المجموع : 11
قل لزين الكفاة يا ذا الذي فا
قل لزين الكفاة يا ذا الذي فا / قَ بحسنِ الكفايةِ الأكفاء
إنّني أشتكي إليك دواةً / أصبحت بعد حسنها شوهاء
شمطت والقذى أحبّ إلى العي / نِ وأشهى من أن ترى شمطاء
ولديكم صافي مداد يحاكي / مقلة الظبيّ حلكة وصفاء
فآقرها منك ما يعيد لها الشي / بَ شبابا واستقر منّا الثناء
والعجيب العجاب أنك تسدي / عند تسويرها برا بيضاء
أيها الصاحب المعظّمُ إني
أيها الصاحب المعظّمُ إني / أتشكّى اليك من أوصابي
أعقبتني الصهباء أمسِ خمارا / راح في القلب مثل وخزِ الحرابِ
وسؤالي من حسن رأيك أن تن / في خماري بلعقة من شراب
وإذا لم يكن لديك شراب / فانف عنّي الخمار بالجلاب
لك في المجد أول وأخير
لك في المجد أول وأخير / فبما شئت قد جرى المقدور
ذلّ صعب الزمان منك بجودٍ / كلّ صعب لديه سهل يسير
يا ابن ما بقى من الجود إلا / جود كفّيه روضة وغدير
أنتم دوحة المكارم والمج / د وفيكم بحر الثناء نمير
أنتم آل جفنة خير خلقٍ / سير الجود في علاهم تسير
قد بنيتم من المكارم بيتا / وعليه من المحامد سور
لا تطيب البلاد إلا إذا قي / ل بها سنقر وفيها الظهير
كل جودٍ ما لم تفده هباء / كل مدح ما لم يكن فيك زور
مكرمات تزهى برونقها الكت / ب وتبيضّ من سناها السطور
كم يسمّون بالأمير أناساً / والأمير الذي نداه غزيرُ
محيت أسطر الندى والمزايا / في البرايا فاللوم فيهم كثيرُ
كم أنادي منهم أصمّ عنِ الجو / د غبياً الباع منه قصيرُ
ومنى حبتكم أنادي نداكم / فهوَ لي بالحبا سميعٌ بصير
فيكم رونق الزمان وللنا / س بكم فرحة ومنكم سرور
هي بشرى الإسلام والأيّام
هي بشرى الإسلام والأيّام / والليالي والدهر والأعوام
أسفر المجد والمكارم من بع / د عبوس منها وطول غرام
واغتدى الدين مستنيرا ومذول / ليت أضحى في سدفة من ظلام
أصبحت بعدك النفوس ظماء / تتلظّى وبابها من أوام
سرت والجود سائر حيث يمّر / ت فاضت بالفخر دار السلام
وتحلّت مذ زرت أربعها الزو / راء من عزّة بكم واحتشام
واستظلّت من بعد بعدكم الح / دباء من وحشة بذيل القتام
أنت فيها روح وليس حياة / بعد فقد الأرواح للأجسام
زرت في روضة العراق ذرى المل / ك وحيّيت بات خير إمام
ثقة الله وابن عمّ رسول ال / له عدك في سائر الأحكام
فعلى أحمد وأحمد منّي / صلوات مقرونة بسلام
يا أبا طالبٍ لقد شدت ما وط / د منه في النقض والإبرام
وقفوت الرسول في كلّ أمرٍ / ومنه في النقضِ والإبرام
لك بالأحمدين عزّ رفيع / بممل علا على بهرام
أنتم دوحة المكارم والمنين / بة تقضي بوصلة الأرحام
لا أختراق ما بينكم في المعالي / وسواء فخراً بنو الأعمام
قد تفّننت في العلوم فأصبر / عنه زلّت مواطىءُ الأقدام
وبرعت الغداة في كل فن / عنه زلّت موطىء الأقدام
بك نهدى في كل أمر وآرا / ؤك تقضى في حلمنا والحرام
ولك الجود لا لغيرك في الحد / باء ظلّت غيوثه في انسجام
