المجموع : 6
هادئ القَلب مطبق الأَجفان
هادئ القَلب مطبق الأَجفان / مُطلق الروح راقد الجُثمان
مَلَكٌ عِندَ رَأسِهِ باسم الثَغ / رِ جَناحاه فَوقَهُ يَخفقان
غادة تَملأ الكُؤوس وَخَود / تَنضح الجَرح مِن رَحيق الجِنان
وَحَواليه طافَ أَسراب حور / بِغُصون النَخيل وَالرَيحان
وَتَهاوى الطُيور عَن شَجر الخل / د تَغَنّى بِأَعذَب الأَلحان
مِن كَبير يَزهو بِأَبهى رياش / وَصَغير مصوّر مِن حَنان
وَأفاق الشَهيد مُنشَرح الصَد / ر شَكوراً لَأنعم الرَحمان
وَاِستوى جالِساً عَلى رفرف خض / ر غوال وَعَبقريٍ حِسان
وَسَقته مَلائك اللَه خَمراً / جَعَلتهُ حَيّاً مَدى الأَزمان
وَتَجَلّت أَنوار من مَلَك المل / ك فَخرَّ الحَضور للأَذقان
ثُمَ حَيّى ذاكَ الشَهيد وَنادى / أَيهذا الشَهيد لَستَ بِفانِ
رَضيَ اللَهُ عَن جِهادك فَاخلُد / وَتَبَوّأ في الخُلد أَعلى مَكانَ
وَخُلود النَعيم عِندي جَزاء / لِلَّذي ماتَ في هَوى الأَوطان
ما مَصير الشَهيد يا رَبّ إِلّا / غبطة عِندَ راسخ الإِيمان
غَيرَ أَنَّ الشَباب إِن كانَ غَضّاً / وَالتَوى الغصن مِنهُ في الريعان
وَتَراءَت أَزهاره ذابِلات / عَبثت للرياح فيها يَدان
تَعَذر العَين في البُكاء عَلَيه / دَمعَ سَلوى لَكن بِلا سُلوان
رَب عَفواً إِن راعَنا فَقدُ نَدب / ضاحك الوَجه في قُطوب الزَمان
صارم كانَ مَغمداً صَقلته / يَدُ حرية أَنوفٍ حِصان
شهرته حَتّى أَذابته مَسحاً / في رِقاب الأَعداء يَوم الطِعان
يا دُموعي وَهَبتك القَلب إِن لَم / تَقنَعي بِالقَريح مِن أَجفاني
فَهُوَ قَلبي أَليف هَمي وَحُزني / وَحَليف الزَفير وَالخَفقان
يا رُبوع الفَيحاء أَنتِ عَروس / أَيّمتها طَوارق الحَدثان
الأَكاليل لَم تَزَل غَضة الزَهر / وَلَم تَنقطع أَغاني الغَواني
وَالمَغاني مَأهولة وَالرَوابي / باديات نَواضِراً للعَيان
وَالنَدامى بَينَ الكُؤوس قيام / رَنحتهم مدامة الغدران
وَالعَذارى سَوافر لاهيات / بِالأَراجيح وَهِيَ في الأَغصان
يا عَروس الدُنيا وَما حالَ قَلب / فَجَعته أَحزانه بِالأَماني
الخطوب اللائي نَزَلنَ جسام / قَد أَحلن الهَنا إِلى أَحزان
وَالأَسى في الضُلوع أَشبَه شَيء / بِكَ لَما قَذفت بِالنيران
منكَ دَمع وَمِن محبك دَمع / بَرَدى وَالمُحبّ مُتَفِقان
رَحل العام عَنكَ جَهم المحيّا / مكفهرّاً فَكَيفَ حال الثاني
لا تَرعك الخطوب يا ابنةَ مَروا / ن وَلوذي بِاللَه وَالفتيان
الشَباب النَضير وَالأَمل الثا / بت خلّان كَيف يَفتَرِقان
وَالشَباب النَضير إن سيم خَسفاً / ثائر باسل وَثَوب الجِنان
لِفَرَنسا أَن تستبد وَتَطغى / لِفَرَنسا التَنكيل بِالبُلدان
لِفَرَنسا أَن تحشد الجَيش كَالسَي / ل وَتُبدي عَجائب الطَيران
