القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : التِّهامي الكل
المجموع : 7
لَست في بَينِها الغُداةَ بِلاحِ
لَست في بَينِها الغُداةَ بِلاحِ / ما عَلى النَفسِ في التُقى مِن جُناحِ
تَبعتها أَرواحنا فَتَوَلَّت / بِقِطارٍ يُحَدى مِنَ الأَرواحِ
وَاِستَقَلَّت يَومَ النَوى فرمتها / أَعيُنُ القَوم مِن جَميع النَواحي
طرفها سائِف اللَواحِظ رامٍ / رامح عامِلٌ بِكُلِّ السِلاحِ
أَقرَح الدَمع خَدَّها فَرَأَينا / خَمرَةً شَعشَعَت بِماءٍ قِراحِ
فترشفت ريقها فَكَأَنّي / أَرشَفُ الطَلَّ مِن رِياض الأَقاحي
ثُمَّ أَبقَ النِجادَ بِالضَمِّ مِنها / في مَجالِ الوِشاح مِثلَ الوِشاحِ
كُلَّ يَومٍ حداتها تقصد الرَو / ضَ بِرَوضٍ مِنَ الوُجوهِ الصِباح
فَتَراهن في الهَوادِج يَلمَع / نَ كَمِثلِ السُلافِ في الأَقداحِ
إِنَّما هَذِهِ العُيونَ السَقيما / ت بَلاء لِذي القُلوبِ الصِحاحِ
لا يَغُرَّنكَ لين صَعَب قِيادي / فَعَلى قَدرِهِ يَلوح جِماحي
كَم هَوىً قَد تَرَكتِهِ مِثلَ سَطرٍ / قَد مَحاه مِن الصَحيفَة ماحي
وَظَلام قَطَعتُهُ بِظَليمٍ / كَوره قائِم مَقام الجَناحِ
فاجتَلَينا بِنور وَجهِ أَبي القا / سِم وَجهَ المُنى وَوَجهَ الصَباحِ
ثُمَّ صافحت أَنمُلاً نَشأت بَي / نَ صَريرِ الأَقلامِ وَالأَرماحِ
فَكَفاني صَرفَ الزَمان بِكَفٍ / عُجِنَت مِنَ مَكارِمٍ وَسَماحِ
وُصِلَت بِالنَدى بَنان أَبي القا / سِم قَبلَ اتِّصالِها بِالراحِ
لا تَلُمهُ في الجودِ فالجود عضو / مِن يَدَيهِ فَمالَهُ مِن بَراحِ
مَرِحٌ بِالنَوالِ نَشوان مِنهُ / إِنَّ لِلجود نَشوَة كالرّاحِ
فَهوَ في سَكرَةٍ مِنَ الجودِ صَرفاً / لَيسَ مِنها إِلى القِيامَةِ صاحي
لَم يَخِب ظَنُّ آمِلٍ فيهِ إِلّا / أَن تَكونَ الظُنونَ غَيرَ النَجاحِ
لَو أَتَتهُ الرُكبانُ تَمتاحَهُ النَف / س وَحاشاهُ مِنهُ قالَ امتاحي
ما رَأَينا في الجودِ كاِبنِ عَليٍّ / أَحَداً يَشتَهي صفاح الصِفاحِ
وَيَزور الوَغى بِطَرفٍ حَييٍّ / أَن يُرى هائِباً وَوَجهَ وقاحِ
وَيَرِد الراياتِ مِن الدمِّ تَحكي / لَهَب النارِ في نَسيم الرَياحِ
ثَمَّ أَيدٍ لَهُ طُوالٍ إِذا ما / خَطَرَت بِالرِماحِ مِثلَ الرِماحِ
في قَبيل تَراهُم في مُتونِ ال / خَيلِ كَالرِيشِ في مُتونِ القِداحِ
سَبطَة سَمحة عَلى المالِ تَحكي / فَيضَها بِالسَماحِ قَبلَ السِلاحِ
فَهوَ يَختالُ بَينَ عِرضٍ مَنيع / مِن مَقال العِدى وَمالَ مُباحِ
مِن أَياديهِ رائِحات اغتَباقي / وَمِنَ الغادِيات مِنهُ اصطِباحي
مِنهُ مالي ورحلَتي وَعدادي / وَجُوداي وَحُلَّتي وَسِلاحي
