المجموع : 29
أَمُحيّاك أم هلال السماءِ
أَمُحيّاك أم هلال السماءِ / قد بَدا طالعاً بأفق العلاءِ
مُذ تبدّى منك الجبين رَأينا / كوكباً مشرقاً بهذا الفضاءِ
شعَّ للعين منه نور فأخفى / ضوؤه كلّ ساطع كهربائي
أيُّها البدر فاِجل عنّا الدياجي / وتحلّى بالغرّة الغرّاءِ
وعلى هامة الثريّا ترفّع / مُستطيلاً على ذُرى الجوزاءِ
إنّك اليوم في البلاد عزيز / ولك الشعب مُعلن بالنداءُ
فتنقّل واِحكم بكلِّ لواء / فلك النصر ناشر للّواءِ
أحمد أنت خير شهم همام / ترتجيه الورى لفَصلِ القضاءِ
وخبير مجرّب وقدير / وشهير بفطنة وذكاءِ
كَم شَهِدنا مواقفاً كُنتَ فيها / صاحب الحزم واليد البيضاءِ
قد زَهَت فيك كربلاء ولمّا / تَمضِ يبقى فيها جميل الثناءِ
لك لا زال مَنزلٌ ومحلٌّ / بِسُويدا قلوب أهل الولاءِ
هذه حفلة نُودّعكَ فيها / عن وداد ورغبة ووفاءِ
سائلين المولى يديم لك العز / ز وتبقى في أفضل النعماءِ
مَوكبُ الحزنِ سار للطفّ ينعي
مَوكبُ الحزنِ سار للطفّ ينعي / لمُصابِ السبط الحسينِ الغريبِ
مِن رجالِ الدهانة السادة الغُر / رِ رَعاها الشريفُ عبدُ المجيبِ
يا إماميّ أنتما لي ذخر
يا إماميّ أنتما لي ذخر / في الملمّات إن دَهتني الخطوبُ
فاِشفعا لي عند الإله لتُمحى / بولاكم في الحشر عنّي الذنوبُ
قُل لمَن لا يجيزُ لعن يزيد
قُل لمَن لا يجيزُ لعن يزيد / أنت إن فاتَنا يزيد يزيد
زادَكَ اللّه لعنةً وعذاباً / وله اللّه ميل ذاك يزيد
يا بني المُصطفى الهداة الميامي
يا بني المُصطفى الهداة الميامي / نِ ومَن فضلُهم على الناسِ بادي
بِكُم اللّه شادَ للبيت ركناً / وَرَفعتم للدين أيّ عمادِ
إنّ قلبي يصبو إليكم وإنّي / أتولّاكم بِحُسنِ اِعتقادي
وَبنعمائِكم أموت وأحيا / حيثُ قد طاب بالولا ميلادي
هنّ مولى الورى بعُرسِ الجوادِ
هنّ مولى الورى بعُرسِ الجوادِ / مَن لهُ في العلاءِ بيض أيادي
وزفاف بهِ الأحبّة سُرّت / وسَرى بشرهُ بكلِّ بلادِ
شمس حسنٍ زفّت لبدر تمام / ضوؤه في سَما الهداية هادي
هيَ بنت الكرام آل طبا من / هم من اللّه علّة الإيجادِ
قد نَماها عبد الحسين مُحي / ياهُ تندى كالكوكب الوقّادِ
هيَ مِن دوحةٍ زَكَت وهو من / ينمى للأئمّة الأمجادِ
وأبوه العلّامة العلم الند / ب همام للشرع خير عمادِ
هو مير العلوم قطب رحى الشر / عِ كريم الآباء والأجدادِ
وإلى جدّه الإمامة ألقت / لعلاه بالطرح كلّ قتادِ
آية اللّه سيّد الخلق هادي الن / ناس طرّاً إلى طريق الرشادِ
حاملاً راية الهدى بِيَميني / وبيُسراه عيش أهل السدادِ
هو للمُسلمينَ خير إمام / مُرتجى كلّ حاضرٍ أو بادِ
كهف كلّ الأنام في كلِّ أمرٍ / وهو طودٌ مِن أعظم الأطوادِ
نَسألُ اللّه أن يديم بقاه / ببقاءِ الأبناءِ والأحفادِ
