القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد نسيم الكل
المجموع : 8
لست تخشى أن تركب الاخطارا
لست تخشى أن تركب الاخطارا / فقل الحق ما استطعت جهارا
رب قول أحد من حد عضب / يضع الحرب عنده الاوزارا
أمة النيل قد هجاها مريبٍ / بات فيها على الخلائق عارا
ربَّ غاوٍ تلفظ قولاً / عدَّ ما بين قومهِ ثرثارا
كنت يا مصرُ مسكنا لحماة / شابهوا الاسدَ هيبة ووقارا
كان فيك الكماة ينضون للخط / ب حساماً وذابلا خطارا
كنتِ يا مصر موطنا لملوك / بلغوا النجم سؤدداً وفخارا
موطناً كان للمعارف بيتا / مثلما كان للشجاعة دارا
أنت أنجبت للحروب رجالا / قد أبوا فيها ذلةً وانكسارا
وثبوا في الخطوب وثبة قوم / فتحوا بالمهند الاقطارا
واذا هم مشوا على هام صِيدٍ / خففوا الوطءَ عنهم استكبارا
حاش لِلّه لم نكن كقطيع / خشية الموت يرهب الجزارا
لا ولا كان عرض مصر مهانا / بيد الظالمين ليل نهارا
جرعة الموت في صيانة عرض / هي عند المصريّ تحكى العقارا
تلك آثارهُ تدل عليهِ / أنهُ أضخم الورى آثارا
اتقوا اللَه يا غواة قليلا / واخلعوا العار عنكمُ والشنارا
تنسبون المصريّ للعار جهلا / وهو أسمى من العقاب مزارا
جئتمُ داره ضيوفا عراة / فكساكم من الثراءِ دثارا
تنفقون النضارا في طلب الفخ / ر وفي العلم تكنزون النضارا
وأحق الأقوام بالشكر أقوا / مٌ يقيمون للنهى تذكارا
أيها المشتري بهجوك حظا / هجوك القوم قابل استنكارا
نمقِ النثر في مقاصد تجاري / تلف حمد الورى عليك نثارا
يا أعف الأنام نفساً وذيلا
يا أعف الأنام نفساً وذيلا / وأجل العباد بين العباد
إن يوماً خرجت فيه بريئاً / هو عيد من أشرف الأعياد
أسندو الكذب وهو منك محال / ثم خابوا في صحة الإسناد
لم يكن ما ادعوه الا دليلا / شف في صدرهم عن الأحقاد
إن من يحمل السماكين متنا / لكثير الأعداء والحساد
أجمعوا كيدهم فرُدَّ اليهم / طاعناً في النحور والاكباد
زعموا أنهم أصابوا ولكن / ربك اللَه كان بالمرصاد
فكفى الخزي فوقهم من دثار / لبسوه كأنهم في حداد
لا تلوموا تلك السيوف الدوامي
لا تلوموا تلك السيوف الدوامي / جلت الشك عن عقول الأنام
علمتهم أن لا حياة لشعب / رازح تحت مطلق الاحكام
أي نصف ترجون من حاكم يح / سب هذي الرقاب كالأنعام
ورث الملك بالرجال وبالما / ل كأن الرجال بعض الحطام
فاذا اهتم منة بالرعايا / فاهتمام الجزار بالاغنام
قيصرُ الروس قام بين البرايا / ناشراً دعوة الهدى والسلام
ذاكراً اننا بنو رجل فرد / خلقنا للحب لا للخصام
موعزاً بانعقاد مؤتمر التحك / يم يقضى في المعضلات الجسّام
ربَّ أمرٍ صعب المنال بعيد / صيرته العقول سهل المرام
هبه حلماً فالسعي فيه جميل / وجمال الحياة بالأحلام
هذه الأرض ترتجيك فحقق / ظنها فيك يا سليل الكرام
لك في منحها السلام أيادِ / خالداتٌ غرٌّ مدى الأيام
ولبثنا عيوننا شاخصات / ناظرين انجلاء ذاك الغمام
فاذا السلام حرب عوان / كل يوم نيرانها في اضطرام
قيصر الروس لا تضيّق على الصف / ر مداهم فالصفر اهل انتقام
لك ملك رحب الفضاء فسيح / فتعهد أجزاءه بالنظام
أفمهما أوجست من شعبك المو / تور خوفاً دفعته للصدام
لا رعاك الاه يا أرض منشو / را ولا رطبت ثراك الهوامى
ما لعقبانك اتخمن وغدرا / نك أصبحن بالدماء طوامى
كم خميس وافاك يمرح زهوا / ثم لم يبق منه غير العظام
شهر الحرب شاهروها وباتوا / في أمان والقتل في الأقوام
سئم الروس فتكها بئست العي / شة من ذلة لموت زؤام
قال مقدامهم هلم إلى الوا / لد نشكو مظالم الحكام
ومشوا للمليك عزلا ومدل / ين اليه بحرمة وذمام