وَلَهُ مُهجَتي وَشُكري وَنَشري / وَاِعتِدادي بِفَضلِهِ وَاِمتِداحي
دامَ في رفعة وَفي طيب عَيشٍ / يَسحَبُ الذَيلَ في التُقى وَالصَلاحِ
ما دَجى عَسكَر الظَلامُ وَوَلّى / يَطلُبُ الفَرَّ مِن جُيوشِ الصَباحِ
حازكِ البين حينَ أَصبَحتِ بَدراً
حازكِ البين حينَ أَصبَحتِ بَدراً / إِنَّ لِلبَدرِ في التَنَقُلِ عُذرا
فارحَلي إِن أَردت أَو فأقيمي / أَعظَمَ لِلبَدرِ في التَنَقُلِ عُذرا
لا تَقولي لِقاؤُنا بَعدَ عَشرٍ / لست مِمن يَعيش بَعدَكِ عَشرا
كُلَّما قُلت قد تَنَكَّر قَلبي / مِن هَوىً خلته تَعَلَّق أخرى
لَيسَ يَخلو في كُل حينٍ وَوَقتٍ / مِن غَرامٍ وَلَيسَ يَسمَع زَجرا
وَهوَ مَع ما بهِ أُلوفٌ إِذا فا / رق إِلفاً فَلَيسَ يَملِك صَبرا
هَمُّهُ كل غادة تَشبه اللؤ / لؤ مِنها لَوناً وَلَفظاً وَثَغرا
ذاتَ وَجهٍ يَجلو لَك الشمس وَهناً / تَحتَ فرع يَدجي لَك الليل ظُهرا
قمر فَوقَ غُصن بانَ رَطيبٍ / سحر العالمين باللفظ سحرا
حدر الدمعُ كحلَها فَوقَ خَدٍ / كانَ طَرساً في الحُسنِ وَالدَمعِ سَطرا
إِنَّ يَومَ الفِراق غَير حَميدٍ / رَدَّ جِزعَ العُيونِ بِالدَمعِ دُرّا
مَنَعَ الغَمضَ حينَ أَمسى وَأَضحى / سالِكاً بَينَ كُلِّ جَفنين بَحرا
كل جفن يَرى أَخاهُ وَلا يَسطي / عُ خَوضاً وَلا يُصادِف عبرا
وَلِعَهدي بِعاذِل ليَ فيها / ظلَّ يَوم الفراق ينشد صَبرا
سائِلاً ساءَل المَدامِعَ لَمّا / نهرته أَجرى لَهُ النَهرُ نَهرا
إِنَّ خَلفَ الميعادِ مِنكَ طِباعٌ / فعدينا إِذا تَفَضَّلتَ هَجرا
وَسقام الجفون اسفمني فيكَ فل / يتَ الجفون تبرى فأبرا
هَل أَعارَت خَيالك الريح ظَهراً / فَهوَ يَغدو شَهراً وَيَرتاح شَهرا
زارَني في دِمَسقَ مِن أَرض نَجدٍ / لَكَ طَيفٌ أَسرى فَفكَّكَ أَسرى
زارَني موهِناً يُريدُ وِصالي / وَهوَ مُذ كانَ بِالقَطيعَةِ مُغرى
وَأَتاني وَاللَيل كالقار لَوناً / فَبإِشراقِ وَجهِهِ عادَ فَجرا
فاجتَلَينا بدور نَجد بِأَرض الش / امِ بَعدَ الهُدوِّ بَدراً فَبَدرا
وَأَرادَ الخيال لَثمي فَصيَّرتُ / لِثامي دونَ المَراشِفِ سترا
فاصرِفي الكأسَ مِن رَضابك عَنّي / حاشَ لِلَّهِ أَن أُرشَّفَ خَمرا
وَلَو أَنَّ الرِضاب غير مُدامٍ / لَم تَكوني في حالة الصَحوِ سَكرى
قَد كَفانا الخيال وَلَو زُر / تِ لأَصبَحتِ مِثلَ طَيفِكِ ذِكرى
يا ابنَةَ العامريّ كُفّي فَإِنّي / لا أُرى خاضِعاً وَلَو مُتُّ قَهرا
قَد جَذعت الزَمان عَوماً وَخوضاً / وَجرعت الخُطوبَ حُلواً وَمُرّاً
وَبلوت الزَمان حَتّى لو ار / تابَ بِأَمرٍ شَفيته مِنهُ خُبرا
فَإِذا العَيشُ في الغِنى فَإِذا فا / تَكَ فالحَظ بِعَينِكَ العيش شَزرا
