المجموع : 15
قرب الوجد والسلو بعيد
قرب الوجد والسلو بعيد / فإلام الملام والتفنيد
حاشلي لا أرى خليع عذار / في هوى من له عذار جديد
بدر تم له من الرمل ردف / وله من جد آية الرمل جيد
حبذا روض خده الغض لو أس / رح لثا في حسنه واورى
مذ قادني دمعي كخديه قان / وجفاني أيامي البيض سودُ
خصِر الريق حل عزم سلوى / عن هواة خصر له معقود
ليس يطفي وقد الصبابة إلا / برد في مجاج فيه برودَ
بأبي زروة له غير زور / ليلة النصف والنجوم ركود
حين وافنى بنبت عنفود فيه / والثريا كأنها عنودُ
بامغاني العقيق لاعفَّك المز / نُ ومدَّت على رباك المدود
وبكت شجوها السحائب في رب / عك ريا وضاحكتك الرعود
كل جود تخال كف علاء الد / ين فيه بالمكرما تجود
ملك صان عرضه ما استباحت / من حمى ماله المضاع الوفود
زينبي للوحي ما بين بيتي / ه نزول وللدعاء صعود
باب إحسانه على الوفد مفتو / ح وباب اعتذاره مسدود
قسما ما أغب طرفة عين / عن مرحٍ طريفه والتليدُ
أبيض العرض والنوائب سود / سائل الجود والأكفّ جمود
فعقيم الرجاء قد لقحته / راحة منه للأيادي ولود
شرس ليَّن لجافٍ ووافٍ / متلف مخلف مفيت مفيدُ
ورع أروع يرجى ويخشى / منه وعد معجّل ووعيدُ
عدم العدم في البرية لما / ملأ الأرض جوده الموجودُ
ولدته من آل غالب الأقيال / غر غلب بها ليل صيدُ
معشر في الندى بحور وفي السل / م بدور وفي الهياج أسودُ
ففداء العلاء نجل علي / من قريب الندى عليه بعيد
عرض كله فعرض زجاج / ويد جلد ووجه حديد
بالنسايا يجود إن جاد يوما / ولديا الرفد السني تقود
قل لمن واصل السرى بأمون / للفيافي والبيد قطعاً تبيدُ
يطلب اليسر من أخي كل عسر / فهو فيهم مجاهد مجهود
زر عماد الإسلام بالمدح واعلم / إنه بالسماح صب عيد
فلديه للوفد حوض إيادٍ / ذو ازدحام وروض جود مجود
يتساوى المجدود أما اجتداه / في اتساع الأرزاق والمحدود
يا أبا نصر الذيب النصر والأق / بال شاد اعلاه والتأييد
إن خطو الخطوب تقصر عمن / ظل نعماك فوقه ممدود
أنا عبد لك استرقَّني الأح / سان فلتشهد العدول الشهود
إرق أعلى ذرى السيادة وال / مجد فرأى الإمام فيك سديد
نبت عنه فالعدل مطرد يش / رق والجور منا لم مطرودُ
ساهراً بت في صلاح الرعايا / وهم وادعون أمناً هجود
رب خطب فصلته بخطاب / لك لم يوت حكمه داود
فاستمعها كأن أبياتها النظ / م لآل منثورة أو عقود
أحكمتها الألفاظ نسجاً ووشت / ها المعاني كما توشى البرودُ
وتمل الدار التي دارت الأف / لاك فيها بما أراك تريد
هي في حسنها كجنة خلد / لك فيها البقاء والتخليد
نقله تنقل الحسود إلى الأخ / رى سريعا مسلم المحسود
أذنت إذ مللت فيها على رغ / م الأعادي يألف عيد يعودُ
رام بي أنني حصاة قذاف
رام بي أنني حصاة قذاف / واشف هماً ما إن له اليوم شاف
واستعر لي إن شئت ضدا فإني / ليس ضدي كفوا فمن ذا اكافي
إن أكن قد خفيت عنهم فإن ال / بدر يمسي عن أعين الكنة خاف
وكذاك الدر اليتيم تراه / أبدا يستكن في الأصدافِ
