القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحسن أبو الحَبّ الكل
المجموع : 29
أَمُحيّاك أم هلال السماءِ
أَمُحيّاك أم هلال السماءِ / قد بَدا طالعاً بأفق العلاءِ
مُذ تبدّى منك الجبين رَأينا / كوكباً مشرقاً بهذا الفضاءِ
شعَّ للعين منه نور فأخفى / ضوؤه كلّ ساطع كهربائي
أيُّها البدر فاِجل عنّا الدياجي / وتحلّى بالغرّة الغرّاءِ
وعلى هامة الثريّا ترفّع / مُستطيلاً على ذُرى الجوزاءِ
إنّك اليوم في البلاد عزيز / ولك الشعب مُعلن بالنداءُ
فتنقّل واِحكم بكلِّ لواء / فلك النصر ناشر للّواءِ
أحمد أنت خير شهم همام / ترتجيه الورى لفَصلِ القضاءِ
وخبير مجرّب وقدير / وشهير بفطنة وذكاءِ
كَم شَهِدنا مواقفاً كُنتَ فيها / صاحب الحزم واليد البيضاءِ
قد زَهَت فيك كربلاء ولمّا / تَمضِ يبقى فيها جميل الثناءِ
لك لا زال مَنزلٌ ومحلٌّ / بِسُويدا قلوب أهل الولاءِ
هذه حفلة نُودّعكَ فيها / عن وداد ورغبة ووفاءِ
سائلين المولى يديم لك العز / ز وتبقى في أفضل النعماءِ
مَوكبُ الحزنِ سار للطفّ ينعي
مَوكبُ الحزنِ سار للطفّ ينعي / لمُصابِ السبط الحسينِ الغريبِ
مِن رجالِ الدهانة السادة الغُر / رِ رَعاها الشريفُ عبدُ المجيبِ
يا إماميّ أنتما لي ذخر
يا إماميّ أنتما لي ذخر / في الملمّات إن دَهتني الخطوبُ
فاِشفعا لي عند الإله لتُمحى / بولاكم في الحشر عنّي الذنوبُ
قُل لمَن لا يجيزُ لعن يزيد
قُل لمَن لا يجيزُ لعن يزيد / أنت إن فاتَنا يزيد يزيد
زادَكَ اللّه لعنةً وعذاباً / وله اللّه ميل ذاك يزيد
يا بني المُصطفى الهداة الميامي
يا بني المُصطفى الهداة الميامي / نِ ومَن فضلُهم على الناسِ بادي
بِكُم اللّه شادَ للبيت ركناً / وَرَفعتم للدين أيّ عمادِ
إنّ قلبي يصبو إليكم وإنّي / أتولّاكم بِحُسنِ اِعتقادي
وَبنعمائِكم أموت وأحيا / حيثُ قد طاب بالولا ميلادي
هنّ مولى الورى بعُرسِ الجوادِ
هنّ مولى الورى بعُرسِ الجوادِ / مَن لهُ في العلاءِ بيض أيادي
وزفاف بهِ الأحبّة سُرّت / وسَرى بشرهُ بكلِّ بلادِ
شمس حسنٍ زفّت لبدر تمام / ضوؤه في سَما الهداية هادي
هيَ بنت الكرام آل طبا من / هم من اللّه علّة الإيجادِ
قد نَماها عبد الحسين مُحي / ياهُ تندى كالكوكب الوقّادِ
هيَ مِن دوحةٍ زَكَت وهو من / ينمى للأئمّة الأمجادِ
وأبوه العلّامة العلم الند / ب همام للشرع خير عمادِ
هو مير العلوم قطب رحى الشر / عِ كريم الآباء والأجدادِ
وإلى جدّه الإمامة ألقت / لعلاه بالطرح كلّ قتادِ
آية اللّه سيّد الخلق هادي الن / ناس طرّاً إلى طريق الرشادِ
حاملاً راية الهدى بِيَميني / وبيُسراه عيش أهل السدادِ
هو للمُسلمينَ خير إمام / مُرتجى كلّ حاضرٍ أو بادِ
كهف كلّ الأنام في كلِّ أمرٍ / وهو طودٌ مِن أعظم الأطوادِ
