القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد زكي أبو شادي الكل
المجموع : 35
عمرٌ ينقضي برشد وغىَّ
عمرٌ ينقضي برشد وغىَّ / وحياةٌ تشربت كلَّ حيّ
يا أخي أنت بعضُ نفسي فرفقا / لا نحاول إرهاق قلبي الأبى
أو تلمني على وفائي للحق / وذوِدي عن الغبين الشقي
ذا كياني وذا شعوري فما لي / حيلة في شعور قلبي الوفى
لم أكن من يغادر النيل لولا / ه طريداً وان اكن كالنبي
باكيا عزة الكنانة هانت / وتوارت كفنها العبقري
آسياً عانياً وقد حرّم الخل / ق عليه السلام في كل شئ
ألجموه وقيدوه وراحوا / يعلنون الفكاك أفظع غَىِّ
ربما كان لائمي من أفدي / ه بروحي كما أفدى بَنييّ
من تغربتُ كي أدوى بما ير / جو وقاسيت في كفاحي العتىّ
ترجمانا له وحيناً دليلاً / وحميما في بؤسه الأزلى
أقبل الرجمَ راضياً وهو يشكو / ني كأني غريم شعب غبيّ
فاته لاهياً جهودى وآلامي / دفاعاً عن حقه المنسى
وغدا سانداص نكاية حُسادى / وباغٍ بدا بثوب الولىّ
أنَّ طعنَ الحميمِ أقصى وأنكى / من شمات المضلل الجاهلي
وجحود الذي تخص به الحبَّ / لأمضى من كل داء عيى
سنوات خمس تكاد بها تم / ضى أماني المعذَّب المنفىّ
إن أكن قد ظفرت ف يجوى الطل / قِ بعمرٍ مجَّددِ ألمعىّ
ففؤادىِ مازال يبكى على قو / مي كحال اليهو والمبكىّ
لينا مثلهم وقد أصبحوا السا / دةَ في الدار والغنى السرمدىّ
حينما نحن يرشق الحرّمنا / يده عابثا بكل فرىّ
إن هَدمَ الأهرامِ أهونُ عُقبى / من زوال التضامن الوطني
مرحبا بالمِنافسِ الفاتكان
مرحبا بالمِنافسِ الفاتكان / بالآله الجديد ذى الَهيلمانَ
مرحباً مرحباً لقد أعلن الحر / بَ على الفكرِ بل على الأديانِ
وأذلَّ الجباهض من تحت نعلي / ه وقد عدها من الديدان
بل تأذىَّ من أن يدنس نعلي / ه بها ياله شرَّ جَانِ
وكأنَّ الذي جناه عليها / من هوانٍ تشريُفها في الهوانِ
أيُّها الحاكمُ العتُّى ترَّفق / أنتَ تلهو بُجثَّةٍ للزمان
وتذيق الردى رعاياك قسرا / في جنونٍ يا للجنونِ الأناني
غمر العلمُ كلَّ عصرٍ تقضىَّ / بجديدش الثورات والطوفان
ما تبقَّى إلاّ معالم آثا / رٍ ولم ينقرض سوىَ كل فان
أي بعثٍ لما انتهى الناس منه / باندثار الدفين والدّفان
ما مضى فات غيرُ وحى نبيلٍ / من فنونٍ ومن نُهى الفنَّان
أين منه الأغلالُ تُلقىَ جزافا / فوق رأىٍ وفوق حُرٍ يُعاني
أيها الشرق كنت فَجراً صدوقا / للنبوَّاتِ والنُّهىَ والأمان
كيف أصبحت بالحروب وبالظل / م وبالرَّق وَصمةَ الإنسان
رّبما كنت عاجزاً عن جوابيِ / تتلظى في ضاحك النيران
غلاسائل نيرون شعبٍ ذليل / فهو أدرى بُمعجزِ الأزمان
يا أخي نعمة شكرتكَ نُعمَى
يا أخي نعمة شكرتكَ نُعمَى / تُسعد الموسرينَ والمعدَمينا
أخرستني الهمومث وهي ضوار / ناهشاتٍ قلباً وفياً طعينا
علمَ اللهُ لستُ أنساك عمري / كيف أنسى الضياءَ والياسمينا
كلما سَقسقت يراعتيَ الحرَّ / ى أرادَ الشقاءُ ألاّ تُبيناً
ليتني كنتُ في جواركَ صدَّا / حاً بما صُغتهُ هُدىَ الملهمينا
ليتني ليتني فإنِّى في الهمِّ / رفيقُ الآلامِ دَيناً ودينا
وبوسعي لو أنني غيرُ من ت / رفُ أن أرتقىِ المحلَّ الأمينا
لستُ أشكو وإن شكوُت لأرضىَ / في حياة الجبانِ موتاً مَهينا
لستُ أرضى سوى الكفاح شعاراً / بعدَ ما حُكِّمَ الزعانفُ فينا
نِعمَ غَبنىِ إن كان براً بقومي / من يعش للأنامِ عاشَ غبيناَ
كنتَ طير الصباحِ والحلم في الَرا
