المجموع : 35
عمرٌ ينقضي برشد وغىَّ
عمرٌ ينقضي برشد وغىَّ / وحياةٌ تشربت كلَّ حيّ
يا أخي أنت بعضُ نفسي فرفقا / لا نحاول إرهاق قلبي الأبى
أو تلمني على وفائي للحق / وذوِدي عن الغبين الشقي
ذا كياني وذا شعوري فما لي / حيلة في شعور قلبي الوفى
لم أكن من يغادر النيل لولا / ه طريداً وان اكن كالنبي
باكيا عزة الكنانة هانت / وتوارت كفنها العبقري
آسياً عانياً وقد حرّم الخل / ق عليه السلام في كل شئ
ألجموه وقيدوه وراحوا / يعلنون الفكاك أفظع غَىِّ
ربما كان لائمي من أفدي / ه بروحي كما أفدى بَنييّ
من تغربتُ كي أدوى بما ير / جو وقاسيت في كفاحي العتىّ
ترجمانا له وحيناً دليلاً / وحميما في بؤسه الأزلى
أقبل الرجمَ راضياً وهو يشكو / ني كأني غريم شعب غبيّ
فاته لاهياً جهودى وآلامي / دفاعاً عن حقه المنسى
وغدا سانداص نكاية حُسادى / وباغٍ بدا بثوب الولىّ
أنَّ طعنَ الحميمِ أقصى وأنكى / من شمات المضلل الجاهلي
وجحود الذي تخص به الحبَّ / لأمضى من كل داء عيى
سنوات خمس تكاد بها تم / ضى أماني المعذَّب المنفىّ
إن أكن قد ظفرت ف يجوى الطل / قِ بعمرٍ مجَّددِ ألمعىّ
ففؤادىِ مازال يبكى على قو / مي كحال اليهو والمبكىّ
لينا مثلهم وقد أصبحوا السا / دةَ في الدار والغنى السرمدىّ
حينما نحن يرشق الحرّمنا / يده عابثا بكل فرىّ
إن هَدمَ الأهرامِ أهونُ عُقبى / من زوال التضامن الوطني
مرحبا بالمِنافسِ الفاتكان
مرحبا بالمِنافسِ الفاتكان / بالآله الجديد ذى الَهيلمانَ
مرحباً مرحباً لقد أعلن الحر / بَ على الفكرِ بل على الأديانِ
وأذلَّ الجباهض من تحت نعلي / ه وقد عدها من الديدان
بل تأذىَّ من أن يدنس نعلي / ه بها ياله شرَّ جَانِ
وكأنَّ الذي جناه عليها / من هوانٍ تشريُفها في الهوانِ
أيُّها الحاكمُ العتُّى ترَّفق / أنتَ تلهو بُجثَّةٍ للزمان
وتذيق الردى رعاياك قسرا / في جنونٍ يا للجنونِ الأناني
غمر العلمُ كلَّ عصرٍ تقضىَّ / بجديدش الثورات والطوفان
ما تبقَّى إلاّ معالم آثا / رٍ ولم ينقرض سوىَ كل فان
أي بعثٍ لما انتهى الناس منه / باندثار الدفين والدّفان
ما مضى فات غيرُ وحى نبيلٍ / من فنونٍ ومن نُهى الفنَّان
أين منه الأغلالُ تُلقىَ جزافا / فوق رأىٍ وفوق حُرٍ يُعاني
أيها الشرق كنت فَجراً صدوقا / للنبوَّاتِ والنُّهىَ والأمان
كيف أصبحت بالحروب وبالظل / م وبالرَّق وَصمةَ الإنسان
رّبما كنت عاجزاً عن جوابيِ / تتلظى في ضاحك النيران
غلاسائل نيرون شعبٍ ذليل / فهو أدرى بُمعجزِ الأزمان
يا أخي نعمة شكرتكَ نُعمَى
يا أخي نعمة شكرتكَ نُعمَى / تُسعد الموسرينَ والمعدَمينا
أخرستني الهمومث وهي ضوار / ناهشاتٍ قلباً وفياً طعينا
علمَ اللهُ لستُ أنساك عمري / كيف أنسى الضياءَ والياسمينا
كلما سَقسقت يراعتيَ الحرَّ / ى أرادَ الشقاءُ ألاّ تُبيناً
ليتني كنتُ في جواركَ صدَّا / حاً بما صُغتهُ هُدىَ الملهمينا
ليتني ليتني فإنِّى في الهمِّ / رفيقُ الآلامِ دَيناً ودينا
وبوسعي لو أنني غيرُ من ت / رفُ أن أرتقىِ المحلَّ الأمينا
لستُ أشكو وإن شكوُت لأرضىَ / في حياة الجبانِ موتاً مَهينا
لستُ أرضى سوى الكفاح شعاراً / بعدَ ما حُكِّمَ الزعانفُ فينا
نِعمَ غَبنىِ إن كان براً بقومي / من يعش للأنامِ عاشَ غبيناَ
كنتَ طير الصباحِ والحلم في الَرا
كنتَ طير الصباحِ والحلم في الَرا / ح وعطراً مرنحا يا شبابي