نَسألُ اللّه أن يديم بقاه / ببقاءِ الأبناءِ والأحفادِ
ليس للناسِ غيره من إمام / مُرتجى كلّ حاضرٍ أو بادِ
كهف كلّ الأنامِ في كلّ أمرٍ / وهو طود من أعظَمِ الأطوادِ
نَسأل اللّه أن يُديم بقاه / ببقاءِ الأبناء والأحفادِ
ليس للناسِ غبره مِن إمام / فهو المقتدى لكلّ العبادِ
وهو اليوم كعبة للبَرايا / باسم الثغر في لقا الوفّادِ
جودهُ طبّق البسيطة حتّى / أصبحَ اليوم منهل الورّادِ
إنّ عرس الجواد فيه سَعدنا / وَحظَونا به بنيل المُرادِ
بالهنا والسرور والسعد فُزنا / فهو عيدٌ مِن أعظمِ الأعيادِ
يا بني العلم أيّها السادة الغر / ر إليكم تحيّتي وودادي
مجدُكم لا يزال باق مدى الده / رِ برغمِ الحسّاد والأضدادِ
لمُصابِ الإمام باب المرادِ
لمُصابِ الإمام باب المرادِ / سال دَمعي دماً كصوب الغوادي
كيف لا تذرف العيونُ دموعاً / كلّ حينٍ شجواً لرزء الجوادِ
لستُ أنساه وهو يطلبُ ماءً / مِن لهيب معطب في الفؤادِ
حينَ دَسّت له الخبيثة سمّا / في طعامٍ فيا له من زادِ
قطعَ السمّ قلبه فحشاهُ / مِن لهيب الظماء والسمّ صادي
لهف نفسي لاِبن الرضا ظلّ فَرداً / مُستَضاماً وما له من فادي
مَنَعتهُ الماء المعين ونادَت / سوفَ تأتي تَسقيك أمّ الهادي
قتلتهُ ظلماً وما أنصفتهُ / وأضاعَت له حقوق الودادِ
وعلى السطحِ جسمه في هجير الش / شمسِ أضحى رهناً بغير مهادِ
فَقَضى نحبهُ شباباً شهيداً / غصصُ الموت جرّعته الأعادي
أفتديهِ بمُهجَتي وهو ظامٍ / حَبَسته في البيتِ وهوَ يُنادي
بالرزءِ بكَت له كلّ عينٍ / وَكَسا الدهر حزنه بالسوادِ
إنّ رزء الجوادِ أعظم رزءٍ / فيه سالَت بالدمع عين الرشادِ
وَبكتهُ السماء والأرض لمّا / قَتلتهُ بالسمّ بنت المعادي
كيفَ يَقضي خليفة اللّه سمّاً / بينَ أهلِ الضلال والإلحادِ
يا إماماً بهِ الحوائجُ تُقضى / وهو المُرتجى لنيل المرادِ
كُن شَفيعي يا اِبن الرِضا ومُعيني / بكَ أرجو النجاة يوم المعادِ
أنا إن جئت في القيامة ما لي / غيركم يا بني الهدى الأنجادِ
وإذا ما أتى الأنام بزادٍ / ليسَ لي غير حبّكم من زادِ
عترة الوحي كيف تحكم فيها / عصبةُ البغيِ والخنا والفسادِ
أشرقت طلعةُ الهمام الجوادِ
أشرقت طلعةُ الهمام الجوادِ / فأنارَت أنحاء هذي البلادِ
جئتُ أُهدي إلى المدير سلامي / وأحيّيه مِن صميم الفؤادِ
فليَعِش في حِمى الإله سعيداً / وَحباهُ بالنصرِ ربّ العبادِ
دُم مهنّا ومَن تحبّ بيوم
دُم مهنّا ومَن تحبّ بيوم / لكَ عيدٌ وللحواسد نحرُ
فَجَميع السدّان كانوا نجوماً / في سماءِ العلى وشخصك بدرُ
أمراء الإسلام حازوا الفخارَ
أمراء الإسلام حازوا الفخارَ / واِستطالوا على العدا واِنتصارا
وأرى المسلمين قد آزَروهم / وعلى العزّ قد أشادوا الدِيارا
ولواءُ الإسلام يخفق بالن / نصر تحيي الحماة والأنصارا
