القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَة المِصْري الكل
المجموع : 16
كيفَ قاسوا قدَّ الحبيب بغصنٍ
كيفَ قاسوا قدَّ الحبيب بغصنٍ / ذاك يجنى وذا على الناسِ يجني
كيفَ حاكوا ألحاظه بحسامٍ / وهي تفري حدّ الحسام بجفن
حبذا عاطر اللمى والثنايا / فاتر المقلتين حلو التجني
كلما هزَّ بالمعاطف ريحاً / قرعت أنمل الصبابة سني
يا خضوعي هلاَّ سوى الحب حتَّى / كان جود الوزير يدفع عني
أبسطُ العالمين بأساً وجوداً / يوم يفني العدَاة أو يوم يغني
والذي راحتاه تسري ليسرٍ / يرتجى نفعها ويمنى ليمن
كلّ يوم له في الفضل معنى / ساحباً ذيله على ألفِ معنِ
وسخاء على العفاة بتبرٍ / في زمانٍ لم يسخَ فيه بتبنِ
إن أردنا الهدى فأنوار شمس / أو أردنا الندى فأنواء مزنِ
أعربت ذكره مباني علاه / فعجبنا لمعرب اللفظ مبني
وثنى للعلى عزائم أضحت / فوق ما يطنب البليغ ويثني
وحمى الملك حين جرَّد فيه / همة تجعل الجبال كعهنِ
فمعاديه في سوآء جحيمٍ / ومواليه في جنَّات عدنِ
يا وزيراً إلى حماه لجأنا / فلجأنا من الخطوب بحصنِ
وحبانا مال الصّلات بكيلٍ / فجلبنا له المديح بوزنِ
حبذا خلعة كعرضك بيضا / ء بها ابيضَّ للعدى كلّ جفنِ
فوق خضراء كالرياض رواءً / جملتها شمائل ذات حسنِ
يا لها من شمائلٍ قائلاتٍ / ليسَ تحتَ الخضراء أكرم مني
لا عدت بابك السعود فإنا / قد وجدناه غاية المتمني
يا بروقاً على ربى يبرين
يا بروقاً على ربى يبرين / أيّ بيض أغمدتَ بين جفوني
نحرت نصلك الكرى فلهذا / سالَ من مقلتي دمٌ من شجوني
وحكت رونق الثغور إلى أن / ضحكت بالبكا ثغور العيون
آه للثغر والفم العذب أمسى / منهما العقل بين ميم وسين
وغرير ما زلت ألقى الهوى في / هِ بدمعٍ وافٍ وصبر خؤون
ما عذولي في حبِّه برشيدٍ / لا ولا رأيُ ناصحِي بأمين
وديارٌ من الأحبَّة أقوت / فصداها لبعدهم كالأنين
درست فهي لا تُبين إلاَّ / بالأسى تستفزُّ قلب الحزين
أو أرى في أراكها ضوء ثغرٍ / كلَّما ضلَّ رسمها يهديني
معهد طالما نعمت وعيشي / مستماح اليدين غير ضنين
بغصونٍ من أرضه كقدودٍ / وقدود من أهله كغصون
وجنان الخلود يفتح منها الل / ثم صدغاً يظلّ كالزرفين
كنت فيها أثرى الأنام من الصب / وة واللهو والصبا والجنون
بين راحٍ من الأباريق مك / يول ولفظ من الغنا موزون
ذاك عيش مضى عزيزاً فلا غرْ / وَ لعينٍ تبكي بماءٍ معين
ووجوه مثل الدنانير قد عا / لجها دهرها بصرف المنون
قد رماني بضرّ أيوب منها / كلّ خدٍّ بصدغهِ ذي النون
ثم زالَ الصبا ومن كانَ يصبي / وشجوني كما علمت شجوني
لستُ أسلو تلك المحاسن حتَّى / يتسلى الندى جلال الدين
ملتقى القصد مرتقى المدح مهوى ال / رفد غيث الولي غيظ القرين
بحر فقه وإن تشأ فابن بحرٍ / في ضروب البيان والتبيين
وخطيب يكفي الخطوبَ بلفظ / يستميل الصخور بالتليين
ساجع يورق المنابر ميساً / فتلذّ الأسجاع فوقَ الغصون
وإمام المحراب يشهد علمٌ / حازهُ أنه إمام الفنون
وسريّ ضاهى الهلال ارْتفاعاً / وضياء بعزمه المستبين
ساور الفرقدين عنه إلى أن / أسلماه وتله للجبين
ضاع مدحٌ يهدى لغير علاه / ضيعة البكر في يد العنين
فعلت راحتاه في كلّ عسرٍ / مثل فعل المضاف في التنوين
كل يوم فتوَّةٌ وفتاوٍ / منقذات الجهول والمسكين
قسماً بالضحى لديه من البش / رِ وبالليلِ من يراعٍ أمين
إنَّ نظم المديح فرضٌ علينا / كلّ يوم لعزمه المسنون
شبه الناس جوده بالغوادِي / كاشْتباه الهلال بالعرجون
