المجموع : 27
كم غريبٍ حنّتْ إليه غريبَهْ
كم غريبٍ حنّتْ إليه غريبَهْ / وكئيبٍ شجاه شَجْوُ كئيبَهْ
سُلّطَتْ كرْبةُ التنائي علينا / فعسى فرحةُ التداني قريبهْ
فمتى نلتقي فتصبحَ منّا / كلّ نفسٍ لكلّ نفسٍ طَبيبه
أسِهامٌ مُفَوّقاتٌ لرمْيِي
أسِهامٌ مُفَوّقاتٌ لرمْيِي / أم قِداحٌ مفوَّقات لضربي
صائباتٌ جميعُهَا فاتراتٌ / وَيْحَ قلبي ماذا يُعِدّ لقلبي
تلكمُ الأعينُ التي خذلَتني / في التصابي بها خواذلُ سَربِ
رَبّةَ البُرْقُعِ الَّتي فيه تَحمي / وردةَ الخدّ عقربٌ ذاتُ لسبِ
قد مزَجْتِ العذابَ لي فهو عذبٌ / بزلالٍ من ماء ثغرِكِ عَذْبِ
قد أرانا مكافحُ الأُسْدِ سيفاً
قد أرانا مكافحُ الأُسْدِ سيفاً / حَدُّهُ في طَلا عِداهُ وَلُوجُ
فَرَأينا في دَسْتِهِ بَحرَ بأسٍ / مُدّ منهُ إلى الضّرابِ خَليجُ
وحسبنا الفِرِنْدَ أرْجُلَ نَمْلٍ / عَبَرَتْ مِنهُ جَدْوَلاً لا يَمُوجُ
خَلِّ شيبي فلستُ أدْمِلُ جُرْحاً
خَلِّ شيبي فلستُ أدْمِلُ جُرْحاً / بخضابٍ منه فَيَنْغَرَ جُرْحي
وإذا ما خسرتَ يوماً من العم / ر فهيهاتَ أنْ يُرَدّ بربحِ
عَيْبُ شَيْب يجلوه عَيْبُ خِضَابٍ / إن هذا كنكءِ قَرْحٍ بِقَرْحِ
صبغةُ اللَّه لستُ أَستر منها / بيدي في القذال قُبحاً بِقُبحِ
كم مُعنّىً منه وكَم مِن غَريبٍ / بالليالي ما بين قَوْلٍ وشرحِ
وكأنّ الخضابَ دُهْمَةُ ليلٍ / تحتها للمشيبِ غُرَّةُ صبحِ
نحنُ في جَنّةٍ نُباكِرُ منها
نحنُ في جَنّةٍ نُباكِرُ منها / ساحِلَيْ جَدْوَلٍ كسَيفٍ مُجَرّد
صَقَلَتْ مَتْنَهُ مداوسُ شمسٍ / مِن خِلالِ الغُصونِ صَقلاً مُجدَّد
ومُدامٍ تطيرُ في الصحنِ سُكراً / فتُحَلّ العقُودُ منها وتعقد
جِسمُها بالبَقاءِ في الدنِّ يَبلى / وقُواها مع اللّيالي تَجَدّد
وإذا الماءُ غاصَ في النّارِ منها / أخرجَ الدُّرَّ من حبابٍ مُنَضَّد
يا لها من عصيرِ أوّلِ كَرمٍ / سَكِر الدّنُّ منه قِدَماً وعَربَد
جنّةٌ مَجّتِ الحَيا إِذ سَقاها / مُصْلِحٌ من غَمَامِهِ غيرُ مُفسِد
قَد لَبِسنا غلائلَ الظِلّ فيها / مُعْلَماتٍ منَ الشعاعِ بِعَسجَد
ورَأَينا نارِنجَها في غُصونٍ / هَزّتِ الرّيحُ خُضْرَها فهيَ مُيّد
كَكُراتٍ مُحْمَرّةٍ من عَقيقٍ / تَدَّريها صوالِجٌ من زَبَرجَد
وَكَأنّ الأَنوارَ فيها ذُبَالٌ / بِسَليطٍ منَ النّدى تَتَوَقّد
وكأنّ النّسيمَ بالفرج يُفْشِي / بينَ رَوضَاتِها سرائرَ خُرّد
حَيثُ نُسْقَى مِنَ السُرورِ كُؤوساً / ونُغَنّى منَ الطُيورِ ونُنْشَد
ذو صفيرٍ مُرجَّع أو هديلٌ / أسَمِعْتُم عنِ الغَريضِ ومَعْبَد
شادِياتٍ تُمسي الغُصونُ وتُضحي / رُكّعاً للصَّبَا بِهِنَّ وسَجّد
كان ذا والزمانُ سَمْحُ السجَايا / بِبَوادٍ منَ الأَماني وعُوّد
والصِّبا في مَعاطِفي وكَأنِّي / غُصُنٌ في يدِ الصَّبا يَتَأَوَّد