أيّها المسلمون للعزّ سيروا / واِستمدّوا من الوفاق ثِمارا
واِجعَلوا الودَّ بينكم والتآخي / يا لقومي بينَ الأنام شِعارا
ومنَ الإِتّحاد فاِبنوا بناءً / واِبذلوا في سبيلهِ الأعمارا
قرّبوا كلّ مسلم عظّموه / وعنِ الحقّ بعّدوا الكفّارا
فأَبى المُعتدون من آل صهيو / ن يَهوداً نريهم أو نصارى
عَلمُ المُسلمين بين بنية / سامياً خافقاً يزيدُ اِنتِشارا
يا أميراً ضيفاً أتيت إلينا / زادكَ اللّه بهجةً ووقارا
أنا أرجو حكومة الهند تبقى / بسعودٍ وعزّةٍ لا تبارى
بكَ أهلا يا مَن تجلّى بفضل / واِستحقّ الإجلال والإكبارا
حاكم أنت في الصفاتِ وبالإس / مِ وبالجودِ قد حكيتَ نِجارا
مرّ عامٌ على حكومة باكس / تانَ قامَت بالعزِّ تحمي الذِمارا
ساعدَت ثمّ ناضَلت عن فلسطي / نَ جهاداً موفّقاً جبّارا
زرتَ سبطَ النبيّ ذاك حسينٌ / مَن له شيّد الإلهُ مَزارا
هو مولىً أبى يعيش ذليلاً / وأبوه قد علّمَ الأحرارا
أسحرتها بني العروبة لمّا اِس / تَنكَرت فعل خصمِها اِستِنكارا
بِرجالِ الإسلامِ نرجو بأن لا / يتركوا للعدوِّ يوماً قرارا
وَترى جمع آل صيهون قد ذل / لَ وولّى يفرّ منهم فِرارا
وملوك الإسلام بالنصرِ تحظى / وبِها اللّه يحفظ الأقطارا
ونُري سيّداً أميراً علينا / هو كالبدرِ يُخجلُ الأقمارا
كَم لهُ مِن مواقف في حروبٍ / ردّ أعداءه تنادي الحِذارا
وَبيومِ الكفاح شبلٌ وليث / في ميادينها يخوضُ اِنتِصارا
ألبَسَ العرب ثوب عزٍّ وفخرٍ / وَكَسى الخصم ذلّة وصغارا
أنا أرجو له البقاءَ فلا زا / لَ على شانِئيه يرمي شرارا
ورجال العراق خير رجالٍ / قد بنَوا فوقَ ذلك الفخرِ دارا
ولعبد المجيد بالنصر أدعو / زادهُ اللّه عزّة وفَخارا
حازم أصلح الإدارة بالحك / مِ فَزادت بعدلهِ اِستِبشارا
ولعبد المجيد أهتف بالتو / فيق والنصرِ سرّه والجهارا
صانهُ اللّه مِن صروفِ الليالي / وَوقاه الأهوالَ والأخطارا
وَبِهذا الحفل المنيفِ أحيّي / كلّ شهمٍ وأشكر الحضّارا
إن تجدّد لكَ العروبة ذِكرا
إن تجدّد لكَ العروبة ذِكرا / فلقد عَظّمت لشنصك قَدرا
فَقَدَت قائداً وشهماً كريماً / قَد كَسى الفخر من معاليهِ فَخرا
وَزَعيماً محنّكاً ورئيساً / كانَ في العرب بالزعامةِ أحرى
كانَ علوان جامعاً لمزايا / سادَ فيها أهلَ المكارمِ طُهرا
وَلهُ همّة تسامَت علوّاً / شدّ منها على الحفيظة أزرا
إن تراهُ عند الكفاح تراهُ / أَسَداً باسلاً وليثاً هِزَبرا
قد سَما راقياً لنيلِ المعالي / ومنَ المجد قد تسنّم ظهرا
كان يَسقي المحبّ كأسا زلالاً / وَلأعدائهِ منَ الغيظ مرّا
وَبِماضيهِ كم أبادَ رِجالاً / قَد غَدوا في معاركِ الحربِ خسرا
هو مِن أمّة على العزّ شادت / فوقَ هام السِماك بالسيف قَصرا
سَبَقوا الناسَ بالمكارمِ حتّى / مَلَكوها بالفضلِ عبداً وحُرّا