كنتَ طيفِ الغرامِ بل سحرَره الها / مي يلبىَ تضرعي في عذابي
كنتَ رمز الحُبورِ والشدو والنو / ر تشُّق الظلام مثل الشهاب
كنتَ شعرَ الورود والناي والعو / دِ وفي خفةٍ كوثبِ الحبابِ
كنتَ عبدَ الجمالِ دون ابتذالٍ / حتى مضى فعفتَ التصابي
كنتَ كنزَ الحياة بل رغم آها / تي وحياتي من الأماني العذاب
كنتَ هذا وفوق هذا فماذا / قد تبقى سوى الندى والترابِ
سيدي الفارس المجلىّ أتأذَن
سيدي الفارس المجلىّ أتأذَن / بعد ترحيب شاعر لا يُمارِي
بحديثٍ أو قصةٍ لم تلقَّن / دون نُبل الحياةِ للأدهارِ
لم تُؤَّلف احداثُها أو تُدوَّن / في القراطيس أو على الأحجارِ
أو حكاها مُحِّدثٌ يتفنن / بل حكاها دمٌ ودمعٌ جارى
منك إلهامُها ومنى نشيدٌ / في ثناياهُ مُنتهى إكباري
وسعيدٌ من يصطفيك سعيدٌ / كاغتباط الأعشابِ بالأزهارش
واهتزازِ الجديبِ وهو شهيدٌ / لوفودِ الحياةِ في الأمطار
وازدهاءِ الخيالِ وهو شريدٌ / باقترانِ اللُّحونِ والأشعار
زعموا أنَّ مُرسَلاً بين قومٍ / يحصدون الروؤٍ للناس عُجباَ
لم يبالوا ربّاً ولم يعرفوا يو / ماً تجاه الأنامِ حُباً وقُربى
كم روؤسٍ كريمةٍ طوّحوها / ثمّ صارت لهم متاحف تُربى
فدعاهم الى الهداية لكن / صدفوا عنه كلما ازداد قُربا
وأخيراً من بعد لأىٍ مديدٍ / وعدوه بأنه سيلبَّى
سائلينَ السماحَ منه بصيدٍ / واحدٍ قبل أن يَعافوا الحربا
قال هل تقسمون ذلك عهدٌ / فأجابوا أجل لساناً وقلبا
قال سمعاً اذن سيآتي غريبٌ / في غدٍ فاقتلوه نحراً وصلبا
ثم جاء الغد المؤّملُ سحراً / مُفصحاً عن عجائبِ الأسرارِ
وتجَّلت فيه الطبيعةُ نوراً / كعروسٍ تختال بين الَّدراري
كُّل شيءٍ يوحُى حُبوراً وشعراً / للهدُاةِ التُّقاةِ والكفارِ
وإذا بالغريبِ يطفحُ بشراً / قادماً دون خشيةٍ أو عثار
فتهاووا عليه ضرباً ونحراً / وتغنوا غناء أهلِ الفخارِ
ثم ثابوا فأدركوا بَعدُ نُكراً / لا يُجارَى ولم تُبحهُ الضوارى
أي إثمٍ فكراً وصخراً / مثلُ قتلِ الصديق ثم افتخاري
قتلوه وقد تنكر سراً / ليفدى الورى من الأشرار
يا صديقي هذى حكايةُ دُنيا / شقيت بالطَّغاةِ والفجَّارِ
هي دُنيا لأهلنا لو ثوها / باقتناصِ الروؤس دون اعتذار
يقتلون النوابغ الصُّفو قتلاً / ويُبارون في أذى الاحرار
كم روؤسٍ عزيزةٍ دوخوها / ثم أحيوا الفوضى بعارٍ وغارٍ
ورايناكَ من يكافح دهراً / ككفاح المبشرِ المغوار
صائحاً نادباً تُقرِّعُ حيناً / وتُربِّى بعقلك الجبار
ويظل الأشرار في الإِثم غادي / نَ مضِّحينَ صفوةَ الأخيار
أي صديقي كفاكَ وعظاً ووعظاً / وحذارِ الفداءَ يوماً حذارِ
انما الناسُ بالشعور الأبى / وبروحِ الإخاءِ فرداً وشعبا
ما عرفنا التاريخَ في وصف حي / مَجَّدَ العابثينَ قتلاً ونهبا
أو شهدنا الإعجازَ وافى نبي / بين قوم آذوهُ ركلاً وضرباً
أو رأينا التحَّرر الذهبي / لعبيدٍ تأبونَ للفكرِ رَبَّا
أو سمعنا عن ضيعةِ العبقري / في بلادٍ تَرى الجهالةَ ذنبا
أو ذكرنا تفُّوقاً للدعى / في شعوبٍ علت جواءً وُسحبا
أو عرفنا حقَّاً طواهُ الرُّقى / أو دعاوى تصونُ زوراً وسلبا
ذاك تعليمك الشريفُ الزكي / ليس يَنساهُ أى حُرٍ تأبَّى
مرحبا بالكمىِّ عادَ إلينا / نحنث أولى بذهنهِ البتَّارِ
مرحباً بالوقار فكراً وعينا / نتملاه باسماً كالنهارِ
مرحباً بالشموخ لا يتدنَّى / مرحباً بالملاذ في الإعصار
