القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِبراهِيم طوقان الكل
المجموع : 6
هادئ القَلب مطبق الأَجفان
هادئ القَلب مطبق الأَجفان / مُطلق الروح راقد الجُثمان
مَلَكٌ عِندَ رَأسِهِ باسم الثَغ / رِ جَناحاه فَوقَهُ يَخفقان
غادة تَملأ الكُؤوس وَخَود / تَنضح الجَرح مِن رَحيق الجِنان
وَحَواليه طافَ أَسراب حور / بِغُصون النَخيل وَالرَيحان
وَتَهاوى الطُيور عَن شَجر الخل / د تَغَنّى بِأَعذَب الأَلحان
مِن كَبير يَزهو بِأَبهى رياش / وَصَغير مصوّر مِن حَنان
وَأفاق الشَهيد مُنشَرح الصَد / ر شَكوراً لَأنعم الرَحمان
وَاِستوى جالِساً عَلى رفرف خض / ر غوال وَعَبقريٍ حِسان
وَسَقته مَلائك اللَه خَمراً / جَعَلتهُ حَيّاً مَدى الأَزمان
وَتَجَلّت أَنوار من مَلَك المل / ك فَخرَّ الحَضور للأَذقان
ثُمَ حَيّى ذاكَ الشَهيد وَنادى / أَيهذا الشَهيد لَستَ بِفانِ
رَضيَ اللَهُ عَن جِهادك فَاخلُد / وَتَبَوّأ في الخُلد أَعلى مَكانَ
وَخُلود النَعيم عِندي جَزاء / لِلَّذي ماتَ في هَوى الأَوطان
ما مَصير الشَهيد يا رَبّ إِلّا / غبطة عِندَ راسخ الإِيمان
غَيرَ أَنَّ الشَباب إِن كانَ غَضّاً / وَالتَوى الغصن مِنهُ في الريعان
وَتَراءَت أَزهاره ذابِلات / عَبثت للرياح فيها يَدان
تَعَذر العَين في البُكاء عَلَيه / دَمعَ سَلوى لَكن بِلا سُلوان
رَب عَفواً إِن راعَنا فَقدُ نَدب / ضاحك الوَجه في قُطوب الزَمان
صارم كانَ مَغمداً صَقلته / يَدُ حرية أَنوفٍ حِصان
شهرته حَتّى أَذابته مَسحاً / في رِقاب الأَعداء يَوم الطِعان
يا دُموعي وَهَبتك القَلب إِن لَم / تَقنَعي بِالقَريح مِن أَجفاني
فَهُوَ قَلبي أَليف هَمي وَحُزني / وَحَليف الزَفير وَالخَفقان
يا رُبوع الفَيحاء أَنتِ عَروس / أَيّمتها طَوارق الحَدثان
الأَكاليل لَم تَزَل غَضة الزَهر / وَلَم تَنقطع أَغاني الغَواني
وَالمَغاني مَأهولة وَالرَوابي / باديات نَواضِراً للعَيان
وَالنَدامى بَينَ الكُؤوس قيام / رَنحتهم مدامة الغدران
وَالعَذارى سَوافر لاهيات / بِالأَراجيح وَهِيَ في الأَغصان
يا عَروس الدُنيا وَما حالَ قَلب / فَجَعته أَحزانه بِالأَماني
الخطوب اللائي نَزَلنَ جسام / قَد أَحلن الهَنا إِلى أَحزان
وَالأَسى في الضُلوع أَشبَه شَيء / بِكَ لَما قَذفت بِالنيران
منكَ دَمع وَمِن محبك دَمع / بَرَدى وَالمُحبّ مُتَفِقان
رَحل العام عَنكَ جَهم المحيّا / مكفهرّاً فَكَيفَ حال الثاني
لا تَرعك الخطوب يا ابنةَ مَروا / ن وَلوذي بِاللَه وَالفتيان
الشَباب النَضير وَالأَمل الثا / بت خلّان كَيف يَفتَرِقان
وَالشَباب النَضير إن سيم خَسفاً / ثائر باسل وَثَوب الجِنان
لِفَرَنسا أَن تستبد وَتَطغى / لِفَرَنسا التَنكيل بِالبُلدان
