المجموع : 128
قام يرنو بمقلةٍ كحلاءِ
قام يرنو بمقلةٍ كحلاءِ / علمتْني الجنون بالسوداءِ
رشأٌ دبَّ في سوالفه النم / لُ فهامت خواطر الشعراء
روض حسن غنى لنا فوقهُ الحل / يُ فأهلاً بالرَّوضةِ الغناء
جائر الحكم قلبه ليَ صخرٌ / وبكائي له بكى الخنساء
عذلوني على هواهُ فأغرَوا / فهواه نصبٌ على الأغراء
من معيني على رشاً صرتُ من ما / ءِ دموعي عليه مثل الرشاء
من معيني على لواعج حبٍّ / تتلظَّى من أدمعي بالماء
وحبيبٍ إليَّ يفعلُ بالقل / بِ فعال الأعداء بالأعداء
ضيقِ العينِ إن رنا واسْتمحنا / وعناء تسمح البخلاء
ليتَ أعطافهُ ولو في منامٍ / وعدتْ باستراقةٍ للقاء
يتثنَّى كقامة الغصن اللد / ن ويعطو كالظبية الأدماء
يا شبيهَ الغصون رفقاً بصبٍّ / نائحٍ في الهوى مع الورقاء
يذكرُ العهدَ بالعقيقِ فيبكي / لهواهُ بدمعةٍ حمراء
يا لها دمعةٌ على الخدِّ حمرا / ء بدتْ من سوداء في صفراء
فكأنِّي حملتُ رنك بن أيو / ب على وجنتي لفرط ولاء
ملك حافظ المناقب تروي / راحتاه عن واصل عن عطاء
في معاليه للمديح اجتماعٌ / كأبي جاد في اجتماع الهجاء
خلِّ كعباً ورُم نداه فما كع / بُ العطايا ورأسها بالسواء
وارجُ وعدَ المنى لديه فإسما / عيلُ ما زال معدناً للوفاء
ما لكفيهِ في الثراء هدوّ / فهو فيه كسابحٍ في ماء
جمعتْ في فنائِه الخيل والإب / ل وفوداً أكرم بها من فناء
لو سكتْنا عن مدحِه مدحته / بصهيل من حوله ورُغاء
همةٌ جازت السماكَ فلم يع / بأ مداها بالحاسد العوّاء
وندًى يخجلُ السحابَ فيمشي / من ورا جودِهِ على استحياء
طالَ بيتُ الفخار منه على الشع / ر فماذا يقول بيتُ الثناء
أعربت ذكرَه مباني المعاني / فعجبْنا لمعرَبٍ ذي بناء
ورقى صاعداً فلم يبقَ للحا / سدِ إلا تنفسُ الصعداء
شرفٌ في تواضعٍ ونوالٌ / في اعتذارٍ وهيبةٍ في حياء
يا مليكاً علا على الشمسِ حتَّى / عمَّ إحسانهُ عمومَ الضياء
صنت كفي عن الأنامِ ولفظي / فحرامٌ نداهُم وثنائي
وسقتْني مياهُ جودِك سقياً / رفعتْني على ابن ماء السماء
فابقَ عالي المحل داني العطايا / قاهرَ البأس ظاهر الأنباء
يتمنى حسودُكَ العيشَ حتَّى / أتمنَّى له امتدادَ البقاء
ليلُ وصل معطرُ الأرجاء
ليلُ وصل معطرُ الأرجاء / لاحَ فيه الصباحُ قبلَ المساء
زارني من هويته باسمَ الثغ / ر فجلى غياهبَ الظلماء
ألتقيه ويحسبُ الهجرَ قلبي / فكأنِّي ما نلتُ طيبَ اللقاء
ربَّ عيش طهرٍ على ذلك الس / فح غنمناهُ قبل يومِ التنائي
نقطعُ اليوم كالدجى في سكونٍ / ودجاهُ كاليومِ في الأضواء
فكأنِّي بالأمن في ظل إسما / عيلَ ربّ العلى وربّ الوفاء
ملكٌ أنشرَ الثنا في زمانٍ / نسي الناس فيه ذكر الثناء
هاجرٌ حرفَ لا إذا سئل الجو / دَ كهجران واصل للرَّاء
يسبقُ الوعدَ بالنوالِ فلا يح / وِجُ قصَّادهُ إلى الشفعاء
شاعَ بالكتمِ جودُ كفَّيه ذكراً / فهو كالمسكِ فاح بالإخفاء
