المجموع : 6
ما الدمعي يحكي السحاب انسكابا
ما الدمعي يحكي السحاب انسكابا / يوم ركب الأحباب حثوا الركابا
نزلوا بالغميم بعد فؤادي / ليتني بالغميم كنت ترابا
ما تذكرتهم على البعد إلا / أسبلت مقلتي فؤاداً مذابا
حملوني بعد البعاد خطوباً / لا يطيق الخطيب منها خطابا
كنت ألقى الصروف في شامخات / الصبر قبلاً وبعد أضحت سرابا
فكأن الربوع تدعو وحالي / ناشد عنهم يباباً يبابا
أين أقمارك الذين أقاموا / في ذرى المجد والمعالي قبابا
أقفروا أربعاً وحلوا بأخرى / فسقوها عذباً وتلك عذابا
عجب بعدهم بقائي وما قد / حل بي لو عرا الأصم لذابا
كدت أفنى لولا تذكر يوم / هد للمكرومات حصناً وبابا
يوم حامى فيه أبو الفضل عمن / سبب اللَه فيهم الأسباب
ذاك يوم قل المقال به لو / قلت أن هوله أشاب الشبابا
لست أنسى لشبل حيدرٍ يوماً / فيه قد ذكر العدا الأحزابا
ما انتضى صارم المنية إلا / وحباه من الرقاب قرابا
حامياً حوزة الهداة بيوم / آل حربٍ للحرب سدوا الرحابا
ذب عن آل أحمد بكعوب / نال فيها كواعباً أترابا
ينظر الوالهات عترة طه / من ظماً تندب الشراب الشرابا
فتراه العقاب لاقى حماماً / فأذيقت منه الحمام عقابا
وترى لحن غضبه في صليل / منشئاً في رؤوسهم إعرابا
خطب الحرب فالرؤوس نثار / وحباها من الدماء خضابا
أولدت منه للمنية قرماً / قارعاً من عداة ناباً فنابا
قمرٌ أخجل النجوم برجمٍ / فحباها شمس النهار نقابا
كسر الجمع صمم السمع ضرباً / أضرم الحرب فرق الأحزابا
وانثنى للفرات يحمل ماء / كي من الظامئات يطفي التهابا
فأبى ورده وقلب ابن بنت / المصطفى للأوام أضحى نهابا
ونحا بالمزاد نحو بنات ال / وحي يحمي لها حمى وجنابا
فأحاطت به عصائب حربٍ / ورمته أسنةٌ وحرابا
فأعانت يد الفضا حساماً / حاسماً من يديه بحراً عبابا
وهو للثرى لآل علي / قمر داعي الأله أجابا
فدعا صنوه عليه سلامي / فلقد خيب القضا الطلابا
قسطاً في الصفوف شبل على / فتراها الحمام لاقت عقابا
فرآه مضمخاً بدماه / فدعا يا مهاد سيخي انقلابا
هذا ركني تصدعي يا رواسي / واسقطي يا نجوم فالبدر غابا
واجسامي يوم الوغى ويميني / من لرجم العداة كان شهابا
يا أبا الفضل قم ألست الذي قد / كنت لي مسعداً إذا الدهر نابا
أو لست الذي إذا ما مهيب / هب للحرب لم تكن هيابا
كسر اليوم بافتقادك ظهري / وقناتي فلت وظني خابا
يا بني هاشمٍ وآل نزارٍ / بدركم قد هوى فقوموا غضابا
فل جدي وثل مجدي فقوموا / وأزيلوا عن الرؤوس الترابا
فرأته مخدرات بني الوحي / فشقت من الخدور حجابا
نادبات بالندب أين حمانا / أين من كان في الخطوب المآبا
فدعا يا بنات أحمد صبراً / عظم اللَه أجركم والثوابا
إن دهري على فوق سهماً / ورمى كف عزمتي فأصابا
فدعت والعيون تذرف دمعاً / يخجل السيل صوبه والسحابا
أحمى الضائعات من لو دعاه / فوق هام السهى مروع أجابا
أوحش الحرب فقده في نهارٍ / وبليل قد أوحش المحرابا
يا أبا الفضل قد رقيت مقاماً / في ذرى المجد حير الألبابا
لك مد الفخار يوم نصرت / السبط في هامة السهى إطنابا
فجزاك الإله خير جزاءٍ / كان من عنده عطاء حسابا
منك لا غرو إن نصرت حسيناً / طبت أصلاً فالفرع إذ ذاك طابا
غاب عني الكرى وطيب الرقاد
غاب عني الكرى وطيب الرقاد / حين جفني غدا حليف السهاد
