القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : خَليل مطران الكل
المجموع : 22
أَيُّهَا النَّاصِرُونَ لِلعِلْمِ أَحْسَنْ
أَيُّهَا النَّاصِرُونَ لِلعِلْمِ أَحْسَنْ / تُمْ لَعَمْرِي نِهَايَةَ الإِحْسَانِ
فَضْلُكُمْ أَصْبَحَ المِثَالَ المُعَلَّى / أَيُّ فَضْلٍ كَنُصْرَةِ الْعِرْفَانِ
وَطَنٌ يَبْذُلُ الأَمَاجِيدُ فِيهِ / بَذْلَكُمْ لا يَهُونُ فِي الأَوْطَانِ
مِصْرُ تِيهِي بِنَابِهِينَ كِرَا / هُمْ فَخَارُ الأَمْصَارِ فِي كُلِّ آنِ
فِي المُنُوفِيَّةِ الضَّحُوكِ وُجُوهٌ / أَصْبَحُوا بِالنَّدَى وُجُوهَ الزَّمَانِ
مَغْرِسٌ أَطْلَعَ النُّبُوغَ وَأَجْنَى ال / رُّوحَ وَالجِسْمَ طَيِّبَاتِ المَجَانِي
هَكَذَا المَكْرُمَاتُ إِنْ وُجِدَتْ فِي / بَلَدٍ فَهْوَ أَعْمَرُ الْبُلْدَانِ
بَارَكَ اللهُ فِيكُمو وَعَلَيْكُمُ / بِدُعَاءِ الجَنَانِ قَبْلَ اللِّسَانِ
أَقْبَلَتْ حُرَّةُ الشَّمَائِلِ تَجْلُو
أَقْبَلَتْ حُرَّةُ الشَّمَائِلِ تَجْلُو / طَالِعَ اليُمْنِ فِي سَمَاءِ البَيَانِ
فَارْقَبُوا يَا أُولِي النُّهَى بَلَجَ / الوَحْيِ وَعَهْداً مُجَدَّداً فِي المَعَانِي
وَأَفَانِينَ غَيْرَ مُسْبُوقَةٍ فِي / الشِّعْرِ وَالنَّثْرِ مِنْ أَدِيبِ الزَّمَانِ
مَسْكَنٌ يَجْمَعُ المَسَرَّاتِ فِيهِ / سَكَنٌ تَنْتَهِي إِلَيْهِ الأَمَانِي
مِنْ ذَواتِ الخِصَالِ لا عَيْبَ فِيهَا / وَذَوَاتِ الكَمَالِ بَيْنَ الحَسَانِ
ذَلِكُمْ مَبْعَثُ الفَرِيضِ وَمَجْرَى / أَعْذَبِ القَوْلِ مِنْ فِيُوضِ الجَنَانِ
يَا خَلِيلَ الخَلِيلِ يُهْنِئُكَ العَيْشُ / طَرَايفَ الأَنْوَارِ وَالأَلْوَانِ
بَارَكَ اللهُ فِي العَرُوسَيْنِ / وَلْيَسْتَقْبِلا عَهْدَ غِبْطَةٍ وَأَمَانِ
وَلِيَصِيبَا مِنْ كُلِّ سَعْدٍ وَمَجْدٍ / مَا إِلَيْهِ قَلْبَاهُمَا يَصْبُوَانِ
انزِلِ المَنْزِلَ الحَسَنْ
انزِلِ المَنْزِلَ الحَسَنْ / فِي حِمَى اللهِ يَا حَسَنْ
أَيُّ غُنْمٍ لِمَاكِثٍ / وَهْوَ فِي السِّنِّ قَدْ طَعَنْ
مُشْبَعَ القلْبِ مِنْ أَسًى / فِي لَيَالِيهِ مِنْ أَسَنْ
تَارِكُ العَيْشِ إِنَّمَا / يَتْرُكُ الخَوْفَ وَالحَزَنْ
هَلْ مَعَ اللَّيْلِ وَالنَّهَا / رِ سِوَى السُّهْدِ وَالمِحَنْ
أَوَ لَيْسَ الأَحَبَّ فِي / كُلِّ شَيءٍ مِنَ الفِتَنْ
مَا جَزِعْنَا عَلَيْكَ إِذْ / بِعْتَ بِالجَنَّةِ الدِّمَنْ
بَلْ عَلَى والدٍ حَزِينٍ / دهاهُ الرَّدَى بِمَنْ
وَعَلَى أُمَّةٍ ثَكُولٍ / خَلِيقٍ بِهَا الشَّجَنْ
أَحْوَجَ اليَوْمَ مَا تَكُو / ن إِلَى فِتْيَةِ الفِطَنْ
وَشَبَابٍ مِنَ المَنَا / جِيدِ إِنْ تَدْعُهُمْ تُصَنْ
يَا لَغَبْنِ الكَمَالِ فِي / كُلِّ عِلْمٍ وَكلِّ فَنْ
يَا ابنَ ذَاكَ الَّذِي هُوَ ال / عَلَمُ الفَرْدُ فِي الوَطَنْ
أَوْحَشَتْ مِنْكَ دَارُهُ / فَهْيَ سُكْنَى بِلا سَكَنْ
كُنْتَ فِيهَا وَدِيعَةً / تَعْدِلُ الرُّوحَ بِالثَّمَنْ
أَوْدَعَتْهَا عِنَايَةُ الل / هِ حِيناً مِنَ الزَّمَنْ
وَاسْتُرِدَّتْ فَرَدَّهَا / مُؤْمِنُ القَلْبِ مُؤْتَمَنْ
هَكَذَا هَكَذَا الوَفَاءُ / وَقَدْ جَازَ كُلَّ ظَنّْ
فِي جِنَانِ الرِّضَى عَزَي / زٌ بِرَغْمِ المُنَى ظَعَنْ
جَادَهُ الغَيْثُ مِنْ فَتىً / جَفَّ يُورِقُ الفَنَنْ
أَيُّ رُزْءٍ دَهَاكَ يَا سَمْعَانُ
أَيُّ رُزْءٍ دَهَاكَ يَا سَمْعَانُ / هُزَّ مِنْ هَوْلِ وَقْعِهِ لُبْنَانُ
وَتَلَقَّتْ أَنْبَاءهُ مِصْرُ وهْناً / فَهي وَلْهَى وَمَا لَهَا سُلْوَانُ
يَعْلَمُ اللهُ مَا تَحَمَّلَهُ آلُكَ / فِي المَرْبَعَيْنِ وَالإِخْوَانُ
فَدَحَ الأَمْرُ فِي الفَتَى البَاسِطِ الكَفِّ / وَفِي العَفِّ قَلْبُهُ وَاللِّسَانُ
فِي عَزِيزٍ بَنَى مِنَ الجَاهِ صَرْحاً / لَمْ يُطَاوِلْ بُنْيَانَهُ بُنْيَانُ
نَالَ مَا شَاءَ مِنْ مُنىً وَتَنَحَّى / عَنْ طِرَادٍ فِي شَوْطِهِ الأَقْرَانُ
ذَاكَ إِنْ كَانَ بِالإِجَادَةِ / وَالجُودِ وَلُوعاً وَدَأْبُهُ الإِحْسَانُ
كُلُّ فِعْلٍ لِلْخَيْرِ سَاهَمَ فِيهِ / وَأَجَابَ الدُّعَاةَ أَيّاً كَانُوا
لَيْسَ بِدْعاً وَقَدْ تَوَى أَنْ يُعَ / زى كُبَرَاءُ البِلادِ وَالأَعْيَانُ
عُدِمُوا رِزْقَهُمْ وَأَقْسَى عَلَيْهِمْ / عَطْفُهُ يَعْدِمُونَهُ وَالحَنَانُ
فِي الزَّمَانِ القَرِيبِ وَاحَرَّ قَلْباً / أَيْنَ أَمْسَى فِي الغَيْبِ ذَاكَ الزَّمَانُ
كَانَ قَوْمُ أَحَبَّهُمْ وَأَحَبُّوهُ / وَصَانَ العَهْدَ الوَثِيقَ وَصانُوا
إِنْ أَلَمَّتْ بِهِمْ نَوَازِلُ مِمَّا / عَزَّ فِيهِ النَّصِيرُ وَالمِعْوَانُ
لا يَقُولُونَ مَنْ فَتَاهَا وَسَمْعَانُ / فَتَاهَا المُرَجَّبُ اليَقْظَانُ
عَجِزُوا اليَوْمَ عَنْ فِدَاءٍ وَمَا / أَغْنَى الوَفَاءَ البُكَاءُ وَالأَشْجَانُ
آهِ مِمَّا تَبُثُّهُ الأَيْمُ الدَّامِيَةُ / القَلْبِ وَالأَبِ الثَّكْلانُ
وَالبَنُونَ الأَولى هُمُ العَوَضُ / الغَالِي تُرَجيهُ بَعْدَهُ الأَوْطَانُ
مِنْ بَنَاتٍ مُثَقَّفَاتٍ وَأَبْنَاءٍ / كَأَزْكَى مَا يَنْبُتُ الفُتْيَانُ
أَيُّهَا الجَازِعُونَ صَبْراً فَمَا / يَنْفَعُ إِلاَّ التَّسْلِيمُ وَالإِذْعَانُ
لَكُمُ اللهُ وَهْوَ خَيْرُ وَلِيٍّ / وَلِمَنْ عَاجَلَ القَضَاءَ الجَّنَانُ
أَقْرَضَ اللهَ كُلَّ قَرْضٍ جَمِيلٍ / فَجَزَاهُ أَضْعَافَهُ الرَّحْمَنُ
بَقِيَ الِّذكْرِ وَالرَّغَامُ فَنِي
بَقِيَ الِّذكْرِ وَالرَّغَامُ فَنِي / وَسَيَحْيَى فِي الخَالِدِينَ فِني
