المجموع : 6
ما لأيامِ ذا الصبا تتفانى
ما لأيامِ ذا الصبا تتفانى / وقديماً عهدتها تتوانى
ذهبت بالصبا سلامٌ عليها / من فؤادٍ بحبها ملآنا
كل ذي حالة سيمنى بأخرى / ويلاقي بعد الزمانِ زمانا
والفتى من إذا تغيرَ حالٌ / لم يقف في وجوهِهِ حيرانا
هذهِ ساعة الحصادِ فمن كا / نَ تعنى أراحهُ ما عانى
والذي يزرعُ التهاونَ في الأش / ياءِ لا يجتنيهِ إلا هوانا
ليس يجدي الإنسانَ أن يأملَ النا / سَ فلاناً من قومهِ وفلانا
فاسعَ في الأرضِ إن عقبانَ هذا / الجوِ لا يرتضينَ منه مكانا
واحذر الناسَ إنما يأمنُ النا / سَ صبيٌ يظنهم صبيانا
واركبِ الجدَ في الأمورِ ولا تجبنْ / إذا فاتَ بعضها أحيانا
إن هذا الوجودَ كالحربِ لا يُكْرَ / مُ في الحربِ من يكون جبانا
نحنُ في هذه المدارس نسعى
نحنُ في هذه المدارس نسعى / لنبرَّ الوالدات والوالدينا
وترانا أوطانُنا خير قومٍ / ففلاحُ الأوطانِ في أيدينا
عن قريبٍ نكونُ فيها رجالاً / ونربي بناتنا والبنينا
فادرأوا الجهلَ بالمعارفِ عنا / واتقوا اللهَ أيها الناسُ فينا
رب هذي يد الضراعةِ والذلِ / فوق عبادكَ المحسنينا
يا إلهي دعاك طفلٌ صغيرٌ / فتقبل يا أكرمَ الأكرمينا
أيُّ ذنبٍ جنيتُ حتى تجنى
أيُّ ذنبٍ جنيتُ حتى تجنى / إنني كدتُ بعدهُ أن أجِنَّا
كلُّ يومٍ أظلُّ أسالُ عنهُ / من أراهُ وليسَ يسألُ عنا
ألفَ البخلَ لا يردُّ سلامي / وتناسى أيامَ كانَ وكنَّا
وأرى كُتْبهُ دوائي على البعدِ / من الشوقِ والجفاءِ فَضَنَّا
لا أرى طيفهُ ولا الدارَ تدنو / فأرهُ ولا الصبابةُ تفنى
أيها الدائمُ التجني علينا / زادكَ اللهُ في تجنيكَ حسنا
ربما مرَّ للمحبِّ زمانٌ / نالَ فيهِ المحبُّ ما قدْ تمنى
قد رأى الناسُ فيهِ قيساً وقِساً / وأرتهمُ عيناكَ ليلى ولبنى
ورميتُ الدُّجى بساهرةِ الليلِ / تفيضُ الدموعَ وجداً وحزنا
فتحتْ جفنها فطارَ كراها / وبكتْهُ فليسَ تغمضُ جفنا
إن تعشْ يرجعِ المنامُ إليها / أو تمتْ بعدها ففي الحبِّ متنا
كنتُ أرجوكَ أن تعينَ على اله
كنتُ أرجوكَ أن تعينَ على اله / مّ إذا أنتَ للهمومِ معينُ
ثمَّ أصبحتَ بالودادِ جواداً / وفتى الجودِ بالودادِ ضنينُ
فإذا كنتَ قد ظننتَ غروراً / إنما أنتَ جوهرٌ مكنونُ
فبهذي الفعالِ والخلقِ السو / ءِ وتبينتَ أن فعلكَ شينُ
لمن الأمرُ غيرهُ سبحانهُ
لمن الأمرُ غيرهُ سبحانهُ / أترى المرءُ دائناً ديانهْ
جرتِ الناسُ في الغرورِ بعيدا / وقضا اللهُ قد جرى جريانهْ
فكأنَّ البسيطَ ميدانُ سبقٍ / رامحاتٍ أفراسهُ فرسانهْ
إن دعا فارسٌ إلى الموتِ قرنا / سبقَ الموتُ نحوهُ أقرانهْ
فلكٌ دائرُ الحوادثِ والنا / سِ يظنونَ وقفةً دورانهْ
باعَ في لأرضِ انفساً بنفوسٍ / فلذا الموتُ ناصبٌ ميزانهْ
ربَّ ذي زينةٍ يميلُ على الأر / ض أرتنا أثوابهُ أكفانهْ
وإذا ما البستانُ أنب / تَ زهراً جعلَ الريحُ قبرهُ بستانهْ
إنما الأرضُ لابنِ آدمَ سجنٌ / وأرى الموتَ عندها سجّانهْ
فمن الجهلِ أن تشيعَ بالحز / نِ سجيناً قد فرّجوا أحزانهْ
فاتّئدْ أحمد فتلكَ سبيلٌ / كلُّ حيٍّ لاقٍ بها إخوانهْ
ما ترى النجمةَ المضيئةَ فجراً / كيفَ أغرى بها الضحى طوفانهْ
إنَّ نفساً أراكَ سلتْ عليها / درة أديت وكانت أمانهْ
صاغها اللهُ كالنسيمِ فلا غر / وإذا ما النسيمُ حلّ جنانهْ
فكلُّ الأمرِ للذي صرّفَ الأمرَ / وأحسن رضا تنل إحسانهْ
إن سخطَ النفوسِ كفرٌ بنعمى / اللهِ فليحرسِ الفتى إيمانهْ
يا حبيباً إذا حننت إليه
يا حبيباً إذا حننت إليه / حن في رقتي عليه حنيني
أنت شخصان في الفؤاد فشخص / عند ظني وآخر في يقيني
واحد كيف شئت أنت وثان / كيفما شئته أنا وظنوني
لا بهذا رحمتني أو بهذا / بل بعقلي عذبتني وجنوني
أملي فيك كالخيال على المرآ / ة كذب مصور للعيون