المجموع : 8
لست تخشى أن تركب الاخطارا
لست تخشى أن تركب الاخطارا / فقل الحق ما استطعت جهارا
رب قول أحد من حد عضب / يضع الحرب عنده الاوزارا
أمة النيل قد هجاها مريبٍ / بات فيها على الخلائق عارا
ربَّ غاوٍ تلفظ قولاً / عدَّ ما بين قومهِ ثرثارا
كنت يا مصرُ مسكنا لحماة / شابهوا الاسدَ هيبة ووقارا
كان فيك الكماة ينضون للخط / ب حساماً وذابلا خطارا
كنتِ يا مصر موطنا لملوك / بلغوا النجم سؤدداً وفخارا
موطناً كان للمعارف بيتا / مثلما كان للشجاعة دارا
أنت أنجبت للحروب رجالا / قد أبوا فيها ذلةً وانكسارا
وثبوا في الخطوب وثبة قوم / فتحوا بالمهند الاقطارا
واذا هم مشوا على هام صِيدٍ / خففوا الوطءَ عنهم استكبارا
حاش لِلّه لم نكن كقطيع / خشية الموت يرهب الجزارا
لا ولا كان عرض مصر مهانا / بيد الظالمين ليل نهارا
جرعة الموت في صيانة عرض / هي عند المصريّ تحكى العقارا
تلك آثارهُ تدل عليهِ / أنهُ أضخم الورى آثارا
اتقوا اللَه يا غواة قليلا / واخلعوا العار عنكمُ والشنارا
تنسبون المصريّ للعار جهلا / وهو أسمى من العقاب مزارا
جئتمُ داره ضيوفا عراة / فكساكم من الثراءِ دثارا
تنفقون النضارا في طلب الفخ / ر وفي العلم تكنزون النضارا
وأحق الأقوام بالشكر أقوا / مٌ يقيمون للنهى تذكارا
أيها المشتري بهجوك حظا / هجوك القوم قابل استنكارا
نمقِ النثر في مقاصد تجاري / تلف حمد الورى عليك نثارا
يا أعف الأنام نفساً وذيلا
يا أعف الأنام نفساً وذيلا / وأجل العباد بين العباد
إن يوماً خرجت فيه بريئاً / هو عيد من أشرف الأعياد
أسندو الكذب وهو منك محال / ثم خابوا في صحة الإسناد
لم يكن ما ادعوه الا دليلا / شف في صدرهم عن الأحقاد
إن من يحمل السماكين متنا / لكثير الأعداء والحساد
أجمعوا كيدهم فرُدَّ اليهم / طاعناً في النحور والاكباد
زعموا أنهم أصابوا ولكن / ربك اللَه كان بالمرصاد
فكفى الخزي فوقهم من دثار / لبسوه كأنهم في حداد
لا تلوموا تلك السيوف الدوامي
لا تلوموا تلك السيوف الدوامي / جلت الشك عن عقول الأنام
علمتهم أن لا حياة لشعب / رازح تحت مطلق الاحكام
أي نصف ترجون من حاكم يح / سب هذي الرقاب كالأنعام
ورث الملك بالرجال وبالما / ل كأن الرجال بعض الحطام
فاذا اهتم منة بالرعايا / فاهتمام الجزار بالاغنام
قيصرُ الروس قام بين البرايا / ناشراً دعوة الهدى والسلام
ذاكراً اننا بنو رجل فرد / خلقنا للحب لا للخصام
موعزاً بانعقاد مؤتمر التحك / يم يقضى في المعضلات الجسّام
ربَّ أمرٍ صعب المنال بعيد / صيرته العقول سهل المرام
هبه حلماً فالسعي فيه جميل / وجمال الحياة بالأحلام
هذه الأرض ترتجيك فحقق / ظنها فيك يا سليل الكرام
لك في منحها السلام أيادِ / خالداتٌ غرٌّ مدى الأيام
ولبثنا عيوننا شاخصات / ناظرين انجلاء ذاك الغمام
فاذا السلام حرب عوان / كل يوم نيرانها في اضطرام
قيصر الروس لا تضيّق على الصف / ر مداهم فالصفر اهل انتقام
لك ملك رحب الفضاء فسيح / فتعهد أجزاءه بالنظام
أفمهما أوجست من شعبك المو / تور خوفاً دفعته للصدام
لا رعاك الاه يا أرض منشو / را ولا رطبت ثراك الهوامى
ما لعقبانك اتخمن وغدرا / نك أصبحن بالدماء طوامى
كم خميس وافاك يمرح زهوا / ثم لم يبق منه غير العظام
شهر الحرب شاهروها وباتوا / في أمان والقتل في الأقوام
سئم الروس فتكها بئست العي / شة من ذلة لموت زؤام
قال مقدامهم هلم إلى الوا / لد نشكو مظالم الحكام
ومشوا للمليك عزلا ومدل / ين اليه بحرمة وذمام
فتلقتهمُ جنود أبيهم / برشاش الردى وحد الحسام