مرحباً بالجلال لا يتسنَّى / مُذ تَمنَّى لحاكمٍ جبَّار
مرحباً بالأديب ينصر حقَّا / ملءَ آياتِ حكمةٍ واقتدارِ
مرحباً بالخطيبِ يَرقىَ ويَرقَىَ / بفنون للسمعِ والأبصارِ
مرحباً بالأبىّ يرفض رِقَّا / حين رَسفِ العتاةِ في الأوغارِ
مرحباً بالإمام غرباً وشرقاً / يا فؤادي ومرحباً يا شِعارِي
في الشتاءِ العويلُ والأشجانُ
في الشتاءِ العويلُ والأشجانُ / للألى هان حظهم منذ هانوا
بل فصولُ الحياةِ موتٌ معادٌ / تتساوى فكلُّها حِرمانُ
رُوِّيت من دموعهم زهراتٌ / ثم ماتت وضِّرج البستان
والعطورُ التي حباها ربيعٌ / أنكرتها الحياةُ والأكفان
بدِّدت في المحيطِ لغو أوضاعت / وأباهَا زمانها والمكان
كل ما حولهم وإن لجَّ بالمع / نىَ هراءٌ وكله بُهتان
لا مقاييسَ غيرُ ما يفرضُ الذل / وما يستبيحه الطغيانُ
عقهم كل ما رأوهُ ملاذاً / وانتهى في عقوقه الانسانُ
عَجبوا من وجودهم ومناهُم / بينما البؤسُ حَولهم طُوفانُ
خَجلت في النَّدى طيورٌ تغنَّت / فتغنت بحزنها الغدران
لم يُميَّز ربيعهم من شتاءٍ / في قلوبٍ إجدابُها ألوان
لم يخافوا موتاً وقد وَهَموا المو / تَ حياةً لمثلهم قد تُصانُ
وتناسوا لهم مقالاً وأذها / ناً بعهد تُعاقَبُ الأذهانُ
واستراحوا إلى التدهور واليأ / سِ كأنَّ الرجاءَ لصُّ يدَانُ
وأتى الفارسُ البشيرُ فلم يَح / فل بأنبائِهِ فتىً أو مكانَ
غَير فردٍ منهم هو الشاعرُ الثا / ئرُ في سجنه هو الفَّنان
هو من يعرف انطواءَ على النف / سِ إذا شاع في الهواء الدُّخانُ
وهو من يعرف الزئيرَ من القب / رِ إذا هَدَّمَ القبورَ الجبانُ
وهو في سجنه الأبُّى على السج / نِ فمنه السَّجينُ والسجان
وهو منهم في البؤسِ إن لم يكن من / هم اذا ما استعبدَ النُّهىَ الإذعانُ
قيل أبشر سيحضر المهراجا / عن قريبٍ ويضحك المهرَجَان
إنَّ تشريفهَ لنعمىَ عزيزٌ / أن تَرَاهَا وُكلُّها إحسانُ
وأَعدَّ الحَّكامُ للسيدِ القا / دم ما يفرضُ الرياءُ المزَان
من ضروبِ اللهَّوِ الغريبِ ولو أنَّ / الُمجِّلى من بينهم بهلوانث
كلُّ إتقانهم نفاقٌ وبتهانق / ومنهم ليخجل البهتان
لم يبالوا كم مُرِّغَ الشعبُ في الضي / مِ اذا داسَ رأَسه السلطان
هيأوا الخمرَ والقيانَ وَشَتَّى / من مخازٍ وُخوِدعَ الإيوان
يشمئُّز الجمادُ سراً من الرج / س إذا سَرَّ غيرهَ الإعلان
حينما الناسُ لم يبالوا من الزينات / شيئاً كأنهم عُميان
فإذا الشاعرُ المرَّجبُ فيهم / يتلظى كأنه البركان
قال ياقوم ما القنوطِ بمجدٍ / للعزيزِ النهُّىَ ولا النسيانُ
اصفعوا الغاشمَ الأنَاني واقضوا / في دَعَاوى يُقيمها الشيطانُ
وأتى الموكب المفَّخمُ والرَّاجا / فخورٌ كأنه الديانُ
وانتفاخُ الأوداجِ والصدر والبط / نِ جبالق خلالها القيعانُ
وائتلاقُ الحلِّى غَطَّينَ قَزماً / شررق للنفوسِ لا طَيلسانث
وإذا الناسُ بالمصابيح مُوفُو / نَ كأنَّ النهارَ لا يُستبان
وإذا الشاعر المقَّدمُ حُكمٌ / ساخرٌ فوق ما عَناهُ العِيانث
قال ذاك الطاغوتُ من أنتض ما مع / نى مصابيحكم أهذا جَنانُ
أم جُننتم أينَ الحفاوهُ منكم / أيلاقى التَّفضُّل النُّكرانُ
فأجابَ الفنانُ إنيّ أنا الشا / عرُ فيهم وإنني التَّرجمان
كيفما كانت الخطوب الدَّواهي / أنا قلبٌ ومسمعٌ ولسان
هم دَمىِ من بهم أعُّز ومنهم / يُستُّمد الإلهام والإيمان
إن يكن ذلك القنوط احتواهم / فهو بي حُرقةٌ وبي نيرانُ
