القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُمارة اليَمَنِيّ الكل
المجموع : 17
دم أبا فاتك حليف بقاء
دم أبا فاتك حليف بقاء / فائض العدل والسنى السناء
قادراً قاهراً تذل وتردي / كل ضد بعزة قعساء
آمراً ناهياً يخاف ويرجى / منك يوم السراء والضراء
قابضاً باسطاً معزاً مذلاً / نافذ العزم ثاقب الآراء
أصبح الكامل بين شاور ذخراً / لأبي الفتح سيد الوزراء
أنتما لا خلت ممالك مصر / منكما حصنها من الأعداء
أنت يمنى يديه إن عن خطب / تتوقاه سائر الأعضاء
يا أبا فاتك نداء ولي / ما بدا بإخلاص وده من خفاء
لك دون الأنام عقد ثنائي / فنتقد دره وعقد ولائي
أنطقتني مناقب علمتني / كيف أثني بها على العلياء
ويمين كريمة وجبين / مستهلان بالحيا والحياء
أغنياني عن التملق حتى / قال وجهي أبقيتما في مائي
ولو أني دعوت جود شجاع / في مهم لبى نداه ندائي
قلت للمدعي مديح شجاع / مدح الشمس ما لها من ضياء
لو نظمنا له الكواكب كانت / دون ما يستحقه من ثناء
وقليل نظم النجوم لملك / جاز في المجد أنجم الجوزاء
لم يكن شربك الدواء لسقم / يرتجى برؤه بشرب الدواء
إنما احتلت للأطباء جوداً / منك حتى غمرتهم بالعطاء
فتمل الملك العظيم وجرر / ذيل عز وصحة وشفاء
وتمل العام الذي أنت أولى / فيه من كل منعم بالهناء
قد أتتني تلك اليد البيضاء
قد أتتني تلك اليد البيضاء / والأماني مصونة والرجاء
منة لا يلوح من عليها / وابتداء لا يبتديه ابتداء
فتقبلتها وقبلت منها / موضعاً مسه الندى والسخاء
وتخيرت في المكافأة عنها / فإذا خير ما ملكت الثناء
فبعثت المديح يشكر عني / منة ترك شكرها فحشاء
وعلى أنني وإن كنت ممن / تتحلى بشعره الجوزاء
فيد الشكر والمحامد أرض / ويد الفضل والجميل سماء
قل لمن يرتجي طنين الرباب
قل لمن يرتجي طنين الرباب / عند تغريد طائرات الذباب
أخلفت خلب البروق أراجي / ك كما أخلفت بحور السراب
ظامياً ظل يرقب العذب منها / فغدا شارباً كؤوس العذاب
فاجتنب ما غررت فيه وعرج / نحو رأي مستخلص كاللباب
والتمس غرب باترات من الغر / ب فما خاب حازم الاغتراب
واصدع الهم باهتمام أبي / لم يهب عزمه ركوب الصعاب
أنف العيش تحت خطة ضيم / فرمى طرفه فويق السحاب
ولتجدني متى عزمت رفيقاً / سائراً مسرعاً أمام الركاب
وهو قول عدلت فيه عن الغي / ر ولم أرتكب معمى الخطاب
وأنا واصل وراء كتابي / قادم خلفه على الأعقاب
يا محباً من النجوم الزبانا
يا محباً من النجوم الزبانا / ومن الأرض زبرة الحداد
وولي الزبير دنيا وتالي / معجزات الزبور في كل ناد
حبك الزب بغض الزبد عندي / والزبادي وزبية الآساد
أيها السيد الذي أنا عبده
أيها السيد الذي أنا عبده / والذي أنطق المدائح مجده
بي إلى وجهك الكريم غرام / في يديه عفو اشتياقي وكده
أنا إن زرت أو تخلفت عبد / بل ولي صفا وحقك وده
يستوي في الوفاء قربي وبعدي / وسواء قرب الوفي وبعده
سوف أثني على مودة مولى / ضاق عنها شكر الكلام وحمده
نجم دين فلا اعتراه أفول / صارم للهدى فلا فل حده
قدره كاسمه رفيع فماذا / من علو المقدار ينكر ضده
إن يسد يافعاً فذلك عمر / ساد في مثله أبوه وجده
