المجموع : 4
ما عَلى رَسمِ مَنزِلٍ بِالجَنابِ
ما عَلى رَسمِ مَنزِلٍ بِالجَنابِ / لَو أَبانَ الغَداةَ رَجعَ الجَوابِ
غَيرتهُ الصَّبا وَكُلُّ مُلِثٍّ / دائِمِ الوَدقِ مُكفَهِرِّ السَّحابِ
دار هِندٍ وَهَل زَماني بِهِندٍ / عائِدٌ بِالهَوى وَصَفوِ الجَنابِ
كَالذي كانَ وَالصَّفاءُ مَصونٌ / لَم تَشُبهُ بِهِجرَةٍ وَاِجتِنابِ
ذاكَ مِنها إِذ أَنتَ كَالغُصنِ غضّ / وَهيَ رؤدٌ كَدُميَةِ المِحرابِ
غادَةٌ تَستَبي العُقولَ بِعَذبٍ / طَيِّبِ الطَّعمِ بارِدِ الأَنيابِ
وَأَثيثٍ مِن فَوقِ لَونٍ نَقِيٍّ / كَبَياضِ اللُّجَينِ في الزِّريابِ
فَأَقِلَّ المَلامَ فيها وَأَقصِر / لجَّ قَلبي مِن لَوعَةٍ وَاِكتِئابِ
صاحِ أَبصَرتَ أَو سَمِعتَ براعٍ / رَدَّ في الضَّرعِ ما قَرى في العِلابِ
انقَضَت شِرَّتي وَأَقصَرَ جَهلي / وَاستَراحَت عَواذِلي مِن عِتابي
رُبَّ خالٍ مُتَوّجٍ لي وَعَمٍّ / ماجِدٍ مُجتَدىً كَريم النِّصابِ
إِنَّما سمّي الفَوارِسُ بِالفُر / سِ مُضاهاة رِفعَةِ الأَنسابِ
فَاِترُكي الفَخرَ يا أُمامُ عَلَينا / وَاِترُكي الجَورَ وَاِنطقي بِالصَّوابِ
وَاِسأَلي إِن جَهلتِ عَنّا وعَنكُم / كَيفَ كُنّا في سالِفِ الأَحقابِ
إِذ نُرَبّي بَناتِنا وَتدسّو / نَ سَفاهاً بَناتِكُم في التُّرابِ
إِنَّ جُملاً وَإِن تَبَيَّنتُ مِنها
إِنَّ جُملاً وَإِن تَبَيَّنتُ مِنها / نَكباً عَن مَوَدَّتي وَاِزوِرارا
شرّدَت بِاِدِّكارِها النَّوم عَنّي / وَأُطيرَ العَزاءُ منّي فطارا
ما عَلى أَهلِها وَلَم تَأتِ سوءاً / أَن تُحَيّا تَحِيَّةً أَو تُزارا
يَوم أَبدَوا لي التَّجَهُّمَ فيها / وَحَمَوها لَجاجَةً وَصِرارا
تِلكَ عِرسي رامَت سَفاهاً فِراقي
تِلكَ عِرسي رامَت سَفاهاً فِراقي / وَاِستَمَلَّت فَما تواتي عِناقي
زَعمت أَنَّها مِلاكي مَعَ الما / لِ وَأَنّي مُحالِفُ الإِملاقِ
ثُمَّ نامَت عُيونُها بَعدَ وَهنٍ / حُشِيَ الصّابَ جَفنُها وَالمَآقي
وَتناسَت مُصيبَةً بِدِمَشق / أَشخَصَت مُهجَتي فُوَيقَ التَّراقي
يَومَ أَدنَوا إِلى اِبنِ عُروَةَ نَعشاً / بَينَ أَيدي الرِّجالِ وَالأَعناقِ
فَاِستَقلوا بِهِ شِراعاً إِلى ال / قَبرِ وَما إِن يَحُثّهم مِن سِباقِ
لمقامٍ زَلخٍ فَلَمّا أَجَنّوا / شَخصَهُ وَاِرتَقوا وَلَيسَ بِراقي
كِدتُ أَقضي الحَياةَ إِذ غَيَّبوهُ / في ضَريحٍ مُراصِفِ الأَطباقِ
فَاِعتَراني الأَسى عَلَيهِ بِوَجدٍ / سَدَّ مَكبوتُهُ مَجيءَ الفُواقِ
فَتَوَلَّيتُ موجَعاً قَد شَجاني / قُربُ عَهدٍ بِهِ وَبُعدُ تَلاقي
عارِفاً بِالزَّمانِ أَعلَمُ أَنّي / لابِسٌ حُلَّةً بِعَيشٍ رَماقِ
وَلَعَمري لَقَد أُصِبتُ بِفَرعٍ / ثاقِبِ الزَّندِ ماجِدِ الأَعراقِ
وَلَقَد كُنتُ لِلحُتوفِ عَلَيهِ / مُشفِقاً لَو أَعاذَهُ إِشفاقي
فَإِذا المَوتُ لا يُرَدُّ بِحِرصٍ / مِن حريصٍ وَلا بِرُقيَةِ راقي
وَغنينا كَاِبني نُوَيرَةَ إِذ عا / شا جَميعاً بِغِبطَةٍ وَاِتِّفاقِ
ثُمَّ صِرنا لِفُرقَةٍ ذاتِ بُعدٍ / كُلُّ حَيٍّ مَصيرُهُ لِفِراقِ
إِنَّ مَمشاكَ نَحوَ دارِ عَدِيٍّ
إِنَّ مَمشاكَ نَحوَ دارِ عَدِيٍّ / كانَ لِلقَلبِ شقوةً وَفُتونا
هاجَ ذا القَلبَ من تَذَكُّرِ جُملٍ / ما يَهيجُ المُتَيَّمَ المَحزونا
إِذ تَراءَت عَلى البَلاطِ فَلَمّا / واجَهَتنا كَالشَّمسِ تَغشى العُيونا
لَيلَةَ السَّبتِ إِذ نَظَرتُ إِلَيها / نَظرَةً زادَتِ الفُؤادَ جُنونا
قالَ هارون قِف فَيا لَيتَ أَنّي / كُنتُ طاوَعتُ ساعَةً هارونا