القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الحسين شُكر الكل
المجموع : 6
ما الدمعي يحكي السحاب انسكابا
ما الدمعي يحكي السحاب انسكابا / يوم ركب الأحباب حثوا الركابا
نزلوا بالغميم بعد فؤادي / ليتني بالغميم كنت ترابا
ما تذكرتهم على البعد إلا / أسبلت مقلتي فؤاداً مذابا
حملوني بعد البعاد خطوباً / لا يطيق الخطيب منها خطابا
كنت ألقى الصروف في شامخات / الصبر قبلاً وبعد أضحت سرابا
فكأن الربوع تدعو وحالي / ناشد عنهم يباباً يبابا
أين أقمارك الذين أقاموا / في ذرى المجد والمعالي قبابا
أقفروا أربعاً وحلوا بأخرى / فسقوها عذباً وتلك عذابا
عجب بعدهم بقائي وما قد / حل بي لو عرا الأصم لذابا
كدت أفنى لولا تذكر يوم / هد للمكرومات حصناً وبابا
يوم حامى فيه أبو الفضل عمن / سبب اللَه فيهم الأسباب
ذاك يوم قل المقال به لو / قلت أن هوله أشاب الشبابا
لست أنسى لشبل حيدرٍ يوماً / فيه قد ذكر العدا الأحزابا
ما انتضى صارم المنية إلا / وحباه من الرقاب قرابا
حامياً حوزة الهداة بيوم / آل حربٍ للحرب سدوا الرحابا
ذب عن آل أحمد بكعوب / نال فيها كواعباً أترابا
ينظر الوالهات عترة طه / من ظماً تندب الشراب الشرابا
فتراه العقاب لاقى حماماً / فأذيقت منه الحمام عقابا
وترى لحن غضبه في صليل / منشئاً في رؤوسهم إعرابا
خطب الحرب فالرؤوس نثار / وحباها من الدماء خضابا
أولدت منه للمنية قرماً / قارعاً من عداة ناباً فنابا
قمرٌ أخجل النجوم برجمٍ / فحباها شمس النهار نقابا
كسر الجمع صمم السمع ضرباً / أضرم الحرب فرق الأحزابا
وانثنى للفرات يحمل ماء / كي من الظامئات يطفي التهابا
فأبى ورده وقلب ابن بنت / المصطفى للأوام أضحى نهابا
ونحا بالمزاد نحو بنات ال / وحي يحمي لها حمى وجنابا
فأحاطت به عصائب حربٍ / ورمته أسنةٌ وحرابا
فأعانت يد الفضا حساماً / حاسماً من يديه بحراً عبابا
وهو للثرى لآل علي / قمر داعي الأله أجابا
فدعا صنوه عليه سلامي / فلقد خيب القضا الطلابا
قسطاً في الصفوف شبل على / فتراها الحمام لاقت عقابا
فرآه مضمخاً بدماه / فدعا يا مهاد سيخي انقلابا
هذا ركني تصدعي يا رواسي / واسقطي يا نجوم فالبدر غابا
واجسامي يوم الوغى ويميني / من لرجم العداة كان شهابا
يا أبا الفضل قم ألست الذي قد / كنت لي مسعداً إذا الدهر نابا
أو لست الذي إذا ما مهيب / هب للحرب لم تكن هيابا
كسر اليوم بافتقادك ظهري / وقناتي فلت وظني خابا
يا بني هاشمٍ وآل نزارٍ / بدركم قد هوى فقوموا غضابا
فل جدي وثل مجدي فقوموا / وأزيلوا عن الرؤوس الترابا
فرأته مخدرات بني الوحي / فشقت من الخدور حجابا
نادبات بالندب أين حمانا / أين من كان في الخطوب المآبا
فدعا يا بنات أحمد صبراً / عظم اللَه أجركم والثوابا
إن دهري على فوق سهماً / ورمى كف عزمتي فأصابا
فدعت والعيون تذرف دمعاً / يخجل السيل صوبه والسحابا
أحمى الضائعات من لو دعاه / فوق هام السهى مروع أجابا
أوحش الحرب فقده في نهارٍ / وبليل قد أوحش المحرابا
يا أبا الفضل قد رقيت مقاماً / في ذرى المجد حير الألبابا
لك مد الفخار يوم نصرت / السبط في هامة السهى إطنابا
فجزاك الإله خير جزاءٍ / كان من عنده عطاء حسابا
منك لا غرو إن نصرت حسيناً / طبت أصلاً فالفرع إذ ذاك طابا
غاب عني الكرى وطيب الرقاد
غاب عني الكرى وطيب الرقاد / حين جفني غدا حليف السهاد