لِفَرَنسا أَن تحشد الجَيش كَالسَي / ل وَتُبدي عَجائب الطَيران
لِفَرَنسا ما تَشتَهي لِفَرَنسا / ما تَمنَى فَمَوعد الثَأر دان
يا لِهَول الوَغى وَقَد هاجَ سُلطا / ن واَضحى يجيشُ كَالبُركان
أَسَدٌ فَوقَ ضامر عَرَبي / شاهر لِلوَغى حساماً يَماني
أَرهَفتهُ المَنون ثُمَ أَنامت / ه لِيَوم محجّل أَرونان
صَفحتاه عَقيقتان مِن البَر / ق وَفي مضربيه صاعِقَتان
وَطَبيب أَغَرّ يُعطي دَواء / لِسقام الأَوطان وَالأَبدان
أَليوثاً أَفلتَّ يا سجن أَرواد تُذي / ق العِداة كَأس الهَوان
أَي حَرب أَثار ظُلمُ فَرَنسا / فَدهاها ما لَيسَ بِالحسبان
المَغاوير حَضرٌ وَبداة / زمجروا دونَ أُمة الطُغيان
وَالجِياد العِتاق وَلهى طرادٍ / مُسرِعات بِهُم إِلى المَيدان
وَالسُيوف الرقاق ظَمآ دماءً / تَشتَكي بَثَها إِلى المرّان
فَاسأَلي عَن فِعالهم يا فَرَنسا / إِن أَبناءَهُم لَدى غَملان
وَأَقيمي ممالكاً وَعُروشاً / وَاِفزَعي للخداع وَالبُهتان
إِن مَن تَمنَحين مَجداً وَمَلكاً / وَرِثوا الملك عَن بَني مَروان
سَوفَ لا يَنثنون عَن طَلَب الحَق / قِ قِتالا أَو تَضرعي للأَمان
إِيه روح الشَهيد زوري فَلَسطي / ن وَطوفي قَدسيةً بِالمَغاني
وَاِنزَعي مِن صُدورَنا جَمرة الحق / د وَسَلّي سجيّة الشَنآن
همّ إِخوانِنا الجِهاد وَأَضحى / هَمّنا في مَجالسٍ وَلِجان
أَيُّها العاشق المناصبَ مَهلاً / أَبتاج ظَفرت أَم صولَجان
كَيفَ أَنساك حُب ذاتك مَهداً / أَنتَ لَولاه كُنت للنسيان
يا فَلسطين هَل لَديك سريّ / غَير ذي مطمع وَلا متوان
لَيسَ عِندي سِوى التَلهف أَهدي / ه وَقَلب مَوله بِكَ عان
وَشُعور نَسقته في بَياني / وَدُموع أَودَعتها أَشجاني
هَل أَمنّا العداة حَتّى رَقَدنا / أَم وَجَدنا الهَوان حُلو المَجاني
أَينَ مِنا الأَبيّ أَينَ المعزّي / أَين مِنّا معذب الوجدان
فَاِتَقوا اللَهَ وَاذكُروا نَهضة الشا / م وَخُصّوا العَدوّ بِالأَضغان
أسعديني بزورةٍ أو عِديني
أسعديني بزورةٍ أو عِديني / طال عهدي بلوعتي وحنيني
أدَّعي الهجرَ كاذباً وغرامي / في قرارٍ من الفؤاد مَكينِ
غِيضَ دمعي وكان رِيّاً لروحي / من غليل الأَسى فمنْ يرويني
يا مَعينَ الجمال أذبلتِ قلبي / أنعشيني بنهلةٍ أنعشيني
يا مَعينَ الجمال قطرةَ ماءِ / أو أفيضي ابتسامةً تُحييني
ضجعتي في الرياضِ بين الرياحي / ن قريباً من ماءِ عَيْنٍ مَعين
فتناولتُ أُقْحواناً ندّياً / ونداهُ كاللؤلؤِ المكنونِ
ونَزعَتُ الأُوراقَ عنها تِباعاً / أتحرَّى شكِّي بها ويقيني
فإذا وافقتْ مُنايَ تفاءَلْ / تُ وإلاَّ كذَّبتُ فيها ظنوني
ذاك لهوٌ فيه العزاءُ لنفسي / فاضحكي من تعلُّلي وجنوني
طفتُ بين الأّزهار والنَّشْر من نش / ركِ فيها ودقةُ التكوين
قطرات الندى عليها دموعي / أنتِ أدرى منِّي بما يبكيني
