المجموع : 8
نافرته البيضاء في البيضاء
نافرته البيضاء في البيضاء / وانفصال الشباب فصْلَ القضاءِ
حاكمَتْه إِلى مُعاتبِة الشَّيْب / لِتَستمطرَ الحَيا بالحَياءِ
فاستهلّتْ لِبَيْنِها سحبُ عيْنيْهِ / ويومُ النَّوى من الأَنواءِ
يا شباباً لَبِسْتُه ضافيَ ال / ظلُّ وتبلى مَلابس الأَفياءِ
كان بَرْدُ الدُّجى نسيماً / وتهويماً فأَذكته نفْحَةٌ من ذُكاءِ
مَنْ لهُ طاعةُ الصّوارِمِ في الحر / ب ولَيُّ الأَعناقِ تحت اللّواءِ
مِنْ مَساعٍ إِذا استغاث به الآ / مِلُ لَبّى نَداه قبل النِّداءِ
وكأَنَّ القَباء منكَ لما ضَمَّ / مِنَ الطُّهْر مَسْجِدٌ بقُباءِ
كلُّ دعوى شجاعةٍ لم تؤيّدْ
كلُّ دعوى شجاعةٍ لم تؤيّدْ / بِكلامِ الكِلامِ دعوى مُحالُ
لا يَرُعْك الصِّقال في السيف حتى / يَنطِق الفَلّ شاهداً للصِّقال
لو تكون السهام تُحسِنُ قصداً / عرّجتْ عن مقاصد الآمال
غادر البأْسُ في جبينك منه / أَثراً لاح في جبين الهلال
لا يجلّي دُجى الحوادث إِلا / غُررُ الحرب في وجوه الرّجال
في مقاديمها تُصاب المقا / ديمُ وتُرمى الأَكفال في الأَكفال
خفضي الصوتَ يا حَمامَة مقْرى
خفضي الصوتَ يا حَمامَة مقْرى / هاج شوقي دعاؤك المرفوعُ
إِنّما تستثير رِقّةٌ شكوا / كِ دموعي والوجدُ حيثُ الدموع
طَرَّبتْ عند إِلفها وشَجاني / فَقْدُ إِلْفي فأَيّنا المفجوع
أَوْطَنَ القلبَ من هواكم فريقُ
أَوْطَنَ القلبَ من هواكم فريقُ / ما لِصَرْفِ النَّوى عليه طريقُ
كلّما امتدّ بيننا أَمَدُ البيْن / تَدانى هواكُمُ المَوْموقُ
طولُ عهدي بكم يضاعِفُ وَجْدي / وكذا يفعلُ الشّرابُ العتيق
حَجَبَ الدّمعُ مقلتي فعداها / أَن ترى ما يروقُها ما تُريقُ
وأَرى البُعْدَ في الصَّبابة كالقُرْ / بِ فقلبي على الزّمان مَشُوقُ
ولآلي دُموعِ عيني طوافٍ / فلماذا غَوّصُهُنّ غريق
لا يُرَعْ في يد الفِراق زَمانٌ / مرَّ لي مِنْ وِصالِكم مَسْروق
حيثُ غُصنُ الشبابِ غضٌّ وَرِيقُ / وتَحايا المُدام عَضٌّ وَرِيقُ
وغَرامي لا يَستدِلُّ به الط / يْفُ ولا تهتدي إِليه البُروق
والليالي مثلُ الغواني إِذا / أَسفرن لم تدر أَيُّها المعشوق
في زمانٍ تضاعَفَتْ لعميدِ / المُلك في ظلّه عليَّ الحقوق
لو شهِدْتُم صَبابتي لعلمتُمْ / أَنّ قلبي بحبّكم مَعْذوقُ
أَو وقفتم على غُلُوّيَ فيكم / قام لي عندكم بذلك سوق
رابني بَعْدَكم زماني فلا / الأَيامُ بيضٌ ولا الربيعُ أَنيقُ
ورأَيتُ الرَّحيقَ يجلُبُ همّي / أَفحالت عن السُّرور الرحيق
أَسلمتْني إِلى الأَسى فهي في الكأْ / سِ رَحيقٌ وفي فؤادي حريق
وبَلَوْتُ الورى قياساً إِليكم / فاستمرت على قياسي فُروق
وتصفَّحْتُ بَعْدَكم شِيَمَ النّا / سِ وفيها الصَّريحُ والمَمْذُوق
يَعِدُ الدّهر باللّقاء فيُسْليني / ويَرْوي أَخبارَكم فَيَشُوق
