المجموع : 27
خَجِلَت مِن عَطائِكَ الأَنواءُ
خَجِلَت مِن عَطائِكَ الأَنواءُ / وَتَجَلَّت بِنورِكَ الظَلماءُ
وَاِستَجابَت لَكَ المَمالِكُ إِذعا / ناً وَفيها عَلى سِواكَ إِباءُ
أَصبَحَت في يَدَيكَ وَاِتَّفَقَت طَو / عاً عَلَيكَ القُلوبُ وَالأَهواءُ
نَسَخَ العَدلُ في إِيالَتِكَ الجَو / رَ كَما يَنسَخُ الظَلامَ الضِياءُ
وَأَهَنتَ المالَ العَزيزَ عَلى غَي / رِكَ حَتّى اِستَوى الثَرى وَالثَراءُ
وَرَمَيتَ الأَعداءَ مِنكَ بِخَطبٍ / فادِحٍ لا تُطيقُهُ الأَعداءُ
وَكَشَفتَ الغَمّاءَ عَن مَوطِنٍ لَو / لاكَ فيهِ لَم تُكشَفِ الغَمّاءُ
وَأَطاعَتكَ أَرضُ مِصرٍ وَمِصرٌ / حينَ تُدعى وَحشِيَّةٌ عَصماءُ
وَاِستَقادَت بَعدَ الشِماسِ وَقَد أَس / مَعَها بِالعِراقِ مِنكَ النِداءُ
وَاِغتَدَت خِطَّةُ الصَعيدِ تُذيبُ ال / صَخرَ أَنفاسُ أَهلِها الصُعَداءُ
أَنكَحَتها بيضَ الصَوارِمِ غارا / تُكَ وَهيَ العَقيلَةُ العَذراءُ
ذَخَرَتها لَكَ اللَيالي وَكَم حا / مَت عَلَيها مِن قَبلِكَ الخُلَفاءُ
مَلَكَتها يَداكَ وَاللَهُ يُؤتي / مُلكَهُ مِن عِبادِهِ مَن يَشاءُ
وَقَضى اللَهُ في زَمانِكَ أَن يَخ / رُجَ مِنها مُلوكُها العُظَماءُ
أَسلَمَتها ذُلّاً كَما صَنَعَت قَب / لُ بِأَربابِ مُلكِها صَنعاءُ
غادَرَتهُم فَيئاً يُقادُ إِلى با / بِكَ مِنهُم نَهائِبٌ وَسِباءُ
تَصطَفي وادِعاً كَرائِمَ ما أَب / قَتهُ ذُخراً مُلوكُها القُدَماءُ
يا إِماماً أَغنَت عُلاهُ عَنِ الأَش / عارِ طَهَ وَالنَملُ وَالشُعَراءُ
مَدَحَتهُ السَبعُ المَثاني فَما تَب / لُغُ غاياتِ مَدحِهِ البُلَغاءُ
أَنتَ فَليَرغَمِ العِدى حُجَّةُ اللَ / هِ وَأَنتَ المَحَجَّةُ البَيضاءُ
أَنتَ حَبلُ اللَهِ الَّذي فازَ مَن أَد / نَتهُ مِنهُ مَوَدَّةٌ وَوَلاءُ
وَأَبوكَ الَّذي بَدَعوَتِهِ في ال / مَحلِ دَرَّت عَلى البِلادِ السَماءُ
هُوَ خَيرُ الأَنامِ بَعدَ رَسولِ ال / لَهُ أَفتَت بِذَلِكَ الفُقَهاءُ
شَرَفاً شَيَّدَت مَبانيهِ قِدماً / أَوَّلوكَ المُلوكُ وَالأَنبِياءُ
خَيرَةُ اللَهِ في الأَنامِ وَأَعلا / مُ الهُدى وَالأَئِمَّةُ العُلَماءُ
لا يُعَدُّ الفَخارُ وَالشَرَفُ البا / ذِخُ إِلّا لِقَومِكُم وَالعَلاءُ
لَكُمُ المَحتِدُ المُقَدَّسُ وَالمَج / دُ القُدامى وَالغُرَّةُ القَعساءُ
وَمَزايا مَآثِرٍ كَالحَصا يَن / فَدُ مِن دونِ عَدِّها الإِحصاءُ
أَنتُمُ عِترَةُ النَبِيِّ وَأَنتُم / وارِثوهُ وَآلُهُ الرُحَماءُ
ما اِعتَلَت هاشِمٌ وَلا شَرُفَت مَك / كَةُ لَولاكُمُ وَلا البَطحاءُ
أَنتُمُ القائِمونَ لِلَّهِ بِالأَم / رِ وَأَنتُم في خَلقِهِ الأُمَناءُ
أَنتُمُ في الدُنيا هُداةٌ وَفي الأُخ / رى لِمَن ضَلَّ سَعيُهُ شُفَعاءُ
أَنتُمُ خَيرُ مَن أَقَلَّتهُ أَرضٌ / وَسَماءٌ وَالناسُ بَعدُ سَواءُ
رُبَّ يَومٍ عَلى العِدى أَيوَمٍ تَت / لوهُ بِالشَرِّ لَيلَةٌ لَيلاءُ
حَسَمَت فيهِ بِالصَوارِمِ آرا / ؤُكَ داءَ العَدُوِّ وَالبَغيُ داءُ
أَبرَأَت داءَ صَدرِهِ وَمَتى أَع / ضَلَ داءٌ فَالمَشرَفِيُّ دَواءُ
عاجَلَتهُ بَهِمَّةٍ تَسَعُ الدُن / يا وَجَيشٍ يَضيقُ عَنهُ الفَضاءُ
هِمَّةٍ أَزعَجَت قُلوبَ الأَعادي / وَاِطمَأَنَّت بِعَدلِها الدَهماءُ
كانَ فَتحاً لِلمُستَضيءِ بِأَمرِ ال / لَهِ فيهِ دونَ الأَنامِ اِبتِلاءُ
مَلِكٌ تَخضَعُ الوُجوهُ إِذا أَش / رَقَ مِن نورِ وَجهِهِ لَألاءُ
مُستَقِلٌّ عِبءَ الخِلافَةِ مِنهُ / هِمَّةٌ لا تَؤودُها الأَعباءُ
هاشِمِيٌّ عَلى مُحَيّاهُ مِن هَد / يِ النَبِيِّ اِبنِ عَمِّهِ سيماءُ
لَيسَ إِلّا لِلَّهِ أَو لِأَميرِ ال / مُؤمِنينَ العُلُوُّ وَالكِبرِياءُ
وَلَقَد سَرَّ آنِفاً ظَفَرٌ جا / ءَت عَلى رِقبَةٍ بِهِ الأَنباءُ
خَبَرٌ طَبَّقَت بَشائِرُهُ الأَر / ضَ فَمِنهُ السَرّاءُ وَالضَرّاءُ
فَهوَ في الرومِ وَالكَنائِسِ رُزءٌ / وَهوَ في الشَأمِ وَالعِراقِ هَناءٌ
وَتُراهُ في سَمعِ قَومٍ نَعِيّاً / وَهوَ في سَمعِ آخَرينَ غِناءُ
وَقعَةٌ بِالثُغورِ أَمسى لِكَلبِ ال / رومِ فيها مِنَ الزَئيرِ عُواءُ
غادَرَتهُ خَوفاً وَأَكبَرُ ما يَر / جوهُ بَعدَ المُلكِ العَقيمِ النَجاءُ
يَومَ وافى الخَليجَ حَرّانَ لا يَم / لِكُ نَقعَ الغَليلِ مِنهُ الماءُ
وَرَماهُ عَلى اللُقانِ اِبنُ مَسعو / دٍ بِنَحسٍ غَداةَ جَدَّ اللِقاءُ
رَقَّتِ النَصرَ حينَ أَوفَت عَلى أَع / وادِها في بِلادِكَ الخُطَباءُ
فَأَمَدَتهُ راحَتاكَ بِإِمدا / دِ جُيوشٍ مِضمارُهُنَّ السَماءُ
ناضَلَت عَنهُ بِالدُعاءِ وَيا رُب / بَ أَكُفٍّ سِلاحُهُنَّ الدُعاءُ
لَم تَعُد عَنهُمُ الظُبا حينَ أَشلا / ها عَلَيهِم إِلّا وَهُم أَشلاءُ
شارَفَتهُم زُرقُ الأَسِنَّةِ هيماً / وَاِنثَنَت وَهيَ بِالدِماءِ رَواءُ
كَفِلَت بيضُهُ لِأَرضٍ أَغاضوا / ماءَها أَن تَسيلَ فيها الدِماءُ
أَجدَبَت عِندَ وَطئِهِم فَسَقَتهُم / دَيمَةٌ مِن دِمائِهِم وَطفاءُ
كَيفَ تُلوى كَتيبَةٌ لِبَني العَب / باسِ آلِ النَبِيِّ فيها لِواءُ
أَقسَمَ النَصرُ لا يُفارِقُ جَيشاً / لَهُمُ فيهِ رايَةٌ سَوداءُ
وَيَميناً لِتَملِكَنَّ وَشيكاً / ما أَظَلَّتهُ تَحتَها الخَضراءُ
وَلَيوفي عَلى أَقاصي خُراسا / نَ غَداً مِنكَ غارَةٌ شَعواءُ
بِجِيوشٍ تَصُمُّ مَسمَعَ أَهلِ ال / صينِ مِنها كَتيبَةٌ خَرساءُ
رامِياً في بِلادِها التُركَ بِالتُر / كِ فَتَغزو آباءَها الأَبناءُ
كَم تُذادُ الجِيادُ وَهيَ إِلى جَي / حونَ مِن بَعدِ نيلِ مِصرَ ظِماءُ
إِن تَناءى مَزارُها فَسَيُدني / ها إِلَيكَ الإِدلاجُ وَالإِسراءُ
لَستَ مِمَّن يَخشى عَدُوّاً وَلا تَن / أى عَلَيهِ مَسافَةٌ عَدواءُ
كُلَّ يَومٍ أَنضاءُ رَكبٍ عَلى با / بِكَ مِنهُم رَكائِبٌ أَنضاءُ
وَوُفودٌ عَلى وُفودٍ أَبادَت / عيسَهُم في رَجائِكَ البَيداءُ
رُسُلاً لِلمُلوكِ ما مَلَكَت أَم / راً عَلَيها مِن قَبلِكَ الأُمَراءُ
