المجموع : 15
بين بيض الظبيى وسمر الأَسنَّه
بين بيض الظبيى وسمر الأَسنَّه / نالت القصد نفسك المطمئنّه
لك يا موضح الهدى للبرايا / أي فضل على البرايا ومِنَّه
بدم النحر قد كتبت سطوراً / أرشدتهم لكل فرض وسُنَّه
كلما مَرَّت الليالي تجلَّت / فهي شمس تجلو ظلام الدجنه
كاد نبل الضلال يصمي فؤاد ال / دين لو لم يكن له منك جُنَّه
وعلى الرمح نور وجهك أبدى / من عداك الفضائح المستكنه
جاشت النفس بالهموم ولكن
جاشت النفس بالهموم ولكن / سكنت عندما وردنا المدينه
كيف لا تسكن النفوس ارتياحاً / عند من اُنزِلَت عليه السكينه
كيف يَصحو بما تقول اللواحي
كيف يَصحو بما تقول اللواحي / من سقته الهموم أنكد راح
وغزته عساكر الحزن حتى / أفردت قلبه من الأفراح
كيف تهنيني الحياة وقلبي / بعد قتلى الطفوف دامي الجراح
بأبي من شروا لقاء حسين / بفراق النفوس والأرواح
وقفوا يدرأون سمر العوالي / عنه والنبل وقفة الأشباح
فوقوه بيض الظبي بالنحور ال / بيض والنبلَ وقفة الأشباح
فئة إن تعاور النقع ليلاً / أطلعوا في سماه شهب الرماح
وإذا غَنَّت السيوف وطافت / أكؤوس الموت وانتشى كل صاح
باعدوا بين قربهم والمواضي / وجسوم الاعداء والأرواح
أدركوا بالحسين أكبر عيد / فغدوا في منى الطفوف أضاحي
لست أنسى من بعدهم طود عزٍّ / وأعاديه مثل سيل البطاح
وهو يحمي دين النبي بعضبٍ / بسناه لظلمة الشرك ماح
فتطير القلوب من ارتياعاً / كلما شدَّ راكباً ذا الجناح
ثم لما نال الظما منه والشم / سُ ونزفُ الدما وثقل السلاح
وقف الطرف يستريح قليلاً / فرماه القضا بسهم متاح
حرَّ قلبي لزينب إذ رأته / تَرِبَ الجسم مثخناً بالجراح
أخرس الخطب نطقها فدعته / بدموع بما تجن فصاح
يا منار الضُلاَّلِ والليل داجٍ / وظلال الرميض واليوم ضاع
كنت لي يوم كنت كهفاً منيعاً / سجسج الظل خافق الأرواح
أترى القوم إذ عليك مررنا / منعونا من البكا والنواح
إن يكن هيِّناً عليك هواني / واغترابي مع العدى وانتزاحي
ومسير أسيرة للأعادي / وركوبي على النياق الطلاح
فبرغمي أنّي أراك مقيماً / بين سمر القنا وبيض الصفاح
لك جسم على الرمال ورأس / رفعوه على رؤوس الرماح
بأبي الذاهبون بالعزِّ والنج / دةِ والبأس والهدى والصلاح
بأبي الواردون حوض المنايا / يوم ذيدوا عن الفرات المتاح
بأبي اللابسون حمر ثياب / طرزتهن سافيات الرياح
أشرق الطف منهم وزهاها / كل وجه يضيء كالمصباح
فازدهت منهم بخير مساءٍ / ورجعنا منهم بشرِّ صباحِ
يا كتابي بلغ سلامي الى من
يا كتابي بلغ سلامي الى من / لا يزال السلام منّي عليه
ثم خبِّره أن لي منه شكوى / غير أنّي شكوت منه إليه
أيُّ بدر للمجد عاد ضئيلاً
أيُّ بدر للمجد عاد ضئيلاً / وبليل التمام شاء أفولا
يا لفصل الخريف أي خروف / فيه أمسى مجدلاً مقتولا
هو فصل أهل العراق نفاقاً / ذبحوا فيه كبش اسماعيلا
يا سليل الخليل صبراً وإن كا / ن جليلاً فقد الخليل الخليلا
وكأنّي به يقول دع العذ / ل فلن يسمع المشوق عذولا
وخلاف الجميل قولك للذا / كرِ عهد الأحباب صبراً جميلا
لهفي نفسي ليوسف وهو يبكي / ويطيل الشجى ويبدي العويلا
ويروِّي الثرى دموعاً وهيها / ت يروِّي صوب الدموع غليلا
كلما عن رثائك الفكر كلاَّ
كلما عن رثائك الفكر كلاَّ / أسعد الدمع مقولي فاستهلا
لا أقول الديار بعدك أقوت / أَوَهل قد ألفت غير المصلى
لا ولا بعدك العباد بثكلٍ / إنما بعدك العبادة ثكلى
جار حكمُ القضا بفقدك يا من / وسع الناس منه قسطاً وعدلا
كنت للمهتدي برشدك شمساً / كنت للملتجي بعدلك ظلاَّ
كنت للعلم والرشاد معزّاً / كنت للغيِّ والعناد مُذِلاَّ
كنت ذا راحة من الغيث أندى / كنت ذا همةٍ من الشهب أعلى
كنت ذا شدة أمرَّ من الصب / رِ وذا رقة من الشهد أحلى
ولسبع الأفلاك قد كنت قطباً / ولعشر العقول قد كنت عقلا
كنت بعض الورى تُعَدُّ ولكن / كنت بالفضل تعدل الناس كُلاَّ
مثرياً كنت من صلاح وفضلٍ / ومن المال حيث يفنى مُقلاَّ
يا لخطب دهى الرشاد فجلاَّ / رحل الزهد والتقى حين حلاَّ