غَشِيَتْ حِجْرَهَا دُموعيَ حُمْراً
غَشِيَتْ حِجْرَهَا دُموعيَ حُمْراً / وَهْيَ مِنْ لوعةِ الهوى تَتَحَدّرْ
فَانزَوَتْ بِالشَّهيقِ خَوفاً وَظَنَّتْ / حَبَّ رُمَّانِ صَدرِها قد تَنَثَّر
قُلتُ عِندَ اختِبارِها بِيَدَيها / ثَمَراً صانَهُنَّ جَيْبٌ مُزَرَّر
لَم يَكُنْ ما ظَنَنتِ حَقّاً ولَكِن / صبغةَ الوَجْدِ صِبْغُ دمْعيَ أَحمَر
يا قليلَ الوفاء ضاعَ ودادٌ
يا قليلَ الوفاء ضاعَ ودادٌ / أنْت ضيّعْتَهُ بكثرة غدرِكْ
أنا أشكو صَبَابَةً لَذَعَتْني / بَرّدَ اللَّه حرَّ نَحري بِنَحرِك
وَجَنى لي فَإِنَّ قَلبي عَليلٌ / ما اشتهى من جَنِيِّ رُمّانِ صَدرك
وَتَدَاوَيتُ من خُماري بخمرٍ / نابِعاتٌ بِها جَواهِرُ ثَغْرِك
هَذهِ كُلُّها أَماني وِصالٍ / حيلَ بَيني وَبَينَهُنَّ بِهَجرِك
زِنْ بديعَ الكلامِ وَزناً مُحَرَّرْ
زِنْ بديعَ الكلامِ وَزناً مُحَرَّرْ / مثل ما يُوزَنُ النضارُ المُشَجَّرْ
وتكَلَّمْ بما يَزينُكَ في الحَف / ل وَتَقْنَى به عَلاءً ومَفخَرْ
إنَّ حُسْنَ الثناءِ بعدك يَبْقَى / لك بالذكرِ منه عيشٌ مُكَرَّرْ
روحُ معناك جسمُهُ منكَ لفظٌ / وعلى كلّ صورة يَتَصَوّرْ
فإذا ما مَقَالُ غَيْرِكَ أضْحَى / عَرَضاً فَلْيَكُنْ مَقالُكَ جَوْهَرْ
عَجَبي من سكينتي وَوَقَاري
عَجَبي من سكينتي وَوَقَاري / بعد صَيْدِ المها وَخَلْعِ العِذارِ
واجتلائي منَ الشموشِ عروساً / نَقّطَتْ خَدّها بزُهْرِ الدراري
بنتُ ما شئتَ من زمانٍ قديمٍ / يَنْطوِي عُمْرُها على الأعصارِ
في صَمُوتٍ أقرّ بالنشر منها / وهوَ تَحتَ الصَّعيدِ نائي القرارِ
فإذا فُضَ خاتَمٌ عنه أهْدَت / أرَجَ المِسكِ وهيَ في ثَوبِ نارِ
قهوةٌ مَزّقَتْ بكفِّ سناها / بُرْقُعَ اللَّيلِ عَن مُحَيّا النَّهارِ
عَدَلَتْ بَعدَ سِيرَةِ الجورِ لمّا / نَرْجَسَ المزجُ لونَها الجُلّناري
وحكى نَشْرَها النسيمُ ولكن / بعدما نامَ في حُجورِ البهارِ
وهي ياقوتةٌ تُبَرْقعُ خدّاً / من جُمانٍ منظَّم بِعِجارِ
كُلَّما صافحتْ يداً من لجينٍ / مَنَحتها أناملاً مِن نضارِ
جوهرٌ يَبْعَثُ المسرَّة منه / عَرَضٌ في لطائِفِ الجِّسمِ سارِ
وكأنّ العيونَ تلحظُ منه / صورةً روحها مِنَ الجِسمِ عارِ
أنكِحوا عِندَ مَزجِها الماءَ ناراً / فَارتَمَت عِندَ لَمسِهِ بِالشرارِ
وانبرَتْ منهما ولائدُ دُرٍّ / طائرِ الوَثبِ عَنهُما بالنّفارِ
في قَميصِ الشَّرابِ مِنهُما شعاعٌ / يُبْرِدُ الهَمَّ وهوَ عَيْنُ الأوارِ
في رياضٍ تَنَوَّعَ النَّوْرُ فيها / كاليواقيتِ في حِقاقِ التِّجارِ
فكأنّ البنفسجَ الغضّ منه / زرقةُ العَضّ في نهودِ الجَواري
وَكَأنَّ الشقيقَ حُمْرُ خدودٍ / نقّطَ المسكُ فوقها بانتِثارِ
مُطْرِبٌ عندها غناءُ الغواني / في سَنا الصُّبحِ أَو غِناءُ القَماري
كانَ ذا كلّه زمانَ شبابٍ / كنتُ فيه على الدُّمَى بالخيارِ