لمصاب أشاب سود الليالي / بعد ما جلبب العلى بسواد
هدركن الإسلام والمجد والدين / وشاد الضلال بعد الرشاد
يا لخطب جرى على علة الكون / وغيث الدنيا وغوث العباد
سبط خير الأنام وابن علي القدر / والشأن علة الإيجاد
لست أنساه مفرداً بين جمعٍ / أبرزوا فيه كامن الأحقاد
يحطم الجيش رابط الجأش حتى / صبغ الأرض من دماء الأعادي
لم يزل يحصد الرؤوس بعضب / ابداً للدماء في الحرب صاد
وإذا بالندا عجل فلبى / وهوى للسجود فوق الوهاد
نال في المجد والفخار صعودا / مذ هوى في الصعيد صعب القياد
عجباً للسماء لم تهو حزماً / فوق وجه البسيط بعد العماد
عجباً للمهاد كيف استقرت / ونظام الوجود تحت العوادي
عجباً للنجوم كيف استنارت / لم تغب بعد بدرها الوقاد
بيد أن الإله عم البرايا / بهبات من فضله وإيادي
بنمال العفاة عين المعالي / سيد الكائنات زين العباد
حيث لولا وجوده لأهليت / ولساخت بهم وبالأوتاد
ومثير الأشجان رزء الأيامي / مذ وعت بالصهيل صوت الجواد
برزت للقاء تعثر فلي الذيل / وقائي الدموع يحكي الغوادي
فرأت سرجه خلياً فنادت / تلك واوالدي وذي وأعمادي
وعدت ولهاً بغير شعورٍ / نحو مثوى بقية الأمجاد
فرأت في الصعيد ملقى حماها / هشمت صدره خيول الأعادي
فدعت والجفون قرحى وفي القلب / لهيب من الأسى ذو اتقاد
أحمى الضائعات بعدك ضعنا / في يد النائبات حسرى بوادي
أوما تنظر الفواطم بالأسر / وستر الوجوه منها الأيادي
ثكلاً ما ترى لها من كفيلٍ / حسراً بين عصبة الإلحاد
وتنادي وما ترى من مجيب / لنداها غير الصدا في الوادي
أيها المدلج الجسور رويداً / قف تحمل شكوى لأهل ودادي
عج بوادي الغري واخضع إذا ما / شمت مثوى الوصي غوث المنادي
قل له والعيون عبرى أيا من / هو ذخرٌ للمعضلات الشداد
قم فهذا الحبيب ملقى على الأر / ض عفيراً قد كفتنته البوادي
جسمه في الصعيد تعدو عليه / الخيل والراس فوق سمر السعاد
حوله من بنيه أقمار تمٍ / كالأضاحي سقوا كؤوس الحداد
ونات الهدى سوافرٌ بعد / الصون والحجب في يد الأوغاد
ظهر الفائم الذي فيه يهدي / كل من ضل عن سبيل الرشاد
يأخذ الثار يملؤ الأرض قسطاً / بعد ظلم وظلمةٍ وفساد
يا غياث الصريخ إن جل خطبٌ / ودليلاً إلى الرشاد وهادي
ملئ الكون بالضلالة فانهض / عجلاً مرغماً أنوف الأعادي
أمنوا بطشك الشديد ولكن / في جفون المحب شوك القتاد
فمتى تشتفي القلوب وتروي / غلل البيض من دم الأوغاد
ونرى ظلمة الضلال أزيلت / وأبيدت بنورك الوقاد
البدار البدار آل نزارٍ
البدار البدار آل نزارٍ / قد فنيتم ما بين بيض الشفار
قوموا السمر كسروا كل غمد / نقبوا بالقتام وجه النهار
سوموا الخيل أطلقوها عراباً / واتركوها تشق بيد القفار
طرزوا البيض من دماء الأعادي / فلقوا البيض بالضبا البتار
أفرغوا السابغات وهي دلاص / ذاهب برقهن بالأبصار
واسطحوا من دم على الأرض أرضاً / وارفعوا للسماء سماء غبار
خالفوا السمر بين بيض المواضي / وامتطوا للنزال قب المهار
وابعثوها ضوابحاً فأمي / وسمت أنف مجدكم بالصغار
سلبتكم بالرغم أي نفوس / ألبستكم ذلاً مدى الأعمار
يوم جذت بألطف كل يمين / من بني غالبٍ وكل يسار
لا تلد هاشميةً علوياً / إن تركتم أمية بقرار
ما لأسد الشرى وغمض جفون / تركتها العدى بلا أشفار
طأطأوا الرؤس إن رأس حسين / رفعوه فوق القنا الخطار
