المجموع : 15
يوقَفُ الناسُ لِلحِسابِ جَميعاً
يوقَفُ الناسُ لِلحِسابِ جَميعاً / فَشَقيٌّ مُعَذَّبٌ وَسَعيدُ
مَجِّدوا اللَهَ فَهوَ لِلمَجدِ أَهلُ
مَجِّدوا اللَهَ فَهوَ لِلمَجدِ أَهلُ / رَبُّنا في السَماءِ أَمسى كَبيرا
ذَلِكَ المُنشِىءُ الحِجارَةَ / وَالموتى وَأَحيِاهُمُ وَكانَ قَديرا
الأَعلى الَذي سَبَقَ الناسَ / وَسَوَّى فَوقَ السَماءِ سَريرا
رَجعاً لا يَنالُهُ بَصَرُ / الناسِ تَرى دونَهُ المَلائِكُ سورا
هوَ أَبدى كُلَّ ما يَأثُرُ / الناسَ أَماثيلَ باقياتٍ سُفورا
خَلَقَ النَخلَ مُصعِداتٍ تَراها / تَقصُفُ اليابِساتِ وَالمَخضورا
وَالتَماسيحَ وَالسَنادِلَ وَالأَيِّلَ / شَتى وَالرِئمَ وَالعُصفورا
وَصواراً مِنَ النَواشِطَ عيراً / وَنَعاماً خَواضِباً وَحَميراً
وَأُسوداً عَوادياً وَفيولاً / وَسِباعاً وَالنَملَ وَالخِنزيرا
وَدُيوكاً تَدعو الغُرابَ لِصُلحٍ / وَإِوزّينَ أُحرِجَت وَصُقورا
أَرسَلَ الذَرَّ وَالجَرادُ عَلَيهِم / وَسِنيناً فَأَهلَكَتهُم وَمورا
ذَكَرُ الذَرِّ إِنَّهُ يَفعَلُ الشَرَّ / وَإِنَ الجَرادَ كانَ ثُبورا
كَبَتَ بَيضَةُ البَياتِ عَلَيهِم / لَم يُحِسّوا مِنها سَراها نَذيراً
وَبِفِرعَونَ إِذا تَشاقَّ لَهُ
وَبِفِرعَونَ إِذا تَشاقَّ لَهُ / الماءُ فَهَلّا لِلَّهِ كانَ شَكورَ
قالَ إِني أَنا المُجيرُ عَلى / الناسِ وَلا رَبَّ لي عَليَّ مُجيرا
فَمَحاهُ الاِلَهُ مِن دَرَجاتٍ / نامياتٍ وَلَم يَكُن مَقهورا
سُلِبَ الذِكرَ في الحَياةِ جَزاءً / وَأَراهُ العَذابَ وَالتَدميرا
فَتَداعى عَلَيهِم المَوجُ حَتىّ / صارَ موجاً وَراءَهُ مُستَطيرا
فَدَعى اللَهُ دَعوةً لا يُهنّا / بَعدَ طُغيانِهِ فَصارَ مُشيرا
فَرَأَى اللَهُ أَنَهُم بِمَضيعٍ / لا بذِي مَزرَعٍ وَلا مَثمورا
فَعَفاها عَلَيهِم غادياتٌ / وَتَرى مُزنَهُم خَلايا وَخورا
عَسَلاً ناطِفاً فُراتاً / وَحَليباً ذا بَهجَةٍ مَمرورا
كَثَمودَ الَّتي تَفتَكَت الدينَ
كَثَمودَ الَّتي تَفتَكَت الدينَ / عُتّياً وَأُمَّ سَقبٍ عَقيرا
ناقَةٌ لِلآِلَهِ تَسرَحُ في الأَرضِ / وَتَنتابُ حَولَ ماءٍ قَديرا
فَأَتاها أُحَيمِرٌ كَأَخي السَهمِ / بِعَضبٍ فَقالَ كوني عَقيرا
فَأَبَتُّ العُرقوبَ وَالساقَ / وَمَضي في صَميمِهِ مَكسورا
فَرَأى السَقبُ أُمَّهُ فارَقَتهُ / بَعدَ إِلفِ حَنيِيَّةً وَظَؤورا
فَأَتى ضَخرَةً فَقامَ عَلَيهِم / صَعقَةً في السَماءِ تَعلو الصُخورا
فَرَغا رَغوَةً فَكانَت عَلَيهِم / رَغوَةُ السَقبِ دُمِّروا تَدميرا
