المجموع : 13
يا ابن بنت النبي عذراً فإني
يا ابن بنت النبي عذراً فإني / قد رأيت الحياة بعدك ذنبا
من تراه أشد مني وقاحاً / جعل الصبر بعد قتلك دأبا
فكأني لم يأتني خبر الطف / أو أني استسهلت ما كان صعبا
أين حبي إن لم أمت لك حزناً / أين حزني إن لم أمت لك حبا
رحلوا والأسى بقلبي أقاما
رحلوا والأسى بقلبي أقاما / جيرة جارهم بهم لن يضاما
ذهبوا والندى فعاد المنادي / لا يرى من يد الصروف اعتصاما
كم حبست الأنضاء بالدار حتى / خلتها في وقوفها آكاما
وسالت الرسوم عنهم فما أغنى / سؤالي وما شفى لي سقاما
وإذا ما سألتهن أعادت / في لسان الصداء منها الكلاما
فكأني كنت المناشد عنهم / وهي كانت مناشداً مستهاما
يا سقى اللَه معهداً قد شقته / سحب أجفاني الدموع السجاما
خيل القلب لي به وهو خالٍ / عرباً خيلهم تحوط الخياما
من بني غالب الألى في المعالي / غلبوا كل غالبٍ لن يسامى
هم بعلم وفي ندى ونزال / أرشدوا أرفدوا أرعوا حماما
لست أنسى رئيسهم خير خلق / اللَه رأس الهدى ثمال اليتاما
أيقظوا للحقود منهم قلوباً / هي كانت خوف الحسام نياما
وأحاطوا بابن النبي عناداً / لأبيه ولم يراعوا ذماما
فرماهم بأسهم ما رماها / يوم حرب إلا ونال المراما
وحما قد ارتضاهم لديه / شيعةً مثل ما ارتضوه إماما
سادة تنظر الوفود نداهم / مثلما تنظر العفاة الغماما
صيد حرب يستنزلون المنايا / بالعوالي ويرهبون الحماما
وثبوا للوغى بأسياف عزمٍ / حدها أورث السيوف الكهاما
وأباحوا القنا صدور الأعادي / والمواضي نحورها والهاما
فكأن الوغى خريدة حسن / أودعت منهم القلوب غراما
أسفروا للقا وللنقع ليل / كان للشمس من دجاها لثاما
وجلوه بأوجه تتمنى / نيرات السما لهن التثاما
وتعاطوا لدى الوغى كأس حتفٍ / كمعاطاة من تعاطى المداما
واحتسه كي لا يساموا بضيم / وأخو العز ذلةٌ لن يساما
وثووا في الرغام صرعى فأضحت / تتمنى السما تكون الرغاما
وعدا السبط للعدى فوق طرف / خيل صقراً على الحمائم حاما
فكأن الرياح منه استعارت / يوم عاد عدواً فأضحت رماما
فلق الهام بالمهند حتى / منع الدم أن يثور القتاما
خضب الخيل بالدماء إلى أن / كان مها على اللغام اللغاما
غادر الخيل والرجال رماماً / والقنا السمر والنصال حطاما
بطل كافح الألوف فريداً / ولديه الأملاك كانت قياما
وأتى النصر طالب الأذن منه / وإليه الزمان ألقى الزماما
فأبى أن يموت إلا شهيداً / ميتةً فاقت الحياة مقاما
فكأن الحمام كان حياةً / وكأن الحياة كانت حماما
بأبي باذلاً عن الدين نفساً / هي نفس الوجود حيث استقاما
يا أمير القضاء كيف استحلت / جاريات القضاء منك الحراما
أنت رب الوغى ورب عبيد / كفرت من الهها إلا نعاما
وابو البيض والقنا رب ولد / وقد عصت والداً كريماً هماما
يا قتيلاً شقت عليه المعالي / جيبها واكتست ضناً وسقاما
إن دهراً أخنى عليك لدهر / عيرته الدهور عاماً فعاما
بل ويوماً قتلت فيه ليوم / قد كسا ثوب حزنه الأياما
وسناناً أرداك فيه سنان / خزيه غادر الرماح تماما
لست أنسى كرائم السبط أضحت / حائراتٍ لما فقدن الكراما
تشتكي حر ثكلها وحشاها / قد راى في السباء حراً ضراما
أي خطبٍ من الرزايا تقاسي / في قلوب أذكت بهن أواما
نهب رحلٍ أم فقدهن حسيناً / وبني هاشم هماماً هماما
وإذا حن في السبايا يتيم / جاوبته أرامل ويتامى
وأمين الإله في الأرض بعداً / لسبط أضحى مقيداً مستضاما