حَسْرَةٌ للِضِّعَافِ أنَّ يَداً / نَصَرَتْهُمُ تُغَلُّ فِي كفَنِ
لَقِيَ الْحَتْفَ وَالأَسَى عَمَمٌ / عَلَمٌ مِنُ مَفَاخِرٍ الزَّمَنِ
بَلَّغَتْهُ عَلْيَاءهُ هِمَمٌ / فَوْقَ وَصْفِ المُفَوَّهِ اللَّقِنِ
إنَّ لِلمَرْءِ فِي الحَيَاةِ مُنًى / إنْ سَمَتْ عَزَّ أَوْتَهُنْ بَهُنِ
سِوْفَ يَبْلَى مَا يُبْتَنَى لِبِلُى / وَسَيَبْقَى مَا لِلبَقَاءِ بُنِي
سَاسَ أَعْمَالَهُ فَأَنْجَحَهَا / جَهْدُ رَوَّاضِ صَعْبَةٍ مَرِنِ
بتَصَاريفِ عَازمٍ ثَقِفٍ / وَأَسَالِيبِ حَازِمٍ ذَهِنِ
لَمْ يُمَالِيءْ عَلَى الصَّوَابِ هَوى / أوْ يُجَنِبْ مَا اسْتَدَّ مِنْ سَنَنِ
وَلَقَدْ غَامَرَ الخُطُوبَ فَلَمْ / بيهِ مِنْ بَأُسِهَا وَلَمْ يَهِنِ
بَسْطَةُ اللهِ فِي الثَّرَاءِ لَهُ / أَجْمَلَتْ شُكْرَهَا يَدَا فَمِنِ
لاَ كَمَنْ فِي الجَمِيلِ مَرْتَعُهُ / وَكَأَنَّ الجَمِيلَ لَمْ يَكُنِ
أَوْسَعَ البِرَّ فِي مَعَاهِدِهِ / مِنَحاً لَمْ يُشَبْن بِالمِنَنِ
مَأْثُرَاتٌ جَلَّتْ وَضَاعَفَهَا / أَنَّهَا مِنْ دَقَائِقِ الفِطَنِ
لَبْسَ مِنْ مِصْرَ وَاسْمُهُ عَلَمٌ / فِي القُرى النَّائْيَاتِ وَالمُدُنِ
بَيْنَ مَنْ أَكْرَمَتْ وِفَادَتَهُمْ / مَنْ رَعَى العَهْدَ كَالفَقِيدِ مَنِ
ألوْ حَذَوْا حَذْوَهُ لَطَابَ لَهُمْ / وِرْدُهُمْ صَفياً مِنَ الإحَنِ
مَنْ أحَبَّ الإحْسَانَ لَمْ يُرِهِ / دَهْرُهُ غَيْرَ وَجْهِهِ الحَسَنِ
أَيْن مِنْ جًودِ بَاذِلٍ وَهُدَى / رَأيِهِ شُحُّ بَاخِلٍ أفِنِ
حُظْوَةٌ لِلغَنِيِّ أُوتِيَ أنْ / يُقْرِضَ اللهَ وَهْوَ عَنْهُ غَنِي
لَيْسَ وَقْعُ النَّدَى عَلَى زَعَرٍ / مِثْلَ وَقْعِ النَّدَى عَلَى دِمَنِ
يَا أمِيراً لَنَا العَزَاءُ بِهِ / عَنْ أَعَزَ الأَحْياءِ إنْ يَحِنِ
ولَكَ فِي كُلِّ حَالَةٍ عَرَضَتْ / سُنَّةٌ مِنْ طَرَائِفِ السُّنَنِ
مِنَنٌ لاَ تَنِي تتَابِعُهَا / قَدْ مَلأَتَ الأَيَّامَ بِالمِنَنِ
يَوْمُ هَذَا التَّأْبِينِ مَفْخَرَةٌ / فَلْيُثِبْكَ القَدِيرُ وَليَصُنِ
كَانَ أسْمَى مَعْنًى وَألْطَفُهُ / مَا بِهذَا الحَشْدِ المَهِيبِ عُنِي
أَهْلُ ثَغْرِ الإسكَنْدَرِيْةِ فِي / كُلِّ فَتْحٍ طَليعَةُ الوَطنِ
مَثَّلُوا الشَّعْبَ فِي الوَدَاعِ لِمَنْ / بِالأُمُورِ الَّتِي عَنَتْهُ عَنِي
أيُّ حَفْلٍ بَدَا الصَّنِيعُ بِهِ / وَالوَفَاءُ البَدِيعُ فِي قَرَنِ
حَسْبُ رُوحِ الفَقِيدِ مَا لَقيَتْ / مِنْ ثَنَاءِ القُلُوبِ وَاللُّسُنِ
إنَّهُ كَانَ للِعُلَى سَكَناً / فَبَكَتْ شَجْوَهَا عَلَى السَّكَنِ
هَلْ تُعَزِّيكِ يَا عَقِيلَتَهُ / أُمَّةٌ شَارَكَتْكِ فِي الحَزَنِ
عَلَّ أَشْجَانَهَا مُلَطِّفَةٌ / بَرْحَ مَا ذُقْتِهِ مِنَ الشَّجَنِ
كُنْتِ مِعْوَانَةَ الأَبَرِّ وَمَا / بَرَّ زَوْجاً كَالزَّوْجِ إنْ تُعِنِ
فَإِذَا مَا بَقِيَتِ سَالِمَةً / فَكَأَنَّ الفَقِيدَ لَمْ يَبِنِ
حَسْرَةٌ أيُّ أنْ تَبِينِي
حَسْرَةٌ أيُّ أنْ تَبِينِي / وَأَرَانِي فِي مَوْقِفِ التَّأْبِينِ
آهِ مِنْ هَذِهِ الْحَيَاةِ وَمِنْ سُخْرِيَةِ / النُّبْلِ وَالصِّفَاتِ الْعُيُونِ
رَبَّةَ الْقَصْرِ بِتِّ فِي ظُلْمَةِ الْقَبْرِ / رَهِيناً بِهِ وَأيُّ رَهِينِ
لاَ تُجِيبِينَ أَدْمُعِي سَائِلاتٍ / وَعَزِيزٌ عَلَىَّ ألاَّ تُبِيِني
أفَمَا تَسْمَعِينَ إِنْشَادِيَ الشِّعْرَ / وَكُنْتِ الطَّرُوبَ إنْ تَسْمَعيني
يَا مِثَالَ الْكَمَالِ فِي حْرَّةِ الطَّبْ / عِ وَفِي دُرَّةِ الْجَمَالِ المَصُونِ
يَجْتَلِي مَنْ يَرَاكِ لُطْفَ ابتِسامٍ / صَانَهُ الثَّغْرُ صَوْنَ مَالِ الضَّسِينِ
مَا ابْتِسَامُ الْهِلاَلِ فِي الشَّكِّ أجْلَى / مِنْهُ نُوراً بِأعْيُنِ المُسْتَبِينِ
فِعْلُهُ فِي الْجُفُونِ كَالمِرْوَدِ الشَّا / فِي وَقَدْ مَرَّ نَاعِماً فِي الْجُفُونِ
أيُّ زَوْجٍ وَفَتْ وَفَاءَكَ أيَّا / مَ التَّلاَقِي وَبَعْدَهَا لِلْقَرِينِ
وَأعَزَّبْ ذِكْرَاهُ مَيْتاً بِمَا لَمْ / يُرْوَ عَنْ أيِّمٍ وَلاَ عنْ خَدِينِ
أيُّ بَرَّتْ كَبِرِّكِ كَبِرِّكِ بِابْنُ / جَعَلَتْهُ المِثَالَ بَيْنَ الْبنِينِ
وَرَعَتْهُ فَحَل مِنْ ذُرْوَةِ العَلْيَاءِ / فِي ذلِكَ المَحَلِّ الأمِينِ
وَجَلَتْ فِي بَنَاتِهَا من حِلاَهَا / خَيْرَ مَا رَاعَ فِي النُّهَى وَالْعُيُونِ
وَأَرَيْتِ المُرْتَابَ فِي كُلِّ أُنْثَى / أَيْنَ مَهْوَى الْشُّكُوكِ دُونَ الْيقِينِ
إنَّ مِنْهُنَّ كَالمَلائِكِ أَطْهَا / راً نَقَايَا بِرَغْمِ كُلِّ ظَنُوِنِ
نَابِهَاتِ النُفُوسِ إنْ هُذِّبْ / نَ يُحِطْنَ الْحجَى بِخُلْقٍ حَصِينِ
قَادِرَاتٍ عَلَى مُكَافَحَةِ الدَّهْ / رِ بِعَزْمٍ ثَبْتٍ وَحِلْمٍ رَصِينِ
أيُّ قَوْمٍ هَانَ النِّسَاءُ عَلَيْهِمْ / وَنَجَوْا فِي بِلاَدِهِمْ من هُونِ
فُجِعَتْ مِصْرَ فِي فَرِيدَةِ عِقْدٍ / أيْنَ مِنهَا الْفَرِيدُ فِي التَّثْمِينِ
كُلُّ أفْعَالِهَا صَرِيحٌ سِوَى / إعْطَائِهَا لِلْيَتِيمِ وَالمِسْكِينِ
كُلُّ أفكَارِهَا بَدِيعٌ وَلاَ يُصْطَادُ / إلاَّ كَاللُّؤْلُؤِ المَكْنُونِ
فَلْتَفُزْ بِالرِّضَى من الله وَلْتَغْنَمْ بِهِا / الخُلْدَ فِي قَرَارٍ مَكِينِ
وَلْيَكُنْ فِي الأَسَى العَمِيمِ عَلَيْهَا / هَيْرُ سَلْوَى لِكُلِّ قَلْبٍ حَزِينِ
رَبَّةَ النُّبْلِ وَالجَمَالِ المَصُونِ
رَبَّةَ النُّبْلِ وَالجَمَالِ المَصُونِ / هَلْ يَنَالُ الشُّمُوسَ ريْبَ المَنُونِ
