المجموع : 17
عَيّرَتني تَركَ المُدامِ وَقالَت
عَيّرَتني تَركَ المُدامِ وَقالَت / هَل جَفاها مِن الكِرامِ لَبيبُ
هِيَ تَحتَ الظَلامِ نُورٌ وَفي الأَك / بادِ بَردٌ وَفي الخُدودِ لَهيبُ
قُلتُ يا هَذِهِ عَدلتِ عَنِ النُص / حِ أَما لِلرَشادِ فيكِ نَصيبُ
إِنَّها للستورِ هَتكٌ وَبِالأَل / بابِ فَتكٌ وَفي المَعادِ ذُنوبُ
وَغَزالٍ مَنحتَهُ خالِصَ الود
وَغَزالٍ مَنحتَهُ خالِصَ الود / دِ فَجازى بَالصَدِّ وَالاِجتِنابِ
لَم أَلُمهُ أَنِ اِتَقّى بِحجابٍ / رَدّني واله الفُؤادِ لِما بي
هَبهُ رُوحي وَلَيسَ يُنكِر لِلرو / حِ تَوارٍ عَنِ الوَرى بِحِجابِ
شَعَراتٌ قَد رُكّبت في نِصابٍ
شَعَراتٌ قَد رُكّبت في نِصابٍ / هُنَّ سَوطُ العَذابِ فَوقَ الذُبابِ
وَلِذاكَ النِصابِ صَورَةُ كَفٍّ / وُضِعَت مِنهُ مَوضِعَ الأَذنابِ
ذاتَ رِفقٍ بِحَكِّ جِلديَ تُهدي / راحَةً مِن أَذىً بِلا إِتعابِ
يا لَها مِن مِذبَّةِ زينِ كَفٍّ / جَمَعَت بَينَ راحَةٍ وَعَذابِ
خَيرُ ما اِستَطرَفَ الفَوارِسَ طِرفٌ
خَيرُ ما اِستَطرَفَ الفَوارِسَ طِرفٌ / كُلُّ طَرفٍ لِحُسنِهِ مَبهوتُ
هُوَ فَوقَ الجِبالِ وَعلٌ وَفي السَه / لِ عِقابٌ وَفي المَعابِرِ حُوتُ
يا سُروري بِنَيلِ تُحفَةٍ خِلٍّ
يا سُروري بِنَيلِ تُحفَةٍ خِلٍّ / صادِقِ الوُّدِّ بِالثَناءِ جَديرِ
مِن هدى زُفّت إِلى السَمعِ بكرٍ / تَتَهادى في حِليَةٍ وَشُذورِ
بُشرَةُ القَلبِ نُزهَةُ الطَرفِ حَقّاً / بِدعَةُ السَمعِ مِن بَناتِ الضَميرِ
خِدرُها في السَوادِ مِن حُبِّه القَل / بَ مَنيعُ الجَنابِ لا كَالخُدورِ
مَهرُها أَن تُذالَ بِالبَذلِ وَالنَش / رِ وَأَن لا تُصانَ لا كَالمُهورِ
نُظِمَت مِن بَلاغَةٍ وَمَعانٍ / مِثلَ نَظمِ العُقودِ فَوقَ النُحورِ
نَتَجَتها خَواطِرٌ قَد أُبيحَت / كُلّ عَذبٍ مِنَ الكَلامِ خَطيرِ
غائِصاتٌ عَلى بَدائِعَ يُزرينَ / بِما نالَ غائِصٌ في البُحورِ
فَكَأَنّي وَقَد تَمَتّعتُ مِنها / جالِسٌ بَينَ رَوضَةٍ وَغَديرٍ
كَم تَذَكّرتُ عِندَها مِن عُهُودٍ / لِلتَلاقي وَظِلِّ عَيشٍ نَضيرِ
فَذَممتُ الزَمانَ إِذ ضَنَّ عَنّا / بِاِجتِماعٍ يَضُّمُ شَملَ السُرورِ
وَحَقيقٌ بِذَمِّهِ مَن رَماهُ / مِن أَخلّائِهِ بِنَأيِ شطورِ
وَخُصوصاً في عَينِهم وَعَديمِ ال / شَكلِ مِن بَينِهم أَبي مَنصورِ
مَن جَنى وُدّه كَأريٍ مَشورٍ / وَثَنى لَفظه كَلَفظِ بَشيرِ