هو في الناس مثل ذا اليوم فيهم / ند في فضله فأعوز نده
يوم عيد هنئته ألف عام / وافد بالمنى رحابك وفده
عاد عن سنة العوائد فيه / صاحب لي من بعدها لا أعده
سحبت برده قوارض عتبي / بعدما شفني وحقك برده
ما درى لا درى بأني ممن / لا يرجى في مثل ذا اليوم رفده
وبأني وإن تطفلت ممن / يرتجى وصله ويرهب صده
وإذا شفه الظما بعد خمس / لم يرد منهلاً تكدر ورده
وإذا ما استجد غيري صديقاً / فأبو العز خير من أستجده
أبيض الوجه والمساعي كريم / جاءني فقده ولم يأت نقده
نطقت عنك ألسن الأغماد
نطقت عنك ألسن الأغماد / بجدال الرقاب يوم الجلاد
وسرى الحمد من لسان القوافي / مخبراً عن نداك في كل ناد
فتمتع بدولة خدمتها / بالتهاني مواسم الأعياد
دولة عاضدية حاسدوها / في انتقاص وخيرها في ازدياد
لك من صدرها محل الفؤاد / أو فمن طرفها محل السواد
فعل محمود كاسمه بعد أيو / ب وفاء أو كاسمه في الأيادي
ساد فيها وسد عنها خطوباً / ذهبت بين عزمه والسداد
أنت ثبتها برغم المداجي / في بداياتها ورغم المعادي
أدرفت خلفها رجالاً وخلت / معها منتهى عنان الهادي
لا خلت منك والداً لك منها / في المهمات طاعة الأولاد
والداً ألفت مساعيه فيها / بين أجفانها وبين الرقاد
هيبة تملأ الصدور ولكن / أين فيها تواضع العباد
لم تزل تغمر القلوب إلى أن / زرعت حب حبه في الفؤاد
فله في النفوس خالص ود / ثابت في ضمائر الاعتقاد
طهر الله صدره حين أعلى / قدره عن ضغائن الأحقاد
ساكن الروح سؤدداً ووقاراً / وهي أقوى في العصف من ريح
لا تغرنك البشاشة منه / وامش رفقاً فالنار تحت الرماد
لا تحرك زناده باقتداح / فلظى النار كامن في الزناد
وكذا البحر لم يزل قط يردي / وهو في العين ساكن الموج هادي
والمواضي تخشى وإن لم يجرد / حدها من بطائن الأغماد
يا شهاب الإسلام ديناً ونيا / وجزيل الندى وصدر النادي
قد جهلنا من كان يدعى كريماً / مذ عرفناك يا رسيل الغوادي
فقدت راحتيك أيدي رجال / مالها عادة ببذل الأيادي
عندهم منطق وكف جماد / ومن المعجزات نطق الجماد
كم خرطنا أغصانهم فوجدنا / بين أوراقهن شوك القتاد
جهلوا ما عرفت مني وفضلي / علم فوق شامخ الأطواد
نقصوني من حيث زادوا فكانوا / نسباً زاد نقصه بزياد
أنت واصلت بالكرامة بري / وهي أقصى مطالبي ومرادي
ثم أتبعتها بألطاف بر / بالغت في تعهدي وافتقادي
مكرمات جلبن حمدي وودي / والأيادي من جالبات الوداد
آنستني أخلاقك الغر حتى / قلدتني بل ملكتك قيادي
وتأملتني بعين خبير / سالم الفكر ثاقب الانتقاد
ثم عاملتني بما ينبغي لي / من وقار ونائل مستفاد
فابق تلقى محرماً ألف عام / قاصداً منك قبلة القصاد
بدوام العلى كبت الأعادي / وبلوغ المنى ونيل المراد
طمع المرء في الحياة غرور
طمع المرء في الحياة غرور / وطويل الآمال فيها قصير
وحياة الإنسان ثوب معار / واجب أن يرده المستعير
يفرح المرء بالمسرات أحيا / ناً وهيهات أن يدوم السرور
ويريد الصفاء من ود دنيا / لم يزل في صفائها تكدير
طالما عوشرت فغرت وعزت / وبدت في السرور منها الشرور
ولكم واثق بها خدعته / وهو مغرى بحبها مغرور
ولكم قدر الفتى فأتته / نوب لم يحط بها التقدير