لِفَرَنسا ما تَشتَهي لِفَرَنسا / ما تَمنَى فَمَوعد الثَأر دان
يا لِهَول الوَغى وَقَد هاجَ سُلطا / ن واَضحى يجيشُ كَالبُركان
أَسَدٌ فَوقَ ضامر عَرَبي / شاهر لِلوَغى حساماً يَماني
أَرهَفتهُ المَنون ثُمَ أَنامت / ه لِيَوم محجّل أَرونان
صَفحتاه عَقيقتان مِن البَر / ق وَفي مضربيه صاعِقَتان
وَطَبيب أَغَرّ يُعطي دَواء / لِسقام الأَوطان وَالأَبدان
أَليوثاً أَفلتَّ يا سجن أَرواد تُذي / ق العِداة كَأس الهَوان
أَي حَرب أَثار ظُلمُ فَرَنسا / فَدهاها ما لَيسَ بِالحسبان
المَغاوير حَضرٌ وَبداة / زمجروا دونَ أُمة الطُغيان
وَالجِياد العِتاق وَلهى طرادٍ / مُسرِعات بِهُم إِلى المَيدان
وَالسُيوف الرقاق ظَمآ دماءً / تَشتَكي بَثَها إِلى المرّان
فَاسأَلي عَن فِعالهم يا فَرَنسا / إِن أَبناءَهُم لَدى غَملان
وَأَقيمي ممالكاً وَعُروشاً / وَاِفزَعي للخداع وَالبُهتان
إِن مَن تَمنَحين مَجداً وَمَلكاً / وَرِثوا الملك عَن بَني مَروان
سَوفَ لا يَنثنون عَن طَلَب الحَق / قِ قِتالا أَو تَضرعي للأَمان
إِيه روح الشَهيد زوري فَلَسطي / ن وَطوفي قَدسيةً بِالمَغاني
وَاِنزَعي مِن صُدورَنا جَمرة الحق / د وَسَلّي سجيّة الشَنآن
همّ إِخوانِنا الجِهاد وَأَضحى / هَمّنا في مَجالسٍ وَلِجان
أَيُّها العاشق المناصبَ مَهلاً / أَبتاج ظَفرت أَم صولَجان
كَيفَ أَنساك حُب ذاتك مَهداً / أَنتَ لَولاه كُنت للنسيان
يا فَلسطين هَل لَديك سريّ / غَير ذي مطمع وَلا متوان
لَيسَ عِندي سِوى التَلهف أَهدي / ه وَقَلب مَوله بِكَ عان
وَشُعور نَسقته في بَياني / وَدُموع أَودَعتها أَشجاني
هَل أَمنّا العداة حَتّى رَقَدنا / أَم وَجَدنا الهَوان حُلو المَجاني
أَينَ مِنا الأَبيّ أَينَ المعزّي / أَين مِنّا معذب الوجدان
فَاِتَقوا اللَهَ وَاذكُروا نَهضة الشا / م وَخُصّوا العَدوّ بِالأَضغان
أسعديني بزورةٍ أو عِديني
أسعديني بزورةٍ أو عِديني / طال عهدي بلوعتي وحنيني
أدَّعي الهجرَ كاذباً وغرامي / في قرارٍ من الفؤاد مَكينِ
غِيضَ دمعي وكان رِيّاً لروحي / من غليل الأَسى فمنْ يرويني
يا مَعينَ الجمال أذبلتِ قلبي / أنعشيني بنهلةٍ أنعشيني
يا مَعينَ الجمال قطرةَ ماءِ / أو أفيضي ابتسامةً تُحييني
ضجعتي في الرياضِ بين الرياحي / ن قريباً من ماءِ عَيْنٍ مَعين
فتناولتُ أُقْحواناً ندّياً / ونداهُ كاللؤلؤِ المكنونِ
ونَزعَتُ الأُوراقَ عنها تِباعاً / أتحرَّى شكِّي بها ويقيني
فإذا وافقتْ مُنايَ تفاءَلْ / تُ وإلاَّ كذَّبتُ فيها ظنوني
ذاك لهوٌ فيه العزاءُ لنفسي / فاضحكي من تعلُّلي وجنوني
طفتُ بين الأّزهار والنَّشْر من نش / ركِ فيها ودقةُ التكوين
قطرات الندى عليها دموعي / أنتِ أدرى منِّي بما يبكيني