جاد حتَّى كادتْ عفاة حماهُ / لا يذوقون لذَّةً للحباء
كلَّما ظنَّ جودَهُ في انتهاء / لائمٌ عادَ جودُهُ في ابتداء
عذَلوهُ على النوالِ فأغروا / فنداه نصبٌ على الإغراء
وحلا منّ بابه فسعت كالنَّ / ملِ فيه طوائفُ الشعراء
شرفٌ في تواضع واحتمالٌ / في اقتدارٍ وهيبةٌ في حياء
ربَّ وجناء ضامر تقطعُ البي / دَ على أثرِ ضامر وجناء
في قفارٍ يخافُ في أُفقها البر / قُ سرًى فهو خافق الأحشاء
رتعتْ في حماك ثم استراحت / من ألِيمَين الرحلِ والبيداء
وظلامٌ كأن كيوان أعمى / سائلٌ فيهِ عن عصا الجوزاء
ذَكرَ السائِلونَ ذكرَكَ فيهِ / فسرَوْا بالأفكارِ في الأضواء
وحروبٍ تجري السوابحُ منها / في بحارٍ مسفوحةٍ من دماء
من ضراب تشبّ من وقعةِ النا / رُ وتطفي حرارةُ الشحناء
يئس الناسُ إذ تجلى فجلَّ / يت دُجاها بالبأسِ والآراء
فاجل عني حالاً أرانيَ منها / كلَّ يومٍ في غارةٍ شعواء
فكفى من وضوحِ حاليَ أنِّي / في زماني هذا من الأدباء
ضاع فيه لفظي الجهير وفضلي / ضيعةَ السيفِ في يدٍ شلاَّء
غير أنِّي على عماد المعالي / قد بنيتُ الرجا أتمَّ بناء
ليتَ شعرِي من منك أولى بمثلِي / يا فريدَ الأجوادِ والكرماء
دمتَ سامي المقامِ هامي العطايا / قاهر البأس فارجَ الغماء
لمواليك ما ارْتجَى من بقاءٍ / ولشانيك ما اخْتشَى من فناء
غاب ذو الفضل في حمى مصرَ عنَّا
غاب ذو الفضل في حمى مصرَ عنَّا / فهنيئاً له حمى النعماء
تسقط الطيرُ حيث تلتقطُ الح / بَّ وتغشى منازلَ الكرماء
حجليّ إذا انتسبتَ ولكن / ألفُ عرفٍ له وألفُ ثناء
رُبَّ سوداء مقلةٍ هيجتْ لي
رُبَّ سوداء مقلةٍ هيجتْ لي / داءَ وجدٍ أعظم بهِ من داء
ليتَ رمَّانَ صدرِها كان يجنى / فهو بعضُ الدَّوا من السوْدَاء
يا سراةَ الشآمِ أشكو إليكم
يا سراةَ الشآمِ أشكو إليكم / أرضَ قُلٍّ فلاحها للرجاء
وإذا قلَّتِ الفِلاحة في الأر / ضِ فعتبُ الفتى على الرُّؤساء
رَبّ إنَّ ابنَ عامرٍ هائمُ الف
رَبّ إنَّ ابنَ عامرٍ هائمُ الف / كرِ معنًى في صبحهِ والمساء
يتمنى القضا فلا تعطينهُ / واجعلِ الموتَ سابقاً للقضاء
لا ونعماكَ لم يكنْ سببُ التأ
لا ونعماكَ لم يكنْ سببُ التأ / خير قصدي ولم يكن عن رجائي
إنَّما كان هيضة حققتْ لي / أنَّ حالي في البعدِ حالُ خراءِ
عجبت خلتي لوخطِ مشيبي
عجبت خلتي لوخطِ مشيبي / في أوان الصبى وغير عجيب
من يَعمْ في بحار همِّي يظهر / زَبدٌ فوقَ فَرعهِ الغربيب
من يحارب حوادث الدهر يخفى / لون فُؤدَيهِ في غبار الحروب
أيُّ فرع جونٍ على عنتِ الأيا / مِ يبقى وأيُّ غصنٍ رطيب
لو همى ماء معطفيّ من اللي / نِ لأفنته مهجتي بلهيب
ربَّ يومٍ لو لم أخف فيه عقبى / سوء حالي لخفتُ عقبى ذنوبي
ظاهرٌ دون باطنٍ مستجار / ليت حالي يكون بالمقلوب
منعتني الدنيا جنًى فتزهد / تُ ولكن تزهد المغلوب
ووهت قوَّتي فأعرضت كرهاً / عن لقاءِ المكروهِ والمحبوب