عَدَّ ذا الفَقرِ ميتاً وَكَساهُ / كَفناً بالياً وَمأواهُ قَبرا
وَإِذا شِئتَ مَعدِناً مِن نُضارٍ / فاشهَرِ البُترَ إِنَّ في البُترِ تِبرا
واجنُبِ الخَيلَ فَوقَ كُلِّ نجاةٍ / تَكتَسي بِالسَرابِ طوراً وَتعرى
كُلَّما مَرَّتِ الرِكابُ بِأَرضٍ / كتبت أَسطُراً مِن الدَمِ حَمرا
ثُمَّ أتبعتها الحَوافِر نقطاً / فَغَدَت تنقري لِمَن لَيسَ يقرا
تَتَبارى بكل خَبتٍ رَحيبٍ / يَشبَه ابن الحسين خلقاً وَصَدرا
لو تكلَّفنه خَيالات حُبٍّ / أَصبَحَت دونَهُ لَواغِب حَسرى
فإِذا قابلت محمداً العيسُ / فَقَبِّل مَناسِم العيس شُكرا
إِنَّ أَمراً حَدا إِلَيهِ رِكابي / هوَ بي مُحسِنٌ وَلَو كانَ شَرّا
مَن إِذا شِمتُ وَجهَهُ بَعدَ عُسرٍ / قلب اللَه ذَلِكَ العُسرَ يُسرا
وَإِذا قَلَّ نَيلُهُ كانَ بَحراً / وَإِذا ضاقَ صَدره كانَ بَرّا
وَإِذا فاضَ في نَوالٍ وَبَأسٍ / غَرَّقَ الخافِقينَ نَفعاً وَضرا
بأسُ من يأمَن المَنيَّة في الحَر / ب وَجَدوى مَن لَيسَ يَحذَرُ فَقرا
ملكِ بِشرُه يبشِّر راجيهِ / وَلِلغَيث قَبلَ يمطر بُشرى
يخبرُ البِشرُ مِنهُ عَن عتق أَصلٍ / إِنَّ في الصارِمِ العتَيق لأَثَرا
صحة من ولادة عنونته / بحروفٍ من النُبوَّة تُقرا
وَلَهُ رؤيَة تَقود إِلَيهِ / طاعَةَ العالَمينَ طوعاً وَقَسرا
هوَ بَعض النَبيِّ وَاللَه قَد صا / غَ جَميع النَبيِّ وَالبَعض ظُهرا
وابن بنت النَبيِّ مشبهه عِلماً / وَحِلماً واسِماً وَسِرّاً وَجَهرا
نسب لَيسَ فيهِ إِلّا نبيٌّ / أَو إِمام مِنَ العُيوبِ مُعَرّى
ضمنت راحَتاهُ جوداً معيناً / فَهوَ يَزداد حينَ يَنزَح غزرا
وَلَدَيهِ دنياً لِمَن رام دنيا / وَلَدَيهِ أُخرىً لِمَن رامَ أخرى
قسمت باعه العلى فَغَدى / لِليُمنِ يَمنىً وَلِليُسرِ يُسرى
أَقفَلَ الحُلمُ سَمعَهُ عَن قَبيحٍ / إِنَّ في أَكثَر الوِقار لوقرا
مُستَمِداً إِذا استَمَدَّ بِعَزمٍ / يَترك اللَيلَ بالإِضاءَةِ فَجرا
وَإِذا راش بِالأَنامِلِ مِنهُ / قلماً واستَمَدَّ ساءَ وَضَرّا
قلماً دَبَّرَ الأَقاليم حَتّى / قالَ فيهِ أَهل التَناسُخِ إِمرا
يَتبَع الرُمح أَمرَهُ إِنَّ عِشر / نَ ذِراعاً بِالرأي تَخدِمُ شبرا
مَدَّتِ العُمرَ مَدَّةٌ مِنهُ في السِلمِ / وَأُخرى في الحَربِ تَبترُ عُمرا
وَتَرى في شباته الرُزء وَالرِ / زقُ وَفيها البوارُ وَالبِرُّ مجرى
ظَفِراً في يَدِ الأَمانيَ تَلقاهُ / وَتَلقاهُ لِلمَنِيَّةِ ظُفرا
لا تقيم الأَموال عِندَكَ يَوماً / فَإِلى كَم يَكون مالِك سفرا
أَنصِفِ المال مِن نوالك يا مَن / بيديه أَمرُ المَظالِمِ طُرّا
