المجموع : 13
وَمُدامٍ كَأَنَّها في حَشا الدَنْ
وَمُدامٍ كَأَنَّها في حَشا الدَنْ / نِ صَباحٌ مُقارَنُ بِمَساءِ
فَهِيَ نَفسٌ لَها مِنَ الطينِ جِسمٌ / لَم تُمَتَّع فيهِ بِطولِ البَقاءِ
ما تَوَهَمتُ قَبلَها أَن في العا / لَمِ ناراً تُذكى بِقَرعِ الماءِ
بَزَلَت وَالضُحى عَنِ اللَيلِ مَحجو / بُ فَلاحَت كَالشَمسِ في الظُلماءِ
وَتَلاهُ الفَجرُ المُنيرُ فَعُفنا / هُ لِأَنّا عَن نورِهِ في غِناءِ
ما اِستَزَدنا بِهِ ضِياءً عَلى أَيسَ / رَ ما كانَ عِندَنا مِن ضِياءِ
مازَجَت جَوهَرَ الزُجاجِ فَجاءَت / كَشُعاعٍ مُمازِجٍ لِهَواءِ
وَتَجَلَّت مِن الحَبابِ بَدرٌ / يَتَلاشى بِاللَحظِ وَالإيماءِ
بَينَما تَكتَسي بِهِ زَردُ البَلو / رِ حَتّى تَرفُضُ مِثلَ الهَباءِ
فَكَأَنّا بَينَ الكُؤوسِ بِدُرٍّ / تَتَهادى كَواكِب الجَوزاءِ
وَكأَنَّ المُديرَ في الحِلَّةِ البَي / ضاءِ مِنها في حُلَّةٍ صَفراءِ
حَبَذا العَيشُ حَيثُ تَسري الأَماني / بَينَ جَدِّ الغِنا وَهَزلِ الغِناءِ
حَيثُ سُكرُ الشَبابِ أَقضى عَلى قَل / بي وَأَمضى مِن نَشوَةِ الصَهباءِ
بِأَبي الغائِبِ الَّذي لَم يَغِب عَنْ
بِأَبي الغائِبِ الَّذي لَم يَغِب عَنْ / ني فَأَشكو إِلَيهِ هَمَّ المَغيبِ
باشَرَتهُ كَفُّ الطَبيبِ فَلَو نِل / تُ الأَماني قَبَّلتُ كَفَّ الطَبيبِ
فَعَلَت في ذِراعه ظِبةُ المَب / ضَعِ أَفعال لَحظِهِ بِالقُلوبِ
فَأَسالَت دَماً كَأَنَّ جُفوني / عَصفَرَتهُ بِدَمعِها المَسكوبِ
طابَ جِداً فَلَو بِهِ سَمحُ الدَه / ر لأَمسي عِطري وَأَصبَحَ طيبي
قَد بَلَونا الذَكاءَ في كُلِّ نابِ
قَد بَلَونا الذَكاءَ في كُلِّ نابِ / فَوَجدناهُ صَنعَةَ السِنجابِ
حَرَكاتٌ تَأبى السُكونَ وَأَلحا / ظٌ حِدادٌ كَالنارِ في الإِلتِهابِ
خَفَّ جِدّاً عَلى النُفوسِ فَلَو شا / ءَ تَرامى مُجاوِراً لِلتَصابى
وَاِشتَهَت قُربهُ العُيونُ إِلى أَن / خِلتُهُ عِندَها أَخاً لِلشَبابِ
لابِسٌ جِلدَةً إِذا لاحَ خَلنا / هُ بِها في مُزَرَّةٍ مِن سَحابِ
لَو غَدا كُلُّ ذي ذَكاءٍ نَطوقاً / رَدَّ في ساعَةِ الخِطابِ جَوابي
غادِني بِالصُبوحِ قَبلَ الصَباحِ
غادِني بِالصُبوحِ قَبلَ الصَباحِ / وَاِجرِ في حَلبَةِ الصِبا وَالمراحِ
