المجموع : 5
حَسَناتي عِندَ الزَمانِ ذُنوبُ
حَسَناتي عِندَ الزَمانِ ذُنوبُ / وَفَعالي مَذَمَّةٌ وَعُيوبُ
وَنَصيبي مِنَ الحَبيبِ بِعادٌ / وَلِغَيري الدُنُوُّ مِنهُ نَصيبُ
كُلُّ يَومٍ يُبري السُقامَ مُحِبٌّ / مِن حَبيبٍ وَما لِسُقمي طَبيبُ
فَكَأَنَّ الزَمانَ يَهوى حَبيباً / وَكَأَنّي عَلى الزَمانِ رَقيبُ
إِنَّ طَيفَ الخَيالِ يا عَبلَ يَشفي / وَيُداوى بِهِ فُؤادي الكَئيبُ
وَهَلاكي في الحُبِّ أَهوَنُ عِندي / مِن حَياتي إِذا جَفاني الحَبيبُ
يا نَسيمَ الحِجازِ لَولاكِ تَطفا / نارُ قَلبي أَذابَ جِسمي اللَهيبُ
لَكِ مِنّي إِذا تَنَفَّستُ حَرٌّ / وَلِرَيّاكِ مِن عُبَيلَةَ طيبُ
وَلَقَد ناحَ في الغُصونِ حَمامٌ / فَشَجاني حَنينُهُ وَالنَحيبُ
باتَ يَشكو فِراقَ إِلفٍ بَعيدٍ / وَيُنادي أَنا الوَحيدُ الغَريبُ
يا حَمامَ الغُصونِ لَو كُنتَ مِثلي / عاشِقاً لَم يَرُقكَ غُصنٌ رَطيبُ
فَاِترُكِ الوَجدَ وَالهَوى لِمُحِبٍّ / قَلبُهُ قَد أَذابَهُ التَعذيبُ
كُلَّ يَومٍ لَهُ عِتابٌ مَعَ الدَه / رِ وَأَمرٌ يَحارُ فيهِ اللَبيبُ
وَبَلايا ما تَنقَضي وَرَزايا / ما لَها مِن نِهايَةٍ وَخُطوبُ
سائِلي يا عُبَيلَ عَنّي خَبيراً / وَشُجاعاً قَد شَيَّبَتهُ الحُروبُ
فَسَيُنبيكِ أَنَّ في حَدِّ سَيفي / مَلَكَ المَوتِ حاضِرٌ لا يَغيبُ
وَسِناني بِالدارِعينِ خَبيرٌ / فَاِسأَليهِ عَمّا تَكونُ القُلوبُ
كَم شُجاعٍ دَنا إِلَيَّ وَنادى / يا لَقَومي أَنا الشُجاعُ المَهيبُ
ما دَعاني إِلّا مَضى يَكدِمُ الأَر / ضَ وَقَد شُقَّت عَلَيهِ الجُيوبُ
وَلِسُمرِ القَنا إِلَيَّ اِنتِسابٌ / وَجَوادي إِذا دَعاني أُجيبُ
يَضحَكُ السَيفُ في يَدي وَيُنادي / وَلَهُ في بَنانِ غَيري نَحيبُ
وَهوَ يَحمى مَعي عَلى كُلِّ قِرنٍ / مِثلَما لِلنَسيبِ يَحمي النَسيبُ
فَدَعَوني مِن شُربِ كَأسِ مُدامٍ / مِن جَوارٍ لَهُنَّ ظَرفٌ وَطيبُ
وَدَعوني أَجُرُّ ذَيلَ فَخارٍ / عِندَما تُخجِلُ الجَبانَ العُيوبُ
أَحرَقَتني نارُ الجَوى وَالبُعادِ
أَحرَقَتني نارُ الجَوى وَالبُعادِ / بَعدَ فَقدِ الأَوطانِ وَالأَولادِ
شابَ رَأسي فَصارَ أَبيَضَ لَوناً / بَعدَما كانَ حالِكاً بِالسَوادِ
وَتَذَكَّرتُ عَبلَةً يَومَ جاءَت / لِوَداعي وَالهَمُّ وَالوَجدُ بادي
وَهيَ تُذري مِن خيفَةِ البُعدِ دَمعاً / مُستَهِلّاً بِلَوعَةٍ وَسُهادِ
قُلتُ كُفّي الدُموعَ عَنكِ فَقَلبي / ذابَ حُزناً وَلَوعَتي في اِزدِيادِ
وَيحَ هَذا الزَمانِ كَيفَ رَماني / بِسِهامٍ صابَت صَميمَ فُؤادي
غَيرَ أَنّي مِثلُ الحُسامِ إِذا ما / زادَ صَقلاً جادَ يَومَ جِلادِ
حَنَّكَتني نَوائِبُ الدَهرِ حَتّى / أَوقَفَتني عَلى طَريقِ الرَشادِ
وَلَقيتُ الأَبطالَ في كُلِّ حَربٍ / وَهَزَمتُ الرِجالَ في كُلِّ وادي
وَتَرَكتُ الفُرسانَ صَرعى بِطَعنٍ / مِن سِنانٍ يَحكي رُؤوسَ المَزادِ
وَحُسامٍ قَد كُنتُ مِن عَهدِ شَدّا / دٍ قَديماً وَكانَ مِن عَهدِ عادِ
وَقَهَرتُ المُلوكَ شَرقاً وَغَرباً / وَأَبَدتُ الأَقرانَ يَومَ الطِرادِ
قَلَّ صَبري عَلى فِراقِ غَصوبٍ / وَهوَ قَد كانَ عُدَّتي وَاِعتِمادي
