المجموع : 3
سَلْ صدورَ الرِّكابِ ماذا الحَنينُ
سَلْ صدورَ الرِّكابِ ماذا الحَنينُ / وعَليْها تلك الظِّباءُ العِينُ
نحن أوْلَى بأنْ نَحِنَّ غراماً / لخليطٍ تَواعَدوا أنْ يَبينوا
حيث عَهْدي به يَجولُ وِشاحٌ / للغواني غداً يجولُ وَضين
يا مطايا الأحبابِ أنتُنَّ للعُشْ / شاقِ مثْلُ اسْمِكُنَّ والطّاءُ نُون
ليت أنّا منَ اللّيالي عَلِمنْا / ما لنا في ضَميرِها مكنون
كلّما عنَّ لي حبيبٌ وَفِيٌّ / عَنَّ من دونهِ زمانٌ خَؤون
قلْ لأحبابيَ الّذين سَبَوْني / فوجودي شَكٌّ ووَجْدي يقين
أنتُمُ والزّمانُ حينَ تخونو / نَ يَفي أو تَفونَ حينَ يخون
عانَدتْنا فيهمْ صروفُ اللّيالي / وفنونٌ من اللّيالي الجُنون
لا تسَلْ أنْ أَقُصَّ ما كان منها / وأجِرْ إنْ أطقْتَ مِمّا يكون
كم تُرجَّي تَعَلُّلاً بالأماني / أنْ سيُقْضَى لصَعْبِه تَهْوين
فيكَ يا دهرُ مُقْعدي ومُقيمي / أمَلٌ جامحٌ وحَظٌّ حَرون
طَرْفيَ الدّهرَ مُقْفِرٌ من وفيٍّ / وفؤادي من حبِّه مَسْكون
قلتُ للبائعي سَفاهاً برُخْصٍ / وهْو لو كان يَفْطُنُ المَغْبون
لا بفِعلٍ تُرضَى ولا بمقَالٍ / هبْكَ زَيْفاً ما فيك أيضاً طَنين
كلُّ هذا وبي من الحبِّ ما بي / يا ابنةَ القومِ والحديثُ شُجون
سأَلَتْني ما لي خَفِيتُ نُحولاً / كيف لي أن يُبِينَ ما لا يَبين
جملةُ الأمرِ أنّني فيكِ مُضْنىً / روحهُ بالمُنى لديكِ رَهين
كنتُ مثْلَ الخيالِ إذ أنا خِلْوٌ / رُبّما تَهْتدي إليّ العُيون
فأنا اليومَ من نُحوليَ مُلْقىً / حيثُ لا تَهْتدي إليّ الظُّنون
وكأنّي للمُلْكِ سِرٌّ يَمينُ الدْ / دِينِ من عِزّه عليه الأمين
مَلَكَ المجْدَ كُلَّه والمعالي / مَنْ له النُّصحُ باللُّها مَقْرون
ناصِرٌ كُلّما انْتضاهُ حُسامٌ / ناصحٌ كُلّما ارتآه مُبِين
يُؤْمَنُ المرءُ ثُمّ يُؤْمَلُ جُوداً / هو ذاك المأمولُ والمَأمون
ظلَّ فوقَ الأحرارِ ظِلاًّ ظليلاً / وهْو دونَ الأسرارِ حِصْنٌ حَصين
ليس يُخْلى ومن يُمْنِ جَدٍّ وجِدٍّ / رأْيُه أو رُواؤه المَيْمون
ليس يُدرَى إذا انْتَدى يومَ فَخْرٍ / فَلْكٌ ما يَضُمُّه أَو عَرين
كُلّما ازدادَ رِفعةً زاد لُطْفاً / والقَنا كلّما تَطولُ تَلين
قلْ لمَنْ أصبحَ الأكابرُ طُرّاً / ولهمْ منه باليَمينِ اليَمين
وإذا أقسمَ الفَتى لا يَراهُ / فَرَقاً منه في يَمينٍ يَمين
بانَ قِدْماً مَحلُّ مجدِك حتّى / لم يَزِدْ في وُضوحهِ التَّبْيِين
وارتضاكَ السُّلطانُ نُصْحاً فأضحَى / من نواصي العُلا لك التَّمكين
وأتاك التَّشْريفُ منه فوافَى / وله أنت زائنٌ ومَزين
خلعَتْ من صُدورِ قومٍ قلوباً / خِلْعةٌ حُسْنُها بيُمْنٍ ضَمين
مَن رأى في البدورِ حتّى رأَيْنا / والمعالي لهنَّ حِينٌ يَحين
