المجموع : 7
ما جليدٌ يوم النوى بجليدِ
ما جليدٌ يوم النوى بجليدِ / بعدت والمزار غير بعيدِ
خبَّرت عن ضميرها عبراتٌ / صرنَ عوناً على الفؤادِ العميدِ
يا ليالي اللذات باللَه عودي / بين قبُرونيا وباب الحديدِ
بين تلك الرُبى وقد نسج الوبل / بكفِّ الربيعِ رَيطَ البرود
خدُّه ضدَّ صدغه مثل ما ال / وعد إذا ما خبرتَ ضدَّ الوعيد
طلب الطبلُ طائلاتٍ من الزمر / وعاد السرور إذ عاد عودي
إنما الشعر ما تحصَّل من قب
إنما الشعر ما تحصَّل من قب / ل ظهور الأقوال في الأفكارِ
فأتى لفظه يطابق معنا / ه بحسن الإيراد والإصدار
وطمعٌ مؤيسٌ قريبٌ إلى الفه / مِ بعيدُ الأَغوار ضاحي القرارِ
يا ديارَ االأحبابِ هل من مجيبٍ
يا ديارَ االأحبابِ هل من مجيبٍ / عنكِ يشفي غليل نائي المزارِ
ما أجابت ولكن الصمتَ منها / فيها للسائلين طولُ اعتبارِ
إن تكن أوحشت فبعد أنيس / أو خَلت منهم فبعد قرار
قد لهونا بها زماناً وحيناً / ووصلنا الأسحار بالأسحار
واغتبقنا على صَبوحٍ ولهوٍ / وحنين الناياتِ والأوتارِ
بين وردٍ ونرجسٍ وخزامى / وبنفس وسوسن وبهار
وأقاح وكل صنفٍ من النَو / رِ الشهيِّ الجني ومن جُلَّنارِ
فَرَمَتنا الأيامُ أحسن ما كُن / نا على حين غفلةٍ واغترار
فافترقنا من بعدِ طولِ اجتماعٍ / ونأينا بعد اقترابِ الديارِ
ليس شيءٌ أحرَّ في مهجة العا
ليس شيءٌ أحرَّ في مهجة العا / شقِ من هذه العيونِ المراضِ
والخدودِ المضَرَّجاتِ اللَواتي / شيب جريالها بحسن البَياضِ
ورنُوِّ الجفون والغَمزِ بالحا / جب عند الصُدود والإعراضِ
وطروقِ الحبيب والليلُ داجٍ / حين همَّ السُمّار بالإغماضِ
لعن اللَه صنعة الشعر ماذا
لعن اللَه صنعة الشعر ماذا / من صنوف الجهال فيها لقينا
يؤثرون الغريب منه على ما / كان سهلاً للسامعين مبينا
ويرون المحال شيئاً صحيحاً / وخسيس المقال شيئاً ثمينا
يجهلون الصواب منه ولا يد / رون للجهل أنهم يجهلونا
فهم عند من سوانا يلامو / ن وفي الحق عندنا يعذرونا
إنما الشعر ما تناسب في النظ / م وإن كان في الصفات فنونا
فأتى بعضه يشاكل بعضاً / قد أقامت له الصدور المتونا
كل معنىً أتاك منه على ما / تتمنى لو لم يكن أن يكونا
فتناهى عن البيان إلى أن / كاد حسناً يبين للناظرينا
فكأن الألفاظ فيه وجوه / والمعاني ركبن فيه عيونا
فائتا في المرام حسب الأماني / فيجلي بحسنه المنشدينا
فإذا ما مدحت بالشعر حرا / رمت فيه مذاهب المسهبينا
فجعلت النسيب سهلاً قريبا / وجعلت المديح صدقاً مبينا
وتنكبت ما تهجن في السم / ع وإن كان لفظه موزونا
وإذا ما قرضته بهجاء / عفت فيه مذاهب المرفثينا
فجعلت التصريح منه دواء / وجعلت التعريض داء دفينا
وإذا ما بكيت فيه على الغا / دين من الدمع في العيون مصونا
ثم إن كنت عاتباً شبت في الوع / د وعيداً وبالصعوبة لينا
فتركت الذي عتبت عليه / حذراً آمنا عزيزاً مستبينا
وإذا قيل أطمع الناس طرّاً / وإذا ريم أعجز المعجزينا
إنما مجلس الندامى بساطٌ
إنما مجلس الندامى بساطٌ / للأحاديث بينهم بسطوه
فإذا ما انقضى الشراب وقاموا / لانصرافٍ من فوقه رفعوه
من تحلى بغير ما هو فيه
من تحلى بغير ما هو فيه / عابه في الأنام ما يدعيه
وإذا حاول الدعاوي لما في / ه أضافوا إليه ما ليس فيه
وبحسب الذي أدعي ما أدعاه / أنه عالمٌ بما يفتريه
ومحل الفتى سيظهر في النا / س وإن كان دائباً يخفيه