المجموع : 6
وَقَوافٍ مُلْسِ المُتونِ شِدادِ ال
وَقَوافٍ مُلْسِ المُتونِ شِدادِ ال / أَسْرِ غُرٍّ مَصْقُولَةِ الأَطرافِ
لَمْ يَشِنْها إِجازَةٌ وَسِنادٌ / وَحَلَتْ إِذْ خَلَتْ مِنَ الإصرافِ
وإِذا ما رُواتُها انْتَقَدوها / حَسِبوها لآلِئَ الأَصْدافِ
صُغْتُها في النَّسيبِ وَالفَخْرِ حَتّى / عُدَّ فيها الإعْجازُ مِنْ أَوْصافي
وَمَتى زَلَّ عَنْ لِساني مَديحٌ / هُوَ أَدْنَى مُروءَةِ الأَشْرافِ
فَأَنا المُسْتَعيرُ مَعْناهُ مِمَّا / قَالَهُ المَادِحُونَ في الأَسْلافِ
رُبَّ لَيْلٍ بالصُّبْحِ مِنْ
رُبَّ لَيْلٍ بالصُّبْحِ مِنْ / وَجْهِ ليلى تَوَشَّحا
صَافَحَتْ فَوْرَةُ العِشا / ءِ بِهِ نَهْضَةَ الضُّحى
يا ضُلُوعي تَلَهَّبي في اكْتِئابِ
يا ضُلُوعي تَلَهَّبي في اكْتِئابِ / يا دُموعي تَأَهَّبي لِانْسِكابِ
إِنَّ بَرْحَ الغَرامِ يَنْزِفُ دَمْعاً / راضَ شَوْقي إِباءَهُ في التَّصابِي
وَكَذا الماءُ لَيْسَ يُجْريهِ إِلَّا / وَهَجُ النارِ مِنْ غُصونٍ رِطابِ
وَبلائِي ثَلاثَةٌ طَرَقَتْنِي / بِسُهادٍ وَلَوْعَةٍ وَانْتحابِ
حَنّةٌ بَعْدَ صَيْحَةٍ وَنَعيبٌ / مِنْ مَطِيٍّ وَسَائِقٍ وَغُرابِ
فَتَقَضَّتْ شَبيبَتِي بَيْنَ شَكْوَى / وَتَجَنٍّ وَهِجْرَةٍ وَعِتابِ
والْتِفاتي إِلى سِنِيَّ يُريني / عَددَاً لَيْسَ يَقْتَضي غَدْرُها بي
شَابَ رَأْسِي وَلَمْ تَمَسَّ يَميني / ذَنَبَ الأَرْبَعِينَ عِنْدَ حِسابي
وَرَأَتْ شَيْبيَ الرَّبابُ فَقالتْ / ما جَناهُ فُقُلتُ حُبُّ الرَّبابِ
مَلَكَتْ رِقِّيَ الصَّبابَةُ حَتّى / خاضَ صُبْحُ المَشيبِ لَيْلَ الشَّبابِ
كلماتِي قَلائِدُ الأَعْناقِ
كلماتِي قَلائِدُ الأَعْناقِ / سَوْفَ تَفنى الدُّهُورُ وَهْيَ بَواقِ
دَلَّ فيهَا الذِّهْنُ الجَلِيُّ بِأَلْفا / ظٍ رِقاقٍ على مَعانٍ دِقاقِ
فَقَريضِي يَراهُ مَنْ يَنْقُدُ الأَشْ / عارَ سَهْلَ المَرامِ صَعْبَ المَراقي
لَمْ يَشِنْهُ المَعْنى العَويصُ وَلا لَفْ / ظٌ يَكِدُّ الأَسْماعَ مُرُّ المَذاقِ
وَهْوَ في مَنْجَمِ الفَصاحَةِ مِنْ فَرْ / عَيْ نِزارٍ مُقابَلُ الأَعْراقِ