مثْلَ بَدْرٍ أوفَى على مَتْنِ ليلٍ / وبصُبْحٍ قد شُقَّ منه الجَبين
ذي حُليٍّ كأنّه حينَ يَجْري / فُلْكُ بحرٍ من عَسْجدٍ مَشْحون
مُمسِكٌ للعِنانِ في الكفِّ منه / مَن بإمساكِ عسجدٍ لا يَدين
عَزَّ مقْدارُ تِبْرِه عند كفِّ / عنْدَها الدَّهْرَ كُلُّ تِبْرٍ يَهون
ومُذالٌ عليه غَيْرُ مُذالٍ / مُذْهَبٌ ساطعُ الشُّعاعِ مَصون
مُعشِبٌ وهْو مُعلَمٌ ببَهارٍ / من رياضٍ تَوشَّحَتْها الحُزون
أَخضرُ اللَّونِ مُكْتَسيهِ كَساهُ / كُسوةً لم يكنْ لها تَكوين
إنّما اخضرَّ حينَ أسبلَ فيه / عارِضٌ واكفُ العَزالى هَتون
عارِضٌ للجيوشِ عارِضُ مُزْنٍ / فمَعاني الجمالِ فيه فُنون
جُنْدُه فوق قَطْرِه حينَ يُحصَى / كَثْرةً إذ يَضُمُّهمْ تَدْوين
سار في موكبِ الجلالةِ والخَلْ / قُ شُخوصٌ عُيونُهمْ لا شَفون
والنّدى من أَمامِه راكبٌ يَحْ / جُبُ والشَّأْوُ في العطاء بَطين
وغلامٌ وراءه في يدَيْه / زَنْدُ بأسٍ للنّارِ فيه كُمون
مَشْرَفيٌّ كأنّما الغِمْدُ منه / بَطْنُ لَيلٍ فيه الصّباحُ جَنين
ومِجَنٌّ شَبيهُ أُفْقِ سَماءٍ / بمَصابيحها لها تَزْيين
وقَرينانِ من رماح طِوالٍ / مثْلما سايرَ القرينَ القرين
بسِنانَيْنِ أغْلفَيْنِ ولكنْ / بهما قَلْبُ مَن قَلاكَ طَعين
في غِشاءيْنِ أَصفَريْنِ صَقيلَيْ / نِ يقولُ المُشاهِدُ المُسْتَبِين
أَورَثا حاسدِيك ما عكَسوهُ / فلثَوْبَيْهما بهِ تَلْوين
رُتَبٌ من عُلاً بدَتْ وهْيَ عُنوا / نٌ ويأتي من بَعْدِه المَضْمون
يا هُماماً فاقَ السّماءَ سُمُوّاً / بعدَ هذا من السَّعادةِ سِين
بِكَ تُزْهَى الأعمالُ لا أنت بالأع / مالِ فالعَيْنُ أَنت وهْيَ الجُفون
ففِداءٌ لراحتَيْكَ الورَى طُرْ / راً جَواداً برُوحِه وضَنين
كعبةٌ أَنت للعَلاءِ وإنْ لَم / تَك في قُربِكَ الصَّفا والحَجون
وكريمٌ من السّماءِ مُعانٌ / وعلى الدّهرِ للعُفاةِ مُعِين
كم طوَتْ ما طَوتْ بيَ الأرضُ حتّى / بَلّغتْني ذُراه حَرْفٌ أَمون
فلقد صُغْتُ من مديح سِواراً / تكْتَسيهِ للدِّينِ مِنكَ يَمينِ
إنّما النّاسُ إصبَعٌ من شِمالٍ / يا أخا المَجْدِ حيثُ أَنت اليَمين
كيف يَبْغي الوُصّافُ وَصْفَكَ حقّاً / وهْو فَوقٌ منَ العَلا وهْيَ دُون
حَسُنَتْ في العُلا صِفاتُك جِدّاً / فهْيَ لا يُبْتَغَى لها التّحْسين
بَلِّغا لي أَبا عليٍّ مَقالاً / وهْو منّي بكلِّ شكرٍ قَمين
أَنّ حُبّي له مدَى الدّهرِ مَفْرو / ضٌ وحُبّي مَعاشراً مَسْنون
كم تَمنَّيْتُ عَودةً لي إليه / والأماني على اللّيالي دُيون
والفتَى عُرْضةً وللدَّهرِ حُكْمٌ / والمُنَى غَفْلةً وللشّيء حِين
يا مَكينَ الملوكِ دَعوةَ مَنْ كا / نَ له عندهُ مَكَانٌ مكين
كُنْ كعَهْدي في الوُدِّ فاليومَ فوقَ ال / عَهْدِ في الجودِ لي بكَ المَظْنون
