القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أُمَيّة بنُ أَبي الصَّلْت الكل
المجموع : 15
يوقَفُ الناسُ لِلحِسابِ جَميعاً
يوقَفُ الناسُ لِلحِسابِ جَميعاً / فَشَقيٌّ مُعَذَّبٌ وَسَعيدُ
مَجِّدوا اللَهَ فَهوَ لِلمَجدِ أَهلُ
مَجِّدوا اللَهَ فَهوَ لِلمَجدِ أَهلُ / رَبُّنا في السَماءِ أَمسى كَبيرا
ذَلِكَ المُنشِىءُ الحِجارَةَ / وَالموتى وَأَحيِاهُمُ وَكانَ قَديرا
الأَعلى الَذي سَبَقَ الناسَ / وَسَوَّى فَوقَ السَماءِ سَريرا
رَجعاً لا يَنالُهُ بَصَرُ / الناسِ تَرى دونَهُ المَلائِكُ سورا
هوَ أَبدى كُلَّ ما يَأثُرُ / الناسَ أَماثيلَ باقياتٍ سُفورا
خَلَقَ النَخلَ مُصعِداتٍ تَراها / تَقصُفُ اليابِساتِ وَالمَخضورا
وَالتَماسيحَ وَالسَنادِلَ وَالأَيِّلَ / شَتى وَالرِئمَ وَالعُصفورا
وَصواراً مِنَ النَواشِطَ عيراً / وَنَعاماً خَواضِباً وَحَميراً
وَأُسوداً عَوادياً وَفيولاً / وَسِباعاً وَالنَملَ وَالخِنزيرا
وَدُيوكاً تَدعو الغُرابَ لِصُلحٍ / وَإِوزّينَ أُحرِجَت وَصُقورا
أَرسَلَ الذَرَّ وَالجَرادُ عَلَيهِم / وَسِنيناً فَأَهلَكَتهُم وَمورا
ذَكَرُ الذَرِّ إِنَّهُ يَفعَلُ الشَرَّ / وَإِنَ الجَرادَ كانَ ثُبورا
كَبَتَ بَيضَةُ البَياتِ عَلَيهِم / لَم يُحِسّوا مِنها سَراها نَذيراً
وَبِفِرعَونَ إِذا تَشاقَّ لَهُ
وَبِفِرعَونَ إِذا تَشاقَّ لَهُ / الماءُ فَهَلّا لِلَّهِ كانَ شَكورَ
قالَ إِني أَنا المُجيرُ عَلى / الناسِ وَلا رَبَّ لي عَليَّ مُجيرا
فَمَحاهُ الاِلَهُ مِن دَرَجاتٍ / نامياتٍ وَلَم يَكُن مَقهورا
سُلِبَ الذِكرَ في الحَياةِ جَزاءً / وَأَراهُ العَذابَ وَالتَدميرا
فَتَداعى عَلَيهِم المَوجُ حَتىّ / صارَ موجاً وَراءَهُ مُستَطيرا
فَدَعى اللَهُ دَعوةً لا يُهنّا / بَعدَ طُغيانِهِ فَصارَ مُشيرا
فَرَأَى اللَهُ أَنَهُم بِمَضيعٍ / لا بذِي مَزرَعٍ وَلا مَثمورا
فَعَفاها عَلَيهِم غادياتٌ / وَتَرى مُزنَهُم خَلايا وَخورا
عَسَلاً ناطِفاً فُراتاً / وَحَليباً ذا بَهجَةٍ مَمرورا
كَثَمودَ الَّتي تَفتَكَت الدينَ
كَثَمودَ الَّتي تَفتَكَت الدينَ / عُتّياً وَأُمَّ سَقبٍ عَقيرا
ناقَةٌ لِلآِلَهِ تَسرَحُ في الأَرضِ / وَتَنتابُ حَولَ ماءٍ قَديرا
فَأَتاها أُحَيمِرٌ كَأَخي السَهمِ / بِعَضبٍ فَقالَ كوني عَقيرا
فَأَبَتُّ العُرقوبَ وَالساقَ / وَمَضي في صَميمِهِ مَكسورا
فَرَأى السَقبُ أُمَّهُ فارَقَتهُ / بَعدَ إِلفِ حَنيِيَّةً وَظَؤورا
فَأَتى ضَخرَةً فَقامَ عَلَيهِم / صَعقَةً في السَماءِ تَعلو الصُخورا
