المجموع : 4
إِن تكن جازِعاً لَها أَو صبورا
إِن تكن جازِعاً لَها أَو صبورا / فَلَياليك حكمها أَن تجورا
تصحبنك الضدين ما دمت حيّاً / نوباً تارة وطوراً سرورا
ربما استكثر القليل فَقيرٌ / وَغَني بها استقلَّ الكثيرا
فكأَنَّ الفَقير كان غنياً / وكأَن الغَني كان فَقيرا
فَحذاراً من مكرها في مقامٍ / لست فيه تحاذر المحذورا
نذرت أَن تسيء فعلا فأَمسَت / في بني المُصطَفى تقضّي النذورا
يوم عاشور الَّذي قد أَرانا / كل يوم مصابه عاشورا
يوم حفت بابن النبي رجالٌ / يملأون الدروع بأَساً وَخيرا
عمروها في اللَه أَبيات قدس / جاورت فيه بيته المعمورا
ما تمرَّت بالطف حتىّ كَساها / اللَه في الخلد سندساً وَحَريرا
لم تعثر أَقدامها يوم أَمسى / قدم الموت بالنفوس عثورا
بِقُلوبٍ كأَنَّما البأس يدعو / ها بقرع الخطوب كوني صخورا
رفعت جرد خيلهم سقف نقعٍ / أَلف الطير في ذراه الوكورا
حاليات يرشحن بالدم مرجا / ناً ويعرقن لؤلؤاً منثورا
حلق الزغف والوجوه بليل / النقع يطلعن أَنجماً وبدورا
عشقوا الغادة الَّتي أَنشقتهم / من شذاها النقع المثار عبيرا
قَد تَلقوا سهامها بصدورٍ / جعلوهن للسهام جفيراً
لازموا الوقفة الَّتي قطرتهم / تحت ظل القنا عفيراً عفيرا
فخبوا أَنجماً وَغابوا بدوراً / وهووا أَجبلاً وغاضوا بحورا
من صَريع مرمل غسَّلته / من دماه السيوف ماءً طهورا
ومعرّى على الثرى كفنته / أَمه الحرب نقعها المُستَثيرا
عفَّر الترب منهم كلَّ وَجهٍ / علَّم البدر في الدجا أَن ينيرا
وَنِساءٍ كادَت باجنحة الرعب / شَظايا قلوبها أَن تطيرا
كَم مدير بسوطه فلك الضرب / عليهن فاِغتدى مستديرا
صرن في حيث لو طلبن مجيراً / بسوى السوط لم يجدن مجيرا
لو يَروم القطا المثار جناحاً / لأَعارته قلبها المذعورا
يا لحسرى القناع لم تلق إِلّا / آثماً من أُميَّةٍ أَو كفورا
أَوقفوها على الجسوم اللواتي / صرن للبيض روضة وغديرا
فَغَمرن النحور دمعاً ولو لَم / يك قانٍ غسلن فيه النحورا
علَّ مستطرقاً يرى الليل درعاً / وَعَلى نسجها النجوم قتيرا
إِن أَتى سر من رأى فليعرّج / نحو غاب قد ضم ليثاً هصورا
يبلغن المهدي عني شكوى / قلَّ في أَنَّها تضيق الصدورا
قل له إِن شممت تربة أَرض / وَطأت نعله ثراها العطيرا
وتزودت نظرة من محياً / تَكتَسي من بهائه الشمس نورا
قم فانذر عداك وهو الخطاب / الفصل أَن تجعل الحسام نذيرا
كائناً للمنون هارون في البعث / لموسى عوناً له وَوَزيرا
قد دجا في صدورهم ليل غيٍ / فيه يَهوى نجم القنا أَن يغورا
أَو ما هزَّ طود حلمك يَومٌ / كان للحشر شرُّه مستطيرا
يوم أَمسى الحيسن منعفر الخدَّ / ين فيه ونحره منحورا
أَفتَدي منه مخدراً صار يحمي / بشبا السيف عَن نساه الخدورا
ليس تدري محبوكة الدر ضمَّت / شخصه في ثباته أَم ثبيرا
أَعدت السيف كفه في قراها / فَغَدا في الوغى يضيف النسورا
يوم طارَت أَعناقها بحسام / عَن شباه طير الردى لن يَطيرا
صار موسى وآل فرعون حرب / وَالعَصا السيف والجواد الطورا
واصريعاً بثوب هيجاه مدرو / جاً وفي درع صبره مقبورا
كَيفَ قرَّت في فقد ممسكها الا / رض وقد آن بعده أَن تمورا
قَد قَضى في الهجير ظامٍ ولكن / بحشى حرُّها يشب الهجيرا
صار سدراً لجسمه ورق البي / ض ونقع الهيجا له كافورا
أَحسين تقضي بغير نصير / مستضاماً فلا عدمت النصيرا
بأَبي رأَسك المشهر أَمسى / يحمل الرمح منه بدراً منيرا
أَعلى البرق بالغوير تراءى
أَعلى البرق بالغوير تراءى / باتَ بالكف يجمع الأحشاء
أَم شجته عشية لحنة الورق / فامسى يطارح الورقاء
أَم بذات الغضا ركائب نجد / عارضته فهيجت منه داءا
يوم ضمَّ الصَعيد منا هماماً / ملء برديه عفة واباءا
خلياني وزفرة خرساء / رب داء في النفس اعيا الدواءا
افرغت اضلعي من القلب لكن / ملأت ناظريِّ منه دماءا
كلما ثقف الزَفير ضلوعي / قلت زيدي على الزَفير انحناءا
لا تَسري لجسمك الداء يا من / لَيسَ طب سواه يبري الداءا
