المجموع : 40
أنا في وحشتي غريب بحبي
أنا في وحشتي غريب بحبي / لغزالٍ في حُسنه كالغريبِ
لي حبيب أضحى حبيباً إلى النا / س بحُسنٍ مُقلِّبٍ للقلوب
صرتُ مثل القضيب يبساً لوجدي / برشيقٍ في قدِّه كالقضيبِ
فكأنّا إذا اعتنقنا قضيبٌ / جفَّ فالتفَّ في قضيبٍ رطيبِ
كم تنعَّمتُ في الهوى وشقيتُ
كم تنعَّمتُ في الهوى وشقيتُ / كم وكم متُّ فيه ثم حييتُ
إن أكن ربما سخطتُ على الده / ر لذنبٍ فطال ما قد رضيتُ
نغص اللَهُ حاسداً نغص العي / شَ وقد طال للحبيب المَبيتُ
ما يريد الحسودُ منّا ولكن / كلُّ شيءٍ من المَقيت مَقيتُ
جرح القلبَ باللحاظ جراحا
جرح القلبَ باللحاظ جراحا / قمرٌ في الغلائل السود لاحا
لو تراه إذا بدا قلتَ بدرٌ / وقضيب مُلاعِبٌ أرياحا
وبصدغٍ معقربٍ فوق خدٍّ / صاحت الملقلتانِ منه السلاحا
أشتهي أن أُزيل بالوصل وجدي
أشتهي أن أُزيل بالوصل وجدي / مثلما قد شقيتُ بالحب وحدي
ومن الغبن أن يفوز عدوّي / بحبيبي ولم يجِد منه وجدي
من رأى ما رأيتُهُ
من رأى ما رأيتُهُ / فلقد فاز بالنظر
صورتينِ تجلَّتا / لهما تسجد الصُّور
قلتُ لما رأيتُ ذا / كَ وهذا على قَدَر
أزليخا ويوسف / قد أُعيدا على البشر
أم لأشراط ساعةٍ / جُمِع الشمسُ والقمر
فلوَ اَني مخيرٌ / لتحيَّرتُ في الخِيَر
أشتهي ذا أُحبُّ ذا / ذاك سمعي وذا البصر
يا قليل الإنصاف قلَّةُ إنصا
يا قليل الإنصاف قلَّةُ إنصا / فِك في الحبِّ مثل قلَّة صبري
لا تلمني إن ضاق عفوك عني / في الهوى أن يضيق بالشوق صدري
كان عذري إليك عندك ذنباً / فأنا الدهر في اعتذارٍ لعذري
كنتُ أبكي من هجر يومٍ بيومٍ / كيف إذ صار هجر شهرٍ بشهرِ
قد غَزاني هواك أيَّدَكَ اللَ
قد غَزاني هواك أيَّدَكَ اللَ / هُ بجُندٍ يطلبنَ قلبي بثارِ
فالتقينا من العتاب طويلاً / بين صَفَّي ملامةٍ واعتذارِ
كم تراني قبِلتُ عتبك لو مَت / تَ لسيف الخضوع والإقرار
يا نَدِيماً نادمتُ فيه السُّرورا
يا نَدِيماً نادمتُ فيه السُّرورا / بأبي أنتَ مُلهياً وسميرا
بِغناءٍ يبثُّ دُرّاً نظيماً / وحديثٍ يبثُّ درّاً نثيرا
أنت لو لم تكن بُعِثتَ الى اللَّهْ / وِ رَسُولاً لم أنطق الطنبورا
لم يَزَل ناطقاً يُناغيكَ حتّى / كادت الأرضُ تحتنا أن تَمُورا
فلو اَنَّ البحور خمرٌ لدينا / وتَغَنَّيتَ لارتَشَفنا البحورا
قصرَ الليلُ إذ حَدَوتَ مطايا / هُ فأسرعنَ إذ طَوَينَ المَسيرا
مَلَكتنا الخصورُ والأردافُ
مَلَكتنا الخصورُ والأردافُ / وسَبَتنا القدودُ والأعطافُ
حيَّرتنا تلك العيونُ الكحيلا / تُ ومن تحتها فنونٌ لطافُ
فَتَنَتنا إذ في العيون فتورٌ / أسكرتنا إذ في الخدود سلافُ
قويت فتنة المِلاح على الدِّي / ن فما تصنع القلوب الضِّعافُ
يا مريضاً قد أمرَضَ ال
يا مريضاً قد أمرَضَ ال / حُسنَ والظَّرفَ والوفا
لم يكن تركي العيا / دَةَ هجراً ولا جفا
لم أُطِق أن أراك يا / أحسنَ الناسِ مُدنَفا
كيف ألقاكَ بعد ما / كان قلبي تخوَّفا
طال خوفي عليك فال / حمد لِلّهِ إذ كفى