لو يباري نوالك الغيث اخجل / ت بفيض الاكف صوب الغمام
أو يوازي برأيك الشم أخجل / ت من الرأي والحجا ابني شمام
قد كفلت الأيتام بالجودش حتى / أتمنّى أنّي منَ الأيتام
سيدي إنّني محضتُك وداً / لم يغيّرهُ حادثُ الأيّام
وعجيب إذ لا يقابل مدحي / في معاليك بالعطايا الجسام
والحظي لديكمُ في انتقاض / ومديحي لمجدكم في تمام
ولكم من قصائد سائراتٍ / هي درّ أبرزتها في نظام
تليت في البلا في كل ماد / بين أهل النهى وبن العوام
لم يكن بالهنيّ تعجيل مدحٍ / يصل الرفد عنه من بعد عام
وعجيب وأنت رب السجايا / والعطايا الجود والإنعام
لا عدت ربعك المسرات ما لا / ح ضياء مكشّف لظلام
راح يخشى في حبّه الرقباء
راح يخشى في حبّه الرقباء / ويسر الغرام والبرحاء
ويفيض الدموع حتى لقد أص / بح بين الأحباب منه عزاء
لا يلمني العذول في فيض دمع / علّمتني يد الفراق البكاء
عاذل غادر الفؤاد عليلا / بملام أجرى الدموع دماء
كيف لا أغتدي صريع اشتياق / ومغاني الأحباب أضحت خلاء
بان عنها ألافها فغدت من / بعد ما كنّ آهلات قواء
يا مغاني الأحباب حيث الغواني / أو طنو الهضب منك فالجرعاء
لا تخطّى مرّ النسيم ربا من / ك ولا كان سيره إبطاء
واستهلّت بك السحائب تحدو / ديمة فيك ديمة وطفاء
رب عيش لما تذكرته في / ك غدت نحوه النفوس ظماء
إذ غزال الصريم لم يصرم الود / د اعلالا ولا تناسى الوفاء
وفؤادي أضحى أسيرا لديه / في وثاق وأدمعي طلقاء
واغتدت أوجه البشاشة بشرا / تتجلّى نضارةً وبهاء
بأبي ذلك الزمان وقد سا / عفنا العيش صبحه والمساء
وإذا امارفا الحبيب بطرف / أورث القلب سكرةً وانتاء
تمثل الراح نشوة منه حقا / حين يعدي إسكاره الصهباء
وعفاة تسنموا خطر الاه / وال بالبيد يعملون بالرجاء
يقطعون الفلاة وخدا وإعنا / قاً ولا يسمعون إلا الحداء
والمطايا تبديها البيد حتى / رحن من شدّة الرجا أنضاء
ترتمي بالفلاة والليل قد م / على الخانقين منه رداء
قلت لما بدا لهم فلقُ الصب / ح فأهدى للناظرين الضياء
أيها السائق المجد ترفّق / بالمطايا فقد أتيت السماء
قف ترى أحمد الأمير أبا العب / باس ذا الجود إذ ترى الحدباء
ملك كوّن الإله له الأق / دار فيما يريده كيف شآء
فهو ظل الله الظليل همى جو / دا دراكالإ خجل في الأنواء
وهو يفني السؤال إذ بمنخ السا / ئل سيبا كيما يجود ابتداء
فإذا ما أى ذوو القصد أبدى / من سنا وجهه لهم لألاء
فهو يولي الجزيل عفوا فإن أث / نوا عليه أعطى العظيم جزآء
كرم الله في الورى وابن عبد / الله راحا بين الأنام سواء
لو ذعيّ الآراء في كلّ أمر / معضل الوقع أفحم الأراء
يقظ العزم في القضاء بحكم / الله يلفي في حكمه الأهواء
ملك لا ترى له في الورى شب / ها وتلقى لغيره نظراء
عزمات رقت إلى الغاية القص / وى علُوّا فليس تبقي انتهاء
وجرى في العلى وكل ذوي فض / ل فجلى الورى وحاز العلاء
وإذا ما الحروب قامت على سا / ق غدا مقعد الحروب مضاء