وهو من بَدَّل البكامَة إفصا / حاً فعافت قيودَها الأوزان
لم نجئ أيها المؤمَّرُ فينا / كالضحايا تنالها الأوثانُ
إنما هذه المصابيحُ أدَّت / غايةَ السُّخرِ إن يُغلَّ اللسانُ
للذى لا يرى رعاياه في البؤ / سِ فماتوا به مِراراً وعانوا
ثم دوَّى المكانُ من غضبهِ الرَّاجا / وكادت تُهدَّمُ الاركان
وقضى الشاعرُ الوفُّى غريباً / يصحب النفىَ ما له شُطآنُ
ثُمَّ وَلِّى جيلٌ وجيلٌ فسادت / ثورةُ الشعبِ وانقضى الصولجانُ
خَطرت آسيا بعيدِ أبيها
خَطرت آسيا بعيدِ أبيها / رَغم بُؤسٍ يَعُّضها وجراحِ
وتغنت بِحبِّهِ وتَناسَت / بُرهةً عالم الأذَى والنُّواحِ
وأذابت من ألف ليلة نج / واها ومن حافظٍ على الأقداحِ
وأرادتَ تَخصُّهُ بالهدايا / من مُتاحٍ لها وغير متاحِ
كم نجومٍ لها تألَّقُ بالوح / حىِ ابُوداً لخاطرٍ لماح
كم غناء بجوِّها يُعشقُ / الدهرَ خليقٍ بعيده الصداحِ
كم نفيسٍ بأرضها ظلَّ / مستوراً حَرىٍّ بهذه الأفراحِ
كم لآلٍ ببحرِها هي أولى / بهواهُ من ضولجٍ أو وشاحِ
كم كنوزٍ تضُّم آثارها الفخ / مةُ يلمحنَ في شروق الصباحِ
كلُّها تَشتهى وفوداً إلي / ه بحنين القلوبِ والأرواحِ
كل هذى وغيرُ هَالم تَجدَها / آسيا رمزَ نشوةٍ وانشراحِ
لم تجدها كفؤاً لمعنى اله / دايا أو لمعنى حَوته غير مُباحِ
للذى ظلَّ في كفاحٍ يُعليِ / يها وما زال في أمرِّ الكفاحِ
دائبا يشتهى لها وحدةَ الم / جدِ بعلمٍ يُعُّز قبلَ السلاحِ
فانطوت فوقَ لوعةٍ في نُهاهَا / بِدعاءٍ له وفوقَ الجراحِ
سألوني لم ارتحلتَ كأني
سألوني لم ارتحلتَ كأني / لم أجبهم بسيرتي نصفَ قرنِ
شادياً بالطليقِ من شعريَ الباكي / أغنى لمجدِهم ما أغنى
وحياتي لعِّزهم في كفاحٍ / ككفاحِ الشُّعاعِ في وسطِ دَجن
مُثل لن تُحدَّ نَوعاً وعداً / كنجومِ السماءِ في كل فنِ
وتَبَّلغتُ بالعذابِ وبالبؤسِ / مراراً وكل حظى التجَّنى
وكأني وَحدِي المسئُ بإحسا / ني لعصري أو أنه لم يَسعني
ما كَفاهُم أنِّى أعاني وجودي / في وُجودٍ بقاؤه مَحضُ غَبنِ
ما كَفاهُم أني أواصلُ ليلى / بنهاري لأجلهم وسطَ من
ما كفاهم أني أضحى بروحي / حينما عزَّ من يُضحَّى ويُغنى
ما كفاهم أني تناسيتُ نفسي / فوق نسيانهمُ حقوقي وأينى
ما كفاهم أنى لهم ذلك الرا / ئدُ يشقى كالراحِ في أسرِدنِّ
ما كفاهُم أني ارتضيتُ شقائي / لي جزاءً ويهدمون وأبنى
ما كفاهُم هذا وهذا فنادوا / بعقوقي وما رَعَوا حق سنِّى
ثم حالوا بين المثاليِّةِ العل / يا لفكري وبين سعيى وبيني
فترَّحلتُ حيثُ يحُترمُ الاحرا / رُ وحيثُ الهواءُ طلقٌ لذهني
وأظل الوفي رغمَ اغترابي / لبلادٍ ما غُيبِّت قطَّ عنِّي
هَدرٌ تلكمو الدماءُ الزكيَّه
هَدرٌ تلكمو الدماءُ الزكيَّه / إن نسيتم تحريرَ مصر الشَّقيه
أى معنىً لتضحياتٍ إذا ما / غُيِّبت في الرمالِ دونَ رويَّه
أحسبتم أوطانكم غُيِّبت عنكم / وكيفَ الغنى بدنيا زَريَّه
أنقذُوها هذى البطولةُ لا الحربُ / وتكفى ويلاتنا المنسيَّة
قد تولىَّ الإقطاعُ تقطيعَ أمجادٍ / تغنَّت بها وذكرى غنَّيه
وتولَّى إمحالها وتولَّى / باسم كافور خزيَها في البريَّه
لا تقولوا غداص فقد ينصف اليو / مُ شعوباً بأمره مَعنَّيه
حينما يَسخرُ الغدُ المتواني / من شعوبٍ للذُلِّ تبقى وَفيه
خسئَ الظالمونَ يبغون أن / يَشروا شعورَ الإباءِ والوطنيه
فالطموهُم برتبةٍ ووسامٍ / إنَّ ألقابهم معانٍ دنيَّه
