القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الفضل الوليد الكل
المجموع : 7
طالَ ليلي من شَعرِها النَّضناضِ
طالَ ليلي من شَعرِها النَّضناضِ / فوقَ بُردٍ مُهلهلٍ فضفاضِ
ثغرُها العذبُ فيهِ رقراقُ وادٍ / شفَّ يومَ الهجيرِ عن رَضراضِ
فهي روضٌ من الجمالِ أريضٌ / لي غِنىً فيهِ عن جميعِ الرياضِ
حينَ جادت بخدِّها قلتُ هذا / ليسَ شيئاً عِندي ولستُ براضِ
مَن تجُد بالقليلِ تُعطِ كثيراً / إنَّ بُشرى السحابِ بالإيماضِ
فاقشَعرَّت لجرأتي ثمَّ قالت / رَدعُ هذا الصبيّ بالإعراضِ
إنما حبُّهُ شفيعٌ إلينا / فعلينا بالغضّ أو بالتغاضي
نلتُ منها بالذلِّ عزاً وقولي / رُبَّ عزٍّ قد نلتهُ بانخفاض
هكذا الذلُّ في الهوى لمرامٌ / وحياةُ الإنسانِ بالأغراض
سألتني عن عِلَّتي وعيائي
سألتني عن عِلَّتي وعيائي / وهي أدرى من الطَّبيبِ بدائي
قلتُ داوي قَلبي المريضَ فقالت / مرضُ القلبِ ما لهُ من دواءِ
نوَّلتَني ذاتُ الجديلِ الخصيبِ
نوَّلتَني ذاتُ الجديلِ الخصيبِ / من نَصيبَينِ وردَ خدٍّ نصيبي
قلتُ آبى إلا نَصيبَينِ قالت / كِبَرُ النَّفسِ منهُ قَطعُ النصيب
مِسنَ في الوشي بينَ زهرٍ ونورِ
مِسنَ في الوشي بينَ زهرٍ ونورِ / وحَللنَ الشعورَ فوقَ الصدورِ
فرأيتُ اصطدامَ صبحٍ وليلٍ / وسطَ روضٍ مُعطَّرٍ ممطور
شاقَني والشعورُ تُرخى سُتوراً / فوقَ تلك الصدورِ هَتكُ الستور
فرفعتُ الشعورَ عنها رُويداً / وجَسستُ النهودَ تحت الشعور
حبُّ ما شفَّتِ الغلائلُ عنه / بين شوقٍ ولذّةٍ وحبور
حيثُ كاسي قد أترَعتها رداحٌ / فتجرَّعتُ من ألذِّ الخمور
كان سكري من خمرةٍ وحديثٍ / إذ رأيتُ الكؤوسَ مثلَ الثغور
بثلاثٍ من النساءِ حِسانٍ / مرَّ ليلي وكنتُ كالمسحور
كنَّ يُسمِعنني غِناءً رَخيماً / أو يغازلنني بصوتِ الطيور
وأنا هكذا صريعُ الغواني / والقناني في مجلسٍ مستور
فأقولُ الجنّاتُ والحورُ عندي / يا سماءُ اهبطي ويا أرضُ مُوري
أيُّها الرسمُ تكلَّم فالبيانْ
أيُّها الرسمُ تكلَّم فالبيانْ / من محيّا ناطقٍ لا مِن لِسانْ
طالما آنستَني في وحشَتي / وعنِ القلبِ تشفُّ المُقلتان
حَسَنٌ أنتَ وحسناءُ التي / رغَّبتني بكَ عن كلِّ الحِسان
بعدَها أنتَ لقلبي سَلوةٌ / ولعيني بهجةٌ مثلُ الجنان
أنتَ منها بعدَ عينٍ أثرٌ / وَسطَ أحداقي وأحشائي يُصان
كم قضيتُ الليلَ أرنو مُغرماً / وسِراجي وفراشي شاهدان
طالما أرَّقتَني إذ شُقتَني / حيثُ طرفي وفؤادي ساهران
روحُها ما انحجبت فيك فمِن / نورِها فوقَ المحيّا فيضان
فهي جمرٌ خامدٌ في صورةٍ / إنما في العينِ منهُ لمعان
لم يَزَل فيكَ فؤادٌ خافقٌ / أبداً أسمَعُ منه الخفقان
وعلى الثغرِ تباشيرُ الهوى / وعلى العينينِ آثارُ الحنان
ودَّعَتني عندَ السفينِ أصيلا
ودَّعَتني عندَ السفينِ أصيلا / وهي تبكي وتنشرُ المنديلا
وعلى الوجهِ صفرةٌ ظلَّ منها / في جبيني ما أشبَهَ القنديلا
ثم مدَّت يمينَها فأرَتني / زنبقاً فاحَ في الغياضِ بليلا
فتزوّدتُ قُبلةً من يمينٍ / علّمَتني أن أُكثِرَ التقبيلا
لا يَقُل أحمقُ النساءُ بلاءُ
لا يَقُل أحمقُ النساءُ بلاءُ / هنَّ واللهِ رحمةٌ وعزاءُ
من فؤادي لكلِّ أُنثى نصيبٌ / فهو عرشٌ عزَّت عليهِ النساء
إذ أضاعَ الجنَّاتِ آدمُ جَهلاً / خَفَّفَت عنهُ همَّهُ حواء
وعلى الخطةِ التي رَسَماها / يتمشَّى البناتُ والأبناء
برقَ الأنسُ في تبسُّمِ أُنثى / منهُ سعدٌ وقوةٌ ورجاء
حبُّها نعمةٌ لنا وَلدَيها / تتَساوى السرَّاءُ والضرّاء
كملاكٍ في الارضِ حلّت وجلّت / والمحيّا فيهِ السَّنى والسناء
فطيوبُ الحياةِ في شَفَتيها / ما لقلبٍ عن حبِّها استِغناء
فهو روضٌ من حبِّها وهي ماءٌ / وهو طيرٌ يحومُ وهي الهواء
جمَّةٌ في الحياةِ أدواءُ كلٍّ / ولكلِّ الأدواءِ منها دواء
هي مثلُ النسيمِ والماءِ لطفاً / وصفاءً وفي حِماها السماء
وجهُها عن أشعةِ الشمسِ يُغني / وسطَ مَغنىً فيهِ الظلامُ ضياء
عبد الأقدمونَ منها مثالاً / وبها قد تغزَّل الشعراء
ليستِ المرأةُ الضعيفة عندي / إنما نحن في الهوى الضعفاء
كم جَثَونا ذلّاً على قدميها / وبكينا وَجداً ولذَّ البكاء
في هواها يهونُ كلُّ عزيزٍ / ويذلُّ الملوكُ والأمراء
ويضلُّ الرهبانُ إن طرقتهم / في صلاةٍ ويجهلُ الحكماء
أيها المدَّعونَ بُغضَ نساءٍ / كم عليكم تسلّطت حسناء
فأقلُّوا من الملامِ وذلّوا / فلديهنَّ يضعفُ الأقوياء
هُنَّ أوفى في الحبِّ منكم وأقوى / لا تقولوا منهنَّ قلَّ الوفاء
وفسادُ النساءِ منكم فلولا / غدرُكم دامَ للجمالِ الحياء
أنصِفوا المرأة التي خُنتُموها / فهي في الخدرِ نجمةٌ زهراء
وهي سلطانةٌ تُدَبِّرُ مُلكاً / وهي ليلى في الشعرِ والخنساء
وهي أختٌ تحنُو وأمُّ تصلِّي / وهي زوجٌ من نسلِها الأنبياء

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025