فَأُصيبوا إِلا الذَريعَةَ فَاتَت / مِن جَواريهِمُ وَكانَت جَرورا
سِنفَةٌ أُرسِلَت تُخبِرُ عَنهُم / أَهلَ قُرحٍ بِها قَد أَمسوا ثَغورا
فَسَقوها بَعدَ الحَديثِ فَماتَت / وَاِنتَهى رَبُنَا وَأَوفى حَقيرا
سَنَةٌ أَزمَةٌ تُخَيَّلُ بِالناسِ / تَرى لِلعِضاهِ فيها وَأَوفى صَريرا
إِذ يَسَفّونَ بِالدَقيقِ وَكانوا / قَبلُ لا يَأكُلونَ شَيئاً فَطيرا
وَيَسوقونَ باقِراً يَطرُدُ السَهلَ / مَهازيلَ خَشيَةً أَن يَبوراً
عاقِدينَ النيرانَ في شُكُرِ / أَرذَنابٍ مِنها لِكَي تَهيجُ البُحورا
فاِشتَوتَ كُلُها فَهاجَ عَليهِم / ثُمَّ هاجَت إِلى صَبيرٍ صَبيرا
فَرَآها الآِلَهُ تُرسَمُ بِالقَطرِ / وَأَمسى جانِبَهُم مَمطورا
فَسَقاها نَشاطَهُ واكِفُ / النَبتِ مُنَّةٍ إِذ وادَعوهُ الكَبيرا
سَلَعٌ ما وَمِثلُهُ عَشَرٌ ما / عائِلٌ ما وَعالَت البَيقورا
لا عَلى كَوكَبٍ بِنوءٍ وَلا / ريحٍ جَنوبٍ وَلا تَرى طَخرورا
لَم أَنَل مِنهُم فَسيطاً وَلا / زُبُداً وَلا فُوقَهُ وَلا قَطميرا
أُر كِسوا في جَهَنَّمَ إِنَهُّم / كانوا عُتاةً تَقولُ اِفَكاً وَزورا
حَولَ شَيطانَهُم أَبابيلُ / رِبيونَ شَدوا سِنَوَّراً مَدسورا
إِنَّ آياتِ رَبِّنا باقياتٌ
إِنَّ آياتِ رَبِّنا باقياتٌ / ما يُماري فيهِنَّ إِلا الكَفورُ
خَلَقَ الَليلَ وَالنَهارَ فَكُلٌ / مُستَبينٌ حِسابَهُ مَقدورُ
ثُمَ يَجلو النَهارَ رَبٌ كَريمٌ / بِمَهاةٍ شُعاعُها مَنشورُ
حَبَسَ الفيلَ حَتى / ظَلَّ يَحبو كَأَنَهُ مَعقورُ
لازِماً حَلقَةُ الجِرانِ كَما / قُطِّرَ مِن صَخرِ كَبكَبٍ مَجدورُ
حَولَهُ مِن مُلوكِ كِندَةَ أَبطالٌ / مَلاويثُ في الحُروبِ صَقورُ
خَلَّفوهُ ثُمَّ اِبذَعَرّوا جَميعاً / كُلُهُم عَظمُ ساقِهِ مَكسورُ
كُلُ دينٍَ يَومَ القيامَةَ عِندَ / اللَهِ إِلاّ دينٍ الحَنيفَةِ زورُ
عَينُ بَكّى بِالمُسبِلاتِ أَبا
عَينُ بَكّى بِالمُسبِلاتِ أَبا / الحارِثِ لا تَذخَري عَلى زَمَعَه
وَعَقيلَ بنِ أَسودٍ / البَأسِ ليومِ الهياجِ وَالدُفَعَه
فَعَلى مِثلِ هُلكِهُمُ خَوتِ / الجَوزاءُ لا خانَةٌ وَلا خَدَعَه
هُمُ الأُسرَةَ الوَسيطَةُ / مِن كَعبٍ وَفيهِم كَذورَةُ القَمَعَه
أَنبَتوا مِن مَعاشرٍ شَعرَ / الرَأسِ وَهُم أَلحَقوهُمُ المَنَعَه
فَبَنو عَمِّهمِ إِذا حَضَرَ / البَأسُ عَلَيهِم أَكبادُهُم وَجِعَه
وَهُم المُطَمَعونَ إِذ أَقحطَ القَطرُ / وَحالَت فَلا تَرى قَزَعَه
دارُ قَومي في مَنزِلٍ غَيرَ ضَنكٍ