هُوَ زَينُ الأَدآبِ تَفتَرُّ مِنهُ / عَن سِراجِ العُيونِ مِلءَ الصُدورِ
وَلَئن راعَنا الزَمانُ بِبَينٍ / أُلبِسَ الأُنسُ ذلّةَ المَهجُورِ
فَعَسى اللَهُ أَن يُعيدَ اِجتِماعاً / في أَمانٍ وَغِبطَةٍ وَسُرورِ
إِنَّهُ قادِرٌ عَلى رَدِّ ما فا / تَ وَتَيسيرِ كُلِّ أَمرٍ عَسيرِ
مُبدِعٌ في شَمائِلِ المَجدِ خِيماً
مُبدِعٌ في شَمائِلِ المَجدِ خِيماً / ما اِهتَدَينا لِأَخذِهِ وَاِقتِباسِه
فَهوَ فَظٌّ بِالمالِ وَقتَ نَداهُ / وَجَوادٌ بِالعَفوِ في وَقتِ باسِه
قَد أَبى لي خِضابَ شَيبي فُؤاد
قَد أَبى لي خِضابَ شَيبي فُؤاد / فِيه وَجدٌ بِكَتمِ سِرّي وَلُوعُ
خافَ أَن يُحدِثَ الخِضابُ نُصُولاً / وَنُصولُ الخِضابِ سرٌّ يَذيعُ
رُبَّما أَمتَعَ القَليل
رُبَّما أَمتَعَ القَليل / مِنَ المالِ أَو كَفى
وَإِذا زادَ كَثرَةً / وَعَدا القَدرَ أَتلَفا
كَسِراجٍ مُنَوّرٍ / إِن طَفا دُهنُهُ اِنطَفى
ما سَبى عَقلي المدام الرَحيقُ
ما سَبى عَقلي المدام الرَحيقُ / بَل جُفونٌ نَشوانُها لا يفيقُ
حينَ غُصنُ الشَبابِ غَضٌّ وَريقٌ / وَمَزاجُ الشَبابِ غَضٌّ وَريقُ
ثُمَّ بانَ الصبا وَعَفَّ التَصابي / وَتَجافى الهَوى وَخَفَّ الحَريقُ
لاحَ لي في الرياضِ نُورُ الشَقيقِ
لاحَ لي في الرياضِ نُورُ الشَقيقِ / فَحَكى لي غَلائِلاً مِن عَقيقِ
ما يَشُقُّ الهُمومَ مِثلُ شَقيقٍ / عِندَ راحٍ لِكُلِّ روحٍ شَقيقِ
خَيرُ ما اِستَعصَمَت بِهِ الكَفُّ يَوماً
خَيرُ ما اِستَعصَمَت بِهِ الكَفُّ يَوماً / في سَوادِ الخُطوبِ عَضبٌ صَقيلُ
عَن سُؤالِ اللِئام مغنٍ / وَفي العَظمِ مُغن وَلِلمَنايا رَسولُ
هَل إِلى سَلوةٍ وَصَبرٍ سَبيلُ
هَل إِلى سَلوةٍ وَصَبرٍ سَبيلُ / كَيفَ وَالرزءُ ما عَلِمتَ جَليلُ
فَجعتني الأَيّامُ لَمّا أَلَمّت / بِصَديقٍ وَجدي عَلَيهِ طَويلُ
بِأَبي القاسمِ الَّذي أَقسَمَ المَج / دُ يَميناً أَن لَيسَ مِنهُ بَديلُ
حسنُ خَلقٍ وَمَخبرٍ ورُواءٍ / قَد عَلَته قَسامَةٌ وَقَبُولُ
كانَ مَغنى الوَفاء وَالبِرّ إِن حا / لَ زَمانٌ فَوُدُّه ما يَحُولُ
كانَ زَينَ النَدى في العِلمِ وال / آدابِ تَرعى رِياضَهُنَّ العُقولُ
كانَ بَدرَ النُهى فَحانَ أفُولُ / كانَ شَمسَ الحجى فَحانَ أَصيلُ
كانَ كَهفي عَلى الحَوادِث ما عا / شَ عَلَيها بِرَأيِهِ أَستَطيلُ
لَهفَ نَفسي عَلى شَمائِلِ حُرٍّ / سُحِبَت لِلشَمالِ فيها ذُيولُ
كَيفَ أَسلُو عَن صاحِبٍ لَيسَ مِنهُ / خَلفٌ يَشتَفي بِهِ لي غَليلُ