هل تَردُّ الأيّامُ حُسني ومَنْ لي / بكمالِ الهلال بعد السّرارِ
نَحنَ قَومٌ ما بَينَنا نتَناجى / بِالأَحاديثِ في الملوكِ الكبارِ
مَلِكٌ في حمايَةِ المُلْكِ منهُ / دَخَلَ النَّاسِ في حَديثِ البحارِ
وَوَجدنا فَخرَ ابنِ يَحيى عَريضاً / ظُنّ ما شئت غيرَ ضيقِ الفخارِ
مَلكٌ في حِمايَة المَلكِ مِنهُ / قَسْوَرٌ شائكُ البراثِنِ ضارِ
عادلٌ يتَّقي الإِلهَ ويَعفو / عن ذوي السيِّئاتِ عَفْوَ اقتِدارِ
أسكَنَ اللَّهُ رأفةً مِنهُ قلباً / وَرَسَا طودُ حِلمِهِ في الوقارِ
لا تزالُ الأبرارُ تأمَنُ منه / سَطْوَةً تُتّقَى على الفُجّارِ
أَريَحِيٌّ حُلْوُ الشَّمائِلِ تَجري / بَينَ أَخلاقِهِ شَمُول العقارِ
لا يُجَارَى لِسَبقِهِ فَلِهذا / لم يَجِدْ في مَدَى العُلى من يُجاري
كُلُّ فَضلٍ مُقسَّمٍ في البَرايا / منه والشمسُ عُنْصُرُ الأَنوارِ
فالقٌ هامةَ الشُّجاعِ بعَضْبٍ / مطفئٌ روحَهُ بإيقادِ نارِ
وإِذا الحربُ أَقبَلَت بالمَنايا / كَرَّ والذِّمرُ لائِذٌ بالفرارِ
لم تَنَمْ عِندَهُ الظُبا في جُفُونٍ / فَالهُدى بانتِباهِها ذو انتِصارِ
وهوَ في حميَرَ الملوكِ عريقٌ / في صَميمِ العلى ومحْضِ النّجارِ
سادةٌ يُطْلعُ الدراريَّ منهم / فلَكٌ في العلى قَديمُ المدارِ
هم أقاموا زَيْغَ العدى بذكورٍ / تَكتَسي بِالدِّماءِ وهيَ عَوَارِ
حيث يَلْقَوْنَهُمْ بوضعِ خدودٍ / لَهم في الثَّرى ورفع عَمَارِ
عدِّ عن غيرهم وعَوِّلْ عَلَيهمْ / فهمُ في الوَغى حُمَاةُ الذِّمارِ
وإذا ما قَدَحْتَ نارك فاخْتَرْ / زَنْدَ مَرْخٍ لقَدْحِها أو عَفارِ
مُعْلَمٌ في الوغى إذا خاف غفلٌ / شُهرَةً مِنهُ للإِلالِ الحرارِ
واليعابِيبُ حَولَهُ تَتَعادى / كَالسراحينَ بِالأُسودِ الضَّواري
كُلُّ بَحرٍ يَسطو بِجَدولِ غَمرٍ / جامد فيه وهوَ بالسَّيلِ جَاري
والأساطيلُ في الزواخر يرمي / بلدَ الروم غَزْوُها بالدَّمارِ
يابساتُ العيدانِ تُثْمِرُ بالغي / دِ إذا أوْرَقَتْ بِبِيضِ الشفارِ
راعِفاتُ القنا تَلَوّنُ فيها / عَذَبَاتٌ كَمِثلِ مُصْحَفِ قاري
مِحْرَبٌ يَقهَرُ العداةَ ويُلْقي / كَلْكَلَ الحَربِ منهمُ في الدِّيارِ
والمنايا كالمُشْفِقاتِ تُنادي / بِبَنيها حَذارِ منه حذارِ
في خَميسٍ تُغَمِّضُ الشمسُ عيناً / فوقه من مَهيلِ نَقْعٍ مُثارِ
تَحسِبُ الطَّيرَ وهيَ وَقفٌ عَلَيهِ / رُقِمَتْ منه في مُلاء الغبارِ
عَمَّنَا في جواره خفضُ عيشٍ / فَذَكرنا بِذاكَ حُسنَ الجِوارِ
نَنتَقي لَفظَ وَصفِهِ ونُرَوِّي / مُدَداً في خواطِرِ الأَفكارِ
وَنَداهُ كَما تَراهُ ارتِجالٌ / جابِرٌ في الفَقيرِ كَسْرَ الفَقارِ
يا ابن يَحيى الَّذي ينيل الغِنى بَي / نَ حياءٍ من رِفْده واعتِذارِ
لَكَ يَدعو بِمَكَّةَ كُلُّ بَرٍّ / حَولَ بيتِ الإِلهِ ذي الأَستارِ