واعرفوا مجدكم نقاوةَ عرضٍ / وفداءً لمصرنا الأبدية
زَعمَ الظالمونَ أنكَّمو صرتم / عبيداً لهم وِبئسَ الفرِيَّه
وأعادوا حكايةَ الرشوةِ الكبرى / وباهوا بهذه العبقرية
علموهم إذن دروساً لكم تب / قى على الدهر عن نفوسٍ ابيَّه
علموهم بالسيف والمدفع المصقعِ / لا باللسان والألمعيَّه
قد تمادى الفسادُ واستعبدَ / الخلقُ فناجوهُ بُكرةً وعشيَّة
من سواكم إذن لإنقاذ أهليكم / وردِّ الأَذَى ودَفعِ البليَّه
قال لي الحب كيف تعزف عنّي
قال لي الحب كيف تعزف عنّي / أحسبت الحياة محض التمنّي
قلت هيهات أن أفوتك طوعا / أنت كنزي بل أنت روحي وفنّي
كل ما تشتهيه أعطيه سمحا / غير بيعي استقلال قلبي وذهني
اين تلك التي ائتمنت على الكن / ز لتبني لك الذي عشت أبني
التي تعرف الجمال بشدوي / وتغني لك الذي قد أغني
والتي تنشد الصباحة الظر / ف بفني ولا تبالي بسني
والتي في الحبور تلقى بقلبي / منبعا زاخرا له فاض عني
والتي في الهموم تلقى همومي / باسمات لها كأن لم تنلني
والتي إن سقمت بددت السق / م من عطفها المطمئن
والتي لا ترى وفيا يفدى / أو حريا بها وعني يغني
والتي لا تخون عهد ولائي / إن يبعني الأنام أو إن يخني
والتي تزدهي بما أنا مشد / للورى حين أسرفوا في التجني
والتي سخرها بكل زنيم / راح يغتابني ولوعا بطعني
والتي ترجع السهام ثقابا / أو هشيما وقد تبدت مجني
والتي وحيها مثاليتي الكب / رى ووحيي جمالها ملء عيني
والتي لا ترى التجاوب غبنا / لسناها وإن يكن محض غبن
والتي تغتدي كتوأم نفسي / وتعالت على سؤال ومن
إن تراءت فإنني عندها أعطي / جميع الذي تمنّته منّي
وإذا صرت عبدها قلت للده / ر طروبا بالله دعها ودعني
ما شكاتي من الأنام عداء
ما شكاتي من الأنام عداء / أنا منهم فما عدائي لنفسي
هي عتب المحب مهما قسا العت / ب فما يأسي الأليم بيأس
ليس سخطي سوى تشوق وج / داني لإصلاحهم وإيثار حسي
كم سفيه ينالني وأنا الحا / ني على روحه بروحي وأنسي
وعقابي له يلاحقه الصف / ح ويا ربما أعاقب نفسي
إسألوا الشاحب القمر
إسألوا الشاحب القمر / واسألوا الدامع الزهر
واسألوا النجم حائرا / واسألوا الشمس في حذر
واسألوا النور باهتا / خائفا ما له مقر
واسألوا النهر واجما / كل موج له عثر
واسألوا الحب بعد ما / فاته القوس والوتر
واسألوا الحسن خاشعا / بعد ما تاه أو أمر
إسألوهم عن الذي / أرعش الروح والحجر
كيف قد غاله الردى / فجأة غادرا وفر
أترى كل ذنبه / أنه شاعر شعر
أنه شع أنسه / في مجالس السمر
أنه نغم الأسى / أنه طارد الضجر
أنه أبدع المنى / مثلما أبدع الصور
أنه داعب الهوى / والهوى كله خطر
أنه أنقذ الورى / من شرور ومن شرر
انه اشكر النهى / وهو من همه سكر
أنه أنضر الربى / حينما صوح الشجر
أنه أنتج الجنى / في دنى النحل والبشر
أنه صاغ شعره / من دموع ومن فكر
أنه زف مطربا / ما تسامى وما ندر
أنه كان طبة / فوق طب ومختبر
أنه عاش دائما / ضاحكا يهزم الكدر
أنه كان شعلة / من ذكاء وكم بهر
لم تفته أصالةٌ / إن يكن فاته الوطر
يا صديقي وكم زها / من وفائي وكم فخر
نعيك المر وقعه / وقع طود إذا انفجر
أيّ ثأر لعاشق / فاته الحب إن ثأر
ليس سخطي ولوعتي / ليس دمعي الذي انهمر
ليس زهدي بحاضري / بعد فقدان ما عبر
ليس سخري بعالم / في غباواته انتصر
ليس هذا وغيره / من حطامي الذي انتثر
من فؤادي الذي هوى / في جحيم من الغير