لك منّي مدَى الزّمانِ ثَناءٌ / كُلُّ دارٍ من نَشْرِه دارِين
أَنت في حَلْبةِ الكرامِ هِجانٌ / حيثُ يُمسي الغَمامُ وهْو هَجين
كُلَّ يومٍ للمُلْكِ ما عِشتَ فيه / معَ ضوء الصّباح فَتْحٌ مُبِين
ففِداءٌ لِما وَطئتَ من الأرْ / ض حسودٌ إذا سُرِرْتَ حزين
مِن فتىً مالُه إذا شاء ذُخراً / في رقاب الورى له مَخْزون
عَصْرُه للوليِّ مِنَنٌ مِنَ اللّ / هِ عليه وللأعادي مَنون
فلْتدُمْ للعلا وللمَجْدِ ما صي / غَتْ لوَرْقاءَ في الغُصونِ لُحون
وأُديرتْ كأسْ النَّسيمِ معَ الصُّبْ / حِ فمالَتْ بالسُّكرِ منها الغُصون
فسِواهُ بالضّادِ والظّاء للحُرْ / رِ ضَنينٌ بماله وظَنين
فإذا أُلجيءَ المُضافُ إليه / فهْو منه بنَصْرهِ التَّمكين
أسْعِداني في الحُبِّ ما تعْلَمانِ
أسْعِداني في الحُبِّ ما تعْلَمانِ / وقِفا لي فقد بَدا العَلَمانِ
ودَعاني أُجِبْ بدَمْعيَ شَوقاً / حادثاً ما دعاكُما ودَعاني
ما انتظَمْنا للأُنْسِ في سِلْكِ قُرْبٍ / أيُّهَا الصّاحبانِ فاغْتَنماني
واذْكُراني إذا بَعُدْتُ فإنّي / قَمِنٌ منكُما بأنْ تَذْكُراني
هو ما تَعْرِفانِ من بَرْحِ َشوقي / فاعذِراني الغَداةَ أو فاعْذُلاني
نَمْنَمتْ وَجْنتي دموعي فَنمَّتْ / يومَ سارتْ بَواكرُ الأظْعان
سِرُّ وَجْدي مُستودَعٌ في جُفوني / وهْو يَبْدو إذا الحبيبُ جَفاني
ظَلموني وقد بكَيْتُ لشَجْوي / حينَ لاقُوا مَلامةَ الغَيْران
أَخَذوا حيثُ أكتُمُ السِّرَّ فيه / وهُمُ يأْمُرونَ بالكِتْمان
بَعْدَ أنْ لم أجِدْ فُؤاديَ في صَدْ / ري جَعلْتُ الأسرارَ في الأجفان
يا خَليليَّ خَليّاني ومَنْ أهْ / وَى وإنْ طالَ مَنْ هَواهُ هَواني
وأقِلاّ لَوْمي فإنّي أَرَى الدُّنْ / يا بإنسانِ ذلكَ الإنسان
ما نَسِيتُ العَهْد القديمَ ولا أَص / بحَ ناسٍ مَنْ عَهدُه أَسْلاني
فسقَى اللهُ ليلةَ القَصْرِ والعَس / كرُ قد خَيّموا على هَمَذان
ما تَذكّرْتُها على النَّأيِ إلاّ / هَيَّجتْ لي بذكرِها أَشْجاني
سلَبتْني فيها رُقادي و أَفرا / حي ومن بَعْدُ ما مضَتْ أَحزاني
هو ذاكَ الفِراقُ فارقَني نَو / مي وما عادَ بَعدَه يَلْقاني
قَصَّر الوَصْلُ ليلةَ القَصْرِ منْ بَعْ / دِ تَمادي تَطاوُلِ الهجْران
رُبَّ بَدْرٍ ملأتُ عَينيَّ منه / طالعاً غَيْرَ أَنّه ما هَداني
عاقِداً للقَباء منه على خَطْ / طِيّ رُمْح يَهْتَز أَو خُوطِ بان
فارساً ناظرَيْهِ قد أخَذا لي / صَوْلَجانَيْ صُدْغَيْهِ يرتكِضان
فَهُما يَضْرِبانِ لي كُرَةَ القَلْ / بِ المُعنَّى والحَلْبَةُ الوَجْنَتان
وهْو مع ذاك مُسمِعٌ مُبْدِعٌ حُلْ / وُ المَعاني فصيحُ نُطقِ اللِّسان
بات يَشْدو لنا وقد ضَمَّ في الحِضْ / نِ رَسيلاً يُمْلي عليه الأغاني