أنْتقي طاقةً وذوقُكِ يهدي / ني إلى الرائعاتِ في التَّلوينِ
يا حياةَ القلوبِ ويْلي عليها / ذَبُلَتْ من بقائها في يميني
فخذيها عسى تُرَدُّ إليها الر / روحُ إني أخاف مرأى المنون
ما أشد الهوى وما أطولَ اللي / ل وما أبعدَ الكرى عن جفوني
رُبَّ ذكرى وما هجعتُ استحالتْ / لخيالٍ سَرَى فَأذْكى شجوني
ضمَّني ثم ردَّني وتلاشى / في الدَّياجي كما تلاشى أنيني
راعني أمرهُ فنبَّهتُ مَنْ حَوْ / لِيَ ذُ عْراً بصرخةٍ في السُّكون
سألوني فلم أُجِبْ بل تناوَم / تُ فناموا وللأسى خلَّفوني
مرحباً بالحياةِ عادَ صاداها / وانجلى الليلُ عن صباحٍ مُبينِ
سُفَراء الصباحِ نورٌ وطيرٌ / تتغنَّى في مائساتِ الغصون
ونسيمٌ يداعبُ الدوحَ والبح / رَ شجيُّ الغناء عذْب المجون
وجلال الوديان مِلْء الحنايا / وجمال الجبال ملء العيون
في اخضرارٍ كأنه أَملي في / ك وثلجٍ نقاؤهُ كالجبين
إنَّما هذه الطبيعةُ أُنسي / ومُعيني إنْ لم أجدْ من مُعين
أتَقَرَّى جمالَ ذاتكِ في ما / أبدعتْهُ يَمينُها من فنون
في الغدير الصَّافي وأُنشودة الطي / رِ وطيب الورود والياسَمينِ
غيرَ أني ما ازدَدْتُ إلاَّ حنيناً / أسعديني بزورْةٍ أو عِديني
جزتُ بالحيِّ في العشيِّ فهبَّتْ
جزتُ بالحيِّ في العشيِّ فهبَّتْ / نفحةٌ أنعشتْ فؤادي المُعَنَّى
قلتُ مِنْها ودُرْتُ أنظرُ حوْلي / نظراتِ الملهوفِ يُسرى ويُمنى
وإذا طيّبٌ جَنيٌّ من الرّم / مان مثل النُّهودِ لو هي تُجنى
وافقت نظرتي نداءَ غلامٍ / ناصري يا رمان من كَفْر كنَّا
قلتُ أسرعْ به فدًى لَكَ مالي / وترنَّمْ بذكره وتغنىَّ
يا رسولَ الحبيبِ من حيثُ لم تد / رِ لقد جئْتني بما أتمنَّى
قَد فهمنا مِن الهَدية مَعنى
قَد فهمنا مِن الهَدية مَعنى / غَير مَعنى الرمان مِن كفركنا
فَأَثارَت ذِكرى وَهاجَت جِراحاً / تَرَكتني مِن الصَبابات مضنى
قَرية يقرن اِسمها باسم إِبراهي / م مِما تَفيض حُباً وَحُسنا
ملعب لِلصبا وَقَد كانَ يوحي / كُلَّ يَوم مَهما أَفاضَ وَأَثنى
قَدرٌ ساقَهُ فَآواهُ رَوضاً
قَدرٌ ساقَهُ فَآواهُ رَوضاً / لَم يَكُن طارَ فيهِ قَبلاً وَغَنّى
فَاِستَوى فَوقَ ايكةٍ وَرَمى عَي / نيهِ فيما هُناك يُسرى وَيُمنى
وَإِذا الرَوضُ بِهجةُ الروح طيباً / وَظَلالاً وَفتنةُ العَين حُسنا
وَكَأنَّ الغَديرَ بَينَ ضلالٍ / وَهُدىً كُلَما اِستَوى أَو تَثَنّى
تَنحَني فَوقهُ كرائِمُ ذاكَ الد / دوح مِنها الجَني وَكَم يَتَجَنّى
مُطمئنٌّ يَسير تيهاً فَإِن را / م عِناقَ الصُخورِ صَدَّت فَجُنّا
هَكَذا يُصبح الحَبيبُ المَعنّي / بَعدَ حينٍ وَهُوَ المُحب المَعنّى
وَمَضى البُلبلُ الغَريبُ يَطوف الر / روضَ حَتّى إِنزَوى مَحيّا النَهارِ