ليس للناسِ غيره من إمام / مُرتجى كلّ حاضرٍ أو بادِ
كهف كلّ الأنامِ في كلّ أمرٍ / وهو طود من أعظَمِ الأطوادِ
نَسأل اللّه أن يُديم بقاه / ببقاءِ الأبناء والأحفادِ
ليس للناسِ غبره مِن إمام / فهو المقتدى لكلّ العبادِ
وهو اليوم كعبة للبَرايا / باسم الثغر في لقا الوفّادِ
جودهُ طبّق البسيطة حتّى / أصبحَ اليوم منهل الورّادِ
إنّ عرس الجواد فيه سَعدنا / وَحظَونا به بنيل المُرادِ
بالهنا والسرور والسعد فُزنا / فهو عيدٌ مِن أعظمِ الأعيادِ
يا بني العلم أيّها السادة الغر / ر إليكم تحيّتي وودادي
مجدُكم لا يزال باق مدى الده / رِ برغمِ الحسّاد والأضدادِ
لمُصابِ الإمام باب المرادِ
لمُصابِ الإمام باب المرادِ / سال دَمعي دماً كصوب الغوادي
كيف لا تذرف العيونُ دموعاً / كلّ حينٍ شجواً لرزء الجوادِ
لستُ أنساه وهو يطلبُ ماءً / مِن لهيب معطب في الفؤادِ
حينَ دَسّت له الخبيثة سمّا / في طعامٍ فيا له من زادِ
قطعَ السمّ قلبه فحشاهُ / مِن لهيب الظماء والسمّ صادي
لهف نفسي لاِبن الرضا ظلّ فَرداً / مُستَضاماً وما له من فادي
مَنَعتهُ الماء المعين ونادَت / سوفَ تأتي تَسقيك أمّ الهادي
قتلتهُ ظلماً وما أنصفتهُ / وأضاعَت له حقوق الودادِ
وعلى السطحِ جسمه في هجير الش / شمسِ أضحى رهناً بغير مهادِ
فَقَضى نحبهُ شباباً شهيداً / غصصُ الموت جرّعته الأعادي
أفتديهِ بمُهجَتي وهو ظامٍ / حَبَسته في البيتِ وهوَ يُنادي
بالرزءِ بكَت له كلّ عينٍ / وَكَسا الدهر حزنه بالسوادِ
إنّ رزء الجوادِ أعظم رزءٍ / فيه سالَت بالدمع عين الرشادِ
وَبكتهُ السماء والأرض لمّا / قَتلتهُ بالسمّ بنت المعادي
كيفَ يَقضي خليفة اللّه سمّاً / بينَ أهلِ الضلال والإلحادِ
يا إماماً بهِ الحوائجُ تُقضى / وهو المُرتجى لنيل المرادِ
كُن شَفيعي يا اِبن الرِضا ومُعيني / بكَ أرجو النجاة يوم المعادِ
أنا إن جئت في القيامة ما لي / غيركم يا بني الهدى الأنجادِ
وإذا ما أتى الأنام بزادٍ / ليسَ لي غير حبّكم من زادِ
عترة الوحي كيف تحكم فيها / عصبةُ البغيِ والخنا والفسادِ
أشرقت طلعةُ الهمام الجوادِ
أشرقت طلعةُ الهمام الجوادِ / فأنارَت أنحاء هذي البلادِ
جئتُ أُهدي إلى المدير سلامي / وأحيّيه مِن صميم الفؤادِ
فليَعِش في حِمى الإله سعيداً / وَحباهُ بالنصرِ ربّ العبادِ
دُم مهنّا ومَن تحبّ بيوم
دُم مهنّا ومَن تحبّ بيوم / لكَ عيدٌ وللحواسد نحرُ
فَجَميع السدّان كانوا نجوماً / في سماءِ العلى وشخصك بدرُ
أمراء الإسلام حازوا الفخارَ
أمراء الإسلام حازوا الفخارَ / واِستطالوا على العدا واِنتصارا
وأرى المسلمين قد آزَروهم / وعلى العزّ قد أشادوا الدِيارا
ولواءُ الإسلام يخفق بالن / نصر تحيي الحماة والأنصارا
أيّها المسلمون للعزّ سيروا / واِستمدّوا من الوفاق ثِمارا
