المجموع : 10
لَو رَكبتُ البِحارَ صارَت فِجاجا
لَو رَكبتُ البِحارَ صارَت فِجاجا / لا تَرى في مُتونِها أَمواجا
فَلَو أَنّي وَضَعتُ يا قوتَةً حَمرا / ءَ في راحَتي لَصارَت زُجاجا
وَلو أَنّي وَرَدتُ عَذباً فُراتاً / عادَ لا شَكَّ فيهِ مِلحاً أَجاجا
فَإِلى اللَهِ أَشتَكي وَإِلى الفَض / لِ فَقَد أَصبَحتُ بِزاتي دَجاجا
قَد مَرَرنا بِمالِكٍ فَوَجَدناهُ
قَد مَرَرنا بِمالِكٍ فَوَجَدناهُ / جَواداً إِلى المَكارِمِ يُنمي
ما يُبالي أَتاهُ ضَيفٌ مُخيفٌ / أَم أَتَتهُ يَأجوجٌ مِن خَلفِ رَدمِ
فَاِنتَهَينا إِلى سَعيدِ بنِ سَلمٍ / فَإِذا ضَيفَهُ مِنَ الجوعِ يَرمي
وَإِذا خُبزُهُ سَيَكفيكَهُمُ / اللَهُ ما بَدا ضوءُ نَجمِ
وَإِذا خاتَمَ النَبِيِّ سُلَيمانُ / بنُ داوودَ قَد عَلاهُ بِخَتمِ
فَاِرتَحَلنا مِن عِندِ هَذا بِحَمدٍ / وَاِرتَحَلنا مِن عِندِ هَذا بِذَمِّ
قالَ لِيَ الناسُ زُر سَعيدَ بنَ سَلَمٍ
قالَ لِيَ الناسُ زُر سَعيدَ بنَ سَلَمٍ / قُلتُ لِلناسِ لا أَزورُ سَعيدا
وَأَميري فَتى خُزاعَةَ بِالبَصرَةِ / قَد عَمَّها سَماحاً وَجودا
وَلَنِعمَ الفَتى سَعيدٌ وَلَكِن / مالِكٌ أَكرَمُ البَرِيَّةِ عودا
أَهلُ جودٍ وَنائِلٍ وَمنالِ
أَهلُ جودٍ وَنائِلٍ وَمنالِ / غَلَبوا الناسَ بِالنَدى وَالعَطِيَّة
جِئتُهُ زائِراً فَأَدنى مَكاني / وَتَلَقّى بِمَرحَب وَتَحِيَّةِ
لا كَمِثلِ الأَصَمِّ حارِثَةَ اللُؤ / م شَبيهُ الكَلبَةِ القَلطِيَّةِ
جِئتُهُ زائِراً فَأَعرضَ عني /
الطَريقُ الطَريقُ جاءَكُم الأَحْ
الطَريقُ الطَريقُ جاءَكُم الأَحْ / َمَق رَأسَ الأَنتانِ وَالقَذَرَةِ
وَاِبنُ عَمِّ الحَمارِ في صورِةِ الفي / لِ وَخالُ الجاموسِ وَالبَقَرَةِ
يَمشي رُوَيداً يُريدُ حَلقَتَكُم / كَمَشيِ خِنزيرَةٍ إِلى عَذرَةِ
ما أَراني إِلّا سَأَترُك بَغدا
ما أَراني إِلّا سَأَترُك بَغدا / د وَأَهوى لَكورَةِ الأَهوازِ
حَيثُ لا تُنكرُ المَعازِفُ وَاللَهْ / وُ وَشربَ الفَتى مِنَ التَقمازِ
وَجوار كَأَنَّهُنَّ نُجومُ اللَي / ل زَهرٌ مِثلَ الظِباءِ الجَوازي
واضِحاتُ الخُدودِ أَم وَبيض / فاتِناتٌ ميل مِنَ الأَعجازِ
ذاكَ خَيرٌ مِنَ التَرَدُّدِ في بَغدا / د تَتَنَزّى بِيَ البِغالُ النَوازي
كُلَّ يَومٍ في كَمَةٍ وَقَميصٍ / وَرِداءٍ مِنَالغُبارِ طِرازي
لَم يَحكه النساجُ يَوماً لِبَيعٍ / لا وَلا يشتَري مِنَ البزازِ
أَخَذَت أَهلَها الشَياطينُ بِالرَكضِ / لِطولِ الشَقاءِ وَالأَعوازِ
كُلَّ شَيخٍ تَخالُهُ حينَ يَبدو / فَوقَ بُرذونِهِ كَشَخصٍ حِجازي
وَجَميلُ الفَسيلِ أَعني بِهِ مَحفو / ظٌ عَدُوِّ النَدى وَسِلمُ المَخازي
يَأَخُذُ الأَسوَدَ الَّذي يُفَرِّقُ الحَوّا / ءَ منِهُ كَدٌّ سَتِجُ المَنخازِ
لَيثٌ غابَ بِدُبرِهِ حينَ يَلقى / وَجَبانٌ في الحَربِ يَومَ البَزازِ
بَعُدَت دارُهُ فَلا رَدَّهُ ال / له وَلا زالَ نائي الدارُ سازي