أو ما شعري الذي لم يزل ين / شره في البلاد طي الفيافي
هو أحلى من الخدود إذا / أنبت فيها الحياء ورد القطافِ
يتشافى به الرواة ومنه / في قلوب الأعداء وخز الأشافي
يا أعف الأنام يا عون دين ال / له يا من غدا ملاذ العافي
لم أسفسف منه مديحك فاسمع / ه ولا تستمعن السفاسفِ
معشر قد بليت منهم باجبا / س ثقال ذوي رؤوس خفافِ
حضر فيهم على حصر الأل / سن في القول غلظة الأجلافِ
كيف لا يجدون من خص باللط / طف من الله والمعاني اللطافِ
من له بحر خاطر مثل جدوا / ك تراه من نسيبه ذا اغترافِ
يا فتى دينه مضاعفة الجو / د لسؤال ونصر الضعافِ
قد ألفت الإحسان منك فتمّم / وتلاف أمري قبيل تلاقي
فمتى مالويت طرفات عني / خانني القول والتنت أطرافي
أوعداني طول لديك فثق من / سي بطول النمين والإيجافِ
يا فتى ترجف القلوب إذا أف / بل في عرض جيشه الزحَّافِ
تتهادى بد الكميت تهادى ال / برق بين الأرماح والإسبافِ
وعليه مسرودة نسب داو / د وأخرى من التقى والعفافِ
لك ورد صاف وربع خصيب / وجناب رحب وظل ضافِ
وانعطاف من الرضا أبدا تغن / نيك عاداته عن استعطافِ
أنت من انشر القريض وقد كا / ن رميما تسفي عليه السوافي
لا تسمني بغير وسمي فما ين / كر خلق أني عويق التوافي
فتأمل أو كان شعري زيفا / لم ابهري به على الصرافِ
أولو اني من اللصوص لما جئ / ت بكايتي إلى العرافِ
قصدهم في تخلفي يبعدوني / عنك يا ذا الندى بغير خلافِ
ليس يقفو لي شاعر قط أثرا / فارم قول الواشين بي خلف قافِ
وطويل لمن يكون سطيحا / سبق عمرو في عدوه وخفافِ
أنت بدر الخطوب لا زلت تجلو / ها ونار الحروب ىوالأضيافِ
أنت أسلفتني السماح فخذها / حرة يا مقابل الأسلافِ
كلما كررت على سامعيها / فعلت بالعقول فعل السلاف
يتغنى بها الحداة وتغني / عن لقاء الأحباب والآلاف
لا كأشعار من إذا أنشدوها / وسط آب حست بالنفناف
لا عدا ربعك الوفود ولا / زال رحيبا موطاّ الأكناف
عاود القلب شجوه واد كاره
عاود القلب شجوه واد كاره / يوم سارت عن حاجر أقماره
ليت ذاك الحبيب يوم استقل ال / حي تدنو من المحب دياره
فأداني بعد البعاد غزالا / تفر النوم عن جفوني نفاره
لست إنساهِ زائرا في دجى ال / ليل وحاشا الحبيب ينسى مزاره
حين طوقته عناقا فكفا / ى وشاح له وصدري صداره
طرفه واحو راره ملك الأن / فسر منا أم خده واحمراره
يا لها مقلة تبرح بالجل / د وخدا يهون النار ناره
كيف لي بالدنو منه ومن أي / ن وحزوى داري وتيماء داره
لا استقلت حوافل المزن أوتن / تج في ذلك البحل عشاره
فيسقي حوذانه وأقاحي / ه ويروى خيريه وعراره
جار في مذهب الصبابة لا جار / ورام الهجران فالله جاره
شهره صرت في هواه كأني / جود يحيى بين الورى وأشتهارُه
المرجى نواله الغمر والمغ / شي مغناه والعلي مناره
والوقور الذي يخف ذرا أح / د وقدس ولا يخف وتارُه
رائق بشره هني نداه / طيب نشره زكي نجاره
طالعا في دجى الحوادث بدرا / ليس يخشى منها عليه سراره