تارةً ينظر النساء وطوراً / أرؤساً بالرماح تجلو الظلاما
كيف يسري بين الأعادي أسيراً / من يغادر وجودها إعداما
قيدوه من حلمه بقيودٍ / رب حلمٍ يقيد الضرغاما
يا بني خير والد ليت عيناً / ما بكتكم تسهدت لن تناما
وفؤاداً ما ذاب شجواً عليكم / بات للوجد منزلاً ومقاماً
كل باكٍ على سواكم ملام / كل باكٍ عليكم لن يلاما
وإليك مني خريدة حسنٍ / قلدت من جمان فكير نظاما
أبتغي المنكم القبول وأرجو / جائزات تنيلني الإكراما
فاقبلوها يا ساتدتي وأنيلوا / فسوى نيل فضلكم لن يراما
كان فيها عون الإله ابتداءاً / فاجعلوا منكم القبول اختتاما
حبذا أنت من حبيب مسلمٍ
حبذا أنت من حبيب مسلمٍ / ومشيرٍ بطرفه متبسم
خلته بين كل ظبي غريرٍ / بدر تم يضيء ما بين أنجم
لك خد بمهر خالٍ عليه / خطب القلب للغرام فانعم
كان قلبي من قبل رؤياي وجهاً / من شموس النهار أبهى وأعظم
جاهلي الهوى فلما دعاه / مرسل الصدغ للصبابة أسلم
فانا اليوم للغرام مدين / طائع من ولاته من تحكم
أعلي سمعاً وإن كنت أدرى / رب مصغٍ لقائلٍ وهو أعلم
جمعتنا بالجامعين ليالٍ / ليس إلا الصباح منهن يذمم
نولتنا من السرور عظيماً / وسرور العلا لأجلك أعظم
يوم نلت المنى فهنيت فيك / المجد علماً بأنه لك توأم
يوم ابدي لك الزمان سروراً / فمحونا من فعله ما تقدم
وإذا ما الكريم جاء بعذر / فالذي منه يقبل العذر أكرم
يوم ماست تيهاً حسان المعالي / بك والمجد ثغره قد تبسم
فكأن الزمان عاد شباباً / بعد ما شاب في السنين واهرم
يوم حل السرور قلب كريمٍ / طال ما سر في البرية معدم
فمن السحب والجبال تراه / في الندى والخطوب أسخى وأحلم
لم تجاوز سنوه عشرين لكن / هو راياً من ابن ستين أحزم
يافعاً يخبر المشائخ عما / هو ماضٍ من قبل عاد وجرهم
خذ من العلم موجزاً غير مطنب
خذ من العلم موجزاً غير مطنب / عن فنون الألحان في النحو معرب
فبه قد حباه من قد حبا في / فضله قبل ذا نزاراً ويعرب
ذو اليراع الذي يراع لديه / قلب من عن علاه قد ظل يرغب
قلم صك لوحه جبهة الدهر / فهم يقرأون ما كان يكتب
علمه عن أبيه عن جده عن / حامل الوحي جبرئيل عن الرب
ما الكسائي ما سيبويه فهذا / نجل أهل الكسا وسيف مجرب
لو ترائى لسيبويه تعجب / وبنصف اسمه مضى وهو يندب
سر يوماً شانيك واغتم دهراً
سر يوماً شانيك واغتم دهراً / رب حلو لطاعم عاد مرا
كاشح سر لعقة الكلب أنفاً / ثم في غمه القديم استمرا
ضحك الدهر منه إذ طال تيهاً / بسرورٍ كصحوة الموت عمرا
يا أبا جعفرٍ ومن قد رمته / أعين الحاسدين في الفضل شزرا
لا أقر الإله أعين قومٍ / نظرتكم مزورة لن تقرا
إن عذر الزمان الخصم هوناً / فاراه حلواً وأسقاه مرا
فتولى والخزي يغشاه جهراً / ضعف ما قد غشا بصفين عمروا
لم يزلا نعلاك عنك لهون / لا ولا أنت قد تشاغلت فكرا
بل بدا من علاك للخلق مالم / تحض منه عقولها العشر عشرا
ولكم قد أحطت في علم غيبٍ / غيركم لم يحط به قد خبرا
فخشيت الإسلام فيك يقولو / ن كما قالت المغالون كفرا
وتصوبت قيد رمحٍ فحلت / لك من ذا في قاب قوسين ذكرا
فلذا كل من على الأرض ضجت / وضجيج السماء أعظم أمرا
لو أطاقت أم السماء لضمتك / إليها حرصاً عليك وبرا
ولأحنت عليك كالأم شوقاً / وانعطافاً وشرفت بك حجرا
ووقت الوصل للأرض رفقاً / بك كي لا تنال من ذاك ضرا
ولكانت ذكاؤها لك فرشاً / ووساداً من النجوم البدرا
قد حكيت الصديق يوسف لما / أن هوى في غيابة الجب صبرا