وَاِغتَنِم زائِرِ الغَرامِ فَقَد بَشْ / شرَ بِالغَيثِ مِن نَسيمِ الرِياحِ
عاطِنيها كَالجَلنارِ إِذا ما / كُلِّلَت مِن حَبابِه بِالأَقاحِ
في اِختِصاصِ التُفّاحِ بِالطَيِّبِ وَالخَم / رَةِ لا في كَثافَةِ التُفّاحِ
غَيرَ نَكرٍ أَن تَستَمِدَّ شُعاعَ ال / شَمسِ مِنها كَواكِبَ الأَقداحِ
فَهِيَ أَصلُ الأَنوارِ لُطفاً كَما كا / ساتُها عُنصُرُ الزلالِ القَراحِ
خَدَمَتها الأَجسامُ بِالطَبعِ لما / شاهَدَت قُربَها مِنَ الأَرواحِ
فَتَدارَك بِها حَشاشَةَ أَفرا / حي وَحَرَّكَ بِها سُكونَ أَرتِياحي
بَينَ وَردَينِ مِن بَنانٍ وَخَد / وَشَرابَينِ مِن رِضابٍ وَراحِ
وَنَشيدٍ مُستَنبطٍ مِن حَديثٍ / وَغِناءٍ يُغني عَن الأَقداحِ
فَأَلَذّ الحَياةِ ما خَلَطَ العا / قِلُ فيهِ فَسادَهُ بِصَلاحِ
في خَميسٍ كَأَنَّما السُمرُ وَالأَب
في خَميسٍ كَأَنَّما السُمرُ وَالأَب / طالُ فيهِ غِيلٌ حَمَتهُ أُسودُ
سَلبَ الشَمس ضوءها بِشموسٍ / طالِعاتٍ أَفلاكُهُنَّ حَديدُ
عارِضٌ كُلَّما جَلَتهُ بُروقُ ال / بيضِ حَثَّتهُ بِالصَهيلِ الرَعودُ
يا لَيالِيَّ بِالمَطيرَةِ وَالكَر
يا لَيالِيَّ بِالمَطيرَةِ وَالكَر / خِ وَديَرِ السُوِسِيِّ بِاللَهِ عودي
كُنتِ عِندي أَنموذَجاتٍ / مِنَ الجَنَّةِ لكِنَّها بِغَيرِ خُلودِ
أَشرَبُ الراحَ وَهِيَ تَشرَبُ عَقلي / وَعَلى ذاكَ كانَ قَتلُ الوَليدِ
خَجَل الوَرد مِن جَوارِ البَهارِ
خَجَل الوَرد مِن جَوارِ البَهارِ / فَمَشى بِاِحمِرارِهِ في اِصفِرارِ
وَحَكى الماءُ فيهِما أَحمَرَ اليا / قوتِ حُسناً مُرَصَّعاً بِنَضارِ
جُمِعا بِالكَمالِ في بِركَةٍ تُم / تعُ حُسنا نَواظِرَ الحُضّارِ
أَضرَمَ الماءُ بِالشَقيقِ بِها النا / رُ وَعَهدي بِالماءِ ضِدَّ النارِ
فوجدنا أخلاق سيدنا الزهْ / رذَكاءً تُربى عَلى الأَزهارِ
ظَلَّت مِنهُ وَمِن نَداماهُ لِلأُن / سِ نَديمَ الشُموسِ وَالأَقمارِ
فَحماً قَدَّم الغُلامُ فَأَهدى
فَحماً قَدَّم الغُلامُ فَأَهدى / في كَوانينه حَياةَ النُفوسِ
كانَ كَالآبَنوسِ غَيرَ مَحَلّىً / فَغَدا وَهُوَ مُذهَبُ الآبَنوسِ
لَقى النارَ في ثِيابِ حِدادٍ / فَكَسَتهُ مُصَبَّغاتِ عَروسِ