من تباريح ثورتي / حينما خاطري استعر
بالذي يرجع المنى / واثبات من الحفر
ليتني إيه صاحبي / لم يطل غربتي الحذر
ليتني كنت سابقا / ليتك الخالد الأبر
راثيا أنت لا أنا / حظنا في يد القدر
نحن في عالم به / أسعد الناس من غفر
كلنا دون ذرة / من هباء ون مطر
لم نخيّره وإنما / ندّعي الخبر والخبر
ليس لي غير خمرة / من جراح ومن عبر
هيا إلى السماء هيا
هيا إلى السماء هيا / وانشر جناحيك كالشراع
نافس الشمس في علاها / لم تهوي إلى البقاع
يا مليكا على الطيور / كيف مرقاك فوق غصن
ليس هذا الجثوم أهلا / لك في عزة وحسن
لم ترنو إلى الثرى / عابسا ساخط النظر
حينما فسحة السماء تدعو / راقيا عالم البشر
حينما نحن قابعون ذلا / في هشيم وبين عشب
فارتفع يا مليك وارحل / في معاليك بين سحب
عندها عندها سنزهى / يا صغار بعزتك
نمدح المجد فيك أنت / يا مليكا بصولتك
فاعطنا نحن عاشقيك / فرصة تطرد الوجل
من عيون لنا أهينت / مضها الخوف والخجل
وأجز تركنا حمانا / فهو مثوى لنا حقير
كي نسلى بنور شمس / بعد عيش لنا أسير
إنسنا زمرة الأداني / في تعاليك للسماء
فنرى المجد يا مليك أنت / ونغني لك الثناء
أعرفت الحنين في الأرض للشم
أعرفت الحنين في الأرض للشم / سِ مقيما يحس خفقا ونبضا
أعرفت الحنين للقمر الدائر / كالطفل حولها ما تقضى
هي أمي وذاك أول طفل / أنجبته ولم يزل غضا
شاب في البعد عن حماها / ولكن لم تكن قربه الحفيّ لترضى
أين حظي منها ومنك أجي / بيني فإني أطوف لهفان أيضا
إرفيني إلى سمائك حتى
إرفيني إلى سمائك حتى / لا أرى في الوجود إلا الجمالا
أرهقت عزلتي عمرا / رغم إبداعي السنا والخيالا
وتراءيت في سمائك إلها / ما وحبا ونعمة تتلالا
فتعلقت بالأشعة من حو / لي وناشدت حولك الآمالا
سامحتني الأرض التي كم حبتني / إذ رأتني بنشوتي مختالا
سامحت لفتتي إليك لأني / فيك آمنت بالإله تعالى
واهم من يرى الحياة بلا حب / حياة ويضرب الأمثالا
فمآل التقشف المتناهي / كمال الفتون حالا وحالا
لا قيود الورى ولا العرف يجدي / إن أبى الحب أو أراد المحالا
إن تعالى بي السنون فإني / كالنبيين دائما أتعالى
وكأني كالكون ما شاب بالرغ / م من الدهر إن يشب أجيالا
أي فن سأخلق الآن من بع / د بلوغي بقربك الإجلالا
قال ي الدهر سوف تأتي بإعجا / ز فصبرا وسوف تحيا مثالا
سوف تعطي الورى الذي أنت تعطي / من سناها محققا ما استحالا
أنا مثالك المغني الذي ير / سم ألحانه وإن قيل غالي
بات شعري وبات رسمي وما أج / هل معنى حبوت أو تمثالا
ذاك فني في ظلك الضا / حي سينمو ومجده يتوالى
وإذا متّ عاش يسخر بالمو / ت قريرا ويلهم الأجيالا
أربعاء الرماد يا عيد أحزا
أربعاء الرماد يا عيد أحزا / ني ويا رمز حرقة الإنسان
فيك ذكرى لنكبة ولنص / ر ومزيج الإيمان والكفران
ليس هذا الرماد من سعف الن / نخل رمادا وإنما وجداني
إن ماضيّ ماثل فيه والحا / ضر أيضا ومقبلي المتداني
المسيح النبيل بارك ما / فيه من الوجد والرؤى والمعاني
أتركوني يا قوم أركع في / همي خشوعا لهذه الصلبان
إن أكن مسلما فقلبي / حوى العالم طرا كخالق الأكوان
فلسفات الحياة ليست / لدين واحد بين سائر الأديان
إنها الحس بالمآسي / وتفسير وجود موزع حيران
من تراب نشأت ثم إلى / الترب مآلي كتائه ظمآن
وأنا السائح الشريد الذي / ينعم في بؤسه العني الجاني