كُنْتِ شَمْساً تَنْبَتُّ آياتُهَا مِنْ / مِصْرَ بِالنُّصْحِ وَالبَلاغِ المُبِينِ
أَسَفاً يَا فَرِيدَةً فِي نِسَاء الشَّ / رْقِ بِالفَضْلِ وَالحِجَى أَنْ تَبِينِي
أَسَفاً أَنْ خَلاَ ذَرَاكِ فَمَا مِنْ / رَادَةِ الرَّأْيِ غَيْرُ بَاكٍ حَزِينِ
عُدْتُ مِنْ طِيَّتِي وَهَذَا هُوَ الصَّرْ / حُ كَعَهْدِي فِي خَالِيَاتِ السِّنِينِ
لَهْفَ نَفْسِي أَرَى المَكَانَ وَلَكِنْ / أَيْنَ أَمْسَى مِنْهُ مَكَانُ القَطِينِ
كَبُرَتْ حَسْرَةُ الأَبَاعِدِ إِذْ بِنْ / تِ فَمَا حَسْرَةُ القَرِيبِ المَدِينِ
لَكِ فَضْلٌ عَلَيَّ مِنْ بَدْءٍ أَمْرِيْ / لَيْسَ عِنْدِي مَا عِشْتُ بِالمَمْنُونِ
آلُ تَقْلا لَقَدْ مَحَضْتُهُمُ الوُدَّ / وَإِنَّ الوَفَاءَ فِي الوُدِّ دِينِي
خَيْرُ عَهْدِ الصِّبَا تَقَضَّى لَدَيْهِمْ / وَإِلَيْهِمْ فِي كُلِّ آنٍ حَنِينِي
صَحِبَتْنِي مِنَ الشَّبَابِ أَيَادِي / هِمْ وَظَلَّتْ تُظِلُّنِي وَتَقِينِي
وَلِكُلٍّ مِنْهُمْ هَوًى فِي فُؤَادِي / وَاشِجَاتٌ أَسْبَابُهُ بِالوَتِينِ
أَيْنَ ذَاكَ العَهْدُ الجَمِيلُ تَقَضَّى / غَيْرَ مُبْقٍ سِوَ شَجىً وَشُجُونِ
ذَاكَ عَهْدُ أَظْمَأَتْهُ سَحَابٌ / نَضَّرَتْ ذِكْرَهُ سَحَابُ شُؤُونِي
رَوَّعَ الشَّرْقَ مَنْ نَعَى خَيْرَ رَبَّا / تِ النُّهَى فِيهِ وَالصِّفَاتِ الْعُيُونِ
غَادَةٌ غَامَرَتْ صِعَاباً وَلَكِنْ / نَزَّهَتْهَا العَلْيَاءُ عَنْ كُلِّ دُونِ
وَأَحَلَّ الوَقَارُ أَدْنَى مَعَانِي / هَا مَحَلَّ السَّمَاءِ فَوْقَ الظُّنُونِ
خَلْقُهَا حَالِياً وَمُحَلًّى / وَخَلا حُسْنُهَا مِنَ التَّحْسِينِ
إِيهِ يَا قُرَّةَ النَوَاظِرِ كَمْ وَدَّتْ / جُفُونٌ لَوْ بِتِّ طِيِّ الجُفُونِ
لَمْ تكُونِي سِوَى شَمَائِلَ مِنْ عُلْ / وٍ تَرَاءَتْ فِي شِبْهِ مَاءٍ وَطِينِ
وَسِوَى غَايَةٍ مِنَ الأُنْسِ فِي رَمْ / زٍ مِنَ الحُسْنِ آذِنٍ أَنْ تَكُونِي
كُلُّ مَا فِيكِ فَاتِنٌ وَتَعَالَيْ / تِ كَثِيراً عَنْ دَاعِياتِ الفُتُونِ
لَكِ فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْ تُقَى النَّفْ / سِ الحَافِظِ الرَّشِيدِ الأَمِينِ
عِشْتِ فِي كُلِّ حَالَةٍ عَيْشَ صِدْقٍ / لَمْ تُريبِي فِي حَالَةٍ أَوْ تَمِينِي
لَمْ يَخْنْكِ الوَفَاءُ طَرْفَةَ عَيْنٍ / وَأَبَى المَجْدُ وَالعُلَى أَنْ تَخُونِي
لَكِ قِسْطٌ مِنَ المَعَارِفِ مَوْفُو / رٌ وَقِسْطٌ مِنْ رَاقِيَاتِ الفُنُونِ
تُحْسِنِينَ اللُّغَاتِ شَتَّى كِثَاراً / مَعَ لُطْفِ البَيَانِ وَالتَّبْيِينِ
وَتَرَيْنَ العُلُومَ أَنْفَعَ مَا يُقْ / نَى وَأَسْنَى حُلَى الغَوَانِي العِينِ
وَتَرَيْنَ الفُنُونَ أُنْساً وَسَلْوَى / وَغِنىً عَنْ خَدينَةٍ وَخَدينِ
تَضْبِطِينَ الشُّعُورَ فِي كُلِّ آنٍ / ضَبْطَ مُسْتَأْثِرٍ بِكَنْزٍ دَفِينِ
فَإِذَا مَا شَجَاكِ يَوْماً سَمَاعٌ / فَبِإِذْنٍ مِنَ الضَّمِيرِ الرَّصِينِ
كُنْتِ أَمْضَى مِنَ الرِّجَالِ وَقَدْ زَا / وَلْتِ أَعْمَالَهُمْ بِعَزْمٍ مَتِينِ
فَجَعَلْتِ الأَهْرَامَ تَلْقَاءَ صَرْفِ الدَّهْ / رِ فِي القَرَارِ المَكِينِ
وَأَدَرْتِ الشُّؤُونَ أَحْسَنَ مَا / كَانَ خَبِيرٌ إِدَارَةً للشُّؤُونِ
لَمْ تَبُتِّي الذِّمَامَ أَخْفَرَهُ المَوْ / تُ وَلَمْ تَصْرِمِي حِبَالَ القَرِينِ
وَعَلَى خَيْرِ مَا تَمَنَّاهُ نَشَّأْ / تِ لِخَيْرِ الآبَاءِ خَيْرَ البَنِينِ
آخِذاً بِالجَمِيلِ فِي كُلِّ شَأْنٍ / صَانِعاً لِلْجَمِيلِ فِي كُلِّ حِينِ
بَادِيَ البَأْسِ مَا اسْتَثَارَ / د لَيْثِ العَرِينِ شِبْلَ العَرِينِ
لا يُبَالِي نَصِيحَ سُوءٍ وَلا يَلْ / وِي بِزِينَاتِ رَأْيهِ المَأْفُونِ
لا وَلا يَأْتَلِي عَنِ الجُهْدِ فِي خِدْ / مَةِ مِصْرٍ وَحَقِّهَا المَغْبُونِ
بَيْنَمَا قَلْبُهُ يَرِقُّ مِنَ الرَّحْمَ / ةِ لِلْمُسْتَضَامِ وَالمُسْتَكِينِ
إِذْ يُرَى قَاسِياً عَلَى المُسْتَبِدِّي / نَ فَمَا فِيهِ مَوْضِعٌ لِلِّينِ
لَكِ فِي نَهْضَةِ النِّسَاءِ مِسَاعٍ / حَرَّكَتْ فُضْلَيَاتِهَا مِنْ سُكُونِ
وَعَلَى ثَابِتٍ مِنَ شَادَتْ / مَجْدَهُّنَّ الجَديدَ فِي تَمْكِينِ
كُلُّ قَوْلٍ زَكَّاهُ فِعْلٌ شَرِيفٌ / وَتَجَافَاهُ كُلُّ فِعْلٍ مَهِينِ
ذَاكَ قَصْدُ السَّبِيلِ لَمْ تَغْفِلِي فِي / هِ حُقُوقَ الدُّنْيَا وَلا فَرْضَ دِينِ
إِنْ تَبِينِي فَفِي النُّهَى لَكِ تَاجٌ / خَالِدُ النُّورِ فَوْقَ أَنْقَى جَبِينِ
طُفْتُ وَالصُّبْحُ طَالِباً فِي الجَنَانِ
طُفْتُ وَالصُّبْحُ طَالِباً فِي الجَنَانِ / سَلْوَةً مِنْ نَوَاصِبِ الأَشْجَانِ
فَنفَى حُسْنُهَا الأَسَى عَنْ ضَمِيرِي / وَجَلاَ نَاظِرِي وَسَرَّ جنَانِي
زَنْبَقٌ نَاصِعُ البَيَاضِ نَقِيٌّ / تَرْتَوِي مِنْ بَيَاضِهِ العَيْنَانِ
وَجُفُونٌ مِنْ نَرْجِسٍ دَاخَلَتْهَا / صُفْرَةُ الدَّاءِ فِي مَحَاجِرِ عَانِي
وَوُرُودٌ كَأَنَّهَا مَلِكَاتٌ / بَرَزَتْ فِي غَلائِلِ الأُرْجُوَانِ
وَأَفَانِين مِنْ شَقِيقِ وَمِنْ فُلِّ / وَمِنْ مُضْعِفٍ وَمِنْ رَيْحَانِ
كُلُّ ضَرْبٍ شَبِيهُ سِرْبٍ جَمِيعٍ / مُفْرَدٍ عَنْ لِدَاتهِ فِي مَكَانِ
طَالَ فِيهَا تَأَمُّلِي وَكَأَنَّي / كُنْتُ مِنْهَا فِي رَوْضِ عِين حِسَانِ
فَتَوَخيْتُ مُشْبِهاً لأَلِيسٍ / بَيْنَهَا فِي صِفَاتِهَا وَالمَعَانِي
فَإِذَا الْبَاهِرُ النَّقِيُّ مِنَ الزِّ / نْبَقِ مِرْآهُ حُسْنِهَا الْفَتَّانِ