فالمنايا بكفّه والعطايا / فهو يجرى اللهى ويذري الدماء
وطئت منه أمهات الأعادي / جمرات من ثكلها الأبناء
ثم راحت منه البنان ذوى وي / ل طويل إذ تفقد الآباء
وإذا ما سالت يافا أجابت / بلسانٍ غادرته فأفاء
شهدت منك موقفا صعقت من / ه وقد كاد أن يهدّ البناء
فاختلست النفوس حتى لقد غا / درت ضربا جموعهم أشلاء
ظلت في معرك تحطّ على الرو / م من الموت صخرة صماء
فرفعت الغداة للدين فيها / بطوال المثقفات لواء
وأقمت الصلاة في ذلك الدر / ب وقد كانت الصلاة مكاء
وتلون القرآن فيها افضل ال / ردم حتى تخيّلوه غناء
وجعلت الصليب منعفرا في / هم وقد كان عزة قعساء
أسد الدين والذي إن دجا خط / ب ملمّ بالحادثات أضاء
بأبي أنت بل بروحي مفدى / ي ولكن أقل ذاك الفداء
بك أغضيت عن زماني وأصبر / ت برؤياك أطرر الغماء
وأغيظ الحساد عن ثقة من / ك اعتلاء واكبت الأعداء
قد تمسكن منك بالعروة الوث / قى رجاء أن تستجيب الدعاء
ليس لي في الأنام غيرك والل / ه عليم أني محضت الولاء
بك قد عاد عصبة أغنياء / حين راحوا ن قبلها فقراء
فهنيء للناس منك مليك / قد تروّى الزمان منه علاء
عقد الدهر للمكارم من جو / دك والفضل في الأنام لواء
حسدتني عصابة حين ألغت / موضعي منك رفعة واعتلاء
فاتخذني عبدا تجدني في كل / ل مهم صعب أباري القضاء
وافترعها بكرا غدت من معاين / ها وتثقيف لفظها عذراء
تطرب السامعين ألفاظها العز / ر بمعنى أحكمت فيه البناء
يعجز القائلون عن مثلها حق / قا ولو أصبح الورى شعراء
كل شعر يأتي به بعدها الغي / ر سيغدو عند القياس عواء
فتمتع بما اقول لتبقى / مدحي فيك عن سواي أكنفاء
إن داراً بين اللوى والعفيق
إن داراً بين اللوى والعفيق / هاجت الشوق للفؤاد المشوق
أخلق الدهر ربعها وقد بم / عهدها في الفؤاد غير خليق
آذكرتني هندا وما فعل الشو / ق بقلبي من بعد سير الفريق
يا خليلي إن كنت خلّي فدعني / وغرامي في الحبّ وأسلك طريقي
لا تذقني طعم الملام فإن كن / ت مذيقا فأنت غير شفيق
ولقد رحت بعدهم بفؤاد / موثق منهم ودمع طليق
أرتجي الطيف أن يلمّ ومن أع / جب شيء زور الخيال الطروق
والكرى قد جفا الجفون وسمعي / غير مصنع والقلب غير مفيق
يا زمان الصبا مضيت حميداً / بمعانٍ رجب وغصن وريق
لك عهد في القلب غير مضاع / بوداد للغانيات وثيق
إذا غزالُ الصريم لم يصرم الود / د ولا خان عهدنا يعقوق
يا محلّا دمي ترفّق بصب / بعض هذا الصدد وغاير مطيق
كم تقلّدت في إثما ولم تح / فظ عهودي ولا رعيت حقوقي
إن تبرأت من دمي فعلى خد / ديك حقّا شهادةُ التحقيق
لك منّي محض الوداد كما أح / مد مني بالمدح جد خليق
ملك قدره سما السبعة الشه / ب بعزم علا على العيوق
ملك طاب فرعهُ ونماء ال / فرع ينبئك عن نماء العروق
ما فضضنا ختام علياه إلا / ضاع منها ذكيّ مسك سحيق
قبلة الحمد ليس يصدق إلا / في معاليه مدح كل صدوق
لهج باقتناء مجد إذا ما / لهج الناس بالخنا والغسوق