لمصاب أشاب سود الليالي / بعد ما جلبب العلى بسواد
هدركن الإسلام والمجد والدين / وشاد الضلال بعد الرشاد
يا لخطب جرى على علة الكون / وغيث الدنيا وغوث العباد
سبط خير الأنام وابن علي القدر / والشأن علة الإيجاد
لست أنساه مفرداً بين جمعٍ / أبرزوا فيه كامن الأحقاد
يحطم الجيش رابط الجأش حتى / صبغ الأرض من دماء الأعادي
لم يزل يحصد الرؤوس بعضب / ابداً للدماء في الحرب صاد
وإذا بالندا عجل فلبى / وهوى للسجود فوق الوهاد
نال في المجد والفخار صعودا / مذ هوى في الصعيد صعب القياد
عجباً للسماء لم تهو حزماً / فوق وجه البسيط بعد العماد
عجباً للمهاد كيف استقرت / ونظام الوجود تحت العوادي
عجباً للنجوم كيف استنارت / لم تغب بعد بدرها الوقاد
بيد أن الإله عم البرايا / بهبات من فضله وإيادي
بنمال العفاة عين المعالي / سيد الكائنات زين العباد
حيث لولا وجوده لأهليت / ولساخت بهم وبالأوتاد
ومثير الأشجان رزء الأيامي / مذ وعت بالصهيل صوت الجواد
برزت للقاء تعثر فلي الذيل / وقائي الدموع يحكي الغوادي
فرأت سرجه خلياً فنادت / تلك واوالدي وذي وأعمادي
وعدت ولهاً بغير شعورٍ / نحو مثوى بقية الأمجاد
فرأت في الصعيد ملقى حماها / هشمت صدره خيول الأعادي
فدعت والجفون قرحى وفي القلب / لهيب من الأسى ذو اتقاد
أحمى الضائعات بعدك ضعنا / في يد النائبات حسرى بوادي
أوما تنظر الفواطم بالأسر / وستر الوجوه منها الأيادي
ثكلاً ما ترى لها من كفيلٍ / حسراً بين عصبة الإلحاد
وتنادي وما ترى من مجيب / لنداها غير الصدا في الوادي
أيها المدلج الجسور رويداً / قف تحمل شكوى لأهل ودادي
عج بوادي الغري واخضع إذا ما / شمت مثوى الوصي غوث المنادي
قل له والعيون عبرى أيا من / هو ذخرٌ للمعضلات الشداد
قم فهذا الحبيب ملقى على الأر / ض عفيراً قد كفتنته البوادي
جسمه في الصعيد تعدو عليه / الخيل والراس فوق سمر السعاد
حوله من بنيه أقمار تمٍ / كالأضاحي سقوا كؤوس الحداد
ونات الهدى سوافرٌ بعد / الصون والحجب في يد الأوغاد
ظهر الفائم الذي فيه يهدي / كل من ضل عن سبيل الرشاد
يأخذ الثار يملؤ الأرض قسطاً / بعد ظلم وظلمةٍ وفساد
يا غياث الصريخ إن جل خطبٌ / ودليلاً إلى الرشاد وهادي
ملئ الكون بالضلالة فانهض / عجلاً مرغماً أنوف الأعادي
أمنوا بطشك الشديد ولكن / في جفون المحب شوك القتاد
فمتى تشتفي القلوب وتروي / غلل البيض من دم الأوغاد
ونرى ظلمة الضلال أزيلت / وأبيدت بنورك الوقاد
البدار البدار آل نزارٍ
البدار البدار آل نزارٍ / قد فنيتم ما بين بيض الشفار
قوموا السمر كسروا كل غمد / نقبوا بالقتام وجه النهار
سوموا الخيل أطلقوها عراباً / واتركوها تشق بيد القفار
طرزوا البيض من دماء الأعادي / فلقوا البيض بالضبا البتار
أفرغوا السابغات وهي دلاص / ذاهب برقهن بالأبصار
واسطحوا من دم على الأرض أرضاً / وارفعوا للسماء سماء غبار
خالفوا السمر بين بيض المواضي / وامتطوا للنزال قب المهار
وابعثوها ضوابحاً فأمي / وسمت أنف مجدكم بالصغار
سلبتكم بالرغم أي نفوس / ألبستكم ذلاً مدى الأعمار
يوم جذت بألطف كل يمين / من بني غالبٍ وكل يسار
لا تلد هاشميةً علوياً / إن تركتم أمية بقرار
ما لأسد الشرى وغمض جفون / تركتها العدى بلا أشفار
طأطأوا الرؤس إن رأس حسين / رفعوه فوق القنا الخطار