جُرتَ في بَذلِهِ واحكامك الع / دلَ فَإِن كانَ قَد أَساءَ فَغُفرا
تَرتَقي الدَست وَالمَنابِر وَالخَ / يل فَتَختال كُلَّها بِكَ كِبرا
لَو جَرى في المَنابِرِ الروحُ ظَلَّت / مِن سواكُم عيدانها تتبرّا
مُرتَقىً سَنَّهُ جُدودَكَ للِنّا / سِ فَأَنتُم بِهِ أَحَقُّ وَأَحرى
كُلَّما اعتاق همتي بحر يأسٍ / مَدَّ مِن فَوقِهِ رَجاؤُكَ جِسرا
وَالتَقى بي في كل أَرضٍ ثَناء / لك أَهدي مِنَ النُجومِ وَأَسرى
وَعَجيبٌ أَني اعتَمَدت بنظمي / أَحسَن العالَمين نظماً وَنَثرا
فَكَأنّي حبوت داود دَرعاً / بَعدَما لَيَّن الحَديد وَأَجرى
وَمِنَ الشعر في الحَضيض حضيض / وَمِنَ الشعر في الكَواكِبِ شِعرى
وادِّعائي لِلنَّقدِ عندك لغو / أَنتَ أَهدى لما يُقال وَأَدرى
أَنتَ بحر النَدى فَلا زلت مداً / لا رَأَينا بِساحِلٍ لَكَ جَزرا
أَوقَدَ البين في الخَميس خَميساً
أَوقَدَ البين في الخَميس خَميساً / لِلأَسى وَالفُؤاد فيهِ وَطيسا
لا ذكرتُ الخَميس إِذا فاجأتَني / كُنَّ فيهِ وَلَستُ أَنسى الخَميسا
إِذ تَوَلَّت جُموعُهُم عَن مَحَلٍ / حَلَّ صَبري وَهاجَ وَجداً رَسيسا
مَربَعٌ بان أَهله ثُمَّ أَضحى / مقفراً موحشاً وَكانَ أَنيسا
ثَوَّر الحزنُ عيسَ وجد مُقيم / بِفؤادي لَمّا أَثاروا العِيسا
وقطرت الدُموع إِذ قطر العيس / وَحمَّلت قطر دَمعي نُفوسا
عُدنَ مِثلَ الشَقيق في اللَون لَمّا / عادَ قَلبي لصبغةِ الهَمِّ حيسا
وَذَر الدَهر يتبع اليسرَ عُسراً / وَالهَوى بِالنَوى وَنُعماهُ بوسا
يُضحِك اليَوم ذا وَفي الغَدِ يبكيهِ / فكلاً تَرى ضَحوكاً عَبواس
هَكَذا صَرفُهُ يصرَّف في الناس / يَجرح يدوي وآخر يوسى
وَإِذا أَعقَبَ النُحوسَ سُعوداً / لِلفَتى أَتبع السُعودَ نُحوسا
وَهيَ تُعطي الخَسيس حَظاً نَفيساً / ثُمَّ تُعطي النَفيس حَظّاً خَسيسا
فَتَرى الفاضِلَ الأَديب أَخا / الفَهمِ عَلى عَظمِ قَدرِهِ مَنحوسا
دَهرُنا وَالِدٌ وَنَحنُ بَنوهُ / فاتَ في حُبِّهِ لَنا التَنفيسا
قسم الحَظَّ في بَنيهِ بِجَورٍ / فَبذا أَصبَحَ المَروسُ رَئيسا
جَعَل العلم وَالفطانة فينا / وَالنُهى وَالحِجى الجَليلَ النَفيسا
ظاهِر القَسمِ فيهِ جور وَفي / الباطِن عدل يُجانِبُ التالِيسا
فاستَعِن في الأُمورِ بِاللَهِ واصبِر / إِنَّ ذا الفَضلِ لا يَكونُ يؤوسا
وَلَقَد قلت لِلزَّمانِ مَقالاً / حينَ أَكدى وَعادَ جدباً يَبيسا
أَيُّهذا الزَمان إِن كنت صَخراً / فَبِكِلتا يَديَّ آيَة موسى
وَلَئن كنت داء كل كَريم / فَمعي من حذاقة طِبُّ عيسى
إِنَّ لي يا أَبا الحُسَين فؤاداً / فارِغاً من هَوى الوَرى مَنكوسا
