أَيّها اللّائمُ الّذي لا يملُّ الل
أَيّها اللّائمُ الّذي لا يملُّ الل / لومَ صبحاً حتّى يلومَ عَشِيّا
لُمتَنِي أنْ نَبَوْتُ عمّنْ رماني / ثمّ لم أقضِ أنْ أكون رَمِيّا
وحقيقٌ باللّومِ دونك دهرٌ / لا أرى فيه صاحباً مَرْضِيّا
كم أراني الزّمانُ قبلك مَن كُنْ / تُ خَليّاً منه فعدتُ شَجِيّا
لم أزلْ مُغضِياً على هَفَواتٍ / منه لو جُزْنَني لكنتُ غبيا
لو وفى صاحبٌ وفى لي سوادٌ / زارَ فَوْدَيَّ منذُ كنتُ صَبيّا
شطّ عنّي لمّا اِرعَوَيتُ وقد كا / ن مقيماً أيّامَ كنتُ غَوِيّا
قد سلَوْنا وفاءَكمْ ويَئِسْنا / أنْ نرى منكمْ عطاءً هَنِيّا
وسئمنا علاجكمْ وعلمنا / أنّ بين الضّلوعِ داءً دوِيّا
يَعِدُ البِرَّ ماطِلاً فإذا أوْ / عَدَ يوماً شرّاً أتاك وحَيّا
علّلونا بظاهرٍ من جميلٍ / ودعوا مضمرَ القلوبِ خَفِيّا
فبعيدٌ عن المجرّبِ مِنّا / أنْ يُعيدَ العدوَّ شيءٌ وَلِيّا
أتَراني أنسى حفاظَ كِرامٍ / كان بالي منهمْ زماناً رَخِيّا
قارعوا عنِّيَ الخطوبَ وسدّوا / يومَ سيلِ المكروهِ عنّي الأَتِيّا
وَاِنتَضوا بينهمْ وبين أعادي / يَ طِوالَ الخطيِّ والمَشْرَفِيّا
كم بلاهمْ أعداءُهمْ فأصابوا / مَحْتِداً أمْلَساً وعِرضاً نقيّا
وخِلالاً تكذّبُ الكَلِمَ العَوْ / راءَ فيهم أو اللّسانَ البَذِيّا
وترى وعدَهمْ وبذلَهمُ الأْم / والَ هذا نَزْراً وذاك سَنِيّا
يضعفُ المرءُ منهمُ في يدِ الحق / قِ وإن كان في اللِّقاءِ قوِيّا
وتراهُ الوَقاحَ في حَوْمَةِ الحرْ / بِ وفي حَوْمَةِ السؤالِ حَييّا
لا رَعى اللَّهُ لي متى لم يجد عَهْ / دَهُمُ في جوانحي مَرْعِيّا
أَنا مَن قَد عَلِمت لا أركبُ الظَّه / رَ المُوَطّا حتى يكون عَلِيّا
وإذا جانبٌ من الأرض لم يس / طِعْ مقامي اِستعطتُ عنهُ مُضِيّا
وَمَتى ما اِقتضى كلامِيَ أمرٌ / لم أكنْ بالمقالِ فيه عَيِيّا