ذاكَ شَخصٌ بِهِ عَلَيَّ هَوانٌ / كَهَوانِ الحَصى عَلى الخَبّازِ
أَتَراني أَرى مِنَ الدَهرِ يَوماً
أَتَراني أَرى مِنَ الدَهرِ يَوماً / لي فيهِ مَطِيَّةٌ غَيرَ رِجلي
كُلَّما كُنتُ في جَميعٍ فَقالوا / قَرِّبوا لِلرَحيلِ قَرَّبتُ نَعلي
حَيثُما كُتُ لا أُخلِفُ رَحلا / مَن رَآني فَقَد رَآني وَرَحلي
لَيسَ فيها مُرُوَّةٌ لِشَريفٍ
لَيسَ فيها مُرُوَّةٌ لِشَريفٍ / غَيرَ هَذا القِناعِ بِالطَيلَسانِ
وَبَينا في عُصبَةٍ مِن قُرَيشٍ / يَشتَهونَ المَديح بِالمَجّانِ
وَلَقَد قُلتُ حينَ أَقفَرَ بَيتي
وَلَقَد قُلتُ حينَ أَقفَرَ بَيتي / مِن جِرابِ الدَقيقِ وَالفُخّارَةِ
وَلَقَد كانَ آهِلاً غَيرَ قَفرِ / مُخصِباً خَيرُهُ كَثيرُ العِمارَةِ
فَأَرى الفَأرَ قَد تَجَنَّبن بَيتي / عائِذاتٌ مِنهُ بِدارِ الإِمارَةِ
وَدَعا بِالرَحيلِ ذِبابُ بَيتي / بَينَ مَقصوصَةٍ إِلى طَيارَةِ
وَأَقامَ السِنَورُ في البَيتِ حَولاً / ما يَرى في جَوانِبِ البَيتِ فارَةِ
يَنفَضُ الرَأسَ مِنهُ مِن شِدَّةِ الجو / ع وَعَيشٌ فيهِ أَذى وَمَرارَةِ
قُلتُ لَمّا رَأَيتُهُ ناكِسَ الرَأس / كَئيبا في الجَوفِ مِنهُ حَرارَةِ
وَيَكُ صَبراً فَأَنتَ مِن خيرَةِ سَنَورٍ / رَأَتهُ عَيناي قطّ بَحّارَةِ
قالَ لا صَبرَ لي وَكَيفَ مَقامي / بِبُيوتِ قَفرٍ كَجَوفِ الحِمارَةِ
قُلتُ سِر راشِداً إِلى بَيتِ جارٍ / مُخصِبٍ رَحلُهُ عَظيمُ التِجارَةِ
وَإِذا العَنكَبوتُ تَغَزَّلَ في دَفّي / وَحُبّي وَالكوزُ وَالقِرقارَةِ
وَأَصابَ الحِجامُ كَلبي فَأَضحى / بَينَ كَلبٍ وَكَلبَةٍ عَيّارَةِ
وَلَقَد قُلتُ حينَ أَجحَرني البَر
وَلَقَد قُلتُ حينَ أَجحَرني البَر / دُ كَما تَجحَرُ الكِلابُ ثعالَه
في بَيتٍ مِنَ الغَضارَةِ قَفرٌ / لَيسَ فيهِ إِلّا النَوى وَالنِخالَه
عَطَّلَتهُ الجِرذانُ مِن قِلَّةِ الخَي / ر وَطارَ الذُبابُ نَحوَ زُبالَه
هارِباتٌ مِنهُ إِلى كُلِّ خصبٍ / حينَ لَم يَرتَجينَ مِنهُ بَلالَه
وَأَقامَ السُنورُ فيهِ بشر / يَسأَلُ اللَهَ ذا العُلا وَالجَلالَه
أَن يَرى فارَةً فَلَم يَرَ شَيئاً / ناكِساً رَأسَهُ لِطولِ المَلالَه
قُلتُ لَمّا رَأَيتُهُ ناكِسَ الرَأ / س كَئيباً يَمشي عَلى شَرِّ حالَه
قُلتُ صَبراً نازَ رَأس السَنانيرِ / وَعَلَلتهُ بِحُسنِ مَقالَه
قالَ لا صَبرَ لي وَكَيفَ مَقامي / في قِفارٍ كَمِثلِ بيدٍ تُبالَه
قَد أَراني أَنفُضُ الرَأسَ جوعا / ثَمَّ أَمشي في البَيتِ مَشيَ خَيالَه
قُلتُ سِر راشِداً فَخارَ لَكَ الل / ه وَلا تَعُد كَرَبَجِ البَقالَه
فَإِذا ما سَمِعتُ أَنا بِخَيرٍ / في نَعيمٍ مِن عَيشة وَمَنالَه
فَائِتَنا راشِداً وَلا تَعدونا / إِن مَن جازَ رَحلنا في ضَلالَه
قالَ لي قَولَةً عَلَيكَ سَلامٌ / غَيرَ لُعبٍ مِنهُ وَلا بِبَطالَه
ثُمَّ وَلّى كَأَنَّهُ شَيخُ سوءٍ / أَخرَجوهُ مِن مَحبَسٍ بِكَفالَه