تَتَنافى اللُغاتُ وَالدينُ وَالأَخ / لاقُ مِنهُمُ وَالزِيُّ وَالأَسماءُ
أَلَّفَتهُم مَعَ التَباعُدِ نَعما / ؤُكَ حَتّى كَأَنَّهُم خُلَطاءُ
نَزَلوا مِن جَنابِكَ الرَحبِ في جَن / نَةِ عَدَنٍ تُظِلُّها النَعماءُ
نَزَعَ الغِلَّ مِن صُدورِهِمُ عِن / دَكَ جودٌ لا يَنبَغى وَعَطاءُ
يَتَلاقونَ بِالتَحِيَّةِ وَالإِك / رامِ لا بُغضَةٌ وَلا شَحناءُ
لَهُمُ في جِوارِكَ الأَمنُ وَالمَع / روفُ عَفواً وَالبِرُّ وَالإِحفاءُ
فَإِذا فارَقوا بِلادَكَ ظَنّوا / أَنَهُم في بِلادِهِم غُرَباءُ
سُنَّةٌ في السَماحِ ما سَنَّها لِل / ناسِ إِلّا آباؤُكَ الكُرَماءُ
فَاِبقَ يا صاحِبَ الزَمانِ فَأَيّا / مُكَ في مِثلِها يَطيبُ البَقاءُ
آمِراً يَقتَضي أَوامِرَكَ الدَه / رُ وَيَجري بِما تَشاءُ القَضاءُ
في نَعيمٍ لا يَعتَريهِ زَوالٌ / وَسُرورٍ لا يَقتَضيهِ اِنقِضاءُ
أَنتَ أَعلى مِن أَن نُهَنّيكَ قَدراً / لِلَّيالي إِذا سَلِمتَ الهَناءُ
وَاِستَمِعها عَذراءَ ما مُدِحَت قَب / لَكَ يَوماً بِمِثلِها الخُلَفاءُ
حُرَّةٌ مَحضَةٌ وَمازالَتِ الأَش / عارُ مِنها لَقائِطٌ وَإِماءُ
كَالمُدامِ الشَمولِ يَحدُثُ في عِط / فِ السَخِيِّ الكَريمِ مِنها اِنتِشاءُ
فِقَرٌ يَجتَدي السَماحَةَ وَالإِق / دامُ مِنها البُخّالُ وَالجُبَناءُ
مِدَحٌ فيكَ لي سَيَقتَصُّ آثا / رِيَ فيها مِن بَعدي الشُعَراءُ
وَجهُ يَحيى بنِ بَختِيارَ إِذا فَك
وَجهُ يَحيى بنِ بَختِيارَ إِذا فَك / كَرتَ فيهِ مِن سائِرِ الأَنحاءِ
مِثلُ حَمّامِهِ المَشومِ سَواءٌ / مُظلِمٌ بارِدٌ قَليلُ الماءِ
وَغَزالٍ عَلِقتُهُ
وَغَزالٍ عَلِقتُهُ / يَومَ دَيرِ الثَعالِبِ
مِن ظِباءِ الصَريمِ يَخ / طُرُ في زِيِّ راهِبِ
كَالقَضيبِ يو / هيهِ حَملُ الذَوائِبِ
شَدَّ زُنّارَهُ فَحَل / لَ عُقودَ المَذاهِبِ
ما رَمى طَرفُهُ بِسَه / مٍ هَوىً غَيرِ صائِبِ
بِتُّ مِن حُبِّهِ عَلى / مِثلِ شَوكِ العَقارِبِ
يا اِبنَ الحَميدِ إِنّي نَصيحٌ
يا اِبنَ الحَميدِ إِنّي نَصيحٌ / لَكَ فَاِقبَل نَصيحَتي وَوَصاتي
أَنتَ مِن جُملَةِ الخَليلِ وَما زِل / تَ كَثيرَ الأَصحابِ في الفَلَواتِ
فَتَحَبَّس فَفي طَريقِ خُراسا / نَ رُماةٌ أَكرِم بِها مِن رُماةِ
وَتَحَرَّز حِفظاً لِنَفسِكَ مِن وَج / هِ عَشاءٍ مِنهُم وَوَجهِ غَداةِ
وَاِعتَصِم بِالجِدارِ لا تَنأَ عَن عُش / شِكَ في مِثلِ هَذِهِ الأَوقاتِ
وَتَيَقَّن أَنَّ المُسَيطِرَ لا يُق / صَدُ إِلّا في مَهمَهٍ أَو فَلاةِ
أَو فَدَعها وَلايَةً أَنتَ فيها / غَرَضٌ لِلهُمومِ وَالآفاتِ
وَاِنقَطِع في مَغارَةٍ أَو عَلى بَع / ضِ قِبابِ المَشاهِدِ العالِياتِ
وَاِقطَعِ الدَهرَ بِالبَطالَةِ وَالرا / حَةِ وَاِقنَع بِالفَأرِ وَالحَيّاتِ
وَاِحتَفِظ بي فَقَد مَحَضتُكَ إِن أَن / صَفتَ نَصحي في سائِرِ الأَبياتِ
ياكَريمَ الدينِ المُرَجّى إِذا لَم
ياكَريمَ الدينِ المُرَجّى إِذا لَم / يَبقَ خُلقٌ يُرجى لَديهِ السَماحُ
ياجَواداً يَسخو بِما مَلَكَت كَف / فاهُ إِن ضَنَّتِ الأَكُفُّ الشِحاحُ
أَنتَ أَعلا مِن أَن أُهاديكَ قَدراً / وَمَحَلّاً لَكِنَّني طَرّاحُ
أَطلُبُ الرِبحَ مِن نَداكَ وَهَل يُط / لَبُ إِلّا مِن مِثلِكَ الأَرباحُ
لا عَدَت رَبعَكَ التَهاني وَلا زِل / تَ تَوالى في دارِكَ الأَفراحُ
لا وَجَدتُم يا أَهلَ نَعمانَ وَجدي
لا وَجَدتُم يا أَهلَ نَعمانَ وَجدي / وَسَلِمتُم سَلامَةً العَهدِ عِندي
وَسَقى دارَةَ الحِمى كُلُّ مُنهَل / لِ الغَوادي سُقيا دُموعي لَحدي
وَاِكتَسَت مِن خَمائِلِ النَورِ أَفوا / فاً يُنَيِّرُ الرَبعُ فيها وَيُسدي
سافِراتٍ رِياضُها عَن ثُغورٍ / وَخُدودٍ مِن أُقحُوانٍ وَوَردِ
وَتَمَشَّت بِها سَحائِبُ وَطفٍ / تَتَهادى ما بَينَ بَرقٍ وَرَعدِ
وَصَباً يُلبِسُ الغَديرَ إِذا البَر / قُ نَضا بيضَهُ مُفاضَةَ سَردِ
حَبَّذا وَالنَسيمُ يَبعَثُ أَنفا / ساً ضِعافاً مِن نَفحِ ضالٍ وَرَندِ
ناقِلاً مِن ذَوائِبِ الزَهرِ السَب / طِ حَديثاً إِلى ثَراها الجَعدِ
ضَلَّ عَيشي بِها وَقَولي لِما فا / تَ مِنَ العَيشِ حَبَّذا غَيرُ مُجدِ
غَيَّرَت عَهدَهُ اللَيالي وَما حا / لَ عَنِ الظاعِنينَ يادارُ عَهدي
رُبَّ يَومٍ صَحِبتُهُ فيكَ مَشكو / رٍ وَعَيشٍ قَضَيتُهُ فيكَ رَغدِ
وَزَمانٍ أَنفَقتُهُ مِن شَبابٍ / غَيرَ مُستَرجَعٍ وَلا مُستَرَدِّ
مَرحَباً بِالخَيالِ خاضَ دُجى اللَي / لِ إِلى مَضجَعي عَلى غَيرِ وَعدِ
وَنُجومُ السَماءِ يَنظُرنَ شَزراً / كُلَّما تَنظُرُ الوُشاةُ بِحِقدِ
وَكَأَنَّ الجَوزاءَ في أُفقِ الغَر / بِ لَآلٍ تَناثَرَت بَعدَ عَقدِ
لَم يَكَد يَهتَدي لِرَحلِيَ لَولا / زَفَراتي دونَ الرِفاقِ وَوَجدي
يا رَفيقَيَّ هَل لِذاهِبِ أَيّا / مٍ تَقَضَّت حَميدَةً مِن مَرَدِ
أَنجِداني بِوَقفَةٍ في مَغاني ال / حَيِّ إِن جُزتُما بِأَعلامِ نَجدِ
وَاِبكِياها بِمُقلَتي وَاِسأَلاها / مَن سَقاها ماءَ المَدامِعِ بَعدي
فَبِأَكنافِها جَآذِرُ رَملٍ / بَينَ أَثوابِها بَراثِنُ أُسدٍ
وَالحُسامُ الطَريرُ إِن رَقَّ لِلنا / ظِرِ فَالمَوتُ كامِنٌ في الفِرِندِ
مُخلِفاتٌ مَتى يَعِدنَكَ وَصلاً / فَتَأَهَّب لِوَشكِ بَينٍ وَصَدِّ
عُجتُ مُستَشفِياً بِلَثمِ المَغاني / فَكَأَنّي اِستَشفَيتُ مِنها بِوَجدي
أَتَسَلّى عَنكُم بِحَقفٍ وَغُصنٍ / مُستَهاماً فيكُم بِرِدفٍ وَقَدِّ
كَم لِعَيني إِثرَ الظَعائِنِ مِن دَم / عٍ تُؤامٍ عَلى الكَثيبِ الفَردِ
فَكَأَنّي أُمدِدتُها مِن يَدِ القَر / مِ عِمادِ الدينِ الجَوادِ بِمَدِّ
مانِعُ الجارِ وَالحَريمُ مُباحٌ / وَرَبيعُ العُفاةِ وَالعامُ مُكدي
مُقتَني المَشرَفِيَّةِ البيضِ وَالخَط / طِيَّةِ السُمرِ وَالرِباطِ الجُردِ
يَجمَعُ اللينَ وَالشَراسَةَ مِن أَخ / لاقِهِ الغُرِّ بَينَ صابٍ وَشَدِّ
هُوَ كَالغَيثِ يَملَأُ الأَرضَ جَدوا / هُ فَسِيّانِ مِنهُ قُربي وَبُعدي