دارُ قَومي في مَنزِلٍ غَيرَ ضَنكٍ / مَن يُرِدنا يَكُن لِأَولِ فُوقِ
إِنَّ وَجّاً وَما يَلي بَطنَ وَجٍّ / دارَ قَومي بِرَبوةٍ وَرُتوقِ
نَهراً جارياً وَبَيتاً عَليّاً
نَهراً جارياً وَبَيتاً عَليّاً / يَعتَري المُعتَفينَ فَضلُ نَداكا
في بَراحٍ مِنَ المَكارِمِ جَزلٍ / لَم تُعَلِقهُم بِلَقطِ حَصاكا
لا نَخافُ المُحولَ إِن هَرَشَ / الدَهرُ وَلا نَنتَوي لِأَهلٍ سِواكا
كُلُ عَيشٍ وَإِن تَطاوَلَ دَهراً
كُلُ عَيشٍ وَإِن تَطاوَلَ دَهراً / مُنتَهى أَمرُهُ إِلى أَن يَزولا
لَيتَني كُنتُ قَبلَ ما قَد بَدا لي / في رُؤوسِ الجِبالِ أَرعى الوعولا
فَاِجعَلِ المَوتَ نُصبَ عَينِكَ وَاِحذَر / غولَةَ الدَهرِ إِنَ لِلدَهرِ غولا
نائِلاً طَرفُها القَساوِرَ وَالصُدعانَ / وَالطِفلُ في المَنارِ الشَكيلا
وَبُغاثَ اليَعفُرِ وَاليَعفُرَ النافِرُ / وَالعوهَجَ التُؤَامَ الضَئيلا
إِنَ يومَ الحِسابِ عَظيمٌ / شابَ فيهِ الصَغيرُ شَيباً طَويلاً
إِنَ عَمراً وَما تَجَشَّمَ عَمروٌ
إِنَ عَمراً وَما تَجَشَّمَ عَمروٌ / كَاِبنِ بيضٍ غَداةَ سُدَّ السَبيلُ
لَم يَجِد غالِبٌ وَراءَكَ مَعَدىً / لِتِراتٍ وَلا دَمٌ مَطلولُ
كُلُ أَمرٍ يَنوبُ عَبَساً جَميعاً / أَنتَ فيهِ المُطاعُ فيما تَقولُ
قَد تَحَمَلتَ خَيرَ ذاكَ وَليداً / أَنتَ لِلصالِحاتِ قُدُماً فَعولُ
اِصبِرِ النَفسَّ عِندَ كُلِّ مُلِمٍّ
اِصبِرِ النَفسَّ عِندَ كُلِّ مُلِمٍّ / إِنَّ في الصَبرِ حيلَةَ المُحتالِ
لا تَضيقَنَّ بِالأُمورِ فَقَد / يُكشَفُ غَمّاؤُها بِغَيرِ اِحتيالِ
رُبَّما تَجزَعُ النُفوسُ مِنَ / الأَمرِ لَهُ فَرجَةٌ كَحَلِّ العِقالِ
سَمِعَ اللَهُ لِاِبنِ آدَمَ نوحٍ / رَبُّنا ذو الجَلالِ وَالإِفضالِ
حينَ أوفى بِذي الحَمامَةِ / وَالناسُ جَميعاً في فُلكِهِ كَالعِيالِ
فَهيَ تَجري فيهِ وَتَجتَسِرُ / البَحرَ بِأَقلاعِها كَقِدحِ المُغالي
حابِساً جَوفَهُ عَلَيهِ رَسولاً / مِن خِفافِ الحَمامِ كَالتِمثالُ
فَرَشاها عَلى الرِسالَةِ طوقاً / وَخِضاباً عَلامَةً غَيرَ بالي
فَأَتَتهُ بِالصِدقِ لَمّا رَشاها / وَبِقَطفٍ لَمّا غَدا عِثكالِ
تَصرُخُ الطَيرُ وَالبَريَةُ فيها / مَعَ قَويِّ السِباعِ وَالأَفيالِ
حينَ فيها مِن كُلِّ ما عاشَ / زَوجٌ بينَ ظَهَريِّ غَوارِبٍ كَالجِبالِ
وَلِإِبراهيمَ الموَّفي بِنَذرٍ / اِحتِساباً وَحامِلَ الأَجزالِ
بِكرَهُ لَم يَكُن ليَصبِرَ عَنهُ / لَو رآهُ في مَعشَرٍ اَقتالِ
أَبُنَيَّ إِنّي نَذَرتُكَ لِلَّهِ شَحيطاً / فَاِصبِر فِدىً لَكَ حالي