أَحْدَبُ القَدِّ مُحكَمُ الشَّدِّ في حلْ / قهِ شَطْرُ الحَنِيَّةِ المِرْنان
وهْو ذو ألسُنٍ ولكنَّه أَخْ / رَسُ إلاّ ما استَنْطقَتْه اليَدان
فبَياني كأنّه أَخَذَ الأو / تارَ منْه هَواه ممّا يَراني
والنَّدامَى في مَجْلسٍ أَدَبيٍّ / غائبِ الرّاحِ شاهِدِ الرَّيْحان
تتَعاطَى مُدامَ نَظْمٍ ونَثْرٍ / من كُؤوس يُشْرَبْنَ بالآذان
شُعراءٌ من بَيْنِ عُرْبٍ وعُجْمٍ / نُظَراءٌ في حِدَّةِ الأذْهان
كلّما دارَ في الخَواطرِ مَعْنىً / نظَموهُ فدار في الألحان
ذاك عَصْرٌ مضَى وقد جاء عَصْرٌ / شَدَّ ما قد تَخالَفَ العَصْران
حالَ حالي وحالَ في إثْرِه لوْ / ني بصَرْفِ الزَّمانِ ذي الألوان
زُرْتُ فازْوَرَّتِ المليحةُ إذْ حَلْ / لَتْ بحالي وجِسميَ العِلّتان
وهْي تَهوَى العِقْيانَ لا أَنْ تَرَى مِنْ / نِيَ وجْهاً في صُفْرة العِقْيان
واعْوِجاجٌ بالدَّهرِ أَن يَمْنَحَ الخَدْ / دَيْنِ منّي ما تَطْلُبُ الكَفّان
كيف أَرجو نَيْلَ الغِنَى في زَمانٍ / أنا بالنّاسِ فيه ذو عِرفان
ظَلَّ مالي وظَلَّ عِلْميَ فيه / وهُما في نهايةِ النُّقْصان
ورَضِينا بقسْمَةِ اللهِ إذ كا / نَ مُحالاً أَن يُجْمَعَ الفَضْلان
أَن يكونَ الزّمانُ عَيْبيَ أَوْلَى / بيَ من أَن أَكونَ عَيْبَ الزَّمان
طاولَتْ مُدةُ الصِّيامِ شَكاتي / وعَراني من بَرْحِها ما عَراني
وكأنَّ الرّجاءَ عن كلِّ خَلْقٍ / حينَ أَفطَرْتُ صامَ فيها مكاني
فكمِ الصّومُ يا رَجائي وشَوّا / لُ أَتى قاصراً يدَيْ رَمَضان
قال لا فِطْرَ أَو أَرى غُرّةَ الأُسْ / تاذِ بالسّعْدِ فهْيَ عِيدُ الأماني
الّذي اعتادَ جُودُه الغَمْرُ أَن يُسْ / رِفَ بَذلاً حتّى أَقولَ كَفاني
والّذي يَشْتري الثّناءَ ويُعْطي ال / وَفْدَ فيه غَواليَ الأثمان
مَنْ بَرى اللهُ شَخْصَه للبَرايا / مِنَناً كُلَّه بغَيْرِ امْتنان
ذو عَلاءٍ وذو عَطاءٍ جَزيلٍ / فهْو ناءٍ منَ الورى وهْو دان
مَن ظُباهُ ومَنْ عِداه جَميعاً / ما تُقرُّ الغِرارَ في الأجفان
ساحةٌ ما خلَتْ بها ساعَةٌ في الدْ / دَهْرِ للحاسدِينَ والضيِّفان
من دَم سائلٍ بملْء جُفون / من مُعاديهِ أَو بملْءِ جِفان
عارضٌ للجيوشِ في الجودِ فَرْدٌ / ويداه للمُرتَجي عارضان
تحتَ أَعلامِه العَساكرُ في الهَيْ / جا وتحتَ الأقلامِ في الدِّيوان
هو يُمْضيهمُ فيَمْضونَ والمِطْ / عامُ أَصْلُ الغَناءِ للمِطْعان
صارمٌ من صوارمِ المُلْكِ ماضٍ / وسَديدٌ من أَسهُمِ السُّلطان
مُذْ تَولّى أَمرَ المظالمِ قالَ النْ / ناسُ قد عادَ عَدْلُ نُوشَروان
صدَقَ القائلونَ خُصَّ بذا الإس / مِ وذا النَعْتِ في الزَّمان اثْنان
أنت حَقّقْتَ ما ادَّعَى ذاك والصّا / دِقُ من فَجْرِيَ الظَّلامُ الثّاني
