القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَنْتَرة بن شَدّاد الكل
المجموع : 5
حَسَناتي عِندَ الزَمانِ ذُنوبُ
حَسَناتي عِندَ الزَمانِ ذُنوبُ / وَفَعالي مَذَمَّةٌ وَعُيوبُ
وَنَصيبي مِنَ الحَبيبِ بِعادٌ / وَلِغَيري الدُنُوُّ مِنهُ نَصيبُ
كُلُّ يَومٍ يُبري السُقامَ مُحِبٌّ / مِن حَبيبٍ وَما لِسُقمي طَبيبُ
فَكَأَنَّ الزَمانَ يَهوى حَبيباً / وَكَأَنّي عَلى الزَمانِ رَقيبُ
إِنَّ طَيفَ الخَيالِ يا عَبلَ يَشفي / وَيُداوى بِهِ فُؤادي الكَئيبُ
وَهَلاكي في الحُبِّ أَهوَنُ عِندي / مِن حَياتي إِذا جَفاني الحَبيبُ
يا نَسيمَ الحِجازِ لَولاكِ تَطفا / نارُ قَلبي أَذابَ جِسمي اللَهيبُ
لَكِ مِنّي إِذا تَنَفَّستُ حَرٌّ / وَلِرَيّاكِ مِن عُبَيلَةَ طيبُ
وَلَقَد ناحَ في الغُصونِ حَمامٌ / فَشَجاني حَنينُهُ وَالنَحيبُ
باتَ يَشكو فِراقَ إِلفٍ بَعيدٍ / وَيُنادي أَنا الوَحيدُ الغَريبُ
يا حَمامَ الغُصونِ لَو كُنتَ مِثلي / عاشِقاً لَم يَرُقكَ غُصنٌ رَطيبُ
فَاِترُكِ الوَجدَ وَالهَوى لِمُحِبٍّ / قَلبُهُ قَد أَذابَهُ التَعذيبُ
كُلَّ يَومٍ لَهُ عِتابٌ مَعَ الدَه / رِ وَأَمرٌ يَحارُ فيهِ اللَبيبُ
وَبَلايا ما تَنقَضي وَرَزايا / ما لَها مِن نِهايَةٍ وَخُطوبُ
سائِلي يا عُبَيلَ عَنّي خَبيراً / وَشُجاعاً قَد شَيَّبَتهُ الحُروبُ
فَسَيُنبيكِ أَنَّ في حَدِّ سَيفي / مَلَكَ المَوتِ حاضِرٌ لا يَغيبُ
وَسِناني بِالدارِعينِ خَبيرٌ / فَاِسأَليهِ عَمّا تَكونُ القُلوبُ
كَم شُجاعٍ دَنا إِلَيَّ وَنادى / يا لَقَومي أَنا الشُجاعُ المَهيبُ
ما دَعاني إِلّا مَضى يَكدِمُ الأَر / ضَ وَقَد شُقَّت عَلَيهِ الجُيوبُ
وَلِسُمرِ القَنا إِلَيَّ اِنتِسابٌ / وَجَوادي إِذا دَعاني أُجيبُ
يَضحَكُ السَيفُ في يَدي وَيُنادي / وَلَهُ في بَنانِ غَيري نَحيبُ
وَهوَ يَحمى مَعي عَلى كُلِّ قِرنٍ / مِثلَما لِلنَسيبِ يَحمي النَسيبُ
فَدَعَوني مِن شُربِ كَأسِ مُدامٍ / مِن جَوارٍ لَهُنَّ ظَرفٌ وَطيبُ
وَدَعوني أَجُرُّ ذَيلَ فَخارٍ / عِندَما تُخجِلُ الجَبانَ العُيوبُ
أَحرَقَتني نارُ الجَوى وَالبُعادِ
أَحرَقَتني نارُ الجَوى وَالبُعادِ / بَعدَ فَقدِ الأَوطانِ وَالأَولادِ
شابَ رَأسي فَصارَ أَبيَضَ لَوناً / بَعدَما كانَ حالِكاً بِالسَوادِ
وَتَذَكَّرتُ عَبلَةً يَومَ جاءَت / لِوَداعي وَالهَمُّ وَالوَجدُ بادي
وَهيَ تُذري مِن خيفَةِ البُعدِ دَمعاً / مُستَهِلّاً بِلَوعَةٍ وَسُهادِ
قُلتُ كُفّي الدُموعَ عَنكِ فَقَلبي / ذابَ حُزناً وَلَوعَتي في اِزدِيادِ
وَيحَ هَذا الزَمانِ كَيفَ رَماني / بِسِهامٍ صابَت صَميمَ فُؤادي
غَيرَ أَنّي مِثلُ الحُسامِ إِذا ما / زادَ صَقلاً جادَ يَومَ جِلادِ
حَنَّكَتني نَوائِبُ الدَهرِ حَتّى / أَوقَفَتني عَلى طَريقِ الرَشادِ
وَلَقيتُ الأَبطالَ في كُلِّ حَربٍ / وَهَزَمتُ الرِجالَ في كُلِّ وادي
وَتَرَكتُ الفُرسانَ صَرعى بِطَعنٍ / مِن سِنانٍ يَحكي رُؤوسَ المَزادِ
وَحُسامٍ قَد كُنتُ مِن عَهدِ شَدّا / دٍ قَديماً وَكانَ مِن عَهدِ عادِ
وَقَهَرتُ المُلوكَ شَرقاً وَغَرباً / وَأَبَدتُ الأَقرانَ يَومَ الطِرادِ
قَلَّ صَبري عَلى فِراقِ غَصوبٍ / وَهوَ قَد كانَ عُدَّتي وَاِعتِمادي