عَمَّ مَعروفُهُ فَأَصبَحَ لا يَف / رُقُ في الجودِ بَينَ حُرٍّ وَعَبدِ
وَكَذا العارِضُ الرُكامُ إِذا أَن / جَمَ سَوّى بَينَ الرُبى وَالوَهدِ
يا أَخا البيدِ وَالمَهامِهِ قَد أَن / ضى المَطايا ما بَينَ حَلٍّ وَشَدِّ
زُر عَلِيّاً وَاِرتَع بِساحَتِهِ الخِص / بِ ثَراها إِن كُنتَ طالِبَ رِفدِ
شِم غَواديهِ تَستَرِح وَتُرِح كو / مَ المَطايا مِنَ العَنا وَالكَدِّ
لا تَخَف في جِوارِهِ نُوَبَ الأَي / يامِ وَاِسأَلهُ آمِناً مِن رَدِّ
مُشتَري الحَمدِ بِاللُهى لا كَمُغتَر / رِ الثَرى يَشتَري اللُهى بِالحَمدِ
مَلِكٌ ما اِجتَدَيتُهُ قَطُّ إِلّا / رُحتُ مِن بابِهِ أُثيبُ وَأَجدي
كُلَّما أَخلَقَ الزَمانُ حَباني / مِن نَداهُ بِنائِلٍ مُستَجِدِّ
أَضعَفَت مَتنِيَ الخُطوبُ فَأَعدا / ني عَلَيها بِساعِدٍ مُشتَدِّ
مَهَّدَت مَجدَهُ الأَثيلَ رِجالٌ / رَضِعوا دَرَّةَ العُلى في المَهدِ
مورِدوا البيضِ وَالأَسِنَّةِ في يَو / مِ الوَغى نَحرَ كُلِّ أَغلَبَ وَردِ
نَهَدوا لِلعِدى بِكُلِّ طَليقِ ال / حَدِّ ماضٍ وَكُلِّ أَجرَدَ نَهدِ
شِيَمٌ يا بَني المُظَفَّرِ بيضٌ / لَكُم في زَمانِنا المُسوَدِّ
وَأَيادٍ جَهَدتُ في عَدِّها نَف / سي فَلَم أُفنِها وَأَفنَيتُ جُهدي
يا مُعيني وَالدَهرُ يَحطِمُ عودي / بَينَ هزلٍ مِنَ الخُطوبِ وَجَدِّ
كانَ خَصمي فَمُذ لَجَأتُ إِلى با / بِكَ أَضحَت أَيّامُهُ وَهيَ جُندي
أَنتَ أَغنَيتَني وَصُنتَ بِمَعرو / فِكَ قَدري عَن كُلِّ خِسٍّ وَوَغدِ
مَعشَرٌ لا يَرونَ إِطلاقَ كَفٍّ / بِنَوالٍ وَلا لِسانٍ بِوَعدِ
قَد أَظَلَّت بَشائِرُ العيدِ في أَك / رَمِ زَورٍ مِنهُ وَأَشرَفِ وَفدِ
حَظُّهُ مِنكَ حَظُّنا مِنهُ فَاِلبَس / هُ وَعَيَّد فيهِ بِطائِرِ سَعدِ
سالِماً تُنجِزُ الأَعادي كَما تُن / جِزُ فيهِ الكومَ العِشارَ وَتَفدي
عِشتَ فينا صافي المَوارِدِ ضافي ال / ظِلِّ فالَّ الحُسامِ واري الزَندِ
مِن عَذيري فيهِ وَهَل مِن عَذيرِ
مِن عَذيري فيهِ وَهَل مِن عَذيرِ / في هَوى مُخطَفِ القَوامِ غَريرِ
فاتِرٍ لَحظُهُ وَأَيُّ غَرامٍ / هاجَ لي ما بِلَحظِهِ مِن فُتورِ
بِأَبي الأَسمَرُ الغَريرُ وَقَد با / تَ عَلى غِرَّةِ الوُشاةِ سَميري
بِتُّ مِن خَدِهِ وَمِن ثَغرِهِ المَع / سولِ ما بَينَ رَوضَةٍ وَغَديرِ
يَمزُجُ الكَأسَ لي بِماءِ رُضابٍ / كَجَنا النَحلِ شيبَ بِالكافورِ
زارَني بَعدَ هَجعَةٍ يَمسَحُ الرَق / دَةَ عَن جَفنِ عَينِهِ المَزرورِ
كاسِرٌ مُقلَتَيهِ وَاللَيلُ قَد أَد / بَرَ في فَلِ جَيشِهِ المَكسورِ
قُلتُ قُم فَاِصبَحِ النَدامى عَروساً / عُمِّرَت في الدِنانِ عُمرَ النُسورِ
مِن تُراثِ المُلوكِ صارَت إِلى كِس / رى قَديماً عَن جَدِّهِ أَردَشيرِ
وَاِلقَ بَردَ الشِتاءِ مِنها بِنارٍ / وَاِرمِ جُنحَ الظَلامِ مِنها بِنورِ
وَاِسقِني بِالصَغيرِ مِنها فَما أَب / قى الهَوى فِيَّ فُضلَةً لِلكَبيرِ
يا مُديرَ الكُؤوسِ مِن طَرفِهِ ال / فَتّان رِفقاً بِالشارِبِ المَخمورِ
لا يَبِت قَلبُكَ الخَلِيُّ بِما بِ / تُ أُعاني مِن لَوعَةٍ وَزَفيرِ
أَنا حَكَّمتُ لَحظَ عَينَيكَ فَاِحكُم / في دَمي غَيرَ آثِمٍ مَأزورِ
يا نَديمي وَقَد تَبَرَّمتُ بِالنَش / وَةِ حَتّى مَلِلتُ كَأسَ المُديرِ
شَيَّبَت لِمَّتي شَوائِبُ دَهري / وَاِستَرَدَّت عارِيَّةَ المُستَعيرِ
وَتَعَوَّضتُ لَيلَ هَمٍّ طَويلٍ / بَدَلاً مِن زَمانِ لَهوٍ قَصيرِ
أَنكَرَ الغانِياتُ عَهدي وَما أَن / كَرنَ مِنّي بَياضَ القَتيرِ
فَتَقَنَّعتُ بِاليَسيرِ مِنَ ال / وَصلِ وَما كنُتُ قانِعاً بِاليَسيرِ
بِخَيالٍ في الطَيفِ مِنها كَذوبٍ / وَبِزَوزٍ مِن وَعدِها مَغزورِ
قَد تَقَضّى عَصرُ الخَلاعَةِ وَاللَه / وِ فَأَهلاً بِالشَيبِ وَالتَوقيرِ
فَنَضَوتُ الصِبى وَأَلقَيتُ لِلأَي / يامَ عَن عاتِقي رِداءَ السُرورِ
قَلَّصَت صُحبَةُ الحَوادِثِ وَالأَي / يامَ مِن ذَيلِ سُترَتي المَجرورِ
وَلَقَد رَدَّ نَضرَةَ العَيشِ لي مُق / تَبِلٌ مِن زَمانِ عَدلٍ نَصيرِ
فاضَ فيهِ النَدى وَدَرَّ عَلى العا / فينَ سَحّاً خَلفُ العَطاءِ الغَزيرِ
وَضَفا سابِغاً عَلى أَهلِهِ ظِل / لُ إِمامٍ بِالمَكرُماتِ جَديرِ
فَأَنا اليَومَ مِن مَواهِبِهِ أَر / فُلُ في ثَوبِ غِبطَةٍ وَسُرورِ
وَعَذارى القَريضِ بَعدَ كَسادٍ / عُدنَ مِنهُنَّ غالِياتِ المُهورِ
وَلَقَد عِشتُ بُرهَةً بَينَ أَبنا / ءِ زَماني كَالمَسجِدِ المَهجورِ
فَكَأَنّي أَعلَقتُ كَفِّيَ لَمّا / أَن تَعَلَّقتُهُ بِرُكنَي ثَبيرِ
نَصَرَ اللَهُ دينَهُ مِن أَبي العَب / باسِ بِالناصِرِ الأَبِيِّ الغَيورِ
وَحَمى غابَةَ الخِلافَةِ وَالإِس / لامِ مِنهُ بِلَيثِ غابٍ هَصورِ
مَلِكٌ يَشتَري القَليلَ مِنَ الحَم / دِ بِمَعروفِهِ الجَزيلِ الكَثيرِ
وَيُغالي مُخاطِراً في هَوى السو / دَدِ وَالمَجدِ بِالنَفيسِ الخَطيرِ
هاشِمِيٌّ مُؤَيَّدُ الرَأيِ وَالنُط / قِ جَميعاً وَالعَزمِ وَالتَفكيرِ
مَورِدُ البيضِ وَالأَسِنَّةِ في الرَو / عِ ظِماءً ماءَ الطُلى وَالنُحورِ
طاعِنُ الفارِسِ المُدَجَّجِ بِالرَأ / يِ وَمُردي الكَمِيِّ بِالتَدبيرِ
كَم أَباحَت جُيوشُهُ وَسَرايا / هُ بِبيضِ الغُمودِ بيضَ الخُدورِ
وَرَأَينا ما كانَ مِن جَدِّهِ المَن / صورِ يُروى عَن جَدِّهِ المَنصورِ
مِن فُتوحِ المَعاقِلِ المُشمَخِرّا / تِ بِبيضِ الظُبى وَسَدِّ الثُغورِ
وَاِقتِناصِ الأَعداءِ بِالأَعوَجِيّا / تِ المَذاكي وَالمُرهَفاتِ الذُكورِ
وَقِيامِ اللَيلِ الطَويل يُناجي ال / لَهَ في جُنحِهِ وَصَومِ الهَجيرِ
يا إِماماً بِهَديِهِ فَرَّقَ الأُم / مَةُ بَينَ الحَلالِ وَالمَحظورِ
وَبِهِ يُرتَجى النَجاةُ إِذا حُص / صِلَ يَومَ الحِسابِ ما في الصُدورِ
أَنتَ رَبُّ الزَمانِ تَجري بِتَصري / فِكَ في أَهلِهِ يَدُ المَقدورِ