كنتَ طير الصباحِ والحلم في الَرا / ح وعطراً مرنحا يا شبابي
كنتَ طيفِ الغرامِ بل سحرَره الها / مي يلبىَ تضرعي في عذابي
كنتَ رمز الحُبورِ والشدو والنو / ر تشُّق الظلام مثل الشهاب
كنتَ شعرَ الورود والناي والعو / دِ وفي خفةٍ كوثبِ الحبابِ
كنتَ عبدَ الجمالِ دون ابتذالٍ / حتى مضى فعفتَ التصابي
كنتَ كنزَ الحياة بل رغم آها / تي وحياتي من الأماني العذاب
كنتَ هذا وفوق هذا فماذا / قد تبقى سوى الندى والترابِ
سيدي الفارس المجلىّ أتأذَن
سيدي الفارس المجلىّ أتأذَن / بعد ترحيب شاعر لا يُمارِي
بحديثٍ أو قصةٍ لم تلقَّن / دون نُبل الحياةِ للأدهارِ
لم تُؤَّلف احداثُها أو تُدوَّن / في القراطيس أو على الأحجارِ
أو حكاها مُحِّدثٌ يتفنن / بل حكاها دمٌ ودمعٌ جارى
منك إلهامُها ومنى نشيدٌ / في ثناياهُ مُنتهى إكباري
وسعيدٌ من يصطفيك سعيدٌ / كاغتباط الأعشابِ بالأزهارش
واهتزازِ الجديبِ وهو شهيدٌ / لوفودِ الحياةِ في الأمطار
وازدهاءِ الخيالِ وهو شريدٌ / باقترانِ اللُّحونِ والأشعار
زعموا أنَّ مُرسَلاً بين قومٍ / يحصدون الروؤٍ للناس عُجباَ
لم يبالوا ربّاً ولم يعرفوا يو / ماً تجاه الأنامِ حُباً وقُربى
كم روؤسٍ كريمةٍ طوّحوها / ثمّ صارت لهم متاحف تُربى
فدعاهم الى الهداية لكن / صدفوا عنه كلما ازداد قُربا
وأخيراً من بعد لأىٍ مديدٍ / وعدوه بأنه سيلبَّى
سائلينَ السماحَ منه بصيدٍ / واحدٍ قبل أن يَعافوا الحربا
قال هل تقسمون ذلك عهدٌ / فأجابوا أجل لساناً وقلبا
قال سمعاً اذن سيآتي غريبٌ / في غدٍ فاقتلوه نحراً وصلبا
ثم جاء الغد المؤّملُ سحراً / مُفصحاً عن عجائبِ الأسرارِ
وتجَّلت فيه الطبيعةُ نوراً / كعروسٍ تختال بين الَّدراري
كُّل شيءٍ يوحُى حُبوراً وشعراً / للهدُاةِ التُّقاةِ والكفارِ
وإذا بالغريبِ يطفحُ بشراً / قادماً دون خشيةٍ أو عثار
فتهاووا عليه ضرباً ونحراً / وتغنوا غناء أهلِ الفخارِ
ثم ثابوا فأدركوا بَعدُ نُكراً / لا يُجارَى ولم تُبحهُ الضوارى
أي إثمٍ فكراً وصخراً / مثلُ قتلِ الصديق ثم افتخاري
قتلوه وقد تنكر سراً / ليفدى الورى من الأشرار
يا صديقي هذى حكايةُ دُنيا / شقيت بالطَّغاةِ والفجَّارِ
هي دُنيا لأهلنا لو ثوها / باقتناصِ الروؤس دون اعتذار
يقتلون النوابغ الصُّفو قتلاً / ويُبارون في أذى الاحرار
كم روؤسٍ عزيزةٍ دوخوها / ثم أحيوا الفوضى بعارٍ وغارٍ
ورايناكَ من يكافح دهراً / ككفاح المبشرِ المغوار
صائحاً نادباً تُقرِّعُ حيناً / وتُربِّى بعقلك الجبار
ويظل الأشرار في الإِثم غادي / نَ مضِّحينَ صفوةَ الأخيار
أي صديقي كفاكَ وعظاً ووعظاً / وحذارِ الفداءَ يوماً حذارِ
انما الناسُ بالشعور الأبى / وبروحِ الإخاءِ فرداً وشعبا
ما عرفنا التاريخَ في وصف حي / مَجَّدَ العابثينَ قتلاً ونهبا
أو شهدنا الإعجازَ وافى نبي / بين قوم آذوهُ ركلاً وضرباً
أو رأينا التحَّرر الذهبي / لعبيدٍ تأبونَ للفكرِ رَبَّا
أو سمعنا عن ضيعةِ العبقري / في بلادٍ تَرى الجهالةَ ذنبا
أو ذكرنا تفُّوقاً للدعى / في شعوبٍ علت جواءً وُسحبا
أو عرفنا حقَّاً طواهُ الرُّقى / أو دعاوى تصونُ زوراً وسلبا
ذاك تعليمك الشريفُ الزكي / ليس يَنساهُ أى حُرٍ تأبَّى
مرحبا بالكمىِّ عادَ إلينا / نحنث أولى بذهنهِ البتَّارِ
مرحباً بالوقار فكراً وعينا / نتملاه باسماً كالنهارِ