ومُطلٌّ على مِنَى بَعد حَجٍّ / لِبُلوغِ المُنى ورميِ الجمارِ
والَّذي زارَ أرضَ طِيبَةَ يَغْشى / خدُّهُ قَبْرَ أحمدَ المُختارِ
فهنيئاً للعيد عزَّةُ ملكٍ / باتَ يرمي العدى بِذُلِّ الصَّغارِ
وابقَ في المُلْكِ لابتِناءِ المَعالي / وَلِصَوْنِ الهدى وبَذْلِ النّضَارِ
للأقاحي بفيكِ نَوْرٌ ونورُ
للأقاحي بفيكِ نَوْرٌ ونورُ / ما كذا تَسْنَحُ المهاةُ النّفُورُ
من لها أنْ تعيرها منكِ مشياً / قَدَمٌ رَخْصَةٌ وخطوٌ قصيرُ
أَنتِ تَسبينَ ذا العَفافِ بِدَلٍّ / يَستَخِفُّ الحليمَ وهو وقورُ
وهيَ لا تَستَبي بِلَفظٍ رَخيمٍ / يُنزِلُ العُصْمَ وهيَ في الطود فُورُ
وَحَديثٍ كَأَنَّهُ قِطَعُ الرّو / ضِ إذا اخضَلَّ مِن نَداهُ البكورُ
فَثَناني مِن رَوضِ حُسنِك عَنها / نَرجِسٌ ذابِلٌ وَوردٌ نَضيرُ
وشقيقٌ يُشَقّ عن أُقحُوانٍ / لِنقابِ النّقا عَلَيهِ خَفيرُ
وأريجٌ على النَّوى مِنكَ يَسري / وَيُجيب النسيمَ منه عَبيرُ
وثنايا يضاحكُ الشمسَ منها / في مُحَيّاكِ كوكبٌ يستنيرُ
ريقها في بقيّةِ الليل مسكٌ / شِيبَ بالرّاحِ منه شهدٌ مَشورُ
لِسُكونِ الغرامِ مِنهُ حَرَاكٌ / وَلِمَيْتِ السّقامِ فيهِ نُشورُ
أَلبَسَ اللَّهُ صورةً منكِ حسناً / وَعُيونُ الحسانِ نَحوَكِ صورُ
لَكِ عَينٌ إِن يَنبعِ السحرُ منها / فهو بالخَبْلِ في العقول يغورُ
وجفونٌ تشيرُ بالحبِّ منها / عن فؤادٍ إلى فؤادٍ سفيرُ
وَقَعتْ لَحظَةٌ على القَلبِ منها / أَفلا يَترُك الحَشا ويَطيرُ
يَطْبَعُ الوَشيُ فَوقَ حُسنِكَ لَمساً / مِنهُ أَمثالُ ما له تَصويرُ
فَإِذا ما نَمى الحديثُ إِلَيها / قيلَ هَل يَنقُشُ الحريرَ حريرُ
أَنتِ لا تُرحمين منك فيفدَى / مِعْصَماً في السوار منه أَسيرُ
فمتى يَرْحَمُ الصِّبا منك صَبّاً / فاضَ مُستَولِياً عَلَيه القتيرُ
ودعيني فقد تَعَرّضَ بَيْنٌ / بوشيكِ النوى إليَّ يُشيرُ
وَغَلى بالفراقِ مِرْجَلُ حُزْني / فهو بالدّمع من جْفُوني يفُورُ
قالت اللثمُ لا أراهُ حَلالاً / بيننا والعناقُ حظٌّ كبيرُ
قلت هذا علمتُهُ غيرَ أنّي / أسألُ اليومَ منك ما لا يضيرُ
فاجعلي اللَّحظَ زادَ جسمٍ سيبقى / روحُهُ في يديكِ ثُمَّ يَسيرُ
فَلِيَ الشوقُ خاذلٌ عن سُلُوّي / وَلِدينِ الهدى علَيَّ نَصيرُ
مَلِكٌ تَتّقي الملوكُ سَنَاهُ / أوَ مَا يَفْرِسُ الذئابَ الهَصُورُ
وهو ضارٍ آجامُهُ ذُبّل الخطّ / على مُقْتَضَى العلى وقصورُ
حازمٌ للطِّعان أشرَعَ سمراً / حُطِمَتْ في الصدورِ مِنها صُدورُ
وَحَمَى سَيْفُهُ الثّغورَ فما تَق / رَبُ رَشْفَ العُدَاةِ منها ثغورُ
ذو عَطاءٍ لَوَ انّهُ كان غيثاً / أورَقَتْ في المحولِ مِنهُ الصخورُ
تَحسِبُ البحرَ بَعضَ جَدواهُ لَولا / أَنَّهُ في الورودِ عَذبٌ نَميرُ
مَن تَراهُ يَحِدُّ فَضْلَ عَلِيٍّ / وهو مُسْتَصْعَبُ المرَام عسيرُ