فتلقتهمُ جنود أبيهم / برشاش الردى وحد الحسام
ملأت منهم الشوارع اشلا / ء كراديس فهي كالآكام
قيصرَ الروس ان شعبك أولا / دُك فاربأ واشفق على الأرحام
قيصر الروس خف دعاءَ الثكالى / وبكاءَ الاطفال والايتام
أفهذا الحق الالهيُّ أن يق / تل شعبٌ أتاك لاسترحام
زال ما كنتَ تدّعيه من الح / ق بما سال من دماءٍ حرام
إيه داود إيه يا ابن الكرام
إيه داود إيه يا ابن الكرام / ربَّ قولٍ أحد من صمصام
ليتني قيصرُ السلام فأعنو / يا جديراً مني بأزكى السلام
خُلقَ الناس للوئام وللأل / فة والاتحاد لا للخصام
انما الشر كامنٌ في البرايا / ودليلٌ عليه حملُ الحسام
خذ يميناً تر العباد عداةً / وحسام الاذى على كل هام
انظر الحربَ والخلائقَ فيها / تقطف الموت من غصون الصدام
أنظر الجيش أسكرته المنايا / سكرة المرء من دبيب المدام
يترامون جثة بعد أخرى / كجبال تدكدكت أو إكام
وتخال السيوف فيها غماما / ودماء الرقاب سيل الغمام
كادت النار أن تدوب وكاد ال / سماء يذكو لما به من ضرام
وترى الهام سجداً لظباة / فلَّها الضرب في يمين القيام
يا لها وقفة بساحة حرب / تصهر الصم من لظى واضطرام
عبرات تسيل سيل الغوادي / ليس يشفين من صدى وأوام
مهجات أذابها كلُّ طاغ / ورماها بحتفها كل رام
وجسوم لقى على الأرض تشكو / ما بها من اصابة وسقام
وأيامي يذلن دمعاً مصوناً / وثكالى ينحن نوح الحمام
وأبٌ يبكي من محاق هلال / كان يرجوهُ للعلى والتمام
يا لهُ موقفاً عليهم عصيبا / يوقف الشيخ عند سنّ الغلام
ليس في الناس من يؤمَّلُ فيه / أو يرجَّى لنصرة وذمام
يسخر الغرُّ بالمليك ويزرى / جاهلُ القوم بالحكيم الامام
ويقولون إنما لنظام / خُلق الخلق بئسه من نظام
يقتل المرءُ زوجهُ وأخاهُ / أو أباهُ لثروة وحطام
ويقود المليك بالظلم شعباً / رازحاً تحت مطلق الأحكام
هو لو لم يقدهُ للملك حظ / كان مثل الانام بين الانام
قيصر الروس بئست الحرب هذي / فمتى تأمر الوغى بانصرام
ومتى تنزل النفوس محلّاً / آمناً من طوارئ الايام
ضجت الارض والخلائق مجت / كأس موت تدور فيهم زؤام
أنت مثلت في البداية فصلاً / لم يرق في العيون عند الختام
كنت ترجو السلام للخلق طرّاً / فاعد للعباد عهد السلام
قيصر الروس عمرك اللَه عفواً / أنت أولى بالعفو لا بانتقام
صاحب التاج انت بالقوم اعلم
صاحب التاج انت بالقوم اعلم / هم يودون ان تعيش وتسلم
سُست بالعدل هذه الارض حتى / صرت فيها ابرَّ مولىً وارحم
فتتوج من العباد بحمد / هو خير من اللآلي وادوم
وتمثَّل تلك الجموع بطرفٍ / بات يقظان والحوادث نوم
تجد الخلق كلهُ يتفانى / في هوى العرش والمليك المعَّظم
ان مجداً بنيته بمواضي / ك على هامة السهى ليس يهدم
لم تزل نضرة الصبا في معال / من لدات الزمان أو هن أقدم
قد وجدناك والملوك ضروبٌ / عروةً وثقى لا تحل وتفصم
وحكمت البلاد حتى رأينا / لمحياك ثغرها يتبسم
ويميناً لولاك عاث طغاة / في بلادٍ من جورهم تتظلم
ظعن الجور عن بلادك لما / طنب العدل في ذراك وخيم
بك جو الوغى تقشع عنه / عثير ثار بالسنابك اقتم
وعوال دقت بحبل وتين / ومواض طارت بكف ومعصم
وحمام يجول بين الاعادي / بحسام يسل من كف ضيغم
قد محوت البغضاء من كل صدر / اوشك الفل فيه ان يتضرم
وحقنت الدماءَ بعد طراد / غادر النفس بين رمح ومخذم
فكأن الهيجاء بحر ولكن / بدم من دم الفريقين مفعم
إيه يا موجد العلى واباها / إيه لولاك فالعلى تتيتم
كل ركب سعى اليك مشوقا / وطوى الارض بين حزن ومعلم
ومشت نحوك الملوك لتبدى / ذلة للذي أعز واكرم
فتفقد تحت الكماة عتاقاً / تتهادى مطهما فمطهم