واِجعَلوا الودَّ بينكم والتآخي / يا لقومي بينَ الأنام شِعارا
ومنَ الإِتّحاد فاِبنوا بناءً / واِبذلوا في سبيلهِ الأعمارا
قرّبوا كلّ مسلم عظّموه / وعنِ الحقّ بعّدوا الكفّارا
فأَبى المُعتدون من آل صهيو / ن يَهوداً نريهم أو نصارى
عَلمُ المُسلمين بين بنية / سامياً خافقاً يزيدُ اِنتِشارا
يا أميراً ضيفاً أتيت إلينا / زادكَ اللّه بهجةً ووقارا
أنا أرجو حكومة الهند تبقى / بسعودٍ وعزّةٍ لا تبارى
بكَ أهلا يا مَن تجلّى بفضل / واِستحقّ الإجلال والإكبارا
حاكم أنت في الصفاتِ وبالإس / مِ وبالجودِ قد حكيتَ نِجارا
مرّ عامٌ على حكومة باكس / تانَ قامَت بالعزِّ تحمي الذِمارا
ساعدَت ثمّ ناضَلت عن فلسطي / نَ جهاداً موفّقاً جبّارا
زرتَ سبطَ النبيّ ذاك حسينٌ / مَن له شيّد الإلهُ مَزارا
هو مولىً أبى يعيش ذليلاً / وأبوه قد علّمَ الأحرارا
أسحرتها بني العروبة لمّا اِس / تَنكَرت فعل خصمِها اِستِنكارا
بِرجالِ الإسلامِ نرجو بأن لا / يتركوا للعدوِّ يوماً قرارا
وَترى جمع آل صيهون قد ذل / لَ وولّى يفرّ منهم فِرارا
وملوك الإسلام بالنصرِ تحظى / وبِها اللّه يحفظ الأقطارا
ونُري سيّداً أميراً علينا / هو كالبدرِ يُخجلُ الأقمارا
كَم لهُ مِن مواقف في حروبٍ / ردّ أعداءه تنادي الحِذارا
وَبيومِ الكفاح شبلٌ وليث / في ميادينها يخوضُ اِنتِصارا
ألبَسَ العرب ثوب عزٍّ وفخرٍ / وَكَسى الخصم ذلّة وصغارا
أنا أرجو له البقاءَ فلا زا / لَ على شانِئيه يرمي شرارا
ورجال العراق خير رجالٍ / قد بنَوا فوقَ ذلك الفخرِ دارا
ولعبد المجيد بالنصر أدعو / زادهُ اللّه عزّة وفَخارا
حازم أصلح الإدارة بالحك / مِ فَزادت بعدلهِ اِستِبشارا
ولعبد المجيد أهتف بالتو / فيق والنصرِ سرّه والجهارا
صانهُ اللّه مِن صروفِ الليالي / وَوقاه الأهوالَ والأخطارا
وَبِهذا الحفل المنيفِ أحيّي / كلّ شهمٍ وأشكر الحضّارا
إن تجدّد لكَ العروبة ذِكرا
إن تجدّد لكَ العروبة ذِكرا / فلقد عَظّمت لشنصك قَدرا
فَقَدَت قائداً وشهماً كريماً / قَد كَسى الفخر من معاليهِ فَخرا
وَزَعيماً محنّكاً ورئيساً / كانَ في العرب بالزعامةِ أحرى
كانَ علوان جامعاً لمزايا / سادَ فيها أهلَ المكارمِ طُهرا
وَلهُ همّة تسامَت علوّاً / شدّ منها على الحفيظة أزرا
إن تراهُ عند الكفاح تراهُ / أَسَداً باسلاً وليثاً هِزَبرا
قد سَما راقياً لنيلِ المعالي / ومنَ المجد قد تسنّم ظهرا
كان يَسقي المحبّ كأسا زلالاً / وَلأعدائهِ منَ الغيظ مرّا
وَبِماضيهِ كم أبادَ رِجالاً / قَد غَدوا في معاركِ الحربِ خسرا
هو مِن أمّة على العزّ شادت / فوقَ هام السِماك بالسيف قَصرا
سَبَقوا الناسَ بالمكارمِ حتّى / مَلَكوها بالفضلِ عبداً وحُرّا
