المجموع : 6
والدي أشأم الركاب وأعرق
والدي أشأم الركاب وأعرق / بمزاياك وهي أذكى وأعبق
نشر بغداد عاطر من شذاها / وبها عطرت مدينة جلق
غرّب الناقلون عنها الهدايا / ولها طالب الهداية شرق
فاز منك اللاجي بأمن ومن / والمداجي فيما يحاول أخفق
خلق قد فطرت طبعاً عليها / لا كمن ضل دأبه يتخلق
بلباب الفضل اختصصت وكم من / قايل في قشوره يتشدق
قيد الناس بالذي ترتئيه / إن قول التفضيل فيك لمطلق
وباجماع أمة الفضل اضحى / لك سر من الحيا ليس يخرق
يا قبيلي ولا ارى من قبيل / لعلاكم سار على سنن الحق
جُدتم وادي الغري فأغدق / وطلعتم به نجوماً فاشرق
وهززتهم أقلامكم فنظمتم / لؤلؤاً في طروسكم يتنسق
فلو أن الزمان أصبح جيداً / لرأي أنه بكم يتطوق
أو غدا مفرقاً لكنتم عليه / يا أكاليل عزه تاج مفرق
مظهر من بواطن الجود فيهم / لجفان على الظواهر تفهق
طبق الكون جودهم وكفاهم / ان عندي يداً لذاك المطبق
قلت للشيق الذي يتصابى / للغواني وللجمال المعشق
قم فطالع جبين عمي حسين / ولآيات مصحف الفضل فاشتق
إن هذا معنى الجمال ولا عش / ق لقلب بغيره يتعلق
هو فلك النجاة لي وكفاني / إن لي خلف جريه جري زورق
أنت دربتني فجليت سبقا / إن مهراً دربته كيف يلحق
لم أكن خارجاً عن البحر خوفاً / إن تخف الأمواج فيّ فأغرق
غير أني ذكرت للخال عهداً / حين قد فك فكه وتمنطق
شاعر ظن والمظنة إثم / إن في نفسه شعور الفرزدق
واحد يملؤ الفراغ ولكن / هو ثان في العصر لابن المذلق
لو يناجي قارون لوث ازار / لسرى داؤه إليه فأملق
يا خليلي أرى ببردك نفساً / كبرت أن تداس ذلاً وتسحق
نفس حر واحسن الحسن فيها / انها من خزائن العز ترزق
عظمت همة فما العود منها / بسوى مزنة الحمية أورق
إن لبست الضيق الجديد قميصاً / طالما ضيق القميص لينشق
لا تخل إن ذا الغمام جهام / ربما خالف الجهام فاودق
فترقب رتق الغنى عنك حتى / يأذن اللَه في غناك فيفتق
طار صيت الرضا وللنجم حلق / وتعالى فقال يا حاسدي الحق
طاير الزور للحضيض هويا / لست تعلو بباطل طائر الحق
فجناح الجديد أثقل من أن / فيه وكر النسر السماوي يطرق
ولفكر الرضا معارج فضل / راح فيها لمجده يتسلق
فطنة غاضت النيازك حتى / طفقت في شرارها تتحرق
حسد البدر شعلة من ذكاها / فغدا يستسر منها ويمحق
يا جديد الاسلوب وهو حمياً / عفت من أجلها الشراب المعتق
رقصت حولها القلوب ارتياحاً / ولها الحفل في المحاشد صفق
عاطنيها يا عم أنقى وأصفى / من رحيق الطلى المصفى المصفق
عرف القلب نقد دينار خد
عرف القلب نقد دينار خد / لك فازداد في السبائك نقدا
بات لا ينكر الخفوق لبرق / من ثناياك يملؤ الجو وقدا
دارس الجسم لا العهود اللواتي / أقرأته الوفاء عهداً فعهدا
أنت لي مذ نشأت سمحاً رقيقاً / فلما ذا ملكتني اليوم عبدا
لك في الخد جمرة وقدتني / بفؤاد أحاله الوقد وجدا
كف عني حدود جفنك يا من / قد تعدى في شرعة الحسن حدا
راعني منك في الوداع قريب / لعناقي يسومه البين بعدا
يا بخيلاً بالوصل وهو كريم / لم يكن يمنح الأحبة صدا
من لي باللقا ولو عمر طيف / ان لعيني أذنت نكري وتهدي
نشر الشوق والزفير يلف
نشر الشوق والزفير يلف / مغرم شفه الغرام المشف
يتحرى للكرخ جذوة برق / لسناها بمربع القلب خطف
يا بروق الزوراء زدت التماعا / لك جفني بوابل الدمع يهفو
ولحي على الرصافة حلوا / مات صبري وناظري ليس يغفو
وعليهم مدامع مطلقات / وفؤاد على التلهب وقف
ضعفي منهم بكل قوي ال / ردف في خصره نحول وضعف