مرحباً بالشموخ لا يتدنَّى / مرحباً بالملاذ في الإعصار
مرحباً بالجلال لا يتسنَّى / مُذ تَمنَّى لحاكمٍ جبَّار
مرحباً بالأديب ينصر حقَّا / ملءَ آياتِ حكمةٍ واقتدارِ
مرحباً بالخطيبِ يَرقىَ ويَرقَىَ / بفنون للسمعِ والأبصارِ
مرحباً بالأبىّ يرفض رِقَّا / حين رَسفِ العتاةِ في الأوغارِ
مرحباً بالإمام غرباً وشرقاً / يا فؤادي ومرحباً يا شِعارِي
في الشتاءِ العويلُ والأشجانُ
في الشتاءِ العويلُ والأشجانُ / للألى هان حظهم منذ هانوا
بل فصولُ الحياةِ موتٌ معادٌ / تتساوى فكلُّها حِرمانُ
رُوِّيت من دموعهم زهراتٌ / ثم ماتت وضِّرج البستان
والعطورُ التي حباها ربيعٌ / أنكرتها الحياةُ والأكفان
بدِّدت في المحيطِ لغو أوضاعت / وأباهَا زمانها والمكان
كل ما حولهم وإن لجَّ بالمع / نىَ هراءٌ وكله بُهتان
لا مقاييسَ غيرُ ما يفرضُ الذل / وما يستبيحه الطغيانُ
عقهم كل ما رأوهُ ملاذاً / وانتهى في عقوقه الانسانُ
عَجبوا من وجودهم ومناهُم / بينما البؤسُ حَولهم طُوفانُ
خَجلت في النَّدى طيورٌ تغنَّت / فتغنت بحزنها الغدران
لم يُميَّز ربيعهم من شتاءٍ / في قلوبٍ إجدابُها ألوان
لم يخافوا موتاً وقد وَهَموا المو / تَ حياةً لمثلهم قد تُصانُ
وتناسوا لهم مقالاً وأذها / ناً بعهد تُعاقَبُ الأذهانُ
واستراحوا إلى التدهور واليأ / سِ كأنَّ الرجاءَ لصُّ يدَانُ
وأتى الفارسُ البشيرُ فلم يَح / فل بأنبائِهِ فتىً أو مكانَ
غَير فردٍ منهم هو الشاعرُ الثا / ئرُ في سجنه هو الفَّنان
هو من يعرف انطواءَ على النف / سِ إذا شاع في الهواء الدُّخانُ
وهو من يعرف الزئيرَ من القب / رِ إذا هَدَّمَ القبورَ الجبانُ
وهو في سجنه الأبُّى على السج / نِ فمنه السَّجينُ والسجان
وهو منهم في البؤسِ إن لم يكن من / هم اذا ما استعبدَ النُّهىَ الإذعانُ
قيل أبشر سيحضر المهراجا / عن قريبٍ ويضحك المهرَجَان
إنَّ تشريفهَ لنعمىَ عزيزٌ / أن تَرَاهَا وُكلُّها إحسانُ
وأَعدَّ الحَّكامُ للسيدِ القا / دم ما يفرضُ الرياءُ المزَان
من ضروبِ اللهَّوِ الغريبِ ولو أنَّ / الُمجِّلى من بينهم بهلوانث
كلُّ إتقانهم نفاقٌ وبتهانق / ومنهم ليخجل البهتان
لم يبالوا كم مُرِّغَ الشعبُ في الضي / مِ اذا داسَ رأَسه السلطان
هيأوا الخمرَ والقيانَ وَشَتَّى / من مخازٍ وُخوِدعَ الإيوان
يشمئُّز الجمادُ سراً من الرج / س إذا سَرَّ غيرهَ الإعلان
حينما الناسُ لم يبالوا من الزينات / شيئاً كأنهم عُميان
فإذا الشاعرُ المرَّجبُ فيهم / يتلظى كأنه البركان
قال ياقوم ما القنوطِ بمجدٍ / للعزيزِ النهُّىَ ولا النسيانُ
اصفعوا الغاشمَ الأنَاني واقضوا / في دَعَاوى يُقيمها الشيطانُ
وأتى الموكب المفَّخمُ والرَّاجا / فخورٌ كأنه الديانُ
وانتفاخُ الأوداجِ والصدر والبط / نِ جبالق خلالها القيعانُ
وائتلاقُ الحلِّى غَطَّينَ قَزماً / شررق للنفوسِ لا طَيلسانث
وإذا الناسُ بالمصابيح مُوفُو / نَ كأنَّ النهارَ لا يُستبان
وإذا الشاعر المقَّدمُ حُكمٌ / ساخرٌ فوق ما عَناهُ العِيانث
قال ذاك الطاغوتُ من أنتض ما مع / نى مصابيحكم أهذا جَنانُ
أم جُننتم أينَ الحفاوهُ منكم / أيلاقى التَّفضُّل النُّكرانُ
فأجابَ الفنانُ إنيّ أنا الشا / عرُ فيهم وإنني التَّرجمان
كيفما كانت الخطوب الدَّواهي / أنا قلبٌ ومسمعٌ ولسان
هم دَمىِ من بهم أعُّز ومنهم / يُستُّمد الإلهام والإيمان
إن يكن ذلك القنوط احتواهم / فهو بي حُرقةٌ وبي نيرانُ