ذكروني نعم هنا ذكروني / بانتصاري العظيم ثم امتهاني
وغرور الحياة والخلق والدن / يا مشاعا في روح هذا الزمان
ليس يبقى سوى الجمال سوى ال / خير سوى الحب في الوجود الأناني
أرشد الله أمة الإسلام
أرشد الله أمة الإسلام / إن تدم في عبادة الأصنام
كلما هزّها الصلاح لخير / نبذته بحجّة الإسلام
أي معنى لكل هذي الدعاوى / غير معنى الدمار والألغام
بثها الجهل والحماقة بثا / في طريق الإصلاح والإقدام
لست أدري والله أيهما أنكى / أبطش المستعمر المتعامى
أو بنوها اللصوص من أوغلوا / ظلما وباهوا بالعسف والإجرام
أم ملوك لها صعاليك في الخل / قِ مفاليك في نهى الحكام
لست عبد الألقاب سيان عِن / دي ملك خس أم رئيس حرامي
ربما كان مالك العرش فَر / داً وادعا مثل أصدق الخدام
والذي عده الجماهير منهم / طاغيا ناهبا حقوق الأنام
ما أباح الإسلام صولة جَب / بار ولا دعوة لغير السلام
ما أباح الإسلام أن يجعل الد / دينُ ستارا للكيد أو للخصام
ما أباح الإسلام وهو ضياء ال / فكر تصويره نصير الظلام
ما أباح الإسلام وهو إمام ال / عقل إلا الحجى وعيش التسامي
ما أباح الإسلام من ناصر ال / علم حياة للجهل والأوهام
ما أباح الإسلام من قدس ال / مرأة حسبانها من الأنعام
ما أباح الإسلام من حرر ال / الإنسان ذل الجباه والأفهام
ما أباح الإسلام داعي التآ / خي عنجهيات أهله الأقزام
ما أباح الإسلام وصمة أه / ليهِ بضيم العبيد والأغنام
ما أباح الإسلام هدم ترا / ثٍ شيّدته عباقر الأحلام
بل أباح الإسلام أن يشنق ال / هدامُ جهرا وشيعة الهدام
كم زعيم مسخّر شرفه
كم زعيم مسخّر شرفه / بات أقصى خلاصه تلفه
لم تخنه سلامة مثل ما / خانته طباع بالغدر مؤتلفه
لا تقولوا تزين عثنونه / الطيبة بل خبروه من نتفه
يعرف العد للحمير حواليه / كما عد فاخرا أكفه
حاسبا ستر عورته المال / الذي في جموعه خصفه
الذي يذبح الخراف ضحايا / وهو أولى يذبح من عرفه
أي عيد هذا الذي يرجع الشعب / قرونا فيغدتي تحفه
أي عهد هذا الذي يجعل / الإسلام إثما يغض من كشفه
أي حكم هذا الذي نصره / الإقطاع يوحي لخبثه صلفه
أي معنى لصيحة الناس بالتمدين / حين البلاء ما خلفه
أي فخر ترجو فرنسا التي / ثارت على الظلم إن تعد هدفه
أي حق يخص من يهضم / الحق مصرا ويدعي دنفه
أي صدق هذا الذي أعلن / الكذب تبنيه واشتهى طرفه
أي رق هذا الذي غالب الرق / وقد مد خبثكم سهفه
أي عسف هذا الذي يدعي التقوى / وما زال فجره لطفه
أي بؤس يبز بؤسا عميم / الإثم فيما بغى وما اقترفه
أي حمد يصاغ من بعد / للعاهر يشقي ولم يسع اسفه
قد أباح التعذيب شرعا / فإن قلت ضحاياه زادنا لهفه
قيل هنىء بالعيد والهجرة / الشعب وذكره ليقتفي سلفه
الذي دوخ الجزيرة واعتز / كما اعتز شاعر وصفه
الذي لم يزل بأندلس الخضراء نشيد / لمجده عزفه
الذي أجفل البرنيز غذ أوشك / كالبرق يعتلي الشعفه
الذي نسله يزين إسبانيا / كما زان لؤلؤ صدفه
الذي ذكره أساطير للمجد / إذا ضاع لم يضع أنفه
الذي تفخر الفنون بما زان / كما ترتجي حمى كنفه
الذي قد بنى وشاد وكم جاد / وما عاب منصف شرفه
الذي وزع العدالة والنعمة / كالعلم فاغتدت شغفه
الذي خيره يكفر في التاريخ / عن شر كل من قذفه
الذي لم تزل قرونا لديه / نادمات الأحداث معترفه
الذي لم تزل حضارته سحرا / وسرا قد فات مكتشفه
الذي وحيه رحيق من الخلد / ينال الجنان من رشفه