ينفث السحر طرفه لمحب / وكذا يسحر المحبين طرف
رق جسماً فكاد يشربه الوهم / على أنه من الخيال أشف
حجبته النوى فابعد شوطاً / في مغار الجفا ومن حب يجفو
فلديه من الدلال رواق / وعليه من الشبيبة سجف
فضل الخمر ريقه فهو كرم / خالط الماء صرفها وهو صرف
كوثري ما فض عن ختم كأس ال / ثغر منه لواغر القلب رشف
يا جنياً روض الجمال شباباً / هل لورد بروض خديك قطف
وعبيقاً ملوي الغدائر عرفا / أنت في روضة المحاسن عرف
ماج ماء الصبا بخديك لكن / فيهما شعلة الجمال تحف
صحف الحب عنونتك لتتلى / بك منها يا يوسف الحسن صحف
وعلى مقلتيك خط يراع ال / كحل هاتان للبرية حتف
واوصدغيك ما لها لم يعقب / لي منها على تلاقيك عطف
ذا هلال السما لجيدك طوق / ولاذنيك فرقد الشهب شنف
ان تلح سافراً فانك بدر / أو تمل نافراً فغصن وخشف
ترف الدل قد ثنى منك قداً / كاد يعروه مذ تأود قصف
من عذيري على هواك معيني / بأمون عن السرى لا تكف
من بنات التغليس ادماء عنس / يثقل السوط متنها فتخف
هي حرف يخط فيها لدى السير / بطرس الكثبان حرف فحرف
وبموج السراب فيها يعوم ال / وخد طوراً وتارة فيه تطفو
كم شآها طرف الرياح فقالت / عن وجيفي للبريق كم غض طرف
لو بكفي زمامها لاريحت / بحمىً فيه مورد الفضل يصفو
هذه خيلنا الجياد الصوافن
هذه خيلنا الجياد الصوافن / أنفت أن تقاد في يد راسن
لا تسسها فكم بها ذات متن / يدرك الحسن من يمينك ماين
نفرت عن منابت الهون مرعى / ويداها ما خاضتا الماء آجن
ان تفض في الرمال فهي سيول / أو تخض في الدماء فهي سفائن
تطحن الشوس في رحاها دقيقا / والدم الماء والنسور العواجن
لست أدري مطاعم من كرام ال / طير للوحش في الوغى أم مطاعن
كيف تظمى والبيض مثل السواقي / مائجات يفعمن غدر الجواشن
عبرت لجة المنايا وجازت / ساحليها مياسراً وميامن
ورأت من صنايع البيض فيها / بأكف الجرحى الرماح محاجن
يا له موقف اختلاط فسهم / في قراب وانصل في كنائن
ومخاليب أجدل في سبيب / ونواصي طمرة في براثن
أين لا أينها أخافت فأمسى / سربها في الركون ليس بآمن
باعدت مشرع الفراتين طوعاً / وعلى الكره تحتسي النزر آسن
ما ظننا السوابق منها / ملحقات بما اقتناه المراهن
ما أراها هانت فذلت ولكن / درست حال شعبها المتهاون
فبكته الآمال دوح خلاف / لم يقم تحت ظله متضامن
أي دوح في أصله عذل لاح / وعلى قرعه ترنم لاحن
ضعفت أنفس ترى في دواها / وهو الداء حفظها بمعاون
وإذا صارع المريض المنايا / والطبيب العدو فالموت حاين
كيف يرجى اشفاق أعدى طبيب / حرك الداء طبعه وهو ساكن
يصف الهدم للجسوم علاجاً / فكأن البناء نقض المساكن
ناعم البال ليس تزهو بشيء / نعمة لا يذب عنها مخاشن
إن من بات فوق لين الحشايا / غير موف عهداً عليه لخاين
قد يعين العدا عليه برأي / وبسيف مصالح ومهادن
ظهرت للعيان منك خفايا / ومن الستر ان يكن كوامن
قلت إني للمحسنين مساوٍ / والمساوي تقول أنت مباين
يا دريس الآثار جدد حديثاً / مراسلاً عنك لا حديث العنا عن
أحزم الناس ناهضاً بعظام / من مساعيه لا عظام الدفائن
كم ركبنا ليستظل ابن فج / من هجير الضحى ويعصم راكن
كم صروح تبلطت برخام / طحنتها رحى الخطوب الطواحن
قل لأهل السواد لا جاورتهم / في البوادي شقايق وسواسن
ضربتكم أيديكم فاقترفتم / وخلا معبد وفارق سادن
وضياع قضي عليها ضياع / وكنوز تحولت لخزائن
فلقتكم فواحص مذ رأتكم / هضباً قد ركدن فوق معادن
اعقيق ماشقه الحسن ام فم
