المجموع : 23
أيُّ حُسنٍ عَلى ظُهورِ المَهارى
أيُّ حُسنٍ عَلى ظُهورِ المَهارى / قد تَولَّى وأيُّ نُورٍ تَوارى
أقْمُرٌ ما انْجَلت لِعَيْني دُجاً إل / لا وغَارَ الصَّباحُ منها فَغَارا
قَطَعَ القَلْبُ في هواها زَماناً / وقَضى للصِّبا بِها أوْطارا
أزْمُنٌ قد مَضَتْ بِبَرْدِ نَعِيمٍ / غادرَتْ بَعْدَها الضُّلوعَ حِرارا
لَمْ تَكُنْ غيرَ لَمْحِ بَرْقٍ تَراءى / أو خَيالٍ قُربَ الصَّبيحةِ زارا
بَارِقاتٌ أعَرْنَ قَلْبِي خُفوقاً / وبُدورٌ أورثْنَ جِمسي سِرارا
قَدَحَ النَّارَ نُورُها في فؤادي / وامْتَرَتْ مُقْلَتي حَياً مِدْرارا
آهِ مِنْ ذا البِعاد قَدْ ضَاقَ ذَرْعي / أسْألُ الله حِسْبَةً واصْطِبارا
يا نَسِيماً سَرَى لأقربِ عَهْدٍ / بِحماهُمْ حَدِّثْنِيَ الأخْبارا
كَيْفَ غَرْناطَةٌ ومَنْ حَلَّ فِيْها / حَبَّذا السَّاكنونَ تِلْكَ الدِّيارا
كَيْفَ أحبابُ مُهْجَتي رُوحُ رُوحي / نُورُ عَيْني الجآذِرَ الأقْمارا
هَلْ لَهُمْ مِنْ تَشَوُّفٍ لإيابٍ / أمْ أناخُوا بِها وقرُّوا قَرارا
وَعليمِ الغُيوبِ لا حُلْتُ عَهْداً / عَنْ هَواهُمْ ولا خَفَرْتُ ذِمارا
مَنْ رَسُولي إلى حُبَيِّبِ قَلْبي / بُغْيَتي حَيْثُ ما ثَوىَ واسْتَطارا
لِيؤدِّي تَحيَّةً مِنْ مُحِبٍّ / يَفْضَحُ الرَّنْدَ نَشْرُها والعَرارا
ويُعيدَ السَّلامَ مِنْهُ أريجاً / طَيِّبَ العَرْفِ نافِحاً مِعْطارا
لاحَ مَرْأى فَقُلتُ بَدْرُ الدُّجونِ
لاحَ مَرْأى فَقُلتُ بَدْرُ الدُّجونِ / وتثَنَّى فَقُلتُ بَعْضُ الغُصونِ
ورَنا لِي فقُلتُ ظَبْيُ كِناسٍ / فَسَطا بي فَقُلت لَيْثُ عَرِينِ
أيْنَ لا أيْنَ مِثْلُ ذاكَ المُحَيَّا / أيْنَ لا أيْنَ مِثلُ تِلْكَ الجُفونِ
مَنْ لِغُصنٍ بِلِينِ ذاكَ التَّثَنِّي / مَنْ لِبَدْرٍ بنُورِ ذَاكَ الجَبينِ
مَنْ لأُسْدِ الشَّرى بذاكَ التَّعدِّي / مَنْ لِظَبْيِ النَّقا بتِلْكَ العُيون
ما أظُنُّ الإلهَ أبْدعَ شخْصاً / مِنْكَ أحلى حالَيْ جَفَاءٍ ولِيْنِ
يا طوِيلَ المِطالِ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ / معَ فَقْري خَفْ دَعْوَةَ المِسْكِينِ
لِيْ عَلى مُقْلَتَيْكَ قِدْماَ دُيونٌ / سَوفَ أقْضِي ولا أُقَضَّى دُيُوني
بينَ عَيْنِيْ وَوَجْنَتَيكَ حَديثٌ / مُقْتَضاه شَرْحُ الهَوى والفُتُونِ