وَهوَ ملآنُ مِنك وداً مُصفّى / قَد نَفى المذق عنه وَالتَدليسا
أَنتَ في المجد وَالمَعالي يَتيماً / أَبَداً مجدها عليك حَبيسا
من يناؤيكم وَأَنتم أناس / لم تَزالوا عَلى النُجومِ جُلوسا
وَإِذا ناقص أَرادَكَ بِالنَقصِ / ثَنى المجد رأيه مَنكوسا
صَغُر الناس في زَمانك وازددت / عَلاءً وَسؤدداً قُدموسا
وَأَتاك المَديح يَختال نَهزاً / وَلَقَد رمته فَكان شَموسا
هَذه مَدحة بوصفك تَعلو / كل مَدحٍ فَقَد غَدا مَطموسا
هاكها كالعَروسِ في الزَيِّ تُجلى / مِن جَمالٍ بِها تَروق العَروسا
لفظها يَترك الطُروسَ رِياضاً / وَسِوى لَفظِها يشين الطُروسا
فَتَختال البُيوت مِنها بروجاً / وَالمَعاني أَهِلَّةً وَشُموسا
خَطرات الصِبا تَشوق النَفيسا
خَطرات الصِبا تَشوق النَفيسا / وَخطوب النَوى تُذيب النُفوسا
بَرَح البين بِالأَحِبَّةِ مُذ كانوا / فَهَذا السَليم وَالمالوسا
رَبَّة اللَومِ أَقصِري فَضُّ فوكِ
رَبَّة اللَومِ أَقصِري فَضُّ فوكِ / عَن نَجيبٍ قالي البقا مَنهوكِ
مغرم كُلَّ ساعة يَستَعِرُ الحُبَّ / في طاعَة الهَوى مَسبوكِ
لا تَلُجّي في لومه واعذُريهِ / واِستَعيذي من سِترِهِ المَهتوكِ
فالهَوى يترك العَزيزَ أَخا السَطوة / في حالة الذَليل الرَكيكِ
رحت شهرين بِالغَرامِ وَلَو / نالَكِ أَبصَرتِ جَهرَةً ما يَسوكِ
ولَعَمري إِنَّ الهَوى هَيِّنُ / المأخَذِ صَعبِ المَرفوضِ وَالمَتروكِ
إِعتِرافي بِعِظَم فَضلِكَ فَضلُ
إِعتِرافي بِعِظَم فَضلِكَ فَضلُ / وَعُدولي عَن كُنهِ وَصفِكَ عَدلُ
كلما رُمت وصف قدرك أَلفيت / صِفاتي تَدنو وَقدرك يَعلو
فَوق طِرفٍ مِنَ العَلاءِ لَهُ / الزُهر مَسامير والأَهِلةُ نَعلُ
قَد حَلا الدَهر مِن حُلولك فيهِ / وَلَقَد يُمزَج الذُعاف فَيَحلو
فَظَلام الزَمان نورٌ وَبؤس / الدَهر نُعمى وَحَرُّهُ منك ظِلُّ
وَإِذا هَزَّكَ الإِمام لِحَربٍ / أَو لِسلمٍ فَأَنتَ نَصرٌ وَنَصلُ
تخمد الحَرب حين تَغمِد بأساً / وَتُسيل الدِماء حينَ تَسُلُّ
ثابَت الجأشِ طائِشَ الجودِ داني / العَفوِ نائي المَدى مُعِزٌّ مُذِلُّ
قوله حِكمَةُ وأَفعاله عَدلٌ / وآراؤُهُ السَديدَةُ فَصلُ
هوَ بَعضُ الأَنام في روية العَين / وَإِن عُدَّ فاضِل فَهوَ كلُ
لا يَشين النَوال منه بِمُطلٍ / إِنَّ طوق العَطاء بِالمُطلِ غُلُّ
يَهزِمُ الجَيش بِالكِتابِ كَأَنَّ / الكُتُبَ مِنهُ كَتائِبُ ما تُفَلُّ
وَكأَنَّ السُطورَ فيها صُفوف / وَكأَنَّ الحُروفَ خيل ورجلُ
كل فَصل فيهِ من القطع وَالوَصل / كَهام العِداةِ قطع وَوَصلُ
فيهِ مَحيا قَومٍ وَمَهلِكَ قَومٍ / أَسِجال مِنَ القَنا أَم سِجِلُّ