أمّة العربِ أمّة تكسب المج / دَ وتبغي على العلى مُستقرّا
كم لهم مِن مواقفٍ في حروبٍ / أدركوا من رباطةِ الجأشِ وترا
وَبِأقدامهم على مُلتقاها / قَد أَصابوا عزّاً قديماً ونصرا
جدّدوا مَجدَهم وأحيَوا بمجدٍ / فَخرَهم فالعلى بهم زاد بِشرا
قد أقامت هذي الشبيبة حفلاً / لفقيدٍ مَضى لتكسبَ أَجرا
ولها باِبنه المهذّب موسى / سلوة فالعلى بما فيه قرّا
وَبَنوه الأمجاد أقمار تمٍّ / طَلعوا في سَما المفاخِرِ زهرا
بَينهم عمّهم له خرّ وجهٌ / شعّ بينَ الأنام للناسِ صَبرا
إنّ عمران فيه يجتمع الشم / ل فلا زالَ للعروبةِ ذُخرا
حفلة الأربعين ضمّت رِجالا / ذِكرُهم طابَ في المحافلِ نشرا
غابَ عَن أهلهِ وجاور مولى / كان للمُصطفى وزيراً وظهرا
يا رجالَ العُربِ الكرام ومن قد / غَنِموا مِن نتائجِ المجدِ ذُخرا
قلّدته الزعامةُ اليوم حكماً / فَأَطاعت لديه نَهياً وأمرا
إن مضى عنكمُ الزعيم المرجّى / فاِستعينوا على المصائبِ صَبرا
قَد مَضى راحلاً وغيّب عنّا / ولهُ عادتِ البسيطة تِبرا
حبّذا بقعة حوَته ففيها / يسعدُ الزائرون سرّاً وجهرا
عادَ عيدُ الهَنا وتمّ السرور
عادَ عيدُ الهَنا وتمّ السرور / مُذ بدا وجهك المضيء المنيرُ
وَبكَ الشعبُ زاد أُنسا وبشراً / حينَ للناس منك قد شعّ نورُ
فيكَ أَضحَت مرابع اللُطفِ تزهو / عمّها البشرُ مُذ أتاها البشيرُ
أيّها الوافدُ الكريم إلينا / والكميّ الشهم الهمام الغيورُ
وَاِبن مَن شاعَ فضلُهم في البرايا / وعُلاهم بين الورى مأثورُ
وَرجالٌ إليهمُ الفضلُ يُعزى / لهمُ الشعرُ ينتمي والشعورُ
إنّ آل الأزريّ خير أناسٍ / لهم للعلومِ شيدَت قصورُ
وَبِأخلاقِهم وطيبِ شَذاهم / فاحَ منهم في الرافدين عبيرُ
ذاكَ عبد الرزاق منهم رَعَتهُ / بِيَديها أمّ الفخار تشيرُ
جاءَنا حاكماً يصرّفُ فينا / رأيهُ إذ هو القويّ القديرُ
وَيُديرُ الأمورَ وهو الإداري / يُ عليه كلّ الأمور تديرُ
حازم قد أحاطَ بالشعبِ خيراً / ليسَ يَخفى عليه وهو الخبيرُ
صالح مُرتَجى الصلاح لديهِ / عارف عامل عليهم بصيرُ
وَلسكّان هذهِ الأرض فيه / أملٌ فيهمُ بعدلٍ يسيرُ
كي لهُ يَهتفون بالشُكرِ دَوماً / فلهُ الكلّ ناصر ونصيرُ
ولهُ النصرُ لا يزال حليفاً / عاشَ وهو المؤيّد المنصورُ
فَليَعِش سيّد البلاد عزيزاً / لَم يَزل للحِمى وللشعب سورُ
لِجوادٍ مكارمٌ لا تُضاهى
لِجوادٍ مكارمٌ لا تُضاهى / فاقَ فيه بني العلى والفخارِ
هو مِن أُسرةٍ بهم يفخر الده / ر فأكرِم بآله الأطهارِ
آل بحرِ العلومِ والسادة الغر / ر غياث الورى حماة الجارِ
إن أَمُت فالغريّ مثواي أرجو
إن أَمُت فالغريّ مثواي أرجو / حيدراً لي مُحامياً ومُجيرا
لستُ أخشى إن ضمّني القبر يوماً / في دَياجيهِ مُنكراً ونكيرا
حيث أنّي أحبّ بضعة طه / وعليّاً وشبّراً وشبيرا