مَنْ نَصِيْرُ الفؤادِ مِنْ صَدِّ ظَبْيٍ / دائِمِ التِّيهِ مُستمرِّ المُجونِ
لامَ فِيْهِ اللُّحاةُ حَتَّى إذا ما / حَسِبُوا أنَّهُمْ قَدِ اسْتَخْلصُوني
لَمْ يَكُنْ غَيْرُ أنْ لَمحناهُ يَبْدُو / فَعَشِقناهُ كُلُّنا في الحِيْنِ
فَتَنَاسَوا مَلامَتِيْ بِشَجاهُمْ / وتَناسَيْتُ لَومَهُمْ بشُجوني
كْم قَتيلٍ مِنْ عُذْرَةٍ وطَعِينِ
كْم قَتيلٍ مِنْ عُذْرَةٍ وطَعِينِ / بينَ بيضِ الطُّلا وسُمْرِ العُيونِ
في حُروبٍ بِها الكُماةُ ظِباءُ ال / خِدْرِ والشُّهداءُ أُسْد العرينِ
ليسَ حَرْبٌ أمَرَّ مِنْ صَدِّ حِبٍّ / لا ولا أسْمَرٌ كسُمْرِ الجُفونِ
أينَ عَطْفُ الجِيادِ من عَطْفِ جِيْدٍ / وانْعِطافُ الرِّماحِ من عِطْفِ لِيْنِ
وسُيُوفٍ ضِرابُها بجُفونٍ / مِنْ سُيوفٍ إغمادُها بالجُفونِ
أينَ سهْمٌ من نَظْرةٍ عن فُتُورِ / أينَ قَوْسٌ منْ حاجِبٍ مَقْرُونِ
قاتلَ اللهُ كُلَّ ظَبْيٍ خَلِيٍّ / يَتَصدَّى لِقَتْلِ صَبٍّ حَزينِ
ليتَ شِعري ما لي وما لِلَّيالي
ليتَ شِعري ما لي وما لِلَّيالي / قَدْ حَمَتْني حَتَّى طُروقَ الخَيال
فَرَّق الهَجْرُ بَيْنَ قَلبي وبَيْنِي / مَنْ شَفِيعي إلى زَمانِ الوصالِ
كُلَّ يَومٍ تَقاطُعٌ وتَناءٍ / كُلَّ يَوْمٍ تَهاجُرٌ وتَقالِ
لا أذوقُ المَنامَ إلّا غِراراً / لا أنالُ الوِصالَ إِلّا أمالي
أخذ اللهُ ناظِرَيَّ بِقَلْبي / وقَضَى للكَرى عَلى أوْجالي
أقبلَ العِيدُ فابْتَدَرْتُ مُهِلّاً
أقبلَ العِيدُ فابْتَدَرْتُ مُهِلّاً / نَحْوَ أُمَّ العَزيزِ أبغي احتِسابا
أُخت ظَبيِ الفَلاةِ لمْ تَنْظُمِ الحَلْ / يَ ولم تَرْقُمِ البَنانَ خِضابا
عانَقَتْني وقَبَّلَتْني وَقالتْ / قَدَّسَ اللهُ مِنْ خُطاكَ تُرابا
فاعْتَنَقْتُ القَضيبَ مِنها قَواماً / وارتَشَفْتُ الرَّحيقَ مِنْها رُضابا
لَيْتَني لَمْ أمُدَّ خَطواً إلَيْها / فَتَنَتْني فصارَ أجْرِي عَذابا
ما عَلى مَنْ بكَى لِبُعْدٍ مَلامُ
ما عَلى مَنْ بكَى لِبُعْدٍ مَلامُ / حَكَمَتْ لوعةٌ بِذا وهُيامُ
كَيْفَ يُلحَى عَلى البُكاء مُعَنّىً / نَهَكَ الوَجْدُ جِسْمَهُ والسَّقامُ
آهِ مِن فجْعةِ النَّوى لَيْتَني لَمْ / أدْر ما الحُبُّ والهَوى والذِّمامُ
يا عَذُولي عَلى الغَرامِ ومَنْ لي / بِفؤادٍ حتَّى يَكونَ الغَرامُ