منتمى الجود كعبة للعطايا / حافظ الود عالم بالحقوق
يخجل الغيثُ أن يباري عطايا / ه فيبدو بحمرة في البروق
وإذا أضرِمَت به نار حرب / أذنوا منه عنوة بالحريق
فاسأل الكرج والفربخ يجيبو / ك بما قد لقوا به في المضيق
بسنان يستخرج السرمق قل / ب الكجي المدجّج الموموق
وصقيل كأنّه البين يرمي / شمل جسم الأبطال بالتمزيق
في مقام لم يلف في هبوتيه / صارما غمدهُ سوى بطريق
أسد الدين قد نظمت لعليا / ك مديحا بكلّ معنى دقيق
قد تفنّنت بالقصائد في مد / حكَ أرجو الرضى بكل طريق
أنا أولى الورى بجود أيادي / ك وإنعامكَ السحوح الدفوق
لي ودّ مؤكّد ففؤادي / خافق نحوكم أشدّ خفوق
لم أكن أؤثر الفراق ولكن / حكم الله منك بالتفريق
أنا إن لم أصف الوداد فبدّل / ت عن المرتضى بحبّ عتيق
وتعوّضتُ عن ولاء / محبة الفاروق
فابق لا زلت سالما في نعيم / ما تغنّت ورق بغصن وريق
هذه الدار والخيام الخيام
هذه الدار والخيام الخيام / فسلام على الحبيب سلام
فله عندنا بدلا تؤدّي / ووداد مؤكّد وذمام
وعجيب لقاؤه مستحيل / وقريب مزاره والمقام
فلقلبي وقد تعذّر لقيا / ه التهاب وللدموع انسجام
صاح قف بالكثيب نندب أيا / ما تقضّت والحادثات نيام
فزمان الوصال بدل بالتف / ريق حتى كأنه أحلام
يا عذولي مهلا فأين محبّ / مذنف ذو صبابة والملام
كلما لمت هجت مني غراما / كامنا والكلام فيه كلام
ويك إن لم تكن رأيت الذي أه / واه فاسمع يصيبك فيه الكلام
فعليّ العذاب فيه حلال / وعليّ السلوّ عنه حرام
كل يوم بزداد حسنا فيزدا / د بقلبي منه الظنا والهيام
راح جسمي كخصره وفؤادي / مثل جفنيه ملؤهنّ سقام
أين منّي القيام بالأجرع الفر / د تنادت بل أين تلك الخيام
فبأثنائها فؤاد قتيل / رشقته من العيون سهام
من لليلي الطويل لا القلب يصبو / الاصطبار ولا العيون تنام
يا محلاوي ترفق بصبّ / قد يراه لما نابت الغرام
إن تعوّضت عن هواك فلا يتج / مع ببني وبينك الأيام
أو تسلى قلبي فلا جاد ربعي / من ندى أحمد غمام سجام
ملك لو أردت حصر معالي / ه لكلّت عن ذلك الأقلام
وغذا حاول الورى الفكر في جد / وى يديه تقصّر الأفهام
قد أعادت شيب الزمان عطايا / ه شبابا فراح وهو غلام
وقلّت غياهب البخل إذ كا / ن تغشّى من اللئام ظلام
عجبا للأنام إذ لم يصيروا / شعراءً إذ علّم الإنعام
قسم الجود أولا فخلا النا / س جميعا وعنده الأقسام
أسداً راح في الحقيقة فعلا / ومجازاً إن لقّب الأقوام
لو خلا منه عصره لو هى الدي / ن ذهابا وبدل الإسلام
يضحك السيف إذ يعبس والأي / وال تبكي إذا عراه ابتسام
أي حرب لم يلف في هبويتها / منه جيش ملء الفضاء لهام
بأسه قبل سيفه يهلك الأع / داء حتى لا يشهر الصمصام
إن تسالم تسلم وأنى تحارب / تحترب عن رؤوسها الأجسام
ضل حساوه الذي طلبوا مس / عاه راموا الحاق ما لا يرام
أسد الدين والذي ملكته ال / حمد من كفه العطايا الجسام