وَاللَيالي خَوادِمٌ لَكَ وَالأَي / يامُ فَاِحكُم حُكمَ العَزيزِ القَديرِ
أَنتَ لِلدينِ خَيرُ مُستَخلَفٍ را / عٍ وَلِلمُؤمِنينَ خَيرُ أَميرِ
أَنتَ عَونُ القَليلِ نَصّارَةُ المَظ / لومِ غَوثُ المُستَصرِخِ المُستَجيرِ
أَنتَ في الرَوعِ كاسِرٌ كُلَّ جَبّا / رٍ وَفي الأَرضِ جابِرٌ لِلكَسيرِ
رُبَّ يَومٍ جَهمِ الثَرى قاتِمِ الجَو / وِ عَبوسٍ عَلى العِدى قَمطَريرِ
سِرتَ فيهِ تُطوى لَكَ الأَرضُ وَالأَم / لاكُ حَولَي لِوائِكَ المَنشورِ
يَفرَقُ اللَيلُ مِن مَواكِبِكَ السو / دِ وَيَعنو وَجهُ النَهارِ المُنيرِ
في خَميسٍ مَجرٍ يُغَمغِمُ بِالتَه / ليلِ أَبطالُهُ وَبِالتَكبيرِ
وَأُسودٍ مِن غِلمَةِ التُركِ لا تَأ / لَفُ إِلّا غيلَ القَنا المَشجورِ
يُنحِلونَ البُدورَ حُسناً وَإِن خا / ضوا وَغى ناحَلوا القَنا بِالخُصورِ
كُلُّ ذِمرٍ كَالظَبيِ يَسفِرُ في الكَر / رَةِ عَن ذِئبِ رَدهَةٍ مَذعورِ
مُستَسِلٍّ غِرارَ أَخضَرَ كَالرَو / ضَةِ ماضٍ مُستَلئِمٍ بِغَديرِ
مِن لُيوثِ الشَرى إِذا دارَتِ الحَر / بُ وَفي السِلمِ مِن ظِباءِ الخُدورِ
فَالعِذارُ الطَريرُ في خَدِّهِ أَف / تَكُ مِن حَدِّ سَيفِهِ المَطرورِ
شَبِعوا مِنكَ شِمَّرِيّاً يَرى أَن / نَ المَعالي بِالجِدِّ وَالتَشميرِ
فَجَزاكَ الإِلَهُ أَفضَلَ ما جا / زى إِماماً عَن سَعيِهِ المَشكورِ
يا اِبنَ خَيرِ الأَنامِ بَعدَ رَسولِ ال / لَهِ مِن خَيرِ مَعشَرٍ وَنَفيرِ
خَلَفَ الأَنبِياءِ جيرانِ بَيتِ ال / لَهِ ذي الحُجبِ دونَهُ وَالسُتورِ
مَعشَرٌ حُبُّهُم وَطاعَتُهُم حِص / نٌ لَنا مِن عَذابِ نارِ السَعيرِ
مَدحُهُم في المَعادِ ذُخري إِذا أَف / لَستُ مِن كُلِّ مُقتَنىً مَذخورِ
وَهُمُ شيعَتي الكِرامُ وَأَنصا / ري إِذا قَلَّ في الأَنامِ نَصيري
لَهُمُ غارِبُ الخِلافَةِ وَالذُر / وَةُ مِن كُلِّ مِنبَرٍ وَسَريرِ
هِمَمٌ كَالنُجومِ زُهرٌ عَوالٍ / وَوُجوهٌ وَضّاحَةٌ كَالبُدورِ
وَحُلومٌ مِثلُ الجِبالِ رَواسٍ / وَأَكُفٌّ فَيّاضَةٌ كَالبُحورِ
جِئتَ تَتلوهُم فَأَبطَلتَ قَولَ ال / ناسِ لَم يُبقِ أَوَّلٌ لِأَخيرِ
فَاِبقَ يا صاحِبَ الزَمانِ بَقاءً / أَبَدِيّاً يُفني بَقاءَ الدُهورِ
وَتَمَلَّ الشَهرَ الَّذي لَكَ في النا / سِ مِنَ الفَضلِ ما لَهُ في الشُهورِ
كُلَّ يَومٍ يُنيخُ أَنضاءَهُ وَف / دُ التَهاني في رَبعِكَ المَعمورِ
ياسَمِيَّ النَبِيِّ يا اِبنَ عَلِيٍّ
ياسَمِيَّ النَبِيِّ يا اِبنَ عَلِيٍّ / قاتِلِ الشِركِ وَالبَتولِ الطَهورِ
أَنتَ تَسمو عَلى البَريَّةِ طُرّاً / بِمَحَلٍّ عالٍ وَبَيتٍ كَبيرٍ
عَنكُمُ يُؤخَذُ الوَفاءُ وَمِنكُم / يَجتَدي الناسُ كُلَّ خَيرٍ وَخيرِ
كَيفَ أَخلَفتَني وَما الخَلفُ لِلمي / عادِ مِن عادَةِ المَوالي الصُدورِ
أَنتَ يا اِبنَ المُختارِ أَكرَمُ أَن تُن / ظِرَ في أَمرِ مُستَفادٍ حَقيرٍ
أَنتَ وَلَّيتَنيهِ مِنكَ اِبتِداءً / غَيرَ مُستَكرَهٍ وَلا مَجبورِ
وَلَقَد كانَ لائِقاً بِكَ أَن تَح / مِلَ ضِعفَيهِ عِندَ عَزلِ الوَزيرِ
وَتَغَسَّلتُ وَاِكتَحَلتُ ثَلاثاً / وَطَبَختُ الحُبوبَ في عاشورِ
وَطَوَيتَ الأَحزانَ فيهِ وَلَم أُب / دِ سُروراً في يَومِ عيدِ الغَديرِ
فَأَخو الفَضلِ مَن يُساعِدُ في الشِد / دَة لا في الرَخاءِ وَالمَيسورِ
أَيُّ عُذرٍ يَنوبُ عَنكَ وَما تا / رِكُ وَجهِ الصَوابِ بِالمَعذورِ
وَمَتى ما اِستَمَرَّ خَلفُكَ بِالوَع / دِ وَلَم تَعتَذِر عَنِ التَأخيرِ
صِرتُ مِن جُملَةِ النَواصِبِ لا آ / كُلُ غَيرَ الجَرِيِّ وَالجِرجيرِ
وَتَبَدَّلتُ مِن مَبيتيَّ في مَش / هَدِ موسى بِجامِعِ المَنصورِ
وَتَطَهَّرتُ مِن إِناءٍ يَهودِي / يٍ وَفَضَّلتُهُ عَلى الخِنزيرِ
وَرَآني أَهلُ التَشَيُّعِ في الكَر / خِ بِتاسومَةٍ وَذَيلٍ قَصيرٍ
زائِراً قَبرَ مُصعَبٍ بَعدَما كُن / تُ أُوالي دَفينَ قَبرِ النُدورِ
وَتَخَيَّرتُ أَن يَكونَ الزُبَيدِي / يُ رَفيقي في العَرضِ يَومَ النُشورِ
وَتَراني في الحَشرِ فاطِمَةُ الطُه / رِ وَكَفّي في كَفِّها المَبتورِ
وَتَكونُ المَسئولَ عَن مُؤمِنٍ أَل / قَيتَهُ أَنتَ في سَواءِ السَعيرِ
أَنا في كَفِّ مَن بِهِ تَفخَرُ الأَر
أَنا في كَفِّ مَن بِهِ تَفخَرُ الأَر / ضُ وَتَسمو عَلى السَماواتِ قَدرا
أَنا مِن وَجهِهِ أُقابِلُ شَمساً / أَنا مِن ثَغرِهِ أُقَبِّلُ دُرّاً
أَنا مِن نَشرِهِ وَطيبِ سَجايا / هُ أَفوتُ العَبيرَ طيباً وَنَشراً
وَكَأَنّي مِن بَأسِهِ وَعَطايا / راحَتَيهِ جاوَرتُ لَيثاً وَبَحراً
زِدتُّ تيهاً بِهِ عَلى كُلِّ مَلبو / سٍ وَفَخراً فَزادَهُ اللَهُ فَخرا
طافَ يَسعى بِها عَلى الجُلّاسِ
طافَ يَسعى بِها عَلى الجُلّاسِ / كَقَضيبِ الأَراكَةِ المَيّاسِ
بَدرُ تَمٍّ غازَلتُ مِن لَحظِهِ لَي / لَةَ نادَمتُهُ غَزالَ كِناسِ
ذَلَّلَتهُ لي المُدامُ فَأَضحى / لَيِّنَ العِطفِ بَعدَ طولِ شِماسِ
باتَ يَجلو عَليَّ رَوضَةَ حُسنٍ / بِتُّ فيها ما بَينَ وَردٍ وَآسِ
أَمزُجُ الكاسَ مِن جَناهُ وَكَم لَي / لَةِ صَدٍّ مَزَجتُ بِالدَمعِ كاسي
لا يَبِت ذَلِكَ الحَبيبُ بِما بِت / تُ أُعاني في حُبِّهِ وَأُقاسي
قَلَقي مِن وِشاحِهِ وَبِقَلبي / ما بَخَلخالِهِ مِنَ الوَسواسِ
أَيُّ بُرحٍ لَو كانَ لي مُسعِدٌ في / هِ وَجُرحٍ لَو كانَ لي مِنهُ آسِ
مَن تَناسى عَهدَ الشَبابِ فَإِنَّي / لِحَميدٍ مِن عَهدِهِ غَيرُ ناسِ
أَخلَقَ الدَهرُ جِدَّتي وَغَدَت مَن / كوبَةً نَعدَ مِرَّةٍ أَمراسي
يا نَهارَ المَشيبِ مَن لي وَهَيها / تَ بِلَيلِ الشَبيبَةِ الديماسِ
حالَ بَيني وَبَينَ لَهوي وَأَطرا / بي دَهرٌ أَحالَ صِبغَةَ راسي
وَرَأى الغانِياتُ شَيبي فَأَعرَض / نَ وَقُلتُ الشَبابُ خَيرُ لِباسِ
كَيفَ لا يَفضُلُ السَوادُ وَقَد أَض / حى شِعاراً عَلى بَني العَبّاسِ
إِمَناءُ اللَهِ الكِرامُ وَأَهلُ ال / جودِ وَالحِلمِ وَالتُقى وَالباسِ