بمحيّا الشهم الهمام وثيق
بمحيّا الشهم الهمام وثيق / قد هُدينا إلى سواء الطريقِ
فَرِحَت فيه كربلاء وسرّت / وبهِ سرّ كلّ زاك عريقِ
بكَ يا صاحب السعادة أهلاً / فتمتّع بالنصر والتوفيقِ
حقّ أن تعقد الكرام اِحتفالا
حقّ أن تعقد الكرام اِحتفالا / لفتىً قَد حَوى علا وكمالا
وَلِتعظيمهِ تمدّ يَميناً / وَلِتكريمهِ تمدّ شِمالا
هو ذو الفضلِ والمفاخر مَن قَد / نال عزّاً وللثريّا اِستطالا
كَرُمَت نفسهُ فأصبحَ فينا / يا لعمري للمَكرُمات مثالا
ذاك عبد الجبّار خير همامٍ / في سَماءِ المجدِ قد أضاء هِلالا
حلّ في الطفّ حاكماً فشدنا / منه حزماً وعفّة واِعتدالا
وطباعاً محمودة منه رقّت / وبتلكَ الأخلاق فاقَ الرِجالا
إن تراه ترى قديراً خبيراً / ومُديراً محنّكاً فعّالا
فيه تَحلو منصّة الحكم إمّا / يصدر الحكم يُرهب الأبطالا
وبيومِ الوَغى كليثٍ هصورٍ / ضيغم مقدم إذا ما صالا
وإذا ما سرّ ترى النصر حلفاً / لعُلاه والسعد والإقبالا
لكَ يا صاحب السعادةِ حبّ / ثابت في القلوب يأبى الزَوالا
فلَئِن ترتحل ففي كلّ نادٍ / لكَ ذكر مديحه يَتَوالا
أو تغادر هذي المدينة فاِعلَم / أنّها لا تحبّ عنك اِنفصِالا
جُد بِوَصل تحيي به لا بهجر / إنّنا معشرٌ نُحبّ الوِصالا
هذهِ حفلة تضمّ رِجالاً / مِن بني يعرب زَكَت أفعالا
بكَ حفّت فما أُحيلى اِجتماع / مع قومٍ أنوارهم تَتلالا
جَمَعتهم حديقة ذات أزها / ر كَساها وردُ الربيعِ جَمالا
ولقد زيّنت وطابَ شذَاها / بهمامٍ عمّ الورى أفضالا
حسن الخلق نجل خيرِ زعيمٍ / قد سَقانا مِن فيضهِ سلسالا
سادن الرَوضةِ الّذي من نداهُ / كلّ يومٍ نذوقُ عذباً زلالا
بنداهُ قد أخجَلَ الأبحُرَ السب / عَ ولَم يبق للسحابِ مَجالا
هذهِ حفلة الوداعِ وفيها / لإلهِ السماء نُبدي اِبتِهالا
بدوامِ الشرع القويم رسول ال / حقّ مَن للبلاد يُرجى مِثالا
خلّدَ اللّه مُلكهُ وحماهُ / وَوقاهُ الأرزاءَ والأهوالا
أيّها السادةُ الكرام الأفاضل
أيّها السادةُ الكرام الأفاضل / فيكمُ لا تزالُ تَزهو المحافل
وبأنوارِكم تضيءُ ربوعٌ / هي للعلمِ معهدٌ ومنازل
إنّما العلمُ للأديبِ حياة / وحماة للجاهلِ المُتكاسل
ولقد أدرَكَت من العزّ وفراً / أمّة سعيُها لنيل الفضائل
وتَجلّت كلّيّة العلم لمّا / وَرَدت للعلوم أصفى المناهل
يرفع اللّه قدرَ كلّ أديبٍ / عالم للعلوم أصبح حاصل
وإذا ما اِرتدى منَ العلم برداً / فهو في نعمةٍ من اللّه رافل
فازَ قومٌ إلى التقدّم ساروا / ولهُ قدّموا جميع الوسائل
وعلى هامةِ المفاخرِ داسوا / وَمَشَوا للعلوم مشية عاجل
واِجتنَوا مِن ثمارِها وأصابوا / كلّ ما فيه بلغة للآمل
يا لقومي هيّا إلى العلمِ هيّا / كَي تُعيدوا بالعلم مجدَ الأوائل
واِنهَضوا بنهضة بها الشرق تُحيي / لتؤدّوا له أجلّ الرسائل
