المجموع : 13
أَنْتِ دَائي وَفي يَدَيْكِ دَوَائي
أَنْتِ دَائي وَفي يَدَيْكِ دَوَائي / يَا شِفائي مِنَ الجَوى وَبَلائي
إِنَّ قلبي يُحِبُّ مِنْ لا أُسَمِّي / في عَنَاءٍ أَعْظِمْ بِهِ مِنْ عَناءِ
كيْفَ لا كيْفَ أَنْ ألذَّ بِعَيْشٍ / مَاتَ صبري بهِ ومَاتَ عَزَائي
أَيُّها اللّائِمونَ ماذا عَلَيْكم / أَنْ تَعيشُوا وأنْ أَمُوتَ بِدائي
ولَيْسَ مَنْ مَاتَ فَاسْتراحَ بِمَيْتٍ / إنما الميْتُ مَيِّتُ الأحْيَاءِ
يا غَليلاً كالنارِ في كَبدِي
يا غَليلاً كالنارِ في كَبدِي / وَاغْترابِ الفُؤادِ عَنْ جَسَدي
وَجُفُوناً تذري الدمُوعَ أسىً / وَتَبيعُ الرُّقادَ بالسُّهدِ
لَيْتَ مَنْ شَفَّني هَواهُ رَأى / زَفَرات الهَوى على كَبِدي
غادَةٌ نازِحٌ مَحَلَّتُها / وَكَّلَتْني بِلَوعةِ الكَمَدِ
رُبّ خَرْقٍ مِنْ دُونِها قَذَفٌ / ما بِهِ غَيْرَ الجِنِّ مِنْ أَحَدِ
باكرِ الروضَ في رياضِ السُّرورِ
باكرِ الروضَ في رياضِ السُّرورِ / بينَ نظمِ الربيعِ والمنثورِ
في رياضٍ منَ البنفسجِ يحكي / أثرَ العضِّ في بياضِ الصُّدورِ
وتَرى السَّوسنَ المنعَّمَ يحكي / ذهباً نابتاً على كافورِ
ذاتُ دلٍّ وِشاحُها قلقُ
ذاتُ دلٍّ وِشاحُها قلقُ / مِن ضُمورٍ وحِجْلُها شَرِقُ
بَزَّتِ الشَّمسُ نورَها وحَباها / لحظَ عينيهِ شادِنٌ خَرِقُ
ذَهبٌ خَدُّها يذوبُ حَياءً / وسِوى ذاكَ كلُّه ورِقُ
إن أَمُتْ مِيتةَ المُحبِّينَ وجْداً / وفؤادي منَ الهوى حَرِقُ
فالمنايا من بينَ غادٍ وسارٍ / كُلُّ حيٍّ برهْنِها غَلِقُ
وقَضيبٍ يميسُ فوقَ كثيبٍ
وقَضيبٍ يميسُ فوقَ كثيبٍ / طَيِّبِ المُجْتنى لذيذِ العناقِ
قد تَغنَّى كما اسْتَهلَّ يُغني / ساقُ حرٍّ مُغرِّدٍ فوقَ ساقِ
يَنشُرُ الدُّرَّ في المَسامعِ نَشْراً / بينَ دُرٍّ مُنظَّمٍ مُسْتاقِ
وافْتَضَضْنا منَ العَواتقِ بكراً / نُكحتْ أمُّها بغَيرِ صَداقِ
ثمَّ بَانَت ولم تُطلَّقْ ثلاثاً / لم تَبِنْ حُرَّةٌ بغَيرِ طَلاقِ
دينُنا في السَّماعِ دينٌ مَدِيني / يٍ وفي شُربِنا الشَّرابَ عِراقي
يا ومَيضَ البَرقِ بينَ الغَمامْ
يا ومَيضَ البَرقِ بينَ الغَمامْ / لا عليها بل عليكَ السَّلامْ
إِنَّ في الأَحداج مَقصورةً / وجْهُها يَهتكُ سِترَ الظَّلامْ