أمّة العربِ أمّة تكسب المج / دَ وتبغي على العلى مُستقرّا
كم لهم مِن مواقفٍ في حروبٍ / أدركوا من رباطةِ الجأشِ وترا
وَبِأقدامهم على مُلتقاها / قَد أَصابوا عزّاً قديماً ونصرا
جدّدوا مَجدَهم وأحيَوا بمجدٍ / فَخرَهم فالعلى بهم زاد بِشرا
قد أقامت هذي الشبيبة حفلاً / لفقيدٍ مَضى لتكسبَ أَجرا
ولها باِبنه المهذّب موسى / سلوة فالعلى بما فيه قرّا
وَبَنوه الأمجاد أقمار تمٍّ / طَلعوا في سَما المفاخِرِ زهرا
بَينهم عمّهم له خرّ وجهٌ / شعّ بينَ الأنام للناسِ صَبرا
إنّ عمران فيه يجتمع الشم / ل فلا زالَ للعروبةِ ذُخرا
حفلة الأربعين ضمّت رِجالا / ذِكرُهم طابَ في المحافلِ نشرا
غابَ عَن أهلهِ وجاور مولى / كان للمُصطفى وزيراً وظهرا
يا رجالَ العُربِ الكرام ومن قد / غَنِموا مِن نتائجِ المجدِ ذُخرا
قلّدته الزعامةُ اليوم حكماً / فَأَطاعت لديه نَهياً وأمرا
إن مضى عنكمُ الزعيم المرجّى / فاِستعينوا على المصائبِ صَبرا
قَد مَضى راحلاً وغيّب عنّا / ولهُ عادتِ البسيطة تِبرا
حبّذا بقعة حوَته ففيها / يسعدُ الزائرون سرّاً وجهرا
عادَ عيدُ الهَنا وتمّ السرور
عادَ عيدُ الهَنا وتمّ السرور / مُذ بدا وجهك المضيء المنيرُ
وَبكَ الشعبُ زاد أُنسا وبشراً / حينَ للناس منك قد شعّ نورُ
فيكَ أَضحَت مرابع اللُطفِ تزهو / عمّها البشرُ مُذ أتاها البشيرُ
أيّها الوافدُ الكريم إلينا / والكميّ الشهم الهمام الغيورُ
وَاِبن مَن شاعَ فضلُهم في البرايا / وعُلاهم بين الورى مأثورُ
وَرجالٌ إليهمُ الفضلُ يُعزى / لهمُ الشعرُ ينتمي والشعورُ
إنّ آل الأزريّ خير أناسٍ / لهم للعلومِ شيدَت قصورُ
وَبِأخلاقِهم وطيبِ شَذاهم / فاحَ منهم في الرافدين عبيرُ
ذاكَ عبد الرزاق منهم رَعَتهُ / بِيَديها أمّ الفخار تشيرُ
جاءَنا حاكماً يصرّفُ فينا / رأيهُ إذ هو القويّ القديرُ
وَيُديرُ الأمورَ وهو الإداري / يُ عليه كلّ الأمور تديرُ
حازم قد أحاطَ بالشعبِ خيراً / ليسَ يَخفى عليه وهو الخبيرُ
صالح مُرتَجى الصلاح لديهِ / عارف عامل عليهم بصيرُ
وَلسكّان هذهِ الأرض فيه / أملٌ فيهمُ بعدلٍ يسيرُ
كي لهُ يَهتفون بالشُكرِ دَوماً / فلهُ الكلّ ناصر ونصيرُ
ولهُ النصرُ لا يزال حليفاً / عاشَ وهو المؤيّد المنصورُ
فَليَعِش سيّد البلاد عزيزاً / لَم يَزل للحِمى وللشعب سورُ
لِجوادٍ مكارمٌ لا تُضاهى
لِجوادٍ مكارمٌ لا تُضاهى / فاقَ فيه بني العلى والفخارِ
هو مِن أُسرةٍ بهم يفخر الده / ر فأكرِم بآله الأطهارِ
آل بحرِ العلومِ والسادة الغر / ر غياث الورى حماة الجارِ
إن أَمُت فالغريّ مثواي أرجو
إن أَمُت فالغريّ مثواي أرجو / حيدراً لي مُحامياً ومُجيرا
لستُ أخشى إن ضمّني القبر يوماً / في دَياجيهِ مُنكراً ونكيرا
حيث أنّي أحبّ بضعة طه / وعليّاً وشبّراً وشبيرا
