القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو المحاسن الكربلائي الكل
المجموع : 23
أشرقت منك في الوجود ذكاء
أشرقت منك في الوجود ذكاء / فجلا حالك الظلام الضياء
درة عن سنائها قد تشظى / صدف الفيض فاستضاء السناء
يا إماماً سما مقاما علياً / قصرت دون شأوه الجوزاء
هل نجوم السماء إلا صفات / لك زينت بزهرهن السماء
لك ذات قد أبدع الله فيها / صنعه وهو صانع ما يشاء
عبقت من أريجها نفحات / فاستطابت بنشرها الأرجاء
نفد اللفظ وانتهى كل معنى / ومعانيك ما لهن انتهاء
أنت أسنى علا وأسمى محلا / أن يداني صفاتك الإطراء
نزلت بالثناء آيات وحي / صادع في علاك منه الثناء
أنت في نعته إمام مبين / أحصيت في بيانه الأشياء
ملأ الله صدرك الرحب علماً / ضاق عن بعض ما حواه الفضاء
دل مكنونه على الغيب حتى / كشف الستر دونه والغطاء
من هداه السبيل كان ولياً / لك يا من ولاؤه الاهتداء
لا يجوز الصراط إلا محب / منك يعطى الجواز وهو الولاء
ولك الكوثر الذي منه تسقى / شبعة الحق والقلوب ظماء
عصمة الخائفين من كل هول / يوم لا عاصم ولا شفعاء
باب علم النبي خير البرايا / أنت وهو المدينة الفيحاء
عندك العلم وهو علم كتاب / سخرت طوع حكمه الأشياء
لم يكن عند آصف غير جزء / منه واستجمعت لك الأجزاء
يوم وافى بالعرش طرفة عين / وإذا الشام عنده صنعاء
أنت يا صنو أحمد منه كالضوء / من الضوء حبذا الأضواء
أنت وازرته وكنت أخاه / يوم عزت وزارة واخاء
كنت في ليلة الفراش وقاء / حين لم يلف للنبي وقاء
ثابت الجأش طامناً لا تبالي / وسيوف العدى إليك ظماء
بين فضلك الجلي ولكن / لا ترى الشمس مقلة عمياء
اتذكرت باللوى والكثيب
اتذكرت باللوى والكثيب / ملعب الريم والغزال الربيب
ام تذكرت بالشقيقة أيام / وصال وعهد حسن وطيب
وسرى عاطر النسيم فأهدى / لك طيب الحمى ونشر الحبيب
وليال قصرن أنساً فطالت / بعدها لوعة المحب الكئيب
كل ريم ساجي الجفون غزير / ومهاة نشوى اللحاظ لعوب
كلما افتر ثغرها وضح اللؤلؤ / في سلسل الشتيت الشنيب
ووشاح يعدي الفؤاد خفوقاً / فهو يلقى خفوقه بوجيب
ما على المانعين نيل لقاها / من وصال العفيف غير المريب
يستزير الخيال بلغة راض / من مواعيدها بطيف كذوب
وكفى بالتقى حجاباً إذا لم / تغن شيئاً صيانة المحجوب
قرّب الذكر دارها فالتقينا / ونعيم الهوى وصال القلوب
ليس يخشى على القلوب رقيب / والتلاقي عليه الف رقيب
حاز فيه النسيب بهجة حسن / فمن الحسن بهجة في النسيب
مثلما حازت المدائح فخرا / بمعاني الشهم الهمام النقيب
شرف القول في مديح أبي / محمود الماجد الشريف الحسيب
بالأغر الوضاح والسير الجحجاح / بحر السماح غيث الجدوب
في معاليه للقوافي مجال / يتسابقن في الفسيح الرحيب
ساد أشرافها بعلم وحلم / ومضاء ونائل موهوب
ضارباً بيت سؤدد طاول الأ / نجم ضافي رواقه المضروب
قابل السؤدد التليد طريف / فتحلى قديمه بالقشيب
وكلا السؤددين عال رفيع / قاصر عنه باع كل طلوب
نسب تشرق الشموس بنور / مستنير السنا له منسوب
قل لمن رام شأوه بعد النيل / ومنك العثار جد قريب
ان للمكرمات غيرك أهلا / حملوا عبئها بغير لغوب
ملكوا غاية السباق وفازوا / بمعلى قداحها والرقيب
يسمون الفعال ميسم حسن / ان وسمتم افعالكم بعيوب
وله في الندى بشر أنيس / دونه عزة الوقور المهيب
ويحل الوفود منه بربع / كمحياه بالنوال خصيب
ويكاد المحل من كرم الأهل / يلاقي الضيوف بالترحيب
نعم مستوطن الرجاء إذا ما / طوح اليأس بالرجاء الغريب
ما دعاه داعي المكارم إلا / كان عند الدعاء خير مجيب
المساميح عند بخل الغوادي / والمصابيح في ظلام الخطوب