وهو من بَدَّل البكامَة إفصا / حاً فعافت قيودَها الأوزان
لم نجئ أيها المؤمَّرُ فينا / كالضحايا تنالها الأوثانُ
إنما هذه المصابيحُ أدَّت / غايةَ السُّخرِ إن يُغلَّ اللسانُ
للذى لا يرى رعاياه في البؤ / سِ فماتوا به مِراراً وعانوا
ثم دوَّى المكانُ من غضبهِ الرَّاجا / وكادت تُهدَّمُ الاركان
وقضى الشاعرُ الوفُّى غريباً / يصحب النفىَ ما له شُطآنُ
ثُمَّ وَلِّى جيلٌ وجيلٌ فسادت / ثورةُ الشعبِ وانقضى الصولجانُ
خَطرت آسيا بعيدِ أبيها
خَطرت آسيا بعيدِ أبيها / رَغم بُؤسٍ يَعُّضها وجراحِ
وتغنت بِحبِّهِ وتَناسَت / بُرهةً عالم الأذَى والنُّواحِ
وأذابت من ألف ليلة نج / واها ومن حافظٍ على الأقداحِ
وأرادتَ تَخصُّهُ بالهدايا / من مُتاحٍ لها وغير متاحِ
كم نجومٍ لها تألَّقُ بالوح / حىِ ابُوداً لخاطرٍ لماح
كم غناء بجوِّها يُعشقُ / الدهرَ خليقٍ بعيده الصداحِ
كم نفيسٍ بأرضها ظلَّ / مستوراً حَرىٍّ بهذه الأفراحِ
كم لآلٍ ببحرِها هي أولى / بهواهُ من ضولجٍ أو وشاحِ
كم كنوزٍ تضُّم آثارها الفخ / مةُ يلمحنَ في شروق الصباحِ
كلُّها تَشتهى وفوداً إلي / ه بحنين القلوبِ والأرواحِ
كل هذى وغيرُ هَالم تَجدَها / آسيا رمزَ نشوةٍ وانشراحِ
لم تجدها كفؤاً لمعنى اله / دايا أو لمعنى حَوته غير مُباحِ
للذى ظلَّ في كفاحٍ يُعليِ / يها وما زال في أمرِّ الكفاحِ
دائبا يشتهى لها وحدةَ الم / جدِ بعلمٍ يُعُّز قبلَ السلاحِ
فانطوت فوقَ لوعةٍ في نُهاهَا / بِدعاءٍ له وفوقَ الجراحِ
سألوني لم ارتحلتَ كأني
سألوني لم ارتحلتَ كأني / لم أجبهم بسيرتي نصفَ قرنِ
شادياً بالطليقِ من شعريَ الباكي / أغنى لمجدِهم ما أغنى
وحياتي لعِّزهم في كفاحٍ / ككفاحِ الشُّعاعِ في وسطِ دَجن
مُثل لن تُحدَّ نَوعاً وعداً / كنجومِ السماءِ في كل فنِ
وتَبَّلغتُ بالعذابِ وبالبؤسِ / مراراً وكل حظى التجَّنى
وكأني وَحدِي المسئُ بإحسا / ني لعصري أو أنه لم يَسعني
ما كَفاهُم أنِّى أعاني وجودي / في وُجودٍ بقاؤه مَحضُ غَبنِ
ما كَفاهُم أني أواصلُ ليلى / بنهاري لأجلهم وسطَ من
ما كفاهم أني أضحى بروحي / حينما عزَّ من يُضحَّى ويُغنى
ما كفاهم أني تناسيتُ نفسي / فوق نسيانهمُ حقوقي وأينى
ما كفاهم أنى لهم ذلك الرا / ئدُ يشقى كالراحِ في أسرِدنِّ
ما كفاهُم أني ارتضيتُ شقائي / لي جزاءً ويهدمون وأبنى
ما كفاهُم هذا وهذا فنادوا / بعقوقي وما رَعَوا حق سنِّى
ثم حالوا بين المثاليِّةِ العل / يا لفكري وبين سعيى وبيني
فترَّحلتُ حيثُ يحُترمُ الاحرا / رُ وحيثُ الهواءُ طلقٌ لذهني
وأظل الوفي رغمَ اغترابي / لبلادٍ ما غُيبِّت قطَّ عنِّي
هَدرٌ تلكمو الدماءُ الزكيَّه
هَدرٌ تلكمو الدماءُ الزكيَّه / إن نسيتم تحريرَ مصر الشَّقيه
أى معنىً لتضحياتٍ إذا ما / غُيِّبت في الرمالِ دونَ رويَّه
أحسبتم أوطانكم غُيِّبت عنكم / وكيفَ الغنى بدنيا زَريَّه
أنقذُوها هذى البطولةُ لا الحربُ / وتكفى ويلاتنا المنسيَّة
قد تولىَّ الإقطاعُ تقطيعَ أمجادٍ / تغنَّت بها وذكرى غنَّيه
وتولَّى إمحالها وتولَّى / باسم كافور خزيَها في البريَّه
لا تقولوا غداص فقد ينصف اليو / مُ شعوباً بأمره مَعنَّيه
حينما يَسخرُ الغدُ المتواني / من شعوبٍ للذُلِّ تبقى وَفيه
خسئَ الظالمونَ يبغون أن / يَشروا شعورَ الإباءِ والوطنيه
فالطموهُم برتبةٍ ووسامٍ / إنَّ ألقابهم معانٍ دنيَّه