أيّ عقد بدونه نوب الدهر / وفيه جيد الحمام تحلَّى
أي طود أشمَّ صدَّعه الخط / بُ وعرش أركانَه الحتفُ ثلاَّ
أي نجم من الهداية أهوى / صعقاً مذله الإِله تجلّى
يوم أضحى الحسينُ جارَ عليٍّ / ولطه أبقى شجوناً وثكلا
ساق حادي الصبا عشار السحاب
ساق حادي الصبا عشار السحاب / فسقى دار زينب والرباب
وتمشَّى بها النسيم عليلاً / ساحباً ذيله بتلك الروابي
أصبحت للظبا كناساً وكانت / ملعباً للكواعب الأتراب
كل غيداء غضة الجسم تحكي / فضة أُشربت بتبرٍ مذاب
جنة إن نظرتها بات طرفي / في نعيم ومهجتي في عذاب
أسهرتني بأعين ناعسات / نمن عن ليلتي وبتُّ لما بي
لم تدع لي إلا حشى مستطار ال / لبِّ ما بين صبوة وتصابي
لا على الابتعاد يسلو فينسا / ها ولا يستريح بالاقتراب
هو في بعدها يجنُّ وعند القر / ب يخشى تفرَّق الأحباب
ما لقلبي يأبى له الشوق والوج / دُ شفاء من هذه الأوصاب
أنا في البعد مستهام فإن حا / نَ وصال قضيته بالعتاب
لست أنسى لما التقينا وحال ال / وجدُ بين القلوب والألباب
فأتتني تكفكف الدمع عن نب / لِ جفون يراش بالأهداب
زار من بعد جفوة وصدود
زار من بعد جفوة وصدود / ووفى بعد مطله بالوعود
كان عهدي بمثله يمطل العه / دَ فقد أنجز الغداة عهودي
ظبي إنسٍ يسبي الظباء بطرفٍ / ذي فتور منه ولفتة جيد
يرتعي في حشاي لا شيح نجد / وبقلبي مأواه لا بزرود
كم عميد يوم الوعى راح لما / شام خديه أيّ صبٍّ عميد
عاد منا يريق أيَّ دماءٍ / بلحاظ أمضى من البيض سودِ
كلما سلَّ لحظه رحت أدعو / كم قتيل كما قتلت شهيد
وهضيم الكشحين ما قام إلا / جذبته أردافه للقعود
شاب راسي من الصبابة مذ / شبَّ بقلبي خداه ذات الوقود
زارني في الدجى كبدر تمام / ساتراً وجهه بليل الجعود
رام أن يكتم الزيارة لكن / نمَّ منه عليه نشر البرود
طاف يسعى على الندامى بكأس / فيه طعم اللمى ولون الخدود
في رياض تغرد الورق فيها / فتزيل الهموم بالتغريد
وتجس الأغصان حين تغني / كمغنٍ يجس نبض العود
يا نديمي وللشراب حقوق
يا نديمي وللشراب حقوق / عاجز عن أدائها المتواني
أترع الكأس خمرة واسقنيها / وابتدر للصبوح قبل الأذان
عاطنيها حتى تثقِّلَ بالسكر / لساني فلا أقول كفاني
فالصبا هبَّ والقماريُّ غنت / بفنون الغنا على الأفنان
وحبانا بوصله قمر يص / بو الى حسن وجهه القمران
يوسفيٌّ له بديع معان / ضاق عن وصفها نطاق البيان
قل لمن يمموا النقي وأمُّوا
قل لمن يمموا النقي وأمُّوا / من حمى العسكري أفضل خطه
جئتمو سُرَّ من رأى فأقيموا / أبد الدهر في سرور وغبطه
زرتمو لُجتَي عطاء وفضل / يغتدي في يديهما البحر نقطه
خيرة الناس هم ومن ذا يساوي / في المزايا آل النبي ورهطه
قيل أرخ باب النقي فأرخت / ببيت في قلبيَ الوحي خطه
أدخلوا الباب سجداً إن باب ال / عسكريين دونه باب حطه
هتف النادبون باسم حسينٍ
هتف النادبون باسم حسينٍ / وعليه لم تحبس الدمع عين
لم يصيبوا الحسين إلا فقيداً / حينما أرخوه أين الحسين
لذ بباب النقي ما عشت حتى
لذ بباب النقي ما عشت حتى / تلج القصد من مسالك شتى
هو بابٌ من يخلص القصد فيه / حتَّ عنه الله المآثم حتّا
باب قوم بهم كفى الله أمر ال / سجن والحوت يوسفاً وابن متى
عترة المصطفى فما يبلغ النا / عتُ فيمن سادوا الخلائق نعتا
زره مستعصماً به وتمسك / بحماه وجئه وقتاً فوقتا
واجعل الواحد المعين وأرّخ / هو باب الله الذي منه يؤتى
يا خبيراً باللغز قل لي ما اسم
يا خبيراً باللغز قل لي ما اسم / راسه عند منتهى رجليه
ليس فيه قلب وإن كان يبدو / قلبه كلما رفعت يديه
ما أداة عجماء لكن روت لي
ما أداة عجماء لكن روت لي / من حديث القرون ما قدم تقادم
راضع من لبانها فارسيٌّ / أدم اللون ليس ينميه آدم
مستمد من درها كلما قال / بده قلب درها قال دادم
لم يزل ساعياً على الرأس لكن / إن سعى بان فيه شجٌّ بلا دم
ما رهيف إذا أسروا إليه
ما رهيف إذا أسروا إليه / بعض أمر لم يستطع كتمانه
قد جراهم عن الإساءة لما / قطعوا رأسه وشقوا لسانه