ضاع تدبير حازم لم يعنه / من له الأمر فيه والتدبير
ليت يوم الاثنين لم تبتسم لي / عن محياه لليالي ثغور
طلعت شمسه بيوم عبوس / حير الطير شره المستطير
وتجلى صباحه عن جبين / إثمد الليل فوق مذرور
صبح المجد في صبيحة ذاك الي / وم غبراء صيلم عنقفير
بلغ الدهر عندها ما تمنى / وعليها كان الزمان يدور
حادث ظلت الحوادث مما / شاهدته من جوره تستجير
ترجف الأرض حين تخبر عنه / وتكاد السماء منه تمور
طبق الأرض من مصاب أبي الغ / ارات خطب له النجوم تغور
فض ختم الحياة عنك حمام / لا يراعي إذناً ولا يستشير
وترقت إلى ثبير خطوب / شاخ تحت التراب منها ثبير
ما تخطى إلى جلالك إلا / قدر أمره علينا قدير
بذرت عمرك الليالي سفاهاً / فسيعلمن ما جنى التبذير
سوف يصحو سكران وقت ويلقى / سورة الخمر شارب مخمور
قل لصرف الردى بأي زمان / قدت صعباً إباؤه مشهور
وبأي الرقى توصلت / حتى سكن الصعب واستكان النفور
يا غياث الأنام هل من لقاء / تشتفي لوعة به وزفير
يا أمير الجيوش هل لك علم / أن حر الأسى علينا أمير
إن قبراً حللته لغني / إن دهراً فارقته لفقير
هل يداوى بلثم تربك داء / جره فقدك الأجاج المرير
عطل المدح والنسيب وقامت / قدم الرثاء وهي عثور
إن أقم فيك والرثاء جبان / فمديحي كما علمت جسور
يا أبا الوفد والضيوف تفضل / بقراهم وغيرك المأمور
وأجرهم أن يحجبوا عن ضريح / حل فيه منك العزيز المجير
فلعل العيان يشفي نفوساً / نغلت من همومهن الصدور
وبعيد عنك السلو بشيء / ولك الفكر موطن والضمير
سوف تمضي وحزننا مستجد / بعد ذا الشهر أشهر ودهور
لا يظن الزمان أنك تنسى / عظم الخطب فالسلو عسير
يحسن الصبر في البلاء وهذا / فادح ماعليه منا صبور
سخنت بالبعاد عنك عيون / كنت حياً وطرفهن قرير
أنست بالحداد فيك إلى أن / شجبت أوجه وطالت شعور
سهرت حسرة عليك ونامت / مقل في وفائها تقصير
لا تظن الأيام أنك ميت / لم يمت من ثناؤه منشور
لك رضوان زائر ولقوم / هلكوا فيك منكر ونكير
حفظت عهدك الخلافة حفظاً / أنت منها به خليق جدير
أحسنت بعدك الصنيعة فينا / فاستوت منك غيبة وحضور
وأبى الله أن يتم عليها / ما نوى حاسد لها أو كفور
ضيقوا حفرة المكيدة لكن / ضاق بالناكثين ذاك الحفير
وتجروا على القصور بقدر / وسراج الوفاء فيها ينير
حرم آمن وشهر حرام / هتكت منهما عرى وستور
لا صيام نهاهم لا إمام / طاهر ترب أخمصيه طهور
أخفروا ذمة الهدى بعد علم / ويقين أن الإمام خفير
وإذا ما وفت خدور البوادي / بذمام فما تقول القصور
غضب العاضد الإمام فكادت / فرقاً منه أن تذوب الصخور
أدرك الثأر من عداه بعزم / لم يكن في النشاط منه فتور
واستقامت بنصره وهداه / حجة الله واستمر المرير
إذا مضى كافل فهذا كفيل / أو وزير ولى فهذا وزير
دولة صالحية خلفتها / دولة عادلية لا تجور
نشرت ذكرها وأحيت علاها / هكذا هكذا يكون النشور
لو رأت عينه فعالك قرت / واستقرت بساكنيها القبور
كل ما أنت فاعل من جميل / فهو عنه مخلد مأثور
شرف باذخ ومجد رفيع / يستوي فيه أول وأخير
أعقب الدهر بؤسه بنعيم / رب حزن في الطي منه سرور
ما شكونا كسر النوائب حتى / قيل في الحال كسركم مجبور
