُ في انتهاء / لائمٌ عادَ جودُهُ في ابتداء
عذَلوهُ على النوالِ فأغروا / فنداه نصبٌ على الإغراء
وحلا منّ بابه فسعت كالنَّ / ملِ فيه طوائفُ الشعراء
شرفٌ في تواضع واحتمالٌ / في اقتدارٍ وهيبةٌ في حياء
ربَّ وجناء ضامر تقطعُ البي / دَ على أثرِ ضامر وجناء
في قفارٍ يخافُ في أُفقها البر / قُ سرًى فهو خافق الأحشاء
رتعتْ في حماك ثم استراحت / من ألِيمَين الرحلِ والبيداء
وظلامٌ كأن كيوان أعمى / سائلٌ فيهِ عن عصا الجوزاء
ذَكرَ السائِلونَ ذكرَكَ فيهِ / فسرَوْا بالأفكارِ في الأضواء
وحروبٍ تجري السوابحُ منها / في بحارٍ مسفوحةٍ من دماء
من ضراب تشبّ من وقعةِ النا / رُ وتطفي حرارةُ الشحناء
يئس الناسُ إذ تجلى فجلَّ / يت دُجاها بالبأسِ والآراء
فاجل عني حالاً أرانيَ منها / كلَّ يومٍ في غارةٍ شعواء
فكفى من وضوحِ حاليَ أنِّي / في زماني هذا من الأدباء
ضاع فيه لفظي الجهير وفضلي / ضيعةَ السيفِ في يدٍ شلاَّء
غير أنِّي على عماد المعالي / قد بنيتُ الرجا أتمَّ بناء
ليتَ شعرِي من منك أولى بمثلِي / يا فريدَ الأجوادِ والكرماء
دمتَ سامي المقامِ هامي العطايا / قاهر البأس فارجَ الغماء
لمواليك ما ارْتجَى من بقاءٍ / ولشانيك ما اخْتشَى من فناء
غاب ذو الفضل في حمى مصرَ عنَّا
غاب ذو الفضل في حمى مصرَ عنَّا / فهنيئاً له حمى النعماء
تسقط الطيرُ حيث تلتقطُ الح / بَّ وتغشى منازلَ الكرماء
حجليّ إذا انتسبتَ ولكن / ألفُ عرفٍ له وألفُ ثناء
رُبَّ سوداء مقلةٍ هيجتْ لي
رُبَّ سوداء مقلةٍ هيجتْ لي / داءَ وجدٍ أعظم بهِ من داء
ليتَ رمَّانَ صدرِها كان يجنى / فهو بعضُ الدَّوا من السوْدَاء
يا سراةَ الشآمِ أشكو إليكم
يا سراةَ الشآمِ أشكو إليكم / أرضَ قُلٍّ فلاحها للرجاء
وإذا قلَّتِ الفِلاحة في الأر / ضِ فعتبُ الفتى على الرُّؤساء
رَبّ إنَّ ابنَ عامرٍ هائمُ الف
رَبّ إنَّ ابنَ عامرٍ هائمُ الف / كرِ معنًى في صبحهِ والمساء
يتمنى القضا فلا تعطينهُ / واجعلِ الموتَ سابقاً للقضاء
لا ونعماكَ لم يكنْ سببُ التأ
لا ونعماكَ لم يكنْ سببُ التأ / خير قصدي ولم يكن عن رجائي
إنَّما كان هيضة حققتْ لي / أنَّ حالي في البعدِ حالُ خراءِ
عجبت خلتي لوخطِ مشيبي
عجبت خلتي لوخطِ مشيبي / في أوان الصبى وغير عجيب
من يَعمْ في بحار همِّي يظهر / زَبدٌ فوقَ فَرعهِ الغربيب
من يحارب حوادث الدهر يخفى / لون فُؤدَيهِ في غبار الحروب
أيُّ فرع جونٍ على عنتِ الأيا / مِ يبقى وأيُّ غصنٍ رطيب
لو همى ماء معطفيّ من اللي / نِ لأفنته مهجتي بلهيب
ربَّ يومٍ لو لم أخف فيه عقبى / سوء حالي لخفتُ عقبى ذنوبي
ظاهرٌ دون باطنٍ مستجار / ليت حالي يكون بالمقلوب
منعتني الدنيا جنًى فتزهد / تُ ولكن تزهد المغلوب
ووهت قوَّتي فأعرضت كرهاً / عن لقاءِ المكروهِ والمحبوب
ما أرى الدهرُ غيرَنا زهدَ الأف / ضل والحال ممكن المطلوب