مثل ما جاءنا الحُسين رَسولاً / ناهضاً داعياً جميع القبائل
وَبنوه الصيدُ الكرام لديهِ / نَهَضوا نهضة الأسودِ البواسل
لم يَكُن يَرتجي سوى وحدة العر / بِ وغير العلا لهم لم تحاول
فمَضى طاهرَ النقيبة زاكٍ / خالد الذكر وهو بالعزر آجل
لم يمُت مَن له مآثر جلّت / وعلينا له أيادٍ فواضل
حيث ما زال خالداً رغمَ أحدا / ثٍ جسام وللعلى خير كافل
ولنيلِ العلاء قد شدّ أزراً / وعنِ الشعب قد أزاح المشاكل
كَم لهُ مِن مواقفٍ وجهاد / قامَ فيه عن البلاد يُناضل
سادة هاشميّة ذات شأن / أسرة في بيوتها الوحيُ نازل
فليَعِش ولتَعِش بلاد عليها / كلّ شهمٍ بالأمر والحكم عادل
أيّها الزائرون ندوتنا اليو / مَ إِلَيكم منّي الثنا المُتواصل
وإلى صاحب السعادةِ أُهدي / خالص الشكر إذ بهِ الشعب حافل
دُم بحفظِ الإله حفظي فإنّي / عنكَ لا زال أطيب الذكر حامل
أمدير المعارف الشهم إنّي / لمساعيك بالثناءِ أُقابِل
ولنَعِش أمّة إلى العلمِ تسعى / فلَها اللّه بالسعادةِ كافل
بالهَنا والسرورِ والإقبالِ
بالهَنا والسرورِ والإقبالِ / شمس حسنٍ زفّت لبدر كمالِ
شخَصت نحوَها النواظر لمّا / أن بَدى نور وجهها كالهلالِ
وَعَليها منَ العفافِ برود / نَسَجتها يد العلى والجلالِ
بَرَزت للورى بأبهى جمالٍ / مبدعٍ ليس مثله من جمالِ
هيَ شمس قد قابَلَت بدرَ تمّ / ما لهُ في جماله من مثالِ
اِبنة الفضلِ قارنت خير شهمٍ / مِن بَني أحمد وأكرم آلِ
هو شبلُ المهدي وصالح أكرم / بفتىً فاضل حليف المعالي
قد حَوى الفخرَ من ذويه وقدماً / قد رَقا هامة العلى بالنِعالِ
حسنُ الخلقِ باسمُ الثغرِ يلقى / قاصديهِ بالبشر يوم النوالِ
وإذا رامَ قصدَ أمرٍ عظيم / نالهُ فهو بالعَنا لا يُبالي
وَبيومِ الوغى نراهُ هِزَبراً / فارساً عند ملتقى الأبطالِ
آل بحر العلوم تفخرُ فيهِ / فهوَ ما بينها العزيز الغالي
وترى العزَّ والفخار لديه / سائر عن يمينه والشمالِ
خصّهُ السيّد المطاع بلطفٍ / وَحباهُ منه بحسن الفعالِ
وقدِ اِختارهُ له خير صهرٍ / مظهر للآداب والإفضالِ
مقتدى المسلمين والحجّة الفذ / ذ ومَن طالَ بالعلا كلّ عالي
هو عبد الحسين شبل عليّ / وعليّ اِبنه الحميد الخصالِ
معشر مِن طباطبا كلّ شهم / عادَ فيه دست الإمامة عالي
فأُهنّيهِ والعشيرة جمعاً / وإذا ما مدحتُ لستُ أغالي
لستُ أدري ماذا أقول وإنّي / قاصر عن مديحهم في مقالِ
آل بحر العلومِ خصّهم اللَ / هُ بمدحٍ في سورة الأنفالِ
لا بَرِحتم بعزّة وسرورٍ / وَعلاكم يدومُ طول الليالي
لكَ عبد المجيد آيات فضلٍ
لكَ عبد المجيد آيات فضلٍ / عادَ عن وَصفِها لِساني كليلا
لكَ يا صاحب المَعالي أقدّم / خالصَ الشكر والثناء الجزيلا
كلّ عيدٍ أُهدي إليكَ التهاني / وأزفّ التكريم والتبجيلا
