القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ناصِيف اليازجي الكل
المجموع : 2
لِمَنِ الدَّمعَ بعدَ هذا تَصوُنُ
لِمَنِ الدَّمعَ بعدَ هذا تَصوُنُ / وعلامَ الصبرُ الجميلُ يكونُ
كلُّ حُزنٍ بحَسْبِ كلِّ فقيدٍ / وبحَسْبِ الأحزان يبكي الحزِينُ
وبحسبِ البلاءِ صبرٌ بهِ القلْ / بُ على حَمْل ما بهِ يستعينُ
يُخلَقُ النَّاسُ للشَّقاءِ فما أسْ / عَدَ من لم يُخْلقْ فذاك أمينُ
طالما جَدَّتِ الرّجالُ على الدُّن / يا فغارَت ضِحْكاً عليهِ المَنُونُ
قد أعدّتْ لدهرِها وهْيَ لا تطْ / معُ في يومها فبئِسَ الجُنونُ
كلُّ حَيٍّ يرجو الحياةَ ولو في ال / موتِ وهماً فماتَ وهْوَ ضنينُ
قد أطالت فينا الظُنونُ الأمانيْ / يَ وعندَ القضاءِ صحَّ اليقينُ
عِلّةُ الموتِ لا تُداوى ولا تَح / مِي الرُّقَى منهُ والقنا والحُصونُ
ولَعلّ الدواءَ منهُ سَقامٌ / ولَعلَّ الفِرارَ منهُ كمينُ
ما تُرَى من حِماهُ شَرْبةُ ماءٍ / يَتّقي مَن قَضاهُ كافٌ ونُونُ
حيلةٌ أعيتِ الأنامَ فمات ال / شيخُ عجزاً كما يموتُ الجنينُ
نشتكي شِدّةَ الحياةِ ولا نر / ضى كما لا يرضى الخَلاصَ السجينُ
كلُّنا في الحياةِ يطلبُ أرضاً / شاكَلَتهُ فنحنُ ماءٌ وطينُ
أيها العمرُ طُلْ أوِ اقصُرْ فإني / للمنايا مهما أطلتَ رَهينُ
كلُّ أمرٍ لا بُدَّ منهُ أراهُ / كان قبلاً فلم أخَفْ إذ يكونُ
راحةُ المرءِ تركُ دُنياهُ طَوعاً / فَهْوَ كُرْهاً لتركها سَيَدينُ
خَبّرينا يا أرضُ كيفَ سُلَيما / نُ وعادٌ وأينَ تلكَ القُرونُ
كنتِ مِلكاً لهم فصاروا تُراباً / منكِ ملْكاً لنا بهِ نستهينُ
إِلْفُ هذِي الحياةِ جَدّدَ في الأن / فُسِ أُنساً بها فطالَ الحنينُ
وأنِسْنا بعضاً ببعضٍ فكانت / وَحْشةٌ في القلوبِ حين نَبِينُ
أيها الرَّاحلُ الذي زادُهُ التق / وَى إلى اللهِ والعَفافُ هَجينُ
أنتَ في التُرْب قد دُفِنتَ ولكن / لكَ طيَّ القُلوبِ شخصٌ دفينُ
إن تكن نمتَ نومةَ الدهرِ فالنو / مُ علينا قد حرَّمتهُ الجُفُونُ
ولئن كُنتَ قد بَليتَ فلا يَب / لَى اشتياقٌ ولا تَرِثُّ شُجونُ
يا لكَ اللهُ هل سمعتَ نُواحاً / في الليالي لهُ الصَفاةُ تَلينُ
إن يكن لم تُصب ثَراكَ الغوادي / كُلَّ يومٍ فقد سقَتْهُ العُيونُ
كنتَ لا تُخلِفُ الرَّجاءَ كريماً / وكريماً خابت لَدَيكَ الظنونُ
نحنُ نَبغي لكَ الحياةَ فهل تَر / ضى بدُونٍ وكيفَ يُرضِيكَ دُونُ
كنت في الأرض زاهداً مطمئناً / لم تَبِعْ دارَها وأنتَ غبينُ
لا يُبالي بأُرجُوانٍ وخَزٍّ / من كَسَاهُ عقلٌ وعِرضٌ ودِينُ
قد جمعتَ الدَّارَينِ هذِهْ تولَّت / ها بنانُ اليُسرَى وتلكَ اليمينُ
ومِنَ الناسِ جاهلٌ وحكيمٌ / ومِنَ الدارِ ناصحٌ وخَؤونُ
كيفَ هذي الدُّنيا وهذا الزَّمانُ
كيفَ هذي الدُّنيا وهذا الزَّمانُ / كلَّ يومٍ يُقالُ ماتَ فُلانُ
يَجذِبُ البعضُ بعضنا فبأيدي / كلِّ مَيْتٍ لكلِّ حيٍّ عِنانُ
إِنَّما دارُنا التي نحنُ فيها / دارُ حربٍ فليس فيها أمانُ
إن نزلنا أرضاً فنحنُ غُبارٌ / أو شَبَبْنا ناراً فنحنُ دخانُ
لم نَزَلْ بين فُرقةٍ واجتماعٍ / كلَّ يومٍ للهِ في الخَلْقِ شانُ
غَرَبَ النَّيِّرانِ في الشَّرقِ عنَّا / فاستمَّرتْ في الظُّلمةِ الأجفانُ
فجعةٌ أكمَدَ النَّهارَ دُجاها / فتبَاكَى النَّيروزُ والمِهرَجانُ
غَضِبتْ بعدها الخُيولُ على اللج / مِ كما أنكرَ القَناةَ السِّنانُ
وعَلَتْ رَنَّةُ النُّواحِ وسالتْ / دُرَرُ الدَّمعِ بينها المَرْجانُ
أيُّها الرَّاحلانِ عنَّا رُويداً / قد أذابت قلوبَنا الأشجانُ
إن تولاَّكُما البِلَى فلَعمري / ليسَ تَبلَى الهمومُ والأحزانُ
هكذا الحُبُّ في حياةٍ وموتٍ / دامَ فيهِ تألُّفٌ واقتِرانُ
فسلامٌ عليكما كلما هبْ / بَ نسيمٌ وصافحتهُ الجِنانُ
وسقَى ذلكَ الترابَ سحابٌ / يَمطُرُ العَفْوُ مِنهُ والرُّضوانُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025