لي ودّ إن أخلق الدهر في القل / ب جديد مؤكّد وذمام
لم يكن للزمان لولاك عنديَ / رونق إذ تروقني الأيّام
كان لي من ندى أياديك طرف / مستجاد ويقلة وغلام
خانني الدهر في الجميع فشاني / عبرات حرّى ودمع سجام
فاكبت الحاسدين منك بطرف / تمطاه سرج وفيه لجام
يسبق البرق إن جرى يدرك الفا / ية من قبل تنتهي الأوهام
أذناه مثل الفناتين عالي ال / متن رحب الإهاب فيه اضطرام
لونه كالنضار أو كمحبّ / قد براه الهوى وشفّ السقام
وبرىء مما يشين فلا الإخ / طاف فيه وليس فيه انهضام
شاهدُ لي فيما أحدث من نع / ماك عدل إذا رآه الأنام
وإذا ما أكرمت فاكرم فتى يز / كو لديه الإحسان والإكرام
مالكي جلّ قدركم عن شبيهٍ / من جميع الورى وعزّ المرام
لا أهنّي بالصوم لكن يهنّى ال / صوم بمجدكم والصيام
فهناء للدهر منك مليك / حظ هذا الورى لديه الدوام
إن دمعا طلعا وقلبا أسيرا
إن دمعا طلعا وقلبا أسيرا / راح عذب الحياة منها مريرا
ووقوفا على الديار وقد أق / فر ربع منها وأقوى دثورا
وخباك بكاء عهد تولى / وغرور ذكراك ظبيا عزيرا
لا يردّ البكاء فوتا ولا ير / جع صوتا إذا ندبت القصورا
واترك الوصف للمدام وللسا / قي وللروض حيث كان نضيرا
واعلمن أن لذّة العيش أحلا / م منام زارتك في الدهر زورا
وإنما العمر ملبس مستعار / سيرُدّ الذي غدا مستعيرا
غاية المرء في الحياة مرات / يرقب البعث بعده والنشورا
لا تغرنّك الليالي وإن أو / لت نعيما جما وملكا كبيرا
سوف يأتي عليك حين من الده / ر طويل ولم تكن مذكورا
بينما أنت نطفة ثم خلق / إذ تسوى منها سميعا بصيرا
ثم تهدى السبيل علما وعقلا / شاكرا فضله وإما كفورا
إن تكن شاكرا تجازى وإن تك / فر ستلقى سلاسلا وسعيرا
جاءك النص في الكتاب بهذا / وأتاك الحديث هديا ونورا
بعث الله أحمدا للبرايا / واصطفاه للعالمين نذيرا
فاعتبر من مواعظ صادقات / واتبع ما يفيدك التبصيرا
وغذا ما صحبت فاصحب كريما / ذا سماحٍ وجانب الشريرا
واقصد الصدق في المقال وإن كا / ن نظيما أو كان قولا دنيرا
وإذا ما طلبت بالشعر برّا / ونوالا فاقصد بذاك الظهيرا
لفتى طهّر الإله سجايا / ه من العيب والأذى تطهيرا
أريحيّ يرى المدائح والشك / ر من الخلق جنّة وحريرا
صاغه اللّه من عناصر جود / وسقاه الإحسان كاسا طهورا
خائف للإله في كلّ أمرٍ / من ردى كان شرّه مستطيرا
خشية الله درعه وتقاه / إذ يلقيه نضرة وسرورا
أجمع الناس في الثناء عليه / بأيادٍ تسدي عطاء كثيرا
قد غدا جوده وبشر محيا / ه لعافيه روضة وغديرا
وبليغ فيما يقول فصيح / عالم شاق منبرا وسريرا
وغذا ما امتطى جوادا طمّراً / يوم حرب رأيت ليثا هصورا
سيفه للطلى ولهدفه را / ح بفري الكلى بصيرا خبيرا
فهو يولي العفاة جودا طويلا / وهو يولي العداة عمرا قصيرا
يا ابن من راح كفّه للموالي / بحرجود وللمعادي ثبورا
أنتم آل جفنة عصمة الرا / جي وكهف اللاحي إذا رام خيرا