عيدنا أن نرى بكَ الدستَ يزهو / واضعاً فوقَ رأسكَ الإكليلا
حولك الزائرون يبدون بشراً / وتَلوا فيك مدحَهم ترتيلا
حيث قد شاهدوكَ فيها كريماً / قائِماً باللِوا مقاماً جليلا
ومنَ الحسنِ شيمة وشعار / مظهراً للأنامِ خلقاً جميلا
قاصر عَن عُلاك مدحي وإنّي / أحسبُ المدح فيك نزراً قليلا
صانكَ اللّه مِن صروفِ الليالي / وحَباكَ الإله عُمراً طويلا
تحتَ ظلّ الدين الحنيف أكرِم / بمنارٍ يهدي الأنام السبيلا
هو داعٍ لسيّد الرسلِ طهَ / وبنيه الأطهار أَضحى سليلا
مَن لدُنيا الفخارِ شرعاً قويماً / خصّه اللّه للبلادِ كفيلا
عاشَ للشعب والعروبة ذخراً / وحمىً مانعاً وظلّا ظليلا
لفلسطين راحَ يقتاد جيشاً / حاملاً للحروبِ عبئاً ثقيلا
فلهُ النصرُ والنجاح حليفٌ / والمعادي يَبقى مُهاناً ذليلا
وَنَرى جيشَنا يعودُ إلينا / باِنتصارٍ وخصمنا مَخذولا
ربّنا اِجعل للعرب عزّا ونصراً / وفَخاراً ليُدركَ المأمولا
نهضَ الشعبُ يطلب اِستقلالا
نهضَ الشعبُ يطلب اِستقلالا / فاِستفزّ الضراغمَ الأبطالا
وَدَعا هاتفاً بكلّ كميّ / لا يهابُ الخطوبَ والأهوالا
مِن بني يعرب أبرّ رجالٍ / يتهادون للوغى أرسالا
نَشروا للعلى لواءً وسلّوا / دون أوطانهم سيوفاً صقالا
وقفوا وقفة بها الناسُ أضحت / أبدَ الدهرِ تضربُ الأمثالا
نَهَضوا نهضةَ الأسود الضواري / ولهُم همّة تُزيلُ الجبالا
نهضة قدّست بها العرب فازت / واِستقلّت بها ونالَت مَنالا
كانَ فيها الشريف خير إمام / قد حَوى عزّة وحازَ جلالا
قامَ للعزّ في بنيهِ الزواكي / حيث فيهم قد وطّدَ الآمالا
نهضة في الحِجازِ كانت فأضحى / لبني الرافدين فيها اِتّصالا
فتردّى بالحزمِ والبأس يخو / ض الوَغى يميناً شمالا
فسَلِ الشام والفُراتين عنه / مَن لها كان في الزَمانِ شمالا
هاشميّ له إباءٌ وحزم / وتجاريب سادَ فيها الرجالا
أنسه كانَ للعراقِ حياة / ولهُ الشعبُ يشكر الأفعالا
وتلاهُ اِبنه وقامَ بأمرٍ / لَم يَدَع للعُصاةِ فيه مجالا
ولَئِن غابَ فالبلاد عليها / أُمناء أنوارُهم تَتلالا
فالحفيدُ المأمول خير أمين / صارَ للعزّ والإباءِ مثالا
فالحفيد المحبوب إذ فيه نرجو / أن تنال السعودَ والإقبالا
سيّد نورُ وجههِ إن تبدّى / يَتجلّى للناظرين هلالا
هذه ندوة الشبابِ وفيها / كلّ شهمٍ حرّ تردّى الكمالا
يا شبابَ العرب الأكارم نهضا / ولكسبِ العلاءِ قوموا عجالا
فاِطلُبوا العلم كي تنالوا رقيّا / وبأعلى الجَوزاءِ حطّوا الرِحالا
أمّة العربِ أمّة ذات مجدٍ / طَهُرت عنصراً وطابت فعالا
صفَحاتُ التاريخ تشهدُ عَنهم / وَلكم دونه لهم أعمالا
فَعلى منهجِ الأوائلِ سيروا / وعَنِ المجدِ لا تكونوا كُسالى
فَلَكم سؤدد ومجدٌ قديم / وَلَكم في الزمانِ شأنٌ تعالى

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025