ربّ ليل نجومه ضاحكات
ربّ ليل نجومه ضاحكات / مثل أحلام غادة في صباها
لمست إصبع السكينه أشوا / في فهبّت مذعورة من كراها
كطيور في الأسر تبغي انعتاقا / قبل أن يفسد الإسار لغاها
أبق النوم فانطلقت إلى النّهر / بنفس كادت تسيل دماها
و معي صاحب رقيق الحواشي / تجد النّفس في رؤاه رؤاها
إن دجت ليلة أراك ضحاها / أو ذوت زهرة أراك شذاها
قال : ما أجمل الكواكب ! ما / أحلى سناها ! فقلت : ما أحلاها !
قال : لا شوق لا صبابة لولا / ها ! فتمتمت قائلا : لولاها !
قال : هل تشتهي الوصول إليها ؟ / قلت : إنّي لا أشتهي إلاّها !
كان طرفي يجول في العالم الأ / على وروحي تجول في مغناها
و جليسي يظنّ في الشهب قصدي / و أنا أحسب الجليس عناها
قال : و النهر كم طوى من صبابا / ت ! فأطرقت أستشفّ المياها
فإذا النهر فيه رعشة روحي / حين يدوّي فيها صدى ذكراها
قال : و اللّيل ... قلت : حسبك إعنا / ت لنفسي و حسب نفسي دجاها
فانقطعنا عن الكلام و بتنا / كلّ نفس لذاتها نجواها
خلت أنّي إذا بعدت سأنسا / ها و يطوي الزّمان سفر هواها
و توهّمت أنّني سوف ألقى / ألف ليلى و ألف هند سواها
فإذا الحبّ كالفضاء و قلبي / طائر في الفضاء ضلّ وتاها
قد نشقت الأزهار في كلّ أرض / يا شذاهنّ لست مثل شذاها !
كيف أنسى و أينما سرت في الد / نيا أراني أسير في دنياها
و إذا ما لمحت في الأرض حسنا / فكأنّي لمحتها إيّاها
و إذا داعب النسيم ردائي / قلت : قد علّمته هذا يداها !
هي أدنى من الأماني إلى قل / بي و قلبي يصيح : ما أقصاها !
لست أشكو النّوى ملالا و لكن / طرب الرّوح أن تذيع جواها
قال قوم : إنّ المحبّة إثم ! / ويح بعض النفوس ما أغباها
إنّ نفسا لم يشرق الحبّ فيها / هي نفس لم تدر ما معناها
خوّفوني جهنّما و لظاها / أيّ شيء جهنّم و لظاها ؟
ليس عند الإله نار لذي حبّ / و نار الإنسان لا أخشاها !
أنا بالحبّ قد وصلت إلى نفسي / و بالحبّ قد عرفت الله !