أَجابَ الغُلامُ أَن قالَ فيهِ / كُلُّ شَيٍ لِلَّهِ غَيرُ اِنتِحالِ
أَبُتي إِنَّني جَزَيتُكَ بِالَّلهِ تَقيّاً / بِهِ عَلى كُلِ حالِ
فَاِقضِ ما قَد نَذَرتَ لِلَّهِ وَاَكفُف / عَن دَمي أَن يَمَسُّهُ سِربالي
وَاِشدُد الصَفدَ لا أَحيدَ عَن / السِكّينِ حَيدَ الأَسيرِ ذي الأَغلالِ
إِنَّني آلَمُ المَحَزَّ وَإِنّي / لا أَمَسُّ الأَذقانَ ذاتَ السِبالِ
وَلَهُ مُديَةٌ تُخايَلُ في اللَحمِ / حَذامٌ حَنِيَّةٌ كالهِلالِ
جَعَلَ اللَهُ جيدَهُ مِن نُحاسٍ / إِذ رَآهُ زَولاً مِنَ الأَزوالِ
بَينَما يَخلَعُ السَرابيلَ عَنهُ / فَكَّهُ رَبُّهُ بِكَبشٍ جُلالِ
قالَ خُذهُ وَأَرسِل اِبنَكَ / إِنّي لِلَّذي قَد فَعَلتُما غَيرُ قالِ
والِدٌ يَتَّقي وَآخَرُ مَولودٍ / فَطارا مِنهُ يَسمَعَ فِعالِ
حَيِّ داودَ وَاِبنَ عادٍ وَموسى / وَفُرَيعٌ بُنيانُهُ بِالثِقالِ
إِنَّني زارِدٌ الحَديدِ الحعَلى الناسِ / دُروعاً سَوابِغَ الأَذيالِ
لا أَرى مَن يُعينَني في حَياتي / غَيرَ نَفسي إلاّ بَني اِسرَلِ
أَيُّما شاطِنٌ عَصاهُ عَكاهُ / ثُمَّ يُلقى في السِجنِ وَالأَغلالِ
وَلَهُ الدينُ واصِباً وَلَهُ المُلكُ / وَحَمدٌ لَهُ عَلى كُلِّ حالِ
لَو يَدُبُّ الحَوليُّ مِن وَلَدِ
لَو يَدُبُّ الحَوليُّ مِن وَلَدِ / الذّرِّ عَلَيها لأَندَبَتها الكُلومُ
إِذا أَتى مُوهِناً وَقَد نَامَ صَحبيَ
إِذا أَتى مُوهِناً وَقَد نَامَ صَحبيَ / وَسَجا اللَيلُ بِالظَلامِ البَهِيمِ
فَوقَ شِيزِي مِثلَ الجَوالي عَليها / قِطَعٌ كَالوَذِيلِ في نَقيِ فَومِ
ثُمَ لوطُ أَخو سَدّومَ أَتاها
ثُمَ لوطُ أَخو سَدّومَ أَتاها / إَذ أَتاها بِرُشدِها وَهَداها
عَرَضَ الشَيخُ عِندَ ذاكَ بَناتٍ / كَظِباءٍ بِأَجزَعِ تَرعاها
غَضِبَ القومُ عِندَ ذاكَ وَقالوا / أَيُّها الشَيخُ خُطبَةً نَأباها
أَجمَعَ القَومُ أَمرَهُم وَعَجوزٌ / خَيَّبَ اللَهُ سَعيَها وَلَحاها
أَرسَلَ اللَهُ عِندَ ذاكَ عَذاباً / جَعَلَ الأَرضَ سِفلُها أَعلاها
وَرَماها بِحاصِبٍ ثُمَّ طينٍ / ذي حُروفٍ مُسَوَّمٍ إِذ رَماها
مُنجِ ذي الخَيرِ مِن سَفينَةِ نوحٍ / يَومَ بادَت لَبنانِ مِن أُخراها
فارتَنَّوَرُهُ وَجاشَ بِماءٍ / طَمَّ فَوقَ الجِبالِ حَتّى عَلاها
قِيلَ للعَبدِ سِر فَسارَ وَبِاللَهِ / عَلى الهَولِ سِيرُها وَسُراها
قِيلَ فَاِهبِط فَقَد تَناهَت بِكَ الفُلكَ عَلى / رَأَسِ شاهِقٍ مرساها
أَلا كُلُ شَيءٍ هالِكٌ غَيرَ رَبِّنا / وَلِلَّهِ مِيراثُ الَّذي كانَ فانِيا
