القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حَسَن القَيِّم الحِلّي الكل
المجموع : 4
إِن تكن جازِعاً لَها أَو صبورا
إِن تكن جازِعاً لَها أَو صبورا / فَلَياليك حكمها أَن تجورا
تصحبنك الضدين ما دمت حيّاً / نوباً تارة وطوراً سرورا
ربما استكثر القليل فَقيرٌ / وَغَني بها استقلَّ الكثيرا
فكأَنَّ الفَقير كان غنياً / وكأَن الغَني كان فَقيرا
فَحذاراً من مكرها في مقامٍ / لست فيه تحاذر المحذورا
نذرت أَن تسيء فعلا فأَمسَت / في بني المُصطَفى تقضّي النذورا
يوم عاشور الَّذي قد أَرانا / كل يوم مصابه عاشورا
يوم حفت بابن النبي رجالٌ / يملأون الدروع بأَساً وَخيرا
عمروها في اللَه أَبيات قدس / جاورت فيه بيته المعمورا
ما تمرَّت بالطف حتىّ كَساها / اللَه في الخلد سندساً وَحَريرا
لم تعثر أَقدامها يوم أَمسى / قدم الموت بالنفوس عثورا
بِقُلوبٍ كأَنَّما البأس يدعو / ها بقرع الخطوب كوني صخورا
رفعت جرد خيلهم سقف نقعٍ / أَلف الطير في ذراه الوكورا
حاليات يرشحن بالدم مرجا / ناً ويعرقن لؤلؤاً منثورا
حلق الزغف والوجوه بليل / النقع يطلعن أَنجماً وبدورا
عشقوا الغادة الَّتي أَنشقتهم / من شذاها النقع المثار عبيرا
قَد تَلقوا سهامها بصدورٍ / جعلوهن للسهام جفيراً
لازموا الوقفة الَّتي قطرتهم / تحت ظل القنا عفيراً عفيرا
فخبوا أَنجماً وَغابوا بدوراً / وهووا أَجبلاً وغاضوا بحورا
من صَريع مرمل غسَّلته / من دماه السيوف ماءً طهورا
ومعرّى على الثرى كفنته / أَمه الحرب نقعها المُستَثيرا
عفَّر الترب منهم كلَّ وَجهٍ / علَّم البدر في الدجا أَن ينيرا
وَنِساءٍ كادَت باجنحة الرعب / شَظايا قلوبها أَن تطيرا
كَم مدير بسوطه فلك الضرب / عليهن فاِغتدى مستديرا
صرن في حيث لو طلبن مجيراً / بسوى السوط لم يجدن مجيرا
لو يَروم القطا المثار جناحاً / لأَعارته قلبها المذعورا
يا لحسرى القناع لم تلق إِلّا / آثماً من أُميَّةٍ أَو كفورا
أَوقفوها على الجسوم اللواتي / صرن للبيض روضة وغديرا
فَغَمرن النحور دمعاً ولو لَم / يك قانٍ غسلن فيه النحورا
علَّ مستطرقاً يرى الليل درعاً / وَعَلى نسجها النجوم قتيرا
إِن أَتى سر من رأى فليعرّج / نحو غاب قد ضم ليثاً هصورا
يبلغن المهدي عني شكوى / قلَّ في أَنَّها تضيق الصدورا
قل له إِن شممت تربة أَرض / وَطأت نعله ثراها العطيرا
وتزودت نظرة من محياً / تَكتَسي من بهائه الشمس نورا
قم فانذر عداك وهو الخطاب / الفصل أَن تجعل الحسام نذيرا
كائناً للمنون هارون في البعث / لموسى عوناً له وَوَزيرا
قد دجا في صدورهم ليل غيٍ / فيه يَهوى نجم القنا أَن يغورا
أَو ما هزَّ طود حلمك يَومٌ / كان للحشر شرُّه مستطيرا
يوم أَمسى الحيسن منعفر الخدَّ / ين فيه ونحره منحورا
أَفتَدي منه مخدراً صار يحمي / بشبا السيف عَن نساه الخدورا
ليس تدري محبوكة الدر ضمَّت / شخصه في ثباته أَم ثبيرا
أَعدت السيف كفه في قراها / فَغَدا في الوغى يضيف النسورا
يوم طارَت أَعناقها بحسام / عَن شباه طير الردى لن يَطيرا
صار موسى وآل فرعون حرب / وَالعَصا السيف والجواد الطورا
واصريعاً بثوب هيجاه مدرو / جاً وفي درع صبره مقبورا
كَيفَ قرَّت في فقد ممسكها الا / رض وقد آن بعده أَن تمورا
قَد قَضى في الهجير ظامٍ ولكن / بحشى حرُّها يشب الهجيرا
صار سدراً لجسمه ورق البي / ض ونقع الهيجا له كافورا
أَحسين تقضي بغير نصير / مستضاماً فلا عدمت النصيرا
بأَبي رأَسك المشهر أَمسى / يحمل الرمح منه بدراً منيرا
أَعلى البرق بالغوير تراءى
أَعلى البرق بالغوير تراءى / باتَ بالكف يجمع الأحشاء
أَم شجته عشية لحنة الورق / فامسى يطارح الورقاء
أَم بذات الغضا ركائب نجد / عارضته فهيجت منه داءا
يوم ضمَّ الصَعيد منا هماماً / ملء برديه عفة واباءا
خلياني وزفرة خرساء / رب داء في النفس اعيا الدواءا
افرغت اضلعي من القلب لكن / ملأت ناظريِّ منه دماءا
كلما ثقف الزَفير ضلوعي / قلت زيدي على الزَفير انحناءا
لا تَسري لجسمك الداء يا من / لَيسَ طب سواه يبري الداءا