وَكَذا عُروَةٌ وَمَيسَرَةٌ حا / مي حِمانا عِندَ اِصطِدامِ الجِيادِ
لَأَفُكَّنَّ أَسرَهُم عَن قَريبٍ / مِن أَيادي الأَعداءِ وَالحُسّادِ
حارِبيني يا نائِباتِ اللَيالي
حارِبيني يا نائِباتِ اللَيالي / عَن يَميني وَتارَةً عَن شِمالي
وَاِجهَدي في عَداوَتي وَعِنادي / أَنتِ وَاللَهِ لَم تُلِمّي بِبالي
إِنَّ لي هِمَّةً أَشَدَّ مِنَ الصَخ / رِ وَأَقوى مِن راسِياتِ الجِبالِ
وَسِناناً إِذا تَعَسَّفتُ في اللَي / لِ هَداني وَرَدَّني عَن ضَلالي
وَجَواداً ما سارَ إِلّا سَرى البَر / قُ وَراهُ مِنِ اِقتِداحِ النِعالِ
أَدهَمٌ يَصدَعُ الدُجى بِسَوادٍ / بَينَ عَينَيهِ غُرَّةٌ كَالهِلالِ
يَفتَديني بِنَفسِهِ وَأُفَدّي / هِ بِنَفسي يَومَ القِتالِ وَمالي
وَإِذا قامَ سوقُ حَربِ العَوالي / وَتَلَظّى بِالمُرهِفاتِ الصِقالِ
كُنتُ دَلّالَها وَكانَ سِناني / تاجِراً يَشتَري النُفوسَ الغَوالي
يا سِباعَ الفَلا إِذا اِشتَعَلَ الحَر / بُ اِتبَعيني مِنَ القِفارِ الخَوالي
اِتبَعيني تَرَي دِماءَ الأَعادي / سائِلاتٍ بَينَ الرُبى وَالرِمالِ
ثُمَّ عودي مِن بَعدِ ذا وَاِشكُريني / وَاِذكُري ما رَأَيتِهِ مِن فِعالي
وَخُذي مِن جَماجِمِ القَومِ قوتاً / لِبَنيكِ الصِغارِ وَالأَشبالِ
هَذِهِ نارُ عَبلَةٍ يا نَديمي
هَذِهِ نارُ عَبلَةٍ يا نَديمي / قَد جَلَت ظُلمَةَ الظَلامِ البَهيمِ
تَتَلَظّى وَمِثلُها في فُؤادي / نارُ شَوقٍ تَزدادُ بِالتَضريمِ
أَضرَمَتها بَيضاءُ تَهتَزُّ كَالغُص / نِ إِذا ما اِنثَنى بِمَرِّ النَسيمِ
وَكَسَتهُ أَنفاسُها أَرَجَ ال / نَدِّ فَبِتنا مِن طيبِها في نَعيمِ
كاعِبٌ ريقُها أَلَذُّ مِنَ الشَه / دِ إِذا ما زَجَتهُ بِنتُ الكُرومِ
كُلَّما ذُقتُ بارِداً مِن لَماها / خِلتُهُ في فَمي كَنارِ الجَحيمِ
سَرَقَ البَدرُ حُسنَها وَاِستَعارَت / سِحرَ أَجفانِها ظِباءُ الصَريمِ
وَغَرامي بِها غَرامٌ مُقيمٌ / وَعَذابي مِنَ الغَرامِ المُقيمِ
وَاِتِّكالي عَلى الَّذي كُلَّما أَب / صَرَ ذُلّي يَزيدُ في تَعظيمي
وَمُعيني عَلى النَوائِبِ لَيثٌ / هُوَ ذُخري وَفارِجٌ لِهُمومي
مَلِكٌ تَسجُدُ المُلوكُ لِذِكرا / هُ وَتومي إِلَيهِ بِالتَفخيمِ
وَإِذا سارَ سابَقَتهُ المَنايا / نَحوَ أَعداهُ قَبلَ يَومِ القُدومِ
خُسِفَ البَدرُ حينَ كانَ تَماما
خُسِفَ البَدرُ حينَ كانَ تَماما / وَخَفي نورُهُ فَعادَ ظَلاما
وَدَراري النُجومِ غارَت وَغابَت / وَضِياءُ الآفاقِ صارَ قَتاما
حينَ قالوا زُهَيرُ وَلّى قَتيلاً / خَيَّمَ الحُزنُ عِندَنا وَأَقاما
قَد سَقاهُ الزَمانُ كَأسَ حِمامٍ / وَكَذاكَ الزَمانُ يَسقي الحِماما
كانَ عَوني وَعُدَّتي في الرَزايا / كانَ دِرعي وَذابِلي وَالحُساما
يا جُفوني إِن لَم تَجودي بِدَمعٍ / لَجَعَلتُ الكَرى عَلَيكِ حَراما
قَسَماً بِالَّذي أَماتَ وَأَحيا / وَتَوَلّى الأَرواحَ وَالأَجساما
لا رَفَعتُ الحُسامَ في الحَربِ حَتّى / أَترُكُ القَومَ في الفَيافي عِظاما
يا بَني عامِرٍ سَتَلقَونَ بَرقاً / مِن حُسامي يُجري الدِماءَ سِجاما
وَتَضِجُّ النِساءُ مِن خَيفَةِ السَب / يِ وَتَبكي عَلى الصِغارِ اليَتامى

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025