لَيسَ هَيهاتَ لي إِلَيهِ سَبيل / إِنَّ دَهري بِمثلِهِ لَبَخيلُ
زانَهُ العَقلُ وَالحَصافَةُ وَالرَأ / يُ وَحُسنُ البَيانِ وَالتَحصيلُ
وَعَفافٌ يُثنيهِ عَن مَوقِفِ الشَك / كِ إِذا أَطلَقَ العِنانَ الجَهولُ
مسعدٌ في الرَخاءِ سَمحٌ شَفيقٌ / وَلَهُ في النائِباتِ برّ وصولُ
صادِقُ الوُدِّ ثابِتٌ لا كَخلٍّ / هُوَ مُستَكرِهُ الإِخاءِ مَلولُ
خُلُقٌ كَالزلال زَلَّ عَنِ الصَخ / رِ وَنَفسٌ لِلعَيبِ عَنها زَليلُ
وَاِجتِنابٌ لِما يُعابُ مِنَ الأَم / رِ وَعَرضٌ مِنَ الدَناءِ صَقيلُ
حافِظٌ لِلكِتابِ يَعنيهِ مِنهُ / رافِداه التَنزيلُ وَالتَأويلُ
قائِمٌ في الدُجى حَليفُ صَلاةٍ / مِن سَنا وَجهِهِ عَلَيها دَليلُ
مَن يَكُن بَعدَهُ العَزاءُ جَميلاً / فَاِجتِنابُ العَزاءِ مِنهُ جَميلُ
ما عَلاهُ الصَفيحُ في اللَحدِ حَتّى / غالَني بَعدَهُ البكا وَالعَويلُ
أَيّ مَرأى وَمَنظَرٍ لا يَهولُ / مِن خَليلٍ عَلَيهِ تربٌ مَهيلُ
لَيسَ ما سالَ مِن جُفونِيَ دَمعاً / هِيَ نَفسي تَذوبُ ثُمَّ تَسيلُ
فَعَلَيهِ سَلامُ ذي العَرشِ يُهدي / هِ إِلى حَشوِ قَبرِهِ جِبريلُ
وَأَتاهُ مِن رَحمَةِ اللَهِ كَفلٌ / هُوَ بِالخُلدِ في الجِنانِ كَفيلُ
سُقيت بِالذُنوبِ مِنها عِظامٌ / ما لِعُظمِ الذُنوبِ فيها مَقيلُ
وَإِذا جادَتِ الغَوادي بِوَبلٍ / فَسَقاهُ مِنها سَحابٌ مَخيلُ
كَيفَ يَنساكَ مَن تَرَكتَ عَلَيهِ / حَسرَةً لا تني وَوَجداً يَطولُ
يا غَزالاً بِوَجهِهِ جَدريُّ
يا غَزالاً بِوَجهِهِ جَدريُّ / ظَلَّ يَحكي كَواكِباً في هِلالِ
لا تَلمني إِن نَمَّ بِالسِرِّ دَمعي / فَلَهُ الذَنبُ خالِصاً فيهِ لا لي
جامِلِ الناسَ في المَعا
جامِلِ الناسَ في المَعا / شِ وَخَلِّ المُزاحَمَه
وَتَفاصَح وَقُل لِمَن / يَتعاطى المُزاحَ مَه
صِل مُحِبّاً أَعياهُ وَصفُ هَواهُ
صِل مُحِبّاً أَعياهُ وَصفُ هَواهُ / فَضَناهُ يَنوبُ عَن تَرجُمانِه
كُلَّما هَمَّ بِالرُقادِ تَصَدَّت / مُقلَتاهُ بِدَمعِهِ تُرجُمانه
لي رَفيقٌ شَهمُ الفُؤادِ يَماني
لي رَفيقٌ شَهمُ الفُؤادِ يَماني / غَزِلٌ في قصافَةِ القُضبانِ
لا يُغنّي في العَظمِ إِلّا إِذا أَص / بَحَ نَشوان مِن نَجيعٍ قاني
إِنَّ لي في الهَوى لِساناً كَتُوماً
إِنَّ لي في الهَوى لِساناً كَتُوماً / وَجَناناً يُخفي حَريقَ جَواه
غَيرَ أَنّي أَخافُ دَمعي عَلَيه / سَتَراهُ يُفشي الَّذي سَتَراه