فَرَغا رَغوَةً فَكانَت عَلَيهِم / رَغوَةُ السَقبِ دُمِّروا تَدميرا
فَأُصيبوا إِلا الذَريعَةَ فَاتَت / مِن جَواريهِمُ وَكانَت جَرورا
سِنفَةٌ أُرسِلَت تُخبِرُ عَنهُم / أَهلَ قُرحٍ بِها قَد أَمسوا ثَغورا
فَسَقوها بَعدَ الحَديثِ فَماتَت / وَاِنتَهى رَبُنَا وَأَوفى حَقيرا
سَنَةٌ أَزمَةٌ تُخَيَّلُ بِالناسِ / تَرى لِلعِضاهِ فيها وَأَوفى صَريرا
إِذ يَسَفّونَ بِالدَقيقِ وَكانوا / قَبلُ لا يَأكُلونَ شَيئاً فَطيرا
وَيَسوقونَ باقِراً يَطرُدُ السَهلَ / مَهازيلَ خَشيَةً أَن يَبوراً
عاقِدينَ النيرانَ في شُكُرِ / أَرذَنابٍ مِنها لِكَي تَهيجُ البُحورا
فاِشتَوتَ كُلُها فَهاجَ عَليهِم / ثُمَّ هاجَت إِلى صَبيرٍ صَبيرا
فَرَآها الآِلَهُ تُرسَمُ بِالقَطرِ / وَأَمسى جانِبَهُم مَمطورا
فَسَقاها نَشاطَهُ واكِفُ / النَبتِ مُنَّةٍ إِذ وادَعوهُ الكَبيرا
سَلَعٌ ما وَمِثلُهُ عَشَرٌ ما / عائِلٌ ما وَعالَت البَيقورا
لا عَلى كَوكَبٍ بِنوءٍ وَلا / ريحٍ جَنوبٍ وَلا تَرى طَخرورا
لَم أَنَل مِنهُم فَسيطاً وَلا / زُبُداً وَلا فُوقَهُ وَلا قَطميرا
أُر كِسوا في جَهَنَّمَ إِنَهُّم / كانوا عُتاةً تَقولُ اِفَكاً وَزورا
حَولَ شَيطانَهُم أَبابيلُ / رِبيونَ شَدوا سِنَوَّراً مَدسورا
إِنَّ آياتِ رَبِّنا باقياتٌ
إِنَّ آياتِ رَبِّنا باقياتٌ / ما يُماري فيهِنَّ إِلا الكَفورُ
خَلَقَ الَليلَ وَالنَهارَ فَكُلٌ / مُستَبينٌ حِسابَهُ مَقدورُ
ثُمَ يَجلو النَهارَ رَبٌ كَريمٌ / بِمَهاةٍ شُعاعُها مَنشورُ
حَبَسَ الفيلَ حَتى / ظَلَّ يَحبو كَأَنَهُ مَعقورُ
لازِماً حَلقَةُ الجِرانِ كَما / قُطِّرَ مِن صَخرِ كَبكَبٍ مَجدورُ
حَولَهُ مِن مُلوكِ كِندَةَ أَبطالٌ / مَلاويثُ في الحُروبِ صَقورُ
خَلَّفوهُ ثُمَّ اِبذَعَرّوا جَميعاً / كُلُهُم عَظمُ ساقِهِ مَكسورُ
كُلُ دينٍَ يَومَ القيامَةَ عِندَ / اللَهِ إِلاّ دينٍ الحَنيفَةِ زورُ
عَينُ بَكّى بِالمُسبِلاتِ أَبا
عَينُ بَكّى بِالمُسبِلاتِ أَبا / الحارِثِ لا تَذخَري عَلى زَمَعَه
وَعَقيلَ بنِ أَسودٍ / البَأسِ ليومِ الهياجِ وَالدُفَعَه
فَعَلى مِثلِ هُلكِهُمُ خَوتِ / الجَوزاءُ لا خانَةٌ وَلا خَدَعَه
هُمُ الأُسرَةَ الوَسيطَةُ / مِن كَعبٍ وَفيهِم كَذورَةُ القَمَعَه
أَنبَتوا مِن مَعاشرٍ شَعرَ / الرَأسِ وَهُم أَلحَقوهُمُ المَنَعَه
فَبَنو عَمِّهمِ إِذا حَضَرَ / البَأسُ عَلَيهِم أَكبادُهُم وَجِعَه
وَهُم المُطَمَعونَ إِذ أَقحطَ القَطرُ / وَحالَت فَلا تَرى قَزَعَه
دارُ قَومي في مَنزِلٍ غَيرَ ضَنكٍ
