المجموع : 16
كيفَ قاسوا قدَّ الحبيب بغصنٍ
كيفَ قاسوا قدَّ الحبيب بغصنٍ / ذاك يجنى وذا على الناسِ يجني
كيفَ حاكوا ألحاظه بحسامٍ / وهي تفري حدّ الحسام بجفن
حبذا عاطر اللمى والثنايا / فاتر المقلتين حلو التجني
كلما هزَّ بالمعاطف ريحاً / قرعت أنمل الصبابة سني
يا خضوعي هلاَّ سوى الحب حتَّى / كان جود الوزير يدفع عني
أبسطُ العالمين بأساً وجوداً / يوم يفني العدَاة أو يوم يغني
والذي راحتاه تسري ليسرٍ / يرتجى نفعها ويمنى ليمن
كلّ يوم له في الفضل معنى / ساحباً ذيله على ألفِ معنِ
وسخاء على العفاة بتبرٍ / في زمانٍ لم يسخَ فيه بتبنِ
إن أردنا الهدى فأنوار شمس / أو أردنا الندى فأنواء مزنِ
أعربت ذكره مباني علاه / فعجبنا لمعرب اللفظ مبني
وثنى للعلى عزائم أضحت / فوق ما يطنب البليغ ويثني
وحمى الملك حين جرَّد فيه / همة تجعل الجبال كعهنِ
فمعاديه في سوآء جحيمٍ / ومواليه في جنَّات عدنِ
يا وزيراً إلى حماه لجأنا / فلجأنا من الخطوب بحصنِ
وحبانا مال الصّلات بكيلٍ / فجلبنا له المديح بوزنِ
حبذا خلعة كعرضك بيضا / ء بها ابيضَّ للعدى كلّ جفنِ
فوق خضراء كالرياض رواءً / جملتها شمائل ذات حسنِ
يا لها من شمائلٍ قائلاتٍ / ليسَ تحتَ الخضراء أكرم مني
لا عدت بابك السعود فإنا / قد وجدناه غاية المتمني
يا بروقاً على ربى يبرين
يا بروقاً على ربى يبرين / أيّ بيض أغمدتَ بين جفوني
نحرت نصلك الكرى فلهذا / سالَ من مقلتي دمٌ من شجوني
وحكت رونق الثغور إلى أن / ضحكت بالبكا ثغور العيون
آه للثغر والفم العذب أمسى / منهما العقل بين ميم وسين
وغرير ما زلت ألقى الهوى في / هِ بدمعٍ وافٍ وصبر خؤون
ما عذولي في حبِّه برشيدٍ / لا ولا رأيُ ناصحِي بأمين
وديارٌ من الأحبَّة أقوت / فصداها لبعدهم كالأنين
درست فهي لا تُبين إلاَّ / بالأسى تستفزُّ قلب الحزين
أو أرى في أراكها ضوء ثغرٍ / كلَّما ضلَّ رسمها يهديني
معهد طالما نعمت وعيشي / مستماح اليدين غير ضنين
بغصونٍ من أرضه كقدودٍ / وقدود من أهله كغصون
وجنان الخلود يفتح منها الل / ثم صدغاً يظلّ كالزرفين
كنت فيها أثرى الأنام من الصب / وة واللهو والصبا والجنون
بين راحٍ من الأباريق مك / يول ولفظ من الغنا موزون
ذاك عيش مضى عزيزاً فلا غرْ / وَ لعينٍ تبكي بماءٍ معين
ووجوه مثل الدنانير قد عا / لجها دهرها بصرف المنون
قد رماني بضرّ أيوب منها / كلّ خدٍّ بصدغهِ ذي النون
ثم زالَ الصبا ومن كانَ يصبي / وشجوني كما علمت شجوني
لستُ أسلو تلك المحاسن حتَّى / يتسلى الندى جلال الدين
ملتقى القصد مرتقى المدح مهوى ال / رفد غيث الولي غيظ القرين
بحر فقه وإن تشأ فابن بحرٍ / في ضروب البيان والتبيين
وخطيب يكفي الخطوبَ بلفظ / يستميل الصخور بالتليين
ساجع يورق المنابر ميساً / فتلذّ الأسجاع فوقَ الغصون
وإمام المحراب يشهد علمٌ / حازهُ أنه إمام الفنون
وسريّ ضاهى الهلال ارْتفاعاً / وضياء بعزمه المستبين
ساور الفرقدين عنه إلى أن / أسلماه وتله للجبين
ضاع مدحٌ يهدى لغير علاه / ضيعة البكر في يد العنين
فعلت راحتاه في كلّ عسرٍ / مثل فعل المضاف في التنوين
كل يوم فتوَّةٌ وفتاوٍ / منقذات الجهول والمسكين
قسماً بالضحى لديه من البش / رِ وبالليلِ من يراعٍ أمين
إنَّ نظم المديح فرضٌ علينا / كلّ يوم لعزمه المسنون
شبه الناس جوده بالغوادِي / كاشْتباه الهلال بالعرجون