واعرفوا مجدكم نقاوةَ عرضٍ / وفداءً لمصرنا الأبدية
زَعمَ الظالمونَ أنكَّمو صرتم / عبيداً لهم وِبئسَ الفرِيَّه
وأعادوا حكايةَ الرشوةِ الكبرى / وباهوا بهذه العبقرية
علموهم إذن دروساً لكم تب / قى على الدهر عن نفوسٍ ابيَّه
علموهم بالسيف والمدفع المصقعِ / لا باللسان والألمعيَّه
قد تمادى الفسادُ واستعبدَ / الخلقُ فناجوهُ بُكرةً وعشيَّة
من سواكم إذن لإنقاذ أهليكم / وردِّ الأَذَى ودَفعِ البليَّه
قال لي الحب كيف تعزف عنّي
قال لي الحب كيف تعزف عنّي / أحسبت الحياة محض التمنّي
قلت هيهات أن أفوتك طوعا / أنت كنزي بل أنت روحي وفنّي
كل ما تشتهيه أعطيه سمحا / غير بيعي استقلال قلبي وذهني
اين تلك التي ائتمنت على الكن / ز لتبني لك الذي عشت أبني
التي تعرف الجمال بشدوي / وتغني لك الذي قد أغني
والتي تنشد الصباحة الظر / ف بفني ولا تبالي بسني
والتي في الحبور تلقى بقلبي / منبعا زاخرا له فاض عني
والتي في الهموم تلقى همومي / باسمات لها كأن لم تنلني
والتي إن سقمت بددت السق / م من عطفها المطمئن
والتي لا ترى وفيا يفدى / أو حريا بها وعني يغني
والتي لا تخون عهد ولائي / إن يبعني الأنام أو إن يخني
والتي تزدهي بما أنا مشد / للورى حين أسرفوا في التجني
والتي سخرها بكل زنيم / راح يغتابني ولوعا بطعني
والتي ترجع السهام ثقابا / أو هشيما وقد تبدت مجني
والتي وحيها مثاليتي الكب / رى ووحيي جمالها ملء عيني
والتي لا ترى التجاوب غبنا / لسناها وإن يكن محض غبن
والتي تغتدي كتوأم نفسي / وتعالت على سؤال ومن
إن تراءت فإنني عندها أعطي / جميع الذي تمنّته منّي
وإذا صرت عبدها قلت للده / ر طروبا بالله دعها ودعني
ما شكاتي من الأنام عداء
ما شكاتي من الأنام عداء / أنا منهم فما عدائي لنفسي
هي عتب المحب مهما قسا العت / ب فما يأسي الأليم بيأس
ليس سخطي سوى تشوق وج / داني لإصلاحهم وإيثار حسي
كم سفيه ينالني وأنا الحا / ني على روحه بروحي وأنسي
وعقابي له يلاحقه الصف / ح ويا ربما أعاقب نفسي
إسألوا الشاحب القمر
إسألوا الشاحب القمر / واسألوا الدامع الزهر
واسألوا النجم حائرا / واسألوا الشمس في حذر
واسألوا النور باهتا / خائفا ما له مقر
واسألوا النهر واجما / كل موج له عثر
واسألوا الحب بعد ما / فاته القوس والوتر
واسألوا الحسن خاشعا / بعد ما تاه أو أمر
إسألوهم عن الذي / أرعش الروح والحجر
كيف قد غاله الردى / فجأة غادرا وفر
أترى كل ذنبه / أنه شاعر شعر
أنه شع أنسه / في مجالس السمر
أنه نغم الأسى / أنه طارد الضجر
أنه أبدع المنى / مثلما أبدع الصور
أنه داعب الهوى / والهوى كله خطر
أنه أنقذ الورى / من شرور ومن شرر
انه اشكر النهى / وهو من همه سكر
أنه أنضر الربى / حينما صوح الشجر
أنه أنتج الجنى / في دنى النحل والبشر
أنه صاغ شعره / من دموع ومن فكر
أنه زف مطربا / ما تسامى وما ندر
أنه كان طبة / فوق طب ومختبر
أنه عاش دائما / ضاحكا يهزم الكدر
أنه كان شعلة / من ذكاء وكم بهر
لم تفته أصالةٌ / إن يكن فاته الوطر
يا صديقي وكم زها / من وفائي وكم فخر
نعيك المر وقعه / وقع طود إذا انفجر
أيّ ثأر لعاشق / فاته الحب إن ثأر
ليس سخطي ولوعتي / ليس دمعي الذي انهمر
ليس زهدي بحاضري / بعد فقدان ما عبر
ليس سخري بعالم / في غباواته انتصر
ليس هذا وغيره / من حطامي الذي انتثر
من فؤادي الذي هوى / في جحيم من الغير