دارُ قَومي في مَنزِلٍ غَيرَ ضَنكٍ / مَن يُرِدنا يَكُن لِأَولِ فُوقِ
إِنَّ وَجّاً وَما يَلي بَطنَ وَجٍّ / دارَ قَومي بِرَبوةٍ وَرُتوقِ
نَهراً جارياً وَبَيتاً عَليّاً
نَهراً جارياً وَبَيتاً عَليّاً / يَعتَري المُعتَفينَ فَضلُ نَداكا
في بَراحٍ مِنَ المَكارِمِ جَزلٍ / لَم تُعَلِقهُم بِلَقطِ حَصاكا
لا نَخافُ المُحولَ إِن هَرَشَ / الدَهرُ وَلا نَنتَوي لِأَهلٍ سِواكا
كُلُ عَيشٍ وَإِن تَطاوَلَ دَهراً
كُلُ عَيشٍ وَإِن تَطاوَلَ دَهراً / مُنتَهى أَمرُهُ إِلى أَن يَزولا
لَيتَني كُنتُ قَبلَ ما قَد بَدا لي / في رُؤوسِ الجِبالِ أَرعى الوعولا
فَاِجعَلِ المَوتَ نُصبَ عَينِكَ وَاِحذَر / غولَةَ الدَهرِ إِنَ لِلدَهرِ غولا
نائِلاً طَرفُها القَساوِرَ وَالصُدعانَ / وَالطِفلُ في المَنارِ الشَكيلا
وَبُغاثَ اليَعفُرِ وَاليَعفُرَ النافِرُ / وَالعوهَجَ التُؤَامَ الضَئيلا
إِنَ يومَ الحِسابِ عَظيمٌ / شابَ فيهِ الصَغيرُ شَيباً طَويلاً
إِنَ عَمراً وَما تَجَشَّمَ عَمروٌ
إِنَ عَمراً وَما تَجَشَّمَ عَمروٌ / كَاِبنِ بيضٍ غَداةَ سُدَّ السَبيلُ
لَم يَجِد غالِبٌ وَراءَكَ مَعَدىً / لِتِراتٍ وَلا دَمٌ مَطلولُ
كُلُ أَمرٍ يَنوبُ عَبَساً جَميعاً / أَنتَ فيهِ المُطاعُ فيما تَقولُ
قَد تَحَمَلتَ خَيرَ ذاكَ وَليداً / أَنتَ لِلصالِحاتِ قُدُماً فَعولُ
اِصبِرِ النَفسَّ عِندَ كُلِّ مُلِمٍّ
اِصبِرِ النَفسَّ عِندَ كُلِّ مُلِمٍّ / إِنَّ في الصَبرِ حيلَةَ المُحتالِ
لا تَضيقَنَّ بِالأُمورِ فَقَد / يُكشَفُ غَمّاؤُها بِغَيرِ اِحتيالِ
رُبَّما تَجزَعُ النُفوسُ مِنَ / الأَمرِ لَهُ فَرجَةٌ كَحَلِّ العِقالِ
سَمِعَ اللَهُ لِاِبنِ آدَمَ نوحٍ / رَبُّنا ذو الجَلالِ وَالإِفضالِ
حينَ أوفى بِذي الحَمامَةِ / وَالناسُ جَميعاً في فُلكِهِ كَالعِيالِ
فَهيَ تَجري فيهِ وَتَجتَسِرُ / البَحرَ بِأَقلاعِها كَقِدحِ المُغالي
حابِساً جَوفَهُ عَلَيهِ رَسولاً / مِن خِفافِ الحَمامِ كَالتِمثالُ
فَرَشاها عَلى الرِسالَةِ طوقاً / وَخِضاباً عَلامَةً غَيرَ بالي
فَأَتَتهُ بِالصِدقِ لَمّا رَشاها / وَبِقَطفٍ لَمّا غَدا عِثكالِ
تَصرُخُ الطَيرُ وَالبَريَةُ فيها / مَعَ قَويِّ السِباعِ وَالأَفيالِ
حينَ فيها مِن كُلِّ ما عاشَ / زَوجٌ بينَ ظَهَريِّ غَوارِبٍ كَالجِبالِ
وَلِإِبراهيمَ الموَّفي بِنَذرٍ / اِحتِساباً وَحامِلَ الأَجزالِ
بِكرَهُ لَم يَكُن ليَصبِرَ عَنهُ / لَو رآهُ في مَعشَرٍ اَقتالِ
أَبُنَيَّ إِنّي نَذَرتُكَ لِلَّهِ شَحيطاً / فَاِصبِر فِدىً لَكَ حالي