أنْتقي طاقةً وذوقُكِ يهدي / ني إلى الرائعاتِ في التَّلوينِ
يا حياةَ القلوبِ ويْلي عليها / ذَبُلَتْ من بقائها في يميني
فخذيها عسى تُرَدُّ إليها الر / روحُ إني أخاف مرأى المنون
ما أشد الهوى وما أطولَ اللي / ل وما أبعدَ الكرى عن جفوني
رُبَّ ذكرى وما هجعتُ استحالتْ / لخيالٍ سَرَى فَأذْكى شجوني
ضمَّني ثم ردَّني وتلاشى / في الدَّياجي كما تلاشى أنيني
راعني أمرهُ فنبَّهتُ مَنْ حَوْ / لِيَ ذُ عْراً بصرخةٍ في السُّكون
سألوني فلم أُجِبْ بل تناوَم / تُ فناموا وللأسى خلَّفوني
مرحباً بالحياةِ عادَ صاداها / وانجلى الليلُ عن صباحٍ مُبينِ
سُفَراء الصباحِ نورٌ وطيرٌ / تتغنَّى في مائساتِ الغصون
ونسيمٌ يداعبُ الدوحَ والبح / رَ شجيُّ الغناء عذْب المجون
وجلال الوديان مِلْء الحنايا / وجمال الجبال ملء العيون
في اخضرارٍ كأنه أَملي في / ك وثلجٍ نقاؤهُ كالجبين
إنَّما هذه الطبيعةُ أُنسي / ومُعيني إنْ لم أجدْ من مُعين
أتَقَرَّى جمالَ ذاتكِ في ما / أبدعتْهُ يَمينُها من فنون
في الغدير الصَّافي وأُنشودة الطي / رِ وطيب الورود والياسَمينِ
غيرَ أني ما ازدَدْتُ إلاَّ حنيناً / أسعديني بزورْةٍ أو عِديني
جزتُ بالحيِّ في العشيِّ فهبَّتْ
جزتُ بالحيِّ في العشيِّ فهبَّتْ / نفحةٌ أنعشتْ فؤادي المُعَنَّى
قلتُ مِنْها ودُرْتُ أنظرُ حوْلي / نظراتِ الملهوفِ يُسرى ويُمنى
وإذا طيّبٌ جَنيٌّ من الرّم / مان مثل النُّهودِ لو هي تُجنى
وافقت نظرتي نداءَ غلامٍ / ناصري يا رمان من كَفْر كنَّا
قلتُ أسرعْ به فدًى لَكَ مالي / وترنَّمْ بذكره وتغنىَّ
يا رسولَ الحبيبِ من حيثُ لم تد / رِ لقد جئْتني بما أتمنَّى
قَد فهمنا مِن الهَدية مَعنى
قَد فهمنا مِن الهَدية مَعنى / غَير مَعنى الرمان مِن كفركنا
فَأَثارَت ذِكرى وَهاجَت جِراحاً / تَرَكتني مِن الصَبابات مضنى
قَرية يقرن اِسمها باسم إِبراهي / م مِما تَفيض حُباً وَحُسنا
ملعب لِلصبا وَقَد كانَ يوحي / كُلَّ يَوم مَهما أَفاضَ وَأَثنى
قَدرٌ ساقَهُ فَآواهُ رَوضاً
قَدرٌ ساقَهُ فَآواهُ رَوضاً / لَم يَكُن طارَ فيهِ قَبلاً وَغَنّى
فَاِستَوى فَوقَ ايكةٍ وَرَمى عَي / نيهِ فيما هُناك يُسرى وَيُمنى
وَإِذا الرَوضُ بِهجةُ الروح طيباً / وَظَلالاً وَفتنةُ العَين حُسنا
وَكَأنَّ الغَديرَ بَينَ ضلالٍ / وَهُدىً كُلَما اِستَوى أَو تَثَنّى
تَنحَني فَوقهُ كرائِمُ ذاكَ الد / دوح مِنها الجَني وَكَم يَتَجَنّى
مُطمئنٌّ يَسير تيهاً فَإِن را / م عِناقَ الصُخورِ صَدَّت فَجُنّا
هَكَذا يُصبح الحَبيبُ المَعنّي / بَعدَ حينٍ وَهُوَ المُحب المَعنّى
وَمَضى البُلبلُ الغَريبُ يَطوف الر / روضَ حَتّى إِنزَوى مَحيّا النَهارِ