لا تذوقوا المعين واقضوا ظمايا / بعد ظامٍ قضى بحد الغرار
لا تمدوا لكم عن الشمس ظلا / إن في الشمس مهجة المختار
أنزار نضوا برود التهاني / فحسين على البسيطة عار
حق أن لا تكفنوا هاشمياً / بعد ما كفن الحسين الذاري
لا تشقوا لآل فهر قبوراً / فابن طه ملقى بلا إقبار
هتكوا عن نسائكم كل خدرٍ / هذه زينب على الأكوار
هل خبا بعد محصنات حسين / ساتر دون محصنات نزار
باكياتٍ لولا لهيب جواها / كدن يغرقن بالدموع الجواري
شأنها النوح ليس تهدأ آناً / عن بكاً بالعشي والأبكار
نادبات فلو وعتها لوي / قصمت من لوي كل قفار
أين من أهلها بنو شيبة الحم / د ليوث الوغى حماة الذمار
أين هم عن عقائل ما عرفن / السير كلا ولا الهزال العواري
أين هم عن حرائر بأنين / يتشاكين عن قلوب حرار
فليسدوا رحب الفضا بالعوادي / وليهبوا طراً لأخذ الثأر
وليقلوا الأعلام تخفق سوداً / بأيادي في الطعن غير قصار
وليؤموا إلى زعيم لوي / أسد اللَه حيدر الكرار
وليضجوا بعولةً وانتحاب / ولينادوا بذلة وانكسار
عظم اللَه في بنيك لك الأجر / فهم في الطفوف نهب الغرار
قم أثر نقعها فإن حسيناً / قد غدا مرتعاً لبيض الشفار
حوله من بنيه أقمار تم / غودروا حلبة لقب المهار
سعر الحرب ضيق الرحب طرز / بدماء النحورٍ ذات الفقار
حاش للَه أن تغض جفوناً / وبأحشاك أين جذوة نار
لا ولكنما رزاياً حسين / حدبت من قراك أي فقار
تربة الطف لا عدتك السجال
تربة الطف لا عدتك السجال / بل سقاك الرذاذ والهطال
وتمشى النسيم في روضتيك / الصبح والعصر جائل يختال
طاولي السبعة الشداد ببوغا / ء على سبط أحمد تنهال
إنما أنت مطلع الوحي عنده في هبوط / وعروج جبريلها ميكال
إنما أنت مجمع الرسل لكن / لهم عنك بالأسى أشغال
فيك قد حل سيد الرسل طه / وعلي وفاطم والآل
وسرايا بني نزارٍ ولكن / فيك جذت يمينها والشمال
يوم في عثير الضلال أمي / عثرت أي عثرةٍ لا تقال
واستفزت لحرب آل علي / عصباً قادها العمى والضلال
وعليهم قد حرمت يالقومي / ورد ماء الفرات وهو الحلال
فاستثارت لنصرة الدين أسد / ترجف الأرض منهم والجبال
وأقاموا مضارباً مست النجم / علواً لكنهم قسطال
حيث سمر الرماح عمتها الها / م وللشزب الجسوم نعال
فامتطت للوغى العتاق رجال / كنجوم السما زهير هلال
أفرغوا السابغات وهي دلاص / شحذوا المرهفات وهي صقال
بأكف ما استنجدت غير نصل / ولأيديهم خلقن النصال
طعنوا بالقنا الخفاف فعادت / وهي من حملها القلوب ثقال
صافحتهم أيدي الصفاح المواضي / ودعاهم داعي القضا فانثالوا
فانثنى ليث أجمة المجد فرداً / ناصراه الهندي والعسال
فسطا شاحذاً من الباس عضباً / كتبت في فرنده الآجال
فرأت منه آل سفيان يوماً / فيه للحشر تضرب الأمثال
وأبيه لولا القضا والمقادي / ر محتهم دون اليمين الشمال
لكن اللَه شاء أن يتناهبن / حشاه سمر القنا والنبال
حين شام الحسام وامتثل الأمر / إمام من شأنه الامتثال
فرماه الضلال سهماً أصيب / الدين فيه وهاشم الأبطال
وهوى ساجداً على الترب ذاك / الطود للَه كيف تهوى الجبال
كادت الأرض والسما أن تزولا / وعلى مثله يحق الزوال
يا لقومي لمعشر بينهم لم / ترع يوماً لأحمد أثقال
لم توقر شيوخه لمشيبٍ / وليتم لم ترحم الأطفال
ورضيع يا للبرية لم يبلغ / فصالاً له السهام فصال
ونساء عن سلبها وسابها / لم تصنها خدورها والحجال