ليس تأتي يمينه عند بذل ال / عرف شيئا إلا وزاد يساره
أريحي خالي العطاء من المن / نة ملآن من عفاف ازارُ
ذكرت قبله الكرام فلما / جاء أنست أخبارهم أخبارُه
حبذا رفده الجزيل لراجي / ه وبعد الرفد الجزيل اعتذاره
يخجل القطر كفه حين يستم / طر والبحر طاميا تيارُه
ليس يعفو وطبعه العفو إلا / حين يبدو لجارميه اقتدارُه
أثبت الناس في الهياج إذا ما / أوقدت ناره وطار شراره
لا يخاف الفرار منه إذا خي / ف من العاجز الجبان فرارُه
وسواء حسامه ولسان / باتك حدة رهيف غرازه
ففداء الوزير كل بخيل / كاذب الوعد ربه دينارُه
ما الذي يستلذ في جمعه الما / ل وعار عليه وهو معارُه
يا جوادا غلا به الشعر لما / رخصت في زماننا أسعارُه
أنت عود الندى الرطيب ولا غر / و إذا ما حلت لجان ثماره
هاك سحر الكلام تجلى على مج / دك يا واحد الندى أبكاره
عشت في دولة تخلد مالا / ح مساء وما أطل نهارُه
لا عدا ربعك السحاب الهطول
لا عدا ربعك السحاب الهطول / وتمشت فيه الصبا والقبول
وأربت على رباه سيول / ليس يدري من بعدها ما المحول
فلكم صافحت به شمأل الري / ح بأيدي السقاة راح شمولُ
حب غصن الشباب غض نضير / ورداء النعيم ضاف صقيلُ
ولولوعي بكل مجدولة القد / يطيع الغرام فيها العذول
غادة تصمت الخلاخل ريا / حين يظما وشاحها فيجولُ
تتثني على اعتدال ويرتا / ح إلى الجور قدها فيميلُ
قد حملت الملام وهو ثقيل / ورعيت الغرام وهو وبيلُ
وتحدثت في السلو فما أق / صر شوق ولا تمادي ذهولُ
ونهاني عن ذاك خصر نحيل / وقوام لدن وخد أسيلُ
يا عذولي وهل يبل غليل / من جوى الحب أو يبل عليلُ
وغرامي بعلوة ليس ينفك / ووجدي بها عريض طويلُ
ما سبيل إلى السلو كما لي / س إلى ساكن الغوير سبيل
ونحولي من لاخصور فإن زا / ل نحول الخصور زال النحولُ
غير أن الهوى يحول مع الده / ر وجود الوزير يحولُ
ملك عرضه مصون كمن حل / ل ذراه ووفره مبذولُ
عذلوه على السماح فلم يص / غ وأين العذول والعذولُ
جوده جود عالم إن ما يذ / خر غيرا لثناء ذخر يزولُ
المعي الأراء متقد الفط / نة من طينة الندى مجبولُ
قائل فاعل وليس يجوز ال / مجد خلف إلا القؤول الفعلوُ
عبدت كفه طريق الأيادي / فحزون الآمال فيها سهولُ
كافل للعفاة بالنجح فيما / أملوه منه فنعم الفإيل
روعت كتبه الكتائب فانصا / ع هزيما خميسها والوعيلُ
وكفاه من أن يسل حساما / مطلق الحد عزمخه المسلولُ
مشرق البشر مسرف الجود للمج / د خدين وللعلاء خليلُ
ويمين لولا سماحة عون البد / ين ما كان للغمام رسيلُ
عم معروفه فهل جاش بحر / حين أسداه أو تدفق نيل
مستباح الجدوى يمد غلى العل / ياء باعا يزهام طول وطولَ
كل طرف الزمان عنه فمن دو / ن علاء السماك والإكليل
أسد باسط ذراعيه في الرو / ع عليه من القنا السمر غيلُ
لك منه رأي يفل شبا الخط / ب وعزم منافر لا يفيلُ
يا جلال الإسلام هذا جلال الش / عر لا ما يقوله من يقولُ
معشر قرضوا القريض وباعو / ه بزيف كما يباع الغلولُ