هم شموس العلى نجوم المساعي / مالأقمار سعدهم من غروب
ما الذي تبتغيه منك العداة
ما الذي تبتغيه منك العداة / ومن الأسد في حماك حماة
طمعوا منك بالمحال فخابوا / وقصارى المطامع الهلكات
أقبلوا والرجاء طلق المحيا / ووجوه المنى لهم باسمات
وانثنوا عنك والفناء ينادي / فيهم أين يا جناة النجاة
ريثما بدل الرجاء ببأس / في قلوب طلاعها حسرات
واستطالوا ليجتنوا ثمر الفتح / فمرت عليهم الثمرات
بأساطيل خالها من رآها / انها حين تشرف الهضبات
يتمشين في ثياب جمال / هن فيه الكواعب الرافلات
من حديد ضفت دروع عليها / تتراءى كأنها حبرات
قبحت مخبرا على حسن مرأى / رب حسن حفت به آفات
فهي يوم الهياج نار جحيم / وهي في يوم سلمها جنات
سكنت جوفها ثعابين رمل / بسهام الردى لها نفثات
إذ تجول المدرعات الذواكي / كالمذاكي تبثها الحلبات
تسبق العاديات وهي جوار / غير ان الفرسان منها مشاة
تتلظى كانما في حشاها / قبسات الغرام والزفرات
وقفوا موقف النضال وصفت / سفن الحرب واستمر الرماة
لم تزل ترتمي صوالجها النار / كرات في اثرهن كرات
وبأقواس نارها ما أصابت / غرضاً بل اصيبت الراميات
تتقي الرمي بالدروع ولكن / ملوقتها دورعها السابغات
بعثت صيحة العذاب عليهم / حين صاحت قلاعنا المحكمات
اطلقوا نارهم فلم تغن شيئاً / وارتمت نارنا فكان الشتات
ذهبوا بين هارب وجريح / وغريق أودت به الغمرات
سفن اربع بخامس مارت / غرقت والرجال فيها مئات
لم يطيقوا الثبات في البحر لكن / بقرار الخضم كان الثبات
سكنوا من قرارة اليم داراً / فهنيئاً لأهلها الغرفات
لك يا اكثر الكرام ضيوفاً / كرم قد روته عنك الرواة
كل حيتانها عليك عيال / من لحوم العدا لها أقوات
ولقد زودت بخفي حنين / بعد شهر فخابت المسعاة
هدرت كالفنيق هدراً وعادت / والفتاة العذراء تلك الفتاة
تلك بكر على الفحول تسامت / وحمت خدرها المنيع الكماة
فهي ليلي بنت المهلهل عزا / وذووها الاراقم الحياة
لو سما خاطب لها بأبان / ضرجت منه أنفه الضربات
ان يمت منهم الرجاء انقطاعاً / فلك العيش بعدها والحياة
لك تاريخ مفخر يتجلى / ما تجلت نجومها النيران
خلد الذكر والثنا فهنيئاً / لك تلك المآثر الخالدات
حي يا برق برقتي اجياد
حي يا برق برقتي اجياد / واسق عهد الحبيب صوب عهاد
أو فكلها إلى دموعي تنهل / فتروى بها الربوع الصوادي
دمن قد عدت عليها من الد / هر على غرة الخليط عوادي
فاستقلوا بكل بيضاء تحميها / على العاشقين سمر الصعاد
وتغنت حداتهم يوم ساروا / سعدت غربة النوى بسعاد
من رأى قبلها ظباء كناس / تتهادى في ذمة الاسا
وشموساً طوالعاً في خدور / وغصوناً تميس في الابراد
بينهم غضة الشبيبة هيفاء / كغصن الاراكة المياد
ذات خد تكاد تندي رياض / الحسن فيه مطلولة الأوراد
ورد خد بورد ثغر فيا طيب / نعيم الرواد والوراد
يا ابنة الصيد ما لقومك لاجا / ز مغانيهم ملث الغوادي
تبعوا مسقط الغمام وفي وجهك / لا الغيث نجعة المرتاد
كل واد اقمت فيه خصيب / فلم استبدلوا بواديك واد
سعد البدو في جوارك حتى / حسد الحاضرون حظ البوادي
حسد الأعصر الخوالي لعصر / زانه بالكمال فضل الجواد
ماجد طيب الارومة طابت / بشذى ذكره اقاصي البلاد
فاضل كامل الصفات عديم / المثل والند واحد الآحاد
جوهر لاح بالغري سناه / مستنيراً كالكوكب الوقاد
قل لباغ احصاء غرّ مساعيه / اتحصى النجوم بالتعداد
يستطيل اليراع في كفه تيهاً / وفخراً على القنا المياد
ترجمان البيان ينصع منه / ببياض المعنى سواد المداد
مستنيراً كأنه مستمد / من أناسي أعين بسواد