لا تذوقوا المعين واقضوا ظمايا / بعد ظامٍ قضى بحد الغرار
لا تمدوا لكم عن الشمس ظلا / إن في الشمس مهجة المختار
أنزار نضوا برود التهاني / فحسين على البسيطة عار
حق أن لا تكفنوا هاشمياً / بعد ما كفن الحسين الذاري
لا تشقوا لآل فهر قبوراً / فابن طه ملقى بلا إقبار
هتكوا عن نسائكم كل خدرٍ / هذه زينب على الأكوار
هل خبا بعد محصنات حسين / ساتر دون محصنات نزار
باكياتٍ لولا لهيب جواها / كدن يغرقن بالدموع الجواري
شأنها النوح ليس تهدأ آناً / عن بكاً بالعشي والأبكار
نادبات فلو وعتها لوي / قصمت من لوي كل قفار
أين من أهلها بنو شيبة الحم / د ليوث الوغى حماة الذمار
أين هم عن عقائل ما عرفن / السير كلا ولا الهزال العواري
أين هم عن حرائر بأنين / يتشاكين عن قلوب حرار
فليسدوا رحب الفضا بالعوادي / وليهبوا طراً لأخذ الثأر
وليقلوا الأعلام تخفق سوداً / بأيادي في الطعن غير قصار
وليؤموا إلى زعيم لوي / أسد اللَه حيدر الكرار
وليضجوا بعولةً وانتحاب / ولينادوا بذلة وانكسار
عظم اللَه في بنيك لك الأجر / فهم في الطفوف نهب الغرار
قم أثر نقعها فإن حسيناً / قد غدا مرتعاً لبيض الشفار
حوله من بنيه أقمار تم / غودروا حلبة لقب المهار
سعر الحرب ضيق الرحب طرز / بدماء النحورٍ ذات الفقار
حاش للَه أن تغض جفوناً / وبأحشاك أين جذوة نار
لا ولكنما رزاياً حسين / حدبت من قراك أي فقار
تربة الطف لا عدتك السجال
تربة الطف لا عدتك السجال / بل سقاك الرذاذ والهطال
وتمشى النسيم في روضتيك / الصبح والعصر جائل يختال
طاولي السبعة الشداد ببوغا / ء على سبط أحمد تنهال
إنما أنت مطلع الوحي عنده في هبوط / وعروج جبريلها ميكال
إنما أنت مجمع الرسل لكن / لهم عنك بالأسى أشغال
فيك قد حل سيد الرسل طه / وعلي وفاطم والآل
وسرايا بني نزارٍ ولكن / فيك جذت يمينها والشمال
يوم في عثير الضلال أمي / عثرت أي عثرةٍ لا تقال
واستفزت لحرب آل علي / عصباً قادها العمى والضلال
وعليهم قد حرمت يالقومي / ورد ماء الفرات وهو الحلال
فاستثارت لنصرة الدين أسد / ترجف الأرض منهم والجبال
وأقاموا مضارباً مست النجم / علواً لكنهم قسطال
حيث سمر الرماح عمتها الها / م وللشزب الجسوم نعال
فامتطت للوغى العتاق رجال / كنجوم السما زهير هلال
أفرغوا السابغات وهي دلاص / شحذوا المرهفات وهي صقال
بأكف ما استنجدت غير نصل / ولأيديهم خلقن النصال
طعنوا بالقنا الخفاف فعادت / وهي من حملها القلوب ثقال
صافحتهم أيدي الصفاح المواضي / ودعاهم داعي القضا فانثالوا
فانثنى ليث أجمة المجد فرداً / ناصراه الهندي والعسال
فسطا شاحذاً من الباس عضباً / كتبت في فرنده الآجال
فرأت منه آل سفيان يوماً / فيه للحشر تضرب الأمثال
وأبيه لولا القضا والمقادي / ر محتهم دون اليمين الشمال
لكن اللَه شاء أن يتناهبن / حشاه سمر القنا والنبال
حين شام الحسام وامتثل الأمر / إمام من شأنه الامتثال
فرماه الضلال سهماً أصيب / الدين فيه وهاشم الأبطال
وهوى ساجداً على الترب ذاك / الطود للَه كيف تهوى الجبال
كادت الأرض والسما أن تزولا / وعلى مثله يحق الزوال
يا لقومي لمعشر بينهم لم / ترع يوماً لأحمد أثقال
لم توقر شيوخه لمشيبٍ / وليتم لم ترحم الأطفال
ورضيع يا للبرية لم يبلغ / فصالاً له السهام فصال