بمحيّا الشهم الهمام وثيق
بمحيّا الشهم الهمام وثيق / قد هُدينا إلى سواء الطريقِ
فَرِحَت فيه كربلاء وسرّت / وبهِ سرّ كلّ زاك عريقِ
بكَ يا صاحب السعادة أهلاً / فتمتّع بالنصر والتوفيقِ
حقّ أن تعقد الكرام اِحتفالا
حقّ أن تعقد الكرام اِحتفالا / لفتىً قَد حَوى علا وكمالا
وَلِتعظيمهِ تمدّ يَميناً / وَلِتكريمهِ تمدّ شِمالا
هو ذو الفضلِ والمفاخر مَن قَد / نال عزّاً وللثريّا اِستطالا
كَرُمَت نفسهُ فأصبحَ فينا / يا لعمري للمَكرُمات مثالا
ذاك عبد الجبّار خير همامٍ / في سَماءِ المجدِ قد أضاء هِلالا
حلّ في الطفّ حاكماً فشدنا / منه حزماً وعفّة واِعتدالا
وطباعاً محمودة منه رقّت / وبتلكَ الأخلاق فاقَ الرِجالا
إن تراه ترى قديراً خبيراً / ومُديراً محنّكاً فعّالا
فيه تَحلو منصّة الحكم إمّا / يصدر الحكم يُرهب الأبطالا
وبيومِ الوَغى كليثٍ هصورٍ / ضيغم مقدم إذا ما صالا
وإذا ما سرّ ترى النصر حلفاً / لعُلاه والسعد والإقبالا
لكَ يا صاحب السعادةِ حبّ / ثابت في القلوب يأبى الزَوالا
فلَئِن ترتحل ففي كلّ نادٍ / لكَ ذكر مديحه يَتَوالا
أو تغادر هذي المدينة فاِعلَم / أنّها لا تحبّ عنك اِنفصِالا
جُد بِوَصل تحيي به لا بهجر / إنّنا معشرٌ نُحبّ الوِصالا
هذهِ حفلة تضمّ رِجالاً / مِن بني يعرب زَكَت أفعالا
بكَ حفّت فما أُحيلى اِجتماع / مع قومٍ أنوارهم تَتلالا
جَمَعتهم حديقة ذات أزها / ر كَساها وردُ الربيعِ جَمالا
ولقد زيّنت وطابَ شذَاها / بهمامٍ عمّ الورى أفضالا
حسن الخلق نجل خيرِ زعيمٍ / قد سَقانا مِن فيضهِ سلسالا
سادن الرَوضةِ الّذي من نداهُ / كلّ يومٍ نذوقُ عذباً زلالا
بنداهُ قد أخجَلَ الأبحُرَ السب / عَ ولَم يبق للسحابِ مَجالا
هذهِ حفلة الوداعِ وفيها / لإلهِ السماء نُبدي اِبتِهالا
بدوامِ الشرع القويم رسول ال / حقّ مَن للبلاد يُرجى مِثالا
خلّدَ اللّه مُلكهُ وحماهُ / وَوقاهُ الأرزاءَ والأهوالا
أيّها السادةُ الكرام الأفاضل
أيّها السادةُ الكرام الأفاضل / فيكمُ لا تزالُ تَزهو المحافل
وبأنوارِكم تضيءُ ربوعٌ / هي للعلمِ معهدٌ ومنازل
إنّما العلمُ للأديبِ حياة / وحماة للجاهلِ المُتكاسل
ولقد أدرَكَت من العزّ وفراً / أمّة سعيُها لنيل الفضائل
وتَجلّت كلّيّة العلم لمّا / وَرَدت للعلوم أصفى المناهل
يرفع اللّه قدرَ كلّ أديبٍ / عالم للعلوم أصبح حاصل
وإذا ما اِرتدى منَ العلم برداً / فهو في نعمةٍ من اللّه رافل
فازَ قومٌ إلى التقدّم ساروا / ولهُ قدّموا جميع الوسائل
وعلى هامةِ المفاخرِ داسوا / وَمَشَوا للعلوم مشية عاجل
واِجتنَوا مِن ثمارِها وأصابوا / كلّ ما فيه بلغة للآمل
يا لقومي هيّا إلى العلمِ هيّا / كَي تُعيدوا بالعلم مجدَ الأوائل