هكذا يفخر المحاول فخراً / ليس حسن الوجوه كالتحسين
شرفٌ في تواضعٍ واحْتمال / في اقْتدارٍ وهيبةٌ في سكون
لجأ الفضلُ من علاه لطودٍ / مشمخرٍّ سامي المنال ركين
ويراع قد كانَ مرباه قدماً / في عرينٍ يسقى بغيثٍ هتون
فلهذا في الجودِ حاكَى حبا الغي / ث وحاكى في البأسِ أسد العرين
فيه سحر يبين عنا شكوكاً / أيّ سحرٍ كما رأيت مبين
ووقى كلّ آمرٍ جلب القص / لمغناه غير ما مغبون
من أناسٍ سادوا وشادوا معالي / هم بشدٍّ عند الفعال ولين
مثل بيضٍ من الظّبا رونقاً في / صفحاتٍ وحدّه في متون
ملكوا راية البيان وحلُّوا / عنق الدهر بالكلام الثمين
أيُّها العالم الذي حصَّن الدِّ / ين بأوراقِ كتبه في حصون
أمر الله أن تسود ويزهى / حينك المجتلى على كلّ حين
فابْق سامي المحلّ هامي العطايا / سابق المجد دائم التمكين
واجْتل البكر من ثنائيَ لا تحتا / ج من واصفٍ إلى تزيين
أنت أولى يا بحر علمٍ وبرّ / كل وقت بمثل هذي النون
سلكت راحتاك ما اسْتصعب النا / س من الجودِ والعلى في الحزون
أصل كلّ الأنام ماءٌ ولكن / أنت من رائقٍ وهم من أجون
من عذيري من الطَّلا والأغاني
من عذيري من الطَّلا والأغاني / وليالٍ مرَّت على حلوان
ذهبت بالذي ملكت من الما / ل كأنيَ سبكة في القناني
ونديم يسعى بكأسيهِ مسعى / قمر التّم حوله الفرقدان
أهيف قسمت لواحظه السو / د زكاة الغنى على الغزلان
يتثنى وحليه يتغنى / هل سمعت الحمام في الأغصان
وغوانٍ تغني عن الطيب والح / لي لهذا تسمى الملاح غواني
ضاربات الدفوف في جيشِ لهوٍ / طاعنات الهموم بالعيدان
يا نديميّ في المدام فداءٌ / لكما في المدامة العاذلان
خلقا البيت بالكؤسِ سروراً / واشْرباها صفراء كالزعفران
واسْقياني فإن اشْتكيت داءً / فاسْقياني إن شئتما تشفياني
وإذا ما قتلت بالراح سكراً / فادْفناني في بعض تلكَ الدِّنان
وانْضحا من دمِي عليهِ فقد كا / ن دمِي من نداه لو تعلمان
جدّدا لي عيشاً على السفحِ قدماً / أيّ عيشٍ مضى وأيّ مكان
ذاكَ دهرٌ كأنَّني كنتُ فيه / بين حال الوسنان واليقظان
أحتسي الراح لا بكيلٍ وأعطي / كرماً ذا وذا بلا ميزان
وأعاني العيش الهنيّ وأهنى ال / عيش يا صاح عيشةُ النشوان
مستريحاً من حرفتي أدبي الغ / ضّ وعقلي في مثل هذا الأوان
إثن عني يا دهر نارك إنِّي / لحمى الأحمديّ ثاب عناني
الكبير الذي تُعلم نعمى / كفه الناس سحرَ هذا البيان
قاتل المال بالنوال فما أك / ياس أمواله سوى أكفان
جار حتى ظنَّ الغريب ندى كفّ / يه هزؤاً بالمقتر اللهفان
وتعدى الكرام سبقاً إلى أن / قيل ما ذا في قدرة الإنسان
همَّة جازت السماك وفي عق / ل الأعادِي وحالها دبران
وندًى شبَّ ذكره فنسينا / ما سمعناه عن فتى شيبان
وفخار ما بين عرضٍ عزيزٍ / قد تربت وبين مال مهان
وجواد إذا اجْتبى وحبا الما / ل فقل في السيول من ثهلان
فاطْلب رفده إذا كنت ممَّن / يرتقي كائناً على كيوان
ذاك قدرٌ نائي المكان ولكن / ذاك رفدٌ لطالب الرّفد داني
ومحل سامي السماك إلى أن / حررته كواكب الميزان
شمْ نداه وذهنه الصفو واحْذر / من عوادِي الطوفان والنيران
أيّ ذهنٍ وأيّ برٍّ وحامٍ / كله قد حلا لذوق الجاني
وكلام لو قلد الغيد عقداً / فرَّطت في قلائد العقيان
قسما من طروسه الغرّ بالنو / ر ومن نفس خطها بالدّخان
إنَّها كالظباء في أعين الخل / ق ومثل الشنوف في الآذان
من نظام يعشو له الأعشيان / ونثارٍ يعنو له العبدان