وعد الدهر بالعجيب بنيه / فرأيناه صادق الميعاد
فشباب القريض بابن شبيب / عاد بعد الشيب خير معاد
أنت يا فارس البراعة جليت / ولثمت بالغبار جيادي
بمقال قيد الأوابد طبقت / به مفصل النهى والسداد
وبيان بديعه بمعاني الفضل / في منطق البلاغة بادي
وعقود هي القلائد حسناً / فائقات قلائد الاجياد
ومجال القياس قد ضاق حتى / ما اطقنا اطراء قس اياد
نفثة بابلية تملك السمع / ارتياحاً وتستخف النادي
قدرتها يد اللباقة في السر / د فاحكم بصنعة السراد
كسقيط الندى انسجاماً وقد / جادت بها فكرة كسقط الزناد
يا صفي العلى صفا بك عيشي / حين أصفيت لي زلال الوداد
أنا ما عشت شاكراً لك نعمى / نلت فيها أمنيتي ومرادي
طالباً للمزيد منك وأدهى / حيل المستزيد شكر الأيادي
دمت مستقبل السعادة حالي الحال / ماضي الشبا رفيع العماد
عطف الدل قده فتأود
عطف الدل قده فتأود / فانثنى الغصن وهو يثني على القد
ان روت بانة حديث التثني / فإلى قده المهفهف يسند
نفثت مقلتاه سحراً حلالا / في قلوب بشعر صدغيه تعقد
ما الذي ينقم العواذل في حب / مليح غض الشبيبه أغيد
أشقيق الخدود أم نرجس الأجفان / أم أقحوان ثغر منضد
ثعلي الجفون كم من قتيل / قد رماه بنبلهن فاقصد
رشأ ينتمي إلى العرب لكن / سيف الحاظه المراض مهند
عجباً للعيون تجرح لبى / ولها القلب بالملاحه يشهد
قد أراقت دمي وشاهد قتلي / خده الناظر الصقيل المورّد
يا كثير الصدود صل مستهاماً / ليس يقوى على جفائك والصد
واطف يا كامل المحاسن حر / الوجد في نهلة الرضاب المبرد
وارث يا ناعس الجفون لصب / ليله مثل حبه لك سرمد
ليت عينيك وهي تعدي سقاماً / برقاد تعدي الكئيب المسهد
كاد يقضي من الصبابة ولا / بشر يوم به تجلى محمد
ازهرت روضة البشائر فيه / وبها طائر المسرّة غرد
جاء والعيد مقبلين جميعاً / وكلا الطالعين سر وأسعد
قد زكا محتدا وقد طاب فرعاً / بوركت من فروع مجد ومحتد
ماجد تجمع المكارم فيه / فهو في جمعه المكارم مفرد
لو حكى واكف السحاب نداه / كان صوب الحيا نضارا وعسجد
ينظم الحمد في علاه ولكن / في الندى شمل وفره يتبدد
آل زين العباد أكرم آل / ورثوا الفضل اصيداً بعد اصيد
البهاليل ان تفاقم خطب / والمقاويل ان تجمّع محشد
علماء جاؤا بفصل خطاب / ارأيت السيوف حين تجرّد
في سماء العلاء لاحوا بدوراً / مشرقات ضياؤها يتوقد
نعم مستعصم الأنام حسين / فبه ايدت شريعة أحمد
وبه مهدت قواعد شرع / إذن الله فيه ان يتمهد
شيد الدين فاستقام وما ان / يستقيم البناء مالم يشيد
طوق الله خلقه طوق نعمى / حين اضحى بها الامام المقلد
علم الرشد والهدى مستقيم / أيها المهتدى هلم لترشد
وعلي العلاء نعم المحامي / بشبا عزمه ورأي مسدد
قاد صعب العلا فاسلس طوعاً / في يديه منه زمام ومقود
أيها المبتغي نظير علي / خلنا من طلاب ما ليس يوجد
ان تقل ليث غابة قلت اجرى / أو تقل غيث مزنة قلت اجود
أيها الراكب المرحل في السير
أيها الراكب المرحل في السير / نجاة من المهارى وخودا
قل لأحبابنا الكرام علينا / ان نسيتم فما نسينا العهودا
ما منعنا القلوب الا سلواً / عنكم والعيون الا هجودا
طال ليل النوى علينا ادكارا / لزمان لنا تقضى حميدا
يطفيء الماء كل نار ونار / الشوق تزداد بالدموع وقودا
ان يدم بيننا ولا دام بين / لم نجد في الزمان عيشاً رغيدا
كاد يقضي الاسى عليّ لبعد / الدار لولا تعللي ان اعودا
أترى من أحب ينجز وعدا
أترى من أحب ينجز وعدا / في الهوى أم تراه يحفظ عهدا
برّح الوجد في الفؤاد ولولا / حبّه ما شكا فؤادي وجدا
نام عن ليل مغرم تيمته / صبوة تكحل النواظر سهدا