ملكٌ في حمى الشبيبة والم / لك له في دُنياه زادُ الغريب
دبر الملك بالتقى فكساه الل / ه فيه ثوب المرجَّى المهيب
بين سجادةٍ وبين كتاب / وسواه ما بين كأسٍ وكوب
ينشر العدلَ أو يبثُّ العطايا / فهو زاكي الترغيب والترهيب
وله فوق أدهم الليلِ تسرِي / دعواتٌ خفيفة المركوب
جلَّ من صيَّر التقى فيه خلقاً / قبل خلقِ التدريجِ والتدريب
والمعالي في آلِ أيوب إرثٌ / كالنبواتِ في آلِ يعقوب
حبَّذا من ملوكهم كلُّ نسل / بين محرابِه وبين الحروب
وسقى الله أصلهُم فلقد أثم / رَ من نسله بكلِّ نجيب
كم قصدْنا محمداً فحمدنا / شادويّ الفخار والتهذيب
كم مدحْنا منه نسيباً فجئْنا / بمديحٍ مكمَّلٍ ونسيب
كم له في حماه نفحة غيث / شملت في البلاد كل جديب
كم له عزمةٌ إلى أرض مصر / بشَّرت عامَ وفدِها بخصيب
كم أشاعَ الأعداء أمراً فردَّ الل / هُ ما شنعوا بلطفٍ عجيب
يا مليكاً له صنائع برٍّ / وتقًى يدفعانِ صدرَ الخطوب
إبقَ ما شئتَ كيف شئت ودوموا / في حمى الله يا بني أيوب
إنَّ قلبي لكم لَكَالكبدِ الح / رّي وقلبي لغيركم كالقلوب
هاكها أستقي من البحر منها / وابن قادوس يستقي من قَليب
كلُّ شعبٍ أنتم به آل شادٍ / فهو شعبي وشعب كل أديب
ما لمنْ لامَ فيكمو من جواب
ما لمنْ لامَ فيكمو من جواب / غير دمع جفانهُ كالجوابي
يا نزولا على عقاب المصلي / ما سمعنا بجنة في عقاب
أعجز الورق أن تعارَ دُموعي / فاستعارت على الغصون انتحابي
أيها المستعيرُ دمعيَ مهلا / إن دمعي كما علمتَ سكابي
حبذا منزلي على السفحِ قدْماً / وزماني وجيرتي وشبابي
حيث لا واشياً سوى عبق الرّو / ضِ ولا ساعياً سوَى الأكواب
ذاك ربعٌ عفا على عَنت الده / رِ وعيش مضى مع الأحباب
إن توارت شمس الضحى فلعمري / ما توارت شمس العلا بالحجاب
أطلعَ اللهُ للفضائل شمساً / عوّض الناس عن ذهاب الشهاب
قالَ ديوانهُ مقالة صدق / إنّ وَكرَ العقاب لابن العقاب
أيّ فرع نما فمدّ ظلاله / سابغاً ذيلها على الطلاّب
وافر المكرماتِ منشرحُ اللف / ظِ طويلُ الثنا مديدُ الثواب
يلتقي المادحين بالخير في مذ / هبة والعفاة بالإكتساب
رافعاً بالتواضع الحجب عنه / وهوَ من نورِ غرّة في حجاب
حملت كفهُ اليراع فقلنا / حبذا البرقُ لامعاً في السحاب
يا لهُ من يراعِ فضلٍ وفيض / سالك دهره طريقَ الصوَاب
وفّرَ السمرَ عن خصام الأعادي / وكفى المرهفات طولَ الضرَاب
فهوَ كالصلّ في الدِّماغِ ولكن / كم شفانا من رشفهِ من رضاب
تارة يسفح الدماءَ على التر / ب وأخرى يدير صفوَ الشراب
كالعصا في يدِ الكليم وفيها / لحمى الملك غاية الآراب
شملتنا جدواه والوقت جدب / فاستلانت ومعطف الدّهر آبي
ما سرى في الكتاب إلا وأضحى / شغب الدّهرِ آمناً بالكتاب
يا رئيساً به لقد أُدّب الده / ر الذي قد جنى على الآداب
كيف يقضي شكري حقوق أياد / يك وأدنى نوالها قد طغا بي
