المجموع : 8
جئتَ قالت دنيا علام نهاراً
جئتَ قالت دنيا علام نهاراً / زرتَ هلّا انتظرتَ وقت المساء
كنت ذا معجباً برأيكَ لا تف / رقُ فاستحيِ يا قليل الحياء
ذاك إذ روحها وروحي مزاجا / نِ كأصفى خمرٍ بأعذَبِ ماءِ
ما لِقَلبي أرَقُّ من كلّ قلب
ما لِقَلبي أرَقُّ من كلّ قلب / ولحُبّي أشدُّ من كلّ حبّ
ولِدُنيا على جنوني بدُنيا / أشتهي قربَها وتَكرهُ قُربي
نزَلَت بي بلِيَّةٌ من هواها / والبلايا تكونُ من كلّ ضربِ
قُل لدُنيا إن لم تُجِبكَ لما بي / رطبَةٌ من دموعِ عَينَيَّ كُتبي
فعَلامَ انتهَرتِ باللَهِ رُسلي / وتهَدَّدتِهِم بحَبسٍ وضَربِ
أيُّ ذنبٍ أذنَبتهُ ليتَ شعري / كان هذا جزاءَهُ أيُّ ذَنبِ
ما لدُنيا تجفوكَ والذنبُ منها
ما لدُنيا تجفوكَ والذنبُ منها / إنّ هذا منها لخَبٌّ ومكرُ
عرَفَت ذنبها إليّ فقالت / أبدروا القوم بالصياح يفِرّوا
قد أمرتُ الفؤادَ بالصبر عنها / غيرَ أن ليسَ لي معَ الحب أمرُ
وكتَمتُ اسمها حِذاراً من النا / سِ ومن شرِّهِم وفي الناس شرُّ
ويقولونَ بُح لنا باسمِ دُنيا / واسمُ دُنيا سرٌّ على الناسِ ذُخرُ
ثم قالوا ليَعلموا ذات نفسي / أعوانٌ دُنياكَ أو هيَ بكرُ
فتَنَفّّستُ ثمَّ قلتُ أبِكرٌ / شبَّ يا إخوتي عن الطوقِ عمرو
مرَّتِ اليوم شاطرَه
مرَّتِ اليوم شاطرَه / بضَّةَ الجسم ساحرَه
إنّ دنيا هيَ التي / مرَّتِ اليوم سافِرهَ
سرَقوا نصفَ اسمِها / فهيَ دَنيا وآخِرَه
لا يكُن منكِ ما بدا لي بعينَي
لا يكُن منكِ ما بدا لي بعينَي / كِ منَ اللحظِ حلَةً واختِداعا
إن يكُن في الفؤادِ شيءٌ وإلّا / فدَعيني لا تقتُليني ضياعا
فلَعَلّي إذا قرُبتُ تباعَد / تِ وأظهَرتِ جفوَةً وامتِناعا
حينَ نفسي لا تستطيع لما قَد / وقَعَت فيه من هواها ارتجاعا
قُلتُ لمّا رأيتُ مولى أمانٍ
قُلتُ لمّا رأيتُ مولى أمانٍ / قد طَغى سومُهُ بها طُغيانا
لا جَزى اللَه الموصِلِيَّ أبا إس / حاقَ عنّا خَيراً ولا إحسانا
جاءَنا مرسَلاً بوَحي منَ الشي / طانِ أغلى به علَينا القِيانا
مِن غِناءٍ كأَنَّهُ سكَراتُ ال / حُبِّ يُصبي القلوبَ والآذانا
قُل لدُنيا باللَهِ لا تقطَعينا
قُل لدُنيا باللَهِ لا تقطَعينا / واذكُرينا في بعضِ ما تَذكُرينا
لا تخوني بالغَيبِ عهدَ صديقٍ / لَم تخافيهِ ساعَةً أن يخونا
واذكُري عيشَنا وإذ تنفُضُ الري / حُ علَينا الخيريَّ والياسَمينا