أبرزوها حسرى ولكن عليها / أسدل النور حجبه والجلال
فتعادين والقلوب حرار / وتداعين والدموع تذال
أيها الراكب المجد إذا ما / نفحت فيك للسرى مرقال
عج على طيبة ففيها قبور / من شذاها طابت صباً وشمال
إن في طيها أسوداً إليها / تنتمي البيض والقنا والنزال
فإذا استقبلتك تسأل عنا / من لوي نساؤها والرجال
فاشرح الحال بالمقال وما ظن / ني تخفى على نزار الحال
ناد ما بينها بني الموت هبوا / قد تناهبنكم حداد صقال
هذه جردكم صدرن عراةً / جز منها معارف وقذال
تلك أشياخكم على الأرض صرعى / لم يبل الشفاه منها الزلال
غسلتها دماؤها قلبتها / أرجل الخيل كفنتها الرمال
ونساء عودتموها المقاصير / ركبن النياق وهي هزال
هذه زينب ومن قبل كانت / بفنا دارها تحط الرحال
والتي لم تزل على بابها الشا / هق تلقي عصيها السؤال
أمست اليوم واليتامى عليها / يا لقومي تصدق الأنذال
ما بقي من رجالها الغلب إلا / من على جوده الوجود عيال
وهو يا للرجال قد شفه السقم / وسير الهزال والأغلال
آل سفيان لا سقى لك ربعاً / مغدق الودق والحيا الهطال
أي جرم لأحمد كان حتى / قطعت من أبنائه الأوصل
فالحذار الحذار من وثبة ال / أسد فلليث في الشرى أشبال
إنما يعجل الذي يختشي الفو / ت ومن لم يكن إليه المئال
ويح قوم رضوا عن الدين بالدن
ويح قوم رضوا عن الدين بالدن / يا فما للقلوب ما أعماها
ستراها غداً تنادي ولكن / ليت لم آخذ فلاناً نداها
أيولي من لم يول لعجز / منه تبليغ سورة واداها
غاصب بضعة لنبي عناداً / مسقط للجنين من أحشاها
رام أحراق دارها ومن اللَه / تعالى تطهيرها قد أتاها
أسخطوا المصطفى بما خالفوه / في وصايا قاص ودان وعاها
كم وكم بالبتول أوصى جهاراً / حيث أوصى إلهها بولاها
فاطم من محمد بضعة بل / سخطي سخطها رضاي رضاها
فاحفظوني يا أيها الناس فيها / فهي القصد من ولا قرباها
لست أنسى لما أتت وهي ثكلى / يوم بالأرث طالبت من زواها
أشبهت أحمداً أباها بمشي / وحكته في نطقه وحكاها
ودعت والعيون عبرى وقاني / الدمع كالمعصرات يروي ثراها
أيها الناس لا تخونوا عهوداً / أوجب اللَه والرسول وفاها
أمن العدل كان غصبكم أر / ثى هل المصطفى بذلك فاها
جئتم بالخلاف حيث نبذتم / ما به عن إلهه جاء طه
أو ما أنبأ به عن / إرث يحيى لمن أراد انتباها
هل أتت آية بمنعى أم ه / خالفت ابنة النبي أباها
أم سوانا أدري بما أزل / اللَه بصحف في بيتنا أوحاها
ثم أبدت لهم كتاب رسول / اللَه في نحلة بها قد حباها
فنفوها وكذبوا فتيةٍ قد / شهد اللَه أنهم أزكاها
آهٍ وأذلة الهدى بعد عزٍ / وانتهاك الأستار بعد رخاها
فتولت مكسورة القلب تدعو / بأبيها وهل يفيد دعاها
يا كفيل الأيتام أبدت رجال / بعدما غبت في الثرى شحناها
غصب القوم نحلتي وتراثي / وعلى الأيام صبت بلاها
كنت لا أختشي عظيم الرزايا / وأنا اليوم أتقي أدناها
بالضبا يوم تسعر الهيجاء
بالضبا يوم تسعر الهيجاء / لا بوصل الضبا تنال العلاء
بعناق الكعاب لا الكعاب الحس / نا لعمري تجاوز الجوزاء
رب يوم أشلاؤه فيه أرض / واشتباك اللدان فيه سماء
وقتام الجياد فيه ظلام / وبروق الحداد فيه ضياء
تصدع البيض في الرقاب كما تص / دح في أوج وكرها الورقاء
لي فيه مواقفٌ يقتفي الحف / بها إثر صارمي والقضاء

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025