راحَ يَأوي إِلى الغُصون وَلَكن / كَيفَ يَغفو مشرَّد الأَفكارِ
كانَ في الرَوض فَوقَ ما يَتَمَنى / مِن فُنون الأَثمار وَالأَزهارِ
غَير أَن لَيسَ فيهِ طَير يَغنّي / أَيّ رَوض يَحلو بِلا أَطيارِ
وَسرت فيهِ رَعدة حين لَم يَل / ق سِوى دارِسٍ مِن الأَوكار
وَبَقايا نَواقفٍ رخم المَو / ت عَلَيها مخضَّب الأَظفارِ
أَيّ خَطبٍ أَصابَكُم معشرَ الطَي / ر وَماذا في الرَوض مِن أَسرارِ
طَلَعَ الفَجر باسِماً إِثرَ لَيلٍ / دونَهُ وَحشةً كهوف الَمنيَّه
تَتَنزّى أَشباحه صاخِباتٍ / عاريات أَكُفُّها دَمَويَّه
وَرُجومٌ تَفري الغُيوم وَتَهوي / كُلَ رَجمٍ مِن الجَحيم شَظيَّه
وَخُسوف تَحدَّث البَدر فيهِ / بِفَم الحوت منذراً برزيَّه
ذاكَ لَيل قَضى عَلى البُلبل المَن / كود لَولا يَدٌ تَصَدَّت عَلَيَّه
مَلكة عرشها المشارق وَالتا / ج سَناها أَعظِم بِها شَرقيَّه
أَنقذته فَهبَّ يَشدو شَكوراً / مَرِحاً هاتفاً لَها بِالتَحيَّه
مليكة النيّرات / إلهة المشرقَين
الناس في الغابرات / إِلَيك مدّوا اليدين
وَأَحرَقوا في الصَلاة / نَضارهم وَاللُجَين
وَقَرَبوا الأَعناق /
زُلفى تراق /
يا لَيل إِن الصَباح / رَمز حَياة الوَرى
أَنفاسُهُ في البطاح / وَروحه في الذرى
أَما رَأَيت الأَقاح / أَفاق بَعد الكَرى
وَضوَّع الآفاق /
لَما أَفاق /
هُناكَ راعي الغَنم / جَذلان حَيُّ الفُؤاد
يَرتع بَينَ الأَكم / يَهيم في كُل واد
وَالنايُ صبَّ النغم / وَبَثّه في الوهاد
كَزَفرة الأَشواق /
غِبَّ الفِراق /
نسي الطَير هَمَّهُ حينَ غَنّى / قلما يَستقرّ همُّ الطروبِ
أَلِف الرَوض مفرداً وَتَوَلّى / عَنهُ في دَوحه شعورُ الغَريبِ
مُستَقلٌّ في الملك لا مِن شَريكٍ / طامِعٍ يُتَقى وَلا مِن رَقيبِ
مطلقٌ يَستَقرُّ عِندَ نَمير / تارة أَو يَقبل فَوقَ رَطيبِ
وَإِذا وَردة تَفيضُ جَمالاً / تَتَهادى مَعَ النَسيم اللعوبِ
قَد حَمَتها أَشواكُها مَشرعاتٍ / حَولَها دونَ عابث أَو غَصوبِ
تَمنَح العين حين تَبدو وَتخفي / مِن ضروب الإغراء كُل عَجيبِ
كُلُّ قَلبٍ لَهُ هَواه ولَكن / لَيسَ يَدري مَتى يَجيء زَمانُه
وَهُوَ إِمّا في ظلِّ جفن كَحيل / كامن السحر راقد أَفعوانُه
أَو وَراء اِبتِسامَةٍ حُلوةِ الثَغ / ر نَقيّ مفلّجٍ أَقحوانُه
أَو عَلى الصَدر يَستوي فَوقَ عَر / شين مَكيناً مُؤيداً سُلطانُهُ
فَإِذا كانَ لَفحةً مِن جَحيم الر / رجس أَملى أَحكامَه شَيطانُه
وَإِذا هَبَّ نَفحَةً مِن نَعيم الط / طهر قامَت رَكينة أَركانُه
هوذا الحُب فَليَكُن حينَ يَأتي / ك بَريئاً مِن كُل عَيب مَكانُه
صارَت الوَردة الخليعة للبل / بل همّاً وَمَأرباً يُشقيهِ
حَسرتا للغرير أَصبح كرباً / ما يُلاقيه مِن دَلالٍ وَتيهِ
شَفَّه السُهدُ وَاِعتَراهُ مِن الحُب / ب سقامٌ مبرّحٌ يُضنيهِ