واِنهَضوا بنهضة بها الشرق تُحيي / لتؤدّوا له أجلّ الرسائل
مثل ما جاءنا الحُسين رَسولاً / ناهضاً داعياً جميع القبائل
وَبنوه الصيدُ الكرام لديهِ / نَهَضوا نهضة الأسودِ البواسل
لم يَكُن يَرتجي سوى وحدة العر / بِ وغير العلا لهم لم تحاول
فمَضى طاهرَ النقيبة زاكٍ / خالد الذكر وهو بالعزر آجل
لم يمُت مَن له مآثر جلّت / وعلينا له أيادٍ فواضل
حيث ما زال خالداً رغمَ أحدا / ثٍ جسام وللعلى خير كافل
ولنيلِ العلاء قد شدّ أزراً / وعنِ الشعب قد أزاح المشاكل
كَم لهُ مِن مواقفٍ وجهاد / قامَ فيه عن البلاد يُناضل
سادة هاشميّة ذات شأن / أسرة في بيوتها الوحيُ نازل
فليَعِش ولتَعِش بلاد عليها / كلّ شهمٍ بالأمر والحكم عادل
أيّها الزائرون ندوتنا اليو / مَ إِلَيكم منّي الثنا المُتواصل
وإلى صاحب السعادةِ أُهدي / خالص الشكر إذ بهِ الشعب حافل
دُم بحفظِ الإله حفظي فإنّي / عنكَ لا زال أطيب الذكر حامل
أمدير المعارف الشهم إنّي / لمساعيك بالثناءِ أُقابِل
ولنَعِش أمّة إلى العلمِ تسعى / فلَها اللّه بالسعادةِ كافل
بالهَنا والسرورِ والإقبالِ
بالهَنا والسرورِ والإقبالِ / شمس حسنٍ زفّت لبدر كمالِ
شخَصت نحوَها النواظر لمّا / أن بَدى نور وجهها كالهلالِ
وَعَليها منَ العفافِ برود / نَسَجتها يد العلى والجلالِ
بَرَزت للورى بأبهى جمالٍ / مبدعٍ ليس مثله من جمالِ
هيَ شمس قد قابَلَت بدرَ تمّ / ما لهُ في جماله من مثالِ
اِبنة الفضلِ قارنت خير شهمٍ / مِن بَني أحمد وأكرم آلِ
هو شبلُ المهدي وصالح أكرم / بفتىً فاضل حليف المعالي
قد حَوى الفخرَ من ذويه وقدماً / قد رَقا هامة العلى بالنِعالِ
حسنُ الخلقِ باسمُ الثغرِ يلقى / قاصديهِ بالبشر يوم النوالِ
وإذا رامَ قصدَ أمرٍ عظيم / نالهُ فهو بالعَنا لا يُبالي
وَبيومِ الوغى نراهُ هِزَبراً / فارساً عند ملتقى الأبطالِ
آل بحر العلوم تفخرُ فيهِ / فهوَ ما بينها العزيز الغالي
وترى العزَّ والفخار لديه / سائر عن يمينه والشمالِ
خصّهُ السيّد المطاع بلطفٍ / وَحباهُ منه بحسن الفعالِ
وقدِ اِختارهُ له خير صهرٍ / مظهر للآداب والإفضالِ
مقتدى المسلمين والحجّة الفذ / ذ ومَن طالَ بالعلا كلّ عالي
هو عبد الحسين شبل عليّ / وعليّ اِبنه الحميد الخصالِ
معشر مِن طباطبا كلّ شهم / عادَ فيه دست الإمامة عالي
فأُهنّيهِ والعشيرة جمعاً / وإذا ما مدحتُ لستُ أغالي
لستُ أدري ماذا أقول وإنّي / قاصر عن مديحهم في مقالِ
آل بحر العلومِ خصّهم اللَ / هُ بمدحٍ في سورة الأنفالِ
لا بَرِحتم بعزّة وسرورٍ / وَعلاكم يدومُ طول الليالي
لكَ عبد المجيد آيات فضلٍ
لكَ عبد المجيد آيات فضلٍ / عادَ عن وَصفِها لِساني كليلا
لكَ يا صاحب المَعالي أقدّم / خالصَ الشكر والثناء الجزيلا
كلّ عيدٍ أُهدي إليكَ التهاني / وأزفّ التكريم والتبجيلا