رَسْمُهَا فِي سَنَائِهَا وَسَنَاهَا / وَصَدى لاسْمِهَا أَوِ اسْمٌ ثَانِي
فِيهِ مِنْهَا الْبَهَاءُ وَالْقَامَةْ الْهَيْ / فَاءُ وَاللَّوْنُ صُورَةُ الوِجْدَانِ
وَالْعَبِيرُ الَّذِي يُحَدِّثُ عَمَّا / فِي الضَّمِيرِ الأَخْفَى بِأَذْكَى بَيَانِ
وَالشُّعَاعٌُ الَّذِي بِهِ يُرِي البَغْيَ زُهْراً / وَيُرِيهَا آزَاهِراً فِي آنِ
فَهْيَ فِي الرَّوْضِ وَالنُّجُومِ قَوَاصٍ / وَهْيَ فِي الأَوْجِ وَالنُّجُومُ دَوَانِي
تَتَراءى السَّمَاءُ وَالأَرْضُ كُلٌّ / فِي سِوَاهَا وَتَلْتَقِي الْجَنَتَّانِ
إِنَّمَا النَّرْجِسُ ابْتِسَامَةُ فَجْرٍ / أَلْطَفَتْ نَسْجَهَا يَدُ الرَّحْمَنِ
قَامَ فِي حُلَّةِ الْبَيَاضِ فَكَانَتْ / ثَوْبَ رُوحٍ لا ثَوْبَ جِسْمٍ فَانِي
وَاسْتَزَادَ الْحِلَى سِوَاهَا فَجَاءَتْ / حَيْثُ زَادَتْ عَلائِمُ النُّقْصَانِ
هَكَذَا سِرُّ كُلِّ حَيٍّ نَرَاهُ / خَلَلَ الشَّكْلِ بَادِياً لِلْعَيَانِ
فَنَرَى أَنْفُسَ الْحِسَانِ حِسَاناً / حَيْثُمَا هُنَّ عَنْ حُلِيٍّ غَوَانِي
وَنَرَى أَنْفُسَ الأَزَاهِرِ غُرّاً / إِذْ نَرَاهَا الأَلْوَانِ
رَوَّعَتْنِي ذِكْرَى الخَسَارَةِ لَمَّا
رَوَّعَتْنِي ذِكْرَى الخَسَارَةِ لَمَّا / نَبَّأُونِي بِهَا فَبُتُّ حَزِينَا
فَقَدْ أَلْفٍ وَنِصْفِ أَلفٍ نِضَاراً / جَلَّ بَيْنَ الخُطُوبِ عَنْ أَنْ يَهُونَا
كَانَ حَقَّ الزَّمَانِ إِعْطَاءَكَ الآلافِ / لا الأَخْذِ مِنْكَ شَلَّ يَمِينَا
أَوْ لَسْتَ الَّذِي لَهُ كُلَّ يَوْمٍ / حَسَنَاتٌ نَعُدُّهَا بِالمِئِينَا
أَوْ لَسْتَ الَّذِي عَلَى غَدَرَاتِ الصَّحْبِ / يَبْقَى الأخَ الأَمِينَا
إِنَّمَا الدَّهْرُ حَرْبُ كُلِّ كَرِيمٍ / وَنَبِيلٍ فَمَا يَزَالُ خَؤُونَا
قَدْ تَوَلَّى رِفَاقُنَا وَبَقِينَا
قَدْ تَوَلَّى رِفَاقُنَا وَبَقِينَا / يَعْلَمُ الله بَعْدَهُمْ مَا لَقِينَا
هَلْ مِنْ الصَّابِ فِي كُؤُوسِكَ سُؤْرٌ / قَدْ سُقِينَا يَا دَهْرُ حَتَّى رَوِينَا
أَوَدَاعٌ يَتْلُو وَدَاعاً وَتَأْبِي / نٌ عَلَى الإِثْرِ مُعْقِبٌ تَأْبِينَا
أَيُّهَا الشَّاعِرُ الَّذِي كَانَ حِيناً / يَتَغَنَّى وَكَانَ يَنْحَبُ حِيناً
حَطِّمِ العُودَ إِنْ كَرَّ اللَّيَالِي / لَمْ يُغَادِرْ فِي العُودِ إِلاَّ الأَنِينَا
أَنْ يُلِمَّ الرَّدَى بِمَيَّ غَدَاةً / يَا لَقَوْمِي بِأَيِّ خَطْبٍ دُهِينَا
طَالِعُ السَّعْدِ هَلْ تَحَوَّلَ نَوْءاً / يَبْعَثُ الرِّيحَ وَالسَّحَابَ الهَتُونَا
فَإِذَا مَا أَقَرَّ أَمسٍ عُيُوناً / قَرَّحَ اليَوْمَ بِالدُّمُوعِ العُيُونَا
نِعْمَةٌ مَا سَخَا بِهَا الدَّهْرُ حَتَّى / آبَ كَالعَهْدِ سَالِباً وَضَنِينَا
أَيُّ هَذَا الثَّرَى ظَفِرْتَ بِحُسْنٍ / كَانَ بِالطُّهْرِ وَالعَفَافِ مَصُونَا
لَهْفَ نَفْسِي عَلَى حِجىً عَبْقَرِيٍّ / كَانَ ذُخْراً فَصَارَ كَنْزاً دَفِينَا
إِيهِ يَا مَي أَسْرَفَ اليُتْمُ تَبْرِي / حاً بِرُوحٍ كَانَ الوَفِيَّ الحَنُونَا
فَقْدُكِ الوَالِدَيْنِ حَالاً فَحَالاً / جَعَلَ البِيضَ مِنَ لَيَالِيكِ جُونَا
وَرَمَى أَصْغَرَيْكَ رَامِي الكَبِيرَيْ / نِ فَذَاقَا قَبْلَ المَنُونِ المَنُونَا
أَقْفَرَ البَيْتُ أَيْنَ نَادِيكِ يَا مَيُّ / إِلَيْهِ الوُفُودُ يَخْتَلِفُونَا
صَفْوَةُ المَشْرِقَيْنِ نُبْلاً وَفَضْلاً / فِي ذَرَاكَ الرَّحِيبِ يَعْتَمِرُونَا
فَتُسَاقُ البُحُوثُ فِيهِ ضَرُوياً / وَيُدَارُ الحَدِيثُ فِيهِ شَجُونَا
وَتُصِيبُ القُلُوبُ وَهِيَ غِرَاثُ / مِنْ ثِمَارِ العُقُولِ مَا يَشْتَهِينَا
فِي مَجَالِ الأَقْلامِ آلَ إِلَيْكِ السَّ / بْقُ فِي المُنْشِئَاتِ وَالمُنْشِئينَا
أَيْنَ ذَاكَ البَيَانُ يَأْخُذُ بِالأَلْبَ / ابِ فِيمَا تَجْلِينَ أَوْ تَصِفِينَا
فِي لُغَاتٍ شَتَّى وَفِي لُغَةِ الضَّ / ادِ تُجِندِينَ صَوْغَ مَا تَكْتُبِينَا
أَدَبٌ قَدْ جَمَعْتَ فِيهِ عُلُوماً / يُخْطِيءُ الظَّنُّ عَدَّهَا وَفُنُونَا
وَتَصَرَّفْتِ فِيهِ نَظْماً وَنَثْراً / بِاقْتِدَارٍ تَصَرُّفَ المُلْهَمِينَا
تَبْتَغِينَ الصَّلاحَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ / وَتُعَانِينَ شِقْوَةَ المُصْلِحِينَا
وَحْيُ قَلْبٍ يَفِيضُ بِالحُبِّ لِلخَيْ / رِ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يَهْتَدُونَا
وَيَوَدُّ الحَيَاةَ عِزّاً وَجُهْداً / لا يَوَدُّ الحَيَاةَ خَسْفاً وَلِينَا
فَهْوَ آناً يَبُثُ بَثّاً رَفِيقاً / يَمْلأُ النَّفْسَ رَحْمَةً وَحَنِينَا
وَهْوَ آناً يَثُورُ ثَوْرَةَ حُزّ / عَاصِفاً عَصْفَةً تَدُكُّ الحُصُونَا
يَنْصُرُ الْعَقْلَ يَكْشِفُ الجَهْلَ يُوحِي ال / عَدْلَ يرْعَى الضَّعِيفَ وَالمِسْكِينَا
أَيْنَ ذَاكَ الصَّوْتُ الَّذِي يَمْلِكً الأَسْ / مَاعَ فِي كُلِّ مَوْقِفٍ تَقِفِينَا
فُجِعَ الشَّرْقُ فِي خَطِيبَتِهِ الفُصْحَ / ى وَمَا كَانَ خَطْبُهَا لِيَهُونَا
أَبْلَغُ النَّاطِقَاتِ بِالضَّادِ عَبَّتْ / بَعْدَ أَنْ أَدَّتِ البَلاغَ المُبِينَا
أَطْرَبَتْهُ وَهَذَّبَتْهُ وَحَثَّتْ / هُ عَلَى الصَّالِحَاتِ دُنْيَا وَدِينَا
بِكَلاَمٍ حَوَى الطَّرِيفَيْنِ تَنْغِ / يماً كَمَا يُسْتَحَبُّ أَوْ تَلوِينَا
قَدَّرَتْهُ لَفْظاً وَلَحْظاً وَإِيمَا / ءً بِمَا وَدَّتِ المُنَى أَنْ يَكُونَا
ذَاكَ فِي العَيْشِ مَا شُغِلْتَ بِهِ وَال / غِيدُ تَلْهُو وَأَنْتَ لا تَلْهِينَا
