المجموع : 6
لهفَ نفسي وبت كالمسلوبِ
لهفَ نفسي وبت كالمسلوبِ / أرقُ الليل فعلة المحروب
مِن هُموم وحسرةٍ زد فتني / ليتَ أني سُقيتُها بشَعوبِ
حين قالوا إن الرسولَ قد أمسى / وافقته مَنِيةُ المكتوبِ
إذ رأينا أن النبي صريعُ / فأشاب القذالَ أي مشيبِ
إذ رأينا بيوته موحشاتٍ / ليس فيهن بعدَ عيش حبيبي
أورثَ القلب ذاكَ حُزناً طويلاً / خالط القلب فهو كالمرعوبِ
ليتَ شعري وكيفَ أمسي صحيحاً / بعدَ أن بينَ بالرسول القريبِ
أعظم الناسِ في البريةِ حقاً / سيدِ الناس حبه في القلوب
فإلى الله ذاكَ أشكو وحسبي / يعلمُ الله حضوبَتي ونحيبي
عيني جودي بدمعةٍ تسكابِ
عيني جودي بدمعةٍ تسكابِ / للنبي المُطَهرِ الأوابِ
واندبي المصطفى فَعَمِّي وخُصِّي / بدموعٍ غزيرةِ الاسرابِ
عينِ من تندبينَ بعدَ نبي / خَصُهُ الله ربُنا بالكتاب
فاتحٍ خاتمٍ رحيمٍ رؤوفٍ / صادقِ القيلِ طيبِ الاثوابِ
مشفقِ ناصحٍ شفيقٍ علينا / رحمةٍ من إلهنا الوهَابِ
رحمةُ الله والسلامُ عليه / وجَزاهُ المليكُ حُسنَ الثَواب
ما لعيني لا تجودانِ رَيا
ما لعيني لا تجودانِ رَيا / قد رُزِينا خير البرية حيا
يومَ نادى إلى الصلاةِ بلال / فبكينا بعد النداءِ مَليا
كلَ يوم أصبحتُ فيه ثقيلاً / لا يردُّ الجواب منكَ إليا
لم أجد قبلها ولستُ بلاقٍ / بعدها غصةً أمر عَلَيا
وجمان الشيخِ منحدرٌ في / عارضيه كالمسكِ فاح ذكيا
وهي في الصدر قد تُساقُ حثيثا / ومن الوقت عند ذاك هويا
ليت يومي يكونُ قبلك يوماً / أنضج القلب للحرارة كيا
خُلقاً عالياً وديناً كريماً / وصراطاً تهدي به مُستويا
وسراجا يهدي الظلام منيراً / ونبياً مسوداً عربياً
حازماً عازماً حليماً كريما / عايداً بالنوال براً تقيا
ان يوماً اتى عليك كيوم / نورت شمسه وكانت جلياً
فعليك السلام منا ومن رب / بك بالروح بكرة وعشيا
عين جودي بدمعةٍ وشهودِ
عين جودي بدمعةٍ وشهودِ / واندبي خير هالكٍ مفقودِ
واندبي المصطفى بحزنٍ شديدٍ / خالطَ القلبَ فهو كالمعمودِ
كدت أقضي الحياة لما أتاه / قَدَرٌ خطُ في كتابٍ مجيدٍ
فلقد كان بالعباد رؤوفا / ولهم رحمة وخيرَ رَشيدِ
رضيَ الله عنه حيًّا ومَيْتاً / وجزاه الجنانَ يومَ الخُلودِ
آبَ ليلي عليَ بالتسهادِ
آبَ ليلي عليَ بالتسهادِ / وجفا الجنبُ غير وطء الوسادِ
واعترتني الهمومُ جداً بوهنٍ / لأمورٍ نزلنَ حقاً شداد
رحمة كان للبريةِ طُرأ / فَهَدى من أطاعه للسداد
طيبُ العودِ والضرية والشيمِ / محضُ الانساب وارى الزناد
أبلج صادقُ السجية عفٌّ / صادقُ الوعدِ منتهى الرواد
عاش ما عاش ف يالبرية براً / ولقد كان نُهبَة المُرتادِ
ثم ولَى عنا فقيداً حميداً / فجزاه الجنان ربُّ العبادِ
طالَ ليلي أسعدنني أخواتي
طالَ ليلي أسعدنني أخواتي / ليس ميتي كسائر الأمواتِ
ليس ميتي كَمثلِ من ماتَ من / الناسِ ولا كان مِثلهُ في الحياةِ
طالَ ليلي لنكبةٍ قطعتني / لا أرى مثلها مِنَ النكباتِ