كل مدح يقال فيكم ويتلا / فهو حق يرضي الإله القديرا
إن أكن مقصرا فقد جئت أستفغ / فر منكم غذ رحت ملكا غفورا
فأقم لي عذري فمن لم يخط وص / فا لكم راح في الورى معذورا
قلت للافتخار إذا أنا عاين
قلت للافتخار إذا أنا عاين / ت له رتبة وشانا منيقا
أي وقت حصّلت جاهك هذا / قال لي قبل أن أصير شريفا
كل يوم لي من صدودك حاله
كل يوم لي من صدودك حاله / أنا منها حلف الضنى لا محالَه
عذلوني على هواك سفاها / وأخو الحزم من عصى عذّاله
قيل قد ضل فيه قلت محقّا / قد لعمري بعت الهدى بالضلاله
قد تكفّلت بالدموع وإنّي / لمليّ يوم النوى بالكفاله
وتولّيت في الغرام على العش / شاق دهرا وقد طلبت الإقاله
كيف يرجو البقاء في الحبّ من أص / بح منه بين القلى والملاله
من مجيري من العيون فقد أو / دت بقلبي سهامها القتّاله
يا لها فتكةً من السرب في حب / لي زرود وقد نصبن الحباله
فغدا القلب منهم في وثاقٍ / بغزال تغار منه الغزاله
قد تولّى حكم القلوب ولا يأ / خذ من عامليه فيها عماله
وأوصدغ ما فيه عطف وقدّ / ألفيّ تعتريه الإماله
أيّ قلب قلبي وقد صار في حك / م يديه لقد عرفت مآله
أيّها اللائمي على بدر تمّ / مستنير له من الحسن هاله
ويك قصّر عن الملام وذرني / عثرتي فيه ما لها من إقاله
أين قلبي من السلو وجفني / من رقاد بل كل ذاك مقاله
أيّ يوم أصغيت فيه إلى عذ / ل عذول لا نلت منه وصاله
وعداني جود المؤمّل سيف ال / دين ذي المجد والعلى والجلاله
ملك إن تعذّر الغيثُ حينا / لم تزل كفّه لنا هطّاله
ديمة من يديه بارقها البش / ر بآلاته وحسن الآياله
لست أدري ماذا أحدّث عنه / فضله المستطيل أم إفضاله
ضلّ من قال جوده يشبه البح / ر وما البحر منه إلا فضاله
من يكن حاز في المكارم جزءا / فهيَ قد سلّمت إليه كلالَه
صمّ سمعيّ بل خانني نور عيني / إن أرتني في العالمين مشاله
من أتاه يرجوه يحظ بجود / يرتجي العالمون منه نواله
زره وانطر مكارما تعجب الخل / ق إذا ما بثثت فيهم خلاله
واقصدنه تفر بمال وجاهٍ / وتعلّم أقوالهُ وفعالَه
حكم لا تريك حكمة لقما / ن لديها إلا كمثل العلاله
كل معنى إن سار في كل لفظ / فهو بدر يحوز فيه كماله
ولكم موقف بعثت إلى الأب / طال فيه من المنون رساله
حطت فيه حمى الشريعة لمّا / كاد أن تسرع الحتوف زياله
نلت بالباس والمهابة ما لم / يكن الفير بالبسالة ناله
قد توكّلت للعلى ثم أثبت / ت لما يستحقّ منها الوكاله
ليتَ دهري إذ خصّني منك بالقر / ب حباني بمدّة مستطاله
قائما من وظائف الشكر والحم / د بما تستحقّ منه الإطاله
لم يكن مقصدي سواك ولم أب / غ سوى أن أراك في كل حاله
سوف أثني على الزمان وإن أد / نى محلّي فسوف أعرفها له
لاعدائي ما جئت آمله من / ك ولا زلت بالغا آماله
أيّ طودٍ هوى من الأطواد
أيّ طودٍ هوى من الأطواد / أيّ هدي ولّى وأيّ رشاد
ارأيتم من غالهُ الخطب حتّى / رفعوه ميتا على الأعواد