فَبِمَعروفِهِ الخِضَمِّ غَنِيٌّ / وإلى بأسه الحديدُ فقيرُ
كَم لَهُ مِن خَميسِ حَربٍ رَحاها / بِسيولٍ منَ الغُمودِ تَدورُ
أَرضُهُ مِن سَنابِكٍ قادِحاتٍ / شَرَرَ النّقْعِ والسماءُ نسورُ
واجِداتُ القِرى بِقَتلى الأَعادي / مِن حَشاها لَدى النشورِ نُشورُ
جَحفَلٌ صُبْحُهُ منَ النقعِ لَيْلٌ / يضْحَكُ الموتُ فيه وهو بَسُورُ
تَضَعُ البيضُ مِنهُ سودَ المَنايا / بِنِكاحِ الحروبِ وهيَ ذكورُ
وَكَأنَّ القتامَ فيها غَمامٌ / بِنَجيعٍ مِنَ البروقِ مَطيرُ
وكأنَّ الجوادَ والسيفَ واللأ / مَةَ بحرٌ وجدولٌ وغديرُ
وإذا ما استطالَ جبّارُ حربٍ / يَجزِعُ الموتُ منهُ وهوَ صَبورُ
والتَظى في اليَمينِ منه يَمانٍ / كاد للأثر منه نَمْلٌ يَثورُ
ودعا وهو كالعُقاب كماةً / لهمُ كالبُغاثِ عنه قصورُ
جَدَلتهُ يَدا عَلِيٍّ بعَضْبٍ / لِرُبوعِ الحياةِ منه دُثُورُ
فَغَدا عاطِلاً مِنَ الرأسِ لَمّا / كَانَ طَوْقاً له الحسامُ البتورُ
لَحظَ الرومَ منهُ ناظرُ جَفْنٍ / للرّدى فيه ظُلْمَهٌ وهوَ نورُ
رَمِدَتْ للمَنونِ فيهِ عُيونٌ / فَكأَنَّ الفِرِنْدَ فيه ذَرَورُ
يا ابن يحيى الَّذي بِكُلِّ مَكانٍ / بالمعالي له لسانٌ شَكُورُ
لكَ من هَيبةِ العُلى في الأعادي / خيلُ رُعبٍ على القُلوبِ تُغيرُ
وَسُيوفٌ مَقيلُها في الهَوادي / كُلَّما شَبَّ للقراع هَجيرُ
وَدُروعٌ قد ضوعِفَ النسيجُ منها / وَتَناهَى في سَردِها التقديرُ
كَصغارِ الهاءاتِ شُقّتْ فأَبدتْ / شكلها من صُفوفِ جيشٍ سطورُ
أنتَ شَجّعْتَ نفسَ كلّ جبانٍ / فاقترَابُ الأسودِ منه غرورُ
فهو كالماءِ أحرقَ الجسمَ لمّا / أحدث اللّذْعَ في قُواهُ السعيرُ
خيرُ عامٍ أتاكَ في خيرِ وقتٍ / لِوُجوهِ الرّبيعِ فيهِ سُفورُ
زارَ مَثواكَ وهوَ صَبٌّ مَشوقٌ / بِمَعاليكَ والمَشوقُ يَزورُ
فَبَدا مِنكَ في الجلالِ إِلَيهِ / مَلِكٌ كابرٌ ومُلْكٌ كبيرُ
ورأى في فِناءِ قصرك حَفْلاً / ما له في فِناءِ قَصْرٍ نظيرُ
تَشتَري فيه بالمَكَارِمِ حَمداً / لَكَ مِنهُ تِجارَةٌ لا تَبورُ
فَكَأَنَّ المُدّاحَ فيهِ قُرُومٌ / مَلأ الخافقَينِ مِنهُ الهَديرُ
بِقَوافٍ هُدوا إِلَيهِنَّ سُبْلاً / ضَلَّ عَنهُنَّ جَرْوَلٌ وَجريرُ
إنّ أيّامَكَ الحسانَ لَغُرٌّ / فَكَأَنَّ الوجوهَ منها بُدورُ
واصَلَ العزَّ في مغانيك عِزٌّ / دائمُ المُلكِ وَالسرورَ سُرورُ
يا ذنوبي ثَقّلْتِ واللّه ظَهْري
يا ذنوبي ثَقّلْتِ واللّه ظَهْري / بانَ عُذْري فكيفَ يُقْبَلُ عذري
كلَّما تُبْتُ ساعةً عُدْتُ أُخرى / لِضُروبٍ من سوءِ فِعلي وهُجري
ثَقُلتْ خَطْوَتي وفَوْدي تَفَرّى / غَيْهَبُ اللَّيلِ فيه عن نُورِ فجرِ
دبَّ مَوْتُ السّكونِ في حركاتي / وخَبَا في رمادِهِ حُمْرُ جمري
وأنا حيثُ سرْتُ آكلُ رزقي / غير أنّ الزمانَ يأكل عمري
كلَّما مَرَّ مِنهُ وَقتٌ بِربحٍ / من حياتي وجدتُ في الرِّبحِ خسري