من تباريح ثورتي / حينما خاطري استعر
بالذي يرجع المنى / واثبات من الحفر
ليتني إيه صاحبي / لم يطل غربتي الحذر
ليتني كنت سابقا / ليتك الخالد الأبر
راثيا أنت لا أنا / حظنا في يد القدر
نحن في عالم به / أسعد الناس من غفر
كلنا دون ذرة / من هباء ون مطر
لم نخيّره وإنما / ندّعي الخبر والخبر
ليس لي غير خمرة / من جراح ومن عبر
هيا إلى السماء هيا
هيا إلى السماء هيا / وانشر جناحيك كالشراع
نافس الشمس في علاها / لم تهوي إلى البقاع
يا مليكا على الطيور / كيف مرقاك فوق غصن
ليس هذا الجثوم أهلا / لك في عزة وحسن
لم ترنو إلى الثرى / عابسا ساخط النظر
حينما فسحة السماء تدعو / راقيا عالم البشر
حينما نحن قابعون ذلا / في هشيم وبين عشب
فارتفع يا مليك وارحل / في معاليك بين سحب
عندها عندها سنزهى / يا صغار بعزتك
نمدح المجد فيك أنت / يا مليكا بصولتك
فاعطنا نحن عاشقيك / فرصة تطرد الوجل
من عيون لنا أهينت / مضها الخوف والخجل
وأجز تركنا حمانا / فهو مثوى لنا حقير
كي نسلى بنور شمس / بعد عيش لنا أسير
إنسنا زمرة الأداني / في تعاليك للسماء
فنرى المجد يا مليك أنت / ونغني لك الثناء
أعرفت الحنين في الأرض للشم
أعرفت الحنين في الأرض للشم / سِ مقيما يحس خفقا ونبضا
أعرفت الحنين للقمر الدائر / كالطفل حولها ما تقضى
هي أمي وذاك أول طفل / أنجبته ولم يزل غضا
شاب في البعد عن حماها / ولكن لم تكن قربه الحفيّ لترضى
أين حظي منها ومنك أجي / بيني فإني أطوف لهفان أيضا
إرفيني إلى سمائك حتى
إرفيني إلى سمائك حتى / لا أرى في الوجود إلا الجمالا
أرهقت عزلتي عمرا / رغم إبداعي السنا والخيالا
وتراءيت في سمائك إلها / ما وحبا ونعمة تتلالا
فتعلقت بالأشعة من حو / لي وناشدت حولك الآمالا
سامحتني الأرض التي كم حبتني / إذ رأتني بنشوتي مختالا
سامحت لفتتي إليك لأني / فيك آمنت بالإله تعالى
واهم من يرى الحياة بلا حب / حياة ويضرب الأمثالا
فمآل التقشف المتناهي / كمال الفتون حالا وحالا
لا قيود الورى ولا العرف يجدي / إن أبى الحب أو أراد المحالا
إن تعالى بي السنون فإني / كالنبيين دائما أتعالى
وكأني كالكون ما شاب بالرغ / م من الدهر إن يشب أجيالا
أي فن سأخلق الآن من بع / د بلوغي بقربك الإجلالا
قال ي الدهر سوف تأتي بإعجا / ز فصبرا وسوف تحيا مثالا
سوف تعطي الورى الذي أنت تعطي / من سناها محققا ما استحالا
أنا مثالك المغني الذي ير / سم ألحانه وإن قيل غالي
بات شعري وبات رسمي وما أج / هل معنى حبوت أو تمثالا
ذاك فني في ظلك الضا / حي سينمو ومجده يتوالى
وإذا متّ عاش يسخر بالمو / ت قريرا ويلهم الأجيالا
أربعاء الرماد يا عيد أحزا
أربعاء الرماد يا عيد أحزا / ني ويا رمز حرقة الإنسان
فيك ذكرى لنكبة ولنص / ر ومزيج الإيمان والكفران
ليس هذا الرماد من سعف الن / نخل رمادا وإنما وجداني
إن ماضيّ ماثل فيه والحا / ضر أيضا ومقبلي المتداني
المسيح النبيل بارك ما / فيه من الوجد والرؤى والمعاني
أتركوني يا قوم أركع في / همي خشوعا لهذه الصلبان
إن أكن مسلما فقلبي / حوى العالم طرا كخالق الأكوان
فلسفات الحياة ليست / لدين واحد بين سائر الأديان
إنها الحس بالمآسي / وتفسير وجود موزع حيران
من تراب نشأت ثم إلى / الترب مآلي كتائه ظمآن
وأنا السائح الشريد الذي / ينعم في بؤسه العني الجاني
ذكروني نعم هنا ذكروني / بانتصاري العظيم ثم امتهاني