راحَ يَأوي إِلى الغُصون وَلَكن / كَيفَ يَغفو مشرَّد الأَفكارِ
كانَ في الرَوض فَوقَ ما يَتَمَنى / مِن فُنون الأَثمار وَالأَزهارِ
غَير أَن لَيسَ فيهِ طَير يَغنّي / أَيّ رَوض يَحلو بِلا أَطيارِ
وَسرت فيهِ رَعدة حين لَم يَل / ق سِوى دارِسٍ مِن الأَوكار
وَبَقايا نَواقفٍ رخم المَو / ت عَلَيها مخضَّب الأَظفارِ
أَيّ خَطبٍ أَصابَكُم معشرَ الطَي / ر وَماذا في الرَوض مِن أَسرارِ
طَلَعَ الفَجر باسِماً إِثرَ لَيلٍ / دونَهُ وَحشةً كهوف الَمنيَّه
تَتَنزّى أَشباحه صاخِباتٍ / عاريات أَكُفُّها دَمَويَّه
وَرُجومٌ تَفري الغُيوم وَتَهوي / كُلَ رَجمٍ مِن الجَحيم شَظيَّه
وَخُسوف تَحدَّث البَدر فيهِ / بِفَم الحوت منذراً برزيَّه
ذاكَ لَيل قَضى عَلى البُلبل المَن / كود لَولا يَدٌ تَصَدَّت عَلَيَّه
مَلكة عرشها المشارق وَالتا / ج سَناها أَعظِم بِها شَرقيَّه
أَنقذته فَهبَّ يَشدو شَكوراً / مَرِحاً هاتفاً لَها بِالتَحيَّه
مليكة النيّرات / إلهة المشرقَين
الناس في الغابرات / إِلَيك مدّوا اليدين
وَأَحرَقوا في الصَلاة / نَضارهم وَاللُجَين
وَقَرَبوا الأَعناق /
زُلفى تراق /
يا لَيل إِن الصَباح / رَمز حَياة الوَرى
أَنفاسُهُ في البطاح / وَروحه في الذرى
أَما رَأَيت الأَقاح / أَفاق بَعد الكَرى
وَضوَّع الآفاق /
لَما أَفاق /
هُناكَ راعي الغَنم / جَذلان حَيُّ الفُؤاد
يَرتع بَينَ الأَكم / يَهيم في كُل واد
وَالنايُ صبَّ النغم / وَبَثّه في الوهاد
كَزَفرة الأَشواق /
غِبَّ الفِراق /
نسي الطَير هَمَّهُ حينَ غَنّى / قلما يَستقرّ همُّ الطروبِ
أَلِف الرَوض مفرداً وَتَوَلّى / عَنهُ في دَوحه شعورُ الغَريبِ
مُستَقلٌّ في الملك لا مِن شَريكٍ / طامِعٍ يُتَقى وَلا مِن رَقيبِ
مطلقٌ يَستَقرُّ عِندَ نَمير / تارة أَو يَقبل فَوقَ رَطيبِ
وَإِذا وَردة تَفيضُ جَمالاً / تَتَهادى مَعَ النَسيم اللعوبِ
قَد حَمَتها أَشواكُها مَشرعاتٍ / حَولَها دونَ عابث أَو غَصوبِ
تَمنَح العين حين تَبدو وَتخفي / مِن ضروب الإغراء كُل عَجيبِ
كُلُّ قَلبٍ لَهُ هَواه ولَكن / لَيسَ يَدري مَتى يَجيء زَمانُه
وَهُوَ إِمّا في ظلِّ جفن كَحيل / كامن السحر راقد أَفعوانُه
أَو وَراء اِبتِسامَةٍ حُلوةِ الثَغ / ر نَقيّ مفلّجٍ أَقحوانُه
أَو عَلى الصَدر يَستوي فَوقَ عَر / شين مَكيناً مُؤيداً سُلطانُهُ
فَإِذا كانَ لَفحةً مِن جَحيم الر / رجس أَملى أَحكامَه شَيطانُه
وَإِذا هَبَّ نَفحَةً مِن نَعيم الط / طهر قامَت رَكينة أَركانُه
هوذا الحُب فَليَكُن حينَ يَأتي / ك بَريئاً مِن كُل عَيب مَكانُه
صارَت الوَردة الخليعة للبل / بل همّاً وَمَأرباً يُشقيهِ
حَسرتا للغرير أَصبح كرباً / ما يُلاقيه مِن دَلالٍ وَتيهِ