هكذا يفخر المحاول فخراً / ليس حسن الوجوه كالتحسين
شرفٌ في تواضعٍ واحْتمال / في اقْتدارٍ وهيبةٌ في سكون
لجأ الفضلُ من علاه لطودٍ / مشمخرٍّ سامي المنال ركين
ويراع قد كانَ مرباه قدماً / في عرينٍ يسقى بغيثٍ هتون
فلهذا في الجودِ حاكَى حبا الغي / ث وحاكى في البأسِ أسد العرين
فيه سحر يبين عنا شكوكاً / أيّ سحرٍ كما رأيت مبين
ووقى كلّ آمرٍ جلب القص / لمغناه غير ما مغبون
من أناسٍ سادوا وشادوا معالي / هم بشدٍّ عند الفعال ولين
مثل بيضٍ من الظّبا رونقاً في / صفحاتٍ وحدّه في متون
ملكوا راية البيان وحلُّوا / عنق الدهر بالكلام الثمين
أيُّها العالم الذي حصَّن الدِّ / ين بأوراقِ كتبه في حصون
أمر الله أن تسود ويزهى / حينك المجتلى على كلّ حين
فابْق سامي المحلّ هامي العطايا / سابق المجد دائم التمكين
واجْتل البكر من ثنائيَ لا تحتا / ج من واصفٍ إلى تزيين
أنت أولى يا بحر علمٍ وبرّ / كل وقت بمثل هذي النون
سلكت راحتاك ما اسْتصعب النا / س من الجودِ والعلى في الحزون
أصل كلّ الأنام ماءٌ ولكن / أنت من رائقٍ وهم من أجون
من عذيري من الطَّلا والأغاني
من عذيري من الطَّلا والأغاني / وليالٍ مرَّت على حلوان
ذهبت بالذي ملكت من الما / ل كأنيَ سبكة في القناني
ونديم يسعى بكأسيهِ مسعى / قمر التّم حوله الفرقدان
أهيف قسمت لواحظه السو / د زكاة الغنى على الغزلان
يتثنى وحليه يتغنى / هل سمعت الحمام في الأغصان
وغوانٍ تغني عن الطيب والح / لي لهذا تسمى الملاح غواني
ضاربات الدفوف في جيشِ لهوٍ / طاعنات الهموم بالعيدان
يا نديميّ في المدام فداءٌ / لكما في المدامة العاذلان
خلقا البيت بالكؤسِ سروراً / واشْرباها صفراء كالزعفران
واسْقياني فإن اشْتكيت داءً / فاسْقياني إن شئتما تشفياني
وإذا ما قتلت بالراح سكراً / فادْفناني في بعض تلكَ الدِّنان
وانْضحا من دمِي عليهِ فقد كا / ن دمِي من نداه لو تعلمان
جدّدا لي عيشاً على السفحِ قدماً / أيّ عيشٍ مضى وأيّ مكان
ذاكَ دهرٌ كأنَّني كنتُ فيه / بين حال الوسنان واليقظان
أحتسي الراح لا بكيلٍ وأعطي / كرماً ذا وذا بلا ميزان
وأعاني العيش الهنيّ وأهنى ال / عيش يا صاح عيشةُ النشوان
مستريحاً من حرفتي أدبي الغ / ضّ وعقلي في مثل هذا الأوان
إثن عني يا دهر نارك إنِّي / لحمى الأحمديّ ثاب عناني
الكبير الذي تُعلم نعمى / كفه الناس سحرَ هذا البيان
قاتل المال بالنوال فما أك / ياس أمواله سوى أكفان
جار حتى ظنَّ الغريب ندى كفّ / يه هزؤاً بالمقتر اللهفان
وتعدى الكرام سبقاً إلى أن / قيل ما ذا في قدرة الإنسان
همَّة جازت السماك وفي عق / ل الأعادِي وحالها دبران
وندًى شبَّ ذكره فنسينا / ما سمعناه عن فتى شيبان
وفخار ما بين عرضٍ عزيزٍ / قد تربت وبين مال مهان
وجواد إذا اجْتبى وحبا الما / ل فقل في السيول من ثهلان
فاطْلب رفده إذا كنت ممَّن / يرتقي كائناً على كيوان
ذاك قدرٌ نائي المكان ولكن / ذاك رفدٌ لطالب الرّفد داني
ومحل سامي السماك إلى أن / حررته كواكب الميزان
شمْ نداه وذهنه الصفو واحْذر / من عوادِي الطوفان والنيران
أيّ ذهنٍ وأيّ برٍّ وحامٍ / كله قد حلا لذوق الجاني
وكلام لو قلد الغيد عقداً / فرَّطت في قلائد العقيان
قسما من طروسه الغرّ بالنو / ر ومن نفس خطها بالدّخان
إنَّها كالظباء في أعين الخل / ق ومثل الشنوف في الآذان
من نظام يعشو له الأعشيان / ونثارٍ يعنو له العبدان