لَمْ تَرُومِي إِلاَّ الجَلِيلَ وَجَانَبْ / تِ الأَبَاطِيلَ وَاتَّقَيْتِ الفُتُونَا
وَجَعَلْتِ التَّحْصِيلَ دَأْباً وَآتَيْ / تِ جَنَاهُ فَطَابَ لِلمُجَتَبِينَا
فَعَلَيْكِ السَّلامُ ذِكْرَاكِ تَحْيَى / وَبِرَغْمِ البِعَادِ لا تَبْعِدِينَا
لاتِّحَادِ النِّسَاءِ فِي مِصْرَ فَضْلٌ / أَكْبَرَ النَّاسُ مِنْهُ مَا يَشْهَدُونَا
قَدَّمَ اليَوْمَ فِي الوَفَاءِ مِثَالاً / مِنْ مَسَاعِيهِ بِالثَّنَاءِ قَمِينَا
فَهْوَ يَرْعَى بِهِ لِمِيَّ حُقُوقاً / وَهْوَ يَقْضِي عَنْ البِلادِ دُيُونَا
يَا هُدَى أَنْتِ رَحْمَةٌ وَهُدىً لِلشَّ / رْقِ فَأَبْقَى لَهُ وَأَفْنِي السِّنِينَا
لَحِقَ اليَوْمَ بِالرِّفَاقِ أَمِينُ
لَحِقَ اليَوْمَ بِالرِّفَاقِ أَمِينُ / كَيْفَ يَسْلُو هَذَا الفُؤَادُ الحَزِينُ
يَا أَلِيفِي مِنَ الصِّبَا هَلْ تَلَتْ أَفْ / رَاحَنَا الذَّاهِبَاتِ إِلاَّ الشُّجُونُ
أَيْنَ جَوْلاتُنَا وَأَيْنَ الدُّعَابَا / تُ وَأَيْنَ الهَوَى وَأَيْنَ الفُتونُ
أَيْنَ تِلْكَ الآمَالُ غِبَّ الدِّرَاسَا / تِ وَفِيهَا الحِجَى وَفِيهَا الجُنُونُ
رَامَ كُلٌّ مِنَّا مَرَاماً مِنَ العَيْ / شِ إِذَا شَطَّ قَرَّبَتْهُ الظنُونُ
لَسْتُ أَنْسَى وَقَدْ أُجِيزَ لَكَ الطبُّ / وَزَانَتْ لَكَ المُنَى مَا تَزِينُ
يَوْمَ وَافَيْتَنِي وَتُوشِكُ أَنْ تَبْ / دُوَ فِي وَجْهِكَ النَّضِيرِ غُصُونُ
مَا الَّذِي جَدَّ يَا أَمِينُ لَقَدْ أَزْ / مَعْتَ أَمْراً مِرَاسُهُ لا يَهُونُ
قُلْتَ هَذَا بَتِّي سَأَلحَقُ بِالجَيْ / شِ فَإِمَّا العُلَى وَإِمَّا المَنُونُ
قَلْتُ يَا صَاحِبِي أَتَقْحَمُ بِيداً / تَتَلَظَّى وَالحَرْبُ فِيهَا زَبُونُ
قَلْتُ إِنِّي خُلِقْتُ لِلسَّعْي فِي الأَرْ / ضِ وَمَا بِي إِلَى السُّكُونِ سُكُونُ
وَنَهَجْتَ النَّهْجَ الَّذِي اخْتَرْتَ لا تَثْ / نِيكَ عَنْهُ أَخْطَارُهُ وَالدُّجُونُ
فَتَمَنْطَقْتَ بِالسِّلاحِ وَلَكِنْ / لا لِمَا تَطْبَعُ السِّلاحَ القُيُونُ
رُحْتَ تَأْسُو جَرْحَى وَتَشْفِي مِرَاساً / تَتَرَامَى الرُّبى بِهِمْ وَالحُزُونُ
وَتُوقِّيهِمُ الرَّدَى وَتُرِيهِمْ / مُعْجِزَاتِ الإِنْقَاذِ كَيْفَ تَكُونُ
بَعْدَ حَرْبِ السُّودَانِ وَالعَوْدِ مِنْهُ / جَدَّ شَانٌ هَانَتْ لَدَيْهِ الشُّؤُونُ
جَلْجَلَتْ دَعْوَةُ العُرُوبَةِ فَاهْتَ / زَّ لَهَا مَنْ بِهِ إِلَيْهَا حَنِينُ
وَتَنَادَى حُمَاتُهَا وَتَلاقَى / فِي السَّرَايَا مِنْ بِالوَفَاءِ يَدِينُ
فَشَدَدْتَ الرِّحَالَ فِي نُضْرَةِ القَوْ / مِ وَقَدْ عَزَّ فِي الجِهَادِ المُعِينُ
وَقَضْيتَ الأَعْوَامَ فِي نُقَلٍ تَقْ / سُو تَصَارِيفُهَا وَآناً تَلِينُ
ذُقْتَ أَحْدَاثَهَا تُمِرُّ وَتَحْلُو / فِي ظُرُوفٍ حَدِيثُهُنَّ شجُونُ
فَبَلَغْتَ المُنَى العَصِيَّةَ بِالعَزْ / مِ وَذُو العَزْمِ بِالنَّجَاحِ قَمِينُ
وَأَثَابَتْ بَغْدَادُ مَسْعَاكَ إِذْ بِ / تَّ وَفِيهَا لَكَ المَكَانُ المكينُ
مَا تَوَطَّنْتَ نَاعِمَ البَالِ حَتَّى / كَادَ كَيْداً لَكَ الزَّمَانُ الخَؤُونُ
نَزَلَتْ عِلَّةٌ بِجِسْمِكَ لَمْ يَقْ / وَ عَلَيْهَا وَهْوَ البِنَاءُ المَتِينُ
فَوَهَى الهيكَلُ المَنِيعُ وَلَكِنْ / سَلِمَ الجَوْهَرُ الرَّفِيعُ الحَصِينُ
فَتَفَرَّغْتَ لِلتَّآلِيفِ يُمْلِي / هَا ضَمِيرٌ حَيٌّ وَذِهْنٌ رَصِينُ
أَيْنَ شُغْلُ الدِّيوَانِ مِمَّا أَفَادَ الشَّ / رْقَ ذَاكَ التَّحْبِيرُ وَالتَّدْوِينُ
كَمْ كِتَابٍ أَبَحْتَ فِيهِ كُنُوزاً / كَانَ فِي الغَيْبِ ذُخْرُهَا المَكْنُونُ
تِلْكَ لِلضَّادِ ثَرْوَةٌ نُشِرَتْ فِي / هَا عُلُومٌ مَطْوِيَّةٌ وَفُنُونُ
يَا بَنِي مِصْرَ يَا بَنِي العُرْبِ إِنَّ العَ / هْدَ دَينٌ وَالحِفْظُ لِلعَهْدِ دِينُ
أَلفَرِيقُ المِقْدَامُ وَالعَامِلُ العَا / ملُ وَالكَاتِبُ الأَدِيبُ المُبِينُ
هَلْ تُوَفِّيهِ حَقَّهُ مَرْثِيَاتٌ / أَوْ يُوَفِّيهِ حَقَّهُ تَأْبِينُ
بَانَ عَنْ مَوْقِعِ اللِّحَاظِ مُحَيَّا / هُ وَلَكِنَّ نُورَهُ لا يَبِينُ
فَلْيُخَلَّدْ فِي قَلْبِ كُلِّ شَكُورٍ / ذَلِكَ الصَّادِقُ الوَفِيُّ الأَمِينُ
يَا صَدِيقاً فُجِعْتَ فِيهِ وَإِنِّي / لَمْ أَخَلْ أَنَّهُ وَشِيكاً يَؤُونُ
إِنَّ قَبْراً تُزَارُ فِيهِ لَرَوْضٌ / قَدْ كَسَاهُ الرَّيْحَانُ وَالنِّسْرِينُ
فَإذَا أَخْطَأَ السَّحَابُ ثَرَاهُ / نَضَّرَتْهُ بِمَا سَقَتْهُ العُيُونُ
يَا شِقيقَ الفقِيدِ صَبْراً عَلَى رُزْ / ئيْك فَهْوَ الشَّقِيقُ وَهْوَ الخَدِينُ
لا يَرُدُّ القَضَاءَ حُزْنُ جَزْوعٍ / كُلُّ مَنْ عَاشَ بِالقَضَاءِ رَهِينُ
لِي مَلِيكٌ أُحِبُّهُ
لِي مَلِيكٌ أُحِبُّهُ / وَهْوَ بِالكَاشِحِ افْتَنَنْ
جَدِّي العَاثِرُ ابْتَلا / نِي مِنْهُ بِسُوءِ ظَنّْ
خَالَ عِيَّ اللِّسَانِ ضَنّاً / أَعْيَّ اللِّسَانِ ضَنّْ
فَابْتَغَى لِي عُقُوبَةً / بِنْتُ فَنِّ مِنَ ابْنِ فَنّْ
أَمْرُكَ الأَمْرُ يَا مَلِيكِي / وَلَكِنْ رَفَعْتَ مَنْ
لَكَ يَا يُوسُفُ العَزِيزُ مِثَالٌ
لَكَ يَا يُوسُفُ العَزِيزُ مِثَالٌ / هُوَ رَمْزٌ لِلنُّبْلِ فِي كُلِّ عَينِ
مِنْ جَمَالِ الشَّبَابِ المُحيَّا / وَجلِ المَشِيبِ تَاجِ اللُّجَينِ
مَنْ عَذِيِرِي وَالدَّمْعُ جَارٍ سَخِينُ
مَنْ عَذِيِرِي وَالدَّمْعُ جَارٍ سَخِينُ / إِنَّ جُرْحَ النَّوَى لَجُرْحٌ ثَخِينُ
فَقَدْ خَيْرِ الصِّحَابِ أَوْدَى بِصَبْرِي / وَأَرَانِي التَّبْرِيحَ كيْفَ يَكُونُ