كلَّما مَرَّ مِنهُ وَقتٌ بِربحٍ / عِلْمُهُ باختلافِ سرّي وجهري
مِلْ بقلبي إلى صَلاحِ فسادي / منه واجبرْ برأفةٍ منك كسري
وأَجِرْني ممّا جَناهُ لِساني / وتَناجتْ به وساوسُ فِكري
كلَّ يوم مودِّع أو مودَّعْ
كلَّ يوم مودِّع أو مودَّعْ / بفراقٍ من الزّمان مُنَوَّعْ
فانقطاعُ الوصال كم يتمادى / وحصاةُ الفؤادِ كم تَتَصَدّع
ليت شعري هل أرتدي بظلامٍ / لا يراني الضياءُ فيه مروّع
بحداءٍ من واصفِ البين غادٍ / وَنَعيبٍ من حالكِ اللّون أبقَع
فَبِنارِ الأسى يُحَرَّقُ قَلْبٌ / وبماءِ الهوى يُغرَّقُ مدمَع
هَذِهِ عادةُ الليالي فلُمْها / وهي لا تسمعُ الملامة أو دَع
تَطْعَنُ الحيّ فالجسومُ بواقٍ / في يدَ السّقْمِ والنفوسُ تُشَيَّع
وكأنّ الحسانَ زُوّدْنَ صَبْري / فهو بالبين بَينَهُنَّ يُوزَّع
كلّ نمّامةِ الرياح تلاقي / منه أنفاسَ روضةٍ تَتَضَوَّع
يلمعُ الماءُ في سنا الخدّ منها / فَكَأنَّ الرحيقَ منه يشعشَع
تنتحي بالأراك ثغر أقاحٍ / للندى فيه ريقةٌ تَتَمَيَّع
نَصّلَتْ في القوامِ باللحظ منها / صعدةً في يدِ الملاحة تُشْرَع
تجرحُ القلبَ والأديمُ صحيحٌ / فَعَنِ السحرِ منه حدَّثتُ فاسمَع
قفْ وقوفَ الحيا بدمنَةِ ربعٍ / ضَيّعَ الدمعَ فيه رسمٌ مُضَيَّع
دارسٌ لا تزالُ غُبْرُ السّوافي / تَفْرِقُ التربَ فيه ثُمّتَ تَجمَع
كم به من سوانحٍ في المغاني / آمناتٍ من نبأةِ الخوفِ ترتَع
وظباءٍ كأنّهُنّ دُمَاهُ / حينَ تَرْنو لو أنّها تَتَبَرْقَعْ
وحبيسٍ على الفلا زمخريٍّ / خاضبٍ أفتخِ الجناحين أقْزَع
رافِعٍ في الهواءِ طُولى عليها / عنقٌ كاللّواءِ في الجيش يُرْفَع
تَحسبُ العينُ رجلَهُ نصب رحلٍ / أصلمٌ ليْتَ أنّه كان أجدَع
إن ثوبَ الصبا يُمَزَّق منِّي / ما الّذي بالخضاب مِنْه يُرَقَّع
فَعَصَتني الفَتاةُ كَيْداً وكانَتْ / في الهوى من يدي إلى الفمِ أطوَع
أنْبَتَ الدهرُ في المفارقِ شيباً / بِهُمومٍ في مُضْمَرِالقلبِ يُزْرَع
وَابتَدا والنَّوى بِيُمناه تبدي / صورَةَ الماءِ في السرابِ فَتُخدَع
بشمالٍ تثني عليها جنوباً / بهبوبٍ يقلقلُ الكورَ زعزَع
كُلَّما أمرعت بِبَقلٍ جُفالٍ / قلتُ بالجمر من حمى القيظِ تُلْذَع
حيثُ أذكتْ ذكاءُ فيها أواراً / يَلْفَحُ الوَجْهَ في اللّثام فَيَسْفعْ
وإذا ما لَمسْتَ جَدْوَلَ ماءٍ / خِلْتَهُ حَيّةً من الحرِّ تَلْسَع
أنا نبعٌ لا خِرْوَعٌ عند عمري / وأرى العود منه نبعٌ وخروَع
لَستُ أُثْنى عنِ السُّرَى في طريقٍ / خيّمَ الليلُ فوقه وهوَ خَيدَع
فكأنّي خُلِقْتُ جوّابَ أرْضٍ / أَصِلُ العزمَ حَشوَها وهيَ تَقطَع
وكأنّي في مِقْوَلٍ من زماني / مَشَلٌ وافدٌ على كلّ مسمع
ليَ قلبٌ من جَلمَدِ الصّخرِ أقسى
ليَ قلبٌ من جَلمَدِ الصّخرِ أقسى / وهو من رِقّةِ النّسيمِ أرَقُّ