نصر الناصر العلى بالعوالي / ولنعم المولى ونعم النصير
ملك طالما تمناه تاج / ورتاج ومنبر وسرير
لو خلا الدست قبله ومن وقار / خف شوقاً إليه دست وقور
ما شككنا وفي الظنون يقين / أن أمر الورى إليه يصير
لم يلقب ذخر الأئمة إلا / وهو كنز لملكهم مذخور
لم تزر بابه الوزارة إلا / وله العير قبلها والنفير
لم يحز رتبة الكفالة إلا / والليالي إليه فيها تشير
ما أراد الجلوس إلا تجلى / ملك أبلج وملك كبير
أشرق الدست منه عن نور وجه / يرجع الطرف عنه وهو حسير
هو شمس الهدى وأبناء رزي / ك نجوم من حوله وبدور
هم يمين على العدى حين يسطو / وهو قطب به رحاهم تدور
ركبوا صهوة العلى بصعود / مالهم من صعودهن حدور
الليوث التي رداها عنيد / والغيوث التي نداها بحور
سكنوا طائش القلوب وكانت / مرجل الشر والبلاء يفور
وأقاموا ميل الرقاب إلى أن / تركوها مهابة وهي صور
عززوا الملك من عيون الأعادي / بذكور تقلدتها ذكور
عميت عن كمالهم كل عين / أي طرف يضر وهو ضرير
حملوا ملكهم وحاطوا حماهم / فهم فوقه سوار وسور
أهل بيت إذا نصحتك عنهم / فهم اللب والأنام القشور
لم أعرهم شهادة مع أني / لمديحي من فضلهم أستعير
سادهم أبلج يفديه منهم / بأبيه صغيرهم والكبير
عادل أقسمت صروف الليالي / أنها في زمانه لا تغير
ساس أمر الورى بعزم وحزم / أغنياه عما يقول المشير
مستقل ثقل الخطوب اللواتي / تنحني تحت ثقلهن الظهور
رضيته النفوس طوعاً وكرها / واطمأنت على يديه الأمور
نصر الجود بأسه بالعطايا / فالندى للردى أخ ونصير
طالعوا سيرة الملوك ففيها / خبر الجود عنهم مسطور
وانظروها لتعلموا فضل ملك / ماله في بني الزمان نظير
إن مصراًً بعدله ونداه / بلد طيب ورب غفور
لا يقولن جاهل بالقوافي / ذهب الناقد السميع البصير
فالمرجى أبو شجاع خبير / بمقادير أهلهن خبير
كنت أخشى بأن يقول المنادي / أيها الضيف جف عنك الغدير
فابتداني بفضله قائلاً لي / لك ظل فيه المحل الأثير
ثم أدى اليد التي كل خل / حاسد لي من أجلها وغيور
ملك القلب واللسان فهذا / مضمر حبه وهذا شكور
بات يرعى السها بطرف مؤرق
بات يرعى السها بطرف مؤرق / وفؤاد من الغرام محرق
ليت أيامه السوالف يرجعن / ويجمعن طيب عيش مفرق
دمن أنبت الجمال ثراها / ورعى الشوق غصنها حين أورق
فتح الطل زهرها / وتولت نشره راحة النسيم الذي رق
فتوهمتها أعيرت سجايا / شرف الدولة السديد الموفق
عرف الجود كفه فاصطفاها / قبل أن يعرف السؤال ويخلق
فلها راحة تروح وتغدو / في عراص الرجا بنار المحلق
يا ابن جبر ولم أقل يا ابن جبر / جاهلاً أن ذكري النعت أليق
غير أن الألقاب كالعرض الزا / ئل والاسم جوهر متحقق
لست ممن يقول فيك جزافاً / مستحيلاً بل لا أقول سوى الحق
أنت تجري على سجية نفس / كل ساع لشأوها ليس يلحق
شفع الفضل وترها بسجايا / همها تخطب المهم ولو شق
شيم يقصر المخبر عنها / وسماع مثل العيان المحقق
شوق الشعر ذكرهن إليهن / وقلبي إلى لقائك أشوق
وعجيب أني بعثت القوافي / نحو مثر بفضلها يتصدق
فاتحاً باب وده بقواف / لم يزل بابها عن الناس مغلق
خاطباً عنده كريمة ود / يشرط المجد أنها لا تطلق