ويراع بكفِّه هو عندي / قصب السبق حازه والرهان
خطه والكلام حلوان لكن / هو يوم الوغى من المرَّان
ما رأينا كريقه يبرئ الس / مّ إذا اهتزَّ وهو كالثعبان
يا جواداً أنشى المدائح معنًى / بنوالٍ يريك معنًى ثاني
ربَّ ليلٍ قد خضته لك بحراً / متعب الحوت واقف السرطان
ونهار كأنما الآل فيه / مرهفٌ في الوغى بكفِّ جبان
واثق الوعد من طرابلس الشا / م بجودٍ حيث التقى البحران
مهدياً من مدائحِي لك عذراً / لها في القريض رفعة شان
لم يحكّ وشيها ابن أبي سل / مى لرب المكارم ابن سنان
لا ولا قال في القريض شقيقاً / لحلاها زياد في النعمان
من حسانٍ لديَّ لم تهد إلاَّ / لفلانٍ من الورى وفلان
فتهنى بها فربَّ كريمٍ / قبلنا عدَّ مثلها في التهاني
وابْقَ حتَّى يبلى الجديدان من طو / لِ نواءٍ ويلتقي الخافقان
ليَ ذكر سارٍ بودك في الخل / قِ فلو لم تجد عليّ كفاني
أيّ شيء يا سيدي يبلغ النا
أيّ شيء يا سيدي يبلغ النا / س ويصطادهم بكلّ مكان
وهو ذو حافرٍ يسير ويسري / كلّ وقت وليس كالحيوان
ملحد لا يزال في شرعة الدِّي / ن وإن كانَ ليس بالإنسان
هنأ الله حسبة بك حلَّت
هنأ الله حسبة بك حلَّت / وسرى برّها لقاصٍ وداني
وتعالت إلى السماءِ إلى أن / نظرت في الذِّراع وفي الميزان
سألتني مثيلة القمرين
سألتني مثيلة القمرين / كيفَ حالي فقلت يا مثل عيني
زمن الليل والنهار تلاه / زمنٌ في اللسان والركبتين
غير أنَّ الدُّعاء والمدح للسلط / ان مني على كلا الحالتين
ذاكَ مرمى وذاكَ رفعاً إلى الل / ه وللملك نصب عين اليدين
ولأقلام صاحب السرّ والأنظ / ار والاحتجاب في الخافقين
من يكن ذا صناعة عرفت أو / زمن خيفٍ لم يضع بين ذين
دامَ رأي العلى متى برّ رأياً / يؤتِهِ الله أجره مرتين
يا ملاذ الأنام هنَّاك الل
يا ملاذ الأنام هنَّاك الل / ه بعيدٍ مبارك ميمون
لا تسلني عن حال عائلتي في / ه فإني من أمرهم في جنون
ليس غيري في البيتِ قطعة لحمٍ / فتفضَّل من قبل أن يأكلوني
سرْ على اليُمن والسعادة يا من
سرْ على اليُمن والسعادة يا من / شيَّد الله في المعالي مكانه
أنت سهمٌ لله ما كانَ يخلى / منه أوطان مصر وهي كنانه
قالَ لي الصّحب ما نباتك يا
قالَ لي الصّحب ما نباتك يا / منتسباً قلت لا تغمُّوني
بوعد محمود إذ أعيش به / علمتُ أني نبات كمُّون
لذْ بشيخِ الشيوخ يوم رجاءٍ
لذْ بشيخِ الشيوخ يوم رجاءٍ / والْتجئْ واهْنأ ميامن منّه
والْقَ منه الصَّفا فما هو ممَّن / يتولى عن مادحيه بركنه
سادتي ما كان أجمع شملي
سادتي ما كان أجمع شملي / فأصاب ذلك الشمل عين
يا لها عين رقيبٍ أصابت / فمتى أبصرها وهي غين
كلّ شهرٍ لنا هلالٌ جديدٌ
كلّ شهرٍ لنا هلالٌ جديدٌ / مبرز للفناء كلّ مصون
يقرأ الناظر المفكّر فيه / فوق طرس السماء نون المنون
قلَّ عوني على الزمان فأصبح
قلَّ عوني على الزمان فأصبح / تُ صبوراً على مراد الزمان
حابس اللفظ واليراع عن النا / سِ فلا من يديَّ ولا من لساني
من معيني على دقيقة خصرٍ
من معيني على دقيقة خصرٍ / فاحْتيالي مضاعفٌ أشجاني
أحسنت كي تزيد في الصدِّ همِّي / فهي مذمومة على الإحسان
هام بالركن هائم
هام بالركن هائم / عدَّلوا فرط حزنه
فعصى كلّ عاذلٍ / وتولَّى بركنه
إن في نائب الشآم اعتباراً
إن في نائب الشآم اعتباراً / للبرايا ما بين عالٍ ودون
كانَ أرغون شاه فاجأ الذب / ح فأمسى شاه بلا أرغون

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025