حرفوه عن السبيل وقالوا / باحتقار قد حرف الإنجيلُ
ليت شعري أيستباح حمى الشع / ر ولا يستباح منهم قتيلُ
ولعمري لأنت أعدل من يح / كم فيه ومن إليه يؤولُ
متنبيه بحتريه أبو تم / مامه مرء قيسه الضليلُ
حبذا ربعك الخصيب ومرعا / ه فكم فيه للمقيل مقيلُ
حيث لا يذمم الغريب تنائي / ه ولا يصحب الأديب خمول
خلق كالربيع باكر القط / ر فحياك زهره المطلول
فاستمعها غراء شاردة الأب / يات معقولة لديها العقولُ
لم يعزها سهل الكلام ولا يع / وزها من عطائك التسهيلُ
يتلالا لها الكريم ارتياحا / للمساعي ويضمحل البخيلُ
وتمل الحول الجديد فلازل / ت مما بألف حول يحولُ
وابق ما ناوح النسيم ذرى البا / ن وما راوح الغد والأصيلُ
يا زعيم الدين الذي ليس ينفك
يا زعيم الدين الذي ليس ينفك / ك غيانا للمستجير اللهيفِ
والذي عزمه أحد وأمضى / في أعاديه من مضاء السيوف
بك أضحى نبت المكارم ريا / ن وغصن الإحسان داني القطوفِ
لست أشكو إليك بعد خروج ال / برد عني سوى دخول المصيفِ
والتحافي فيه بجبتي السو / داء تلك البديعة التفويفِ
جبة أي جبة تبتا / ع إذا رمت بيعها برغيفِ
دبَّ فيها البلى المبيد وأمسى / زيقها للدبيب دار مضيفِ
فكأن النحيف من جسمها الر / ث على جسمي النحيل النحيفِ
طيلسان الصفي عمَّره الل / ه تعالى أوجبة ابن العفيفِ
عج بنجد نحيِّي دار الرباب
عج بنجد نحيِّي دار الرباب / جادها واكف ملثُّ الربابِ
وسقى عهدنا بها فلقد كا / ن سريع الذَّباب هامي الذِّهابِ
مع خود تثني نبحسن التثني / عزم صبري عن سلوة وإجتنابِ
ذات طرف ساج وخصر نحيل / وأثيث داج وردف رابي
شب في خدها المضرج نار ال / حسن للناظرين ماء الشبابِ
مثمر غصنها المهفهف في كل / ل أوانٍ بالورد والعنّابِ
حجبوها ضنا ولو أبرزها / لغدت من عفافها في حجاب
كمهاة الصريم لولا التثني / خالها اللحظ دمية المحراب
غدرت بي وأعربت عن ملال / وكذا الغدر شيمة الألأعرابِ
يا عذاب الثغور رفقا بصب / سمتموه حمل العذاب المذابِ
عجبي منكم لعين ظباء / ليس ينفك صيدها أسد غابِ
غربت حين أطلع الشيب في فو / دي نجوما شموس تلك القبابِ
وسأسلو عن حبها بشمول / تجتلى في قلادة من حباب
رضت من صعبها خلال رياض / سحبت فوقها ذيول السحابِ
فهن بشرا كوجه مؤتمن الدي / ن ونشرا كذكره المستطابِ
اللبب الأريب والمخلف المت / الف والماجد الكريم النصابِ
العليُّ المنار والضيِّق الأع / ذارِ للوفدِ والفسيحُ الجنابِ
واهب البدَّنِ الرعابيب كالآ / رام والبدنِ رتَّعاً كالهِضاب
ذو يد صبية ببذل الأيادي / وفؤاد إلى المكارم صاب
لذت منه ولا ملاذ لعاف / بمهاب معذل وهابِ
بسريع الثواب داني ندى الكف / ف بعيد المدى بطىء العقابِ
علم عالم مصيب إذا ما / لجلج القوم قائل للصوابِ
فهو غيث نداه في كل ناد / وهو ليث في كل ضِرابِ
وهو مغرى بصون عرض وجارٍ / ظل يحميه طبيذل الرِّغابِ
ذم حليا بالجود يا ابن الدوامي / كفيلا بالنجع للطلابِ
رب راى لولا زنادك لم يو / ر وخطبٍ فصله بخطابِ