فإذا رمت نيله صدّ بخلا / وإذا رمت قربه زاد بعدا
جهدت في الهوى أماني نفسي / والأمانيّ تعقب النفس جهدا
قلت ان الغزال يأنس وصلا / فتمادى به النفار وصدّا
وتأملت ان للغصن عطفاً / بالمعنى فمال عني قدّا
ظمأى للشّراب لاقى سراباً / لامعاً يضرم الجوانح وقدا
ورد القلب في هواك عذاباً / أيها المانعي من العذب وردا
يا رياض الخدود دمت وان لم / يجتني الطرف من رياضك وردا
ذقت مرّ الصدود منك مراراً / فاسقني مرّة من الرّيق شهدا
صبوتي في الهوى وحسنك كل / منهما جل وصفه ان يحدّا
ان يفق حسنك الملاح فاني / فقت أهل الهوى غراماً ووجدا
ما على القلب ان يهيم غراماً
ما على القلب ان يهيم غراماً / عند تذكاره الفتاة الرّودا
من لمى ثغرها شفاء غليل / الصب لو تسمح الشّفاه ورودا
ان مشت فهي بانة أو تغنت / فهي ورقاء روضة تغريدا
تستخف الحليم شوقاً ووجداً / أو يعود الحليم صبّاً عميدا
أوقدت نار صبوتي وجنتاها / فهي تذكو من وجنتيها وقودا
اسرت مهجتي مليكة حسن / بعثت لي من الجمال جنودا
نصرتها جفونها بانكسار / فهي تستأسر الرّجال الصيدا
من يحاذر لقاء حمر المنايا / فليحاذر تلك الجفون السّودا
اغربت صنعة الملاحة فيها / فحوت في الملاح حسناً فريدا
فلأحداقنا حدائق حسن / تزدهي كل ناظر ان يرودا
فكأن المدام في وجنتيها / عصرت فاستعارت التوريدا
فاجتلينا الخدود منها كؤوساً / ورشفنا الكؤوس منها خدودا
هي شمس الضحى سناً وسناء / وهي ريم الفلا جفوناً وجيدا
قدها الغصن والعقود زهور / من رأى قبلها الزهور عقودا
وعلى خصرها يجول وشاح / كل قلب به اغتدى معقودا
كم غزتنا بعسكر من جمال / عقدت شعرها عليه بنودا
لطفت وجنة ورقت اديماً / وقسا قلبها فصدّت صدودا
عجباً للجمال وهو بديع / كيف اضحى من الجناس بعيدا
ارسلت وارداً من الفرع جثلا / وعقاصاً اثيثة وجعودا
وليالي الفروع وهي طوال / سهدتني شوقاً لها تسهيدا
ولكم قيدت سلاسل ذاك / الفرع من جن بالهوى تقييدا
لك يا ربة الملاحة حسن / لك يستخدم الحسان الغيدا
غرّدي بالهنا فطائر أنسي / بك قد عاد ساجعاً غرّيدا
كم أسير في الحب من غير فاد / وقتيل مضى عليه شهيدا
ما رأى المستهام بخلك الا / قال للناظرين بالدمع جودا
عللي بالوصال صبّا مشوقاً / قد حمى الشوق ناظريه الهجودا
لي دين ان كنت تقضين ديناً / لغريم أو تنجزين الوعودا
قلت للائم المفند فيها / خل عنك الملام والتفنيدا
قد عداك الهوى فبت خلياً / ورماني الهوى فبت عميدا
منية الصب ان تعود ليال / بزرود سقى الغمام زرودا
مربع كان للظباء الجوازي / ملعباً يقتنصن فيه الأسودا
كل نشوى القوام تعطف منها / نشوة الدّل بانة أملودا
حي في رامتين ملعب ريم / كان عهد المشوق فيه حميدا
حيث شمس الجمال تطلع فيه / فنرى طالع الهوى مسعودا
كم رشفنا الرحيق فيه رضاباً / وقطفنا الشقيق فيه خدودا
وخلعنا للهو فيه عذاراً / إذ لبسنا من الوصال برودا
ونسبنا كأننا قد نظمنا / من مديح الأمير درّاً نضيدا
مدحه كالنسيب يبهج لطفاً / فترى كل سامع مستعيدا
ملك قد حوى ممالك حمد / فغدا يوم حمده مشهودا
يفد الحمد والثناء عليه / ان للحمد والثناء وفودا
خلق كالزلال يصفو وبأس / باسل في العدى يذيب الحديدا
وإذا للعدو جهز جيشاً / اصبح الفتح للواء عقيدا
يا رعى الله بالشواطي زماناً
يا رعى الله بالشواطي زماناً / فيه عيش المحب غض رغيد
تجتلي العين فيه بدر جمال / طالع الصب في هواه سعيد
ملكت ناظري محاسن سفر
ملكت ناظري محاسن سفر / ناضر الروض باهر الابداع
نظرت مقلتي فالمع فكري / بالمعاني إلى لسان يراعي
اضمر الحب كاتماً ثم اظهر