وَإِذا راشَ بِالأَنامِلِ أَنبوب / يَراعٍ كَأَنَّما هوَ نَبلُ
قَلَمٌ دَبَّر الأَقاليمَ حَتّى / ظَلَّ فيهِ داعي التَناسُخِ يَغلو
قَلمٌ صَدره سِنانٌ وأُخراهُ / حُسام وَبينَ ذَلِكَ صِلُّ
يا أَبا غانِمٍ أَرى الغَانِمَ / السالِمَ من في يَمينه منكَ حَبلُ
مدحتك العَلياء من قبل مَدحي / وَهوَ مَدحٌ بِنَفسِهِ مستَقِلُّ
لا أَهنِّيك إِذ وليت لِعِلمي / أَنَّ ما ازددتَ فيهِ عَنكَ يَقِلُّ
وَلوَ أَنَّ الإِمامَ وَلّاكَ أَمرَ الشَرقِ / وَالغَربِ كُنت عنه تَجِلُّ
قَد تَهَيَّأتُ لِلرَّحيل إِلى الأَهلِ / فَجُد لي بِمالَهُ أَنتَ أَهلُ
أَينَما كُنتُ في البِلادِ بِنَفسي / فَثَنائي يَحُلُّ حيث تَحُلُّ
قَد تملكتَ بِالمَكارِم حُرّاً / وَهوَ رِقٌّ مُحَرَّمُ ما يَحِلُّ
لا أَذُمُّ الزَمانَ إِذ كنت منه / ما بِدَهرٍ سَخا بِمثلك بُخلُ
لَجَّ في حُبِّ من هويت العَذولُ
لَجَّ في حُبِّ من هويت العَذولُ / إِذ رآني عَن حُبِّهِ لا أَزولُ
قلت لَم تدر ما الهَوى يا عَذولي / أَنتَ عِندي المَعذورُ فيما تَقولُ
كَيفَ يَشكو من لَم يَذُق جَفنَ / عينيهِ هجوعاً وَقلبه متبولُ
مولع بِالغَرامِ مذ كانَ صَبّاً / ناحِلَ الجِسمِ قَد بَراهُ النُحولُ
رشأٌ أَغيدٌ دَعاني إِلَيهِ / مِن شقاء طرف أَحمّ كحيلُ
غُصنُ بانٍ يَميسُ غضاً رَطيباً / يَجذب الخصر منه ردفٌ ثَقيلُ
يَخجل البدر في التَمامِ لحاظات / حَواها وَجهٌ وَسيمٌ جَميلُ
يَتَباهى بِبخلِهِ دون وَصلي / وَهوَ سمح عَلى بُعادي مُنيلُ
إِن تَكُن هاجِري فَذاكَ لِذَنبٍ / كان مِنّي فَإِنَّني مُستَقيلُ
إِن تَذَكَّرت رَوضة الحَزن جادَت / مِن جُفوني عليه تَترى هُمولُ
فَإِذا لَم أَنَل من الجودِ سُؤلي / فَأَخو الجودِ سَيبهُ لي جَزيلُ
رفده ناشىءٌ عَليَّ قَديماً / وَحَديثاً إِلى التَنادي بطولُ
أَنا لَولاهُ لَم أُفارِق بِلادي / لا وَلا كنت عَن بِلادي أَزولُ
كل عافٍ يَهزُّهُ لِنَوالٍ / فَهوَ كايل سُنحُه مَبذولُ
لَم يَزد فيهِ ذاك عُجباً وَلَكِن / زادَه رُتبة جداه الجَزيلُ
هِمَّة همُّها اكتِسابُ المَعالي / فوق قطب العيوق لَيسَ يَزولُ
مَلِكٌ عِندَ سلمِهِ تأمن الدَهرَ وَفي حَربِهِ / حُسامٌ صَقيلُ
يا أَبا النَصرِ قَد نصرت ثغوراً / بَعدَ ما كانَ قَد عَلاه الخُمولُ
وَحقنت الدِماء في كُلِّ ثَغرٍ / بك قَد قام عندك التَهليلُ
هَكَذا تُملَك المَعاي فيبنى الحَمد / وَالمَجد وَالثَناء الجَزيلُ
وَالحَصيف الأَريب لا يَلزم الهَمَّ / بُدنياً عَمّا قَليل تَزولُ
فابق واسلم ما دارَت الشَمس في الدُنيا / وَما قابل الغداة الأَصيلُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025