بل رأيت النار التي قد رآها / صاحب الطور يوم قد خر ذعرا
ولعمري حكيته غير لا أدري / أذعراً هويت أم كان شكرا
أم عرا ذكر كربلا منك قلباً / حني قاربت للمحرم شهرا
أن متناً شكوته طال ما زا / حمت فيه من الملائك غرا
قبلت كفه الملوك ونالت / من ناداها العافون بيضاً وصفرا
فهي طوراً غنى المقل وطوراً / تغتدي للغني عزاً وفحرا
وبنوك الكرام أطيب ولدٍ / نجباء الآباء بطناً وظهرا
بلغوا غاية العلا حيث كلٌّ / راح يقفو في سيره لك أثرا
والذي يهتدي بمهدي عصر / ليس يخشى عن قصده الحور فترا
حملوا عبأ كل مجدٍ أثيل / مثلما تحمل القوادم نسرا
كيف لا يهتدي مضل رآهم / وهم آيةٌ إلى الحق كبرى
يا بني الوحي قد زففت إليكم / من بنات الأفكار غراء بكرا
لم اسمها على سواكم علوا / ولو أني قد كان لي البدر صهرا
إنما الشعر ما هو المدح فيكم / وهو في مدح غيركم راح هجرا
مدحكم في جميع قسمٍ من ال / قول لقد سار في البرية ذكرا
فهو وحي أتى وجاء حديثاً / وبدا خطبةً ونظماً ونثرا
هاتف بالنعي سد الفضاءا
هاتف بالنعي سد الفضاءا / وأحال الصبح المنير مساءا
وأضل الوفود ساعة أهدى / بنعي المهدي ذعراً عناءا
وفقيد خص الكرام فأضحى / الناس طراً برزئةٍ شركاءا
أسف الماجدون حزناً عليه / فهم كاظمون فيه العناءا
فكأن كل واحدٍ منهم يع / قوب قد جاءه بنوه عشاءا
كيف بالصبر في رزية ندب / طبق الري والعراق بكاءا
فكأن العراق والري قاما / مأتماً واحداً وناحا سواءا
جاء يقتاده اشتياق مزار / لقبور بها الوجود أضاءا
فمضى وهو زائر في جنان / الخلد منها نفوسها الأزكياءا
وكأنه اختار المنية كيلا / عنهم بعد قربه يتنائى
وهم حين عاينوا مننه قلباً / صادقاً في ودادهم وولاءا
قربوا جسمه إليهم وأدنوا / في الرفيع الأعلى له حوباءا
فغدا وهو فائزٌ في نعيم / ليس يخشى عليه ثم شقاءا
لست أدري أنهنه الوجد فيه / أم بعظم الفراق أزداد داءا
أم ألوم الزمان فيما تجري / وإل المحسنين فيه أساءا
لا أذم الزمان وهو محلىً / بأبي المصطفى علاً وبهاءا
الذي غنت الحداة عليه / حيث حلوا من الفجاج ثناءا
والذي سار ذكره حيث سارت / نيرات السما وأهدت سناءا
والذي يفرج الشدائد حتى / ليس تلقى الزمان إلا رخاءا
فاق فيه العراق فخراً إلى أن / كاد يغدو على السماء سماءا
من يقس نيله بنيلٍ سواه / فلقد قاس بالسراب الماءا
سبق السابقين بالمجد حتى / ترك الأقدمين سبقاً وراءا
ما ابن يحيى ما حاتم ما اب / ن عباد وإن في الأنام فاقوا علاءا
ذاك عصر يدعو بينه إلى ال / جود فلا غرو أن دوا أسخياءا
ربما قلت الوفود على من / قد رأى في العلا له أكفاء
أي الفخر للسخي بعصر / كل أهليه أصبحوا بخلاءا
وهو من بينهم كشمس نهارٍ / لا ترى الخلق من سواها ضياءا
لا تزال الدنيا لديه ذلولاً / آخذاً في زمامها حيث شاءا
مده اللَه بالعطاء كما في / حبه لم يزل يمد العطاءا
وحباه من فضله بالأماني / وكفاه الأهوال والأرزاءا
لم أفه بالعزاء علماً بأني / فيه أهدي إلى البحار الماءا
من يقل للجبال كوني جبالاً / فلقد فاه بالمقال هذاءا
لم يزده العزاء إلا كما قد / زاد ضوء المصباح نوراً ذكاءا
لا أرى صبره سوى سد ذي ال / قرنين قد عاق عن حشاه العناءا
بدر مجدٍ تحوطه من ذويه / شهب عنه ترجم اللئماءا
طهروا عنصراً وطابوا فروعاً / وأمدوا على الورى أفياءا
في بيوت مثل الربيع لدى من / نزلوا ساحها مصيفاً شتاءا