يَا حَبِيباً عَلَيْهِ فُؤَادِي / وَفُؤَادِي بِمَنْ يُحِبُّ ضَنِينُ
كيْفَ فَارَقْتَهُ وَلَمْ يَتَفَطَّرْ / جَزَعاً ذَلِكَ المُصَابُ الحَزِينُ
لا وَحَقِّ الَّذِي أَمَاتَكَ تَحْيَا / وَلَكَ الحُبُّ فِيهِ وَالتَّمْكِينُ
وَيَرَى صَحْبُكَ الأُولَى بِنْتَ عَنْهُمْ / رُوحَكَ الحَيَّ فِي حِلىً لا تَبينُ
إِنَّ بِالشَّرْقِ بَعْدَ سَرْكِيسَ شَجْواً / شَرقَتْ بِالدِّمَاءِ مِنْهُ الجُفُونُ
فَلَّ مِنْ غَرْبِ مِصْرَ أَنْ يَتَوَلَّى / خِلُّهَا البَرُّ وَالوَلِيُّ الأَمِينُ
دَمِيَتْ مُهْجَةُ الشَّآمِ وَسَالَتْ / بِالصَّفَا فِي لُبْنَانَ مِنْهُ العُيُونُ
لِمُرِيدِي سَرْكِيسَ فِي آخِرَ المَعْ / مُورِ نَوْحٌ مُرَدَّدُ وَأَنِينُ
كُلُّ قُطْرٍ لِلْعُرْبِ فِيهِ مَقَامٌ / أَوْ مَقَالٌ لَهُ بِهِ تَأْبِينُ
وَبِأَغْلَى فَريدِهِ وَحِلاهُ / جَادَ فِي مَدْحِهِ اللِّسَانُ المُبِينُ
ذَاكَ حَقٌّ لَهُ عَلَى نَاطِقِي الضَّا / دِ وَمَنْ بِالوَفَاءِ مِنْهُمْ يَدِينُ
عَجَبٌ أَنْ خَبَا الشِّهَابُ وَأَنْ أَعْ / قَبَ ذَاكَ الحَرَاكِ هَذَا السُّكُونُ
كَانَ مِلْءَ الحَيَاةِ فَهْيَ وَقَدْ وَلَّ / ى فَرَاغٌ تُحَسُّ فِيهِ المَنُونُ
أَوْقَعَ الذُّعْرَ حَيْنُهُ فِي نُفُوسٍ / خِلْنَ مَنْ ذَاكَ عَزْمُهُ لا يَحِينُ
يَا فَخَارَ البَيَانِ مَاذَا دَهَاهُ / فَهُوَ اليَوْمَ خَاشِعٌ مُسْتَكِينُ
يَتَلَقَّى الخُطُوبَ غَيْرَ أَبِيٍّ / وَعَلَى نَفْسِهِ يَكَادُ يَهُونُ
كيْفَ يَنْسَى سِنِينَ أَعْزَزْتَ فِيهَا / شَأْنَهُ فَوْقَ مَا تُعِزُّ الشُّؤونُ
إِذْ أَثَرْتَ الحَرْبَ العَوَانَ عَلَى البَغْ / يِ وَكُلُّ لَهُ عَلَيْكَ مُعِينُ
فَتَرَامَى بَحْراً وَبَرّاً بِكَ النَّفْ / يُ وَورَاتْكَ بِالحِجَابِ السُّجُونُ
وَبَلَوْتَ الشَّقَاءَ مِنْ كُلِّ لَوْنٍ / مَا بِهِ رَحْمَةٌ وَمَا بِكَ لِينُ
شَدَّ فِي السِّيرَةِ الَّتِي سِرْتَ مَا عَا / نَيْتَ مِمَّا تَرْتَاعُ مِنْهُ الظُّنُونُ
مِحَنٌ تَنْسِفُ العَزَائِمَ فِي الأبْ / طَالِ نَسْفاً لَوْ أَنَّهُنَّ حُصُونُ
إِنَّمَا صَانَكَ الثَّبَاتُ عَلَى رَأْ / يٍ تُفَدِّيهِ وَالثَّبَاتُ يَصُونُ
وَصَحِيحُ اليَقِينِ لَوْ صَلَى النَّا / ر عَذَاباً مَا اعْتَلَّ مِنْهُ اليَقِينُ
ذَاكَ دَرْسٌ أَلْفَيْتَهُ وَسيَبْقَى / عِظَةَ النَّاسِ مَا تَمُرُّ القُرُونُ
كَمْ فَتىً فِيكَ يَا حَمِيدَ السَّجَايَا / فَقَدْ البَأْسُ وَالنَّدَى وَالدِّينُ
كُنْتَ شَمْلاً مِنَ الصِّفَاتِ جَمِيعاً / فَتَوَلَّتْ تِلْكَ الصَّفَاتُ العُيُونُ
فَقَدْ الفَاقِدُونَ حُرّاً صَرِيحاً / مَا لَهُ فِي طِبَاعِهِ تَلْوِينُ
وَخَدِيناً عَلَى اخْتِلافِ اللَّيَالِي / لا يُجَارِيهِ فِي الوَلاءِ خَدِينُ
وَصَدِيقاً فِي وُدِّهِ لا يُدَاجِي / وَصَدُوقاً بِعَهْدِهِ لا يَمِينُ
وَنَدِيماً حَدِيثُهُ طُرَفٌ لا / تَتَنَاهَى أَلْطَافُهَا وَشُجُونُ
يُورِدُ النَّادِرَاتِ أَظْرَفَ إِي / رَادٍ وَيَعْدُو أَخَفَهُنَّ المُجُونُ
وَأَدِيباً إذَا تَقَضَّتْ فُنُونٌ / مِنْ إِجَادَاتِهِ تَلْتَهَا فُنُونُ
يُؤْثِرُ السَّهْلَ فِي الكَلامِ وَلِلْ / جَزْلِ مَتَى تَدْعُهُ البَلاغَةُ حِينُ
تَطْفِرُ البَادِرَاتُ مِنْ نَبْعِهِ العَذْ / بِ وَفِي المُسْتَقَرِّ فِكْرٌ رَصِينُ
ظَاهِرُ القَوْلِ قَدْ يُرَى نَزِقاً وَالرَّ / أْيُ فِي غَوْرِهِ البَعِيدِ رَزِينُ
هُوَ لِلنَّاظِرِينَ نُورٌ مُبِينٌ / وَهُوَ لِلوَارِدِينَ مَاءٌ مَعِينُ
مَا تَرَانِي مُعِدِّداً مِنْ صِفَاتٍ / كُلُّهَا يُكْرِمُ الفَتَى وَيَزِينُ
كَانَ سَركِيسُ فِي الصَّحَافَةِ إِنْ قَا / مَتْ صِعَابٌ يَرُوضُهَا فَتَهُونُ
كُلَّ يَوْمٍ يَأْتِي بِسِحْرٍ حَلالٍ / قَدْ حَلا فِيهِ لِلْعُقُولِ الفُتُونُ
فَهَوَى إِذْ هَوَى شِهَابٌ مُنِيرٌ / مِنْ بَنِيهَا وَانْهَدَّ رُكْنٌ رَكِينُ
ضَمَّ مِنْ شَمْلِهِمْ أَسَاهُمْ عَلَيْهِ / وَإِلَى الرُّشْدِ يَرْجِعُ المَحْزُونُ
فَلْنحَيِّ النِّقَابَةَ اليَوْمَ قَامَتْ / وَلَهَا عِنْدَ قَبْرِهِ تَكْوِينُ
كَانَ سَركِيسُ عَالِيَ النَّفْسِ لا يَشْ / كُو وَيُشْكِي مَا اسْطَاعَ مَنْ يَسْتَعِينُ
كَانَ سَركِيسُ يَمْنَحُ العُذْرَ إِلاَّ / مَنْ أَتَى بَاغِياً أُمُوراً تَشِينُ
كَانَ إِنْ تَدْعُهُ المُرُوءةُ لَبَّ / اهَا وَمَسْعَاهُ بِالنَّجَاحِ ضَمِينُ
كَانَ سَمْحاً يَجْنِي القَلِيلَ وَلَكِنْ / فِيهِ فَضْلٌ يُصِيبُهُ المِسْكِينُ
لا يُبَالِي شُحَّ السَّحَابِ عَلَيْهِ / وَعَلَى غَيرِهِ السَّحَابُ هَتُونُ
كَانَ فِي أَهْلِهِ وَهُمْ خَيْرُ أَهْلٍ / نِعْمَ رَبُّ الحِمَى القَرِينُ
لَهُمُ مِنْ هُدَاهُ نَجْمٌ مُضِيءٌ / وَلَهُمْ مِنْ نَدَاهُ كَنْزُ ثَمِينُ
عَادَ حُبُّ البَنِينَ فِي ذَلِكَ المُرْ / شِدِ لِلْعَالَمِينَ وَهْوَ جُنُونُ
إِنْ تَوَارَوْا فِي دَارِةِ الدَّارِ عَنْهُ / جَدَّ شَوْقٌ بِهِ وَلَجَّ حَنِينُ
أَيُّ عَذْبِ الخِطَابِ حُلْوِ المَعَانِي / رُزْئَتْهُ أَسْمَاعُهُمْ وَالعُيُونُ
كيْفَ يَسْلُونَهُ وَفِي كُلِّ أُفْقٍ / لِحَدِيثٍ عَنْهُ صَدى وَرَنِينُ
إِيهِ سَرْكِيسُ إِنْ بَكَيْنَا فَإِنْ البَ / اقِيَ الحُزْنُ وَالسُّرُورُ الظَّعِينُ
لا عَلَى الذَّاهِبِينَ لَكِنْ عَلَيْنَا / حِينَ يَمْضُونَ تَسْتَدِرُّ الشُّؤُونُ