واذا ما قسناك بالصيِّد جهلا / في معاليك ساء ما نتوهم
اننا نعرف الملوك ولكن / ان عددناهمُ فانت المقدم
واذا ما شفيت من كل داء / كان للملك منك اكبر مغنم
يسقم البدر بالمحاق ولكن / ما عهدنا الشمس المضيئة تسقم
كيف ترقى الى علاك خطوب / غير مجد فيها الوشيج المقوم
ساءك الدهر وهو شيء عجيب / كيف لم يرهب الخميس العرمرم
كيف لم يرهب الزمان ظباة / من مواض بها الحديد المسمم
وعلى الشمس قد غدا لك حكم / وعلى البدر قد بدا لك ميسم
كان طرف الحسود اعور حتى / وقع الداء في اسمه وتحكم
برئ الداء والزمان سيلقى / رحمة منك والحسود سيندم
فأعد ما مضى الى خير قصرٍ / فيه غرثى البطون تسقى وتطعم
واذا الموت من ظباتك يخشى / فكذا الرزق من هباتك يقسم
ليس الا اياك مولى مفدى / يبدأ القول في ثناه ويختم
واذا قيل اين اعظم منه / لم نجد للتقى سوى اللَه اعظم
بك شعري تروق فيه قوافٍ / خطرت في وشي الكتاب المنمنم
فاذا جسمت لكانت نجوماً / للدجى الَّا انها لم تجسم
واذا ما رواتها انشدوها / حسبوها لفظها الجمان المنظم
تبعتني الى مديحك ناس / انما الفضل للذي يتقدم
انا في مصر شاعى قيل عنهُ / ساجع فيه بالثناء ترنم
ما لِبنتِ الحسيبِ هامت بوغدٍ
ما لِبنتِ الحسيبِ هامت بوغدٍ / سافلٍ جاهلٍ غويٍّ خؤونِ
قُل لها عن جَذِيمةٍ لِرَقَاشٍ / حِينَ باتت والعِرضُ غيرُ مصون
حَدّثيني وأنتِ غيرُ كذوب / أبحرٍّ شُغِفتِ أم بهجين
أم بعبدٍ وأنتِ أهلٌ لعبدٍ / أم بدوُنٍ وأنتِ أهلٌ لدون
أيهذا الخزان نلت الفخارا
أيهذا الخزان نلت الفخارا / وكساك الذي بناك الوقارا
هذه مصر ترتجيك زمانا / فقدت أرضها بهِ الامطارا
يذهل الفكر في مبانيك رغما / وتروق العيون والابصارا
قد تركت الثرى خصيباً وبالما / ء ملأت الفجاج والاقطارا
ليس بدعا اذا أسلتَ لجينا / بدل الماءِ أو اسلت نضارا
أمة المجد شيدتك بقطر / بلغت في احتلاله الاوطارا
وأحق الاقوام بالمدح قوم / ركبوا في سبيلها الاخطارا
فخليق لمثل مصر بان تع / جب حتى تفاخر الامصارا
أولاة الزمان هبوا قليلا / إن في رقدة الخمول لعارا
فالعظيم الذي يحاول بالج / د جلالاً وعزَّة واقتدارا
والذي لو توعد الشمس ادجت / وإذا هدد العرمرم غارا
والذي ان تبوأ الملك يختا / لُ بعصر يفاخر الاعصارا
إنني قلت للعذول تمهل
إنني قلت للعذول تمهل / لست ممن عن الهوى يتحول
أبصر الليل في دنوك صبحا / وإذا ما نأيت فالصبح أليل
وإذا ما استعذبت فيك عذابي / كان عندي لماك أعذب منهل
كيف أسلو أم كيف ينهض قلبي / والغواني حملنه ما تحمل
قتلتني العيون من غير سيف / وعيون المها من السيف أقتل
ان أطلت الحنين شوقاً إليها / فليالي النوى على القلب أطول
أبدل الهزل يا فؤادي بجد / إنَّ جد المقال بالحر أفضل
واطلب المجد بالظبا والعوالي / انما المجد في سنان وفيصل
زان شعري وزان نظمي مديحي / للذي يعني بالمديح ويحفل
هو أعلى من ان يقال مليك / ان عددناه والملوك فأول
شيم كالسلسال من غير مدح / وسجايا مثل الرحيق المسلسل
صقلت ذهنه التجاربُ حتى / مثل الغيبَ ذهنهُ فتمثل
يا ابن توفيق والأمور ضروب / أصعب الامر عند رأيك أسهل
ليس يُرضى الورى سواك عزيز / صّعر الخد في ثراه المقبّل
أنت تاجٌ على رؤوس البرايا / والمعالي عليك تاجُ مكلل
ما رآى الطرف في الخضم سفينا / قبل هذي على الجلالة تحمل
قد رست باسم اللَه واسمك حتى / بان عنها بدر العلى وترجل
فأتيناه راجلين احتراما / وهرعنا اليه من حيث أقبل
فهنيئاً لمصر منك قدوم / وهنيئاً لك العلاءُ المؤثل

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025