ما أرى الدهرُ غيرَنا زهدَ الأف / ضل والحال ممكن المطلوب
ملكٌ في حمى الشبيبة والم / لك له في دُنياه زادُ الغريب
دبر الملك بالتقى فكساه الل / ه فيه ثوب المرجَّى المهيب
بين سجادةٍ وبين كتاب / وسواه ما بين كأسٍ وكوب
ينشر العدلَ أو يبثُّ العطايا / فهو زاكي الترغيب والترهيب
وله فوق أدهم الليلِ تسرِي / دعواتٌ خفيفة المركوب
جلَّ من صيَّر التقى فيه خلقاً / قبل خلقِ التدريجِ والتدريب
والمعالي في آلِ أيوب إرثٌ / كالنبواتِ في آلِ يعقوب
حبَّذا من ملوكهم كلُّ نسل / بين محرابِه وبين الحروب
وسقى الله أصلهُم فلقد أثم / رَ من نسله بكلِّ نجيب
كم قصدْنا محمداً فحمدنا / شادويّ الفخار والتهذيب
كم مدحْنا منه نسيباً فجئْنا / بمديحٍ مكمَّلٍ ونسيب
كم له في حماه نفحة غيث / شملت في البلاد كل جديب
كم له عزمةٌ إلى أرض مصر / بشَّرت عامَ وفدِها بخصيب
كم أشاعَ الأعداء أمراً فردَّ الل / هُ ما شنعوا بلطفٍ عجيب
يا مليكاً له صنائع برٍّ / وتقًى يدفعانِ صدرَ الخطوب
إبقَ ما شئتَ كيف شئت ودوموا / في حمى الله يا بني أيوب
إنَّ قلبي لكم لَكَالكبدِ الح / رّي وقلبي لغيركم كالقلوب
هاكها أستقي من البحر منها / وابن قادوس يستقي من قَليب
كلُّ شعبٍ أنتم به آل شادٍ / فهو شعبي وشعب كل أديب
ما لمنْ لامَ فيكمو من جواب
ما لمنْ لامَ فيكمو من جواب / غير دمع جفانهُ كالجوابي
يا نزولا على عقاب المصلي / ما سمعنا بجنة في عقاب
أعجز الورق أن تعارَ دُموعي / فاستعارت على الغصون انتحابي
أيها المستعيرُ دمعيَ مهلا / إن دمعي كما علمتَ سكابي
حبذا منزلي على السفحِ قدْماً / وزماني وجيرتي وشبابي
حيث لا واشياً سوى عبق الرّو / ضِ ولا ساعياً سوَى الأكواب
ذاك ربعٌ عفا على عَنت الده / رِ وعيش مضى مع الأحباب
إن توارت شمس الضحى فلعمري / ما توارت شمس العلا بالحجاب
أطلعَ اللهُ للفضائل شمساً / عوّض الناس عن ذهاب الشهاب
قالَ ديوانهُ مقالة صدق / إنّ وَكرَ العقاب لابن العقاب
أيّ فرع نما فمدّ ظلاله / سابغاً ذيلها على الطلاّب
وافر المكرماتِ منشرحُ اللف / ظِ طويلُ الثنا مديدُ الثواب
يلتقي المادحين بالخير في مذ / هبة والعفاة بالإكتساب
رافعاً بالتواضع الحجب عنه / وهوَ من نورِ غرّة في حجاب
حملت كفهُ اليراع فقلنا / حبذا البرقُ لامعاً في السحاب
يا لهُ من يراعِ فضلٍ وفيض / سالك دهره طريقَ الصوَاب
وفّرَ السمرَ عن خصام الأعادي / وكفى المرهفات طولَ الضرَاب
فهوَ كالصلّ في الدِّماغِ ولكن / كم شفانا من رشفهِ من رضاب
تارة يسفح الدماءَ على التر / ب وأخرى يدير صفوَ الشراب
كالعصا في يدِ الكليم وفيها / لحمى الملك غاية الآراب
شملتنا جدواه والوقت جدب / فاستلانت ومعطف الدّهر آبي
ما سرى في الكتاب إلا وأضحى / شغب الدّهرِ آمناً بالكتاب
يا رئيساً به لقد أُدّب الده / ر الذي قد جنى على الآداب