ذَهبَ الوَجْدُ والفؤادُ جَميعاً / فَعَلى الوَجْدِ والفؤادِ السَّلامُ
كُلَّ شَيءٍ ولا قَطِيْعَةَ بَيْنِ
كُلَّ شَيءٍ ولا قَطِيْعَةَ بَيْنِ / يا شَقيقَ النُّفُوسِ من غَيرِ مَيْنِ
ليسَ تَخْفَى إلّا وستْرُكَ رُوحي / أو تجلَّى إِلّا وأُفقُكَ عَيني
يا ضياءَ القُلوبِ إنْ يَدْجُ خَطْبٌ / بينَ زِرَّيْكَ مطلِعُ القَمَرَيْنِ
لا تُرَوِّعْ بِمحنَةِ الهَجْرِ قَلبي / فهوَ مِنْ مُقْلَتَيْكَ في مِحْنَتَيْنِ
ناظِرِي قادَ خاطِري لِفُتُوني / سَيَطُولُ العَذابُ بَيْني وبَيْنِي
ظَنَّ أني أفَقْتُ مِنْ أشْواقي
ظَنَّ أني أفَقْتُ مِنْ أشْواقي / إذْ رَآنِي لَمْ أشْكُهُ ما أُلاقِي
فَتَصدَّى لِخُبْرِ مُضْمَر صَدْري / فإذا بي فِي زَفْرَةٍ وسِياقِ
بِمَ يَشْكُو أوْ كَيْفَ قُلْ ليَ يَشْكُو / تالِفٌ نَفْسُهُ رَقَتْ للتَّراقي
أهِ مِنْ ذا النَّوى وذا الهَجْرِ آهاً / جَبَرَ الله صَدْعَتِي بالتَّلاقِي
كُنْ كما شِئْتَ يا حُبَيِّبَ قَلْبي / إنَّنِي والهَوى عَلى العَهْدِ باقِ
سائلي عَنْ تَوَحُّشي وهو أُنْسِي
سائلي عَنْ تَوَحُّشي وهو أُنْسِي / كيفَ حالُ مُتَيَّمٍ بَعْدَ خَمسِ
ما رَأتْ فِيْها عَيْنُهُ لَمْحَ نُورٍ / غَيْرَ ضَوءِ مِصْباح أوْ نُورِ شَمْسِ
يَسْهَرُ اللَّيلَ مِنْ مَداهُ بِوَجْدٍ / مُسْتَطيلٍ ومِنْ دُجاهُ بِرَمْسِ
واضِعاً فَوْقَ قَلْبِهِ راحَتَيْهِ / يَغْتَدي في غَرامهِ كَيْفَ يُمسِي
قَدْ تَغَنَّى فِيهِ العَواذِلُ حتَّى / ما يُحَسُّ كَلامُهُم غَيْرَ هَمْسِ
ما تَضُمُّ الجُيوبُ والأطْواقُ
ما تَضُمُّ الجُيوبُ والأطْواقُ / لا الَّذي قَدْ سَمَتْ بِهِ آفاقُ
ذَاكَ يُعْشِي العُيونَ مِنْهُ وهذا / بِحنَايا الحَشا لَهُ إشْراقُ
لَيْسَ شَيءٌ أبْهى وأبْهَرَ مَرْأى / مِنْ بُدورٍ تُديرها أعْناقُ
مَنْ عَذِيْري مِنْ هازِئٍ بيَ هازِلْ
مَنْ عَذِيْري مِنْ هازِئٍ بيَ هازِلْ / قاطِعٍ لِي وللصُّدودِ مُواصِلْ
سائِلٍ كَيْفَ حالَتِي وهو يَدْري / أنَّ دَمعي مِن الصَّبابةِ سائِلْ
ليسَ شيءٌ أنْكى لِفَرْحَةِ قَلْبي / مِنْهُ يُصْمِي الفؤادَ ثُمَّ يسائِلْ
يا رِياضاً أهْدَى لأَنْفي بَهارا
يا رِياضاً أهْدَى لأَنْفي بَهارا / وصَباحاً أبْدَى لِعَيْني نَهارا