مِثْلمَا خُطَّ والمُؤخَّرُ ممّا / كتبوهُ مُقَدَّمٌ سَطْران
لاحقٌ سابقٌ وكم غَلطاتٍ / كُتبَتْ في صَحائفِ الأزمان
فرعَى اللهُ مَنْ غدا وهْو راعٍ / غَيْرَ وانٍ لنا ولا مُتَوان
مَنْ يُعاني أمراً يُعانُ عليه / كم مُعانٍ للأمر غيرِ مُعان
جمَع العرْضَ والمَظالِمَ جَمْعاً / وهما في قياسنا ضِدّان
فهْو مازال آمراً بالعِدا الأجْ / نادَ أو ناهِياً عنِ العُدوان
تارةً يُرهفُ الأسنةَ للرَّوْ / عِ وطَوراً يَثْني شَبا الخِرصْان
بنَحيلٍ يَظَلُّ ذا دَمْعةٍ سَو / داءَ تَجْري في أوجُهٍ غُرّان
يَكْتسي أنمُلَ الكُفاةِ وإلا / فهْو راضٍ بوصمَةِ العُرْيان
ذو لسانٍ كأنّ في شَقّهِ مَشْ / قاً يُوالي الأسجاعَ كالكُهّان
فهْو أفعَى وليس من أهلِ نَجْرا / نَ كأفْعَى المَوصوفِ بالنَّجْران
يَرقُمُ الطِّرْسَ وهْو كالأرقَمِ النَّضْ / ناضِ يَسْعَى لسانُه شُعْبَتان
وكأن الكتابَ لمّا رأوه / لضَميرِ الفؤاد ذا إعلان
عاقَبوهُ عمّا يَبوحُ بسرِّ ال / مُلْكِ طَبْعاً فشُقَّ وَسْطُ اللسان
يا مَطافاً للوَفدِ من كُلّ أرضٍ / ومُحلَّى بالعَدْلِ والإحسان
عُهدَتْ كَعبةٌ وجئْتَ فصارَتْ / للهُدَى اليومَ والنّدَى كَعْبتان
غيرَ أنّي كالمُحْصَرِ العامَ بالأسْ / قامِ عن لَثْمِ أَشْرَفِ الأركان
ورأيتُ الطَّريقَ أصبحَ كالسِّلْ / كِ إليه والنّاسَ مثْلَ الجُمان
وعلى خاطري وخِطاري من دو / نِ قَصدي ومَقْصدي عُقْلَتان
وجَرى ذكْرُه فحَلَّ العِقالَيْ / ينِ رَجائي عن ناقَتي ولساني
وتَجلَّتْ بناتُ فِكْري فحُلِّ / يَتْ بدُرِّ الألفاظِ غُرُّ المعاني
فتَهنَّ النّيروزَ وازْدَدْ سُروراً / فهْو عيدٌ مُعظَّمٌ خُسْرُواني
جاء ذا الفِطْرُ كالمُصَلّي معَ السّا / بقِ شَوقاً إليك يَسْتَبِقان
عَجَميٌّ إمامُه عَرَبيٌّ / قد ألمّا فليَهْنِكَ الزّائران
وصباحُ النَّيْروزِ أوْلى صَباحٍ / بالتَّهادي لدى الورى والتَّهاني
فَتقَبَّلْ هَديَّتي فهْيَ دُرٌّ / كلُّ دُرٍّ سواه في الأرضِ فان
وابْقَ ما وشَّحَ الرّياضَ رَبيعٌ / حاكياً وَرْدُه خُدودَ الحِسان
خالداً يا ابْنَ خالدٍ لا يُطيقُ الدْ / دَهرُ ما عاش هَدْمَ ما أنتَ بان
لستُ أنسى ليالياً قد تَقضَّتْ
لستُ أنسى ليالياً قد تَقضَّتْ / بوِصالٍ وطِيب عَيْشٍ بمغْنَى
كم قضَيْنا بها لُبانةَ أُنْسٍ / وظفرْنا بكُلِّ ما نَتمنّى
حيث غُصْنُ الشّبابِ رَيّانُ من ما / ءِ صِباهُ معَ الهوَى يتَثنَّى
قد أتَتْ بَغتةً وولّتْ سِراعاً / كطُّروقِ الخيالِ مُذْ زارَ وَهنا
أتُرى هل تَعودُ لي بالتداني / ومُحالٌ جَمْعي بها أو تُثَنّى
غيرَ أنّي أُعلِّلُ النَّفْسَ عنها / بالأماني الكِذابِ وَهْماً ووَهْنا
أتمنَّى تلك اللّيالي المُنيرا / تِ وجَهْدُ المُحِبِّ أَن يتَمنّى