وَكَذا عُروَةٌ وَمَيسَرَةٌ حا / مي حِمانا عِندَ اِصطِدامِ الجِيادِ
لَأَفُكَّنَّ أَسرَهُم عَن قَريبٍ / مِن أَيادي الأَعداءِ وَالحُسّادِ
حارِبيني يا نائِباتِ اللَيالي
حارِبيني يا نائِباتِ اللَيالي / عَن يَميني وَتارَةً عَن شِمالي
وَاِجهَدي في عَداوَتي وَعِنادي / أَنتِ وَاللَهِ لَم تُلِمّي بِبالي
إِنَّ لي هِمَّةً أَشَدَّ مِنَ الصَخ / رِ وَأَقوى مِن راسِياتِ الجِبالِ
وَسِناناً إِذا تَعَسَّفتُ في اللَي / لِ هَداني وَرَدَّني عَن ضَلالي
وَجَواداً ما سارَ إِلّا سَرى البَر / قُ وَراهُ مِنِ اِقتِداحِ النِعالِ
أَدهَمٌ يَصدَعُ الدُجى بِسَوادٍ / بَينَ عَينَيهِ غُرَّةٌ كَالهِلالِ
يَفتَديني بِنَفسِهِ وَأُفَدّي / هِ بِنَفسي يَومَ القِتالِ وَمالي
وَإِذا قامَ سوقُ حَربِ العَوالي / وَتَلَظّى بِالمُرهِفاتِ الصِقالِ
كُنتُ دَلّالَها وَكانَ سِناني / تاجِراً يَشتَري النُفوسَ الغَوالي
يا سِباعَ الفَلا إِذا اِشتَعَلَ الحَر / بُ اِتبَعيني مِنَ القِفارِ الخَوالي
اِتبَعيني تَرَي دِماءَ الأَعادي / سائِلاتٍ بَينَ الرُبى وَالرِمالِ
ثُمَّ عودي مِن بَعدِ ذا وَاِشكُريني / وَاِذكُري ما رَأَيتِهِ مِن فِعالي
وَخُذي مِن جَماجِمِ القَومِ قوتاً / لِبَنيكِ الصِغارِ وَالأَشبالِ
هَذِهِ نارُ عَبلَةٍ يا نَديمي
هَذِهِ نارُ عَبلَةٍ يا نَديمي / قَد جَلَت ظُلمَةَ الظَلامِ البَهيمِ
تَتَلَظّى وَمِثلُها في فُؤادي / نارُ شَوقٍ تَزدادُ بِالتَضريمِ
أَضرَمَتها بَيضاءُ تَهتَزُّ كَالغُص / نِ إِذا ما اِنثَنى بِمَرِّ النَسيمِ
وَكَسَتهُ أَنفاسُها أَرَجَ ال / نَدِّ فَبِتنا مِن طيبِها في نَعيمِ
كاعِبٌ ريقُها أَلَذُّ مِنَ الشَه / دِ إِذا ما زَجَتهُ بِنتُ الكُرومِ
كُلَّما ذُقتُ بارِداً مِن لَماها / خِلتُهُ في فَمي كَنارِ الجَحيمِ
سَرَقَ البَدرُ حُسنَها وَاِستَعارَت / سِحرَ أَجفانِها ظِباءُ الصَريمِ
وَغَرامي بِها غَرامٌ مُقيمٌ / وَعَذابي مِنَ الغَرامِ المُقيمِ
وَاِتِّكالي عَلى الَّذي كُلَّما أَب / صَرَ ذُلّي يَزيدُ في تَعظيمي
وَمُعيني عَلى النَوائِبِ لَيثٌ / هُوَ ذُخري وَفارِجٌ لِهُمومي
مَلِكٌ تَسجُدُ المُلوكُ لِذِكرا / هُ وَتومي إِلَيهِ بِالتَفخيمِ
وَإِذا سارَ سابَقَتهُ المَنايا / نَحوَ أَعداهُ قَبلَ يَومِ القُدومِ
خُسِفَ البَدرُ حينَ كانَ تَماما
خُسِفَ البَدرُ حينَ كانَ تَماما / وَخَفي نورُهُ فَعادَ ظَلاما
وَدَراري النُجومِ غارَت وَغابَت / وَضِياءُ الآفاقِ صارَ قَتاما
حينَ قالوا زُهَيرُ وَلّى قَتيلاً / خَيَّمَ الحُزنُ عِندَنا وَأَقاما
قَد سَقاهُ الزَمانُ كَأسَ حِمامٍ / وَكَذاكَ الزَمانُ يَسقي الحِماما
كانَ عَوني وَعُدَّتي في الرَزايا / كانَ دِرعي وَذابِلي وَالحُساما
يا جُفوني إِن لَم تَجودي بِدَمعٍ / لَجَعَلتُ الكَرى عَلَيكِ حَراما
قَسَماً بِالَّذي أَماتَ وَأَحيا / وَتَوَلّى الأَرواحَ وَالأَجساما
لا رَفَعتُ الحُسامَ في الحَربِ حَتّى / أَترُكُ القَومَ في الفَيافي عِظاما
يا بَني عامِرٍ سَتَلقَونَ بَرقاً / مِن حُسامي يُجري الدِماءَ سِجاما
وَتَضِجُّ النِساءُ مِن خَيفَةِ السَب / يِ وَتَبكي عَلى الصِغارِ اليَتامى