اضمر الحب كاتماً ثم اظهر / وهوى النفس ظاهر غير مضمر
في سبيل الغرام مهجة صب / بلظى الشوق والصبابة تسعر
وردت حتفها بحب غرير / هو للحسن والملاحة مصدر
رشأ في جفونه السّود بيض / قد شهدنا في حدّها الموت احمر
تجتلي وجهه العيون فيغدو / في معانيه بالقلوب مصور
طرّز الوردتين آس عذار / فغدا في رياضه العيش اخضر
كنت ارجو عن الحبيب اصطبارا / فتبدى عذاره فتعذر
جئت يا دهر بالرزية بكراً
جئت يا دهر بالرزية بكراً / غادرت مهجة الهدى وهي حرّى
انما اقصدت سهامك نفساً / يطلب الدين دخلها والوترا
لم تصب واحداً من الناس لكن / أوحد الناس في الفضائل طرّا
فهوى لا هوى من الشرع ركن / لم يزل باذخ الذرى مشمخرا
كل مصر اقام مأتم شجو / لمصاب العزيز في الناس قدرا
قسم الحزن للقلوب فكل / حاز سهماً لمقتل الصبر يبرى
وثوى حبرها الفقيد بقبر / من رأى القبر قبله ضم بحرا
مات لكن ذكره في خلود / انما المجد مجد من عاش ذكرا
اصبح الناس محرمين من اللذ / ات قد اشعروا المدامع نحرا
ازمع الصبر عنهم إذ رآهم / قد تراموا بجمرة الحزن نفرا
أو مض البرق ناعياً فاستهلت / سحب الدّمع فهي تبكيه عبرى
نعت الكهرباء جوهر فضل / كان للآملين كنزاً وذخرا
سلكه بين رنة واهتزاز / واصفاً في حشاه خوفاً وذعرا
كم نفوس في ربقة الحزن اضحت / وهي اسرى للبرق ساعة اسرى
سلكه قطع القلوب فهلا / قطع السلك فهو بالقطع احرى
هل درى لا استقل فيه عمود / انه قد نعى العميد الاغرا
ما عهدنا الحمام يفري شبا السيف / ويردي وسط العرين الهزبرا
عم آفاقها مصاب فقيد / عمها نائلا وجوداً وبشرا
يا فقيهاً له شرايع فضل / لم تزل في الزمان منهن ذكرى
كان للسمع من حديثك عقد / نظمته الرواة في السلك درّا
فغدا الدر في المسامع لما / نعي الفضل في الاضالع جمراغ
كم مقام شهدته فتجلت / ظلمة الشك مذ تجليت بدرا
فانثنى الخصم ليس يملك نبساً / وسطا النحل وهو يهدر هدرا
عادت الالسن الفصيحة خرساً / بك والاعين الحديدة حسرى
لك في المشكلات ثاقب فكر / كلما اظلمت تبلج فجرا
تفصل الحكم ناطقاً ببيان / ساطع يجتلى الكواكب زهرا
مثل سيل العقيق يجري فيلقي / درراً من معادن الحكم غرّا
ويراع إذا جرى فوق رق / حاز رق البيان نظما ونثرا
ليس ينفك ينتقي اللفظ فحلا / ويزف المعنى إلى السمع بكرا
وإذا حبر الكلام استمد الشهد / والخمرة السلافة حبرا
وحديث البيان قد صح عنه / فهو فوق الطروس ينفث سحرا
ولو ان المداد لم يك خمراً / ما وجدنا عقولنا وهي سكرى
اكبر الفيلسوف نقدك لمّا / ان رأى آية الكتاب الكبرى
ان يكن عاد للطبيعة عبداً / فلقد عدت بالشريعة حرّا
حجج صدعت بنور هداها / ليل شرك من الضلال اكفهرا
كنت نعم النصير للدين لما / هتف الدين قائلا لك نصرا
قال قوم بأن شبلي شميل / ليث غاب فقلت صادف بشرا
دمت يا مربع السماح انيسا
دمت يا مربع السماح انيسا / بالتهاني ولا عدمت الأنيسا
واضاءت شموس سعدك تتلو / فيك اقمار بهجة وشموسا
بالندى الفاطمي اخصب مغنا / ك فاضحى ذكر الخصيب دريسا
لو رأى جوده ابن هاني لأضحى / مدحه مطلقا عليه حبيسا
هو بدر يجرى به فلك البد / رة جوداً فيبدع التجنيسا
وهزبر يشغى الوغى ثابت الجا / ش فتغدو له الأسنة خيسا
باسطا للعدى وللصحب كفين / تفاديهم بنعمى وبؤسى
يا هماماً لذكره يطرب المجد / فيثني له المعاطف ميسا
لك صعب العلاء عاد ذلولا / وعلى طالبي مداك شموسا
همهم ثروة وهمك حمد / انما يطلب النفيس نفيسا
نحن ننمي إلى الشريف ويأبى
نحن ننمي إلى الشريف ويأبى / مجدنا نسبة الأصول الوضيعه
فلدارون للقرود انتماء / ولنا الفخر بالجدود الرفيعه