عُلَماءُ الدينِ الحَنيفِ وَأَعلا / مُ الهُدى وَالضَراغِمِ الأَشراسِ
أَيَّدَ اللَهُ دينَهُ بِجِبالٍ / مِنهُمُ شُمَّخِ الهِضابِ رَواسي
وَاِصطَفاهُم مِن كُلِّ أَغلَبَ مَش / بوحِ الذِراعَينِ لِلعِدى فَرّاسِ
فَهُمُ الآمِرونَ بِالعَدلِ وَالإِح / سانِ وَالحاكِمونَ بِالقُسطاسِ
وَلَقَد زينَتِ الخِلافَةُ مِنهُم / بِإِمامِ الهُدى أَبي العَباسِ
مَلِكٌ جَلَّ قُدسُهُ عَن مِثالٍ / وَتَعالَت آلاؤُهُ عَن قِياسِ
هاشِميٌّ لَهُ زَئيرُ سُطىً يُن / سي الأُسودَ الزَئيرَ في الأَخياسِ
وَسَماحٌ يُغني البِلادَ إِذا الأَن / واءُ ضَنَّت بِصَوبِهِ الرَجّاسِ
جَمَعَ الأَمنُ في إِيالَتِهِ ما / بَينَ ذِئبِ الغَضا وَظَبي الكِناسِ
وَعَنا خاضِعاً لِعِزَّتِهِ كُلُّ / أَبِيِّ القِيادِ صَعبِ المِراسِ
بَثَّ في الأَرضِ رَأفَةً بَدَّلَت وَح / شَةَ ساري الظَلامِ بِالإيناسِ
غادَرَت جَفوَةَ اللَيالي حُنُوّاً / وَأَلانَت قَلبَ الزَمانِ القاسي
بِيَدِ الناصِرِ الإِمامِ اِستَجابَت / بَعدَ مَطلٍ مِنها وَطولِ مِكاسِ
رُدَّ تَدبيرُها إِلَيهِ فَأَضحى مُلكُها / وَهوَ ثابِتٌ في الأَساسِ
يا لَها بَيعَةً أَجَدَّت مِنَ الإِس / لامِ بالي رُسومِهِ الأَدراسِ
وَإِلى اللَهِ أَمرُها فَلَهُ المِن / نَةُ فيها عَلَيهِ لا لِلناسِ
جَمَعَتنا عَلى خَليفَةِ حَقٍّ / نَبَويِّ الأَعراقِ وَالأَغراسِ
في مَقامٍ ذَلَّت لِهَيبَتِهِ الأَع / ناقِ ذِلَّ المُقادِ لِلهِرماسِ
زالَ فيها الحِجابُ عَن مَلِكٍ عا / رٍ مِنَ العارِ لِلتُقى لَبّاسِ
وَرَأَينا بُردَ النَبِيِّ عَلى مَن / كِبِ طودٍ مِنَ الأَئِمَّةِ راسي
تالِياً هَديَهُ المَواقِفُ مِن نو / رِ جَلالٍ يُضيءُ كَالنِبراسِ
فَلَهُ في الرِقابِ عَهدُ وَلاءٍ / مُحكَمِ العَقدِ مُحصَدِ الأَمراسِ
يا مُبيدَ العِدى وَيا قاتِلَ المَح / لِ نَداهُ وَطارِدَ الإِفلاسِ
حُجَّةَ اللَهِ أَنتَ وَالسَبَبُ المَم / دودِ ما بَينَهُ وَبَينَ الناسِ
أَنتَ أَحيَيتَ رِمَّةَ العَدلِ وَالجو / دِ وَأَنشَرتَها مِنَ الأَرماسِ
جُدتَ قَبلَ السُؤالِ عَفواً وَكائِن / مِن يَدٍ لا تَدُرُّ بِالإِبساسِ
وَأَرَحتَ الزَوراءَ مِن جورِ مُزوَر / رٍ عَنِ الخَيرِ فاجِرٍ مَكّاسِ
آنِفاً لِلإِسلامِ مِنهُ وَمِن أَشيا / عِهِ عُصبَةِ الخَنا الأَرجاسِ
رَدَّ في نَحرِهِ اِنتِقامُكَ ما فَو / وَقَهُ مِن سِهامِهِ الأَنكاسِ
دُنِّسَت بُرهَةً بِأَفعالِهِ الدُن / يا فَطَهَّرتَها مِنَ الأَدناسِ
بِكَ عاذَت مِن شَرِّ شَيطانِهِ الوَس / واسِ فيها وَمُكرِهِ الخَنّاسِ
وَاِشتَكَت داءَها العُضالَ فَأَلفَت / كَ لِأَدوائِها الطَبيبَ الآسي
فَاِبقَ لِلدينِ ناصِراً وَاِرمِ بِالإِر / غامِ جَدَّ الإِعداءِ وَالإِتعاسِ
وَاِستَمِعها عَذراءَ شَرطَ التَهاني / وَاِقتِراحِ النَدمانِ وَالجُلّاسِ
حَمَلَت مِن أَريجِ مَدحِكَ نَشراً / هِيَ مِنهُ مِسكِيَّةُ الأَنفاسِ
مِدَحاً فيكَ لي سَتَبقى عَلى الدَه / رِ بَقاءَ التَنزيلِ في الأَطراسِ
ما اِمتَطى راحَةً يَراعٌ وما خَط / طَت يَمينٌ رَقشاً عَلى قِرطاسِ
خَلِّصوني مِن كَفِّ حَجّامِكُم هَ
خَلِّصوني مِن كَفِّ حَجّامِكُم هَ / ذا فَقَد عَزَّ مِن يَدَيهِ الخَلاصُ
وَخُذوهُ بِما جَناهُ بِرَأسي / مِنَ الجُروحِ لِلجُروحِ قَصاصُ
سَيِّدي يا اِبنَ جَعفَرٍ أَنتَ أَعلى
سَيِّدي يا اِبنَ جَعفَرٍ أَنتَ أَعلى / هِمَّةً أَن يَعيبَ بَعضَكَ بَعضُ
أَنتَ شَمسٌ لِلدينِ حَقّاً وَلِلفَضلِ / سَماءٌ وَلِلأَخِلّاءِ أَرضُ
لَكَ بَيتٌ عالي الدَعائِمِ لا يَط / مَعُ في مَجدِهِ المُؤَثَّلِ نَقضُ
وَالعَلاءُ الصَريحُ وَالسودَدُ المَح / ضُ وَما كُلُّ سودَدِ الناسِ مَحضُ
فَاِجتَنِب لا تَقِف بِجُهدِكِّ في مَو / ضِعِ عَتبٍ فَإِنَّ عَتبي مُمِضُّ
لا تُمِل غُصنَ دَوحَتي فَهوَ لا يَق / بَلُ كَسراً وَعودُهُ اللَدنُ غَضُّ
وَهوَ يَجلي وَكُلَّما غُضَّ عِندَ الن / ناسِ مِن قَدرِهِ فَمِنّي يُغَضُّ
فَاِبقَ ذا مِنَّةٍ وَطَولٍ أَخا عِر / ضٍ نَقِيٍّ ما خالَفَ الطولَ عَرضُ
سالِماً وافِراً يَقيكَ مِنَ الأَع / راضِ مَن مالَهُ فَأَهجوهُ عِرضُ
يا قَضيباً إِذا اِنثَنى
يا قَضيباً إِذا اِنثَنى / وَهِلالاً إِذا أَضا
لَكَ طَرفٌ تَعَلَّمَ ال / سَيفُ مِن لَحظِهِ المَضا
كُلَّ يَومٍ يُسَلُّ ظُل / ماً عَلينا وَيُنتَضى
يا مُقيماً عَلى الصُدو / دِ أَما تَعرِفُ الرِضا
هَل أَرى في هَواكَ يَو / ماً مِنَ الوَصلِ أَبيَضا
بِأَبي مَن يُمسي وَيُص / بِحُ غَضبانَ مُعرِضا
عَثرَتي فيهِ ما تُقا / لُ وَدَيني ما يُقتَضى
يا خَليلي إِذا مَرَر / تَ عَلى بانَةِ الغَضا
فَاِبكِ عَنّي حَتّى يَعو / دَ ثَراهُ مُرَوَّضا
وَاِفتَرِض لي دَمعاً فَما / زِلتُ لِلدَمعِ مُقرِضا
وَقُلِ المَدنِفُ المُقي / مُ بِتَيماءَ قَد قَضى
خَلَّفوهُ مُعَلَّلاً / بِالأَماني مُمَرَّضا
آهَ مِن بارِقٍ عَلى / أَيمَنِ الغورِ وَاِمِضا
مُذكِرٍ لي وَما نَسي / تُ لَيالِيَّ بِالأَضا
يا زَماناً أَلَذُّ ما / كانَ عَيشي بِهِ اِنقَضى
غَفِلَ الدَهرُ بُرهَةً / فيهِ عَنّا وَأَعرَضا
ما قَضَينا لُبانَةَ ال / نَفسِ مِنهُ حَتّى قَضى
عُد فَفي القَلبِ مِن بِعا / دِكَ عَنّا جَمرُ الغَضا
أَيُّها الرائِحُ المُجِد
أَيُّها الرائِحُ المُجِد / دُ وَأَنفاسُنا مَعَه
سِرتَ في الحِفظِ وَالكِلا / ءَةِ وَالأَمنِ وَالدَعَه
وَتَلقّاكَ مِن مَنا / زِلِكَ الرُحبُ وَالسَعَه
كُلَّما اِستَشعَرَت فِرا / قَكَ عادَت مُستَرجِعَه
وَفُؤادٌ حَنا الغَرا / مُ عَلى الشَوقِ أَضلُعَه
وَجُفونٌ لِوَ شكِ بَي / نِكَ بِالدَمعِ مُترِعَه
كَيفَ تَرقا عَينٌ لِمِثلِكَ / أَمسَت مُوَدِّعَه
يا اِبنَ عَبدِ الكَريمِ كَلَّفتَنا المَش
يا اِبنَ عَبدِ الكَريمِ كَلَّفتَنا المَش / يَ إِلى مَوضِعٍ بَعيدِ الطَريقِ
مُقفِرٍ موحِشٍ تُسَمّيهِ بُستا / ناً بِوَجهٍ صُلبِ الأَديمِ صَفيقِ