وَلِيٌّ لَهُ مِن دونِ كُلِ وِلايَةٍ / إَذا شاءَ لَم يُمسوا جَميعاً مَوالِيا
وَإِن كانَ شَيءٌ خَالِداً وَمُعَمِراً / تَأمَل تَجِد مِن فَوقِهِ اللَهَ باقِيا
لَهُ ما رَأَيت عَينُ البَصيرِ وَفوقَهُ / سَماءُ الآِلَهِ فَوقَ سَبعِ سَمائِيا
أَلا لَن تَفوتَ المَرءَ رَحمةُ رَبِّهِ / وَلو كانَ تَحتَ الأَرضِ سَبعينَ وادِيا
تَعالى وَتُدرِكُهُ مِن اللَهِ رَحمَةٌ / وَيُضحي ثَناهُ في البَرِيَةِ زاكِيا
كَرَحمَةِ نُوحٍ يَومَ حَلَّ سَفينةً / لِشيعَتِهِ كَانوا جَميعاً ثَمانِيا
فَلَمّا اِستَنارَ اللَهُ تَنُّورَ أَرضِهِ / فَفارَ وَكانَ الماءُ في الأَرضِ ساحيا
تَرَّفَعُ في جَريٍ كَأَنَ أَطِيطَهُ / صَرِيفَ مُحالٍ يَستَعيدُ الدَوالِيا
عَلى ظَهرِ جَونٍ لَم يُعَدَّ لِراكِبٍ / سَراهُ وَغيمٍ أَلبَسَ الماءَ داجِيا
فَصارَت بِها أَيامُها ثَمَّ سَبعَةً / وَسِتَ لَيالٍ دائِباتٍ عَواطِيا
تَشُقُّ بِهِم تَهوي بِأَحسَنَ إِمرَةٍ / كَأَنَّ عَليها هادِياً وَنَواتِيا
وَكانَ لَها الجودِيُّ نِهياً وَغايَةً / وَأَصبَحَ عَنهُ مُوجُهُ مُتَراخِيا
وَما كانَ أَصحابُ الحَمامَةِ خَيفَةً / غَداةَ غَدَت مِنهُم تَضُمُّ الخَوافِيا
رَسولاً لَهُم واللَهُ يَحكُمُ أَمرَهُ / يُبَيِّنُ لَهُم هَل يُؤنَسُ الثوبُ باديا
فَجاءَت بِقَطفٍ آيَةٌ مُستَبِيِّنَةً / فَأَصبَحَ مِنها مَوضِعُ الطينِ جارِيا
عَلى خَطمِها وَاِستَوهَبَت ثُمَّ طَوقِها / وَقالَت أَلا لا تَجعَلِ الطَوقَ بالِيا
وَلا ذاهِباً إِنّي أَخافُ نِبالَهُم / يَخالونَهُ مالي وَليسَ بِمالِيا
وَزِدني عَلى طَوقي مِن الحُلِيِّ زينَةً / تُصيبُ إِذا أَتبَعتُ طَوقي خِضابِيا
وَزِدني لِأَولاديَ جَمالاً وَزينَةً / وَيَهوَينَ زَيني زينَةً أَن يَرانِيا
عِندَ ذِي العَرشِ يُعرَضونَ عَليهِ
عِندَ ذِي العَرشِ يُعرَضونَ عَليهِ / يَعلَمُ الجَهرَ وَالكَلامَ الخَفِيّا
يَومَ نَأتيهِ وَهوَ رَبٌّ رَحيمٌ / إِنَهُ كانَ وَعدُهُ مَأتِيّا
يَومَ نَأتيهِ مِثلَما قالَ فَرداً / لَم يَذَر فيهِ راشِداً وَغَوِيّا
أَسَعيدٌ سَعادَةً أَنا أَرجو / أَم مُهانٌ بِما كَسَبتُ شَقيّا
رَبِّ إِن تَعفُ فالمُعافاةُ ظَنّي / أَو تُعاقِب فَلم تُعاقِب بَرِيّا
إِن أُواخَذ بِما اِجتَرَمتُ فَإِنّي / سَوفَ أَلقى مِنَ العَذابِ فَرِيّا
رَبِّ كَلاً حَتَّمتَهُ وَارِدَ النارِ / كِتاباً حَتَّمتَهُ مَقضِيّا
ربِّ لا تَحرِمّنّي جَنّةَ الخُلدِ / وَكُن رَبِّ بي رَؤوفاً حَفِيّا