ما على البدر سيِّدي / من كسوفٍ تَطوَّفا
وبودّي لو اَنَّ في / حتف روحي لك الشِّفا
لا تخف من تَغَيُّرٍ / ليس بالحسن من خفا
أنا أفديكَ من مَلُولٍ أَلُوفٍ
أنا أفديكَ من مَلُولٍ أَلُوفٍ / راضَني بالأمان والتخويفِ
تتجنّى فنحن في كل بؤسٍ / ثم ترضى فنحن في كلِّ ريفِ
أنت تجني عَلَيَّ طوراً وطوراً / ليَ بين الترفيه والتعنيفِ
حار حكمي في حكمك الجائر العد / ل وفي خلقك الجليل اللطيفِ
أنت عند التجريد ضوءٌ ولكن / أنت عند اللباس كالمنجُوفِ
ليس عن خيرةٍ وصفتُكَ لكن / حركاتٌ دلَّت على الموصوفِ
حركات شواهد عن غيوبٍ / فالمُغَطّى فيهنَّ كالمكشوفِ
تتهادى فالموج صوت نذير / وتثنَّى فالميل مَيلُ قَصِيفِ
أنت بالخصر والمؤزَّر تحكي / مَضَّةَ الشوق بالفؤاد الضعيفِ
فلتوفير ذا ودقَّة هذا / أنت في حالتَي ثقيلٍ خفيفِ
لك وجه كالبدر لكن بريءٌ / من محاقٍ أو غَيبَةٍ أو كسوفِ
وفم مثل خاتم الحسن يُزهى / بابتسام عذبٍ ونطقٍ ظَريفِ
جُمِعَت فيك لذَّةُ العيش لكن / حال مِن دونها سلاح الحتوفِ
لحظاتٌ قَواصِدٌ كسِهامٍ / من جفون قواطع كالسيوفِ
ما تركتُ اللقاءَ يومَ الفراقِ
ما تركتُ اللقاءَ يومَ الفراقِ / من جفاءٍ لكن منَ الإِشفاقِ
لم أُطِق أن أزيدَ قلبي على ما / فيه من لوعةٍ وحَرِّ اشتياقِ
بلغت روحيَ التَّراقي من الشَّو / قِ ولو زِدتُ لم تُقِم في التَّراقي
لم أُطِق أن أرى فراقك جهراً / وفِراقُ الحبيب غير مُطَاقِ
أنت روحي فلو أتيتُك للتَّو / ديعِ ودَّعتُ مهجتي للسِّياقِ
إن أقامت أجسامُنا إذ ترحَّل / تَ فأرواحُنا أمامَ الرِّفاقِ
قد تطيَّرتُ من وقوفٍ لتودي / عٍ فأمَّلت وقفةً للتَّلاقِ
إن شَجَتنا يدُ الفراق فإنّا / قد أمِنّا تَفَرّقَ الأخلاقِ
لم أثق بالحياة بعدك إلا / ليقيني أنّي على الميثاقِ
لا قَضى اللَه بيننا بالفراقِ
لا قَضى اللَه بيننا بالفراقِ / إنَّ طعمَ الفراق مُرُّ المذاقِ
غُصَصٌ الموتِ ساعة ثم تفنى / وفراق الحبيب في الصدر باقِ
يا فراقَ الحبيب أنت عذابٌ / قاتلٌ للمحبِّ حتّى التلاقي
كلّ يومٍ أموتُ من ألفِ لونٍ / وأرى الموتَ لذةً للفراقِ
لا ابتلى اللَه عاشقاً بفراقِ
لا ابتلى اللَه عاشقاً بفراقِ / فيُلاقي من جهده ما أُلاقي
أيّ شَيءٍ أشدّ من فَقد إلفٍ / بعد أُنس الهوى وطِيب العناقِ
فُزتُ من رُؤية الحبيب بعيشٍ / تِهتُ من طِيبهِ على العشّاقِ
وتوهَّمت أنَّه جَنَّةُ الخُل / دِ إلى أن رأيتُه غيرَ باقِ
سيِّدي أنت كيف بعد عِناق ال / وصلِ أبقى على عَنَاقِ الفراق
لِم إذا ما مررتَ تِهتَ علينا
لِم إذا ما مررتَ تِهتَ علينا / وجعلتَ الطريق غيرَ الطريقِ
وتلفَّتَّ كالغزالة ذعراً / وتثنَّيتَ كالقضيب الرشيقِ
لك عِلمٌ بأنَّني بك أَلهُو / أنا واللَهِ فوق شوق المَشُوقِ
أنا واللَهِ أرحم العُشّاقا
أنا واللَهِ أرحم العُشّاقا / ويل مَن كان عاشقاً مشتاقا
للهوى في جوانحي نار شوقٍ / كل يومٍ تزيد فيه احتراقا
كسد الحبُّ عند كلِّ محبٍّ / وأراه يزيد عندي نَفاقا