قد أقروا بساحهن شقيقي / مذا غدا لا يرى الفضاء فضاءا
ورأى اليسر نائياً منه حتى / حل في ربعهم رآه أزاءا
وتردى به وأقبل يسعى / في سرور يجر ذاك الرداءا
سكنوا روعة له وأعادوا / فقره بالسماح منهم غناءا
جمعوا شملنا به بعد صدع / جمع اللَه شملهم والعلاءا
كدت أفنى شوقاً إليه إلى أن / قيل بشراً قد حل ذاك الفناءا
وأعادوا لي الحياة أمات اللَ / ه من أصبحوا لهم أعداءا
أنت علمتني الهوى فاجتهدت
أنت علمتني الهوى فاجتهدت / فلهذا العذول ما قلدت
فأنا اليوم في الغرام إمام / وله كل مقتد أرشدت
علماء الهوى إذا باحثوني / لا يطيقون رد ما أوردت
وتجردت للغرام لامسي / عاملاً فيه والزمان زهدت
يا حبيباً وأنت للحب أهل
يا حبيباً وأنت للحب أهل / والهوى كله بغيرك جهل
أنت أولى بانٍ تحب وأولى / بالذي قالت المحبون قبل
أكثر المدح في الجمال قديماً / هو في حسنك الحديث اقل
عجباً تزهد الجنان أناسٌ / وبأعلى قصورها لك مثل
ليت شعري أهل جبينك في ال / أفق هلال للنانس حين استهلوا
يا غزالاً حلت به الخمر عندي / وهي لولا وجوده لا تحل
رعف الزق في الكؤوس فقل في / ذهب بات في لجين يحل
أنت لما سقيتني لست أدري / هي خمر أم دب في العظم نمل
مذ بسطنا يد الوصال وأيدي / الهجر عنا بالرغم منه تغل
وعذول قد جاء يطلب ردعي / ويله كيف يردع الصب عذل
قال لي والهوى يداه بسمعي / كم إلى كم في حب أسماء تغلو
ذهب الشرب بالحجى يا لواحي
ذهب الشرب بالحجى يا لواحي / فاعذروني فإنني غير صاحي
لعب الشوق بالفؤاد إلى أن / جد فيه والجد غير المزاح
كان سكري من اللواحظ حتى / صار باللحظ واللمى والراح
جمح الحب بي وشوقي طفل / أفأذ شاب يستلين جماحي
إنما النار قدحةٌ من زناد / وكذا الحب نظرة من ملاح
يا ابنة العامري هل للمشوق
يا ابنة العامري هل للمشوق / رشفةً من طلا لماك الرحيق
رب قومٍ تغبقوا بابنة الكر / م ما عدا مسكر لنا في الريق
وهب يا وهب هل رأيت بلاءاً / كبلاء العشاق بالمعشوق
أم رأيت الغريق يشكر جهداً / للورى لوعة الرميض الحريق
من عذيري بذات حسن هواها / في الحشى منز الدما في العروق
ما حسبت العذيب قبل ارتشافي / ثغرها بين بارق والعقيق
لا ولا قبل وجهها شمت شمساً / تتجلى من فوق غصن وريق
كلما قلت جار قومك فينا / قالت العذل شأنهم للرفيق
أي عدلٍ وقد أخذتم فؤاداً / ما آذنتم لجسمه باللحوق
أنا لو لم يبت فؤادي أسيراً / ما لقيت الورى بدمع طليق
سمح الدهر في وصال الخليل
سمح الدهر في وصال الخليل / رب دهرٍ يكون غير بخيل
أيها الدهر قد فعلت جميلاً / بدنوي من كل ظبي جميل
أهيف ما رنا بعينيه إلا / والندامى ما بين هيف وميل
لم أشم قبل وجهه بدرتم / فوق غصن على كثيب مهيل
لم يمس في المزاح إلا يداه / حذر القصف فوق خصر نحيل
فسكرنا لا في الحميا ولكن / قد سكرنا بكل طرفٍ كحيل
وسقينا صدا القلوب رضاباً / هو فيها أحلى من السلسبيل
وقرأنا فما تركنا لقار / من قوافي النسيب غير القليل
يوم قد أحسن الوصال حسين / لي من بعد سوءٍ صد طويل
بحديثٍ وفي عناق وضم / وارتشافٍ والفوز بالتقبيل
وسرور حكى سرور المعالي / في شفاء المهدي بعد النحول
هو شطبٌ أم رمح عنتر كانا
هو شطبٌ أم رمح عنتر كانا / وعجاجاً نرى به أم دخانا
كسروا رأسه فكان كيومٍ / كسر المرتضى به الأوثانا
من يعزي يزيد شر البرايا / قد كسرنا قضيبه الخيزرانا
وقع السيف فوق جرح السنان
وقع السيف فوق جرح السنان / خبراني لأي جرحٍ أعاني