أنت أحسَبتَني بسيب عطاء / منك ما كان بعضه في حسابي
أنت أورثتني المعين من الرغ / د ولم تَجعَل السرابَ شرابي
طال عتبي على الزمان ونعما / ك تناهت بنا إلى الأعتابِ
طفرَّتني بالنائبات وقد بت / تُ لقًى بين ظفرها والنَّابِ
فتملّ العيد الجديد فقد جا / ء بشيرا بالسعد من كل بابِ
واستمعها عذراء لم ترض إلا / بك كقوا مع كثرة الخطابِ
كالتفات الحبيب نحو محب / ونسيم الصبا وعهد التصابي
تتناسى لها إذا ذكروها / ما على الركب من وقوف الركابِ
يا بهاء الدين المرجى نداه
يا بهاء الدين المرجى نداه / والذكي الضرب الزكي النجار
يا حريا بلبس كل ثناء / وعريا من كل ذام وعارِ
أنت أجرى الأنام كفا إذا / سيل وأرعاهم لحق الجارِ
أنت غيث يثري الفقير بنعماه / وليث تحت العجاج المثار
لا وإحسانك الذي بدل ال / إعسار من مجتديك بالإيسار
ما أداري في النصف خلقا من النا / س وسعد الفراش يعرف داري
ويمينا ولا أداجيك فيها / ما لراجيك كارة في العيار
فابق في نعمة وعز ومجد / وسمو ورفعة واقتدار
عضد الدين دمت يا أكرم الخل
عضد الدين دمت يا أكرم الخل / قِ لمن يجتديه ذخرا وكهفا
أنت أذكى وأنت أزكى إذا ما / فخر الناس عرف عرض وعرفا
أنت أنداهم جنابا مريعا / إن سئلت الندى ووجها وكفّا
أنت ما زلت للموالين عزا / وحياة وللمعادين حتفا
أنت أعددت للوقائع والحر / ب رماحا لدنا وحصداء زغفا
وجلادا يزري العدو ونهدا / يسبق الطرف حين تجربه طرفا
يا شقيق العلى وخل المعالي / عشت الفا من السنين والفا
وجد الخلف في سوى جودك الجم / م ولم نلق في سماحك خلفا
يا أعف الأنام كم ربع مجد / وعلاء لولا نداك تعفى
كم مقل شفيت أدواءه جو / د فعوفي من بعد ما كان أشفى
بأبي منك شيمة وخلالا / من صفاء الرحيق أحلى وأصفى
طل جدواك لا يقاس به وب / ل الغوادي وظل نعماك أضفى
أنت فرغت قلب كل عديم / بسماح ملاءت منه الأكفا
ليس يخفى ما بت تصنع من خي / ر وضوء الصباح ما ليس يخفي
نام قوم عن العلى وتنبه / ت بطرف ما حاد عنها فاغفى
فابق مستسعدا بملكك وأسمع / در مدح وصفته فيك رصفا
ما شدا الورق في الغصون سحيرا / وسرين السحائب الغر وطفا
لا جفا البرق منزلا بالبراق
لا جفا البرق منزلا بالبراق / وسقاه من صيّب المزن ساقي
فلقد كان موسما للصبابا / ت وانسا للهائم المشتاق
حيث شمل الفريق ما أصبح الده / ر له مؤذنا بوشك فراق
والمغاني غنية بشموس / قد فضلن الشموس في الأشراقِ
كالظبي أعينا يرينك أعنا / ق ظباء مخلوقة للعناقِ
كل خود تعذب المغرم الصب / ب بعذب من ثغرها البراقِ
تنثنى تثني الغصن الأهيف / راق العيون بالإيراقِ
أوسعتني صدا فخدَّت الخد / د دموع تضيق عنها المآقي
أكثر العاذلون فيها ولكن / خرسوا عند نطق ذاك النطاقِ
بعدت سلوتي يلها بعد ما / بين عفاة الوزير والإملاق
ملك تبصر الملوك له الصي / د خشوعا خواضع الأعناق
معرق في الفخار طاب أصولا / وفروعا كريمة الأعراق
واهب البدن الخرائد والبدن / هجانا والصافنات العتاق