كيف أحصي حسابها وهيَ تبدي / كل وقتٍ ما لم يكن في الحساب
لا عدَت بابكَ السعودُ فقد أض / حى لوفدِ الأشعار أنجح باب
سببت نظمنا لُهاهُ ولا بدَّ / لنظم القريض من أسباب
أحمر الخد زاد منه لهيبي
أحمر الخد زاد منه لهيبي / ليت ورد الخدود كان نصيبي
يا دمَ الوجنتينِ لا حالك ال / له دم الخد من دماء القلوب
أخصب الدمع كل حي كما أخ / صب جود الوزير كل جديب
الوزير الذي له الفخر حقاً / في بعيدٍ من الورى وقريب
سابغ الجودِ والثنا قسّمت نع / مى يديه في كل عان غريب
قيل ما بلدة لها في الثنا الشا / ئع وصف محاسن الترتيب
فمناها ذكرٌ جميلٌ وأجرٌ / قلت هاتيك منية ابن خصيب
سِر بنا عن دمشق يا طالبَ العي
سِر بنا عن دمشق يا طالبَ العي / ش فما للمقام للمرء رَغْبه
رخصت أنفس الخلائق بالطا / عون فيها فكل نفس بحبه
أيُّها العاذِلُ الغبيُّ تأملْ
أيُّها العاذِلُ الغبيُّ تأملْ / من غدا في صفاته القلب ذائب
وتعجب لطرةٍ وجبينٍ / إنَّ في الليلِ والنهارِ عجائب
يا خليلاً جعلتهُ العينَ والقل
يا خليلاً جعلتهُ العينَ والقل / ب وأصفَيته سرائرَ حبِّي
لا عجيبٌ إذا جلبت ليَ الض / رَّ فهذي عاداتُ عيني وقلبي
من لصبّ أدنى البعاد وفاته
من لصبّ أدنى البعاد وفاته / مذْ عداه وصل الحبيب وفاته
ما لظبي الحمى إليه التفاته
ما لظبي الحمى إليه التفاته / بعد ما كدَّر المشيبُ حياته
لهِجٌ بالهوى وإن نفرت أي / دِي الليالي غزالَهُ ومهاته
كلَّما قيل قد سلا عن فتاةٍ / عادَهُ الحبّ فاسْتجدّ فتاته
ما على من عصى النهى فيه رأيٌ / لو عصى في الهوى عليَّ نهاته
بأبي فاتر اللحاظِ غرير / رامَ تشبيهه الغزالُ ففاته
صائل الحسن إنْ رنا وتثنى / سلَّ أسيافه وهزَّ قناته
لعيون الورى بخدَّيه وردٌ / طالما عاقبَ السهادُ جناته
ساقيَ الرَّاح بادِّكار لقاه / لا عدِمنا ذاكَ اللقا وسقاته
هاتِ كأسِي وإن لحنت من ال / سكرِ فلا تلحني إذا قلتُ هاته
أنا فرعٌ من النباتِ إذا ما / هجرَتهُ السقاةُ خافَ مماته
أنبتته نعمى الصفيّ وأحيت / ذكرَ أسلافه فسرت نباته
حبَّذا من إمام لفظٍ وفضلٍ / نشرَ الذكر في البلادِ دُعاته
ناظمٌ يشتكي الوليد قصوراً / حيت تتلو رُواته أبياته
من أناسٍ كانُوا إذا عزمَ الده / ر وحامى كفاته وحماته
إن تعالى الثناءُ كانوا بنيه / أو تعالى الفخار كانوا بناته
قوَّضوا وابْتدى فريد صفات / طال أو تقرع الخطوبُ صفاته
ما حمدنا للدهرِ إلاَّ دواهُ / ولرقم الطروس إلاَّ دَوَاته
سار علم القريض يطلبُ حجًّا / فغدى بابُ فضلهِ ميقاته
تارةً من حماة يدعى وطوراً / يستحثُّ الثنا إليه حُداته
يا مفيدَ الورى لآلئَ بحرٍ / يعرِفُ الذوقُ عذبه وفراته
وصل العبد من قريضك برّ / سرّ أحبابه وساءَ عِداته
رائق الكأس غير أن عتاباً / طالما للمحبِّ كان قذاته
أيُّ ذنبٍ لساتر نظمه عن / كَ ومن ذا يهدِي لطود حصاته
خلّ هذا وانعَمْ بباب مليك / عمّ بالعدل والنوال عُفاته