ملأت منهم الشوارع اشلا / ء كراديس فهي كالآكام
قيصرَ الروس ان شعبك أولا / دُك فاربأ واشفق على الأرحام
قيصر الروس خف دعاءَ الثكالى / وبكاءَ الاطفال والايتام
أفهذا الحق الالهيُّ أن يق / تل شعبٌ أتاك لاسترحام
زال ما كنتَ تدّعيه من الح / ق بما سال من دماءٍ حرام
إيه داود إيه يا ابن الكرام
إيه داود إيه يا ابن الكرام / ربَّ قولٍ أحد من صمصام
ليتني قيصرُ السلام فأعنو / يا جديراً مني بأزكى السلام
خُلقَ الناس للوئام وللأل / فة والاتحاد لا للخصام
انما الشر كامنٌ في البرايا / ودليلٌ عليه حملُ الحسام
خذ يميناً تر العباد عداةً / وحسام الاذى على كل هام
انظر الحربَ والخلائقَ فيها / تقطف الموت من غصون الصدام
أنظر الجيش أسكرته المنايا / سكرة المرء من دبيب المدام
يترامون جثة بعد أخرى / كجبال تدكدكت أو إكام
وتخال السيوف فيها غماما / ودماء الرقاب سيل الغمام
كادت النار أن تدوب وكاد ال / سماء يذكو لما به من ضرام
وترى الهام سجداً لظباة / فلَّها الضرب في يمين القيام
يا لها وقفة بساحة حرب / تصهر الصم من لظى واضطرام
عبرات تسيل سيل الغوادي / ليس يشفين من صدى وأوام
مهجات أذابها كلُّ طاغ / ورماها بحتفها كل رام
وجسوم لقى على الأرض تشكو / ما بها من اصابة وسقام
وأيامي يذلن دمعاً مصوناً / وثكالى ينحن نوح الحمام
وأبٌ يبكي من محاق هلال / كان يرجوهُ للعلى والتمام
يا لهُ موقفاً عليهم عصيبا / يوقف الشيخ عند سنّ الغلام
ليس في الناس من يؤمَّلُ فيه / أو يرجَّى لنصرة وذمام
يسخر الغرُّ بالمليك ويزرى / جاهلُ القوم بالحكيم الامام
ويقولون إنما لنظام / خُلق الخلق بئسه من نظام
يقتل المرءُ زوجهُ وأخاهُ / أو أباهُ لثروة وحطام
ويقود المليك بالظلم شعباً / رازحاً تحت مطلق الأحكام
هو لو لم يقدهُ للملك حظ / كان مثل الانام بين الانام
قيصر الروس بئست الحرب هذي / فمتى تأمر الوغى بانصرام
ومتى تنزل النفوس محلّاً / آمناً من طوارئ الايام
ضجت الارض والخلائق مجت / كأس موت تدور فيهم زؤام
أنت مثلت في البداية فصلاً / لم يرق في العيون عند الختام
كنت ترجو السلام للخلق طرّاً / فاعد للعباد عهد السلام
قيصر الروس عمرك اللَه عفواً / أنت أولى بالعفو لا بانتقام
صاحب التاج انت بالقوم اعلم
صاحب التاج انت بالقوم اعلم / هم يودون ان تعيش وتسلم
سُست بالعدل هذه الارض حتى / صرت فيها ابرَّ مولىً وارحم
فتتوج من العباد بحمد / هو خير من اللآلي وادوم
وتمثَّل تلك الجموع بطرفٍ / بات يقظان والحوادث نوم
تجد الخلق كلهُ يتفانى / في هوى العرش والمليك المعَّظم
ان مجداً بنيته بمواضي / ك على هامة السهى ليس يهدم
لم تزل نضرة الصبا في معال / من لدات الزمان أو هن أقدم
قد وجدناك والملوك ضروبٌ / عروةً وثقى لا تحل وتفصم
وحكمت البلاد حتى رأينا / لمحياك ثغرها يتبسم
ويميناً لولاك عاث طغاة / في بلادٍ من جورهم تتظلم
ظعن الجور عن بلادك لما / طنب العدل في ذراك وخيم
بك جو الوغى تقشع عنه / عثير ثار بالسنابك اقتم
وعوال دقت بحبل وتين / ومواض طارت بكف ومعصم
وحمام يجول بين الاعادي / بحسام يسل من كف ضيغم
قد محوت البغضاء من كل صدر / اوشك الفل فيه ان يتضرم
وحقنت الدماءَ بعد طراد / غادر النفس بين رمح ومخذم
فكأن الهيجاء بحر ولكن / بدم من دم الفريقين مفعم
إيه يا موجد العلى واباها / إيه لولاك فالعلى تتيتم
كل ركب سعى اليك مشوقا / وطوى الارض بين حزن ومعلم
ومشت نحوك الملوك لتبدى / ذلة للذي أعز واكرم
فتفقد تحت الكماة عتاقاً / تتهادى مطهما فمطهم