لَم يَصِحَّ النَدمانُ فيهِ مِنَ الرا / حِ وَلا الكَأسُ مِن فَمِ الإِبريقِ
عَزَّ فيهِ الماءُ القُراحُ عَلى الشُر / رابِ فَضلاً عَنِ المُدامِ الرَحيقِ
فيهِ بَقٌّ كَأَنَّهُ مِبضَعُ الفا / صِدِ أَهوى بِهِ إِلى الباسِليقِ
لَيسَ فيهِ شَيءٌ يَدورُ عَلى الضِر / سِ سِوى عِرضِكَ الدَريسِ السَحيقِ
لَو ظَفِرنا فيهِ بِمَرعىً وَريقِ / لَعَذَرناكَ أَو بَمَرأى أَنيقِ
فَكَأَنّا في ذاتِ عِرقٍ نَزَلنا / إِذ نَزَلناهُ أَو بِوادي الشُقوقِ
ياصَديقي مَسعودُ حَقّاً وَما كُل
ياصَديقي مَسعودُ حَقّاً وَما كُل / لُ صَديقٍ دَعَوتُهُ بِصَديقِ
قَد أَحاطَت بِيَ الهُمومُ وَما أَح / سِبُ أَنّي مِن دَأبِهِا بِمُفيقِ
وَشِفائي في نَشوَةٍ تَذَرُ الأَح / زانَ عَنّي مِن سِلسَبيلٍ رَحيقِ
أُمِّ لَهوٍ كَأَنَّ يا قوتَةً في ال / كَأسِ مِنها عُلَّت بِمِسكٍ فَتيقِ
غَنِيَت مِن صَفاءِ جَوهَرِها الذا / تِيِّ عَن أَن تُراقَ في راووقِ
مِن عَتادِ الرُهبانِ لَم يَخلُ عُمرَ ال / دَهرِ مِنها قِلايَةُ الجاثَليقِ
مَذهَبُ القَسِّ مَذهَبي في صَبوحٍ / أَنا فيها مُغرىً بِهِ وَغَبوقِ
فَأَرِحني مِن شاغِلِ الهَمِّ وَاِعتِق / مِنهُ رِقّي بِدَنِّ خَمرٍ عَتيقِ
لا أَلَمَّت بِكَ الهُمومُ وَلا زِل / تَ سَميراً لِلكَأسِ وَالإِبريقِ
عَدَّ نُصحاً مَلامِيَ العُذّالُ
عَدَّ نُصحاً مَلامِيَ العُذّالُ / فَمُحالٌ عَنها السُلُوُّ مُحالُ
أَينَ مِنّي السُلُوُّ لا أَينَ رَعيُ ال / عَهدِ كَلّا كِلاهُما لا يُنالُ
نَم خَلِيّاً وَخَلِّني فَبِقَلبي / في الهَوى لا بِقَلبِكَ البَلبالُ
لا تُعَدِّد دُنُوَّها قَد تَساوى ال / هَجرُ عِندي في حُبِّها وَالوِصالُ
كَفِلَت أَنَّني أَذوبُ نُحولاً / في هَواها الخُصورُ وَالأَكفالُ
وَحَبيبِ الإِعراضِ حُلوِ التَجَنّي / فيهِ تيهٌ مُعَشِّقٌ وَدَلالُ
عَبَّدَتني لَهُ وَما كُنتُ عَبداً / صِحَّةٌ في جُفونِهِ وَاِعتِلالُ
جارَ جورِيَّهُ وَمالَ عَلى ضَع / فِيَ في الحُبِّ قَدُّهُ المَيّالُ
حارَ طَرفي فيهِ أَبَدرُ سَماءٍ / هُوَ أَم خوطُ بانَةٍ أَم غَزالُ
زارَني موهِناً تَنُمُّ وِشا / حاهُ عَلَيهِ وَيَكتُمُ الخَلخالُ
يَتَهادى تيها كَما خَطَرَت غِب / بَ قُطارٍ عَلى غَديرِ شِمالُ
أَعجَلَتني أَناتُهُ حينَ أَسرى / وَاِستَخَفَّت حِلمي خُطاهُ الثِقالُ
بِتُّ أَشكو إِلَيهِ غُلَّةَ صَدري / وَبِفيهِ لَو شاءَ عَذبٌ زُلالُ
فَحَنا عاطِفاً مُقيلاً وَكانَت / عَثرَةُ الحُبِّ عِندَهُ لا تُقالُ
وَسَقاني مِن كَفِّهِ وَثَنايا / هُ وَمِن طَرفِهِ وَفيهِ الخَيالُ
قَهوَةً في جُفونِهِ نَشوَةٌ مِن / ها وَفيها مِن خَدِّهِ جِريالُ
يا بَعيدَ المِثالِ غادَرَني الشَو / قُ وَفي فيكَ تُضرَبُ الأَمثالُ
قَد أَقَرَّ المِلاحُ بِالفَضلِ طَوعاً / لَكَ وَالحُسنُ شاهِدٌ وَالجَمالُ
عُهدَةٌ في يَدَيكَ مِنها بِأَن صِر / تَ أَميراً عَليهِمُ إِسجالُ
إِن تَفُقهُم حُسناً فَقَد فاقَ في الإِح / سانِ وُلدُ المُظَفَّرِ الأَقيالُ
الوَفِيّونَ بِالعُهودِ إِذا الأَخلا / فُ آبَت مِنها القُوى وَالحِبالُ
كَفَلوا لِلنَزيلِ وَالجارِ بِالخِص / بِ وَقَد طَبَّقَ الثَرى الإِمحالُ
في ظُهورِ الجِيادِ مِنهُم أُسودٌ / وَصُدورِ الدُسوتِ مِنهُم جِبالُ
فَبِأَقلامِهِم وَأَسيافِهِم طُر / راً تَدُرُّ الأَرزاقُ وَالآجالُ
نَهَضاتٌ يَومَ الجِلادِ جِفافٌ / وَحُلومٌ يَومَ الجِدالِ ثِقالُ
بِعِمادِ الدينِ اِستَقادَ حَرونُ ال / حَظِّ لي وَاِستَجابَتِ الآمالُ
لَقِحَت عِندَهُ الأَماني وَعَهدي / بِأَماني الصُدورِ وَهيَ حِيالُ
فَضَلَ الناسَ بِالسَماحِ وَلَيسَ الفَ / ضلُ إِلّا لِمَن لَهُ الإِفضالُ
يُتبِعُ القَولَ بِالفِعالِ لِراجي / هِ وَما كُلُّ قائِلِ فَعّالُ
سَوَّدَتهُ نَفسٌ لَهُ غَنِيَت عَم / ما أَتَتهُ الأَعمامُ وَالأَخوالُ
شابَ مَعَ غُرَّةِ الحَداثَةِ رَأياً / وَاِعتِزاماً فَتَمَّ وَهوَ هِلالُ
سارَ سَيرَ السَحابِ في الناسِ جَدوا / هُ فَمِنهُ في كُلِّ أَرضِ سِجالُ
يُتلِفُ المالَ في الثَناءِ عَلى عِل / مٍ يَقينٍ أَنَّ الثَناءَ المالُ
قُل لِمَن رامَ أَن يَنالَ مَساعي / هِ مَتى كانَتِ السَماءُ تُنالُ
يا بَريءَ العَطاءِ مِن كَدَرِ المَط / لِ إِذا كَدَّرَ العَطاءَ المِطالُ
أَنتَ أَغنَيتَني وَداوَيتَ بِالمَع / روفِ فَقري وَالفَقرُ داءٌ عِضالُ
لَستُ أُحصي عَلى مَواهِبِ كَفَّي / كَ ثَناءً وَكَيفَ تُحصى الرِمالُ
خَصَّكَ اللَهُ بِالكَمالِ فَلَم يُع / وِزكَ إِلّا الأَضرابُ وَالأَشكالُ
أَنتَ لِلمُستَجيرِ جارٌ وَلِلرا / جي مَلاذٌ وَلِليَتامى ثِمالُ
أَنتَ لِلبائِسِ الفَقيرِ إِذا أَم / لَقَ مالٌ وَلِلطَريدِ مَآلُ
أَنتَ آلُ العُفاةِ أَرسَلَكَ اللَ / هُ لَنا رَحمَةً وَغَيرُكَ آلُ
يا أَبا نَصرِ المُرَجّى إِذا لَم / يَبقَ خَلقٌ يُرجى لَدَيهِ النَوالُ
عَن قَليلِ بَينَ العُراةِ وَبَينَ ال / بَردِ حَربُ لا تُصطَلى وَنِزالُ
قَد أَعَدّوا لَهُ جُيوباً مِنَ الرَع / دَةِ مُلساً تَزِلُّ عَنها النِصالُ
مِن عَذيري مِنها إِذا ما تَلَقَّت / ني بِذاكَ الوَجهِ الوَقاحِ الشَمالُ
فَأَعِنّي بِجِبَّةٍ أَشهَدُ الحَر / بَ بِها قَبلَ أَن يَجِدَّ القِتالُ
هُدبُها في النَدى إِذا نَفَحَ الصِر / رُ مِجَنٌّ وَفي النَدِيِّ جَمالُ
لا عَدَت رَبعَكَ التَهاني وَلا زا / لَ مُنيخاً بِبابِكَ الإِقبالُ
وَهُنا الناسَ عيدُهُم بِكَ فَالنا / سُ عَلى جودِ راحَتَيكَ عِيالُ
بالِغاً في غُصونِ دَوحَتِكَ الغَن / ناءِ أَقصى ما تَنتَهي الآمالُ
تَتَّقي زَأرَكَ الأُسودُ وَتَستَأ / سِدُ مِن حَولِ غيلِكَ الأَشبالُ
في بَقاءٍ لا يَقتَضيهِ اِنقِضاءٌ / وَنَعيمٍ لا يَعتَريهِ زَوالُ
قُل لِمَجدِ الدينِ الَّذي خُتِمَ الجو
قُل لِمَجدِ الدينِ الَّذي خُتِمَ الجو / دُ بِهِ يا مُمَهِّدَ الإِسلامِ
أَنتَ مُحيي مَيتِ المَكارِمِ وَالمُط / عِمُ في المَحلِ قاتِلُ الإِعدامِ