لو طلبنا له شبيهاً من الده / ر لكنا كطالبٍ إعنَاته
زوجتنا حماة نعمى يديه / فغدى كلنا يحبّ حماته
سائلي اليوم كيف حالِيَ في القس
سائلي اليوم كيف حالِيَ في القس / مِ ونظارة القضاة السراة
كلُّ قاضٍ يرى أسيرَ شهودٍ / وأنا شاهدٌ أسير القضاة
إن أساءَ الحبيبُ قامت بعذرٍ
إن أساءَ الحبيبُ قامت بعذرٍ / وجنةٌ منه فوق شامات
يا لها وجناتٌ أقابل منها / حسناتٍ تمحى بها السيآت
وبديع الجمالِ زينَ بخالٍ
وبديع الجمالِ زينَ بخالٍ / ساكنٍ فوقَ أشرف الوجنات
إن تشكى بها الحريقَ فممَّا / فتنَ المؤمنين والمؤمنات
كنتُ في ظلمةٍ من الحالِ لكنْ
كنتُ في ظلمةٍ من الحالِ لكنْ / بينَ شمسين قد أضاءت حياتي
وغمامين ينشآن نباتاً / يثمر الأجر من جميعِ الجهات
كم عذولٍ على هواك أداجي
كم عذولٍ على هواك أداجي / يا رشا من سطاه لست بناجي
لك خدّ سناه يوهج قلبي / حزني من سراجك الوهَّاج
وعذارٌ أظنُّه وهو خافٍ / حولَ خدَّيك زئبرَ الدِّيباج
حبَّذا أنت من هلال سعودٍ / بتُّ فيه أرعى نجومَ الدَّياجي
وغريرٍ قضى حجايَ وعمرِي / في هواه وما تقضَّيت حاجي
كلَّما اشْتقت سائغاً من لماهُ / عوَّضتْني عيني بدمعٍ أجاج
أقسم الحبّ لا يغيِّر قلبي / من شجونٍ ولا يُصحُّ مزاجي
سقمٌ ثابتٌ وعقلٌ شريدٌ / طالما احْتجت فيهما للعلاج
وعذولٌ في الحبِّ يجمع للمغ / رم بين الطاعون والحجَّاج
مطمئنٌّ على الملامِ وعندِي / شغلٌ عن ملامه بانْزعاج
ولئن كانَ عن رضَى الحبّ حزنِي / فمن الحزن غايةُ الإبتهاج
ليَ من أدمعِي ولفظيَ درٌّ / حسنَ الاتِّساق والازْدِوَاج
تلكَ منثورةٌ على حلةٍ الحس / ن وهذا منظَّمٌ في التاج
الرئيسُ الذي تناجت عليهِ / كلمُ المادحين أيّ تناج
والكريمُ الذي بهِ نفق القص / د وراج القريضُ أيّ رواج
كاتبٌ يبذل النضارَ صحاحاً / ويصون الشذورَ في الأدراج
عرف الملك من تنبيه رأيٍ / سائرٍ في الهدى على منهاج
ويراعاً بصدرهِ يتلقَّى / كلّ راجٍ يسعى إليه ولاجي
يا له من يراعِ فضلٍ وفيضٍ / يومَ سلمٍ يُدعى ويومَ هياج
كلَّما لاحَ في عجاجِ سوادٍ / وقرَ البيضَ من سواد عجاج
ذي سطورٍ مثل البساتين تجنى / وهي حولَ الإسلام مثل السياج
أنْشأتها يدُ ابن خضرٍ ففاحتْ / وسرى عرفها بكلِّ الفجاج
سيدٌ أجمع الثناء عليه / يوم فضل فلاتَ حين احْتجاج
كم عرضنَا مقدِّماتِ أمانٍ / لنداهُ فأحْسنت في النتاج
من أناسٍ من التقى والمعالي / وهمُ بين نطفة أمشاج
واضِحي العلم والهدى بسناهم / يتجلَّى عن الورى كلّ داجي
يا رئيساً أضحتْ بهِ حلبُ الش / هباء مَلقى الأفواج فالأفواج
كل نعماء غير نعماك عندِي / في صِلاة الصَّلاة مثل الخداج
فأبق يا مرتجى الندى في معالٍ / ما لأبوابِ سعدها من رتاج
نتمنَّى بلا احْتياجِ لمغنا / كَ سرانا فكيفَ عندَ احْتياج

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025