واذا ما قسناك بالصيِّد جهلا / في معاليك ساء ما نتوهم
اننا نعرف الملوك ولكن / ان عددناهمُ فانت المقدم
واذا ما شفيت من كل داء / كان للملك منك اكبر مغنم
يسقم البدر بالمحاق ولكن / ما عهدنا الشمس المضيئة تسقم
كيف ترقى الى علاك خطوب / غير مجد فيها الوشيج المقوم
ساءك الدهر وهو شيء عجيب / كيف لم يرهب الخميس العرمرم
كيف لم يرهب الزمان ظباة / من مواض بها الحديد المسمم
وعلى الشمس قد غدا لك حكم / وعلى البدر قد بدا لك ميسم
كان طرف الحسود اعور حتى / وقع الداء في اسمه وتحكم
برئ الداء والزمان سيلقى / رحمة منك والحسود سيندم
فأعد ما مضى الى خير قصرٍ / فيه غرثى البطون تسقى وتطعم
واذا الموت من ظباتك يخشى / فكذا الرزق من هباتك يقسم
ليس الا اياك مولى مفدى / يبدأ القول في ثناه ويختم
واذا قيل اين اعظم منه / لم نجد للتقى سوى اللَه اعظم
بك شعري تروق فيه قوافٍ / خطرت في وشي الكتاب المنمنم
فاذا جسمت لكانت نجوماً / للدجى الَّا انها لم تجسم
واذا ما رواتها انشدوها / حسبوها لفظها الجمان المنظم
تبعتني الى مديحك ناس / انما الفضل للذي يتقدم
انا في مصر شاعى قيل عنهُ / ساجع فيه بالثناء ترنم
ما لِبنتِ الحسيبِ هامت بوغدٍ
ما لِبنتِ الحسيبِ هامت بوغدٍ / سافلٍ جاهلٍ غويٍّ خؤونِ
قُل لها عن جَذِيمةٍ لِرَقَاشٍ / حِينَ باتت والعِرضُ غيرُ مصون
حَدّثيني وأنتِ غيرُ كذوب / أبحرٍّ شُغِفتِ أم بهجين
أم بعبدٍ وأنتِ أهلٌ لعبدٍ / أم بدوُنٍ وأنتِ أهلٌ لدون
أيهذا الخزان نلت الفخارا
أيهذا الخزان نلت الفخارا / وكساك الذي بناك الوقارا
هذه مصر ترتجيك زمانا / فقدت أرضها بهِ الامطارا
يذهل الفكر في مبانيك رغما / وتروق العيون والابصارا
قد تركت الثرى خصيباً وبالما / ء ملأت الفجاج والاقطارا
ليس بدعا اذا أسلتَ لجينا / بدل الماءِ أو اسلت نضارا
أمة المجد شيدتك بقطر / بلغت في احتلاله الاوطارا
وأحق الاقوام بالمدح قوم / ركبوا في سبيلها الاخطارا
فخليق لمثل مصر بان تع / جب حتى تفاخر الامصارا
أولاة الزمان هبوا قليلا / إن في رقدة الخمول لعارا
فالعظيم الذي يحاول بالج / د جلالاً وعزَّة واقتدارا
والذي لو توعد الشمس ادجت / وإذا هدد العرمرم غارا
والذي ان تبوأ الملك يختا / لُ بعصر يفاخر الاعصارا
إنني قلت للعذول تمهل
إنني قلت للعذول تمهل / لست ممن عن الهوى يتحول
أبصر الليل في دنوك صبحا / وإذا ما نأيت فالصبح أليل
وإذا ما استعذبت فيك عذابي / كان عندي لماك أعذب منهل
كيف أسلو أم كيف ينهض قلبي / والغواني حملنه ما تحمل
قتلتني العيون من غير سيف / وعيون المها من السيف أقتل
ان أطلت الحنين شوقاً إليها / فليالي النوى على القلب أطول
أبدل الهزل يا فؤادي بجد / إنَّ جد المقال بالحر أفضل
واطلب المجد بالظبا والعوالي / انما المجد في سنان وفيصل
زان شعري وزان نظمي مديحي / للذي يعني بالمديح ويحفل
هو أعلى من ان يقال مليك / ان عددناه والملوك فأول
شيم كالسلسال من غير مدح / وسجايا مثل الرحيق المسلسل
صقلت ذهنه التجاربُ حتى / مثل الغيبَ ذهنهُ فتمثل
يا ابن توفيق والأمور ضروب / أصعب الامر عند رأيك أسهل
ليس يُرضى الورى سواك عزيز / صّعر الخد في ثراه المقبّل
أنت تاجٌ على رؤوس البرايا / والمعالي عليك تاجُ مكلل
ما رآى الطرف في الخضم سفينا / قبل هذي على الجلالة تحمل
قد رست باسم اللَه واسمك حتى / بان عنها بدر العلى وترجل
فأتيناه راجلين احتراما / وهرعنا اليه من حيث أقبل
فهنيئاً لمصر منك قدوم / وهنيئاً لك العلاءُ المؤثل