مَن رَآها وَقَد تحامل يَهفو / نَحوَها كَيفَ أَعرضت تَغريهِ
مَن رَأى رَوحه تَسيل نَشيداً / لاهِباً لَوعةُ الأَسى تُذكيهِ
هِيَ حَوّاء ذَلِكَ الخُلد فاِحذر / لا تَكونَنَّ أَنتَ آدم فيهِ
لا تَهب قَلبك الكَريمَ لَئيماً / تَحتَ رجليهِ عابثاً يَلقيهِ
هَلى يَرى في ظلال وَردته / الحَمراء سرّاً بَدا وَكانَ خَفيّا
هَل يَرى للطيور فيها قُلوباً / نبذتهنَّ يابِساً وَجنيّا
هَل يَرى اليَوم ما الَّذي جَعل / الرَوض كَئيباً مِن الطُيور خَليّا
كَم نَذيرٍ بَدا لِعَينيهِ حَتّى / قامَ شَخص الرَدى هُناكَ سَويّا
سامَهُ حُبُّهُ شَقاء وَلَكن / نعمة الحب أَن يَكون شَقيّا
وَالهَوى يَطمس العُيون وَيُلقي / في قَرار الأَسماع مِنهُ دَويّا
هَكَذا يَسلك المحب طَريق ال / خوف أَمناً وَيحسب الرشد غَيّا
مَن تَرى علَّم البخيلة حَتّى / سَمحت أَن يَقبِّل الطير فاها
لَم يَصدِّق عَينيه حَتّى أَطَلَّت / وَأَطالَت في ختله نَجواها
زلزل الرَوض عند ذَلِكَ بِالأَل / حان فاِسمَع رِوايَتي عَن صداها
رَوضنا مِن رِياضكم فينان
رَوضنا مِن رِياضكم فينان / وَثَرانا مِن نيلكُم رَيانُ
وَهَوانا لَو تَقدرون هَوانا / كُلُّ قَلب مِنهُ لَكُم مَلآن
وَبِرَغم العِدا أَواصى قربا / نا وثاق لَم تَبلها الأَزمان
وَعُيون يَقظى روانٍ إِلَيكُم / دَمعَها في مصابِكُم لا يُصان
إِن سررتم فَفي فلسطين عيد / أَو حَزِنتُم لَم تَعدُها الأَحزان
قَد رَأَوا بِالقَناة أَن يَقطعونا / فَإِذا الدين جسرها وَاللِسان
وَإِذا بِالقُلوب تَهفو عَلى الني / ل ظِماء يودي بِها الخَفَقان
أَحسنَ اللَه وردَكُم هَل يُغي / ض النيلَ كاسٌ يَحيا بِها ظَمآن
جئتكُم عاتِباً بَلابلَ مصر / بلبل الرَوض عتبه أَلحان
رفرف الشعر فَوقَكُم بِجَناحَي / ه وَفي ساحكم غَذاه البَيان
وَتَسامى صَرح العُروبة في مِص / ر وَهَل غَيرَكُم لَهُ أَركان
كَم بِلاد تَهزكم لَيسَ فيها / لَكُمُ جيرة وَلا إِخوان
خَطبنا لا يَهز شَوقي ولَكن / جاءَ روما فَهَزَّه الرومان
خَطبنا لا يَهز حافظ إبرا / هيم لَكن تَهزه اليابان
ما لمطران يا فَلسطين شَأن / بِكَ لَكن لَهُ بنيرونَ شان
سَيَقولون قدست هَذِهِ الأَر / ض فَما أَن لَنا بِها شَيطان
بَل فَلسطين بِالشَياطين مَلأى / ضَجَتِ الأنس مِنهُم وَالجان
إِن بَلَوتُم مِنهُم فَريقاً فإنا / قَد رَمانا باثنين هَذا الزَمان
فَإِذا المال فاتَ ذاكَ فَهَذا / قَرِمٌ لا تَفوتهُ الأَبدانُ
سَيقولون رَب إخوان صدق / لَكَ في مصر بَينَهُم أَضغان
قَطَعوا الوَحيَ بِالتَقاطُع عَنا / إِنَّ هَذا جَزاؤه الحرمان
تِلكَ شَكوى تَروعني كَيفَ صاروا / فَعَساها ذِكرى لَهُم كَيفَ كانوا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025