عيدنا أن نرى بكَ الدستَ يزهو / واضعاً فوقَ رأسكَ الإكليلا
حولك الزائرون يبدون بشراً / وتَلوا فيك مدحَهم ترتيلا
حيث قد شاهدوكَ فيها كريماً / قائِماً باللِوا مقاماً جليلا
ومنَ الحسنِ شيمة وشعار / مظهراً للأنامِ خلقاً جميلا
قاصر عَن عُلاك مدحي وإنّي / أحسبُ المدح فيك نزراً قليلا
صانكَ اللّه مِن صروفِ الليالي / وحَباكَ الإله عُمراً طويلا
تحتَ ظلّ الدين الحنيف أكرِم / بمنارٍ يهدي الأنام السبيلا
هو داعٍ لسيّد الرسلِ طهَ / وبنيه الأطهار أَضحى سليلا
مَن لدُنيا الفخارِ شرعاً قويماً / خصّه اللّه للبلادِ كفيلا
عاشَ للشعب والعروبة ذخراً / وحمىً مانعاً وظلّا ظليلا
لفلسطين راحَ يقتاد جيشاً / حاملاً للحروبِ عبئاً ثقيلا
فلهُ النصرُ والنجاح حليفٌ / والمعادي يَبقى مُهاناً ذليلا
وَنَرى جيشَنا يعودُ إلينا / باِنتصارٍ وخصمنا مَخذولا
ربّنا اِجعل للعرب عزّا ونصراً / وفَخاراً ليُدركَ المأمولا
نهضَ الشعبُ يطلب اِستقلالا
نهضَ الشعبُ يطلب اِستقلالا / فاِستفزّ الضراغمَ الأبطالا
وَدَعا هاتفاً بكلّ كميّ / لا يهابُ الخطوبَ والأهوالا
مِن بني يعرب أبرّ رجالٍ / يتهادون للوغى أرسالا
نَشروا للعلى لواءً وسلّوا / دون أوطانهم سيوفاً صقالا
وقفوا وقفة بها الناسُ أضحت / أبدَ الدهرِ تضربُ الأمثالا
نَهَضوا نهضةَ الأسود الضواري / ولهُم همّة تُزيلُ الجبالا
نهضة قدّست بها العرب فازت / واِستقلّت بها ونالَت مَنالا
كانَ فيها الشريف خير إمام / قد حَوى عزّة وحازَ جلالا
قامَ للعزّ في بنيهِ الزواكي / حيث فيهم قد وطّدَ الآمالا
نهضة في الحِجازِ كانت فأضحى / لبني الرافدين فيها اِتّصالا
فتردّى بالحزمِ والبأس يخو / ض الوَغى يميناً شمالا
فسَلِ الشام والفُراتين عنه / مَن لها كان في الزَمانِ شمالا
هاشميّ له إباءٌ وحزم / وتجاريب سادَ فيها الرجالا
أنسه كانَ للعراقِ حياة / ولهُ الشعبُ يشكر الأفعالا
وتلاهُ اِبنه وقامَ بأمرٍ / لَم يَدَع للعُصاةِ فيه مجالا
ولَئِن غابَ فالبلاد عليها / أُمناء أنوارُهم تَتلالا
فالحفيدُ المأمول خير أمين / صارَ للعزّ والإباءِ مثالا
فالحفيد المحبوب إذ فيه نرجو / أن تنال السعودَ والإقبالا
سيّد نورُ وجههِ إن تبدّى / يَتجلّى للناظرين هلالا
هذه ندوة الشبابِ وفيها / كلّ شهمٍ حرّ تردّى الكمالا
يا شبابَ العرب الأكارم نهضا / ولكسبِ العلاءِ قوموا عجالا
فاِطلُبوا العلم كي تنالوا رقيّا / وبأعلى الجَوزاءِ حطّوا الرِحالا
أمّة العربِ أمّة ذات مجدٍ / طَهُرت عنصراً وطابت فعالا
صفَحاتُ التاريخ تشهدُ عَنهم / وَلكم دونه لهم أعمالا
فَعلى منهجِ الأوائلِ سيروا / وعَنِ المجدِ لا تكونوا كُسالى
فَلَكم سؤدد ومجدٌ قديم / وَلَكم في الزمانِ شأنٌ تعالى