مرحباً مرحباً قدومك بالسع
مرحباً مرحباً قدومك بالسع / د فقد أشرقت بك الآفاق
لو فرشنا الأحداق حتى تطاهن / لقلت في حقك الأحداق
خفة الروح واجتناب الثقاله
خفة الروح واجتناب الثقاله / فتحا للقريض باب المقالة
فليدعني من التمعقل تيس / ليس يدري من أين تأتي الغزالة
مل فكري في الشعر من فرد لون / أي نفس لا تعتريها الملالة
كل يوم كدح ومدح وقدح / يشعل القلب كاشتعال الذبالة
قد بدا لي أن اجعل الجد هزلاً / فليقل في عاذل ما بدا له
قلت إذ قيل لي ألست بعدل / في كذا في كذا من أم العدالة
لو فتشنا عدولنا لخجلنا / ووجدنا صفو الرجال حثالة
غير أنا في دولة الملك النا / صر محيي الهدى مميت الضلالة
ساتر العيب حافظ الغيب نرجو / وبل إحسانه ونخشى وباله
ملك جمل الكفالة لما / فوضت نحوه أمور الكفالة
ورث المجد عن أبيه فقلنا / لم يرثها أبو شجاع كلالة
فاق أهل الزمان شرقاً وغرباً / وبنقصانهم عرفنا كماله
بسط الله في البسيطة والخل / ق جميعاً يمينه وشماله
فاجتلوا من حياته وحياه / كل وقت جميله وجماله
أيها لسيد الذي أنكرتني / نوب الدهر مذ عرفنا نواله
عرضت حاجة ومالي فيها / حين تقضى إلا ثواب الدلالة
كان لي جعبتان أوجب حكم / الشرع أن يدفعا إلى النباله
فتفضل بسكر وكباش / كيفما شئت نقدة أو حواله
فلو أن السها غريمي وأضحى / منك لي ناصر نتفت سباله
وعلى رأيك الجميل ارتياشي / وانتعاشي من عطلتي والبطالة
ليقول الورى بغير خلاف / صنع الخير عند من فيه آله
والدعاوى إذا رجعنا إلى الحق / عليكم حماقة وجهالة
أي حق على علاك لضيف / أنت حليت باصطناعك حاله
قد غدا شعره لملك كلباً / ينبح الناس عنك فوق الزبالة
لم أرد الجواب في الظهر إلا
لم أرد الجواب في الظهر إلا / عامداً في خفاء شكوك حالك
ولئلا تبقى فيكشف مالي / من خطوب كشفن بالفقر مالك
خذ حديثي فإنه معسول
خذ حديثي فإنه معسول / ورجال حديثهم مغسول
بت حيث التفت شاهدت روضاً / وغديراً وقابلتني قبول
غير أن القدود لم أك أدري / قبل هذا من أي شيء تميل
وغصون الحدائق الخضر جار / بينهن العناق والتقبيل
فجرى من رويحة الفجر فيها / نفس خافت النسيم عليل
فأثارت بعد السكون حراكاً / هزها منه شمأل وشمول
فإذا القد مال بعد اعتدال / فتيقن أن النسيم عذول
حبذا جور غادة تتثنى / باعتدال وفي هواها عدول
لم يزل سحرها إلى الوصل باباً / منه نحو الرضى يكون الوصول
أنا في أسرها وأسري عليها / فكلانا هو العزيز الذليل
كلما قلت أستطيل عليها / حكم الحب أنها تستطيل
غزلي من قرينة الحال لا من / غزل صدق أهله مستحيل
ولا سلو ولا علو ولكن / لي طلوع مع الهوى ونزول
وإذا جر مقودي لم أجاذب / فيه والعاشق الحرون ثقيل
ومتى قلت تقطع الهجر قالت / لا يجوز الخروج عما تقول
ولها شافعان خلق وخلق / كل ما شئت منهما فجميل
غير أن الدلال شأن الغواني / والمبرا من العيوب قليل
وبنو منقذ إذا الشعر لم يو / سم بأسمائهم عراه الخمول
وإذا أثنت القوافي عليهم / شرفوها فحظهن جزيل
سبقت مولد الزمان علاهم / فهو جار ما بينهم ونزيل
فإذا كنت للمبارك خلاً / فلك الدهر خادم وخليل
الكريم الذي إذا فاض جوداً / فله البحر والغمام رسيل