صرعت منهم العقول وعاث / الوهم في تلكم العقول الصريعه
ان خلق الإنسان صنع حكيم / جل ان تدرك العقول صنيعه
لا يغرنك السراب وهذا / منهل فامش في طريق الشريعه
ان نشو ارتقائنا هو قول / فاسعد وهو من فساد الطبيعه
ما رأينا لحسن وجهك مثلا
ما رأينا لحسن وجهك مثلا / فسلكنا طريقة الحب مثلى
غبت عنا ولم تغب قبسات / من يقين بها دجى الشك يجلى
أنت منا وان نأيت قريب / من صميم الحشا سكنت محلا
كذبت في الغرام دعوى محب / غاب عنه حبيبه فتسلى
ليس مثلي يسلو هواك لهجر / وبعاد وليس مثلك يسلى
لي بذكراك بهجة وارتياح / ومن الذكر ما يعادل وصلا
أنا لبيت داعي الحب لمّا / ان دعاني وقلت أهلا وسهلا
كم دعتني لكم فاسلم قلبي / نفحات بعثن للشوق رسلا
لا أبالي وأنت عني راض / بدم في سبيل حبك طلا
أنت أنت الدنيا ولم نرفيها / غير آمالنا بوصلك فضلا
ورجاء اللقاء حبب منها / ما اعز الأنام عيشاً اذلا
أنت غوث لمن شكالك كرباً / أنت غيث لمن شكالك محلا
والليالي تزيد جوراً إذاما / نحن قلنا لها رويدا ومهلا
زان ميلادك الوجود فاضحى / جيده وهو بالفريد محلى
ليلة في صباحها طلع النجم / على انه اجل واجلى
وجلا نوره الدجى فاستهلت / أوجه الكائنات لما استهلا
ولدت أمه الكريمة منه / أكرم الخلق أشرف الناس أصلا
رنخ الدهر عطفه وهو شيخ / طرباً ان رآءه في المهد طفلا
من حساب البنين الف جمعاً / فحوى من خلاصة الجمع نجلا
قم وشيد بحد سيفك ديناً / شاده ذو فقار جدك قبلا
منكم الدين بدؤه وإليكم / عوده والهزبر يعقب شبلا
ملئت هذه البرية ظلما / فمتى تملأ البرية عدلا
ومتى يقدم الجيوش لواء / آية النصر في حواشيه تتلى
في رعيل من الملائك تتلو / راية تحتها المسيح استئلا
فكأني بالروح جبريل يدعو / قائما بين ركنها والمصلى
هذه بيعة الهدى ونابت / نوب تثقل العواتق حملا
وبلينا من الزمان بخطب / ما حسبنا بأننا فيه نبلى
خضع المسلمون شرقا وغربا / إذ سرى ركب عزهم واستقلا
وعزيز عليك ما قد لقينا / من رجال ساموا الأعزة ذلا
شاقه في الظلام برق كليل
شاقه في الظلام برق كليل / فصبا قلبه وهاج الغليل
يا له مغرماً إذا الشوق اضنا / ه شفى قلبه النسيم العليل
قد شكرنا نسيم نجد بتبليغ / رسالاتنا فنعم الرسول
غير اني يغيرني منه تجميش / خدود الحبيب والتقبيل
وكحيل الجفون غادر جفني / صبوة وهو بالسهاد كحيل
فاتر الطرف فاتك بالمعنى / مثلنا يفتك الحسام الصقيل
اشنب الثغر بالتبسم يجلو / اقحوا ناسقته راح شمول
يتثنى كانه غصن بان / غازلته مع الصباح قبول
ضرج الحسن فوق خديه ورداً / عبق النشر لم يشنه الذبول
وحمته عقارب الصدغ حتى / ليس للمجتنى إليه سبيل
فاق في حسنه الملاح كما قد / فاق في مجده الاثيل جميل
ماجد من ارومة قد زكت منها / فروع شم وطابت اصول
يجتلى الناظرون منه محياً / نيرا للعلاء فيه دليل
ينتضى للخطوب مرهف عزم / ماضي الحد ما اعتراه الفلول
فاضل طاهر النقيبة محمود / المساعي زاكي النجار اصيل
كالدراري لاحت له مكرمات / باقيات لا يعتريها افول
جاد فيه الزمان من بعد بخل / ربما جاد بالنفيس بخيل
ملكت قلبه العلي وهو في المهد / رضيع لا الغادة العطبول
صبغ من معدن الفخار له تا / ج له من جلاله اكليل
شرف ناصع وعز رفيع / قد رسا فهو ثابت لا يزول
يا سليل الكرام قد جل من أنت / له حين تنتميه سليل
قام للشرع هادياً يقتدى الع / ارف فيه ويهتدى الضليل
مسبغاً في البلاد ظلا من الع / دل ظليلا للناس فيه مقيل
فلكم بدعة أمات واحيا / سنة قد دعا إليها الرسول
نصر الله دولة جردته / مرهفاً للعدى به تنكيل
رتبة طالت السماء فخاراً / مالها عن علاكم تحويل