وغرور الحياة والخلق والدن / يا مشاعا في روح هذا الزمان
ليس يبقى سوى الجمال سوى ال / خير سوى الحب في الوجود الأناني
أرشد الله أمة الإسلام
أرشد الله أمة الإسلام / إن تدم في عبادة الأصنام
كلما هزّها الصلاح لخير / نبذته بحجّة الإسلام
أي معنى لكل هذي الدعاوى / غير معنى الدمار والألغام
بثها الجهل والحماقة بثا / في طريق الإصلاح والإقدام
لست أدري والله أيهما أنكى / أبطش المستعمر المتعامى
أو بنوها اللصوص من أوغلوا / ظلما وباهوا بالعسف والإجرام
أم ملوك لها صعاليك في الخل / قِ مفاليك في نهى الحكام
لست عبد الألقاب سيان عِن / دي ملك خس أم رئيس حرامي
ربما كان مالك العرش فَر / داً وادعا مثل أصدق الخدام
والذي عده الجماهير منهم / طاغيا ناهبا حقوق الأنام
ما أباح الإسلام صولة جَب / بار ولا دعوة لغير السلام
ما أباح الإسلام أن يجعل الد / دينُ ستارا للكيد أو للخصام
ما أباح الإسلام وهو ضياء ال / فكر تصويره نصير الظلام
ما أباح الإسلام وهو إمام ال / عقل إلا الحجى وعيش التسامي
ما أباح الإسلام من ناصر ال / علم حياة للجهل والأوهام
ما أباح الإسلام من قدس ال / مرأة حسبانها من الأنعام
ما أباح الإسلام من حرر ال / الإنسان ذل الجباه والأفهام
ما أباح الإسلام داعي التآ / خي عنجهيات أهله الأقزام
ما أباح الإسلام وصمة أه / ليهِ بضيم العبيد والأغنام
ما أباح الإسلام هدم ترا / ثٍ شيّدته عباقر الأحلام
بل أباح الإسلام أن يشنق ال / هدامُ جهرا وشيعة الهدام
كم زعيم مسخّر شرفه
كم زعيم مسخّر شرفه / بات أقصى خلاصه تلفه
لم تخنه سلامة مثل ما / خانته طباع بالغدر مؤتلفه
لا تقولوا تزين عثنونه / الطيبة بل خبروه من نتفه
يعرف العد للحمير حواليه / كما عد فاخرا أكفه
حاسبا ستر عورته المال / الذي في جموعه خصفه
الذي يذبح الخراف ضحايا / وهو أولى يذبح من عرفه
أي عيد هذا الذي يرجع الشعب / قرونا فيغدتي تحفه
أي عهد هذا الذي يجعل / الإسلام إثما يغض من كشفه
أي حكم هذا الذي نصره / الإقطاع يوحي لخبثه صلفه
أي معنى لصيحة الناس بالتمدين / حين البلاء ما خلفه
أي فخر ترجو فرنسا التي / ثارت على الظلم إن تعد هدفه
أي حق يخص من يهضم / الحق مصرا ويدعي دنفه
أي صدق هذا الذي أعلن / الكذب تبنيه واشتهى طرفه
أي رق هذا الذي غالب الرق / وقد مد خبثكم سهفه
أي عسف هذا الذي يدعي التقوى / وما زال فجره لطفه
أي بؤس يبز بؤسا عميم / الإثم فيما بغى وما اقترفه
أي حمد يصاغ من بعد / للعاهر يشقي ولم يسع اسفه
قد أباح التعذيب شرعا / فإن قلت ضحاياه زادنا لهفه
قيل هنىء بالعيد والهجرة / الشعب وذكره ليقتفي سلفه
الذي دوخ الجزيرة واعتز / كما اعتز شاعر وصفه
الذي لم يزل بأندلس الخضراء نشيد / لمجده عزفه
الذي أجفل البرنيز غذ أوشك / كالبرق يعتلي الشعفه
الذي نسله يزين إسبانيا / كما زان لؤلؤ صدفه
الذي ذكره أساطير للمجد / إذا ضاع لم يضع أنفه
الذي تفخر الفنون بما زان / كما ترتجي حمى كنفه
الذي قد بنى وشاد وكم جاد / وما عاب منصف شرفه
الذي وزع العدالة والنعمة / كالعلم فاغتدت شغفه
الذي خيره يكفر في التاريخ / عن شر كل من قذفه
الذي لم تزل قرونا لديه / نادمات الأحداث معترفه
الذي لم تزل حضارته سحرا / وسرا قد فات مكتشفه
الذي وحيه رحيق من الخلد / ينال الجنان من رشفه
الذي في خرائب ساهمات من / على الأطلس الذي انتصفه
