المجموع : 3
إي وعيشٍ مضى عليك بَهيِّ
إي وعيشٍ مضى عليك بَهيِّ / وشُعاعٍ من شّطِكِ الذهبيِّ
والتفافِ النَّخيل حولَكَ حتَّى / لو تقصَّيْتَ لم تجدْ غيرَ في
وانبساطِ السَّفْحِ الذَّي زاحمته / دَفَعاتٌ من مَوجكَ الثَّوْري
وسنا الشَّمس حين مجَّتْ لُعاباً / ارسلته من نورها الكسروي
فتخالُ الضياءَ والماءُ موجٌ / في رواحٍ من جانبٍ ومجي
كخيوطٍ من فضَّةٍ بتْنَ طوع الرّيح / بين الشمال والشرقي
وابتسام البدرِ المطلِّ إذا ما / بات يجلو الدُّجى بوجهٍ وَضي
وزمانٍ حلوٍ كطلِّ ندّيٍ / لم يَشُبْهُ صفوُ السَّماء بشي
لو تحولْتَ عن مجاريك أو حُلت / لما جئتَ بالنكير الفري
يا فُراتي وهل يُحاكيك نهرٌ / في جمالِ الضُحى وبردِ العَشِي
ملكتْ جانبيك عُرْبٌ أضاعوا / إذ أضاعوا حِماكَ عهدَ قُصي
نضجتْ بالصَّغار منهم جلودٌ / ولقد تنضج الجلودُ بِكَي
إي ومجرى الجيادِ يومَ التنّاَدي / ومجرِّ الرماح حول الندي
دنَّسَتْ طُهْرَكَ المطامعُ حتَّى / لم تَعُدْ تَنْقَعُ الغليلَ برِيِ
الخَنى ..أين عنه نفسُ أبيّ / والحِمىَ.. أ]ن عنه طَرْفُ الحَمِي
لا القنا يومَ تنثني لِمَذَبٍ / عن حريم ٍ ولا الظبى لكمي
آه ..لولا خِصبُ العراق وريفٌ / هو لولاه لم يكن بمرِي
ما استجاشتْ له المطامعُ والتفَّتْ / عليه من المَحَلِّ القَصِي
واستخفَّتْ به الشعوبُ وباتَتْ / وهي ترنو له بلحظٍ خفيّ
قد نطقنا حتَّى رُمينا بهُجْرٍ / وسكتنا حتَّى اتُهِمنا بِعي
ورضِينا حُكْمَ الزَّمانِ وما كانَ / احتكامُ الزمانِ بالمَرْضي
فإذا كلُّ يومِنا مثلُ أمسٍ / وإذا كلُّ رُشدنا مثلُ غَي
وعلمنا ان ليس نملك أمراً / فصبرنا على احتكام " الوصي !"
أوَّل العهدِ بالَّتي حَمَّلتني
أوَّل العهدِ بالَّتي حَمَّلتني / شططاً في الهوى وأمراً فِرِيّا
وَضْعُ كفّي في كفّها تتلظَّى / مِن غرامٍ . كمَنْ يُناوِل شَيّا
رجفَت رَجفْةً قرأتُ التشهّي / فوقَها واضحاً . بليغاً . قويّا
ثم قالت بطرفها بعدَ لأيٍ : / عن طريقٍ سهلٍ وصَلْتَ إليّا!
وهيَ سمراءُ في التقاطيع منها / يجِدُ الحالمونَ شِبعاً ورِيّا
ينفحُ العَطر جِلدُها ويسيلُ الدِفءُ / في عِرْقها لذيذاً شهيّا
لو قرأتَ الخطَّ ! الذي واسَطَ النهدينِ / يستهدفُ الطريقَ السويّا!
لتَمَشَّيْتَ فوقَه بالتمنّي / ووصلت الكنزَ الثمينَ الخفيّا
وتصبَّاكَ منتهاهُ تصبّي / عالَمٍ آخرٍ تقيّاً نَقيّا
يا خليليَّ والبلاءُ كثيرٌّ
يا خليليَّ والبلاءُ كثيرٌّ / في بلادي ولا كهذي البليهْ
أْزَمنَ الداء في العراق ولن يَشفيه / إلا الجرّاح والعمليه
أفَتِىٌّ عراقنا ؟ فلماذا / خدعوه ؟ وذاك شأن الفتيه
سَحَرْتنا ظواهرُ الأمر حتى / أوهمتنا أن البلاد قويه
نتغنى وعصْرنا من نُحاس / بأغاني عصورنا الذهبيه
نَخر الجهل أُمّتي نخرة السوس / فأينَ المجامعُ العلميه
كلُّنا في الجْمود والجهل وحشيون / لكنْ حقوقنا مدنيه
كلُّنا في النفاقِ والختلِ نُبدي / كلَّ يوم مهارة فنيه
وطني كلُّ من عليه وزيرٌ / واضعٌ نُصبَ عينه كرسيِّه
قد لففنا كل المساوي فينا / برداء من نهضة وطنيه
ما شَقِينا إلاّ لأنا حسِبْنا / أن في الكذب جرأة أدبيه
كثر المدَّعونَ لما اختلفنا / في البديهيِ فكرةً فلسفيه
لو يقول الاديب في الشرق " إن الأرض / تحتي " لسُميت نظريه!
كلُّنا بالذي تمنى سعيد / لا نبالي أن البلاد شقيه
أسمعتم ما قيل عن " برلماني " / وعرفتم مهارة الحزبيه؟
لست أدري لكن يقول خبير : / في البضاعات ... شدة " لندنيه "