كيف يقضي شكري حقوق أياد / يك وأدنى نوالها قد طغا بي
كيف أحصي حسابها وهيَ تبدي / كل وقتٍ ما لم يكن في الحساب
لا عدَت بابكَ السعودُ فقد أض / حى لوفدِ الأشعار أنجح باب
سببت نظمنا لُهاهُ ولا بدَّ / لنظم القريض من أسباب
أحمر الخد زاد منه لهيبي
أحمر الخد زاد منه لهيبي / ليت ورد الخدود كان نصيبي
يا دمَ الوجنتينِ لا حالك ال / له دم الخد من دماء القلوب
أخصب الدمع كل حي كما أخ / صب جود الوزير كل جديب
الوزير الذي له الفخر حقاً / في بعيدٍ من الورى وقريب
سابغ الجودِ والثنا قسّمت نع / مى يديه في كل عان غريب
قيل ما بلدة لها في الثنا الشا / ئع وصف محاسن الترتيب
فمناها ذكرٌ جميلٌ وأجرٌ / قلت هاتيك منية ابن خصيب
سِر بنا عن دمشق يا طالبَ العي
سِر بنا عن دمشق يا طالبَ العي / ش فما للمقام للمرء رَغْبه
رخصت أنفس الخلائق بالطا / عون فيها فكل نفس بحبه
أيُّها العاذِلُ الغبيُّ تأملْ
أيُّها العاذِلُ الغبيُّ تأملْ / من غدا في صفاته القلب ذائب
وتعجب لطرةٍ وجبينٍ / إنَّ في الليلِ والنهارِ عجائب
يا خليلاً جعلتهُ العينَ والقل
يا خليلاً جعلتهُ العينَ والقل / ب وأصفَيته سرائرَ حبِّي
لا عجيبٌ إذا جلبت ليَ الض / رَّ فهذي عاداتُ عيني وقلبي
من لصبّ أدنى البعاد وفاته
من لصبّ أدنى البعاد وفاته / مذْ عداه وصل الحبيب وفاته
ما لظبي الحمى إليه التفاته
ما لظبي الحمى إليه التفاته / بعد ما كدَّر المشيبُ حياته
لهِجٌ بالهوى وإن نفرت أي / دِي الليالي غزالَهُ ومهاته
كلَّما قيل قد سلا عن فتاةٍ / عادَهُ الحبّ فاسْتجدّ فتاته
ما على من عصى النهى فيه رأيٌ / لو عصى في الهوى عليَّ نهاته
بأبي فاتر اللحاظِ غرير / رامَ تشبيهه الغزالُ ففاته
صائل الحسن إنْ رنا وتثنى / سلَّ أسيافه وهزَّ قناته
لعيون الورى بخدَّيه وردٌ / طالما عاقبَ السهادُ جناته
ساقيَ الرَّاح بادِّكار لقاه / لا عدِمنا ذاكَ اللقا وسقاته
هاتِ كأسِي وإن لحنت من ال / سكرِ فلا تلحني إذا قلتُ هاته
أنا فرعٌ من النباتِ إذا ما / هجرَتهُ السقاةُ خافَ مماته
أنبتته نعمى الصفيّ وأحيت / ذكرَ أسلافه فسرت نباته
حبَّذا من إمام لفظٍ وفضلٍ / نشرَ الذكر في البلادِ دُعاته
ناظمٌ يشتكي الوليد قصوراً / حيت تتلو رُواته أبياته
من أناسٍ كانُوا إذا عزمَ الده / ر وحامى كفاته وحماته
إن تعالى الثناءُ كانوا بنيه / أو تعالى الفخار كانوا بناته
قوَّضوا وابْتدى فريد صفات / طال أو تقرع الخطوبُ صفاته
ما حمدنا للدهرِ إلاَّ دواهُ / ولرقم الطروس إلاَّ دَوَاته
سار علم القريض يطلبُ حجًّا / فغدى بابُ فضلهِ ميقاته
تارةً من حماة يدعى وطوراً / يستحثُّ الثنا إليه حُداته
يا مفيدَ الورى لآلئَ بحرٍ / يعرِفُ الذوقُ عذبه وفراته
وصل العبد من قريضك برّ / سرّ أحبابه وساءَ عِداته
رائق الكأس غير أن عتاباً / طالما للمحبِّ كان قذاته
أيُّ ذنبٍ لساتر نظمه عن / كَ ومن ذا يهدِي لطود حصاته