ملك يحتمي بحدي ظباه / وسطاه رعية ورعيل
الكبير الأخص لم ينعتوه / باختصاص وقدره مجهول
إنما النعت في معاليه فضل / وهو في نعت آخرين فضول
لم يفارق أهل الصعيدين إلا / ولمن فيهما عليه عويل
أفسدتهم عوائد لك فيهم / ضل عنها الحادي وحار الدليل
ولو أن النجوم رامت مساعيك / لسدت في وجههن السبيل
أنت بالسيف واليراعة أدرى / ولك البيض واليراع قبيل
لست ممن يزداد إن قلدوه / عملاً قدرك الجليل جليل
ولا ولا أنت من رجال إذا ما / عزلوهم بمجدهم مهزول
وإذا كنت والياً بالسجايا / والعطايا فغيرك المعزول
لك في كل ناظر وضمير / إمرة أمر حكمها لا يزول
ومكان مخيم حيث وجه الب / در تاج والمشتري إكليل
وأواخي رياسة يتوخى العزم / فيها والصارم المسلول
وإذا المنقذ حاول نصراً / للقوافي فغيرها المخذول
يستمد المديح من حسنات / مجدها واسع الرداء صقيل
نسب صار في البسيطة عنه / حسب فخره عري طويل
هذه خدمة القدوم دعاها / سائق مزعج وحاد عجول
فتقبل لطائفاً ليس عنها / من ثواب يجوز إلا القبول
كلمات تأتي الحزون وتمشي / حيث لانت أباطح وسهول
وإذا ما أردت نحت صخور / فلساني بنحتهن كفيل
كلما رمت سلمه رام حربي
كلما رمت سلمه رام حربي / ما لهذا الوضيع قولوا ومالي
أجرب العرض يشتفي بهجائي / وهو عرض بالذم ليس يبالي
أفصح الناس في ثلاث حروف / وهو في غيرها قليل المجال
مولع في الكلام بالزاي / والقاف معنى بباء بظر العيال
أيها الناس والخطاب إلى من
أيها الناس والخطاب إلى من / هو من حيث فضله إنسان
هذه خطبة إلى غير شخص / نظمت نثر عقدها الآذان
لم أخصص بها فلاناً فإني / في زمان ما في بنيه فلان
من يكن عنده مزية فهم / فليكن سامعاً فعندي لسان
لم يميز بين البرية إلا / حسنات يزينها الإنسان
والخطايا مستورة بالعطايا / كم جميل به المساوي تصان
لا يغرنكم زيادة حال / فالزيادات بعدها النقصان
وإذا الدوح لم يظل من الشم / س فلا أورقت له الأغصان
وأحق الأنام بالذم جيل / بين أبنائه الكريم يهان
طرق الجود غير ما نحن فيه / قد سمعنا الدعوى فأين البيان
أصبح الجود قصة عند قوم / مستحيل في حقها الإمكان
وعدمنا بشراً يدل عليه / إنما النار حيث نم الدخان
كذبوني بواحد يهب الأل / ف وأنّى من السماع العيان
كم شبعتم ونحن في الحي غرثى / هل أمنتم أن ينفث الغرثان
وصدرتم ريا ونحن عطاش / فلماذا يترشح العطشان
لا بشاشاتنا رضى فأفيقوا / رب راض وقلبه غضبان
ذمنا للزمان ذم لمن في / ه وحق أن لا يذم الزمان
نبهتني حمامة بسحير
نبهتني حمامة بسحير / عند تغريدها على الأغصان
هتفت بي وقد تحدر دمعي / فوق خدي أحمراً كالجمان
زدت هماً بنوحها فوق همي / واعتراني حزن على أحزاني
قلت ماذا التغريد قالت دهاني / في خليلي ريب من الحدثان
قلت إن كنت قد عدمت خليلاً / فأنا قد عدمت ظبية بان
دعجة المقلتين في وجنتيها / وردة من شقائق النعمان
كملت عفة وديناً وفخراً / وبهاء يزهى على كيوان
أصلها طيب وفرع زكي / مورق العود يانع الأغصان
وعدمت السلو واعتضت عنه / زفرات اللهيب والنيارن
إذ دهتني فيه خطوب الليالي / ورمتني عن قوسها المرنان