لَو أَتاه أَبو الاطباء لقمان / سقيما لقال صف لي دواء
ان خبا كوكب فذا من حسين / بسما المجد كوكب قد اضاءا
ان يكن بالعلاء يفخر ذو الفضل / فَقَد كانَ للعلاء علاءا
قد ترقى في حيث صار / باذيال علاها يعمم الجوزاءا
لا عدمت العزاء يا صفوة / المجد برزء يهوّن الأرزاءا
كل شهم منكم يرينا كَريماً / يَلبس الصبر نثرة حصداءا
بِقُلوب رقت وفي الصبر منها / يقرع الخطب صخرة صماءا
فَلَو أَن الكمي بالطعن والضرب / عن الماجدين ردَّ القضاءا
لوَقاك الحمام كل طَويل الباع / في رمحه يحك السماءا
قعقع الرعد في سحابة مزن / لثراكم يسوقها عشراءا
فاريحت بجانب الترب من / قبرك تشكو من ثقلها الاعياءا
فرأَته يندى سماحاً فَكادَت / من ثراه الرَطيب تحمل ماءا
أفيدري ثراك يا خير رمس
أفيدري ثراك يا خير رمس / أودع اللَه عنده أَي نفس
كنت تدعى بالأَمس حفرة لحد / وَبه اليوم صرت دارة قدس
فيه أَصبحت عامراً ولكم من / بيت مجد بعد ابن أَحمد درس
فهو في ظلمة وأَنت بنور / وهو في وحشة وأَنت بأَنس
واذا ما دجا فغير عجيب / أَي يوم يضيء من غير شمس
هو دهر به اِستَقامَت بنوه / بيدى حالتين نعمى وبؤس
فَبنحس نساء في يوم سعد / وَبسعد نسر في يوم نحس
لي قَلب أَطلقته فيك دَمعاً / بعد ما كان من جواه بحبس
ما جرت ادمعي عليك ولكن / هي نفس اسلتها فوق نَفسي
لَو أَعارت أَخلاقك الغر قَوماً / لألانت من الوَرى كل جبس
أَو تنال الأَيام منك اللسان / الطلق كانَت أَيامنا غير خرس
أَو تكون الآراء منك ضياء / لم نبت نَلتَجي الى ضوء شمس
أَو تكون الأَحلام منك جبالا / لاستخفت بثقل رضوى وقدس
ذو يراع ان سارَ يملي برق / كان مستحقراً فصاحة قس
افعوان اذا سرى بمداد / وَجواد اذا جرى فوق طرس
أَيُّها الخابط الظلام مجداً / بسراه في ظهر كوماء عنس
يهب النوم للنجوم فينعسن / وَعَيناه في السرى غير نعس
حيث نجم السما سيوف بليل / يتقيهن من دجاه بترس
فاذا جئت مهبط الوحي فاندب / من لوي جحا جحاً غير نكس
نزل الضيم في حماكم فغضوا / كل طرف وطأطئوا كل رأس
ان تململتم فغير عجيب / نهستكم أَفعى الردى أَي نهس
حملت منكم ركاب المنايا / جبلا في قواعد المجد مرسي
ساحباً فوق هامة النسر ثوباً / حاكه من علاه لا من دمقس
ان رقى منبر الثنا فلسان القوم / من هيبة اشارات خرس
أَوَلَستم ضربتم بيت مجد / قالَت الشمس ليتَني فيه أمسي
ان أَتى غيركم يروض المعالي / شمست وهي عنك غير شمس
كل ساس بوقفة المجد منكم / هو في وقفة الردى غير سلس
كَم أَمات الحسود في يوم مجد / وأَضاف الوحوش في يوم دعس
فمرى في النزال بأَساً يجود / ومرى في النزال جوداً ببأس
فَالمَنايا بفيه أَعذب ورد / وَلباس العجاج أَحسن لبس
وَقف المجد حيث يطلب كفواً / وَلَقَد مازج الرجاء بيأس
قلت يكفيك في الصنيع حسين / فرع مجد نماه أَطيب غرس
فتأسوا صبراً وان كنت أَدري / رزؤكم جل عن مقام التأسي
سارَ بالعالمين ركب الحمام
سارَ بالعالمين ركب الحمام / ام على النعش أَنت كل الأَنام
لَم تكن في مثواك خامرها / السكر ولكن مطاشة الأَحلام
يا سقيناه وهو غير محيل / درة الجفن قبل سقيا الغمام
وَوقفنا لوث الأزار عليه / فعقرنا القلوب عقر السوام
ماجد يَرتَدي بسابقة المجد / وَيعتّم بالفخار القدام
وإِذا الأَرض هزها مصمئلِّ / قال قري يا أَرض في أَحلامي
لَم يَزَل ناشراً لنا كل فضل / خص آل النبي أَزكى الانام
فهم الوارثون اكرومة المجد / قَديماً من هاشم لا هشام
ينحرون البزل المصاعيب للو / فد وَيكفون عيلة الايتام
كل مستجمع المكارم ينمى / لمعاليه كل فضل نام
من عليه يزر للبأس / وَالبؤس رداء المطعان والمطعام
أَنتَ أَنتَ الفرد الَّذي لم ينا / زعك شريك على المساعي العظام
قد أَقمت الفعل الجَميل مع الناس / مقام الارواح في الاجسام
شرف قاوم النجوم وقد قام / مغيظاً ورائك عن مَقامي
أَنا قصّرت في الرثا ولو اني / افرغ الشعر عن لسان النامي
لم يحرّر الاوماء سواد العين / كانَ المداد في أَقلامي