أَجابَ الغُلامُ أَن قالَ فيهِ / كُلُّ شَيٍ لِلَّهِ غَيرُ اِنتِحالِ
أَبُتي إِنَّني جَزَيتُكَ بِالَّلهِ تَقيّاً / بِهِ عَلى كُلِ حالِ
فَاِقضِ ما قَد نَذَرتَ لِلَّهِ وَاَكفُف / عَن دَمي أَن يَمَسُّهُ سِربالي
وَاِشدُد الصَفدَ لا أَحيدَ عَن / السِكّينِ حَيدَ الأَسيرِ ذي الأَغلالِ
إِنَّني آلَمُ المَحَزَّ وَإِنّي / لا أَمَسُّ الأَذقانَ ذاتَ السِبالِ
وَلَهُ مُديَةٌ تُخايَلُ في اللَحمِ / حَذامٌ حَنِيَّةٌ كالهِلالِ
جَعَلَ اللَهُ جيدَهُ مِن نُحاسٍ / إِذ رَآهُ زَولاً مِنَ الأَزوالِ
بَينَما يَخلَعُ السَرابيلَ عَنهُ / فَكَّهُ رَبُّهُ بِكَبشٍ جُلالِ
قالَ خُذهُ وَأَرسِل اِبنَكَ / إِنّي لِلَّذي قَد فَعَلتُما غَيرُ قالِ
والِدٌ يَتَّقي وَآخَرُ مَولودٍ / فَطارا مِنهُ يَسمَعَ فِعالِ
حَيِّ داودَ وَاِبنَ عادٍ وَموسى / وَفُرَيعٌ بُنيانُهُ بِالثِقالِ
إِنَّني زارِدٌ الحَديدِ الحعَلى الناسِ / دُروعاً سَوابِغَ الأَذيالِ
لا أَرى مَن يُعينَني في حَياتي / غَيرَ نَفسي إلاّ بَني اِسرَلِ
أَيُّما شاطِنٌ عَصاهُ عَكاهُ / ثُمَّ يُلقى في السِجنِ وَالأَغلالِ
وَلَهُ الدينُ واصِباً وَلَهُ المُلكُ / وَحَمدٌ لَهُ عَلى كُلِّ حالِ
لَو يَدُبُّ الحَوليُّ مِن وَلَدِ
لَو يَدُبُّ الحَوليُّ مِن وَلَدِ / الذّرِّ عَلَيها لأَندَبَتها الكُلومُ
إِذا أَتى مُوهِناً وَقَد نَامَ صَحبيَ
إِذا أَتى مُوهِناً وَقَد نَامَ صَحبيَ / وَسَجا اللَيلُ بِالظَلامِ البَهِيمِ
فَوقَ شِيزِي مِثلَ الجَوالي عَليها / قِطَعٌ كَالوَذِيلِ في نَقيِ فَومِ
ثُمَ لوطُ أَخو سَدّومَ أَتاها
ثُمَ لوطُ أَخو سَدّومَ أَتاها / إَذ أَتاها بِرُشدِها وَهَداها
عَرَضَ الشَيخُ عِندَ ذاكَ بَناتٍ / كَظِباءٍ بِأَجزَعِ تَرعاها
غَضِبَ القومُ عِندَ ذاكَ وَقالوا / أَيُّها الشَيخُ خُطبَةً نَأباها
أَجمَعَ القَومُ أَمرَهُم وَعَجوزٌ / خَيَّبَ اللَهُ سَعيَها وَلَحاها
أَرسَلَ اللَهُ عِندَ ذاكَ عَذاباً / جَعَلَ الأَرضَ سِفلُها أَعلاها
وَرَماها بِحاصِبٍ ثُمَّ طينٍ / ذي حُروفٍ مُسَوَّمٍ إِذ رَماها
مُنجِ ذي الخَيرِ مِن سَفينَةِ نوحٍ / يَومَ بادَت لَبنانِ مِن أُخراها
فارتَنَّوَرُهُ وَجاشَ بِماءٍ / طَمَّ فَوقَ الجِبالِ حَتّى عَلاها
قِيلَ للعَبدِ سِر فَسارَ وَبِاللَهِ / عَلى الهَولِ سِيرُها وَسُراها
قِيلَ فَاِهبِط فَقَد تَناهَت بِكَ الفُلكَ عَلى / رَأَسِ شاهِقٍ مرساها
أَلا كُلُ شَيءٍ هالِكٌ غَيرَ رَبِّنا / وَلِلَّهِ مِيراثُ الَّذي كانَ فانِيا