مطعم الضيف خاضب الرمح والسي / ف لدى الروع بالدم المهراق
كسروى موفق الحل والعق / د وفي بالعهد والميثاق
شاد ما شاده الرفيل من المج / د وأحيا من ذكره فهو باقي
نشر الجود في الورى وطوى ال / جور بعدل قد سار في الآفاق
أغلق الرزق دوننا فوجدنا / في يديه مفاتح الأرزاقِ
رب جود غض إذا اخلق ال / جود وغاضت مكارم الأخلاقِ
وإلى ضوء بشره طوت العي / س بنا كل قاتم الأعماقِ
نلاقي من جوده الجم بحرا / ساقت المجتي إليه السواقي
ترتوي الأنفس العطاش يعدّ / راق من صفو مائه الرقراقِ
ليث حرب ضار إذا شبت ال / حرب وغيث شؤبوبه ذو اندفاقِ
مصدر البيض قانيات كان قد / كسيت خجلة الخدود الرقاق
كفه بالنوال اسمح للعا / فين من صوب واكف غيداق
ثبتت في رقابنا من نداه / عارفات أبقى من الأطواق
لم يسد غلظة ولكن بحق / واجب لم يزل وباستحقاقِ
راتق فاتق وما أبهر المل / ك وأبهى بالفاتق الرتاقِ
عد شكر الرجال من خير ذخر / ورآه من أنفس الأعلاقِ
عضد الدين دعوة من ولي / خالص الود غير ما مذاقِ
أنت خولتني النفيس من الوف / ر ونفست منعما من خناقي
وتداركتني برفدك لما / كنت من اسرفاقتي في وثاقِ
فسآتيك بالقوافي الجليلا / ت تهادى بين المعاني الدقاقِ
وأسوق القريض نحوك إذ كا / ن بناديك نافق الأسواقِ
وأزف الثناء صدقا على مج / دك يا مجزلا له في الصداقِ
أخفق المجتدي سواك ومن رجا / ك في مأمن من الإخفاقِ
فالق ما شئت من منى وابق فينا / مستماحا عمر الليالي البواقي
الصبوح الصبوح لاح الصباح
الصبوح الصبوح لاح الصباح / واشتكت طول حبسها الأقداحُ
وتغنت على الغصون فأغنت / عن قصيح الغناء عجم فصاحُ
فاسقنيها راحا إلى شربها النف / س على حالة ترتاحُ
وأدرها حمراء تدراً عنا / برحاء ما من أذاها براحُ
خند ريسا لها من المزج تاج / وعليها من الحباب وشاحُ
تتلاشى الهموم منطويات / حين تجلى وتنشر الافراحُ
فهي للشرب حين تبرز مسبا / ح وفي ظلمة الدجى مصباحُ
لا جناح على امرئ باكر اللذ / ذة حبا لشربها لا جناحُ
في رياض راضتا حدائقها المز / ن ورقت كالراح فيها الرياحُ
ماؤها كالدروع يرعد خوفا / حين تهتز للبروق صفاحُ
يقدح اللهو زنده في رباها / ويضاهي نسرينها القداحُ
أسكرتنا بريقها العذب فيها / وأباريقها خلوب رداحُ
طرفها نرجس يحيا به الشا / رب حسنا وخدها تفاحُ
تتغنى بمدح مؤتمن الدي / ن فتحيا بشدوها الأرواحُ
الكريم الذي له السؤدد المحض / صريحا والنائل المستماحُ
والوشيّ المضيء ما أظلم البا / خل وجها والأبلج الوضّاحُ
والجواد الذي له في المعالي / غرر المكرما والأوضاحُ
والذي تخجل السيوف إذا جر / رجه أسياف عزمه والرماحُ
لم يقف عند طارق وتليد / منه طرف إلى الندى طماحُ
كيف نخشى انغلالق باب من الرز / ق مقل وكفه المفتاحُ
ماجد نحو ربعه تزجر العي / س وتنضي أشباحهن الطلاحُ
مستنير التدبير في ظلمة الخط / ب إذا لم ينرى لرأى صباحُ
وله دائما إذا ذكر الجو / د أو الفضل هزة وارتياحُ