سانحاتٍ يكاد يتّهم السمعَ / عليها قلبٌ عليكم شَفيقُ
ويُعاطينيَ الغرام أَفاويق / هواكم فما أَكاد أُفيق
غير أَني أَهيم شوْقاً إِذا / هَبَّ نسيمٌ بنَشْركم مَفْتوق
قد ملكتُمْ قلبي وسرَّحتُمُ / جسمي فواهاً أَنا الأَسيرُ الطليق
مَنْ رآني قبَّلْتُ عينَ رسولي
مَنْ رآني قبَّلْتُ عينَ رسولي / ظنّ أَنّ الرسولَ جاء بسُولي
إِنّ عَيْناً تأَمَّلَتْ ذلك الو / جْه أَحَقُّ العُيونِ بالتّقبيل
كيف قلتُمْ ما عندَ عينيْه ثارُ
كيف قلتُمْ ما عندَ عينيْه ثارُ / وبخدَّيْه من دمي آثارُ
لو شهدتم إِعْراضَه وخُضوعي / لم يكنْ في قضيّتي إِنكار
يا لَقومي وكيف تُنْكر قتلي / لَحَظاتٌ جُحودُها إِقرار
إِن تطلّبتُمُ من الطرْف / والوجْنة عُذري ففيهما أَعذار
أضو سأَلتُمْ أَيُّ البديعيْن أَذْكى / جُلَّ ناري فذلك الجُلَّنار
ما أَراني ليلي بغير نهارٍ / غيرُ ليلٍ يلوح فيه نهارُ
زاد إِراقُ وجهه بين صُدغيْه / وفي الليل تُشْرق الأَقمار
لا تسلْني عن الهوى فهو في / الأَجفان ماءٌ وفي الجوانح نار
ويظنّ العذولُ أَنّ مشيبي / ضاحكٌ عنه لِمَّةٌ وعِذار
لم أَشِب غير أَنّ نار فؤادي / أُلهبت فاعتلى الدُّخان شرارُ
يا غريراً غَرّ الفؤادَ المُدَلَّة
يا غريراً غَرّ الفؤادَ المُدَلَّة / يا عزيزاً به عَرَفتُ المَذّلَّهْ
بأَبي ذلك المَلاك وإِن أَصبح / من قَتلتي على غير مِلَه
كلّما ناظَرَ العواذلُ فيه / رُحْتُ من دَلِّه قويَّ الأَدِلَّه
أَيّها الشادنُ المحرِّمُ وَصْلي / كيف أَغفلتَ مُقْلَةً مُسْتَحِلَّه
وإِذا كان لحظها سببَ / السُّقْم فلِمْ قيل إِنها مُعْتَلَّه
ومن الوجد في العَلاقة أَني / لا أَمَلّ الصُّدود حتى تَمَلَّه
حَدِّثوه بعلَّتي وسَقامي / فعسى أَن يَرِقَّ لي ولَعَلَّه
آه مِمَّنْ إِذا رفعتُ إِليه / من غرامي أَدقَّه وأجَلَّه
ردَّ رُزْمامَجَ الشَّكاةِ وقد / وقَّع لي فيه صحَّ والحمدُ لله
نظراً عادلاً كأَنّ عماد / الدّين من لفظه عليه أَمَلَّه
أَلمعيّاً هواه عندي على / البُعْد مُوَلّىً على فؤادي المُوَلَّه
ذا يدٍ ذائِداً بها نُوَبَ ال / دَّهْر فكم ردّها بأَبرح غُلَّه
أَين عِزّي من رَوْحتي بعَزازِ
أَين عِزّي من رَوْحتي بعَزازِ / وجَوازي على الظِّباء الجَوازي
واليعافيرُ ساحبات المغا / فير علينا كالرَّبْرَب المُجْتاز
بعيونٍ كالمُرْهَفات المواضي / وقدودٍ مثل القنا الهزّاز
ونحورٍ تقلّدت بثغورٍ / ريقُها ذَوْبُ سكَّر الأَهواز
ووجوهٍ لها نُبُوَّةُ حُسْنٍ / غير أَن الإعجاز في الأعجاز
كل خَمْصانةٍ ثَنَتْ طرف / الزُّنّار من سُرَّةٍ على هوَّاز
ذات خَصْرٍ يكاد يخفى على الفا / رس منه مواقعُ المِهْماز
لاحظتني فانقضَّ منها على / قلبيَ طرْفٌ له قَوادِمُ باز
وسبتْني لها ذوائبُ شَعرٍ / عقدتها تاجاً على ابرواز
مَنْ مُعيني على بنات بني / الأصفر غزواً فإِنني اليومَ غاز