مِصْرُ قَامَتْ كُنْتَ بِالرُّوحِ تَفْتَدِيهَا وَمَا / مَنْ يَفْتَدِيهَا بِرُوحِهِ مَغْبُونُ
لَمْ يَضِعْ رَاحِلٌ وَفِي نَفْسِ كُلٍّ / مِنْ بَنِيهَا لَهُ قَرَارٌ مَكِينُ
مَرَّ فِي بَالِنَا فَأَحْيَانَا
مَرَّ فِي بَالِنَا فَأَحْيَانَا / كيْفَ لَوْ زَارَنَا وَحَيَّانَا
رَشَأٌ وَالنِّفَارُ شِيمَتُهُ / لا لِشَيءٍ يَصُدُّ أَحْيَانَا
قَدْ سَلا عَهْدَهُ وَنَحْنُ عَلَى / عَهْدِنَا لا يُطِيقُ سُلْوَانَا
نَحْنُ أَهْلَ الهَوَى وَنُضَامُ وَلا / نَسْأَلُ العَدْلَ مَنْ تَوَلاَّنَا
آمِرَاتُ العُيُونِ تَأْمُرُنَا / وَنَوَاهِي الخُصُورِ تَنْهَانَا
يَعْذُبُ الطَّعْنُ فِي جَوَانِحِنَا / إِذْ تَكُونُ القُدُودُ مُرَّانَا
وَنُبِيحُ السُّيُوفَ أَكْبُدَنَا / إِذْ تَكُونُ الجُفُونُ أَجْفَانَا
مَا لنا غَيْرُ تِلْكَ رَائِعَةٌ / فِي زَمَانِ العَزِيزِ مَوْلانَا
فِي زَمَانٍ بِهِ غَدَتْ / رَوْضَ أَمْنٍ أَغَنَّ رَيَّانَا
أَمْرُهَا فِي يَدِ الرَّشِيدِ هُدىً / وَابْنِ عَبْدِ العَزِيزِ إِحْسَانَا
مَلِكٌ سَابِقُ المُلوكِ إذَا / كَانَتْ المَحْمَدَاتُ مَيْدَانَا
مَالِيءٌ مِنْ جَمِيلِ قُدْوَتِهِ / كُلَّ قَلْبٍ رِضىً وَإِيمَانَا
يُبْصِرُ الغَيْبَ مِنْ فَرَاسَتِهِ / وَيُعِيدُ العَصِيَّ قَدْ دَانَا
آيَةُ الحِلْمِ فِي سِياسَتِهِ / أَنْ يَرُدَّ المُسِيَّ مِعْوَانَا
كُلُّ شَأْنٍ لِلدَّهْرِ جَازَ بِهِ / زَادَهُ فِي عَلائِهِ شَانَا
يَقَعُ الخَطْبُ قَاسِياً فَإذَا / مَا تَوَلَّى مِرَاسَهُ لانَا
مَنْ كَعَبَّاسِ فِي تَفَرُّدِهِ / عَزَّ نَصْراً وَجَلَّ سُلْطَانَا
عَيَّدَتْ مِصْرُ عِيدَهُ فَجَلَتْ / صُوَراً لِلسُّعُودِ أَلوَانَا
وَتَلا الثَّغْرُ تِلْوَهَا فَعَدَا / شَأْوَهَا بَهْجَةً وَإِتْقَانَا
سَطَعَتْ فِي الدُّجَى زَوَاهِرُهُ / تَتَرَاءى فِي اليَمِّ غُرَّانَا
فَإذَا بَحْرُهُ وَشَاطِئُهُ / جِسْمُ نُورٍ أَغَارَ كِيوَانَا
أَهْلَ إِسْكَنْدَرِيَّةٍ شَرَفاً / هَكَذَا البِرُّ أَوْ فَلا كَانَا
قَدْ عَهِدْتُ الخُلُوصَ شِيمَتَكُمْ / وَكَعَهْدِي شَهِدْتُهُ الآنَا
رَاعَنِي صِدْقُهُ فَخُيِّلَ لِي / أَنَّ عَيْنَ العَزِيزِ تَرْعَانَا
كُلَّمَا مَرَّتِ السِّنُونُ بِكُمْ / زِدْتُمُونَا عَلَيْهِ بُرْهَانَا
إِنَّ شَعْباً هَذِي حَمِيَّتُهُ / لَمْ يَضِعْ حَقُّهُ وَلا هَانَا
دَامَ عَبَّاسٌ لِلْحِمَى أَسداً / وَلِعَيْنِ الزَّمَانِ إِنْسَانَا
وَلْيَدُمْ ذَلِكَ الْوَلاءُ فَكَمْ / صَانَ مُلْكاً وَسَرَّ أَوْطَانَا
هُوَ يَوْمٌ أَغَرُّ مُبْتَسِمٌ
هُوَ يَوْمٌ أَغَرُّ مُبْتَسِمٌ / عَنْ وُجُوهٍ بِالبِشْرِ غُرَّانِ
رَضِيَ المَجْدُ أَنْ تُزَفَّ بِهِ / بِنْتُ تُومَا إِلَى ابْنِ زَيْدَانِ
وَرْدَةٌ خَيْرُ وَرْدَةٍ نَبَتَتْ / نَبْتَ حُسْنٍ فِي خَيْرِ بُسْتَانِ
ذَات وجْهٍ يَبْدُو الذَّكَاءُ بِهِ / وَقَوَامٍ كَنَاعِمِ الْبَانِ
بِنْتُ ذَاكَ الَّذِي مَفَاخِرُهُ / خَلَّدَتْ ذِكْرَهُ لأَزْمَانِ
كَانَ مِلْءَ العُيُونِ مَحْمَدَةً / فَهْوَ حَيٌّ بِكُلِّ إِنْسَانِ
وَ إِمِيلُ زَيْنُ الشَّبَابِ إِذَا / مَا ازْدَهَى مَوْطِنٌ بِشُبَّانِ
جَامِعُ النُّبْل وَالنُّبُوغِ إِلَى / فَضْلِ عِلْمٍ وَحُسْنِ تِبْيَانِ
نَجْلُ ذَاكَ الَّذِي فَضَائِلُهُ / أَنْزَلَتْهُ فِي أَوْجِ كِيوَانِ
أَرَّخَ الشَّرْقَ فَهْوَ عَالِمُهُ / وَهْوَ مُعْطِيهِ عُمْرَهُ الثَّانِي
هَكَذَا يَحْسُنُ القِرَانُ وَقَدْ / وَازَنَتْهُ العُلَى بِمِيزَانِ
يَا عَرُوسَانِ تَمَّ سَعْدُكُمَا / لا يُشَبْ تِمُّهُ بِنُقْصَانِ
هَهُنَا مِنْ بَنِي المُدَوَّرِ ثَاوٍ
هَهُنَا مِنْ بَنِي المُدَوَّرِ ثَاوٍ / كَانَ وَجْهُ الدُّنْيَا وَحُسْنَ الدِّينْ
لِلْمُبَرَّاتِ جَنَّةٌ أَرَّخُوهَا / فِي ذُرَاهَا خُلُودُ قِسْطَنْطِينْ
يَا ابْنَ لُبْنَانَ عُدْ إِلَى لُبْنَانِ
يَا ابْنَ لُبْنَانَ عُدْ إِلَى لُبْنَانِ / نَازِلاً مِنْهُ فِي أَعَزِّ مَكَانِ
مِصْرُ تُهْدِي إِلَيْهِ مضنْ هُوَ أَهْدَا / هُ إِلَيْهَا تَهَادِيَ الخُلْصَانِ
لَيْسَ بِدْعاً وَفِي القُلُوبِ صَفَاءٌ / مَا يُرَى مِنْ تَقَارُضِ الجِيْرَانِ
سَاءَ هِجْرَانُكَ الرِّفَاقَ وَلَكِنْ / لَيْسَ بَيْنَ القُطْرَيْنِ مِنْ هِجْرَانِ
وَطَنٌ وَاحِدٌ وَتَجْمَعُهُ الضَّا / دُ لِمَغْزًى فِي لَفْظَةِ الأَوْطَانِ
فَتَيَمَّمْ تِلْكَ الرُّبَى وَالقَ مَنْ نَمْ / حَضُهُمْ وُدَّنَا مِنَ الإِخْوَانِ
وَاسْتَزِدْهُمْ مَا تُسْتَزَادُ قُوَاهُمْ / مِنْ تَبَارٍ فِي حُبِّهَا وَتَفَانِ
لا يَكُنْ بَيْنَكُمْ لِخِدْمَتِهَا غَيْ / رُ الوَفِيِّ السَّمَيْذَعِ المِعْوَانِ
فَزِعَتْ أُمَّةٌ إِلَيْكِ فَنُبَ عَنْ / هَا وَقَرِّبْ لَهَا بَعِيدَ الأَمَانِي
وَابْتَغِ الخَيْرَ مَا اسْتَطَعْتَ سَبِيلاً / وَاحْمِ ذَاكَ الحِمَى مِنَ العُدْوَانِ
وَتَوَخَّ الرَّأْيَ السَّدِيدَ عَلَى مَا / دُونَ تَسْدِيدِهِ الضْمِيرُ يُعَانِي
ذَاكَ حَوْضٌ فِدَاهُ كُلُّ نَفِيسٍ / فَافْدِهِ بِالفُؤَادِ قَبْلَ اللِّسَانِ
كَافِحِ الخَصْمَ دُونَهُ وَادْرَأِ البَا / طِلَ عَنْهُ بِقُوَّةِ البُرْهَانِ
رُبَّ قَوْلٍ يُصَاغُ مِنْ ذَوْبِ قَلْبٍ / صَهَرَتْهُ حَرَارَةُ الإِيمانِ
لَسْتُ أُوصِيكَ كيْفَ يُوصَى حَكِيمٌ / وَلَهُ دَانَ ذَانِكَ الأَصْغَرَانِ
يَا طَبِيبَ الأَبْدَانِ تَهْنِيءُ أَرْ / شَدْتَ أَوْ عِدْتَ صِحَّةُ الأَبْدَانِ