من لها غيركم وقد نزل المجد / بأبياتكم وعز القبيل
واسود الشرى إذا هي غابت / خلفتهن في الطباع الشبول
معشر عندهم يباح حمى الوفر / لمن جاءهم ويحمي النزيل
أنتم والعلاء تشهد اكفاء / المعالي وغيركم مدخول
قد رآك السلطان دام له التأ / ييد شهماً من حقه التبجيل
فاستهلت منه سحائب لطف / آذنت ان سينجح المأمول
فابق للمكرمات ما لاح برق / وهمت مزنة وطاب اصيل
يا غزال النقا وظبي المصلى
يا غزال النقا وظبي المصلى / من لقلب بنار حبك يصلى
قد تماديت بالقطيعة والهجر / ولم تمنح الميتم وصلا
فلو اني اراك وجهاً بوجه / لشرحت الغرام فصلا ففصلا
من مراقي العلى سموت مقاما
من مراقي العلى سموت مقاما / قد تعالى محله ان يسامى
قاب قوسين قد دنوت وهذي / غاية فات شأوها الأوهاما
فحباك السلام منه سلاما / كنت للعالمين فيه سلاما
أين سيناء من معارج قدس / جل تخصيص نيلها ان يرامها
فزت بالرؤية التي لم تكيف / والكلام الذي يفوت الكلاما
جئت بالصدق مظهراً معجزات / تبهر الجاحد الألد الخصاما
شق بدر السما بايمان كف / منك ثم استقل بدراً تماما
والعصا أورقت بكفك لما / صافحت من نداك غيثا سجاما
وبميلادك الوجود تحلى / جوهراً كان للوجود نظاما
فاضاءت بك البلاد رشاداً / بعد ما كن بالضلال ظلاما
يا خليلي عللاني بذكرى / أحمد تشفيا جوى وغراما
عهد وصل بالرقمتين قديم
عهد وصل بالرقمتين قديم / سلفت فيه نضرة ونعيم
قف عليه مسلما إن فرضاً / في الديار الوقوف والتسليم
يا خليلي والخليل المواسي / خير ذخر إذا أطل عظيم
أسعد اني بوقفة في المغاني / ريثما يشتفي الفؤاد السليم
ذكرتني منازل الوحي لما / عاث في أهلها الزمان الغشوم
صدعت شملها صروف الليالي / فهي قفرى وفيؤها مقسوم
فغريب مشرد وقتيل / مستضام وصابر مسموم
واستمرت على الوصي خصوب / ورزايا يطيش منها الحليم
يوم جاءت إلى القبيلة تشتد / رجال كانت عليها تحوم
نقضت بيعة الهدى واستجدت / بيعة كلها ضلال وشوم
وردوا منهل الغواية طرقا / وغدير الرشاد عذب جموم
أعلى يعكفون وفيهم / أسد الله والعماد القويم
عميت أعين تساوى لديها / فلق الصبح والظلام البهيم
من سما للمنون في يوم بدر / يوم صالت أبطالها والقروم
وبأحد من رد بأس عداها / ثابت الجاش مقدماً لا يخيم
وبيوم الأحزاب إذ عظم الأمر / وراع الإسلام خطب جسيم
وسطا فارس الكتيبة يختا / ل به مشرف اقبل عظيم
من جلا كربها وجلى دجاها / وبمن فل جيشها المهزوم
غير مولاهم ومن بعلاه / صدع الذكر والكتاب الحكيم
عدلوا بالدني فرعا شريفا / وشجت بالنبي فيه الأروم
أفهل يستوى وهيهات غاو / ورشيد وجاهل وعليم
لم يرشحهم لعلياء فضل / فيسودوا ولانجار صميم
وأتتهم عقيلة الوحي حرى / قد برتها أحزانها والهموم
أفرغت عن لسان أحمد فيهم / حججاً كان حقها التسليم
فرموا حقها الصريح بأفك / زخرفوه والأفك مرعى وخيم
ما رعوها وهي الكريمة فرعاً / ومتى أسعف
لا عدت خطة الهوان رجال / ليس في جمعها الغفير كريم
أغضبوا بضعة الهدى فعليهم /
غصبوا إرثها وعدوه غنماً / وهو الغرم والأله الغريم
بيت أحزانها مشيد ولكن / صبرها واهن القوى مهدوم
وقست منهم القلوب عليها / وأبوها البر الرؤف الرحيم
جاءهم معدمي ثراء حيارى / فاهتدى حائر واثرى عديم
فاض إحسانهم عليهم سجالا / وسقتهم من راحتيه العيوم
فغدا عيشهم حميدا ولكن / عهدهم في بني النبي ذميم
سيذوقون ما جنوه وشيكا / يوم يغدو الشفيع وهو خصيم
سوموها كتائبا ولحرب / المصطفى كان ذلك التسويم
وانتضوها صوارماً بشباها / قد أصيب الحسين وهو فطيم
أقصدته بكربلاء سهام / راشها بالحجاز رام غشوم