كهَصورٍ في كفّه الظُّفْرُ عَضْبٌ / وغريرٍ في صدره النهدُ حقُّ
عزْمتي كوكبٌ وطَرْفِيَ ريحٌ / وأضاتي غيمٌ وسيفيَ برْقُ
ضرْبَتي في مفارِقِ الذِّمْرِ جَيْبٌ / بين كفّيّ عند غيظٍ يُشَقُّ
حشوُها من فُلولِ عَضْبي شَظَايا / كَنُيوبٍ عَنْهُنَّ قَلّصَ شِدْقُ
رُبَّ لَيلٍ هَصَرتُ فيه بِغُصْنٍ
رُبَّ لَيلٍ هَصَرتُ فيه بِغُصْنٍ / لابسٍ نضرةَ النّعيم وريقِ
فيه رمّانةٌ تُطاعِنُ صَدْري / فهي أمضى من السّنان الذليقِ
أَسألُ الوردَ مِنهُ عَن أُقحوانٍ / مجتنى الشهد منه في طلّ ريقِ
فشققتُ الشقيقَ من شفَتَيه / عن حبابٍ محدِّثٍ عن رحيقِ
واكتَسَتْ زُرقَةُ السَّماءِ سَحاباً / مُسمِعاً رعدُهُ هديرَ الفنيقِ
وحمَىَ من وشاتنا كلُّ وبلٍ / بأفاعي السيول كلَّ طريقِ
وكأنّ الظلامَ يحرقُ قاراً / منه في الخافقين نفطُ البروقِ
رَقَّ صَبري وصَبرُها بِنَسيمٍ / واصفٍ صُبْحَهُ بمعنى رقيقِ
وشَوادٍ شَدَت فَلَولا اشتِهاري / نُحْتُ من شدوها بِكُلِّ شَهيقِ
أضحَكَ اللَّهُ مَنْ بكى بجمانٍ / رحمةً للّذي بكى بعقيقِ
قُلْ لِمَنْ ضاهتِ الغزالةَ نوراً
قُلْ لِمَنْ ضاهتِ الغزالةَ نوراً / وهي من طيبها غزالةُ مِسْكِ
أَنتِ في العينِ وَاللِّسانِ وَفي القل / بِ فَأَينَ استَقَرَّ قَدريَ مِنكِ
إِن نَقَضتِ الوفاءَ بِالغدرِ ظُلْماً / فَبِهذا أَشارَ طَرفُكِ عَنكِ
لكِ قلبي صَفَا فلا غشّ فيه / وهو للهجرِ منك في نارِ سَبْكِ
أضحَكَ الشامِتِينَ صَدُّكِ عَنِّي / بِدُموعي فَأَدْمُعُ القَلبِ تَبكي
لي صديقٌ محْضُ النصيحة كالمر
لي صديقٌ محْضُ النصيحة كالمر / آه إذ لا تريك منها اختلالا
فَتُريكَ اليمينَ منك يميناً / بالمحاذاةِ والشمالَ شمالا
ذاتُ لَفظٍ تَجني بِسَمعِكَ منه
ذاتُ لَفظٍ تَجني بِسَمعِكَ منه / زَهَراً في الرياضِ نَدّاهُ طَلُّ
لا يُمَلّ الحديثُ منها مُعَاداً / كانتشاقِ الهواء ليس يُمَلُّ
يَنطَوي جَفْنُها عَلى سَيفِ لَحظٍ / تُغْمَدُ المُرهَفاتُ حِينَ يُسَلُّ
كُلُّ عَتْبٍ سَمِعتَ مِنها وَمِنِّي / فهو منها دَلٌّ ومنّيَ ذُلُّ
حركاتٌ إلى السكونِ تؤولُ
حركاتٌ إلى السكونِ تؤولُ / كلُّ حالٍ مع الليالي تَحُولُ
لا يصحّ البقاءُ في دار دنيا / وَمَتى صحّ في النّهَى المستحيلُ
والبرايا أغراضُ نَبْلِ المنايا / وهي أُسْدٌ لها من الدهرِ غِيلُ
كيف لا تسْلبُ النفوسَ وتُرْدي / ولها في الحياة مرعىً وبيلُ
ماتَ من قبلِ ذا أبوكَ بداءٍ / أَنت من أجلِه الصحيحُ العليلُ
وإذا أجتُثّ أصلُ فرعٍ تَبَقّى / فيه ماءٌ من الحياةِ قليلُ
ما لنا نتبعُ الأمانيّ هلّا / عَقَلَتْنا عن الأَماني العقولُ
كم جريحٍ تعلّقَ الرّوحُ منه / بالتمنّي والجسمُ منه قتيلُ
وبطيءُ الآمال يَسْعى بحرْصٍ / خَطَفَ العيشَ منه حَتْفٌ عجولُ
عَمِيَ الخلقُ عن تعادي خُيولٍ / ما لها في الهواءِ نَقْعٌ مَهيلُ