وَلِيٌّ لَهُ مِن دونِ كُلِ وِلايَةٍ / إَذا شاءَ لَم يُمسوا جَميعاً مَوالِيا
وَإِن كانَ شَيءٌ خَالِداً وَمُعَمِراً / تَأمَل تَجِد مِن فَوقِهِ اللَهَ باقِيا
لَهُ ما رَأَيت عَينُ البَصيرِ وَفوقَهُ / سَماءُ الآِلَهِ فَوقَ سَبعِ سَمائِيا
أَلا لَن تَفوتَ المَرءَ رَحمةُ رَبِّهِ / وَلو كانَ تَحتَ الأَرضِ سَبعينَ وادِيا
تَعالى وَتُدرِكُهُ مِن اللَهِ رَحمَةٌ / وَيُضحي ثَناهُ في البَرِيَةِ زاكِيا
كَرَحمَةِ نُوحٍ يَومَ حَلَّ سَفينةً / لِشيعَتِهِ كَانوا جَميعاً ثَمانِيا
فَلَمّا اِستَنارَ اللَهُ تَنُّورَ أَرضِهِ / فَفارَ وَكانَ الماءُ في الأَرضِ ساحيا
تَرَّفَعُ في جَريٍ كَأَنَ أَطِيطَهُ / صَرِيفَ مُحالٍ يَستَعيدُ الدَوالِيا
عَلى ظَهرِ جَونٍ لَم يُعَدَّ لِراكِبٍ / سَراهُ وَغيمٍ أَلبَسَ الماءَ داجِيا
فَصارَت بِها أَيامُها ثَمَّ سَبعَةً / وَسِتَ لَيالٍ دائِباتٍ عَواطِيا
تَشُقُّ بِهِم تَهوي بِأَحسَنَ إِمرَةٍ / كَأَنَّ عَليها هادِياً وَنَواتِيا
وَكانَ لَها الجودِيُّ نِهياً وَغايَةً / وَأَصبَحَ عَنهُ مُوجُهُ مُتَراخِيا
وَما كانَ أَصحابُ الحَمامَةِ خَيفَةً / غَداةَ غَدَت مِنهُم تَضُمُّ الخَوافِيا
رَسولاً لَهُم واللَهُ يَحكُمُ أَمرَهُ / يُبَيِّنُ لَهُم هَل يُؤنَسُ الثوبُ باديا
فَجاءَت بِقَطفٍ آيَةٌ مُستَبِيِّنَةً / فَأَصبَحَ مِنها مَوضِعُ الطينِ جارِيا
عَلى خَطمِها وَاِستَوهَبَت ثُمَّ طَوقِها / وَقالَت أَلا لا تَجعَلِ الطَوقَ بالِيا
وَلا ذاهِباً إِنّي أَخافُ نِبالَهُم / يَخالونَهُ مالي وَليسَ بِمالِيا
وَزِدني عَلى طَوقي مِن الحُلِيِّ زينَةً / تُصيبُ إِذا أَتبَعتُ طَوقي خِضابِيا
وَزِدني لِأَولاديَ جَمالاً وَزينَةً / وَيَهوَينَ زَيني زينَةً أَن يَرانِيا
عِندَ ذِي العَرشِ يُعرَضونَ عَليهِ
عِندَ ذِي العَرشِ يُعرَضونَ عَليهِ / يَعلَمُ الجَهرَ وَالكَلامَ الخَفِيّا
يَومَ نَأتيهِ وَهوَ رَبٌّ رَحيمٌ / إِنَهُ كانَ وَعدُهُ مَأتِيّا
يَومَ نَأتيهِ مِثلَما قالَ فَرداً / لَم يَذَر فيهِ راشِداً وَغَوِيّا
أَسَعيدٌ سَعادَةً أَنا أَرجو / أَم مُهانٌ بِما كَسَبتُ شَقيّا
رَبِّ إِن تَعفُ فالمُعافاةُ ظَنّي / أَو تُعاقِب فَلم تُعاقِب بَرِيّا
إِن أُواخَذ بِما اِجتَرَمتُ فَإِنّي / سَوفَ أَلقى مِنَ العَذابِ فَرِيّا
رَبِّ كَلاً حَتَّمتَهُ وَارِدَ النارِ / كِتاباً حَتَّمتَهُ مَقضِيّا
ربِّ لا تَحرِمّنّي جَنّةَ الخُلدِ / وَكُن رَبِّ بي رَؤوفاً حَفِيّا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025