تحسِبُ الهجرَ حَلالاً لها / وتَرى الوصلَ عليها حرامْ
ما تأسِّيكَ لدارٍ خلَتْ / ولشعْبٍ شَتَّ بعدَ التئامْ
إنما ذكرُك ما قَد مضَى / ضلَّةُ مثلُ حديثِ المنامْ
جعلَ اللَّهُ رزقَ كُلِّ عدوٍّ
جعلَ اللَّهُ رزقَ كُلِّ عدوٍّ / لي بكفٍّ لبعضِ مَن لا أُسمِّي
كفِّ مَن لا يهزُّ عِطفيهِ يوماً / لمديحٍ ولا يُبالي بذمِّ
يتلقَّى الرجاءَ منهُ بوجهٍ / راشحِ الخدِّ والجبينِ بسُمِّ
جئتُه زائراً فما زالَ يَشكُو / ليَ حتّى حسبتُه سيُدمِّي
أَلفَ اللُّؤمَ فيه من كلِّ طرفٍ / مُعرِقاً فيهِ بَينَ خالٍ وعَمِّ
قد نَهاني النَّصيحُ عنهُ مراراً / بأبي أَنتَ مِن نصيحٍ وأُمِّي
ما لليلى تبدَّلتْ
ما لليلى تبدَّلتْ / بعدَنا ودَّ غيرنا
أرهَقَتْنا ملامةً / بعدَ إيضاحِ عُذْرِنا
فسلوْنَا عن ذكرِها / وتسلَّتْ عن ذكرِنا
لم نقُلْ إذ تحرَّمتْ / واسْتهلَّتْ بهجرِنا
ليتَ شِعري ماذا تَرى / أمُّ عمرٍو في أَمرنا
رجعُ صوتٍ كأنه نظمُ دُرٍّ
رجعُ صوتٍ كأنه نظمُ دُرٍّ / ما يرى سَلكهُ سوَى الآذانِ
تَنفثُ السِّحرَ بالبيانِ من القو / لِ ولا سحرَ مثلُ سحرِ البيانِ
بِذمامِ الهَوى أَمُتُّ إليهِ
بِذمامِ الهَوى أَمُتُّ إليهِ / وبحُكم العُقارِ أَقضي عليهِ
بأبي منَ زَها عليَّ بوجْهٍ / كادَ يَدْمى لمَّا نظرتُ إِليهِ
كلَّما علَّني منَ الرَّاحِ صِرْفاً / علَّني بالرُّضابِ مِن شَفَتيهِ
ناولَ الكأسَ واسْتمالَ بلحظٍ / فَسقَتْني عَيناهُ قَبلَ يَديهِ
وَجْنةٌ كالربيع جادَ عليها
وَجْنةٌ كالربيع جادَ عليها / من حياءٍ لا من حَياً وَسميُّ
ووجوهٌ قلَّبتُها كالدَّناني / رِ ومثلي لمثلِها صيرَفيُّ
تَتَهادى الرياحُ منها نسيماً / شابَهُ عنبَرٌ ومسكٌ ذكيُّ
ورُضَابٍ كأنَّه ما يَمُجُّ النْ
ورُضَابٍ كأنَّه ما يَمُجُّ النْ / نَحلُ طِيباً وما يَسُحُّ الحَبِيُّ
عَلَّنيهِ بدرٌ من الأنسِ يا مَنْ / ظنَّ بالبدرِ أنّه إنسيُّ
ودَّعتَني بزَفرةٍ واعْتِناقِ
ودَّعتَني بزَفرةٍ واعْتِناقِ / ثم نادَتْ متى يكونُ التَّلاقي
وتصَدَّتْ فأشرقَ الصبحُ مِنها / بينَ تلكَ الجيوبِ والأطواقِ
يا سقيمَ الجفونِ من غيرِ سُقمٍ / بينَ عَينيكَ مَصرعُ العُشَّاقِ
إنَّ يومَ الفِراقِ أَفظعُ يومٍ / ليتَني مِتُّ قبلَ يومِ الفراقِ