وله حين يسأل الرفد بشر / يملأ العين برقه اللماحُ
وحمى لا يباح يوما من الده / ر ومال مستهلك ومباحُ
ويمينا ما للسحائب وطفا / كرم في يمينه وسماحُ
وهو في السلم كالفتاة حييى / وهو في معرض اللقاء وقاحُ
يا جوادا أغلى صداق القوافي / فغدت فيه تصدق المدّاحُ
ما عدا النجح قاصد يك ولا لا / ح لهم إذ رجوك إلا الفلاحُ
حزت سكري بما أملت فما / تلمع يا ابن الكرام فيه الشّحاحُ
وكفاني تيار بحرك إن أم / دح من بحر جوده ضحضاحُ
سيدي أنت يا أبا الفرج الأي / يد يا من سحابه سحّاح
أنت ليث في كفه البحر والغي / ث وصدر في الصدر منه انفساح
دمت فينا يا ابن الدوامي ما أظ / لم ليل وما أضاء صباحُ
ثم لا زلت رب جد عليّ / ما علا الديك طائرٌ صداحُ
وأتتك الأعياد عائدة بالسع / د ما عاقب الغدو الرواحُ
لا وغصن من القوام نضير
لا وغصن من القوام نضير / ما لحزني وحسنه من نظيرِ
لا سمعت الملام في حب أحوى / خنث الدل والدلال غريرِ
رشأ بت مازجا بسلاف الر / راح من ثغره سلاف العصيرِ
أسمر اللون لو بغير القنا السم / ر حموه عني لبات سميري
أنا إن زار في ربيع من الوص / ل ومن حر هجره في هجيرِ
ظالم لي بطرة كظلام / تحتها غرة كصبح منيرِ
قد رأينا الديجور في الصبح منها / حين يبدو الصبح في الديجورِ
ثم مما يزيد وجدي نشاطا / ما بأجفان عينه من فتورِ
كم عذول في ذلك الخد والخا / ل خلى من لوعتي وزفيري
لام فيه جهلا فلما رآه / راح في ذلك العذار عذيري
في عذار كأنما كتب الحس / ن بمسك فيه على كافورِ
يا سقيم الجفون قد خلق السق / م بجسمي وخصرك المخصورِ
يا طليقا من الصبابة والأشو / واق رفقا بقلبي المأسورِ
وسحور اللحاظ لا يهب النو / م لأجفان عاشق مسحورِ
قم إلى الخمرة التي نفت الهم / م وأفنت في العمر عمر الدهورِ
وأجل منها على نداماك نارا / في إناء من الزجاج كنورِ
في رياض أريضة نظم الطل / ل أكاليل زهرها المنثورِ
من شقيق مضرّج كخدود / وأقاح منوَّر كثغورِ
حيث كف الصبا تباكر بالحل / ل لجيب السحابة المزرورِ
وتغنم فيها ترنم عصفو / ر إلى بلبل إلى شحرورِ
باكر القصف بافتضاضك بكر ال / لهو والعيش خيره في البكورِ
لا تخف عليه وقد خلق ال / له سماح المؤيد المنصورِ
هبة الله والجواد الذي / ساس البرايا بالحزم والتدبيرِ
طال في فخره شجاعة عمرو / وندى حاتم ورأي قصيرِ
جنة للعفاةِ وهو على الأعداء / يوم الهياج نار سعيرِ
زين الملك رأيه بسوار / وأحيط الإسلام منه بسورِ
وإذا ما انتدى فأَرسَى حصاة / من إبان ويذبل وثبيرِ
أنا من خلقه ونائل كفي / ه زماني في روضة وغنميرِ
إن يكن في الندى هشام له عب / د فما عبده بدون جريرِ
دمت مجد الدين الممدح في عز / ز مقيم وغبطة وحبورِ
عشت تعلو طود المعالي وترقى
عشت تعلو طود المعالي وترقى / يا جواد بذ الأجاود سبقا
يا فتى أعربت عطاياه حتى / أغنت الطالبين غربا وشرقا
يا أجل الأنام قدرا لقد / جل مديح نظمت فيك ودقا
أنت لولاك طلّق الشّعر من لم / ير في الأرض غير وجهك طلقا