لو على العاشقين يُقسم عشقي / أصبح الناسُ كلُّهم عُشّاقا
كيف للعَين أن ترى
كيف للعَين أن ترى / قمراً في قراطِقِ
فوق نسرين خدِّه / حُلَّةٌ من شقائقِ
بين عينَيه روضَةٌ / نزهة للخلائقِ
مُمتَلي الجسم ما خَلا / مستَقَرّ المَناطقِ
أنا واللَهِ وامقٌ / رَقَّ لي كلُّ وامقِ
مُخجِلَ البدرِ في الفَلَكْ
مُخجِلَ البدرِ في الفَلَكْ / قف قليلاً لنسألَكْ
فلئن تِهتَ بالجما / ل علينا فحُقَّ لك
يا شبيهَ الذي به / فُتِنَت حُرَّةُ المَلِك
حين قدَّت قميصَه / ثم قالت فهَيتَ لك
ليت حظّي من كلِّ عيشي رضاكا
ليت حظّي من كلِّ عيشي رضاكا / فهو حسبي ونعمتي أن أراكا
فتكت مقلتاك فتكاً بقلبي / وتعدّى على فؤادي هواكا
نظرة منك لي أيا قرَّةَ العي / نِ ولا ألف نظرةٍ من سواكا
لو أخذتَ المِرآةَ أبصرتَ وجهاً / شاهداً لي بأنَّ ذاك كذاكا
ريحُ شوقٍ للبَين كانت سَموما
ريحُ شوقٍ للبَين كانت سَموما / ثم عادت عند اللقاء نسيما
فهي بالأمس نار نمرود كانت / وهي اليوم نار إبراهيما
ما أمرَّ الخروج من بلدة في / ها حبيبي وما ألذَّ القدوما
سُمِّيَت وقفةُ التفرُّق تسلي / ماً كما سُمِّيَ اللَّديغُ سليما
ذقتُ طعمَي تفرُّقٍ ولقاءٍ / كدتُ من فرط ذا وذا أن أهيما
وكأنّي ولم أرَ النارَ والجَن / نَةَ ذقتُ الغِسلينَ والتسنيما
ففراقُ المعشوقِ والهلكُ سيّا / ن وإن كان ذا وذاك عظيما
ليس فقدان مَن يُفِيدُ الصَبابا / تِ كفقدان مَن يُفيد النعيما
كن عنياً فإن كلَّ حبيبٍ / لم يزل قاسياً يكون رحيما
ما تراني عند الأنام جميعاً / صرتُ بالسيِّد الكريم كريما
خدمَتني القلوبُ حتّى كأنّي / مت باللحد خلتني مخدوما
يا أبا القاسم المهيب المرجّى / بك أُكرِمتُ ظاعناً ومُقيما
وحَقيقٌ لعُظم قدرك أن يُظ / هرَ في أوليائك التعظيما
ما ترى الشمسَ حين يحجبها الأف / قُ يمدُّ الضياءُ منها النجوما
أنتَ صَحَّحتَ لي مودَّةَ أيّا / مي وقد كان ودُّهنَّ سقيما
أنت آويتَني وقد طرد النا / سُ رجائي طردَ الوصيِّ اليتيما
ورَمَمتَ الرجاءَ وهو رميمٌ / ثم أنتجتَه وكان عقيما
فيقول الذي يرى كشفَ ضرّي / إن ربي يُحيي العظام الرميما
قد زكت لي بك الأماني وصارت / همماً ترتقي وكانت هموما
فغدا اسمي مُحجَّلاً بأيادي / ك أغرّاً وكان قبلُ بهيما
ألبستني نعماك ثوباً غدا باس / مك في الناس كلِّهم مرقوما
فلو اَنِّي سكتُّ عن شكر آثا / رِكَ كلَّمنَ ذا الورى تكليما
مَسَّني حظُّك الجسيم فأعدا / نيَ حتى رأيتُ حظي جسيما
لو رأى في المنام طيفَك محرو / مٌ لأغنى خيالُك المحروما
وسجاياك تقتضي نفسَك الجو / دَ كما يقتضي الغريمُ الغريما
صُنتَنا حين أهملَتنا الليالي / فحمدنا بك الزمانَ الذميما
شكرَتكَ الدنيا فأعطَتكَ تنبي / هاً مشاعاً ونائلاً مقسوما
أنت زَيَّنتَها فأظهرتَ فيها / كرماً حين أظهر الناسُ لُوما
كلّما قيل دام خيرُك قال ال / جُودُ آمِينَ رغبةً أن يدوما
لا عدمنا ظِلال نعماك تغشى ال / أرضَ أو لا ترى عليها عَدِيما