إذ جعَلنا الشاهسفرم فِراشاً / من أذى الأرضِ والظلالِ الغصونا
حَفِظَ اللَه إخوَتي حيثُ كانوا / من بلادٍ سارينَ أم مدلجينا
فتيَةٌ نازِحونَ عن كُلِّ عيبٍ / وهمُ في المكارم الأوّلونا
وهم الأكثرونَ يعلمُ ذاك الن / اس والأطيبونَ للأطيبينا
أزعَجَتني الأقدارُ عنهُم وقَد كُن / تُ بقُربي منهُم شحيحاً ضنينا
وتَبَدَّلتُ خالِداً لعنَةُ اللَ / هِ علَيهِ ولعنةُ اللاعنينا
رَجُلٌ يقهَرُ اليتيمَ ولا يؤ / تي زكاةً وينهَرُ المسكينا
ويصونُ الثيابَ والعرضُ بالٍ / ويُرائي ويمنَعُ الماعونا
نَزَعَ اللَهُ منه صالِحَ ما أع / طاهُ آمينَ عاجِلاً آمينا
فلَعَمرُ المُبادرينَ إلى مكّ / ةَ وفداً غادينَ أو رائحينا
إنّ أضيافَ خالدٍ وبَنيهِ / ليجوعون فوقَ ما يشبَعونا
وتَراهُم من غيرِ نُسكٍ يصومو / نَ ومِن غيرِ عِلًَّةٍ يحتَمونا
يا بني خالدٍ دعوهُ وفِروا / كَم على الجوعِ ويحكُم تصبِرونا
كيفَ صبري ومنزلي جرجانُ
كيفَ صبري ومنزلي جرجانُ / والعراقُ البلادُ والأوطانُ
نحنُ فيها ثلاثةٌ حُلفاءٌ / وندامى على الهوى إخوانُ
نتَساقى الهوى ونَطرَبُ للذّكرِ / كما تُطرِبُ النشاوى القيانُ
وإذا ما بكى الحمامُ بكَينا / لبُكاهُ كأنَّنا صبيانُ
يا زَماني الماضي ببِغدادَ عُد لي / طالَما قد سرَرتني يا زَمانُ
يا زماني المسيءَ أحسن فقدماً / كان عندي من فعلكَ الإحسانُ
ما يريدُ العُذّالُ منّي أما يت / ركُ أيضاً بغَمِّهِ الإنسانُ
ويقولون املِك هواك وأقصِر / قُلتُ ما لي على الهوى سلطانُ
أيّها الكاتم الحديث وقد طا / لَ به الأمرُ وانتهى الكِتمانُ
قد لعَمري عرّضتَ حيناً فبَيّن / ليسَ بعد التعريض إلّا البيانُ
واتِّخِذ خالِداً عدُوّاً مُبيناً / ما تعادى الإنسانُ والشيطانُ
والهُ عنه فما يضُرُّك منهُ / عضُّ كلبٍ ليسَت لهُ أسنانُ
ولعَمري لولا أبوه لنالَت / هُ بسوءٍ منّي يدٌ ولِسانُ
قُل لفتيانِنا المقيمينَ بالبا / بِ ثقوا بالنجاحِ يا فتيانُ
لا تخافوا الزمانَ قد قام موسى / فلكُم من ردى الزمان أمانُ
أولَم تأتهِ الخلافةُ طوعاً / طاعَةٌ ليسَ بعدها عصيانُ
فهيَ منقادَةٌ لموسى وفيها / عَن سواهُ تقاعُسٌ وحُرانُ
قُل لموسى يا مالِكَ الملك طوعاً / بقِيادٍ وفي يديكَ العنانُ
أنت بحرٌ لنا ورأيُكَ فينا / خَيرُ رأيٍ رأى لنا سلطانُ
فاكفِنا خالداً فقَد سامَنا الخس / فَ رماهُ لحَتفِهِ الرحمانُ
كم إلى كم يغضى على الذُلِّ مِنهُ / وإلى كَم يكونُ هذا الهوانُ