أنت أغليت من صداق القوافي / حين حبرت من مديحك صدقا
أنت صيرت كل حرّبا حسا / نك عبدا لا يطلب الدهر عتقا
أنت غيث يعشو إلى ناره ال / وفد وليث يغشى الأسنة ذلقا
أنت من فرق اللهى ورأى الجم / ع لشكر الرجال لا المال أبقى
أنت بيضت وجه حظي وكثر / ت بنعماك من أعادي زرقا
أنت من دبر الممالك بالحز / م ورمّ الأمور رتقا وفتقا
بأبي منك يا أبا الفضل مولى / خارقا للعقول بالجود خرقا
ما رأينا طريف علياه مسلو / كا ولا مورد لمرجيه طرقا
يا أمدّ الكرام راحة إحسا / ن وبذل وأحسن الخَلق خُلقا
يا جوادا لما قربت إليه / قلت بعد للنائبات وسحقا
قد خبرت الأنام طرا وقد صر / ت بأحوالهم سطيحا وشقّا
فوضى عمني بطولك ما أب / صر عرضا من لون عرضك أنقى
كم وغى خضتها مثير سحاب / من عجاج يريك بالبيض برقا
رد فيها النقع السّار جياد ال / خيل دهما وكن شقرا وبلغا
كان ما تكتب الظبي ثم من كف / فك في أسطر الكتائب شقا
قسما بالمطي يقطعن فجا / طالبي مكتدى ويخرقن خرقا
عاشات عوم السفا ئن يحسب / ن ضحاء في لجد الآل غرقى
كل حرف تمد في عنق السي / ر لصوت الحداة ليتا وعنقا
إن أشقى الأنام أحمر عاد / ومعادي غرس الخلاقة أَشقى
يا فتى الصاحب العريق فخارا / طبت أصلا زال وسنخا وعرقا
ما رأينا يا ذا الندى بين كفي / ك ولا بين فرق السحب فرقا
فتهن الشهر الأصم فقد أس / معنا أن ملكك الدهر يبقى
وتلق النعيم رطب الحواشي / وأرق من هامة المجرة فَرقا
وابق غمر العطاء ثبتا مطاعا / سالما من أذى الخطوب موقّى
مستماح المعروف ما غنت الور / ق على مورق يجاوبن ورقّا
أيها البائع الجليل أَجل أن
أيها البائع الجليل أَجل أن / ت عليم بهذه الأحوالِ
غصبك الشعر بالنسايا على البص / رة والأنحدار غير حلالِ
هات قل لي لمن أطالب أن جئ / ت بوجه مصفر وطحالِ
ثم دع ذا إن وسطتك الحرامي / ة في طرق واسطما ما احتيالي
وإذا ما سلمت والله يكفي / وتسلمت معظم الأموالِ
غسآتي وأنت في حبس قطب إليه / دين تحت السبا لفي الأغلالِ
وأنادي بالله لا تخرجوه / إن فعلتم الأعلى حمالِ
يا ابن نصر وأنت أك
يا ابن نصر وأنت أك / ذب خَلق إذا حلف
طبعك الجور والخيا / نةُ والظّلم والجنف
يا أقل الأنام في ال / عين مع كبرة الظَفَف
قد عرفناك بالقيا / د وطوبى لمن عرف
أنت في الدست قاعد / والمصابات في الغرف
يتقاسمن بالأيو / رِ كما تُقسَمُ التُحَف
كل شالفة تعد / د لعشاقها الشلف
من همايينك التي / خلف الوالد العقف
أنت يا مخلف الموا / عيد حقا أبو خلف
لا تكلف لسد قو / م بغدادنا الكلف
واطرح كثرة القوا / بير والسفن والعلف
حط في الماء راحتي / ك وقد صار كالنجف
عضد الدين أنت أبسطُ عدلا
عضد الدين أنت أبسطُ عدلا / من قباذِ ومن أنوشروانِ
كان شن الغارات في البلد ال / قفر فصارت تشن في الدين
فلكم قط من كرازك دخن / ومخالي قطن فتى القطار
ما لهذا وللكتابة لولا / خَرَف من صدور ذاك الزمانِ
فتناوله بالمقارع ضربا / وانتزع منه مال قاصٍ ودارِ