أَنتَ مالُ الراجي ثِمالُ اليَتامى / عِصمَةُ المُستَجيرِ وَالمُستَضامِ
قَد أَتَتنا الأَطباقُ تُنمى إِلى سو / دَدِ آبائِكَ المُلوكِ الكِرامِ
وَهيَ مَملوءَةٌ وَمَحفوفَةٌ بِال / كَرَمِ الصاحِبِيِّ وَالإِكرامِ
وَعَلَيها الصُحونُ فيحاً رِحاباً / كُلُّ صَحنٍ مِنها كَصَحنِ السَلامِ
لَيسَ فيها شَيءٌ يُعابُ وَمَعرو / فُكَ يَأبى عَن كُلِّ عابٍ وَذامِ
غَيرَ أَنَّ الغُلامَ مِن تَحتِها يَمش / ي رُوَيداً فَاللَهِ عَونُ الغُلامِ
فَاِبقَ صافي مَوارِدِ الجودِ مَسكو / بَ حَيا الرِفدِ سابِغَ الإِنعامِ
جادَكِ الواكِفُ الهَتِن
جادَكِ الواكِفُ الهَتِن / مِن مَغانٍ وَمِن دِمَن
وَسَقَتكِ الدُموعُ إِن / رَقَأَت أَدمُعُ المُزَن
أَينَ أَقمارُكِ الوِضا / ءِ وَأَغصانِكَ اللُدُن
وَزَمانٌ كَأَنَّ أَي / يامَهُ الغُرَّ لَم تَكُن
إِذ رَقيبُ الهَوى غَفو / لٌ وَأَسرارُهُ عَلَن
وَسِهامُ المَلامِ ما / قَرَعَت بَعدُ لي أُذُن
وَمَزارُ الأَحبابِ لَم / يَنأَ وَالدارُ لَم تَبِن
كَم بِذاكَ الأَراكِ مِن / وَطَرٍ لي وَمِن وَطَن
وَإِلى ساكِنيهِ مِن / شَجوِ قَلبٍ وَمِن شَجَن
ظَعَنوا بِالعَزاءِ وَال / صَبرِ وَالوَهدُ ما ظَعَن
فَوَجيبُ الفُؤادِ مُذ / نَفَرَ الحَيُّ ما سَكَن
مَن لِقَلبٍ مَعَ الصَبا / بَةِ وَالشَوقِ مُرتَهَن
أَنا ضَيَّعتُهُ بِإي / داعِهِ غَيرَ مُؤتَمَن
وَلِطَرفٍ حِلٍّ عَلى ال / دَمعِ حِجرٍ عَلى الوَسَن
وَلِعانٍ يَبكي المَنا / زِلَ شَوقاً إِلى السَكَن
ضَلَّ وَجداً بِالآنِسا / تِ الَّذي يَسأَلُ الدِمَن
عَذَلوهُ وَما دَروا / وَجدَهُ في الهَوى بِمَن
ما عَلى ذي صَبابَةٍ / بِهَوى الغيدِ مُمتَحَن
فَتَنتَهُ أَدماءُ سا / حِرَةُ الطَرفِ فَاِفتَتَن
غادَةٌ بِتُّ عاكِفاً / مِن هَواها عَلى وَثَن
تَفضَحُ الدِعصَ وَالأَرا / كَةَ وَالشادِنَ الأَغَن
اُنظُروها كَما نَظَر / تُ فَلوموا فيها إِذَن
أَنتِ يا مُقلَتي جَلَب / تِ لِيَ الهَمَّ وَالحَزَن
أَنتِ عَرَّضتِني بِإِرسا / لِكِ اللَحظَ لِلفِتَن
لَستِ أولى عَينٍ جَنَ / يتِ سَقاماً عَلى بَدَن
يا زَمانَ المَشيبِ لا / جاءَكَ الغَيثُ مِن زَمَن
أَنتَ أَظهَرتَ مِن عُيو / بِ أَخي الشَيبِ ما بَطَن
وَالحَبيبُ الخَوّانُ لَو / لاكَ يا شَيبُ لَم يَخُن
قَلَبَ الدَهرُ في تَقَل / لُبِهِ لي ظَهرَ المِجَن
فَرَماني مُجاهِراً / بِالمُلِمّاتِ وَالمِحَن
فَمَتى يا صُروفَهُ / تَنقَضي بَينَنا الإِحَن
فَسُدَ الناسُ فَالمَ / وَدّاتُ فيهِمُ عَلى دَخَن
فَتَوَحَّد وَلا تَكُن / ذا سُكونٍ إِلى سَكَن
وَتَغَرَّب لا تَحمِلِ ال / ضَيمَ في مَوطِنٍ تَهُن
فَأَخو الفَضلِ حَيثُ كا / نَ غَريباً عَنِالوَطَن
فَهوَ كَالماءِ ما أَقا / مَ بِأَرضٍ إِلَّصٍ أَجِن
وَالفَتى الحازِمُ الَّذي / سَبَرَ الدَهرَ وَاِمتَحَن
مَن دَنَت مِنهُ فُرصَةٌ / فَرَأى فَوتَها غَبِن
وَإِذا ما تَغافَلَت / عَنهُ أَيّامُهُ فَطَن
كَالأَجَلِّ المُوَفَّقِ اِب / نِ الدَوامِيِّ ذي المِنَن
جامِعِ البَأسِ وَالسَما / حَةِ وَالرَأيِ في قَرَن
يَتَّقي اللَهَ في السَري / رَةِ تَقواهُ في العَلَن
قائِمٌ بِالفُروضِ مِن / مَذهَبِ الجودِ وَالسُنَن
فَهوَ مِن سُنَّةِ المَكا / رِمِ جارٍ عَلى سَنَن
حَلَّ مِن ذُروَةِ العُلى / في الشَماريخِ وَالقُنَن
نَهَضَت عَنهُ مُنجِبٌ / طاهِرُ الذَيلِ وَالرُدُن
فَسَقَتهُ الوَفاءَ وَال / كَرَمَ المَحضَ في اللَبَن
خُلُقٌ كَالزُلالِ صا / فٍ مِنَ الغِلِّ وَالدَرَن
وَيَدٌ كَالغَمامِ أَث / قَلَهُ الوَدقُ فَاِرجَحَن
وَاِعتِزامٌ ما خارَ يَو / مَ جِلادٍ وَلا وَهَن
وَهوَ غَيثٌ إِذا اِستَلا / نَ وَلَيثٌ إِذ خَشُن
يَزِنُ الحَمدُ عِندَهُ / مُلكَ كِسرى وَذي يَزَن
وَيُرى أَنَّ مُشتَري ال / حَمدِ بِالمالِ قَد غَبَن
فَهوَ يَستَعظِمُ المَدي / حَ وَيَستَحقِرُ الثَمَن
وَإِذا العِرضُ لَم يَذِل / دونَهُ المالُ لَم يُصَن
قُل لِساري الظَلامِ يُع / مِلُ وَجناءَ كَالفَدَن
غادَرَتها النَوى الشُطو / نُ مِنَ الأَينِ كَالشَطَن
فَهيَ نِسعٌ في النِسعِ أَو / رَسَنٌ قيدَ في رَسَن
يَتَرامى بِهِ البِلا / دُ وَتَنبو بِهِ المُدُن
شِم سَماءً أَبو عَلِي / يٍ لَها عارِضٌ هَتِن
وَتَبَدَّل لينَ المِها / دِ مِنَ المَنزِلِ الخَشِن
فَهوَ لِاِبنِ السَبيلِ يَأ / وي إِلَيهِ نِعمَ العَطَن
فَنَزيلُ الإِحسانِ مَن / باتَ في مَنزِلِ الحَسَن
ذي الحِجى وَالوَقارِ يَص / غَرُ في حِضنِهِ حَضَن
لَم يُشَب وَعدُهُ بِمَط / لٍ وَلا جودُهُ بِمَن
سَلَّفَ المالَ في الثَنا / ءِ إِذا غَيرُهُ اِحتَجَن
وَيُرى ما سَخا بِهِ / مِنهُ أَبقى مِمّا خَزَن
وَسَحابُ نَداهُ يَن / هَلُّ وَالماءُ يَصطَفَن
قَد أَتَتكَ العَذراءُ ما / مَسَّ أَثوابَها دَرَن
حُرَّةُ الأَصلِ لا تُعا / بُ بِنَقصٍ وَلا تُزَن
فَهيَ أُختُ الآدابِ أُم / مُ المَعالي بِنتُ اللَسَن
وَهيَ دونَ الأَعراضِ نِع / مَ السَرابيلُ وَالجُنَن
زَفَّها مُحسِنٌ تُقِر / رُ لِإِحسانِهِ الفِطَن
راضَها بُرهَةً وَتَأ / بى عَلَيهِ إِلّا الحَرَن
ثُمَّ أَعطى قِيادَهُ / وَزنُها فيكَ فَاِتَّزَن
بارَكَ اللَهُ فيكُما / مِن عَروسٍ وَمِن خَتَن
كَرُمَت مَحتِداً وَكُل / لُ كَريمٍ بِها قَمِن
وَدَعاها إِلَيكَ ما / سارَ مِن ذِكرِكَ الحَسَن
وَوِدادٌ مِنِّي بِمَن / زِلَةِ الروحِ في البَدَن
أَحكَمَتهُ عَلى مُرو / رِ اللَيالي يَدُ الزَمَن
فَهوَ بَينَ الضُلوعِ في / حَبَّةِ القَلب مُختَزَن
وَسَيُطوى مَعي إِذا / ضَمَّني اللَحدُ في الكَفَن
فَاِبقَ ما غَرَّدَت مَعَ ال / صُبحِ وَرقاءُ في فَنَن
وَأَقَلَّت غَوارِبُ ال / ماءِ في دِجلَةَ السُفُن
وَاِستَمالَ النَسيمُ مُح / تَضِناً قامَةَ الغُصُن
وَخَيالٍ سَرى إِلَيَّ فَأَدنا
وَخَيالٍ سَرى إِلَيَّ فَأَدنا / ها عَلى النَأيِ وَالمَزارُ شَطونُ
سارَ يَطوي الفَلا وَحيداً وَمِن دو / نِ سُراهُ مَهامِهٌ وَحُزونُ