ويراع بكفِّه هو عندي / قصب السبق حازه والرهان
خطه والكلام حلوان لكن / هو يوم الوغى من المرَّان
ما رأينا كريقه يبرئ الس / مّ إذا اهتزَّ وهو كالثعبان
يا جواداً أنشى المدائح معنًى / بنوالٍ يريك معنًى ثاني
ربَّ ليلٍ قد خضته لك بحراً / متعب الحوت واقف السرطان
ونهار كأنما الآل فيه / مرهفٌ في الوغى بكفِّ جبان
واثق الوعد من طرابلس الشا / م بجودٍ حيث التقى البحران
مهدياً من مدائحِي لك عذراً / لها في القريض رفعة شان
لم يحكّ وشيها ابن أبي سل / مى لرب المكارم ابن سنان
لا ولا قال في القريض شقيقاً / لحلاها زياد في النعمان
من حسانٍ لديَّ لم تهد إلاَّ / لفلانٍ من الورى وفلان
فتهنى بها فربَّ كريمٍ / قبلنا عدَّ مثلها في التهاني
وابْقَ حتَّى يبلى الجديدان من طو / لِ نواءٍ ويلتقي الخافقان
ليَ ذكر سارٍ بودك في الخل / قِ فلو لم تجد عليّ كفاني
أيّ شيء يا سيدي يبلغ النا
أيّ شيء يا سيدي يبلغ النا / س ويصطادهم بكلّ مكان
وهو ذو حافرٍ يسير ويسري / كلّ وقت وليس كالحيوان
ملحد لا يزال في شرعة الدِّي / ن وإن كانَ ليس بالإنسان
هنأ الله حسبة بك حلَّت
هنأ الله حسبة بك حلَّت / وسرى برّها لقاصٍ وداني
وتعالت إلى السماءِ إلى أن / نظرت في الذِّراع وفي الميزان
سألتني مثيلة القمرين
سألتني مثيلة القمرين / كيفَ حالي فقلت يا مثل عيني
زمن الليل والنهار تلاه / زمنٌ في اللسان والركبتين
غير أنَّ الدُّعاء والمدح للسلط / ان مني على كلا الحالتين
ذاكَ مرمى وذاكَ رفعاً إلى الل / ه وللملك نصب عين اليدين
ولأقلام صاحب السرّ والأنظ / ار والاحتجاب في الخافقين
من يكن ذا صناعة عرفت أو / زمن خيفٍ لم يضع بين ذين
دامَ رأي العلى متى برّ رأياً / يؤتِهِ الله أجره مرتين
يا ملاذ الأنام هنَّاك الل
يا ملاذ الأنام هنَّاك الل / ه بعيدٍ مبارك ميمون
لا تسلني عن حال عائلتي في / ه فإني من أمرهم في جنون
ليس غيري في البيتِ قطعة لحمٍ / فتفضَّل من قبل أن يأكلوني
سرْ على اليُمن والسعادة يا من
سرْ على اليُمن والسعادة يا من / شيَّد الله في المعالي مكانه
أنت سهمٌ لله ما كانَ يخلى / منه أوطان مصر وهي كنانه
قالَ لي الصّحب ما نباتك يا
قالَ لي الصّحب ما نباتك يا / منتسباً قلت لا تغمُّوني
بوعد محمود إذ أعيش به / علمتُ أني نبات كمُّون
لذْ بشيخِ الشيوخ يوم رجاءٍ
لذْ بشيخِ الشيوخ يوم رجاءٍ / والْتجئْ واهْنأ ميامن منّه
والْقَ منه الصَّفا فما هو ممَّن / يتولى عن مادحيه بركنه
سادتي ما كان أجمع شملي
سادتي ما كان أجمع شملي / فأصاب ذلك الشمل عين
يا لها عين رقيبٍ أصابت / فمتى أبصرها وهي غين
كلّ شهرٍ لنا هلالٌ جديدٌ
كلّ شهرٍ لنا هلالٌ جديدٌ / مبرز للفناء كلّ مصون
يقرأ الناظر المفكّر فيه / فوق طرس السماء نون المنون
قلَّ عوني على الزمان فأصبح
قلَّ عوني على الزمان فأصبح / تُ صبوراً على مراد الزمان
حابس اللفظ واليراع عن النا / سِ فلا من يديَّ ولا من لساني
من معيني على دقيقة خصرٍ
من معيني على دقيقة خصرٍ / فاحْتيالي مضاعفٌ أشجاني
أحسنت كي تزيد في الصدِّ همِّي / فهي مذمومة على الإحسان
هام بالركن هائم
هام بالركن هائم / عدَّلوا فرط حزنه
فعصى كلّ عاذلٍ / وتولَّى بركنه
إن في نائب الشآم اعتباراً
إن في نائب الشآم اعتباراً / للبرايا ما بين عالٍ ودون
كانَ أرغون شاه فاجأ الذب / ح فأمسى شاه بلا أرغون