يا لها نكبة بها عدم الري / ن سدادا منه وخير سداد
هكذا فيجلّ رزءُ وإلا / فالمنايا حيائل للعباد
إنما الرزء رزد من شمل الحز / ن به الخلق في جميع البلاد
فلننم مقلة الأعادي طويلا / مات مقتي الأعداء والحساد
كيف طالت يد المنية حتى / أنزلته من فوق سبع شداد
أم ترى كيف خصّه فادح الخط / ب على الخوف منه بالإلحاد
إن للدهر حادثات تولّت / بالبرايا من قبل طسم وعاد
فلو آن الدنيا تدوم لحيّ / منحت بالبقاء أشرف هاد
ومتى ترعوي الخطوب وقد صي / غت لفتّ القلوب والأكباد
أم ترى كيف يستدام بقاء / لقويّ كوّنت من الأضداد
ومن البين المحقّق أن ال / كون يوما مصيره للفساد
والفتى في وثاق أسر المنايا / ماله عن مصالها فيه فاد
أيّ آمنٍ للناس في هذه الدن / يا إذا كان خوفهم في المعاد
وبما يفرحُ اللبيب وقد ين / زل عن يروة الربى في الوهاد
يا فقيداً عمّ البرية منه / مثلما خصّ ساكني بغداد
كنت أعلا بني أبيك وكانوا / خير ذي عزّةٍ وفخر مشاد
فلقد هانت المصائب من بع / دك حتى توطّنت في الفؤاد
فلسن رحت ذاهبا فلقد أب / قيت جم الحسنى أو بيض الأيادي
خلفتك الآلاء بعدك والسؤ / دد تبقى أطول المدى في آدياد
كالغمام الركام يمضي ويبقي / مورداً صافيا على الوراد
قد أرحت الركبان من دأب السي / روصنت السيوف في الأغماد
ولقد عطلت صدور العوالي / مثلما عطّلت ظهور الجياد
يا مصابا قد ألبس الدين والأي / يام والناس منه ثوب حداد
علمت قبلك الخلائف بالرز / ء فسنوا لذاك ليس السواد
قلّ فيك البكاء حقّا وإن كا / ن كثيرا ما بغير نفاد
فلو أنّي قضيت حقّك بالدر / ع وصلت التأويب بالاساد
جاد قبر الإمام أحمد من بع / د دموع الورى غوادي العهاد
فإحسانه وبيض الأيادي / نوح حاد طورا ورنّة شاد
فعزاء ملك البرية عن خي / ر مام مضى بأفضل زاد
إن هوى نجمه فقد طلعت شم / س على الناس بالتقى والرشاد
بالإمام الطهر الزكي أبي تص / ر مولي الآراء نهج السداد
خير من ساس أنه واتقى الل / ه باصداره وبالإبراد
سار في الناس سيرة بدّلت في ال / خلق شرّ الإعدام بالإيجاد
وارث الهدي والدلالة والعص / مة عن أحمد به بعد اجتهاد
صاحب البرد والقضيب ومن ذل / لت لأحكامه تواصي العباد
ساهر في حباطة الدين حتى / لم يذق جفنه لذيذ الرقاد
مالك الأرض والذي فخر الخل / ق بآباته وبالأجداد
وبنفس حلّت من الشرف البا / ذخ عزّ أمن طارق ويلاد
هذه رتبة الخلافة والمع / روف والمكرمات والإحماد
رتبة الظاهر الإمام ومن را / ح لدين الإسلام خير عماد
طاب منه عيش البريّة حتى / كل يوم به من الأعياد
ويمن الملك المفطّم قد أو / تي إمام الهدى بلوغ المراد
هو سيف به يصول وبشر / للموالي وفتكة للأعادي
هو روح الملك الإمامي إذ بال / روح تم البقاء للأجساد
إن يعدّ وافخراً فيوماه في الأي / ام يوما جود ويوم جهاد
وحده ماله شريك له المل / ك مع الحمد دائما في ازدياد
لا عدت ملكه الفضائل إذ لي / س لها في زمانه من كساد