المجموع : 3
يا خَليلي وَصاحِبي
يا خَليلي وَصاحِبي / مِنْ لُؤَيِّ بنِ غالِبِ
حاكِمُ الحُبِّ جائِرٌ / مُوجِبٌ غَيْرَ واجِبِ
لَكَ صُدْغٌ كأَنّما / نونُهُ نونُ كاتِبِ
يَلذَعُ النّاسَ إِذْ تَعَقْـ / ـرَبَ لَذْعَ العَقارِبِ
اسْتَمِعْ ما أَتى بِهِ جَبْرَئيلٌ
اسْتَمِعْ ما أَتى بِهِ جَبْرَئيلٌ / أَحمَدَ المُصْطفى البَشيرَ النَّذيرا
يومَ صامَ الوصِيُّ والآلُ للهِ / تَعالى يُوفونَ مِنهُم نُذورا
وَحَبَوْا في طَعامِهِم ذلكَ اليو / مَ يَتيماً وَمُؤسَرًا وَفَقيرا
فَتلا هَلْ أَتى على الإِنسانِ حيـ / ـنٌ مِنَ الدَّهرِ لم يَكُنْ مَذْكورا
وابْتَدا نُطْفَةً هُنالِكَ أَمشا / جًا غَدا بَعدَها سَميعًا بَصيرا
وَهَدى نَسلَهُ فَأَصْبَحَ إِمّا / شاكِرًا مُؤمِنًا وَإِمَا كَفورا
إِنَّ الابْرارَ يَشرَبونَ بِكَأْسٍ / كانَ فيهِم مِزاجُها كافُورا
وَهْيَ عَينٌ تَجري بِقُدرةِ بارٍ / فجَّرَتها أَلطافُهُ تَفجيرا
إِذْ وَفَوْا نَذْرَهُم يَخافونَ يَومًا / في غَدٍ كانَ شرُّهُ مُسْتَطيرا
يُطعِمونَ الطَّعامَ في حُبِّهِ المِسْـ / ـكينَ ثُمَّ اليَتيمَ ثُمَّ الأَسيرا
أَطْعَموهُمْ للهِ لمْ يَبتَغوا مِنْـ / ـهُمْ جَزاءً ولَمْ يُريدوا شُكورا
ثُمَّ قالوا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْ / مًا عَبوسًا مِنْ هَولِهِ قَمطَريرا
فَيُوَقَّوْنَ شَرَّ ذلِكَ في الحَشْـ / ـرِ وَيَلْقَوْنَ نَضْرَةً وَسُرورا
وَجَزاهُمْ إِلهُهُمْ في العَظيما / تِ عَلى الصَّبْرِ جَنَّةً وَحَريرا
واتِّكاءً عَلى الأَرائِكِ لا يَلْـ / ـقَوْنَ فيها شَمسًا ولا زَمْهَريرا
دانِياتُ القُطوفِ قَد ذُلِّلَ القَطْـ / ـفُ وَإِنْ كانَ قَد عَلا تَشْميرا
وَعَليهِم تَدورُ آنِيةُ الفِضَّـ / ـةِ تَحوي شَرابَها المَذخورا
في قَواريرَ فِضَّةٍ قَدَّروها / في ثَنايا كَمالِها تَقْديرا
وَيُسَقَّوْنَ زَنْجَبيلًا لَدى الكَأْ / سِ مِزاجًا وَسَلسَبيلًا نَميرا
وَيَطوفُ الوِلدانُ فيهِمْ يُخالَوْ / نَ مِنَ الحُسنِ لُؤْلُؤاً مَنثورا
وَإِذا ما رَأَيتَ ثَمَّ تَأَمّلْـ / ـتَ نَعيمًا لَهُم وَمُلكًا كَبيرا
وَعَلَيهِم ثِيابُهُمْ سُنْدُسًا خُضْـ / ـرًا وَحُلُّوا أساوِرًا وَشُذورا
وَسَقاهُمْ في الخُلدِ رَبُّهُمُ اللهُ / وَقَدْ كانَ سَعيُهُم مَشكورا
وَصَلاةُ الإِلهِ تَتْرى علَيْهِم / فَأَصيلاً تَعتادُهُم وَبُكورا
اتْلُ آيَ الكِتابِ للعِلمِ فيهِ
اتْلُ آيَ الكِتابِ للعِلمِ فيهِ / وَتأَمَّلْ بِهِ بِفِكرِ النَّبيهِ
إِذْ أَسَرَّ النّبِيُّ فيهِ حَديثًا / عِندَ بَعضِ الأَزواجِ مِمّنْ يَليهِ
فأَتَتْ أُختُها إلَيها فَلَمّا / حَضَرَتْ عِندَها لِما تَحتَويهِ
نَبَّأَتْها بِهِ وَأَظهَرَهُ اللهُ / عَلَيهِ وجاءَ مِن قِيلِ فيهِ
سُئِلَ المُصْطَفى فَعَرَّفَ بَعضًا / ثُمَّ أَخْفى بَعضًا لِما يَستَحيهِ
فَبَدا العَتبُ لِلّتَيْنِ بِقَصْدٍ / أَبْدَتا سِرَّهُ إلى حاسِديهِ
فَأَبى الوَحْيُ أَن تَتوبا إلى اللهِ / فَقَدْ صاغَ قَلبُ مَنْ يَبتَغيهِ
أَوْ تُحِبّا تَظاهُرًا فَهْوَ مَولا / هُ وَجِبْريلُ ناصِرٌ في ذَويهِ
ثُمَّ خَيرُ الوَرى أَخوهُ عَلِيٌّ / ناصِرُ المُؤْمِنينَ مِنْ ناصِريهِ
أَيُساوى مَنْ يَنصُرُ المُصْطَفى الـ / ـمُختارَ لِلْوَعدِ مِنهُ في خاذِليهِ
أَتبَعَ النَّصْرَ مِنهُ نَصرًا بِجِبْريـ / ـلَ وَثنّى جِبْريلَهُ بِأَخيهِ