الذي في خرائب ساهمات من / على الأطلس الذي انتصفه
الذي أنجبت به مورتانيا / حرة من أشاوس طرفه
الذي إن يغب ببطن الصحارى / لم يغيب خفاؤها صحفه
الذي يستعد بالصبر / واليقظة كالنور ماحيا سدفه
قلت حسبي والعيد ينضح / بالمأساة لعني مغامرا كسفه
ذاك أدنى من أن يلطف / أو ينعت حتى بشر ما اقترفه
ثم تهليلة لأزكى الدم الجاري / الذي صان كل من نزفه
عرفات يميد لو أنه يدري / وقبر بيثرب جنفه
جنبونا الأقوال في موقف / ضاع به كل غافل وقفه
ليس إلا تطويح شر / رؤوس يشعر البغي كونها خزفه
ليس غير السلاح ما يفهم / الغاصب سكران عابدا ترفه
ليس غير الكفاح في مهمه / الظلم صديقا لبالغ النصفه
ليس غير الثورات ما يرهق المستعمر / حتى يرى بها جدفه
قد سئمنا منه دموع التماسيح / فأدموع قدر ما ذرفه
أيها الغاضب الغشوم رويدا / رب سيل يحون من جرفه
مضحكات جعلت ما أرخص الدمع / وصورت بؤسهم غطفه
والجحيم الذي تلظى سلاما / ومجاري دمائهم طرفه
إن يوم الحسبا غير بعديا / لا تحقر من يومهم عجفه
سنة الدهر أيها الأحمق / المجنون يا من جنونه احترفه
ليس قتل الشعوب سهلا / وكم شعب غبين أدال من خسفه
ينجب الشعب في الملمات قرنا مستميتا / يهد من جزفه
ساخرا بالدعي يحسب الاستقلال / يهوي إذا الهوى حذفه
وسيوف الأنصار تلمع في / الشمس بلاء لسارق خطفه
ورصاص الأتباع يزأر / كالرعد وقد مد طارق زحفه
إبتدره إن شئت أو لا / فحتم مصرع الظلم فوق ما سلفه
ليس منا قال الحسود المعنى
ليس منا قال الحسود المعنى / ليس منا أعادها ليس منا
علم الله أنني لست من يرغب / في مثلكم ولا من تدنى
أيها السارق الحقير الذي / يزهى بمسلوب غيره مطمئنا
قد أتينا عبر المحيط لنلقاك فكان / البلاء ما قد رأينا
قد حسبناك ثروة أو تراثا / فوجدنا وشرّ ما قد وجدنا
الصغار الذي تدهور بالخلق / فشمنا الصغار معنى وعينا
والغرور الذي تضاحك منه / كل غر فقد شأى المين مينا
والخساسات وهي أشبه بالأدواء / طعما وبالجنايات لونا
إن يك الفن كل هذا / فإني لبريء مما تعدون فنا
إن أهلي في كل أرض بها الحق / عريق وباسمه تتغنى
اين أنتم منه جنيت / زنيمٌ جاحد يشبع المعانين منا
أين إحسانكم قلامة ظفر / أيها الحاسب الإساءة دينا
حظّك العمر في الدسائس والوعظ / خبيثا فبالخبائث تعنى
فلتهنّأ بها فإنك أولى / بالمخازي ودونها لا تهنا
وأنا ما أنا سوى الشاعر الملهم / بالحب والجمال المغنى
ومثاليّتي تناولت الكون فغنى / وبدل الكون كونا
إي نعم وهو إن يعد جنينا / ساد في الحلم قادرا واستكنا
ستراه الأجيال في مقبل الدهر / جنانافي عصرنا تتمنى
أتراني من بعد هذا أبالي / بالحسود الذي من الحقد جنا
وأخاف الهجاء يا أحقر / الخلق شعورا واضأل الناس ذهنا
أهملت شأنك الموازين يا فاجر / حتى عدمت في النبل وزنا
شاعر نافس التعالي بما / يحكي ويحكي القرود مغنى ومبني
الشباب العزيم شعر جميل
الشباب العزيم شعر جميل / يتمشى فيه المثال النبيل
من نشيد الإله رف بأحلام / تناهت فكل معنى اصيل
لا تلوموه إن طاش فلكم / طاشت نجوم وليس منها ذليل
قوة للحياة نور ونار ألهما / الكون فهو حر جليل
لا تخف يا شباب إنك بالحزم / كفيل إذا أبى المستحيل
لا تخف ليس غير روحك ما يب / قى وما قد عداه ظل يحول
فنيت حين ودّعتك الأماني / وهوت حين باعدتك الطلول
لست لولاك من رأى العيش عيشا / أنت روحي وليس عمري الطويل