شَفَّه السُهدُ وَاِعتَراهُ مِن الحُب / ب سقامٌ مبرّحٌ يُضنيهِ
مَن رَآها وَقَد تحامل يَهفو / نَحوَها كَيفَ أَعرضت تَغريهِ
مَن رَأى رَوحه تَسيل نَشيداً / لاهِباً لَوعةُ الأَسى تُذكيهِ
هِيَ حَوّاء ذَلِكَ الخُلد فاِحذر / لا تَكونَنَّ أَنتَ آدم فيهِ
لا تَهب قَلبك الكَريمَ لَئيماً / تَحتَ رجليهِ عابثاً يَلقيهِ
هَلى يَرى في ظلال وَردته / الحَمراء سرّاً بَدا وَكانَ خَفيّا
هَل يَرى للطيور فيها قُلوباً / نبذتهنَّ يابِساً وَجنيّا
هَل يَرى اليَوم ما الَّذي جَعل / الرَوض كَئيباً مِن الطُيور خَليّا
كَم نَذيرٍ بَدا لِعَينيهِ حَتّى / قامَ شَخص الرَدى هُناكَ سَويّا
سامَهُ حُبُّهُ شَقاء وَلَكن / نعمة الحب أَن يَكون شَقيّا
وَالهَوى يَطمس العُيون وَيُلقي / في قَرار الأَسماع مِنهُ دَويّا
هَكَذا يَسلك المحب طَريق ال / خوف أَمناً وَيحسب الرشد غَيّا
مَن تَرى علَّم البخيلة حَتّى / سَمحت أَن يَقبِّل الطير فاها
لَم يَصدِّق عَينيه حَتّى أَطَلَّت / وَأَطالَت في ختله نَجواها
زلزل الرَوض عند ذَلِكَ بِالأَل / حان فاِسمَع رِوايَتي عَن صداها
رَوضنا مِن رِياضكم فينان
رَوضنا مِن رِياضكم فينان / وَثَرانا مِن نيلكُم رَيانُ
وَهَوانا لَو تَقدرون هَوانا / كُلُّ قَلب مِنهُ لَكُم مَلآن
وَبِرَغم العِدا أَواصى قربا / نا وثاق لَم تَبلها الأَزمان
وَعُيون يَقظى روانٍ إِلَيكُم / دَمعَها في مصابِكُم لا يُصان
إِن سررتم فَفي فلسطين عيد / أَو حَزِنتُم لَم تَعدُها الأَحزان
قَد رَأَوا بِالقَناة أَن يَقطعونا / فَإِذا الدين جسرها وَاللِسان
وَإِذا بِالقُلوب تَهفو عَلى الني / ل ظِماء يودي بِها الخَفَقان
أَحسنَ اللَه وردَكُم هَل يُغي / ض النيلَ كاسٌ يَحيا بِها ظَمآن
جئتكُم عاتِباً بَلابلَ مصر / بلبل الرَوض عتبه أَلحان
رفرف الشعر فَوقَكُم بِجَناحَي / ه وَفي ساحكم غَذاه البَيان
وَتَسامى صَرح العُروبة في مِص / ر وَهَل غَيرَكُم لَهُ أَركان
كَم بِلاد تَهزكم لَيسَ فيها / لَكُمُ جيرة وَلا إِخوان
خَطبنا لا يَهز شَوقي ولَكن / جاءَ روما فَهَزَّه الرومان
خَطبنا لا يَهز حافظ إبرا / هيم لَكن تَهزه اليابان
ما لمطران يا فَلسطين شَأن / بِكَ لَكن لَهُ بنيرونَ شان
سَيَقولون قدست هَذِهِ الأَر / ض فَما أَن لَنا بِها شَيطان
بَل فَلسطين بِالشَياطين مَلأى / ضَجَتِ الأنس مِنهُم وَالجان
إِن بَلَوتُم مِنهُم فَريقاً فإنا / قَد رَمانا باثنين هَذا الزَمان
فَإِذا المال فاتَ ذاكَ فَهَذا / قَرِمٌ لا تَفوتهُ الأَبدانُ
سَيقولون رَب إخوان صدق / لَكَ في مصر بَينَهُم أَضغان
قَطَعوا الوَحيَ بِالتَقاطُع عَنا / إِنَّ هَذا جَزاؤه الحرمان
تِلكَ شَكوى تَروعني كَيفَ صاروا / فَعَساها ذِكرى لَهُم كَيفَ كانوا