الذي أنجبت به مورتانيا / حرة من أشاوس طرفه
الذي إن يغب ببطن الصحارى / لم يغيب خفاؤها صحفه
الذي يستعد بالصبر / واليقظة كالنور ماحيا سدفه
قلت حسبي والعيد ينضح / بالمأساة لعني مغامرا كسفه
ذاك أدنى من أن يلطف / أو ينعت حتى بشر ما اقترفه
ثم تهليلة لأزكى الدم الجاري / الذي صان كل من نزفه
عرفات يميد لو أنه يدري / وقبر بيثرب جنفه
جنبونا الأقوال في موقف / ضاع به كل غافل وقفه
ليس إلا تطويح شر / رؤوس يشعر البغي كونها خزفه
ليس غير السلاح ما يفهم / الغاصب سكران عابدا ترفه
ليس غير الكفاح في مهمه / الظلم صديقا لبالغ النصفه
ليس غير الثورات ما يرهق المستعمر / حتى يرى بها جدفه
قد سئمنا منه دموع التماسيح / فأدموع قدر ما ذرفه
أيها الغاضب الغشوم رويدا / رب سيل يحون من جرفه
مضحكات جعلت ما أرخص الدمع / وصورت بؤسهم غطفه
والجحيم الذي تلظى سلاما / ومجاري دمائهم طرفه
إن يوم الحسبا غير بعديا / لا تحقر من يومهم عجفه
سنة الدهر أيها الأحمق / المجنون يا من جنونه احترفه
ليس قتل الشعوب سهلا / وكم شعب غبين أدال من خسفه
ينجب الشعب في الملمات قرنا مستميتا / يهد من جزفه
ساخرا بالدعي يحسب الاستقلال / يهوي إذا الهوى حذفه
وسيوف الأنصار تلمع في / الشمس بلاء لسارق خطفه
ورصاص الأتباع يزأر / كالرعد وقد مد طارق زحفه
إبتدره إن شئت أو لا / فحتم مصرع الظلم فوق ما سلفه
ليس منا قال الحسود المعنى
ليس منا قال الحسود المعنى / ليس منا أعادها ليس منا
علم الله أنني لست من يرغب / في مثلكم ولا من تدنى
أيها السارق الحقير الذي / يزهى بمسلوب غيره مطمئنا
قد أتينا عبر المحيط لنلقاك فكان / البلاء ما قد رأينا
قد حسبناك ثروة أو تراثا / فوجدنا وشرّ ما قد وجدنا
الصغار الذي تدهور بالخلق / فشمنا الصغار معنى وعينا
والغرور الذي تضاحك منه / كل غر فقد شأى المين مينا
والخساسات وهي أشبه بالأدواء / طعما وبالجنايات لونا
إن يك الفن كل هذا / فإني لبريء مما تعدون فنا
إن أهلي في كل أرض بها الحق / عريق وباسمه تتغنى
اين أنتم منه جنيت / زنيمٌ جاحد يشبع المعانين منا
أين إحسانكم قلامة ظفر / أيها الحاسب الإساءة دينا
حظّك العمر في الدسائس والوعظ / خبيثا فبالخبائث تعنى
فلتهنّأ بها فإنك أولى / بالمخازي ودونها لا تهنا
وأنا ما أنا سوى الشاعر الملهم / بالحب والجمال المغنى
ومثاليّتي تناولت الكون فغنى / وبدل الكون كونا
إي نعم وهو إن يعد جنينا / ساد في الحلم قادرا واستكنا
ستراه الأجيال في مقبل الدهر / جنانافي عصرنا تتمنى
أتراني من بعد هذا أبالي / بالحسود الذي من الحقد جنا
وأخاف الهجاء يا أحقر / الخلق شعورا واضأل الناس ذهنا
أهملت شأنك الموازين يا فاجر / حتى عدمت في النبل وزنا
شاعر نافس التعالي بما / يحكي ويحكي القرود مغنى ومبني
الشباب العزيم شعر جميل
الشباب العزيم شعر جميل / يتمشى فيه المثال النبيل
من نشيد الإله رف بأحلام / تناهت فكل معنى اصيل
لا تلوموه إن طاش فلكم / طاشت نجوم وليس منها ذليل
قوة للحياة نور ونار ألهما / الكون فهو حر جليل
لا تخف يا شباب إنك بالحزم / كفيل إذا أبى المستحيل
لا تخف ليس غير روحك ما يب / قى وما قد عداه ظل يحول
فنيت حين ودّعتك الأماني / وهوت حين باعدتك الطلول
لست لولاك من رأى العيش عيشا / أنت روحي وليس عمري الطويل

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025