زائِرٌ في الظَلامِ يَسمَحُ بِالوَص / لِ وَمُهديهِ بِالسَلامِ ضَنينُ
لَم يَكِد يَهتَدي لِرَحلي لَولا / زَفَراتٌ مِن دونِهِ وَأَنينُ
وَبِأَعلا الكَثيبِ مِن أَيمَنِ الرَم / لِ مَلِيٌّ تُلوى إِلَيهِ الدُيونُ
بِعتُهُ مُهجَتي فَيالَكَ مِن صَف / قَةِ غَبنٍ راضٍ بِها المَغبونُ
وَظِباءٍ مِن عامِرٍ ما رَنَت إِل / لا أَرَتنا أَنَّ الكِناسَ عَرينُ
بِثُغورٍ يَشجى بِهِنَّ الأَقاحي / وَقُدودٍ تَشقى بِهِنَّ الغُصونُ
إِن يُطاعِنَّ فَالرِماحُ قُدودٌ / أَو يُناضِلنَ فَالسِهامُ عُيونُ
يا اِبنَةَ القَومِ كَيفَ ضاعَت عُهودي / بَينَكُم وَالوَفاءُ في العُربِ دينُ
كَيفَ أُسلِمتُ فيكُمُ إِلى الأَشجانِ / لَولا الغَرامُ جُنونُ
قَد تَمادى هَواكَ لي فَسَقامي / فيكَ بادٍ وَداءُ قَلبي دَفينُ
وَتَقَضّى المَدى وَما أَقصَرَ العا / ذِلُ فيكُمُ وَلا سَلا المَحزونُ
مَن تَناسى عَهدَ الشَبابِ وَأَيّا / مَ التَصابي فَلي إِلَيكُم حَنينُ
أَتَراني عَلى النَوى مُضمِراً عَن / كَ سُلُوّاً إِنّي إِذاً لَخَؤونُ
أَنا مَن قَد عَلِمتِ عَهدي عَلى النَأ / يِ وَثيقٌ وَحَبلُ وِدّي مَتينُ
لا تُحاوِل مِنّي المَوَدَّةَ بِالهَج / رِ فَإِنّي عَلى الجَفاءِ حَرونُ
أَنا ماءٌ عَلى التَواصُلِ رَقرا / قٌ وَفي الهَجرِ صَخرَةٌ لا تَلينُ
عَدِّني مَورِدَ الهَوانِ فَلا صا / دَفتُ رَيّاً يَكونُ في الرِيِّ هونُ
عَلَّمَتني الآباءُ أَخلاقَ قَومٍ / أَقسَموا أَنَّ جارَهُم لا يَهونُ
لا تَخَف في جِوارِهِم نُوَبَ الأَي / يامِ فَالجارُ فيهِمُ مَضمونُ
المُصيبونَ في دُجى الخَطبِ وَالمُع / طونَ في الجَدبِ وَالسَحابُ ضَنينُ
يَكتَسي التُربُ عَرفَهُم فَمَكانٌ / وَطِئَتهُ نِعالُهُم دارينُ
لَكُمُ يا بَني المُظَفَّرِ آيا / تٌ وَفَضلٌ يَومَ الفِخارِ مَتينُ
لا تُساميكُمُ القَبائِلُ فَالنا / سُ الدَنايا وَأَنتُمُ العِرنينُ
عَذُبَت عِندَكُم وَراقَت قِطافُ ال / كَرَمِ العِدِّ وَالمِياهُ أَجونُ
وَاللَيالي بيضٌ لَدَيكُم إِذا الأَي / يامُ أَمسَت بِغَيرِكُم وَهيَ جونُ
يا مُضِلَّ السَماحِ يَهوي بِهِ وَج / ناءُ حَرفٌ مِثلُ الهِلالِ أَمونُ
وَغِمارُ الفَلا كَأَنَّ مَطايا / هُ إِذا عُمنَ في الفَلاةِ سَفينُ
يَنشُدُ المَكرُماتِ في كُلِّ أَرضٍ / لَيسَ فيها عَمّا أَضَلَّ مُبينُ
أَنضِ ثَوبَ السُرى فَفي القَصرِ مِن بَغ / داذَ خِرقٌ لَهُ السَماحَةُ دينُ
حَيثُ رَوضُ النَدى جَميمٌ وَماءُ ال / جودِ غَمرٌ لِلسائِلينَ مَعينُ
لا تُؤَمِّل سِواهُ فَهوَ كَفيلٌ / لِمَساعيكَ بِالنَجاحِ ضَمينُ
تَلقَ مِنهُ بَحراً وَطَودَ حِمىً يَأ / وي إِلَيهِ اليَتيمُ وَالمِسكينُ
فارِسٌ مِن عَتادِهِ القُضُبُ الهِن / دِيَّةُ البيضُ وَالعِتاقُ الصُفونُ
مَشعَلٌ في البُزوغِ أَمضى مِنَ النَص / لِ وَقورٌ يَومَ السَلامِ رَزينُ
لابِسٌ في الحُروبِ مِن رَأيِهِ المُح / صَدِ دِرعاً ما ضاعَفَتها القُيونُ
مُصلِتٌ مِن مَضائِهِ سَيفَ عَزمٍ / سَلَّطَتهُ عَلى النُفوسِ المَنونُ
سَيفُهُ مِن مَضاءِ كَفَّيهِ وَالدِر / عُ عَلَيهِ مِن قَلبِهِ مَوضونُ
إِن سَخا أَو سَطا فَلا الأَسَدُ الوَر / دُ بِضارٍ وَلا السَحابُ هَتونُ
يُشرِقُ التاجُ مِنهُ فَوقَ جَبينٍ / كِسرَوِيٍّ لِلتاجِ فيهِ غُضونُ
قَولُهُ يَفضُلُ الفِعالَ وَيُسرا / هُ إِذا راحَ لِلعَطاءِ يَمينُ
يا مُعيني عَلى الخُطوبِ وَقَد أَس / لَمَني ناصِري وَقَلَّ المَعينُ
صانَ قَدري عَن مَعشَرٍ يُحرَمُ السا / ئِلُ فيهِم وَيُمنَعُ الماعونُ
لَهُم في مَواسِمِ الحَمدِ أَعرا / ضٌ عِجافٌ لُؤماً وَوَفرٌ سَمينُ
حاشَ لِلَّهِ أَن تَراني فيهِم / مُرخِصاً لِلثَناءِ وَهوَ ثَمينُ
أَرتَجي فَضلَ ناقِصٍ وَأُداري / كُلَّ جِنسٍ ما في سَجاياهُ لينُ
خُلَّبُ البَرقِ باتَ يَصدِقُ مُعرو / فُكَ لِلشائِمينَ وَهوَ يَمينُ
حِلفُ سوءٍ أُمُّ الأَيادي بِهِ ثَك / لى وَطَرفُ العَلاءِ مِنهُ سَخينُ
مُستَهامٌ بِالبُخلِ صَبٌّ كَما حا / مَ إِلى الأَخيَلِيَّةِ المَجنونُ
وَكَأَنَّ العافي يُخاطِبُ مِن جَد / واهُ رَسماً بِرامَةٍ لا يُبينُ
فَفَدَت كَفَّكَ الَّتي جودُها الكَو / ثَرُ كَفٌّ عَطائُها غِسلينُ
صَدَقَت فيكَ يا مُحَمَّدُ آما / لي وَخابَت لَدى سِواكَ الظُنونُ
مَلَّكَتني لَكَ الأَيادي فَإِن أُم / سِ طَليقاً فَإِنَّ شُكري رَهينُ
عَوَّدَتني النُعمى يَداكَ وَعادا / تُ الأَيادي عَلى الكِرامِ دُيونُ
كُلَّ عامٍ تُجِدُّها لَكَ نُعما / كَ فَلا أَخلَفَت عُلاكَ السِنينُ
أَنا أَهلٌ وَأَنتَ أَيضاً بِأَن تَب / عَثَ أَمثالَها إِلَيَّ قَمينُ
هِيَ لي جُنَّةٌ مِنَ الفَقرِ ما عِش / تُ وَحِصنٌ مِنَ الخُطوبِ حَصينُ
لا تَراني إِذا تَحَلَّلتُها أَخ / ضَعُ مِن حادِثٍ وَلا أَستَكينُ
أَكتَسي رَونَقاً بِمَلبَسِها الضا / في فَتُمسي صوراً إِلَيَّ العُيونُ
طالَما أَصبَحَت وَأَمسَت وَلي في ال / قُرِّ مِنها مَعاقِلٌ وَحُصونُ
فَاِستَمِعها عَذراءَ تَحمِلُ أَبكا / رَ المَعاني مِنها قَوافٍ عونُ
مِدَحٌ كَالرِياضِ باكَرَها القَط / رُ فَمِنها الخَيرِيُّ وَالنِسرينُ
فَاِفتَرِع ذُروَةَ البَقاءِ بِمُلكٍ / أَخمَصاهُ التَأييدُ وَالتَمكينُ
بالِغاً في أَخيكَ ما نالَهُ مو / سى وَقَد شَدَّ إِزرَهُ هارونُ
مُذ دَعوهُ تاجاً تَمَنّى هِلالُ ال / أُفقِ لَو أَنَّهُ الغَداةَ جَبينُ
وَاِبقَ وَاِبناكَ ما أَقامَ ثَبيرٌ / وَأَقَلَّت وُرقَ الحَمامِ الغُصونُ
فَبَهاءُ الدينِ الَّذي إِن دَعَونا / هُ لِخَطبٍ فَحَدُّهُ مَسنونُ
أُدعُهُ لِلسَماحِ وَالبَأسِ يَلقا / كَ مُجيباً مِنهُ القَوِيُّ الأَمينُ
وَشِهابُ الدينِ الَّذي يَصدَعُ الخَط / بَ بِوَجهٍ يَنجابُ عَنهُ الدُجونُ
كامِنٌ في سِرارِ أَعطافِهِ المَج / دُ وَلِلنارِ في الزِنادِ كَمونُ
وَاِسلَموا تُنجِزونَ أَعداءَكُم ما / رَضِعَ الطِفلُ وَاِستَهَلَّ الجَنينُ