وَإِلَيْهِ يَصْبو الرُّواةُ وَفيهِ / مَعَ شِكْل الحِجازِ ظَرْفُ العِراقِ
مُؤْيِسٌ مُطْمِعٌ قَريبٌ بَعيدٌ / فَهْوَ أُنْسُ المُقيمِ زادُ الرِّفاقِ
هَذهِ دارُها عَلى الخَلصاءِ
هَذهِ دارُها عَلى الخَلصاءِ / أَضحَكَ المُزنُ رَوضَها بالبُكاءِ
وَكَساها الرَّبيعُ حُلَّةَ نَورٍ / نَسَجَتها أَناملُ الأَنواءِ
فَسَلِ الرَّكبَ أَن يَميلوا إِلَيها / بِصُدورِ الرَّكائِبِ الأَنضاءِ
إِنَّها مَنزِلٌ بِهِ التَقَمَ الأَج / رَعُ في مَيعَةِ الشَّبابِ رِدائي
وَكأَنّي أَرى بِأَطلالِهِ وَش / ماً خَفيّاً بِمعصَمَيْ ظَمياءِ
أَرِجٌ تُربُهُنَّ مِن فَتَياتٍ / أَلِفَتهُ أَشباهُها مِن ظِباءِ
كَبُدورٍ عَلى غُصونٍ ظِماءٍ / في حُقوقٍ تُقِلُّهُنَّ رِواءِ
إِن تَبَسَّمنَ فالثُّغورُ أَقاحٍ / لُحْنَ غِبَّ الغَمامَةِ الوَطفاءِ
تَرتَوي حينَ يَنشُرُ الصُّبحُ سِقطَيْ / هِ مَساوِيكُهُنَّ مِن صَهباءِ
وَبِنَجدٍ لِلعَامِريَّةِ دارٌ / بِرُباها مُعَرَّسُ الأَهواءِ
غادَةٌ تَملأُ العيونَ جَمالاً / هيَ دائي مِنهُنَّ وَهْيَ شِفائي
فَتَملَّيتُهُنَّ في عيشَةٍ خَضْ / راءَ تَندى كَروَضَةٍ غَنّاءِ
واِرغَوى باطِلي وَعاثَ بياضٌ / مِن قَتيرٍ في لِمَّةٍ سَوداءِ
وَظَلامُ الشَّبابِ أَحسَنُ عِندي / مِن مَشيبٍ يُظِلُّني بِضياءِ
وَلِذِكرَى ذاكَ الزَّمانِ حَيازِي / مِي تَلَوَّى بِالزَفرَةِ الصُّعْداءِ
كُلَمّا أَوقَدَتْ عَلى القَلبِ ناراً / شَرِقَ الجَفنُ يا أُمُيم بِماءِ
أَيُّها الحَيُّ إِن بَكَرتُم رَحيلا
أَيُّها الحَيُّ إِن بَكَرتُم رَحيلا / فالبَثوا لِلمودِّعَينَ قَليلا
وَمَعَ الرَّكبِ ظَبيَةٌ تَصرَعُ الأُسْ / دَ بِعَينٍ كالمَشرَفيِّ صَقيلا
بَرَزَت لِلوَداعِ فاِستَودَعَت قَلْ / بيَ وَجداً وَصَبوَةً وَغَليلا
وَمَرَتْ أَدمُعي مَطايا تَرامَتْ / بسُلَيمَى تَوَقُّصاً وَذَميلا
وَأَبى الحُبُّ أَن يَكونَ عَزائي / بَعدَ ذاكَ الوَجهِ الجَميلِ جَميلا
وَبِجِسمي ضَنىً بِخَصرِ سُلَيمى / مِثلُهُ فهوَ لا يَزالُ نَجيلا
وَشِفائي مِنهُ نَسيمٌ يُغادي / ني وَطَرفٌ يَرنو إليَّ كَليلا
هَل سَمِعتُم يا ساكِني أَرضَ نَجدٍ / بِعَليلَينِ يَشفيانِ عَليلا