كُلُّ فَضلٍ لِكُلِّ نَوعٍ وَجِنسِ
كُلُّ فَضلٍ لِكُلِّ نَوعٍ وَجِنسِ / دونَ فَضل المِرآةِ مِن غَيرِ لِبسِ
لَطُفَت رِقَّةً وَفاضَت صَفاءً / فَهِيَ كَالمال في عيان ولمس
وَاِستَدارَت بِباهِرِ النورِ حَتّى / ظَنَّها الناظِرونَ قِطعَةَ شَمسِ
وَهِيَ أَصفى أَخٍ يَكشِف لي / عَنّي وَأَدنى خِلٍّ يُوَفِّرُ أُنسي
وَإِذا ما نَأى نَديمي عَنّي / ظَلَّ طَرَفي بِها يُنادِمُ نَفسي
عَجَباً لي وَقَد مَرَرتُ بِأَبياتِكَ
عَجَباً لي وَقَد مَرَرتُ بِأَبياتِكَ / كَيفَ اِهتَدَيتُ سُبُلَ الطَريقِ
أَتَراني نَسيتُ عَهدَكَ فيها / صَدَقوا ما لَميتٍ مِن صَديقِ
جادَ رَبعاً حَلَلتَهُ يا همامُ
جادَ رَبعاً حَلَلتَهُ يا همامُ / مِن نَدى كَفِّكَ العَزيزُ رِهامُ
فَقَبيحٌ إِن اِستَزَدت لَهُ صَو / بَ غمامٍ وَأَنتَ فيهِ غمامُ
ما بِأَرضٍ لَم تَبدُ فيها صَباح / ما بِدارٍ حَلَلتُ فيها ظَلامُ
وَإِذا ما حَلَلتَ في بَلَدٍ فَهُ / وَ جَميعُ الدُنيا وَأَنتَ الأَنامُ
سَؤدُدٌ عِندَهُ التَفاخُرُ ذُلُّ / وَنَدى عِندَهُ الكِرامُ لِئامُ
وَسَجايا كَأَنَّها الرَوضُ إِلا / أَنَّها لِلعَدُوِّ مَوتٌ زُؤامُ
أَنتُم أَنفَسُ العُلا يا بَني وَر / قاءُ وَالناسُ كُلُّهُم أَجسامُ
سَخطُ المال مِن أَكفِكُم ما / حَمَدَتهُ السُيوفُ وَالأَقلامُ
زَمَنُ الوَردِ أَظرَفُ الأَزمانِ
زَمَنُ الوَردِ أَظرَفُ الأَزمانِ / وَأَوانُ الرَبيعِ خَيرُ أَوانِ
أَدرَكَ النَرجِسُ الجَنّي وَفُزنا / مِنهُما بِالخُدودِ وَالأَجفانِ
أَشرَفُ الزَهرِ زارَ في أَشرَفِ الدَه / رِ فَصِل فيهِ أَشرَفَ الإِخوانِ
وَاِجل شَمسَ العُقارِ في يَدِ بَدرِ ال / حُسنِ يَخدِمُكَ مِنهُما النَيِّرانِ
وَأَدِرها عَذراءَ وَاِنتَهِزِ ال / إِمكانَ مِن قبلِ عائِقِ الإِمكانِ
في كُؤوسٍ كَأَنَّها زَهَرُ الخَش / خاشِ فيهِ شَقاشِقُ النُعمانِ
وَاِختَدِعها عِندَ البَزالِ بِأَلفا / ظِ المَثاني وَمُطرِباتِ الأَغاني
فَهِيَ أَولى مِنَ العَرائِسِ إِن زُفْ / فَت بِعَزفِ الناياتِ وَالعيدانِ
فَلَيالي الصِبا أَسَرُّ لَيالٍ
فَلَيالي الصِبا أَسَرُّ لَيالٍ / وَزَمانُ الهَوى أَلَذُّ زَمانِ
وَأَسَرُّ البِلاد ما حَمَدَ السا / كِنُ فيها خَلائِقَ الجيرانِ