يَا خَطِيباً يُقَوِّمُ الدَّهْرَ مْنْآ / داً وَيَثْنِي شَكِيمَةَ الحِدْثَانِ
يَا أَدِيباً إِلَى النُّفُوسِ يُؤَدِّي / بِأَرَقِّ الأَلفَاظِ أَخْفَى المَعَانِي
يَا صَدِيقاً حِرْمَانُ أَصْحَابِهِ الأُنْ / سَ بِلُقْيَاهِ غَايَةُ الحِرْمَانِ
كَانَ لِلنَّأْيِ فِي النُّفُوسِ انْقِبَاضٌ / بَسَطَتْهُ يَدٌ لِهَذَا الزَّمَانِ
كُلُّ قَاصٍ دَنَا بِمَا أَبْدَعَ العِ / لْمُ إِلَى أَنْ تَلامَسَ القُطْبَانِ
وَاسْتَطَاعَ النَّاؤُونَ بَيْنَهُمَا أَنْ / يَتَلاقَوْا تَلاقِي الأَجْفَانِ
أُلغِيَ البُعْدُ فِي المَسَافَةِ إِلاَّ / مِنْ جَنَانٍ وَقَدْ نَبَا بِجَنَانِ
سِرْ تُسَايِركَ لِلْعِنَايَةِ عَيْنٌ / مُلِئَتْ مِنْ رِعَايَةِ وَحَنَانِ
فَإذَا مَا أَتَيْتَ بَيْرُوتَ وَاسْتَشْ / رَفْتَ آيَاتِ حُسْنِهَا الفَتَّانِ
فِي جِنَانٍ لَعَلَّهَا الصُّورَةُ الصُّغْ / رَى تَرَاءَتْ لِخَالِدَاتِ الجِنَانِ
فَتَفَقَّدَ سَفْحاً فَخُوراً تَوَارَى / تَحْتَ حَانٍ مِنْ سَرْحِهِ شَاعِرَانِ
لاحِقٌ بَعْدَ سَابِقٍ وَهُمَا فِي السِّ / نِّ تِرْبَانِ وَالحِجَى نِدَّانِ
كَابَدَا فِي الحَيَاةِ مَا كَابَدَِاهُ / وَاسْتَقَرَّا يُدْنِيهِمَا الرَّمْسَانِ
حَيِّ إِليَاسَ حَيِّ طَنْيُوسَ حَيْثُ ال / أَلمِعيَّانِ فِي الثَّرَى جَارَانِ
وَابْتَعِثْ خَافِقَيْهِمَا مِنْ سُكُونٍ / بَعْدَ صَوتٍ دَوَّى بِهِ الخَافِقَانِ
ثُمَّ رَوِّحْهُمَا بِنَافِحَةٍ مِنْ / رَوْضِ مِصْرَ زَكِيَّةِ الأَرْدَانِ
قُلْ وَحَقِّ الوَفَاءِ لَسْنَا بِسَالِ / يْنَ وَمَا وَحْشَةٌ سِوَى السُّلْوَانِ
فَاسْمَعَا مِنْ حَدِيثِنَا عَنْ / كُمَا رَجْعاً بِهِ فِي نوَاكُمَا تَأْنَسَانِ
شَدَّ مَا نَحْنُ وَاجِدُونَ مِنَ التَّبْ / رِيحِ هَلْ مِثْلَ وَجْدِنَا تَجِدَانِ
أَبِقَلْبَيْكُمَا مِنَ الشَّوْقِ بَاقٍ / فَاشْفِيَاهُ بِدَمْعِنَا الهَتَّانِ
يَا نِقُولا عِشْ لِلْفَصَاحَةِ وَالشِّعْ / رِ وَلِلْعِلْمِ وَالحِجَى وَالبَيَانِ
لا حُرِمْنَا أَنْوَارَ مِرْقَمِكَ الهَا / دِي وَأَنْغَامَ صَوْتِكَ الرَّنَّانِ
يَفْسَحُ الرَّاحِلُونَ لِلْقَادِمِينَا
يَفْسَحُ الرَّاحِلُونَ لِلْقَادِمِينَا / أَحْسَنَ اللهُ حَظَّكُمْ يَا بَنِينَا
إِحْفَظُوا غَيْبَنَا وَأَغْضُوا عَنِ التَّقْ / صِيرِ مِنَّا فِي شَوْطِنَا وَاسْبَقُونَا
نَحْنُ لَمْ نَخْتِرِعْ جَدِيدَ المَعَانِي / وَغَلَوْنَا فِي لَفْظِهَا تَحْسِينَا
فَتَحَ الفَنُّ كُلَّ بَابٍ حَدِيثٍ / وَعَلَى عَهْدِهِ العَتِيقِ بَقِينَا
فَخُذُوا أَنْتُمُ مِنَ العِلْمِ مَا أعْ / طَى وَقُولُوا الطَّرِيفَ قَوْلاً مُبِينَا
لُغَةُ الضَّادِ لا تَضَنُّ عَلَيْكُمْ / إِنْ جَدَدْتُمْ بِكُلِّ مَا تَبْتَغُونَا
كُلَّ يَوْمٍ يُصِيبُ فِي مَنْجَمٍ مِنْ / هَا الأَدِيبُ الأَريبُ كَنْزاً دَفِينَا
أَخَذَ الغَرْبُ مِنْ مَغَاوِصِنَا الدُّرَّ / وَفِي صَوْغِهِ أَجَادَ الفُنُونَا
وَهْوَ يَأْبَى الجُمُودَ يَوْماً فَمَا لِلشَّرْ / قِ لا يَسْأَمُ الجُمُودَ قُرُونَا
فَكِّرُوا فَكِّرُوا مَلِيّاً مَلِيّاً / وَاسْتَقِلُّوا بِوَحْيِكُمْ رَاشِدِينَا
وَاسْتَمِدُّوا هُدَى سَجِيَّتِكُمْ وَاتَّ / خِذُوهَا لَكُمْ نَصِيحاً أَمِينَا
فَإِذَا مَا أَنْشَأْتُمُ فَاخْلُقُوا خَلْ / قاً تَكُونُوا حَقِيقَةً مُنْشِئينَا
ذَاكَ ذَاكَ التَّجْدِيدُ لا فِعْلُ مَنْ يَمْ / كُثُ فِي مَعْقِلِ القَدِيمِ سَجِينَا
لا وَلا خَلْطُ مَنْ إِلَى الفَضْلِ يَعْزُو / خَلْطُهُ بِالفَصَاحَةِ التَّهْجِينَا
أَيُّهَا الشَّاعِرُ الفَتَى عِشْ وَزِدْنَا / مُبْدَعَاتٍ عَلَى تَوَالِي السِّنِينَا
وَليَكُنْ فَوْزُكَ العَتِيدُ لِمَا يَتْ / لُو مِنَ الفَوْزِ طَالِعاً مَيْمُونَا
أَحْمِسُ الأَوَّلُ ابْتِدَاءٌ جَمِيلٌ / أَطْرَبَ السَّامِعِينَ وَالنَّاظِرِينَا
سُقْتَ فِيهِ طَرْدَ الرُّعَاةِ مَسَاقاً / زَادَ جِيدَ البَيَانِ عِقْداً ثَمِينَا
وَبَعَثْتَ الأَشْخَاصَ بَعْثاً عَجِيباً / وَسَبَكْتَ الأَغْرَاضَ سَبكاً رَصِينَا
وَأَمْطْتَ الحِجَابَ عَن أَيِّ سِرٍّ / كَانَ فِي مُهْجَةِ الفَخَارِ مَصُونَا
بَيْنَ نَثْرٍ لا عَيْبَ فِيهِ وَشِعْرٍ / مِثْلَ مَا تَشْتَهِي المُنَى أَنْ يَكُونَا
كَلِمٌ مِنْ تَخَطُّفِ البَرْقِ يَسْبِقْ / نَ إِلَى مَوْقِعِ الجَمَالِ الظُّنُونَا
أَسَالِيبُ فِي الرِّوَايَةِ يُحْدِثْ / نَ سُرُوراً وَقَدْ أَسَلْنَ الشُّؤُونَا
وَحِوَارٌ يُبَلِّغُ العِظَةَ المُثْ / لَى مِنَ الأَوَّلِينَ لِلآخِرِينَا
وَخِتَامٌ تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُ / بِعَبِيرٍ أَضَاعَهُ الدَّهْرُ حِينَا
قَدْ شَمِمْنَا لِحُبِّ طِيبَةَ فِيهِ / نَفْحَ طِيبٍ أَذْكَى الحَمِيَّةِ فِينَا
إِنْ تَكُنْ هَذِهِ رِوَايَتُكَ الأُو / لَى فَمَا الظَّنُّ بِاللَّوَاتِي يَلِينَا
يَا أَدِيباً إِلَيْهِ كُلُّ أَدِيبٍ
يَا أَدِيباً إِلَيْهِ كُلُّ أَدِيبٍ / رَاجِعٌ يَوْمَ حُجَّةٍ وَبَيَانِ
قِيلَ لِي إِنَّ فِي دِنَانِكَ خَمْراً / عُتِّقَتْ مُنْذُ حُقْبَةٍ فِي الدِّنَانِ
خَلُصَتْ مِنْ دَمٍ وَرُدَّتْ لِمَاءٍ / ثُمَّ أَضْحَتْ رُوحاً بِفِعْلِ الزَّمَانِ
عَرَقُ الذُّوقِ آيَةُ الذَّوقِ فِيمَا / وَصَفوُهُ وَغَايَةُ الإِتْقَانِ
فَإِذَا كَانَ مِنْهُ عِنْدَكَ فَضْلٌ / فَابْذُلِ الفَضْلَ وَاغْتَنِمْ شُكْرَانِي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025