ونساء عن سلبها وسابها / لم تصنها خدورها والحجال
أبرزوها حسرى ولكن عليها / أسدل النور حجبه والجلال
فتعادين والقلوب حرار / وتداعين والدموع تذال
أيها الراكب المجد إذا ما / نفحت فيك للسرى مرقال
عج على طيبة ففيها قبور / من شذاها طابت صباً وشمال
إن في طيها أسوداً إليها / تنتمي البيض والقنا والنزال
فإذا استقبلتك تسأل عنا / من لوي نساؤها والرجال
فاشرح الحال بالمقال وما ظن / ني تخفى على نزار الحال
ناد ما بينها بني الموت هبوا / قد تناهبنكم حداد صقال
هذه جردكم صدرن عراةً / جز منها معارف وقذال
تلك أشياخكم على الأرض صرعى / لم يبل الشفاه منها الزلال
غسلتها دماؤها قلبتها / أرجل الخيل كفنتها الرمال
ونساء عودتموها المقاصير / ركبن النياق وهي هزال
هذه زينب ومن قبل كانت / بفنا دارها تحط الرحال
والتي لم تزل على بابها الشا / هق تلقي عصيها السؤال
أمست اليوم واليتامى عليها / يا لقومي تصدق الأنذال
ما بقي من رجالها الغلب إلا / من على جوده الوجود عيال
وهو يا للرجال قد شفه السقم / وسير الهزال والأغلال
آل سفيان لا سقى لك ربعاً / مغدق الودق والحيا الهطال
أي جرم لأحمد كان حتى / قطعت من أبنائه الأوصل
فالحذار الحذار من وثبة ال / أسد فلليث في الشرى أشبال
إنما يعجل الذي يختشي الفو / ت ومن لم يكن إليه المئال
ويح قوم رضوا عن الدين بالدن
ويح قوم رضوا عن الدين بالدن / يا فما للقلوب ما أعماها
ستراها غداً تنادي ولكن / ليت لم آخذ فلاناً نداها
أيولي من لم يول لعجز / منه تبليغ سورة واداها
غاصب بضعة لنبي عناداً / مسقط للجنين من أحشاها
رام أحراق دارها ومن اللَه / تعالى تطهيرها قد أتاها
أسخطوا المصطفى بما خالفوه / في وصايا قاص ودان وعاها
كم وكم بالبتول أوصى جهاراً / حيث أوصى إلهها بولاها
فاطم من محمد بضعة بل / سخطي سخطها رضاي رضاها
فاحفظوني يا أيها الناس فيها / فهي القصد من ولا قرباها
لست أنسى لما أتت وهي ثكلى / يوم بالأرث طالبت من زواها
أشبهت أحمداً أباها بمشي / وحكته في نطقه وحكاها
ودعت والعيون عبرى وقاني / الدمع كالمعصرات يروي ثراها
أيها الناس لا تخونوا عهوداً / أوجب اللَه والرسول وفاها
أمن العدل كان غصبكم أر / ثى هل المصطفى بذلك فاها
جئتم بالخلاف حيث نبذتم / ما به عن إلهه جاء طه
أو ما أنبأ به عن / إرث يحيى لمن أراد انتباها
هل أتت آية بمنعى أم ه / خالفت ابنة النبي أباها
أم سوانا أدري بما أزل / اللَه بصحف في بيتنا أوحاها
ثم أبدت لهم كتاب رسول / اللَه في نحلة بها قد حباها
فنفوها وكذبوا فتيةٍ قد / شهد اللَه أنهم أزكاها
آهٍ وأذلة الهدى بعد عزٍ / وانتهاك الأستار بعد رخاها
فتولت مكسورة القلب تدعو / بأبيها وهل يفيد دعاها
يا كفيل الأيتام أبدت رجال / بعدما غبت في الثرى شحناها
غصب القوم نحلتي وتراثي / وعلى الأيام صبت بلاها
كنت لا أختشي عظيم الرزايا / وأنا اليوم أتقي أدناها
بالضبا يوم تسعر الهيجاء
بالضبا يوم تسعر الهيجاء / لا بوصل الضبا تنال العلاء
بعناق الكعاب لا الكعاب الحس / نا لعمري تجاوز الجوزاء
رب يوم أشلاؤه فيه أرض / واشتباك اللدان فيه سماء
وقتام الجياد فيه ظلام / وبروق الحداد فيه ضياء
تصدع البيض في الرقاب كما تص / دح في أوج وكرها الورقاء
لي فيه مواقفٌ يقتفي الحف / بها إثر صارمي والقضاء