لَو أَتاه أَبو الاطباء لقمان / سقيما لقال صف لي دواء
ان خبا كوكب فذا من حسين / بسما المجد كوكب قد اضاءا
ان يكن بالعلاء يفخر ذو الفضل / فَقَد كانَ للعلاء علاءا
قد ترقى في حيث صار / باذيال علاها يعمم الجوزاءا
لا عدمت العزاء يا صفوة / المجد برزء يهوّن الأرزاءا
كل شهم منكم يرينا كَريماً / يَلبس الصبر نثرة حصداءا
بِقُلوب رقت وفي الصبر منها / يقرع الخطب صخرة صماءا
فَلَو أَن الكمي بالطعن والضرب / عن الماجدين ردَّ القضاءا
لوَقاك الحمام كل طَويل الباع / في رمحه يحك السماءا
قعقع الرعد في سحابة مزن / لثراكم يسوقها عشراءا
فاريحت بجانب الترب من / قبرك تشكو من ثقلها الاعياءا
فرأَته يندى سماحاً فَكادَت / من ثراه الرَطيب تحمل ماءا
أفيدري ثراك يا خير رمس
أفيدري ثراك يا خير رمس / أودع اللَه عنده أَي نفس
كنت تدعى بالأَمس حفرة لحد / وَبه اليوم صرت دارة قدس
فيه أَصبحت عامراً ولكم من / بيت مجد بعد ابن أَحمد درس
فهو في ظلمة وأَنت بنور / وهو في وحشة وأَنت بأَنس
واذا ما دجا فغير عجيب / أَي يوم يضيء من غير شمس
هو دهر به اِستَقامَت بنوه / بيدى حالتين نعمى وبؤس
فَبنحس نساء في يوم سعد / وَبسعد نسر في يوم نحس
لي قَلب أَطلقته فيك دَمعاً / بعد ما كان من جواه بحبس
ما جرت ادمعي عليك ولكن / هي نفس اسلتها فوق نَفسي
لَو أَعارت أَخلاقك الغر قَوماً / لألانت من الوَرى كل جبس
أَو تنال الأَيام منك اللسان / الطلق كانَت أَيامنا غير خرس
أَو تكون الآراء منك ضياء / لم نبت نَلتَجي الى ضوء شمس
أَو تكون الأَحلام منك جبالا / لاستخفت بثقل رضوى وقدس
ذو يراع ان سارَ يملي برق / كان مستحقراً فصاحة قس
افعوان اذا سرى بمداد / وَجواد اذا جرى فوق طرس
أَيُّها الخابط الظلام مجداً / بسراه في ظهر كوماء عنس
يهب النوم للنجوم فينعسن / وَعَيناه في السرى غير نعس
حيث نجم السما سيوف بليل / يتقيهن من دجاه بترس
فاذا جئت مهبط الوحي فاندب / من لوي جحا جحاً غير نكس
نزل الضيم في حماكم فغضوا / كل طرف وطأطئوا كل رأس
ان تململتم فغير عجيب / نهستكم أَفعى الردى أَي نهس
حملت منكم ركاب المنايا / جبلا في قواعد المجد مرسي
ساحباً فوق هامة النسر ثوباً / حاكه من علاه لا من دمقس
ان رقى منبر الثنا فلسان القوم / من هيبة اشارات خرس
أَوَلَستم ضربتم بيت مجد / قالَت الشمس ليتَني فيه أمسي
ان أَتى غيركم يروض المعالي / شمست وهي عنك غير شمس
كل ساس بوقفة المجد منكم / هو في وقفة الردى غير سلس
كَم أَمات الحسود في يوم مجد / وأَضاف الوحوش في يوم دعس
فمرى في النزال بأَساً يجود / ومرى في النزال جوداً ببأس
فَالمَنايا بفيه أَعذب ورد / وَلباس العجاج أَحسن لبس
وَقف المجد حيث يطلب كفواً / وَلَقَد مازج الرجاء بيأس
قلت يكفيك في الصنيع حسين / فرع مجد نماه أَطيب غرس
فتأسوا صبراً وان كنت أَدري / رزؤكم جل عن مقام التأسي
سارَ بالعالمين ركب الحمام
سارَ بالعالمين ركب الحمام / ام على النعش أَنت كل الأَنام
لَم تكن في مثواك خامرها / السكر ولكن مطاشة الأَحلام
يا سقيناه وهو غير محيل / درة الجفن قبل سقيا الغمام
وَوقفنا لوث الأزار عليه / فعقرنا القلوب عقر السوام
ماجد يَرتَدي بسابقة المجد / وَيعتّم بالفخار القدام
وإِذا الأَرض هزها مصمئلِّ / قال قري يا أَرض في أَحلامي
لَم يَزَل ناشراً لنا كل فضل / خص آل النبي أَزكى الانام
فهم الوارثون اكرومة المجد / قَديماً من هاشم لا هشام
ينحرون البزل المصاعيب للو / فد وَيكفون عيلة الايتام
كل مستجمع المكارم ينمى / لمعاليه كل فضل نام
من عليه يزر للبأس / وَالبؤس رداء المطعان والمطعام
أَنتَ أَنتَ الفرد الَّذي لم ينا / زعك شريك على المساعي العظام
قد أَقمت الفعل الجَميل مع الناس / مقام الارواح في الاجسام
شرف قاوم النجوم وقد قام / مغيظاً ورائك عن مَقامي
أَنا قصّرت في الرثا ولو اني / افرغ الشعر عن لسان النامي
لم يحرّر الاوماء سواد العين / كانَ المداد في أَقلامي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025