اعقيق ماشقه الحسن ام فم / شق قلب البروق حين تبسم
وعلى وجنتيك خط يراع ال / حسن حرفاً بمسكة الخال معجم
سقمي منك بابن كحل سقيم / صحَّ فتكاً ومهجة الصب اسقم
حكمته عليَّ سلطنة ال / حسن فاجرى امر الهوى وتحكم
يلدي المعطى من الانس لكن / وافق الريم طبعه فترَّيم
ناظر فاتر الجفون وخصر / كاد ضعفا بالسلك ينظم بالسم
لم يشنه قيل الحضارة الا / انه عن لواغط السرب يبغم
صيغ في قالب المحاسن معنىً / جسَّمته يد الصبا فتجسم
مبسما ناصعا وجيدا محلّى / وقواما غض الشباب منعم
رقَّ خدًّا حتى خشينا عليه / من خيال الصدغ المرفرف يكلم
وُجناة الهوى على وجنات / منه قد خالسوا الشقيق المكمم
عن دمٍ اشربت باحمر قان / فهي محمرة الحديقة عندم
ناظري في الجنان منها ولكن / كبدي من لهيبها في جهنم
ايها المجتلي المحيا ابدرٌ / مشرق قد جلوت من مطلع التم
ام صفات الرضا تجلت فشمنا / انجما من ثواقب النجم انجم
أملي أن أميل عند شفاكا
أملي أن أميل عند شفاكا / للهنا فانحنيت عند رثاكا
ولكم قد سددت اذني حتى / لا تعي نطق مخبر بضناكا
كنت شهد المذاق حتى اذا ما / مرَّ ذوق الردى اتى فاجتناكا
فتَّحتك الآمال ورداً ولكن / مذجنى ذنبه الحمام جناكا
يا عداك الردى وقولي عداكا / غير مجدٍ من بعد يوم رداكا
مانعاك الناعي المصوّت الاّ / ونعى الصبر والكرى مذنعاكا
لي قلبٌ يا آسِرَ الصبر مني / لا يرى من يد الهموم فكاكا
قد غشتني بك الخطوب حديثا / ليت شعري حديثها هل اتاكا
انت ريحانتي فاين شذاكا / اطواها نشر الردى مذطواكا
وهلالي ولست لولا المنايا / اختشي ان يُحطَّ برج سماكا
يا كرى مقلة المشوق ابن لي / كيف اغفت على الردى مقلتاكا
وقصير الانساب فرعا واصلا / كيف مُدت لا للعلآء يداكا
ولسان التبيان صدقا وعدلاً / كيف جار الردى فاطبق فاكا
اين مآء الشباب وهو مريع / شربته لا عن ظماً وجنتاكا
اين يا كوكب الهدى تتجلَّى / بعد عشواء افقدتنا سناكا
اين ذاك القوام يورق لطفاً / بعد ماكان وِرده من حياكا
اين تلك الآرآء وهي نصول / كجلاء الظبا جلاها ذكاكا
من طوى جِدَّه الصفا وعلاكا / ولوى عاتق الوفا وإِباكا
لفّ منك الحمام نشر كمال / فمن العدل ان نسوف ثراكا
لكَ يا ساكن الثرى حرَّكتنا / لوعة لا نطيق منها حراكا
اذكرتنا عهد الصبا فبكينا / للغريبين صبرنا وصباكا
كنت تستتخشن الدمقس رداءً / ونسيج الاكفان صار رداكا
وترى الضيق بالحمى وفضاه / فغدا ضيَّق الضريح حماكا
حملت نعشك الرقاب اللواتي / طوَّقتها طوقَ الحمام يداكا
ان رزأً به خصصت لرزءٌ / عمَّ حتى صار المصاب اشتراكا
قابل الحتف منك اقطع منه / يا حساماً يردي القبيل شباكا
لم يجد حيلة لنفسك الاَّ / انه باسمك الجواد دعاكا
فمنحت النفس النفيسة منه / مستميحالك انتحى فاجتداكا
قرة العين ما هناها رقاد / بعد بين به الرقاد هناكا
اتراها ترى الرقاد حلالاً / لا وعينيك لم يكن او تراكا
كنت رسماً للأنس تلقاء عيني / فاتى طارق الردى ومحاكا
قال لي الجفن كيف عهدك فيه / قلت طيف مضى بطيب كراكا
ايها الراقد انتبه لعويلي / وترفق بناظرٍ قد بكاكا
عدت مثل السواك ضعفا وطرفي / غضّ كيلا يرى شقيقا سواكا
ما عرفت السّلو عنك وانَّى / لو سلا المرء نفسه ماسلاكا
لا تلمني إذا قصرت ثوائي / حول رمسٍ به اطلت ثواكا
لا أحب الثرى ولكنَّ نفسي / نفَّست كربها بلثم ثراكا
لست مستسقيا لقبرك غيثا / انما الغيث رشحة من نداكا
غير أني اقول ندّاك عفو / و الله يا مضجع العلى وسقاكا