ثم هبت أمية مثلما ثارت / إلى وردها عواطش هيم
من طريد مبعد وطليق / وزنيم ينميه رجس زنيم
تستذل الرقاب من كل حي / لاغفار نجت ولا مخزوم
تهب الخمس للطريد نوالا / ان بعض النوال بخل ولوم
فكأن الأموال نبت ربيع / طفقت ترتعي به وتسوم
ثم لما تناول القوس باريها / وأوفى عميدها والزعيم
نكثت فرقة وخف إلى البصرة / فيها ذميلها والرسيم
واستبدت بالأمر أخرى فمرت / في غمار الغي القديم تعوم
واستزل التحكيم اراء قوم / كان من قبل رأيها التحكيم
بأبي الصابر المكابد منهم / محناً غادرته وهو كظيم
واذكر المجتبى حبيب رسول / الله فهو المصبر المظلوم
قابلوا عظم حلمه بسناه / ومن الحلم قد يضام الحليم
أعلى ابن البتول يغدو ابن هند / حاكما وهو بالخنا موصوم
يا لها من رزية غشي الدنيا / مطلا سحابها المركوم
وإذا ما بكيت فابك شهيد / الطف ان المصاب فيه عظيم
ما جنت مثله الليالي ولم يسم / إلى شأو مثله المحتوم
فإذا حاول الأسى ذو التأسي / لم يجد من عزائه ما يروم
قمر خر من سماء المعالي / فتهاوت حزناً عليه النجوم
وبكاه الكليم موسى وقاسى / فيه نار الأحزان ابراهيم
لهف نفسي على الحسين لهيفاً / ظامي القلب والفرات جميم
منعوه عذباً وساموه مراً / فأبى والاباء في الشهم خيم
كيف يرضى وسم الهوان سري / بالمعالي جبينه موسوم
فسطا يحطم الرماح مشيحاً / أسد غيله القنا المحطوم
خائضاً غمرة الوغى فيه طرف / يملك الطرف رائع لهموم
مرح يسبكر في السلم تيها / مثلما غازل الرياض نسيم
وبيوم الرهان تطلع منه غرة / صحن خدها ملثوم
مستسلا من غمده نجم حتف / للفنا في طلوعه تقويم
شامه كالوميض عضباً ولكن / من سناه سوى الردى لم يشيموا
عارض يمطر الكمات فيغدو / منه روض الأعمار وهو هشيم
لمساعي عميده شاكرات / في مجال الفرند تلك الرقوم
ثل عرش الوغى وشاد بناء / المجد لكن حده مثلوم
قامت الحرب فارتماها ببأس / يقعد الشوس هوله ويقيم
باسل بأسه يخص الأعادي / ونداه بين الأنام عميم
في محياه جنة البشر لكن / بشبا سيفه تشب الجحيم
وعلى الموت عاقدته رجال / قد زكت في الفخار منها الأرو
عارضوا البيض بالوجوه رضاء / ووجوه الردى عوابس شيم
ووقوه حد السيوف وفازوا / برغيد الجنان حيث النعيم
وشذا ذكرهم بكل ندي / عطر الكائنات منه الشميم
نثروا في الصعيد كل سري / جوهر الحمد في علاه نظم
وسليب من السهام تردى / وشي هيجاء زانه التسهيم
يا رسول المليك هذا حسين / سبطك الطاهر الصفي الكريم
بين شوك القنا يشك حشاه / وهو ريحان روضك المشموم
لم يزل صابراً يجاهد حتى / جاءه سهم بغيها المسموم
فهوى للثرى حضيب المحيا / عافراً خده الأغر الوسيم
وعلي صدره تجول مذاكي / الخيل مرخى عنانها والشكيم
عاديات ترضى صدراً لديه / أودع الحلم والتقى والعلوم
أتطيب النفوس عيشاً وتغدوا / موطئا للجياد تلك الجسوم
أم يلذ الزلال وردا وعنه / سبط طه محلا محروم
أم ترى بعدما تهتك جهراً / ستريبت الهدى يصان حريم
وصفايا النبي فوق المطايا / تترامى بها الفلا والحزوم
خفرات بدون من حجب العفة / لما استقل عنها الحميم
أبرزوهن من ظلال خدور / حيث يذكو هجيرها والسموم
بعدما كن في سرادق عز / بقنا الخط سقفه مدعوم
يا لها الله لوعة يوم سارت / ضعنا والحسين ثاو مقيم
خلف الدمع بالجفون كراها / إذ جفاها الرقاد والتهويم
ومليح قد خط بالثغر ميماً
ومليح قد خط بالثغر ميماً / ومن العارضين قد خط لاما
خاف من سيف مقلتيه على الخد / فأضحى عليه يفرغ لاما
لي من اللام وهي لامة حرب / أهبة في دفاع من فيه لاما

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025