تنقلُ الناسَ من حياةٍ إلى مو / تٍ على ذاكَ مرّ جيلٌ فجيلُ
وَبِدهمٍ تمرّ منها وشهبٍ / أمِنَ الليلِ والنهارِ خيولُ
سَهّلوا من نفوسهمْ كلّ صعبٍ / فالرّدى لا يُقيلُ مَنْ يَسْتقيلُ
واستدلّوا على النفادِ بعادٍ / يُذْهبُ الشكَّ باليقينِ الدليلُ
أيّ رزءٍ حكاهُ مِقْوَلُ ناعٍ / صمّ هذا الزمانُ عمّا يقولُ
فلقد فتّتَ القلوبَ وكادتْ / راسياتُ الجبالِ منه تَزُولُ
لم يمتْ أحمد أخو البأسِ حتّى / ماتَ ما بيننا العزاءُ الجميلُ
يومَ قامتْ بفقْدهِ نائحاتٌ / في لَبُوسٍ من حُزْنِهِنّ يَهُولُ
غُمِستْ في السواد بيضُ وجوهٍ / فكأنّ الطلوعَ فيه أُفُولُ
وعلى مجلسِ التنعّمِ بُؤسٌ / فبديلُ السّماعِ فيهِ العويلُ
وَتَولَّتْ عِندَ التناهي افتراقاً / ومضى ربّهُ الوفيّ الوَصُولُ
أسمعَ الرعدُ فيه صرخةَ حُزْنٍ / ملْءُ ليل الحزين فيه أَليلُ
ودموعُ السماءِ في كلّ أرْضٍ / فوقَ خد الثرى عليهِ تَجُولُ
وحشا الجوِّ حَشْوُه نارُ برقٍ / إنّه في ضلوعِهِ لَغَلِيلُ
أترى الغيثَ بات يبكي أخاهُ / فبكاءُ العُلى عَلَيهِ طَويلُ
قائدَ الخيلِ بالكماةِ سِرَاعاً / والضحى من قَتامِهنّ أصيلُ
أيّ فضلٍ نبكيه منكَ بدمعٍ / ساكبٍ فيه كلّ نفسٍ تسيلُ
أَعَفافاً أم نجدةً كنت فيها / قَسْوَرَ الغيل والكريهةُ غولُ
أم شباباً كأنّما كان روضاً / ناضراً فاغتدى عليهِ الذبولُ
وَاكتسى في ثرىً تغيّبَ فيه / صدأً ذلكَ الجبينُ الصقيلُ
كنت كالسِّيد للعدى والمنايا / مقبلاتٌ كأنَّهُنَّ سيولُ
ولِصَوْبِ السهامِ حوْليكَ وَبْلٌ / لاخضرار الحياةِ مِنهُ ذُبولُ
طارَ صَرفُ الرّدى إِلَيكَ بِرَشقٍ / خفّ والخطبُ في شباهُ ثقيلُ
سَهمُ غَربٍ أصابَ ضَيغَمَ حربٍ / خاضَ في العيشِ منه نَصلٌ قَتولُ
هابكَ الموتُ إذ رآك مِسَحّاً / بطلاً لا يصولُ حَيثُ تَصولُ
لَو بَدا صورةً إِلَيكَ لَأضْحَى / في ثرَى القبرِ وهو منكَ بديلُ
فَرَمَى عن دُجُنَّةِ النقعِ نَحراً / منكَ والجوّ بالظلامِ كَحيلُ
وإذا خافَ من شجاعٍ جبَانٌ / غَالَهُ منه جاهداً ما يَغولُ
كنتَ سهمَ البلاءِ يرْفع سهمٌ / فيه للنفسِ بالحِمامِ رسولُ
كم جوادٍ بكاكَ غيرَ صبورٍ / فنياحٌ عليكَ منه الصّهيلُ
وحسامٍ أطالَ في الجَفْنِ نوماً / لم يُنَبّهْهُ بالقرَاعِ الصّليلُ
أيّها القائدُ الأبيّ عزاءً / فثواءُ المقيمِ منّا رحيلُ
وجليلٌ مُصَابُ أحمدَ لكنْ / يُصْبِرُ النفسَ للجليلِ الجليلُ
ومديدِ الخطى كأنّكَ منه
ومديدِ الخطى كأنّكَ منه / تضعُ اللّبْدَ فوق تيّارِ سَيْلِ
قيدُ وحشٍ ملاذُ خائرِ وهنٍ / وقرى معقلٍ وحارسُ ليلِ
أسْبِقُ الريحَ فوقه فإذا ما / فتّها أمسكتْ بفضلةِ ذيلي
قلتُ والنّاس يرقبون هلالاً
قلتُ والنّاس يرقبون هلالاً / يشبه الصبّ من نحافةِ جِسْمِه
من يكنْ صائماً فذا رمضانٌ / خَطّ بالنّور للوَرى أوّلَ اسمِه