وخلت بعدها الديار فأضحت / موطناً للذئاب والغربان
بعد عهدي بها أنيسة رسم / فرمتها المنون بالشنآن
غدرتنا الأيام بعد اجتماع / بددت شملنا من الأوطان
فصغير باك بقلب قريح / وكبير ينوح بالأشجان
بعضنا قد قضى وبعض سيتلو / والمنايا تحثنا بسنان
ويح قلبي لما حدى حادي المو / ت وساروا بنعشها للمكان
أنزلوها في الترب رغماً برغمي / ثم صارت رهينة الأكفان
غيبوا شخصها فغاب صوابي / وبهائي ومهجتي وجناني
وتمنيت لو فديت ثراها / بسواد العيون من أجفاني
رحت عنها بخيبة وإياس / ولهيب يمض كالأفعوان
كان أنسي بها قديماً وقدماً / كنت أسطو به على الأزمان
تركتني فرداً أكابد شبلي / وأرد النواح بالألحان
وأقضي عمري بظن كذوب / وبقلبي ما لا يؤدي لساني
فسلام عليك ما غرد الطي / ر على أيكة من الأغصان
وحباك الإله منه نعيماً / دائماً ثابتاً مع الولدان
في خلود من الجنان مقيم / مع حريم النبي مع رضوان
حرت ماذا أقول فيما دهاني
حرت ماذا أقول فيما دهاني / في بني ذخرته لزماني
هل هو الدهر قد تعدى عليه / أم أمور جرت من الرحمن
إن يكن ذا فعاله فهو عدل / أو يكن ذا جرى من الحدثان
فعلى الجملة التي زخرفوها / إن هذا ظلم بلا هذيان
خطبتني الخطوب بالهم لما
خطبتني الخطوب بالهم لما / حدثتني بألسن الحدثان
نكبتني في ابني بل سلبتني / نور عيني فأظلم النيران
طمست فرقدي بعد طلوع / وعجيب أن يطمس الفرقدان
يا لها نكبة على نكبة جا / ءت وجرحاً ينكى بجرح ثاني
ومصاباً على مصاب وثكلا / بعد ثكل أصيب منه جناني
أيها العاذل المعزي بفقدي / لبني ذخرته لزماني
اتئد لا تعزني بعزاء / ليس مثلي يغتر بالهذيان
إن في مهجتي لهيب سعير / بعضها محرق لظى النيران
وعظيماً من البلايا قطيعاً / وغموراً قد ضاعفت أحزاني
ودموعاً تنهل من دم جفني / على وجنتي كالعقيان
وفقدت السلو فقد رقادي / فتراني مراقب السرحان
بدل العيش بعد فقد حسين / بهموم وترحة وهوان
وكرهت الحياة والعمر لما / غاب عن ناظري وأخلى مكاني
لو رآني العدو رق لما بي / وبكى لي الصديق مما دهاني
في بني فجعت فيه فمالي / عنه صبر يقرني بمكان
حرت في طبه وحار الأطبا / ء وخابت ظنوننا للأماني
من مداواته ولم يقف الدا / ء ولم ينجح الدوا في أوان
يا دموعي ويا زفيري أعينا / ني بنار الخليل والطوفان
لهف نفسي غداة سار إلى التر / ب وقد رحلوه عن أوطاني
رحلوه إلى القرافة رغماً / أودعوه للحد والأكفان
غيبوه عن ناظري وضميري / هو فيه مصور للعيان
وخلا منه منزلاً كان معمو / راً قديماً بلفظه والمعاني
فبقايا آثاره سخنة العي / ن وألفاظه شجا الآذان
غاب عني السرور مذ غاب / واسودَّ بياض الرجاء والجدران
يا خليلي ساعداني بنوح / أو بدمع أولا فلا تعذلاني
وارحماني فقد تضاعف همي / ودموعي قد قرحت أجفاني
واندباه عني فقد كل فكري / والمراثي ملت حديث لساني
كل عام للموت عندي نصيب / في سراة البنين والأخوان
فأرى الموت والخطوب جميعاً / يثكلاني فكيف لا ينكلان
فأنا الدهر لم أزل باكي / العين كئيباً مكابد الأحزان
لا تلمني يا عاذلي إن قلبي / موجع من تفرق الأقران

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025