خلّ هذا وانعَمْ بباب مليك / عمّ بالعدل والنوال عُفاته
لو طلبنا له شبيهاً من الده / ر لكنا كطالبٍ إعنَاته
زوجتنا حماة نعمى يديه / فغدى كلنا يحبّ حماته
سائلي اليوم كيف حالِيَ في القس
سائلي اليوم كيف حالِيَ في القس / مِ ونظارة القضاة السراة
كلُّ قاضٍ يرى أسيرَ شهودٍ / وأنا شاهدٌ أسير القضاة
إن أساءَ الحبيبُ قامت بعذرٍ
إن أساءَ الحبيبُ قامت بعذرٍ / وجنةٌ منه فوق شامات
يا لها وجناتٌ أقابل منها / حسناتٍ تمحى بها السيآت
وبديع الجمالِ زينَ بخالٍ
وبديع الجمالِ زينَ بخالٍ / ساكنٍ فوقَ أشرف الوجنات
إن تشكى بها الحريقَ فممَّا / فتنَ المؤمنين والمؤمنات
كنتُ في ظلمةٍ من الحالِ لكنْ
كنتُ في ظلمةٍ من الحالِ لكنْ / بينَ شمسين قد أضاءت حياتي
وغمامين ينشآن نباتاً / يثمر الأجر من جميعِ الجهات
كم عذولٍ على هواك أداجي
كم عذولٍ على هواك أداجي / يا رشا من سطاه لست بناجي
لك خدّ سناه يوهج قلبي / حزني من سراجك الوهَّاج
وعذارٌ أظنُّه وهو خافٍ / حولَ خدَّيك زئبرَ الدِّيباج
حبَّذا أنت من هلال سعودٍ / بتُّ فيه أرعى نجومَ الدَّياجي
وغريرٍ قضى حجايَ وعمرِي / في هواه وما تقضَّيت حاجي
كلَّما اشْتقت سائغاً من لماهُ / عوَّضتْني عيني بدمعٍ أجاج
أقسم الحبّ لا يغيِّر قلبي / من شجونٍ ولا يُصحُّ مزاجي
سقمٌ ثابتٌ وعقلٌ شريدٌ / طالما احْتجت فيهما للعلاج
وعذولٌ في الحبِّ يجمع للمغ / رم بين الطاعون والحجَّاج
مطمئنٌّ على الملامِ وعندِي / شغلٌ عن ملامه بانْزعاج
ولئن كانَ عن رضَى الحبّ حزنِي / فمن الحزن غايةُ الإبتهاج
ليَ من أدمعِي ولفظيَ درٌّ / حسنَ الاتِّساق والازْدِوَاج
تلكَ منثورةٌ على حلةٍ الحس / ن وهذا منظَّمٌ في التاج
الرئيسُ الذي تناجت عليهِ / كلمُ المادحين أيّ تناج
والكريمُ الذي بهِ نفق القص / د وراج القريضُ أيّ رواج
كاتبٌ يبذل النضارَ صحاحاً / ويصون الشذورَ في الأدراج
عرف الملك من تنبيه رأيٍ / سائرٍ في الهدى على منهاج
ويراعاً بصدرهِ يتلقَّى / كلّ راجٍ يسعى إليه ولاجي
يا له من يراعِ فضلٍ وفيضٍ / يومَ سلمٍ يُدعى ويومَ هياج
كلَّما لاحَ في عجاجِ سوادٍ / وقرَ البيضَ من سواد عجاج
ذي سطورٍ مثل البساتين تجنى / وهي حولَ الإسلام مثل السياج
أنْشأتها يدُ ابن خضرٍ ففاحتْ / وسرى عرفها بكلِّ الفجاج
سيدٌ أجمع الثناء عليه / يوم فضل فلاتَ حين احْتجاج
كم عرضنَا مقدِّماتِ أمانٍ / لنداهُ فأحْسنت في النتاج
من أناسٍ من التقى والمعالي / وهمُ بين نطفة أمشاج
واضِحي العلم والهدى بسناهم / يتجلَّى عن الورى كلّ داجي
يا رئيساً أضحتْ بهِ حلبُ الش / هباء مَلقى الأفواج فالأفواج
كل نعماء غير نعماك عندِي / في صِلاة الصَّلاة مثل الخداج
فأبق يا مرتجى الندى في معالٍ / ما لأبوابِ سعدها من رتاج
نتمنَّى بلا احْتياجِ لمغنا / كَ سرانا فكيفَ عندَ احْتياج