وجَناباً لِلْمَكْرُماتِ رَحيباً / قَدْ زَكا مَحْتِداً وطابَ نِجارا
وَصَلَتْني هَدِيَّةٌ مِنْكَ أهْدَتْ / لِفُؤادي مِنَ المُنى أوْطارا
نَفَحَتْني بمثل ذِكْرِكَ طِيباً / رُبَّ طِيْبٍ يُعدي النُّفوسَ ادِّكارا
أنْتَ رَوْضٌ منَ المحاسِن غَضٌّ / فَبِحقٍّ تُهْدِي لنا الأنْوارا
بَدْرُ تِمٍّ بِأُفْقِ قَلْبي تَجَلَّى
بَدْرُ تِمٍّ بِأُفْقِ قَلْبي تَجَلَّى / جَلَّ في الحُسْنِ أنْ يُناعَتَ جَلّا
حَرَّمَ الوَصْلَ والصُّدودَ أحَلّا / وضُروبَ الأسى بِصَدْري أحَلّا
كيفَ قُلْ لي عَن الهَوى يَتَسَلَّى / مَنْ حَشاهُ بِوَجْدِهِ يَتَصَلَّى
حُسْنُ خَلْقٍ وحُسْنُ خُلْقٍ فمنَ لا / يَصْطَفيهِ وإنْ جَفاهُ ومَلّا
يا عَذُولي عَلى تَجَنِّيهِ مَهْلا / لا تَلُمْني فَقَدْ بَدا العُذْرُ مَهْ لا
كلُّ عَذْلٍ قَدْ صُغْتَ فيهِ اضْمَحَلّا / عِنْدَ قَلْبي إذْ لا يُوافي مَحَلّا
لازَوَرْدُ العِذارِ فَوْقَ نُضارِ ال
لازَوَرْدُ العِذارِ فَوْقَ نُضارِ ال / خَدِّ يَحْكي تاريخَ عهدِ الجمالِ
قَدْ وَشَتْهُ أيْدِي المحاسِنِ سَطْراً / مُحْكَمَ الشَّكل مُعْجَماً بالغَوالي
بأبي شادِنٌ على البَدْر يُزْرِي
بأبي شادِنٌ على البَدْر يُزْرِي / قَدْ كَساهُ الصِّيامُ أثوابَ هَجْرِ
ظَلْتُ أشْدُو تَعجُّباً مِنْهُ لَمّا / قامَ مُسَتْوضِحاً هِلالَ الفِطْرِ
أنتَ بَدْرٌ وهَبْكَ لاحَ هِلالٌ / كيفَ يُبْغَى الهِلالُ من بَعْدِ بَدْرِ
هَلْ جُسومٌ يومَ النَّوى ودَّعوها
هَلْ جُسومٌ يومَ النَّوى ودَّعوها / باقِياتٌ لِسُوءِ ما أوْدَعُوها
يا حُداةَ القُلوب ما العَدْلُ هذا / أتْبعُوها أجْسادَها أوْ دَعُوها
كُنْ لِدارٍ شَيَّدْتَها خَيْرَ نازِلْ
كُنْ لِدارٍ شَيَّدْتَها خَيْرَ نازِلْ / في هَناءٍ وسامِياتِ مَنازِلْ
أنْتَ بَدْرٌ بَيْنَ الأنامِ مُنِيرٌ / وهيَ سَعْدُ السُّعودِ بَيْنَ المَنازِلْ
ابْذُلِ المالَ لا تُبالِ بِبَذْلِهْ
ابْذُلِ المالَ لا تُبالِ بِبَذْلِهْ / قَبلَ تَرحالِهِ ونأْيِ مَحَلِّهْ
إنَّما المالُ عِنْدَكَ ابنُ سَبيلٍ / وَقِرى ابنِ السَّبيلِ تَجْهِيزُ رَحْلِهُ
إنْ تَذُمَّ الحَسُودَ ذَمَّكَ جَهْراً
إنْ تَذُمَّ الحَسُودَ ذَمَّكَ جَهْراً / أو تَنَلْ منهُ نالَ مِنْكَ وَغيّا
فإذا ما سَمَوْتَهُ بِكَمالٍ / نِلْتَ منهُ ولَمْ ينَلْ مِنكَ شَيّا